hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    دروس تربوية من الانتخابات النيابية (البرلمانية)

    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    دروس تربوية من الانتخابات النيابية (البرلمانية)  Empty دروس تربوية من الانتخابات النيابية (البرلمانية)

    مُساهمة  alhdhd45 الجمعة 20 أبريل 2012 - 12:21

    الأستاذ علي مختار
    سؤال يتبادر إلى الأذهان ويطرح نفسه في هذا الوقت بالذات، لماذا فاز الإسلاميون في الانتخابات البرلمانية؟ وقد اختلفت وجهات نظر الباحثين في سبب فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية خلال هذا العام في عدة دول إسلامية، و في أعوام سابقة في دول أخرى، وتراوحت وجهات النظر إلى عدد من الأسباب، منها:

    أولا: شوق الشعوب الإسلامية للعودة للمنهج الإسلامي؛ بعد أن جربت المناهج المستوردة، أو بالأصح: بعد أن فرضت عليها الدول الغربية أو الاستعمارية الحكم بمناهج مستوردة، ففي عدة دول تم استبعاد الحكم بالإسلام أو الحكم بالشريعة الإسلامية الربانية، واستبداله بمناهج أرضية، مثل: المنهج الاشتراكي، أو الرأسمالي، وقد سئمت الشعوب من هذه التجارب والتي فيها تغيير هوية المجتمع الإسلامي، ومسخ شخصيته، وتغيير انتماءه، وإضعاف اعتزازه بثوابته، واشتاق المسلمون ـ بعد انتشار الصحوة الإسلامية ـ إلى أن تتحاكم إلى الكتاب والسنة؛ فلذلك انحازوا للإسلاميين المتمسكين بأصول الدين، واختاروهم على من يتمسك بالمبادئ المستوردة.
    مع العلم أن الشعوب في العصر الحديث لم يترك لها المحتلون الفرصة للاختيار، ولم تجرب المنهج الإسلامي، بل فرضت عليها التجارب الأخرى والمناهج المستوردة، وتم تزوير إرادتها ومنعها من التعبير بحرية عما تريد، أو تختار، فلما منحت الفرصة بحرية اختارت من وعدها بتطبيق الإسلام، وهذا يدل على حب الشعوب للإسلام، وإلى شوق الغالبية للتحاكم للمنهج الإسلامي.

    وثانيا: لأن الحكام أصحاب المناهج المستوردة قد أسرفوا في نشر الفساد في جميع المجالات، وقاموا بنهب الثروات، واستغلال السلطة، وقلب الموازين، وقهروا البلاد، وظلموا العباد، وتحكموا في مقدرات الوطن، وغيروا وزوروا إرادة الجماهير، وأشعلوا الفتن الطائفية، وفرضوا أنفسهم على الجماهير، بل أرادوا توريث الحكم لأبنائهم من بعدهم وتغيير النظام على أهوائهم، وقد تكون هذه من ضمن أسباب انتفاضة الشعوب، ولما نجحت الثورات في بعض البلاد وأتيحت للشعوب حرية الاختيار، وضمنوا عدم تزوير إرادة الشعوب بإجراء انتخابات حرة ونزيهة؛ فاختاروا بمحض إرادتهم ولأسباب عديدة أصحاب المنهج الإسلامي؛ ممن جربوهم في عدة مجالات سابقة، مثل: اختيار الشعب التونسي حزب النهضة الإسلامي، وفي المغرب اختار الشعب حركة العدل والمساواة الإسلامية، وفي مصر اختار الناخبون حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور التابع للدعوة السلفية، ومن قبل عدة سنوات وبعد إجراء انتخابات نزيهة في فلسطين، اختار الفسلطينيون حركة حماس الإسلامية، وفي الجزائر فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بأغلبية الأصوات وتلتها حركة مجتمع السلم، وحدث هذا أيضا قبل ذلك في السودان (فوز القوى الإسلامية، ومنها الجبهة الإسلامية) وفي تركيا (منذ أكثر من ثلاثين عاما فاز حزب الرفاة، ثم بعد ذلك حزب العدالة والتنمية)، ومن قبل فاز الإسلاميون في باكستان وفي غيرها.
    وهذا يدل على حب الشعوب المسلمة للتخلص من الفاسدين، واشتياق الجماهير للسير في الطريق الحقيقي للتنمية، وتحقيق للإصلاح المنشود والتغيير المأمول.

