hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    منطق النظام في دمشق الشام -د.أحمد نوفل

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    منطق النظام في دمشق الشام -د.أحمد نوفل Empty منطق النظام في دمشق الشام -د.أحمد نوفل

    مُساهمة  Admin الأربعاء 22 يونيو 2011 - 16:26

    - أتحسبون ما يجري في سوريا عجباً؟!
    ما يجري في سوريا طولاً وعرضاً، في مدنها وقراها، وقلْبها وأطرافها، شيء يفوق الوصف، ويثير أقصى درجات الاستهجان والاشمئزاز.. ويحاول النظام كما بقية الأنظمة العربية أن يسوّق الإجرام باستغباء الناس واستغفالهم، واستخدام ذات الذرائع التي استخدمتها كل الأنظمة العربية خاصة في أشهُر الثورات التي انفجرت لتراكم المفاسد والمظالم معاً: "الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد" فالفساد والظلم وجهان لعملة كريهة واحدة. ومن زعم أنه سيقاوم الفساد، وهو مقيم على الظلم فإنه مخادع مخاتل، فقد حدثنا القرآن بحقائقه الثابتة المطلقة أن التلازمية بين الظلم والفساد مؤبدة. والفساد وسفك الدماء تلازمية أخرى أشارت إليها الملائكة قبل التكوين-الإنساني، أي قبل أن نوجد أو نولد إذ قالت: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء". فما يجري ليس مدهشاً لنا ولا عجيباً. أم حسبت أن ما يجري في سوريا كان من بين فعل الأنظمة العربية عجباً؟ أو من فعل النظام نفسه في سوريا عجباً. لا. إنه ليس عجباً على الواقع العربي وليس عجباً بمقياس التجربة السورية.. والشيء من معدنه لا يستغرب.
    2- الطغيان طبع البشر.. والطغاة لا يتعلمون
    ليس ما يجري عجيباً لأن الطغيان طبيعة عميقة في البشر. وقد حدثنا عنها القرآن الكريم، والعجب، أن ذلك كان في الوحي الأول أعني في السورة الأولى من هذا الكتاب الكريم، أي من حيث النزول، وذلك قوله تعالى في سورة اقرأ: "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" ويظن الإنسان أنه استغنى إذا ملك أشياء منها المال، والسلطة، والجند، والعشيرة أو الطائفة المساندة.. ولم يملك الرادع والكابح المانع من الاندفاع وراء شهوة الطغيان والاستكبار.. وإذا وجد تواطؤاً عربياً داعماً، وتواطؤاً دولياً يهمس بالعتاب همساً ويغمغم غمغمة ويعمى تعمية ويهمهم همهمة، ولا يكاد يبين..
    فكيف إذا اجتمعت هذه كلها؟! فما يجري لم يكن مفاجأة لنا. وليس عجباً، إنما تعْجب من شيء خارج عن المألوف من مثل فاعله.
    إن الذين تأخذهم العزة بالإثم لا يطيقون النقد ولا التظلم ولا أنين المشتكين! فيزيدونهم عذاباً فوق العذاب حتى ينقطع الأنين وتتوقف الشكوى ويردد الشعب المسكين وهو مستكين تحت السكين: ليس بالإمكان أبدع وأروع مما كان. تسلم ايدك يا معلم! بالروح بالدم نفديك يا جلاد!
    والطغاة لا يتعلمون من التجارب. ولتألههم يظنون أنهم فوق السنن ونواميس الكون وفوق القانون الإلهي، وفوق الأسباب، وفوق العقاب والأخذ من العزيز المقتدر.
    ولذلك يعتقدون أن ما أصاب غيرهم لا يصيبهم، ومن هنا قال أزلام مبارك: ما أصاب الزين لا يقع مثله لا لحسني ولا لحسنين! فلما أصاب حسني ما أصاب الشين قال القذافي وصالح لن يصيبنا مثل ما أصابهم، وليس موعدنا الصبح، وليس صبح الشعب بقريب وليلنا طويل كليل امريء القيس لا ينجلي بإصباح، ولن يطلع على الأمة الصباح. والآن تعيد سوريا المأساة عينها ويظن من يدير أمورها مرتاحاً مطمئناً أنه في مأمن من الموج مهما عتا، كما قال ابن نوح: "سآوي إلى جبل يعصمني من الماء" وهؤلاء يقولون: سنأوي إلى أجهزة كالأوتاد تثبت ملكنا بسيل من الدماء، وكثير من الأشلاء! وخاب ظنهم وطاش سهمهم! فلا عاصم اليوم من إرادة الشعب في التغيير.. لأنها، إن شاء الله، من إرادة الله. وسنة الله في الكون تغيير ما بالناس، إذا الناس غيرت ما بها من عجز ووهم ووهن وضعف وخوف وتقاعس وتفكك وتبلد، وكره تضحية.. وكل هذا قد تغير.. فتغيير ما بالناس إذاً بات أمراً قدرياً لا مرد له.. هكذا نفهم والخطأ مردود علينا. والستمسكون بتجمد الأوضاع وتحجرها على ما كانت عليه منذ العهد الجوراسي.. هؤلاء خارج التاريخ والجغرافيا والسياسة والاجتماع والحقائق والواقع. دقت ساعة التغيير. والمعاندون ما لهم من محيص..
    3- لأجل الكرسي.. تستباح الدماء
