hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    الرد الوجيز على ربيع بن هادى المدخلى

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

     الرد الوجيز على ربيع بن هادى المدخلى Empty الرد الوجيز على ربيع بن هادى المدخلى

    مُساهمة  Admin الخميس 23 يونيو 2011 - 21:43

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الرد الوجيز

    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على المبعوث بالدعوة إلى صراط الله المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين... وبعد،،،

    * مدخل:

    فقد كتب الأخ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي كتاباً سماه (جماعة واحدة لا جماعات، وصراط واحد لا عشرات.. حوار مع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق)..

    ولما كان كتابه هذا مبنياً على مجموعة من التهم الباطلة، والرمي بالعظائم، وتأصيل منهج باطل في النقد والحكم على أهل الإسلام فقد أحببت أن أكتب توضيحاً موجزاً لبيان حقيقة الخلاف بيني وبين الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -سامحه الله-،وبيان ما في منهج الشيخ ربيع بن هادي من مخالفة منهج أهل السنة والجماعة في العدل والإحسان والدعوة إلى الله.

    وهذا التوضيح الموجز هو مقدمة إن شاء الله لرد تفصيلي على كل ما أثاره الشيخ ربيع من قضايا، وما وضعه من أصول تخالف أصول أهل السنة والجماعة.

    وكان من جملة التهم والمطاعن والأحكام الظالمة التي أطلقها الأخ الشيخ ربيع عليّ قوله:

    · قال: "هذه دعوة من عبدالرحمن لإقرار الباطل والبدع والتصوف والتعطيل لأسماء الله وصفاته" (ص/145)

    · وقـال: "ونسي عبدالرحمن أنه بهذا الأسلوب يدافع عن نفسه وعن أهل البدع والباطل أسلوب دحلان والكوثري وأمثالهما من أهل الباطل" (ص/31)

    · وقال: "إن عبدالرحمن يحترم رؤوس أهل البدع المعاصرين ورؤوس أهل الفتن الحزبيين" (ص/ 194)

    · وقال: "الخلاصة أن عبدالرحمن بن عبدالخالق شديد الحنق على علماء المنهج السلفي وطلابـه، ومن هذا المنطلق كثر طعنه فيهم ظلماً واستمر على هذا الطعن والتهويش والتشويش ما يقارب ثلاثين عاماً" (ص/194)

    · وقال: "لم يقتصر عبدالرحمن على السلفيين وتشويهه لهم بل تجاوز ذلك إلى تشويه السلفية نفسها" (ص/196)

    · وقـال: "فمنذ تسع وعشرين سنة يسدد ضرباته وطعونه إلى أتباع المنهج السلفي علماء كباراً وطلاباً، ويشهر بهم وينسب إليهم ما هم براء منه في عدد من كتبه وأشرطته" (ص/118)

    · وقال: "فوا حسرتاه على عبدالرحمن عبدالخالق، وعلى من ينخدع بتصرفاته الباطلة التي تهز المنهج السلفي، وتؤذي أهله وتخدم البدع وأهلها، وتشيدها، وتلمع أهلها " (ص/151)

    · وقال: "فهو يطعن ويسخر بعلماء أهل السنة وأتباعهم والمنهج السلفي منذ تخرج من الجامعة الإسلامية إلى يومنا هذا" (ص/19)

    · قال: "ونـرى أنه إلى الآن في مخاطبة الشيخ ابن باز وهيئة كبار العلماء لا يعترف بخطئه " (ص/12)

    · ويقول: "والظاهر من مواقفه أنه لا يزال مصراً على رأيه وإلا لأعلن تراجعه وبراءته منه " (ص/182)

    · ويعود فيقول: "ويدل على أن تراجعه للشيخ ابن باز فقط وراءه ما وراءه !!"

    · ويشكك فيقول: "لا يمكن أن يقبل عاقل استوعب هذه الحقيقة التي عاش عليها عبدالرحمن هـذا الزمن المديد والدهر الطويل لا يمكن أن يقبل مثل هذا العذر السياسي ولا يمكن أن ينطلي عليه " (ص/134)

    · ويقول: "ثم إن اعتذارك عما ذكـره لك الشيخ من شريط المدرسة السلفية لا يكفي فإن الطعن واسع وعميق وقام على أصول لو رآها الشيخ ابن باز وغيره ورأوا طعونك الأخرى في كتبك لما قبلوا عذرك السياسي" (ص/34)

    · ويقول أيضاً: "وقد أعلن عبدالرحمن تراجعه وندمه بسبب ضغط الشيخ ابن باز وضغط الواقـع من حوله، وإدراكه أن تصميمه علي رأيه في هذه المسألة وغيرها سيدمره ففي تراجعه نظر" (ص/132)

    وذكر في الحاشية أن هذا التراجع (من الوعود التي يخادع بها)!!

    · ويقول أيضاً: "الآن يا عبدالرحمن تتواضع وتتنازل لهيئة كبار العلماء بعد أن كنت شامخ الأنف رافع الرأس لا تقبل نصح الناصحين" (ص/12)

    · حيث يقول: "فأخطاء عبدالرحمن كثيرة وخطيرة وليست مؤلفاته كلها ولا جلها في إطار المنهج السلفي" (ص/7)

    · ويقول: "وأقسم بالله لو أن شخصاً واحداً تفرغ يومين فقط لقراءة بعض كتبك لوجد فيها ما يدينك أشد الإدانة " (ص/9)

    · ويقول: "فرأيت وسمعت ما تشيب له النواصي من تجنيه على السلفيين وتشويه السلفية نفسها ودفاع عن أهل الباطل" (ص/5)

    ولما كانت هـذه التهم والأحكام الظالمة هي ثمرة ونتاج لمنهج الشيخ ربيع في النقد كما جاء في كتابه (منهج أهل السنة والجماعة في الحكم على الرجال والطوائف والفرق)..

    فإنه قد توجب بيان ما في هذا المنهج من المنافاة لمنهج أهل السنة والجماعة الحق، وبيان حقيقة ما رماني به الشيخ ربيع هداني الله وإياه إلى الحق والصواب...

    والله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يسلكني في عباده الصالحين، وأن يهديني إلى صراطه المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، وأن يلحقني بهـم غير فاتن ولا مفتون.. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وبك نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بك يا رب العالمين، أنت حسبي ونعم الوكيل.

    وكتبه عبدالرحمن بن عبدالخالق

    الثلاثاء11من شعبان 1416 هـ الموافق2/1/1996م

    * من هو الشيخ ربيع؟

    أنا بحمد الله أعرف أخي الشيخ ربيع بن هادي، فقد كنا زميلي دراسة في الجامعة على مدى أربع سنوات في كلية الشريعة، ولا نجلس إلا متجاورين في مقعد واحد، واستمرت الصداقة والأخوة بيننا أكثر من ثلاثين سنة.