    ثالثا: يدل فوز الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية على أن الشعوب الإسلامية والتي تربت على الإسلام منذ القدم، وتعرضت على يد المحتلين وأذنابهم لمسخ هويتها بالقوة، ونشر المبادئ العلمانية تارة والاشتراكية تارة أخرى، ومع الإبعاد المتعمد للقيم الدينية، وتقديم القيم والمبادئ المستوردة، ومع ذلك احتفظت الشعوب الإسلامية بدينها، وتمكنت من الحفاظ على مبادئها.

    رابعا: ما حدث في عدة دول بعد فوز الإسلاميين من حروب مستمرة، أو انقلابات عسكرية يدل على أن الأمر شاق، والطريق طويل، ويحتاج لجهاد مستمر، ويدل على أن الأعداء يتربصون ولا يريدون الخير لشعوبنا، ولا يحبون أن تعود للإسلام، أو تعتز بهويتها، قال تعالى: "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ ملتهم" سورة البقرة، والدليل على هذا ما حدث في الجزائر حينما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بأغلبية الأصوات في الانتخابات، فحركت الدول الغربية وعلى رأسها إيطاليا وفرنسا حركت الجيش للقيام بانقلاب عسكري لمنع الإسلاميين من تولي الحكم. وكما حدث أيضاً في فلسطين مع حركة حماس الإسلامية، فقد عمل الأعداء الصهاينة مع عملائهم على إضعاف الحكومة أو انهيارها. وفي تركيا (منذ أكثر من ثلاثين عاما حينما فاز حزب الرفاة ووقفت القوى العلمانية ممثلة في المجلس العسكري ضد الإسلاميين، وأزاحتهم وسجنت رئيس الوزراء المنتخب نجم الدين أربكان بحجج واهية، ثم بعد ذلك بسنوات حقق حزب العدالة والتنمية في تركيا الانتصار في الانتخابات)، وتعرض السودان أيضا لحرب طويلة بعد فوز القوى الإسلامية في الانتخابات.

    خامسا: قد يعتقد بعض الباحثين أن فوز الإسلاميين تحقق لبعض الأسباب السابقة، ولكن الأفضل أن نقول: إن الفوز تحقق لعدة عوامل متشابكة، وبعد أن نؤكد أن النصر من عند الله تعالى، وأن تحقيق الفوز يكون بمقدار طاعتنا وإخلاصنا لله، ونبين أن من أهم العوامل هو أن الشعب اختار الإسلاميين لأنهم يقومون بتقديم الخدمات المنوعة باستمرار مثل: الطبية والعلاجية، ويحاولون حل المشكلات الاقتصادية، والاجتماعية بقدر الإمكان، و خصوصا للشعب الفقير الذي لا يفهم في السياسة، فهم يقفون بجوار الشعب دائما وقبل الحكومة خاصة لما تحل المصائب، أو تقع الكوارث كما حصل في زلزال مصر، ويقدم الإسلاميون باستمرار الخدمات لله، وليس لتحقيق الفوز في الانتخابات فقط، وقد حاولت بعض الأحزاب الحكومية تقليد الإسلاميين بمعاونة الناس، ومساعدة الفقراء، ولكن هذا يفعلونه فقط أيام الانتخابات وبلا إخلاص أو بدون استمرار، ولكن الإسلاميين يفعلون ذلك باستمرار ولوجه الله تعالى أولا، إضافة إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة، والمبادئ النبيلة ، فهذا سبب مهم لاختيار الشعب لهم.

