hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    راى فى نزاع الصحراء الغربية ، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -1-

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    راى فى نزاع الصحراء الغربية ، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -1- Empty راى فى نزاع الصحراء الغربية ، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -1-

    مُساهمة  Admin الإثنين 27 يونيو 2011 - 21:59

    إن أزمة الصحراء هي في الواقع نتاج لسلسلة من ترسبات تاريخ معقد، أفرز بتداعياته ما يعرف حاليا بقضية الصحراء الغربية. وإذا كان جزء هام من هذه الترسبات قد فرضته قوة التاريخ، فإن الجزء الأكبر والأهم من تلك الترسبات فرضه منطق المصالح الضيقة وهيمنة دواعي "الشخصانية":
    بقلم بوزيد عمر
    مقدمة:
    تمثل أزمة النزاع في الصحراء الغربية أحد أهم وأطول وأعقد الصراعات التي عرفتها أفريقيا ولا تزال. القارة منذ أن وطأتها الأقدام الإسبانية عام 1884 وإلى يومنا هذا، ملتقى للصراعات والحروب العرقية والسياسية والدينية الاقتصادية، باعتبارها بركانا يتفجر على طبقات أرضية غنية بما لا يحصى من الثروات نفاسة وغلاء، بدءا بالنفط، ومرورا بالثروة الغابية والحيوانية وجمال الطبيعة، وانتهاء بالذهب و الماس و الأحجار الكريمة.
    وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر أن تعرف هذه الأزمة الحل النهائي لها بعد وفاة الملك "الحسن الثاني" ومجيء ابنه "محمد السادس" خلفا له، لاسيما بعد إجراءات التغيير التي أحدثها هذا الأخير، والتي كانت كلها مؤشرات على الانفراج -لعل أهمها آنذاك إقالة وزير داخلية إدريس البصري المعروف بمواقفه المتشددة تجاه ملف الصحراء-، تناسى الجميع أن ثقل الرهان كان ولا يزال أكبر من كل تطلع إلى الحل، كما تناسى الجميع أيضا أن عمليات التغيير التي باشرها الملك الجديد حينها لم تطل مستشاري الملك الراحل الذين أبقاهم محمد السادس بجانبه ليحتفظ بهم في أداء نفس الدور، وفي طليعتهم مستشاره الفرنسي للشؤون المالية والاقتصادية ذو الأصول اليهودية: أندري أزولاي، ولهذا لم يكن مستغربا تصريحات الملك الجديد "النارية" منذ ذلك الحين وعبر مختلف مراحل تطور النزاع في الصحراء الغربية تجاه الجزائر ورؤيته لطبيعة الحل الذي يجب أن يتخذه مسار النزاع ذاته.
    وعليه، فإنه مما ينبغي تأكيده هنا واستحضاره دائما، هو أنه من الصعب على المغرب تصور تنازله و تخليه عن المطالبة بضم الصحراء إليه، أو تراجعه عن مواقفه الداعية إلى تبني الحلول المغربية لقضية تصنف لدى المغاربة من القضايا "القومية" بل وتمثل العمود الفقري لقوام العرش الملكي، لكن دون أن يعني هذا أبدا في تحليلنا انتفاء العوامل الداخلية أو الخارجية بالخصوص في تحديد مصير ومسار هذه القضية كما سيأتي.
    وسنحاول من خلال هذه المقاربة، الاعتماد على أربعة مداخل تمثل في اعتقادنا مدخلات أساسية لفهم خلفيات الأزمة واستيعابا لآفاقها، ووسيلة منهجية للإحاطة بأصولها وبمسارها وأبعادها، وهي:
    1 - كرونولوجيا تحليلية بأهم الأحداث التي عرفها النزاع منذ بدءه و التي هي بمثابة مدخل تاريخي لإدراك مراحل تطور الأزمة، نحاول من خلالها فهم » طلاسم « هذا النزاع الذي يعد آخر ما تبقى من قضية في إطار ما يعرف بـ : » تصفية الاستعمار «
    2 - معطيات عامة حول الأهمية الاقتصادية لمنطقة الصحراء الغربية بغية الإحاطة بِرَهَان المصالح الاقتصادية لدى كافة الأطراف المعنية بالنزاع.