    والشيخ ربيع بن هادي رجل متواضع، أليف المعشر صاحب عبادة، وحمية، وغيرة شديدة على الدين يحب الخير، ويبتغي نصر الإسلام، وعزة المسلمين، ولكنه مع كل هذه الصفات الطيبة، هو رجل قصير النظر، قد يريد إصلاح شيء فيفسده، وقد يريد إزالة منكر صغير فيقع فيما هو أكبر منه.. ومثله كمثل الذي تقع ذبابة على طعامه فيأخذ عصا غليظة ليقتلها بها، ثم يهوي عليها، فيفسد ما أمامه، وكالذي يريد أن يعالج شيئاً من انحراف ولده، فيضربه في مقتل فيقضي عليه، وهو باصطلاح أهل الحديث (شيخ)!!

    * حقيقة الخلاف بيني وبين الشيخ ربيع بن هادي:

    الخلاف بيني وبين الشيخ ربيع -سامحه الله- الذي أظهره في كتابه هذا ليس على أصل من أصول الإسلام، ولا عقيدة من عقائده، بل ولا يوجد قضية علمية واحدة أنكرها علي في كتابه.

    وإنما الخلاف بيني وبينه، بل بينه وبين عامة علماء السنة المعاصرين إنما هو حول السياسة الشرعية الواجب اتباعها اليوم، وخاصة نحو جماعات الدعوة إلى الله، والدعاة والمصلحين وكذلك السياسة الشرعية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكيفية التعامل مع عموم المسلمين.

    فبينما كنت وما زلت أرى -بحمد الله- أنه يجب النصح لأهل الإسلام جميعاً، وأن نحب كل عامل للإسلام وداعٍ إليه، ونؤيده فيما يقوم به من خير، وننصح له، ونحاول إبعاده عما عنده من الشـر والبدعة، ونعمل ليكون المسلمون جميعاً صفاً واحداً وأمة واحدة، وأن يتعاون الجميع على البر والتقوى، ويتمسكوا بحبل الله جميعاً، ولا يتفرقوا.. بينما كنت أرى ذلك بحمـد الله وأعتقده، ويراه كل مسلم ناصح لأمته.

    تجد الشيخ ربيع يرى وما زال وجوب قطع كل جماعة تدعو إلى الله وكل داع يدعو للإسلام إذا تلبس بشيء من البدعة أو الشر، وأنه لا يجـوز أن يقبل منه إحسان قط، ولا جهاد في سبيل الله، ولو نصر الله به الدين، وأعز به الأمة.

    ومن أجل ذلك يرى أن جميع جماعات الدعوة القائمة إلا من تسمى باسم السلفية من تبليغ وأخوان وغيرهم، يجب أن يقطع عملهم من الأرض كلها، وأن يحاربوا حرب الكفار، بل تقدم حربـهم على حرب الكفار من اليهود والنصارى لأنهم أخطر من اليهود والنصارى، ويجب أن تمنع كتبهم، وينفر الناس عنهم، ولو أدى ذلك إلى بقاء الناس في معاصيهم وفسقهم، وفجورهـم، فهو أفضل لهم من أن يهتدوا بهدى جماعات الدعوة، أو يلتفوا على أحد من هؤلاء المصلحين والدعاة الذين يرى الشيخ ربيع أنهم تلبسوا ببعض البـدع!! وأنهم قد أصبحوا أداة هدم وإفساد، وأن ضررهم أكبر من منفعتهم.

    وأصبح الشيخ ربيع يرى أن حرب جماعات الدعوة، والدعاة والمصلحين ديناً يدين الله به، وجهاداً عظيماً دونه كل جهاد.. وقربة إلى الله أفضل من التقرب بالصلاة والذكر وقراءة القرآن..

    وقد وجد بعض الذين أزعجهم عودة الناس إلى الدين والتزامهم الإسلام منهجاً، وطريقاً على يد جماعات الدعوة ضالتهم في الشيخ ربيع بن هادي -سامحه الله وعفا عنه- فشرعوا يأزونه أزاً إلى حرب الدعاة، والمصلحين، وجماعات الدعوة، فيجمعون له سقطات هؤلاء الدعاة، والمواقف السيئة لبعض جماعات الدعوة، ويصيحون به: أنظر ماذا قال فلان، وانظر ماذا كتب فلان، وانظر هذه الجماعة تقول كذا.. وتلك تقول كذا..

    وكلما عرض عليه موقف سيء لجماعة من هذه الجماعات، أو ذكر له خطأ عالم من هؤلاء العلماء، وداعية من دعاة الإسلام ازداد الشيخ ربيع غضباً وامتلأ صدره حنقاً وغيظاً.. وقام في إنكار هذا المنكر.. فوقع فيما هو شر منه، وكان مثاله كصاحب العصا الغليظة، أو كالوالد الذي أراد إصلاح إعوجاج يسير في ابنه، فانهال عليه بالسياط حتى أرداه قتيلاً، وهكذا الشيخ ربيع بن هادي، قام ليصلح أخطاء الجماعات الإسلامية والدعاة والمصلحين على طريقته، فبدأ بالصياح: احذروهم احذروهم!! سيخربون الإسلام!! سيضيعون الدين!! سيفتنون المسلمين!! وأصبحت هذه الصيحات هي هجيراه، وأذكاره التي ينام عليها، ويقوم عليها... ويكررها لكل زائر إليه، ولا موضوع عنده غيرها!! الجماعات الإسلامية ستخرب الإسلام!! هذا الداعي زنديق، وذلك خارجي، وهذا باطني... الخ

    * الشيخ ربيع يضع أصولاً لمنهجه في النقد والحكم على المسلمين:

    والخطير في الأمر أن الشيخ ربيع بن هادي أراد أن يؤصل تأصيلاً شرعياً للسياسة التي سار عليها في حرب دعاة الإسلام، ومن يظن أنه انحرف عن الصراط والسنة، فبدأ يبحث لمنهجه هذا عن أصول شرعية من الآيات والأحاديث ومواقف السلف الصالح... فكان أن وضع مجموعة من الأصول الفاسدة التي يكفي بعضها لهدم الإسلام، وراح يجهد نفسه بالاستدلال لها من الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة، ومن هذه الأصول:

    1) تفريغ منهج الأنبياء من الدعوة والعمل لتحكيم شريعة الله:

    تفريـغ منهج الأنبياء عليهم السلام من الدعوة إلى تحكيم شريعة الله وإحلال ما أحله الله وتحريم ما حرمـه الله، وحصرها فقط في توحيد التقرب بأن تكون العبادات والقربات لله وحده، وهذا هو التوحيد الذي اصطلح عليه بتوحيد (الألوهية) وهو نوع واحد من التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وقد كتب الشيخ ربيع بن هادي كتاباً لتأصيل هذا الأصل الباطل سماه منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، أراد الشيخ ربيع أن ينبه جماعات الدعوة التي تهتم بتوحيد الحكم، وتقدمه وحده دون سائر أنواع التوحيد وهذا خطأ منهم فقلل هو من شأن توحيد الحكم، وقلل من شأن جهادهم في الدعوة إليه وإقراره.. والحال أن هذا التوحيد قرين لهذا التوحيد، فإن التحاكم إلى غير شرع الله وعبادة الأصنام والأوثان سواء..