    عبر ودروس تربوية
    ونحن على أعتاب مرحلة جديدة انتصر فيها الصابرون، و سوف يكون العهد القادم مشرقا، على الرغم من كثرة المخاطر وتربص الأعداء، وسوف يكون المستقبل زاهرا بإذن الله تعالى خصوصا بعد كسر حاجز الخوف، وبداية تمتع الشعوب بالحريّة والعدالة، وحصولها بأيديها على العزة والكرامة، بدلاً من الذلّ والقهر والعبودية والاستبداد، فعلينا أن نتذكر ببعض المعاني والدروس التربوية، ومنها:

    * أن ما تحقق من تقدم أو نصر، فهو من عند الله سبحانه وتعالى، وليس لنا من الأمر شيء، إنما هو أمر الله كان وسيكون تحقيقه بنا أو بغيرنا، ونحمد الله تعالى أن النصر جرى على أيدينا، و هو لم يتحقق إلا لما نصرنا الله تعالى في أنفسنا أولا، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"سورة محمد. فجهادنا وصبرنا مهما كان طويلا فهو ضعيف محدود، ولولا فضل الله ورحمته ما صبرنا ولا وصلنا.

    * يجب أن نكثر من ذكر الله تعالى وشكره على كرمه وفضله، حتى تتم النعمة ويكتمل الفضل، ويتواصل العطاء، قال تعالى:"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"سورة إبراهيم، ونحمده سبحانه على ما أولانا من نعمة.

    * الإكثار من الاستغفار وترك الاغترار، والاستغفار من الزهو الذي قد يتسرب إلى النفوس، أو القلب، أو الاغترار بما تحقق من أهداف، والاستغفار من الشعور بلذة أو شهوة النصر بعد طول الكفاح، وفرحة الظفر بعد طول العناء، و الاستغفار مما دخل للقلب من وساوس لاستبطاء وعد الله بالنصر، وأيضا الاستغفار من التقصير في حمد الله وشكره، و لأن الاستغفار لحظة الانتصار فيه إشعار للنفس في لحظة الزهو والفخر بأنها في موقف تقصير وعجز، فعليها أن تحد من كبريائها وتتواضع لعظمة الله تعالى.

    * التواضع وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والانكسار بين يديه، وهذا الأدب الرباني نتعلمه من موقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، وفي موقف النصر عند فتح مكة فقد دخلها وهو ساجد على ظهر دابته النصر، وسبح وحمد واستغفر كما لقنه ربه إذا جاء نصر الله والفتح.

    * الثقة في منهجنا، وفي كتابنا المحفوظ إلى يوم الدين، وفيه أن النصر قادم بإذن الله تعالى"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" سورة التوبة، وقال تعالى: "يُرِيدُونَ ليطفئوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" سورة الصف، وقد بشرتنا السنة النبوية بمبشرات عديدة أوضحت أن المستقبل لهاذ الدين، وأن النصر قادم بإذن الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى لي الأرض - أي جمعها وضمها - فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها " رواه مسلم.

    و قد بشر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته بهذه المبشرات حتى صارت سلوكا و ترسخت في نفوسهم الثقة في أن المستقبل لهذا الدين، وكان من منهج النبي صلى الله عليه وسلم أن يزرع الثقة ويبث الأمل، ويرسخ اليقين أن المستقبل لهذا الدين، وبشرهم حتى في أحلك الظروف مثل ما حدث في غزوة الخندق، وبشرهم بفتح دول فارس والروم والحصول على كنوزهما، وحتى صار هذا الأمر يتحدثون عنه بتلقائية، لدرجة أنهم سألوا عن أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو روميَّة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مدينة هرقل تفتح أولاً" يعني قسطنطينية " رواه أحمد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وهذا يدل على أنهم قد ترسخ اليقين في نفوسهم أن المستقبل لهذا الدين، ولم تفلح جهود المسلمين في القرون الأولى لفتح القسطنطينية، ولم تفتح بعد محاولات عديدة إلا بعد ما يقرب من ثمانية قرون، ونحن نثق في مبشرات النبي صلى الله عليه وسلم، وإن شاء الله ستفتح روما، ولو بوسائل الفتح الحديثة تصديقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    دروس تربوية من الانتخابات النيابية (البرلمانية)  Empty رد: دروس تربوية من الانتخابات النيابية (البرلمانية)

    مُساهمة  alhdhd45 الجمعة 20 أبريل 2012 - 12:22

    ( الحلقة الثانية )