    3 - الأهمية الجيو-إستراتيجية لهذه المنطقة على المستوى الإقليمي والدولي بالنسبة لدول الجوار من جهة و للقوى الكبرى من جهة ثانية، وما تحمله من رهانات و تحديات أمنية لدى كل طرف من هذه الأطراف.
    4 - ثم أخيرا، واستشرافا لآفاق الأزمة، استعراض أهم السيناريوهات الممكنة، التي هي في اعتقادنا قد تمثل مخرجات لهذه الأخيرة، نحاول من خلالها إدراك » المنافذ« الممكنة الني قد يتفتح عليها مصيري النزاع و المنطقة ككل.
    مع التنبيه أخيرا إلى أنه سيتم التركيز في هذه الدراسة على الأبعاد السياسية والاقتصادية و الجيو-إستراتيجية للنزاع بعيدا عن المجالات القانونية المطروحة حوله في إطار هيئة الأمم المتحدة وهياكلها التابعة لها إلا ما اقتضته ضرورة البحث ومنطق منهجية التحليل، لكون ذلك يبعدنا حتما عن غاية البحث هذا، فضلا عن الضبابية التي قد يضفيها اعتماد مثل هذا المعطى في محاولة إدراك خلفياته وآفاق تداعياته.
    I - كرونولوجيا تحليلية لأهم الأحداث:
    إن أزمة الصحراء هي في الواقع نتاج لسلسلة من ترسبات تاريخ معقد، أفرز بتداعياته ما يعرف حاليا بقضية الصحراء الغربية. وإذا كان جزء هام من هذه الترسبات قد فرضته قوة التاريخ، فإن الجزء الأكبر والأهم من تلك الترسبات فرضه منطق المصالح الضيقة وهيمنة دواعي "الشخصانية":
    1476 - أول نزول و"إقامة" للأسبان على سواحل الصحراء غ من أجل اصطياد السمك، وهي "الإقامة" التي حطمها سلطان المغرب عام 1527 .
    1727 - انسحاب الهولنديين من الصحراء الغربية لصالح الفرنسيين
    1880 - قيام حرب بين إسبانيا والمغرب، واحتلال إسبانيا لمدينة تيطوان المغربية على ساحل المتوسط.
    1884 - 1935 - احتلال إسباني متدرج لأراضي الصحراء الغربية وفرض » الحماية « عليها.
    1885 - مؤتمر برلين يصادق وبشكل رسمي على هيمنة إسبانيا على أراضي الصحراء الغربية.
    1900 - 1934 - مقاومة الصحراويين لمبدأ الاحتلال الفرنسي لمناطق من الصحراء غ.
    1912 / 11 / 27 - إبرام ثنائي ( إسباني - فرنسي ) لاتفاقية رسم حدود الصحراء الغربية واقتسام المغرب.
    1958 - 1949 - اكتشاف أكبر احتياطي للفوسفات على سطح الأرض بمدينة "بوكراع" الصحراوية مقدرة حينها بأكثر من 18 مليار طن.
    يوليو / 1957 - "مختار ولد داده" نائب رئيس مجلس الحكومة الموريتاني يعلن تبعية الصحراء الغربية لبلاده مناديا بفكرة وحدة » موريتانيا الكبرى« من "وادي دراع" شمالا (الموجود حاليا بأقصى جنوب المغرب ) إلى "نهر السنيغال" جنوبا (الفاصل بين الحدود الموريتانية - السينيغالية حاليا).
    فبراير / 1958 - التدخل العسكري الفرنسي بالصحراء الغربية - وبالتعاون مع إدارة الاحتلال الإسباني- في محاولة لإخماد المقاومة المحلية ضد الاحتلال من جهة، ولمواجهة الثورة الجزائرية التي كانت تتخذ من المنطقة قاعدة خلفية لها من جهة أخرى.