    ثم جاء بعد ذلك من بنى على أصل ربيع الذي أصله في كتابه (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله) فأنكر أن يكون توحيد الحكم داخلاً في مسمى التوحيد!! ومن قـال إنه فرعية من الفروع!! وفرح المبدلون لشرائع الله بهذا الأصل الفاسد فرحاً عظيماً لأن فيه صرفاً للدعاة إلى الله أن يسعوا في أن يحكم المسلمون بشريعة الله!

    2) المؤاخذة بالزلات، وعدم الإعذار بالجهل:

    ولما أراد الشيخ ربيع أن يصرف شباب الإسلام عن اتباع الجماعات الإسلامية، والدعاة والمصلحين، اخترع أصلاً آخر من أصوله وهو أن كل من وقع في بدعة وجب وصفه بالمبتدع، وأن كل مبتدع يجب هجره، ولا يجوز الاستفادة من علمه، ولا دعوته، ولا جهاده!! وراح يستدل لهذا الأصل باطلاً من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، وخرج على الناس بكتابه الذي سماه (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف).

    وكان خلاصة الكتاب أن من وقع من المسلمين في بدعة من البدع فيجب إنكارها عليه، وأنه لا يجوز أن يذكر في المسلمين إلا بها، وأنه يجب التحذير منه حتى لا ينخدع الناس به، وأنه مهما عمل من عمل صالح، فإنه لا يقبل منه...

    ولما وضع الشيخ ربيع هذا الأصل الثاني جاءته سلبيات الجماعات الإسلامية، والدعاة، والمصلحين من كل حدب وصوب، فتحصل عند الشيخ ربيع من هذا شيء كثير جداً...

    وامتلأ قلبه المسكين على جل العاملين للإسلام غيظاً وحنقاً، وبغضاً بل قيحاً وصديداً.. وأصبح لا يقوم ولا يقعد إلا وهو يذمهم ويشتمهم ويحذر منهم، وأصبح صراخه الدائم: هم أخطر من اليهود والنصارى!!

    وأصبح أصله الثالث هو تتبع سقطات الدعاة، وجمع ما أخطئوا فيه، وجعل ما هو سقطة لأحدهم عقيدة يؤاخذ بها، وجعل الفروع أصولاً، وأخذ بلازم القول، ولم يحمل مطلقاً على مقيد، ولا مبهماً على مفسر، ولا متشابهاً على محكم، ولا متقدماً على متأخر..



    * المصير والخاتمة:

    ولما وقع الشيخ ربيع فيما وقع فيه من وضع هذه الأصول الفاسدة أوقعه هذا في التناقض المشين، فبدأ يكيل بمكيالين! ويقـول الشيء ونقيضه، وينقلب من الضد إلى الضد، وينزل أقوال السلف في غير منازلها، بل ويضع القرآن والحديث في غير مواضعه... وأصبح يرى أن العدل مع الدعـاة والمصلحين من أصول أهل البدع!! وإهدار الحسنات، والمؤاخذة بالزلات من أصول السنة!! وأصبح يرى نفسه مضطراً إلى التقية والتدليس!!

    وأراد أن يجمع السلفيين ففرقهم.. وأن يخدم المسلمين فضرهم، وأن يجاهد في سبيل الله، فنصر أعداء المسلمين على المسلمين!!

    ومن البر ما يكون عقوقا رام نفعاً فضر من غير قصد

    وأراد أن ينهى عن الحزبية، والفرقة، فأقام شر الحزبيات، والجماعات، وزرع أعظم ألوان الفرقـة والشقاق.. بإخراج مجموعة من الذين يرون عقد الولاء والبراء على فروع معدودة في الدين، ومن الذين يخرجون من السنة عند أدنى خلاف في الرأي والاجتهاد.

    ونسى الشيخ ربيع وهو في غمرة حماسته لنصر الدين ما يتذكره -في العادة- عوام الناس وسقطهم من أصول المروءة وحقوق الأخوة والزمالة، والصداقة، فسعى بدمي!! وانقلب على كل من كان يحبهـم ويقدمهم، واتهمني مما يعلم هو علم اليقين أني برئ منه: وكان مما اتهمني به أنني شديد الحنق على علماء الدعوة السلفية، وأحارب السلفية والسلفيين منذ ثلاثين سنة وهو إلى وقت قريب كان يمدح، وينصر ويشيد.

    ولكنه -سامحه الله- ورطه اليوم من ورطوه بالأمس وأوغروا صدره، وملئوا قلبه ثم أطلقوه ليحترق!!

    عُذَيرك من خليلك من مراد أريد حياته ويريد قتلي

    هذه هي القصة الحقيقية للخلاف بيني وبين الشيخ ربيع بن هادي -سامحه الله وعفا عنه- ليس لي بحمد الله عقيدة أخالف فيها سلف الأمة وأئمتها، وليس لي موقف من جماعات الدعوة يخالف أئمة الدعوة المعاصرين من أمثال شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله، وأستاذنا الشيخ محمد ناصـر الدين الألباني، وغيرهما من أهل العلم والدين والورع والنظر في العواقب..

    ولو كان الشيخ ربيع يكيل بمكيال واحد لوجه الاتهامات التي وجهها إلي، إلى هؤلاء المشايخ أنفسـهم وصنف فيهم ما يصنفه فيمن يسميهم المدافعين عن أهل البدع، فإن موقفي هو موقفهم، ورأيي في الحكم على جماعات الدعوة، وعلماء الإسلام مثل رأيهم، ولكن... ولنأت إلى شيء من التفصيل في هذا الأمر:

    * ربيع بن هادي والكيل بمكيالين والوزن بميزانين:

    أعظـم جريمة لي عند ربيع بن هادي المدخلي هي أنني أدافع عن من يسميهم أهل البدع، وهذه هي القضية الأساسية في كتابه ذي المائتي صفحة، وقد كرر ذلك عشرات المرات في كتابه...