    عند كتابة هذه الحلقة تكون قد اكتملت المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشورى المصرية، وكنا قد تحدثنا قبل ذلك عن بعض المواقف التربوية من انتخابات مجلس الشعب.
    لماذا فاز الإسلاميون في الانتخابات البرلمانية؟ تمت الإجابة في الحلقة الأولى عن هذا السؤال، وقد اختلفت وجهات نظر الباحثين في سبب فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية خلال هذا العام في عدة دول إسلامية. ثم تحدثنا عن عدد من العبر والدروس التربوية في الانتخابات البرلمانية، والتي كان منها: إرجاع الفضل في النجاح لله وحده، والبعد عن التكبر والاغترار، مع التواضع وإظهار الافتقار إلى الله تعالى، و التأكيد على الثقة في المنهج الإسلامي، والتبشير أن المستقبل لهذا الدين،

    واليوم نستكمل بقية هذه المواقف و الدروس، ولكن قبل طرحها نود التأكيد على أن هذه المواقف التالية ستكون يسيرة، ولكنها مهمة في التأكيد على أن المواقف الكبيرة والنظريات العظيمة، والأخلاقيات الراقية تتكون من مجموع مواقف أو دروس تربوية صغيرة.
    وقبل طرح الدروس التربوية في الانتخابات البرلمانية في هذه الحلقة، نريد الإجابة على هذا السؤال، وهو يصب أيضا في المواقف التربوية: لماذا لم يشارك الشعب بقوة في انتخابات مجلس الشورى؟
    أو لماذا حرص الشعب على المشاركة القوية في انتخابات مجلس الشعب فقد وصلت نسبة التصويت إلى 67%، ولم يشارك بالقوة نفسها في انتخابات مجلس الشورى وقد وصلت نسبة المشاركة في المرحلة الأولى من 6% إلى 10%، وهي مثل نسبة المشاركة الضعيفة في مجلس الشعب في العهد الماضي.
    وقد تعددت الآراء في الإجابة على هذا السؤال، ومن أهمها: ازدياد الوعي الشعبي، وكثرة الاهتمام بالسعي للتغيير وحصول الإصلاح، ومن الظواهر الجديدة قوة تتبع الأحداث، حتى لقد تحدث الناس جميعا عن ظاهرة متابعة الجلسات الأولى لمجلس الشعب المصري، وانصراف الناس عن مشاهدة القنوات الرياضية والمسلسلات، لدرجة أن عددا كبيرا من القنوات صار ينقل الجلسات على الهواء مباشرة.
    ومن الأجوبة المنتشرة بين الناس وأثرت على ضعف الإقبال والمشاركة في انتخابات مجلس الشورى بعكس المشاركة القوية في مجلس الشعب، هو أن مجلس الشورى له مهام ضعيفة، وغير مؤثرة، وهو استشاري فقط، ويحضر ويجهز القوانين لمجلس الشعب قبل تقنينها، وهناك سبب آخر لضعف المشاركة: وهو أنه لما تم تأسيس الشورى كان لاستيعاب الغاضبين ممن لم يتم اختيارهم من قبل الحكومات السابقة قبل الثورة ولم يفوزوا بمقاعد في مجلس الشعب ـ لما كان التزوير هو الأساس ـ ليفوزوا في انتخابات مجلس الشورى، أو يتم تعيينهم.
    والآن نستعرض بقية الدروس التربوية في الانتخابات النيابية أو البرلمانية