    - الملك "محمد الخامس" ملك المغرب يؤكد إرادته لـ"مواصلة العمل من أجل استرداد الصحراء" وضمها إلى بلاده.
    01 / فبراير / 1958 - بناء على اتفاقية " سينترا" (CINTRA) بالبرتغال، اعتبرت منطقة "الساقية الحمراء ووادي الذهب" وحدة ترابية واحدة خاضعة لسلطة الأسبان
    مايو / 1960 - إنشاء "منظمة الوحدة الإفريقية " والتي من أهم مبادئها الاعتراف "بالأمر الواقع" فيما
    يتعلق بالحدود التي تركها الاستعمار، وذلك تجنبا للحروب.
    1962 - اكتشاف إدارة الاحتلال الإسباني لثروة الفوسفات وبداية استغلالها له.
    - ( بعض المصادر تذكر أن ذلك تم عام 1947) قيام الملك الحسن الثاني في هذه السنة بإشعار المنظمة الأممية بطلب وضع منطقة "إفني" المغربية وأراضي "الصحراء الغربية" في قائمة "الواجب تصفية الاستعمار فيها"، وفي عام 1969 استرد المغرب منطقة "إفني" من إسبانيا، وفي عام 1973 طالبت الأمم المتحدة من إسبانيا تنفيذ مخطط الاستفتاء حول مصير "الصحراء الغربية" وهو ما رفضه المغرب حينها، ثم رسميا في ( 20 أوت 1974).
    1963 - تسجيل "منظمة الأمم المتحدة " لقضية الصحراء الغربية ضمن قائمة الأراضي التي يجب "تصفية الاستعمار" فيها، وفقا للقرار 1514 الصادر عام 1960، وبدء "حرب الرمال" بين الجزائر والمغرب في أكتوبر دامت بضعة أيام.
    1966 - هيئة الأمم المتحدة تؤكد مجددا على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
    1967 - الرئيس الجزائري هواري بومدين يعلم "مجلس الثورة" الذي يترأسه، اتصال الجنرال ديغول بخصوص الصحراء الغربية يطلب فيه من الجزائر ويعرض عليها تقاسمها مع المغرب للأراضي الصحراوية في سعي منه لتجنيب موريتانيا أن يكون لها حدود مع المغرب الذي يدعي تبعيتها له ويطمع في ضمها إليه في إطار ما يصفه المغرب بـ "المغرب الكبير". وهو العرض الذي رفضه "مجلس الثورة" معلنا تمسكه بـ "الشرعية الدولية".
    1967 / 05 / 11 - إنشاء الاحتلال الإسباني لـ: "الجماعة"، وهي هيئة إدارية محلية في شكل مجلس مكون من 82 عضوا، نصفهم من الأعيان لتمثيل الصحراويين. وهذا لمدة 04 سنوات بغرض توجيه مطالب الأعيان الوجهة التي تخدم مصلحة إدارة الاحتلال.
    - إنشاء المقاومة الصحراوية لـ "جبهة تحرير الصحراء" (FLS)
    1968 – "محمد سيد إبراهيم بصير" ينظم مقاومته ضد الاحتلال الإسباني ويطالب باستقلال الصحراء الغربية
    17 / يونيو / 1970 - قيام مظاهرات عنيفة بمدينة "لعيون" الصحراوية ضد مشروع تحويل الصحراء غ إلى منطقة إسبانية، و المطالبة باستقلال الأراضي الصحراوية.
    1972 - المغرب، وتحت ضغط من الجزائر، يعترف بموريتانيا كدولة مستقلة.
    1973 - الجنرال "فرانكو" حاكم إسبانيا آنذاك، والذي كانت لبلاده حينها علاقات سيئة مع المغرب وبعد إعلان نيته الانسحاب من الأراضي الصحراوية يتصل بالرئيس بومدين ليقترح عليه استعداده التخلي عن الصحراء الغربية لصالح الجزائر، إلا أن هذا الأخير رفض هذا العرض.