    ومن ذلك قوله:

    1) إن عبدالرحمن عبدالخالق شديد الحنق على علماء المنهج السلفي وطلابه، ومن هذا المنطلق كثر طعنه ظلماً وتشويهه لهم بدون أي سبب في كثير من كتبه وأشرطته إلا نظرته المستخفة بهم وبمنهجهم الذي يرى فيه القصور، ويرى أنه لا يساوي شيئاً أو أن علماءه لا يفهمون من الإسلام إلا القشور بالنسبة لمنهجه الذي أصله هو وجعل من أهم هذه الأصول العصرية والواقعية، والشعبية الجماعية... واستمـر على هذا الطعن والتهويش ما يقارب ثلاثين عاماً. (جماعة واحدة /194)

    2) إن عبدالرحمن عبد الخالق يحترم رؤوس أهل البدع المعاصرين، ورؤوس أهل الفتن الحزبيين مثل سيد قطب، والبنا، والمودودي، وكما بلغني (هكذا) الترابي، ومن دار في فلك هؤلاء، ويدافع عنهم ويتولاهم (جماعة واحدة/194)

    والسلفيون الذين يعنيهم ربيع هنا هم نفسه ومن تأثر بمنهجه في تكفير المسلمين وتضليلهم..

    وقال أيضاً: "لم يقتصر أذى عبدالرحمن على السلفيين وتشويهه لهم، بل تجاوز ذلك إلى تشويه السلفية نفسها" (جماعة واحدة/196)

    وأهل البدع الذي يعنيهم ربيع بن هادي، والذين اتهمني أنني أدافع عنهم هم جماعات الدعوة إلى الله، والدعاة إليه، والمصلحون من هذه الأمة..

    وهؤلاء الذين سماهم الشيخ ربيع أسأل الله أن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين بما قدموا من إحسان وبر، ودعوة إلى الله، وأن يتجاوز عما أخطئوا فيه، وليس أحد بمعصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وهذه التهمة التي جعلها ربيع أساساً لكتابه لا أنفيها عن نفسي، بل أنا أتقرب إلى الله بها، فأنا أدافع وأذب عن عرض كل مسلم يثلب بباطل، وأقف مع كل مسلم في محنته بما أستطيع، وأحب كل داع إلى الله في شرق الأرض أو غربها، وأدعـو لكل داع إلى الإسلام بخير، وأحب معلم الناس الخير ولو كان يعلمهم آيةً واحدة من كتاب الله، أو حديثاً واحداً من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وأدعو له بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: [نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وحفظها، ثم أداها إلى من لم يسمعها] (رواه أحمد وأبو داود)

    واعتقد أن كل من يبلغ خيراً، ويدعو إلى خير ممتثلاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [بلغوا عني ولو آية] مخلصاً لله في عمله أنه على خير..

    وأنه قائم بأمر عظيم كما قال تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً، وقال إنني من المسلمين} ، وكلما عظم أثر الرجل في الخير عظم في عيني، وزاد حبه في قلبي، ودعوت له بظهر الغيب، ورجوت أن يكـون لي مثل عمله، وغبطته على النعمة التي أولاه الله إياها، ومكنه منها، وتمنيت أن أكون مثله.

    وإذا وقع مسلم في خطأ، أو زلة حاولت جاهداً أن أسترها عليه مع النصح له ما أمكنني ذلك، ودعوت الله أن يغفر له زلته،ويتجاوز عن خطيئته، وإذا رأيت مسلماً أراد أن يتبع زلة غيره، ويقع فيما أخطأ فيه بعض أهل العلم، نصحت له، ونهيته ما استطعت أن لا يتبع خطأ غيره، وأنه لا عذر لأحد في اتباع زلة العالم، وأخبرته أن العالم يغفر له باجتهاده، وأنك لا تعذر في اتباعه في خطئه إذا تبين لك..

    وأتمنى من كل قلبي أن يعتصم المسلمون جميعاً بكتاب الله، ويمحضوا الإتباع لرسول الله، ويتمسكوا بالقرآن والسنة، وهدي سلف الأمة، هذا -بحمد الله- هو ديني وعقيدتي..

    ولم أدافع بحمد الله -فيما أعلمه- عن بدعة قط، ولا مبتدع قط إلا أن يُتَّهم مسلم بباطل، ويحمَّل كلامه ما لا يحتمل، ويُخْرج من السنة والإسلام زوراً وباطلاً.. فأدافع وأذب عن عرض المسلمين بما أستطيع.. هذا هو ديني الذي أدين الله به، وهذا ما عملت به بحمد الله طيلة حياتي، وموقفي هذا ما عليه أئمة الدعوة ورجال الهدى، وهذه نماذج من مواقفهم..

    أولاً: موقف شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز من جماعات الدعوة:

    لقد خاض والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله ورعاه معركة طويلة ضارية مع أهل التبديع بالباطل الذي تكالبوا على جماعة التبليغ، وأرادوا قطع نشاطها من الوجود، وإخراجها بصورة إجمالية من أهل السنة والجماعة، وتحريم التعاون معها، والخروج معها وإغلاق مساجد المسلمين في وجوه أفرادها ودعاتها..

    لقـد خاض الشيخ ابن باز معركة ضارية مع الذين أرادوا ذلك، وكتب عدة فتاوى، وأجاب على عشرات الأسئلة، وكتب عدة رسائل، وروجع في هذا الأمر مرات ومرات، وهو لا يتزحزح عن موقفه، ولا ينثني عنه.. معلناً أن ذلك دين يدين الله به، وسنة يتبع بها سلفه وأستاذه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.. وأنه مستوثق من هذه الجماعة، وعليم بما هم عليه، وأنه يشرع التعاون معهم في الخير، وينصح لهم فيما عندهم من مخالفة السنة..