    * الحرص على المشاركة في تحديد مستقبل البلد:
    من المواقف الإيجابية المؤثرة التي تدل على حرص الشعب على تحديد مستقبله. وقعت هذه الحادثة، ففي يوم التصويت في الانتخابات لمجلس الشعب رأيت بنفسي، و سمعت عن حادثتين، الأولى أن امرأة اتصلت بجارتها وتقول لها: هل نزلت للتصويت؟ فقالت لا؟ لا أجد أحدا يذهب معي! فقالت المرأة: أنا لم أجد من يوصلني، وهي مريضة ومقعدة تسير على كرسي متحرك، فقالت: طلبت الإسعاف، وجاءت وحملتني للإدلاء بصوتي؛ وأنت صحيحة فلماذا لا تصوتي؟ فقالت أخاف من الانفلات الأمني! فأكدت أن الأمن مستقر تماما، وهذه إشاعات لا تصدقيها، وهكذا حث الناس بعضهم بعضا على المشاركة القوية في التصويت.
    والحادثة الثانية، أو الموقف الثاني المؤثر هو مشاركة العجزة و كبار السن في التصويت، ولما سألنا بعضهم عن سبب ذلك؟ فأجاب أحدهم: لأني لم أصوت قبل ذلك، ولم أكن أشعر أن صوتي له قيمة، وكنت أثق أن التزوير يتم بصورة منظمة، وأجاب أحدهم: لأني أريد أن أساهم في تحديد مستقبل بلادي، وقال بعضهم: أريد أن أشعر بالفرح بعد حصول التغيير، وبعد قيام الثورة و استعادة الحرية، وحصول النزاهة في الانتخابات.

    * ظهور تجربة جديدة، أثبتت نجاحها:
    كانت التيارات أو الدعوات السلفية الجهادية والعلمية والدعوية سابقا تقاطع الانتخابات حتى في الجامعات منذ أيام الرئيس الراحل أنور السادات، وكانت الخلافات في الرأي بينها وبين بعض الجماعات الأخرى من الإخوان المسلمين وغيرهم ممن يشاركون في الحياة السياسية كبيرة، وقبل الثورة الأخيرة وأثناء المسيرات والقيام بالمظاهرات تتضاربت مواقفها، وبدأت تتحول بعد نجاح الثورة إلى الأخذ بأهمية المشاركة السياسية، وكونت الأحزاب وشاركت في الفاعليات الاقتصادية والسياسية، وبدأت تساهم وتنافس في الانتخابات بقوة، وحققت نجاحات غير متوقعة، فقد جاء حزب النور السلفي في الترتيب الثاني بعد حزب الحرية والعدالة الإخواني.
    والذي يهمنا هنا ليس البحث عن أسباب هذا التحول الكبير، أو معرفة الحجج في عدم المشاركة في السابق، بل المهم هو أن المناخ قد تبدل، والمفاهيم قد تغيرت.
    والأهم هو وجود تجربة جديدة في العمل الإسلامي، فالدعوات السلفية لم تجد المناخ مهيئا للعمل السياسي فاعتزلته، واهتمت بالدعوة ونشر العلم والفقه في المساجد ثم بعدة وسائل ومن آخرها إنشاء قنوات فضائية لنشر الخير، وانخرطت في تقديم بعض الأعمال الخيرية، وعلى الرغم من ضعف الخبرة في العمل الاقتصادي و السياسي، أو انعدام الرصيد في كيفية عمل الأحزاب أو دخول الانتخابات، ومع ذلك تفوقت على أحزاب عتيقة كحزب التجمع اليساري، أو الوفد الليبرالي، أو تميزت عن حركات عديدة كالأحزاب العلمانية، وهذه تجربة تربوية جديدة تؤكد أنه إذا كان لديك رصيد كبير من الأعمال العلمية والدعوية والخيرية، فمن الممكن الخوض في بقية الأعمال السياسية والاقتصادية وغيرها والنجاح فيها إذا سنحت الظروف وتهيأت الأجواء، و قد جاهدت الاتجاهات السلفية في رفع مستواها الاقتصادي و السياسي بحضور دورات مكثفة، و المواظبة على محاضرات منوعة، و التحالف مع أصحاب اتجاهات سياسية متزنة، وملتزمة، والتعلم والاستفادة من أصحاب الخبرة في هذه المجالات التي لم تعمل فيها من قبل.