    23 / يوليو / 1973 - لقاء ثلاثي بين رؤساء (الجزائر، موريتانيا، الملك المغربي) بأغادير تحديد "مخطط عمل مشترك " حول الصحراء الغربية، ينتهي إلى الفشل لتباين الآراء.
    1973 / 05 /10 - تأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" المعروفة باسم "جبهة
    البوليزاريو" لتحل محل (FLS)، وإعلان المقاومة ضد الاحتلال الإسباني والمغربي والموريتاني تحت قيادة "مصطفى والي السيد".
    1974 / 09 / 17 - الملك "الحسن الثاني" يقدم دعوى "لمحكمة العدل الدولية" بشأن قصية الصحراء الغربية.
    نهاية أكتوبر /1974 - إمضاء موريتانيا والمغرب بمدريد لاتفاقية ثنائية سرية لاقتسام الصحراء الغربية (بعض المصادر تحدثت عن موافقة الرئيس "بومدين" على هذا التقسيم)، فحسب شهادة قدمها بلعيد عبد السلام وزير الصناعة في حكومة بومدين، ورئيس حكومة سابق، أن الملك الحسن الثاني اتصل بالرئيس بومدين ليبلغه توصله مع الرئيس الموريتاني "مختار ولد دادة" إلى اتفاق غير معلن (سري) يقضي بتقسيم الأراضي الصحراوية بينهما ريثما تنسحب إسبانيا منها، وأن بومدين رحب بالفكرة، لكن -يقول بلعيد عبد السلام - إعلان الحسن الثاني أن الجزائر لم تعد بذلك طرفا في القضية التي أصبحت تخص (المغرب/موريتانيا/إسبانيا)، كانت -حسبه- نقطة بداية الخلاف الجزائري- المغربي حول ملف الصحراء الغربية إلى يومنا هذا. ثم وحسب نفس الشهادة، اجتمع بومدين مع ولد دادة في العام الذي بعده (1975 ) بمدينة "بشار" الجزائرية القريبة من الحدود مع المغرب، وطلب الأول من الثاني نقل اقتراحه إلى إسبانيا، رغبة الجزائر في حضورها كطرف في اللقاء الثلاثي الجاري تحضيره بمدريد، لكن ولد دادة أجابه بضرورة موافقة الملك المغربي المسبقة، وهو مالم يقع ولم يتحقق.
    مايو / 1975 - إرسال هيئة الأمم المتحدة لأول لجنة تحقيق إلى الصحراء الغربية انتهت إلى الإقرار بمطالبة الأغلبية الساحقة من الشعب الصحراوي بالاستقلال، وعلى اعتبار "جبهة البوليزاريو": "القوة السياسية الوحيدة المهيمنة على الأرض الصحراوية"، طالبت بعدها إسبانيا إجراء استفتاء في نهاية عام 1975 قابله المغرب بالرفض معلنا تدخله العسكري "لاستعادة" الصحراء.
    أكتوبر / 1975 - مناقشة "محكمة العدل الدولية بـ"لاهاي" لملف الصحراء الغربية بعد طلب المغرب ذلك، خلصت إلى وجود روابط قانونية -في عهد الاحتلال الإسباني- بين بعض القبائل الصحراوية ومملكة المغرب قائمة على "المبايعة" فقط دون وجود أي "روابط للسيادة الترابية بين أراضي الصحراء الغربية من جهة، ومملكة المغرب أو مجموع التراب الموريتاني من جهة أخرى".