    وهذه نماذج من أقوال الشيخ وفتاويه ورسائله ودفاعه عن جماعة التبليغ:

    1) كان الشيخ عبدالعزيز حفظه الله قد أصدر مجموعة من الفتاوى في هذه الجماعة، وأراد هـؤلاء المحاربون لكل عمل إسلامي أن يلبسوا على الناس، فادعوا أن الشيخ تراجع عن موقفه في تأييد جماعة التبليغ، والنصح لهم، فقال الشيخ بعد سؤاله هل تراجع عن فتاويه السابقة؟

    “فأخبركم أنني لا زلت على رأيي في الجماعة المذكورة فيما كتبته عنهم قديماً وحديثاً من الكتابات الكثيرة، وما كتبه سلفي شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه، وما كتبه غيرنا من العلماء وأيده جلالة الملك عبدالعزيز رحمـه الله وجلالة الملك فهد وفقه الله فيما كتبه إلي لأنهم قد نفع الله بهم جمعاً غفيراً فالواجب شكرهم على عملهم وتشجيعهم وتنبيههم على ما قد يخفى عليهم وذلك من باب التعاون على البر والتقوى والتناصح بين المسلمين إلا أني أنصحهم وجميع المسلمين لا سيما الشباب أن لا يسافر منهم إلى بلاد الكفار إلا أهل العلم والبصيرة لما في ذلك من الخطر العظيم على كل من ليس له علم بالشريعة الإسلامية والعقيدة الصحيحة التي بعث الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ودرج عليها سلف الأمة أمَّا ما نسبه المعارضون لهم عني من الرجوع عن رأيي فيهم فهو كذب علي بل إني نصحتهم ووبختهم على عملهم. وقلت لهم فيما قلت متمثلاً بقول الشاعر:

    أو سدوا المكان الذي سدوا أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم

    وحرضتهم على كثرة الاجتماع بهم، والخروج معهم، وأوضحت لهم ما فيه من الفوائد، وطلبت منهم أن يتهموا الرأي، وينظروا في العواقب وبينت لهم ما في شقاقهم وخلافهم من الشر العظيم، وسوء العواقب في الدنيا والآخرة وأن ذلك من الشيطان.. أعاذنا الله منه ليصرف الناس عن الدعوة إلى الله، ويشغلهم عنها بفساد ذات البين، وكثرة القيل والقال.. هذا ما أدين الله به وأعتقده، وأسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويمنحنا الثبات عليه، والباطل باطلاً ويمن علينا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل أنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الذي بعث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" (فتوى بتاريخ 27/1/1407)

    2) وقال أيضاً حفظه الله:

    "الجماعات التي تدعو إلى الله كثيرة ومتنوعة، وقد سبق السؤال من بعض الإخوان عن جماعة التبليغ، وهي جماعة من الهند والباكستان وغيرها يتجولون في بلدان الدنيا في أوروبا، وأفريقيا، وأمريكا، وآسيا، وفي كل مكان، ولهم نشـاط في الدعوة ونشاط في البلاغ، ولهذا سمو جماعة التبليغ، يبلغون الإسلام، ويبلغون دعوة الله عز وجل، والناس فيهم بين قادح ومادح كما تقدم، فمنهم من جهل أمرهم فذمهم، ومنهم من عرف أمرهم فمدحهم، وأثنى عليهم، ومنهم من توسط في ذلك، والذي قلنا فيما تقدم هو الذي نقوله الآن ليسوا بكاملين، عندهم نقص وعندهم غلط، وعند رؤسائهم القدامى بعض الأغلاط، وبعض البدع، ولكن هؤلاء الأخيرون في الأغلب ليس عندهم شيء من ذلك، وإن كان عند رؤسائهم الأقدمين، لكن هؤلاء الذين يتجولون الآن ينشدون توجيه الناس إلى الإسلام وترغيبهم في الآخرة، وتزهيدهم في الدنيا وتشجيعهم على طاعة الله ورسوله، وقد تأثر بهم الجم الغفير يصحبهم الفساق والعصاة، فيرجعون بعد ذلك عباداً أخياراً قد تأثروا بهذه الدعوة.

    هذا هو الذي علمنا منهم، وقد صحبهم جم غفير من إخواننا، وعرفوا ذلك، وعندهم بعض النقص، والجهل كما سبق وفيهم جهال يريدون الخير فإذا صحبهم أهل العلم والبصيرة وأهل العقائد الطيبة نبهوهم على بعض الأغلاط وساعدوهم على الخير، وصارت الدعوة أكثر نفعاً وأكمل بلاغـاً، أما ما صدر من اللجنة الدائمة لدينا في الرئاسة منذ سنين فقد خفي عليهم بعض أمورهم فصدر في الفتوى شيء غير مناسب، وليس العمل عليها بل العمل على ما ذكرنا آنفاً، وإن الواجب على أهل العلم هو التعاون معهم على البر والتقوى وإصلاح ما قد يغلطون فيه، وهكذا غيرهم مثل جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الباكستان والهند وغيرهما، كلهم عنده نقص، والواجب التعاون على البر والتقوى والتعاون على ما ينفع المسلمين، والنقص يجب على أهل العلم أن يتعاونوا على إزالته والتنبيه عليه حتى تكون الدعوة من الإخوان جميعاً متقاربة ومتعاونة ومتساندة، حتى ينفع الله بهم الجميع، فإذا اضطربت واختلفت أوجبت التنفير والشكوك والبلبلة فالواجب على كل من لديه علم وغيرة إسلامية من أهل العلم أن يساعد في الخير وأن ينبه على الخطأ من جماعة التبليغ ومن غير جماعة التبليغ، هذا هو الذي نعتقده في هذا كله في جميع الجماعات، ما كان عندها من خطأ نبهت عليـه وبين لها خطؤها، وما كان من صواب شكرت عليه، وشجعت على التزامه ونشره بين الناس حتى تستقيم الدعوة إلى الله من جميع الجماعات الإسلامية، ونسأل الله التوفيق وصلاح النية والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (فتوى بتاريخ 15/4/1407هـ)

    3) وهذه كذلك موعظة بليغة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وجهها لبعض طلبة العلم الذي سعي بكل قوته أن يستصدر فتوى من الشيخ عبدالعزيز بن باز بتبديع جماعة التبليغ، وقطع نشاطهم وإغلاق مساجد الله في وجوههم..

    علماً أن هذا الطالب كان عاملاً معهم لمدة ثماني سنوات، ودافع عنهم يوم كان معهم بكل ما أوتي من قوة، وكتب للشيخ ابن باز الرسائل الكثيرة في تزكيتهم، وحث الشيخ على تأييدهــم، ثم بعد أن انقلب عليهم أراد من الشيخ عبدالعزيز بن باز أن يفتي بتبديعهم ومنعهم فكتب له الشيخ موعظته البليغة هذه قائلاً:

    "سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أما بعد،،

    فقد وصلني كتابك المؤرخ (3/3/1408هـ) ومشفوعاته: كتابك لفضيلة الشيخ أبي بكر الجزائري، وفضيلة الشيخ يوسف الملاحي، وما أرفقت بهما واطلعت عليها كلها، ولا أكتمك سراً إذا قلت إني لم أرتح لها، ولم ينشرح لها صدري، لأن هذه الطريقة التي سلكت لا تفيد الدعوة شيئاً لأنها تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح وضرها أقرب من نفعها، ولم يعد ضررها إلا على الدعوة وعلى إخوانك في الله من خيرة المشايخ وطلبة العلم نشأوا على التوحيد والعقيدة الصحيحة علماً وتعليماً ودعوة وإرشاداً، وقد استغلها من لا بصيرة له في مناصبتهم العداء، وتكفير بعضهم لهم، واستباحة بعضهم لدمائهم والعياذ بالله مع الوشاية بهم، واستعداء المسؤولين عليهم، وتهويل أمرهم عندهم، وتخويفهم منهم، ورميهم بالعظائم، وإلصاق التهم بهم مما هم برءاء منه حتى حصل على الدعوة والدعاة من الضرر ما الله به عليم.