    * الحرب خدعة هل تطبق على الانتخابات:
    عند التنافس في الحصول على المقاعد ظهرت المنافسة بين بعض الأحزاب الإسلامية (خاصة حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور المنبثق عن الدعوة السلفية) ووقعت بعض المخالفات من أنصار الحزبين للحصول على أصوات الناخبين، وللأسف قام بعض الشباب المتحمس بالدعاية مع التدليس على الناس، فمثلا يسأل بعض الناس عن شعار أو رمز حزب معين مشهور يريد أن يصوت لصالحه، فيكذب عليه ويعطيه الرمز الذي يريده هو، ولما ضبط بعض الشباب بهذا الكذب قال: الحرب خدعة، وهذا أيضا فهم خاطئ، فهذه المنافسة ليست حربا ليخدع فيها الأعداء، بل هي تنافس شريف بين أحزاب إسلامية متشابهة في التوجه وكلها تسعى أو يعمل للوصول لشرف تمثيل الإسلاميين في مجلس الشعب أو لتقديم خدمات للناس، وهذه الخدمات عامة، و لا تقتصر على فئة دون أخرى، ومجالاتها مفتوحة ووسائلها متعددة.

    * تعميم الأحكام:
    بعض الناس حكم على التصرف السابق حكما عاما على الحزب المنافس، ووصفه بأنه مخادع أو مدلس، بناء على هذا التصرف الفردي، أو بناء على التدليس من بعض الأفراد، وهذه الأحكام العامة يجب ألا ننساق إليها لأنها ستكون خاطئة، والأفضل أن نعمم النصيحة على جميع الأفراد المتحمسين؛ لتغيير قناعتهم، وتصحيح مفاهيمهم، بأن هذه المنافسة تختلف عن الحرب وينبغي أن نحرص على الصدق، ونبتعد عن أساليب المكر و الخداع.
    و هذا الموقف التربوي مستمد من منهج القرآن الكريم، فعلى الرغم من وجود آيات كثيرة ذمت بني إسرائيل، ولكنها لم تعمم الحكم، وجاء الاستثناء للمنصفين منهم، كما قال تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"سورة البقرة، أو الآيات التي ذمت أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ومع ذلك فقد استثنى الله تعالى المنصفين منهم، فقال تعالى: "وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"سورة آل عمران 110 وبعدها بآيتين: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {3/112} لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ".

    * ومن القصص التي وقعت لتكون درسا مهما في هذا الموقف، ولنعلم أن الناس لا ينخدعون بسهولة، أن بعض النساء المتعلمات كن يجرين اختبارا يسيرا للكشف عن الصادق من الكاذب للتمييز بين بعض الأحزاب المتنافسة خصوصا ذات التوجه الإسلامي، فتوجه السؤال عن رمز الحزب، وهي تعرف الجواب، وإذا أجاب الشخص وكان مدلسا في جوابه، كشفت هذا الأمر، وأظهرت هذه النتيجة لبعض الناس وتوجه الدروس التربوية لمن قام بهذا العمل.

    * تضييق حجم النزاعات:
    وبعض المواقف المتسرعة صدرت بالهجوم من بعض المؤيدين على الحزب الإسلامي المنافس، وألقى بالتهم، ووصف المخالف بقلة أو انعدام الخبرة في العملية الانتخابية، أو أنه يستخدم الحيل والخداع، ونسى هؤلاء أن المسألة اجتهادية أو خطأ فردي، "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً" سورة الفرقان آية63. و ينبغي الابتعاد عن سوء الظن، وعدم التوسع في إلقاء التهم، خاصة أن القادة ممن وقع عند أتباعهم الخطأ سارعوا لعلاج الموقف، وتصحيح الخطأ، فالاتجاه الإسلامي الأول صاحب خبرات سياسية إضافة للعمل التربوي والدعوي، والثاني له جهود دعوية وعلمية وليس لديه رصيد في العمل السياسي أو لم يشارك سابقا في الانتخابات، ولكن لا بد أن نسجل هذا الموقف التربوي، ونوجه هؤلاء المتنافسين إلى أن فترة الانتخابات يحصل فيها هذه الممارسات ثم نتعلم منها ونستفيد، وينبغي ألا تؤثر على الأخوة، خاصة أن هذين الحزبين سيتعاونا لاحقا تحت قبة البرلمان لتحقيق أهداف عديدة مشتركة تصب في مصلحة البلاد، فينبغي عدم تصعيد الخلافات، أو التركيز على اتساع هوة النزاعات، ونسأل الله تعالى التوفيق والنجاح والسداد لجميع الفئات التي تريد الإصلاح.


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 12:46