    سبتمبر / 1975 - الجولة الأولى للمفاوضات بين "إسبانيا" و"جبهة البوليزاريو" وتبادل الأسرى بين الجانبين
    1975 / 11 / 06 - قيام حوالي 350ألف مواطن مغربي وبأمر من الملك الحسن الثاني بمسيرة سلمية من المغرب إلى الأراضي الصحراوية بعد اجتياز الحدود بينهما سميت بـ"المسيرة الخضراء" وهي المسيرة التي انطلقت من مدينة "طرفايا" في أقصى جنوب المغرب باتجاه مدينة "لعيون" الصحراوية، بهدف "إعادة" الأراضي إلى "الوطن الأم"، صَاحَبهَا عقد مجلس الأمن لاجتماع طالب فيه المغرب، ودون اتخاذ أي قرار رسمي في ذلك ولا إجراء أي تصويت بـ"توقيف المسيرة فورا"، وتَمثل موقف الجزائر حينها بنشر جنودها على الحدود مع المغرب تحسبا لأي طارئ، واصفة السلوك المغربي بـ"لعملية الانتحارية" حسب بيان صادر عن وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أما إسبانيا "التي رفضت السلوك المغربي هذا، فقد جندت 14 سفينة حربية قبالة جزر الكناري منها اثنتين مزوّدة كل منهما بقاذفات للصواريخ جد متطورة لكن دون جدوى أو تأثير يذكر، فالجنرال "فرانكو" كان على فراش الموت، وحسب البعض فإن اختيار المغرب هذا التوقيت و الظرف لم يكن صدفة وإنما بعد تأكده من وفاة الدكتاتور وشيكة الوقوع.
    - تأسيس "المجلس الوطني الصحراوي المؤقت".
    1795 / 11 / 14 - عقد "اتفاقية مدريد" الثلاثية (المغرب / موريتانيا / إسبانيا)، وتقسيم الصحراء الغربية كتركة استعمارية بين موريتانيا والمغرب، نالت إسبانيا بموجبها بعض المصالح الاقتصادية بالصحراء مقابل إخلاء الأرض لهما، تبعها مباشرة دخول الجيش المغربي الأراضي الصحراوية بناحيتها الشمالية - الغنيّة بالفوسفات- تاركة الجنوب للقوات الموريتانية، أعقبها استغلال مفرط للثروات الطبيعية فيها.
    ديسمبر / 1975 - إصدار لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة قرارها بشأن الصحراء الغربية استنادا للقرار 1514 الصادر عام 1960 في هذا النزاع.
    يناير / 1976 - اعتراف "منطقة الوحدة الإفريقية" رسميا بـ "جبهة البوليزاريو".
    1976 / 02 / 27 - إعلان البوليزاريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" (RASD)
    1976 / 02 / 28 - انسحاب إسبانيا بشكل كامل وقانوني من الصحراء الغربية.
    1976 / 03 /05 - تشكيل الحكومة الصحراوية برئاسة "محمد لمين ولد أحمد".
    1976 / 04 / 16 - زيارة أمين عام "منظمة الأمم المتحدة"، "ك.فالد هايم" مخيمات اللاّجئين الصحراويين، ورفض المغرب وموريتانيا استقباله.
    يونيو / 1976 - دعوة اجتماع قمة "منظمة الوحدة الإفريقية" إلى عقد دورة استثنائية لمعالجة ومناقشة مشكلة الصحراء الغربية.
    10 / يوليو / 1978 - سقوط حكم "مختار ولد دادة " بموريتانيا، ومجيء العقيد "ولد محمد سالك" مكانه.
    ديسمبر / 1978 - وفاة الرئيس بومدين، وتصريح الملك الحسن الثاني - حسب شهادة بلعيد عبد السلام- بانتهاء قضية الصحراء الغربية بوفاة بومدين، وحسب هذه الشهادة دائما، قام المغرب عندها بإذاعة شريط مسجل لترحيب بومدين ومباركته لاتفاق المغرب -موريتانيا المشار إليه سابقا وذلك خلال قمة الرباط 1974 للجامعة العربية، والقاضي بتقسيم الصحراء الغربية بينهما "إيهاما" للرأي العام الدولي بتراجع بومدين عن مواقفه السابقة تجاه القضية.
    05 / أغسطس / 1979 - إمضاء موريتانيا مع "جبهة البوليزاريو" لاتفاقية سلام بالجزائر وإنهاء الحرب بينهما، انسحبت موريتانيا بموجبها نهائيا من الأراضي الصحراوية، ليفقد على إثره "اتفاق مدريد" الثلاثي
    جدواه.