    أما ما أقمتم الدنيا وأقعدتموها من أجلهم فينطبق عليكم قول الشاعر:

    فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل وناطح صخرة يوماً ليوهنها

    لكونهم بمنأى عنكم في بلادهم سائرين في دعوتهم في حماية من دولتهم لاحترامها لهم لأنك ذكرت في بعض كتاباتك لنا أن رئيس الحكومة يحضر اجتماعاتهم، ويشجعهم كما َذكَرَ لنا هذه الأيام بعض أبنائنا المتخرجين من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية ممن شاركهم في الدعوة سنين طويلة أن مركزهم في راولبندي مفتوح 24 ساعة، وجماعات تخرج في سبيل الله، وجماعات ترجع فما دام الأمر هكذا فلن تخضعهم كتاباتك، وكتابات أمثالك المشتملة على الفظاظة والغلظة، والسب والشتم، بل إن هذه الكتابات ستكون سبباً في نفرتهم من الحق، وبعدهم عنه لقول الله سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}.. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، ولا على ما سواه] والله سبحانه وتعالى نهى عن سب الكفار إذا كان يفضي إلى سب الله، فكيف بسب المسلمـين إذا كان يفضي إلى تنفيرهم من الحق وبعدهم عنه، وعن الداعين إليه، فالواجب أن تسعوا في الإصلاح لا في الإفساد، وأن تخالطوهم وتنبهوهم على ما قد يقع من بعضهـم من الخطأ بالرفق واللين، لا بالعنف والقسوة.. أما تشديدك في إنكار البيعة على التوبة فقد اقترحت على قادتهم لما اجتمعت بهم في موسم الحج الماضي بمكة، وحصل بيني وبينهم من التفاهم ما نرجو فيه الفائدة أن يكون عهد بدل بيعه فقبلوا ذلك، ولعلهم تعلقوا بما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جزء 28 من صفحة 21 من الفتاوى من عدم إنكار ذلك.

    وكذلك تشديدك النكير عليهم في إبقائهم أحد الدعاة في المسجد للدعاء لهم ولعل قصدهم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حين بقي في العريش يوم بدر مع الصديق يناشد ربه النصر حتى سقط رداؤه عن منكبيه فرده الصديق، وقال يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك، ولا يوجب هذا العمل هذا التشنيع الفظيع هدانا الله وإياك، وقد تمنيت أنك قبلت نصيحتي المتكررة لك، وما أشرت به عليك سابقاً ولاحقاً في كتبي المرفق بعضها، مع بعض صور مما صدر منك في الموضوع لأني كتبتها عن بصيرة وتأنٍّ ونظر في العواقب، وموازنة بين جلب المصالح، ودفع المضار، وخبرة تامة بهم لتكرر اجتماعي بهم في مكة والمدينة والرياض مع ما استفدته من ثقات المشايخ الذين سافروا إليهم وحضروا اجتماعاتهم واطلعوا عليها عن كثب وأعجبوا بها، وكنت نصحتك بما نصحت له محمود استنبولي لما تهجم عليهم على غير بصيرة كحال أكثر من شن عليهم الغارة في هذا الوقت بدافع الجهل والهوى نعوذ بالله من ذلك وقد قلت في رسالتك المذكورة لمحمود: (وصلتني رسالة منك حول جماعة التبليغ ويؤسفني أن ينهـج أحد الدعاة إلى الله هذا المنهج المخالف لشرع الله في سب أقرانه في الدعوة إلى الله وشتمهم وتضليلهم واتهامهم بتنفيذ مخططات أعداء الله في الكيد للإسلام والمسلمين، كل ما في الأمـر أن جماعة التبليغ نهجت في الدعوة إلى الله منهجاً أخطأت -فيما نرى- في بعض جوانب منه ونرى من الواجب أن ننبههم على هذا الخطأ، كما نرى من الواجب الاعتراف بما في منهجهم من صواب وليت أخي يخرج معهم ليتعلم منهم اللين بدل القسوة والدعاء للمسلمين بدل الدعاء عليهم والجدل بالتي هي أحسن بدل الجهر بالسوء وكلنا محتاج لتفقد نفسه وتصحيح منهجه والرجوع إلى الله وإلى سنة رسوله في طاعة الله والدعوة إليه).

    انتهى كتابك بحروفه، وقد كتبته بعد اختلافك معهم في الرأي، ولكن الله أنطقك بالحق فالحمد لله على ذلك، وإليك رسالتك المذكورة مع شكرنا لك عليها برفقه.

    وربما اغتر بكتاباتك القاسية -ثقة بك- من لم يخالطهم في عمره، ولم يخرج معهم، ولم يعرف عنهم شيئاً إلا من كلامك فيكون عليك وزرك، ومثل أوزار من انخدع بما كتبت إلى يوم القيامة.

    فاتهم الرأي يا بني واعلم أن الله عند لسان كل قائل، وقلبه، وأن الله سيحاسب الإنسان عما يلفظ به أو يعمله، والجأ إلى ربك، واضرع إليه أن لا يجعلك سبباً في الصد عن سبيله وأذية المسلمين، وأسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك لما هو الأحب إليه من نفع لعباده وأن يختم لي ولك بالخاتمة الحسنة إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

    ثانياً: موقف الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله من جماعات الدعوة:

    ونموذج آخر: هذا شيخنا ناصر الدين الألباني حفظه الله يقول في وجوب تعاون الجماعات الإسلامية، وتضافر جهودها:

    1) "هؤلاء جمعيات أعتقد أن وجودهم ضروري لأن جماعة واحدة منهم لا تستطيع أن تقوم بكل واجب يفرضه الإسلام على الجماعة الإسلامية وإنما هذه الجماعات يجب أن تقوم كل منها بواجـبها " ولكن بشرط واحد وهو أن يكونوا جميعاً في دائرة واحدة متفقون على الأسس وعلى القواعد التي ينبغي أن ينطلقوا منها ليتفاهموا ويتقاربوا "