    لم نكن نعتقد أن الكراسي غالية جداً إلى هذه الدرجة! ولم نكن نتصور أن تستباح في سبيلها سيول الدماء، ويستهان بحرمة القتل وقيمة الحياة والأحياء، وأن تضيق معايش الملايين وتمنع عنهم أسباب الحياة وشربة الماء وحبة الدواء.. ولا يقل لنا أحد إن كل ذلك كان من أجل الوطن! هذا قول تافه متهافت. ووالله ما سفكت قطرة من أجل الوطن، وما أريقت أنهار الدماء إلا من أجل الكرسي والرياسة وشهوة الاستعلاء والكبرياء!
    أما عرفنا عمق غريزة حب الملك والخلد منذ بدء الخليقة حين قال إبليس لأبينا: "هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى."؟ والملك وفكرة الخلد متلازمة أخرى. والذي دخل جنته قال: "ما أظن أن تبيد هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة."
    وهكذا الطغاة يعتقدون أن الملك حقهم، وأن تناقله ووراثته كما تورث المزارع والضيع حق طبيعي. وأنهم يقاتلون من يُظن ظنة أنه ينازعهم "هذا الحق" حتى الرمق الأخير والنفس الأخير!
    من أحب الوطن لم يشوه جماله بمناظر الدماء والأشلاء! من أحب الوطن لم يحاصر أغلى ما فيه وهو الإنسان ويجوعه ويحرمه حليب أطفاله، ودواء مرضاه. من أحب الوطن لم ينهب ثرواته لتعمر بها بلدان أعداء الوطن.
    4- نظام حبّب لشعبه الموت وكرّه إليهم الحياة.
    تمني الموت استعجالاً للقاء الله أمر حميد. ولكن تمني الموت من ثقلة المظالم ومن وطأة الظالم، هذا هو الممض. وقديماً قال المتنبي:
    كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا.
    وقديماً قال الوزير المهلبي أيضاً:
    ألا موت يباع فأشتريه فهذا العيش ما لا خير فيه
    ألا موت لذيذ الطعم يأتي يخلصني من العيش الكريه
    إذا أبصرتُ قبراً من بعيد وددت لو أنني مما يليه
    ألا رحم المهيمن نفس حر تصدق بالوفاة على أخيه
    يقول الدكتور محمد الشيخ في كتابه: "كتاب الحكمة العربية، دليل التراث العربي إلى العالمية" : "هكذا بدأ ينجلي، شيئاً فشيئاً، وجه الموت الإيجابي. وقد ذهب العرب إلى حد أنهم عقدوا فصولاً في كتبهم للحديث عما أسموه: "محاسن الموت" وقد تمثل ابن قيم الجوزية في كتاب مدارج السالكين بقول الشاعر منصور الفقيه:
    قد قلت إن مدحوا الحياة وأسرفوا في الموت ألف فضيلة لا تعرف.
    ولعل الفضيلة الأولى في الموت، التي استأثرت باهتمام مفكري العرب هي تلك التي عبر عنها قولهم: "المنية ولا الدنية". (لعل من أشهر شعارات المظاهرات في الشام: "الموت ولا المذلة")، وقولهم: "إن موتاً في عز خير من حياة في ذل وعجز"، إذ "لا خير في الحياة على الذل".. وباختصار عبروا عنها بالصيغة: "اختيار الموت الجميل على الحياة الذميمة أو الرديئة" (موت جميل خير من عيش ذليل). وقد أخذ الشاعر هذه المعاني فأنشد يقول:
    قد عذب الموت بأفواهنا والموت خير من مقام الذليل
    وقال علي بن بسام:
    فأحببت المماتَ، وكلّ عيش يحَب الموت فيه فهو موت
    وقد رأوا أن الموت الحقيقي هو الذل لا الموت، فقال ابن منير الطرابلسي، (طرابلس الشام أو طرابلس ليبيا كله واحد أقصد الحال من بعضه) (وكلنا في الهمّ شرق وفي الشرق همّ!)، قال الشاعر:
    لا تحسبن ذهاب نفسك ميتة ما الموت إلا أن تعيش مذللاً
    وأجاب ابن مسكويه أبا حيان التوحيدي عن سؤال عن الموت: لم سهل الموت على المعذّب؟ فقال: "الحياة الجيدة هي التي لا يلحق الإنسان فيها ما يكرهه من الذل الشديد والضيم العظيم والمصائب في الأهل والولد.. وذلك أن الإنسان لو خيّر بين هذه الحياة الرديئة، وبين الموت الجيد، أعني أن يقتل في الجهاد الذي يذب به عن حريمه ويمتنع عن المذلة والمكاره (..) لوجب بحكم العقل والشريعة أن يختار الموت والقتل في مجاهدة من يسومه ذلك!" ص587-589.
    5- وبعد.
    فما قلناه قطرة في بحر ما يجري في هذا البلد العزيز وبقية البلدان. والتغيير سنة جارية ماضية فيهم. ولئن لم تراع الأنظمة حرمة الدماء فعلى المنادين بالتغيير أن يراعوها، لئلا يكونوا صورة عن أنظمة دموية يريدون تغييرها بمثل عقليتها وبمثل وسائلها.
    والاعتماد بعد التوكل على الله، وترك سننه تأخذ مجراها في الكون على الموافقة لأسباب هذا السنن وعدم تنكبها والوعي العميق على المجتمعات والتاريخ والتحولات.. أقول الاعتماد بعد كل ذلك على التحمل والصبر والتضحيات. وسينتصر الدم على السيف حتماً. وستنتصر الإرادة والصبر والعزائم على البطش واستباحة الدماء. لأن قانون الله لا يعوقه أحد، ويبدو أن رياح التغيير والمقادير هبت على هذه المنطقة، ولا راد لريح تحمل إرادة القدر. "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون".
    ولنا مع منطق النظام تتمة من كلام!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024 - 12:11