    ويقول والدنا ناصر الدين أيضاً -حفظه الله -: "أنا على يقين لا السلفيون وحدهم يستطيعون ولا الإخـوان المسلمين وحدهم يستطيعون ولا.. ولا.. عد ما شئت من جماعات وأحزاب ولكن هذه الجماعات إذا توحدت في دائرة واحدة وتعاونوا كل منهم في حدود اختصاصه فحينئذ أو فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعلى ذلك نحن ماضون لا نعادي طائفة أو جماعة من الجماعات الإسلامية إطلاقاً لأن كل جماعة كما صرحت آنفاً تكمل النقص الذي يوجد عند الجماعة الأخرى هكذا اعتقد أن تكون علاقة الجماعات الإسلامية بعضها مع بعض والذي نراه مع الأسف خلاف هذا الواجب الذي ينبغي أن تجتمع الجماعات عليه"

    3) ويقول أيضاً: "الآن الحرب بين الإسلام وبين العلمانية ففي هذا الوضع ينبغي للرجل المسلم الغيور على الإسلام أن يتأنى في سبيل بيان موقفه من بعض الجماعات الإسلامية التي عندها انحراف قليل أو كثير عن الإسلام ما ينبغي الدخول في هذه التفاصيل ما دام هذه الجماعات الإسلامية كلها ضد الهجمة الشرسة العلمانية بأن يقول هؤلاء من الإسلاميين على الحق وهؤلاء منحرفين قليلاً عن الحق وهؤلاء منحرفين كثيراً عن الحق.. وهذا ليس الآن مجاله بارك الله فيك..

    الآن جبهتان إسلامية فيها (كذا) وفيها (كذا) وفيها (كذا) وجبهة أخرى ما فيها (كذا) و (كذا) كلهم جبهة الكفر والضلال كلهم يجتمعون على المحاربة للإسلام"

    * موقف الشيخ ربيع بن هادي من جماعات الدعوة اليوم:

    وبينما كـان هذا هو موقف أهل العلم والتقوى والبصيرة من المسلمين إذا بالشيخ ربيع بن هادي المدخلي يصور هـذه الجماعات التي تدعو إلى الله بالأوصاف التي يطلقها أعداء الإسلام عليهم فيقول:

    "والذي أدين الله به أنه لولا اعتراض هذه الجماعات لجهود أهل السنة حقاً لكان العالم الآن يضيئ بأنوار الإسلام الحق ولكان حال المسلمين اليوم غير الحالة التي يعيشونها اليوم حالة الدماء والإرهاب والتخريب في كل مكان" (جماعة واحدة/75)

    وقال أيضاً: "أن لهم تنظيمات سرية على طريقة الباطنية والماسونية وتنظيمات علنية وأقلام وألسنة كاذبة وإشاعات شيطانية وأموال وحيل لسلب الأموال، وأساليب لتحطيم الخصوم، وكسب الأنصار والأعوان" (جماعة واحدة/76)

    وقال أيضـاً: "فهي جماعات مختلفة المناهج والغايات والمقاصد، كل جماعة تدعو إلى منهجها، وتسعى لتحقيق غاياتها التي تضر ولا تنفع، وتغرس في نفوس أتباعها الحقد والبغضاء لكل من لا ينضوي تحت رايتها وتفتعل من الأكاذيب والشائعات التي تحطم خصومها ومخالفيها، وكثير منـها يبالغ في عدائه للمسلمين فيكفرهم ويرى سفك دمائهم واستحلال أموالهم وأعراضهم" (جماعة واحدة/99)

    وقال أيضاً: "فإن ذلك يعرض الأمة للهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة ويزهد أعداء الإسلام في الإسلام ويشوهه في نظـر هؤلاء الأعداء فيقولون لو كان في هذا الدين خير وصلاح لما تفرق أهله فرقاً شتى يعـادي بعضهم بعضاً، ويهلك بعضهم بعضاً كما حصل لهذه الجماعات... إذ صورت الحزبية فيها بتناحرها الوحشي الهمجي الإسلام في أحط صور الفوضوية والوحشية، والهمجية، وبرأ الله الإسلام، وأهل السنة والحق منها" (جماعة واحدة/105)

    ويعتبرهم صنائع للأعداء فيقول:

    "وألا تعلم أن هذا مما يفرح أعداء الإسلام ويبذلون أموالهم، ويقدمون سياساتهم، وخططهم لقيام مثل هذه الأحزاب التي تحقق مصالحهم واستعلاءهم على المسلمين" (جماعة واحدة/115)

    وقال أيضاً: "أما إذا كانت هذه الجماعات والجمعيات قائمة على عقائد فاسدة ضالة وتنهب أموال المسلمين لمصالحها، وأغراضها، وتتضارب مناهجها وبرامجها وتصادم عقائدها ومناهجها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويتبادلون التهم والإشاعات الكاذبة، وتدور المعارك الدموية فيما بينهم" (جماعة واحدة/187)

    واتهمهم بحرب الدين فيقول:

    "ولم تعمل هذه الجماعات لرفعة الدين لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن الواقع يشهد أن كل جماعة لا تدعو ولا تعمل إلا لرفعة نفسها ومبادئها، ومناهجها التي تحارب دين الله الحق المتمثل في المنهج السلفي، وتحارب دعاته وعلماءه ومجاهديه" (جماعة واحدة/105-106)

    وهكذا يردد الشيخ ربيع بن هادي اليوم مقالات أعداء الإسلام، ويعمم أحكامه الظالمة على هذه الجماعات التي جردها من النفع، وجعلها مصدراً للشر والإجرام والفرقة والخلاف، وحرب السنة والدين، ونشر البدعة، وأنها لهذه الأضرار أصبحت أخطر على أهل الإسلام من اليهود والنصارى.

    * موقف الشيخ ربيع من جماعات الدعوة أمس:

    هذا ما يقوله ربيع بن هادي اليوم، ولكنه بالأمس كان يقول غير ذلك تماماً، فقد كان ينصح لهم، ويؤيد ما يقولونه من الخير، ويحـذر عما يفعلونه مما يراه بدعاً، وشراً، شأن الناصحين لأمتهم، وإليك مثال من مواقفه السابقة قبل أن يؤصل هذه الأصول الجديدة فقد نقل الشيخ ربيع كلام الأستاذ سيد قطب رحمه الله في تقريره الذي كتبه في آخر عمره:

    "ولا بد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة، وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة، وهذه المفهومات الصحيحة تربية إسلامية صحيحة، وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية الجارية، وعدم محاولات فرض النظام الإسلامي عن طريق الإستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به.. إذ أن الوصول إلى تطبيق النظـام الإسلامي والحكم بشريعة الله ليس هدفاً عاجلاً، لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل المجتمعات ذاتها أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة إلى فهم صحيح للعقيـدة الإسلامية، ثم للنظام الإسلامي وإلى تربية إسلامية صحيحة على الخلق الإسلامي مهما اقتضى ذلك من الزمن الطويل والمراحل البطيئة.

    هذا الظرف كان يحتم علي أن أبدأ مع كل شاب وأسير ببطء وحذر من ضرورة فهم العقيدة الإسلامية فهماً صحيحاً قبل البحث عن تفصيلات النظام والتشريع الإسلامي، وضرورة عدم إنفاق الجهد في الحركات السياسية المحلية الحاضرة في البلاد الإسلامية للتوفر على التربية الإسلامية الصحيحة لأكبر عدد ممكن، وبعد ذلك تجئ الخطوات التالية بطبيعتها بحكم اقتناع، وتربية قاعدة في المجتمع ذاته لأن المجتمعات البشرية اليوم بما فيها المجتمعات في البلاد الإسلامية قد صارت إلى حالة مشابهة كثيراً أو مماثلة لحالة المجتمعات الجاهلية يوم جاءها الإسلام، فبدأ معها من العقيدة والخلق لا من الشريعة والنظام.

    واليوم يجب أن تبدأ الحركة والدعوة من نفس النقطة التي بدأ منها الإسلام، وأن تسير في خطوات مشابهة مع مراعاة بعض الظروف المغايرة"

    ثم علق الشيخ ربيع على كلام سيد قطب رحمه الله قائلاً:

    "رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب، ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" (منهج الأنبياء ص/138-139)

    وبعد هذا نقول للشيخ ربيع بن هادي إذا كنت قد غيرت موقفك ومنهجك، وانقلبت من النقيض إلى النقيض، ومن الضد إلى الضد فبعد ثلاثة عشر عاماً كنت فيها عضواً عاملاً في جماعة الأخوان المسلمين، وذلك بعد تخرجك من الجامعة، وأنت تحمل شهادة شيخ!! إلى عدو يرى بغضهم ديناً، ويحاربهم حرب الكفار، بل ويقدم حربهم على حرب اليهود والنصارى، ويقول فيهم وفي غيرهم ما نقلناه آنفاً..

    ومن رجـل كان يرى أن سيد قطب رحمه الله قد هدي إلى منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله إلى أن وصفته بأنه قد اجتمعت فيه بدع الاثنين والسبعين فرقة، وأنه أخطر أهل البدع بإطلاق.

    وأنت في هذا وهذا تخالف ما يأمر به الدين من العدل والإحسان، وتخالف في مواقفك هذه عامة علماء السنة الذين يعتقدون ويقفون في هذه الأمور غير ما تعتقد وتقف.. ولماذا تكيل لمن تخالفهم بمكيالين؟

    لماذا يا شيخ ربيع كان عبدالرحمن عبدالخالق وحده هو المدافع عن من تسميهم أهل البدع؟

    ولمـاذا تكيل بمكيالين، وتجعل التقية ديناً، ولا تحكم في أمثال شيخنا عبدالعزيز بن باز، وشيخنا الألباني، وعبدالله بن قعود، وابن جبرين، وغيرهم وغيرهم بالحكم الذي تحكمه في عبدالرحمن بن عبدالخالق؟! لماذا التقية والتلون؟

    وهل من منهج أهل السنة والجماعة في الحكم على الرجال والفرق والطوائف؟! أن يكال للناس بمكيالين، ويوزنون بميزانين: ميزان للضعفاء وميزان للأقوياء!! ، وأقوال في السر؟ وأقوال في العلن؟ هل هذا هو منهج أهل السنة والجماعة المزعوم؟

    لقد سمي علماء السنة تقويمهم للرجال بـ (الميزان) فسموا كتبهم في الجرح والتعديل (الميزان، لسان الميزان) وذلك لأن عملهم يقوم على وزنالحسنات والسيئات. فهل ميزانك الظالم الذي لا يرى إلا الشر والبدعة، ولا يزن إلا بها. هل هذا الميزان من موازين أهل السنة؟ وهل عملك هذا يا من تطبع على كتبك التعريف بنفسك بأنك (رئيس قسم السنة) من السنة؟

    ثانياً: النصح لكل مسلم من أصول الدين:

    والجريمة الثانية: هي نقدي لبعض المواقف والأقوال لبعض من ينتسبون إلى المنهج السلفي، وكلماتي في نقد هؤلاء أقل كثيراً مما يؤثر عن مشايخ العلم وعلماء الدعوة السلفية من أمثال شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ ابن جبرين، والشيخ عبدالله بن قعود، والشيخ بكر أبو زيد، وغيرهم وغيرهم...

    والعجب أن من أصول أهل السنة الرد على المخالف لأن ذلك من النصح لله ورسوله وكتابه، وأئمة المسلمين وعامتهم، وجميع السلفيين يحفظون ويرددون قول الإمام مالك: (ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر)..

    فلماذا كان رد عبدالرحمن بن عبدالخالق على بعض السلفيين ونقده لبعض أعمالهم المخالفة للكتاب والسنة تعتبر نفاقاً، وابتداعاً وخروجاً من السلفية؟!!

    1) وهذا شيخنا عبدالعزيز بن باز يقول في بيان له وموعظة يرد بها على بعض من ينتسبون إلى السنة والسلفية:

    "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمـد الأمين وعلى آله ومن اتبع سنته إلى يوم الدين أما بعد..

    فإن الله عز وجل يأمـر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط، ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد، وقد شاع في هذا العصر أن كثيراً من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من أخوانهم الدعاة المشهورين، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم، والدعاة، والمحاضرين، ويفعلون ذلك سـراً في مجالسهم وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس، وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد وهذا مسلك مخالف لما أمر الله به رسوله من جهات عديدة منها:

    أولاً: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين، بل خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات، وتأليف الكتب النافعة.

    ثانياً: أنه تفريق لوحـدة المسلمين وصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة.. وكثرة القيل والقال فيما بينهم، وخاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة، والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات، والوقوف في وجه الداعين إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو من أهل البدع والضلال.

    ثالثاً: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم، والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على أخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.

    رابعاً: إن في ذلك إفساداً لقلوب العامة والخاصة، ونشراً وترويجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة، وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث الشبه، وإثارة الفتن، ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.

    خامساً: أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقـة له وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها، وأغراهم بها، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً.. الآية}، والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل، وقد قال بعض السلف: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً.

    سادساً: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء، وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به، ولا يثرب عليه إذا كان أهلاً للاجتهاد فإن خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن حرصاً على الوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعاً لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإن لم يتيسر ذلك ورأى أحد أنه لا بد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024 - 20:36