    مايو 1980 / - بدء المغرب بناء ما يعرف بـ: "الحائط" الدفاعي بطول 1200كلم لفصل الأراضي الصحراوية بالشمال عن البوليزاريو، ومنع توغل ثوارها إلى التراب المغربي من جهة، وتأمين منطقة الشمال الغنية بالفوسفات من ضربات البوليزاريو من جهة ثانية، وقد تم تمديد بناء هذا "الحائط / الجدار" عبر كافة الحدود مع الجزائر وموريتانيا -من جهة الحدود مع الصحراء- لتنتهي الأشغال به في أبريل /1978، مكلفا المغرب حوالي (05 مليار دولار).
    1981 - الملك الحسن الثاني وخلال انعقاد قمة "منظمة الوحدة الأفريقية" (OUA) بنيروبي (كينيا) يعلن
    وبشكل مفاجئ قبوله لمبدأ "الاستفتاء" لتسوية النزاع في الصحراء الغربية
    1983 / 02 / 26 - أول لقاء بين الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد و الملك الحسن II منذ قطع المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع الجزائر عام 1976 .
    1984 / 11 / 12 - انضمام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" رسميا خلال القمة 20 "لمنظمة الوحدة الإفريقية " لعضوية هذه الأخيرة كعضو كامل الحقوق، وانسحاب المغرب من المنظمة احتجاجا على ذلك وقطع علاقاتها ثانية مع الجزائر، لتبدأ بعدها سلسلة من الضغوط مارستها المغرب على أعضاء المنظمة لسحب اعترافهم بالجمهورية الصحراوية. وقد نجحت فعلا في استمالة بعض منهم، حيث وصل عددهم إلى 08 دول -"كبوركينافاسو" و"البنين" و"الغابون" و"السنغال" ... إلخ، وكان آخرهم "ليبيريا" مع مطلع سبتمبر 1997أمام تراجع حوالي (20 دولة) أيضا في العالم ككل عن اعترافها هي الأخرى بالجمهورية الصحراوية (يذكر مثلا أن "الاجتماع العربي الأفريقي" المنعقد بالجزائر لم تحضره "السعودية والكويت" بسبب حضور وفد عن الجمهورية الصحراوية)
    1985 - اتفاق "وجدة" بين المغرب وليبيا لإنشاء شبه وحدة بينهما دامت حتى عام 1987 نتج عنه تغيير هذه الأخيرة لمواقفها الدّائمة لمطالب البوليزاريو باتجاه دعم المغرب.
    04 / مايو / 1987 - ثاني لقاء بين الرئيس "الشاذلي" والملك الحسن الثاني، اللقاء مهد لبعث العلاقات مجددا بين البلدين وكذلك لعقد قمة "زرالدة" بالجزائر في (10 / يونيو / 1988) المنشئة "اتحاد المغرب العربي" رسميا بعد ذلك خلال قمة أخرى مماثلة بالرباط في (1989 / 02 / 17 )، وذلك بعد تمكن الجزائر والمغرب من الاتفاق على وضع مشكلة الصحراء الغربية جانبا خارج إطار العلاقات الثنائية والمغاربية.
    1988 / 08 /11 - اقتراح هيئتي ( الأمم المتحدة ، الوحدة الإفريقية) على المغرب والبوليزاريو مخطط سلام بناء على القرار الأممي 1514 الخاص بحق تقرير المصير، وإعلان وقف إطلاق النار وكذا إجراء استفتاء بالأراضي الصحراوية استنادا للإحصاء السكاني الذي أجرته إدارة الاحتلال الإسباني عام 1974، بالإضافة إلى تعيين لجنة خاصة لتنفيذ ومتابعة هذا المخطط.
    2 / يونيو / 1990 - مصادقة مجلس الأمن في لائحة رقم 690 على مشروع إقامة الاستفتاء بالصحراء غ في (فيفري / 1992)، تم بموجبها تكليف "المينورصو" (MINURSO)/ بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية لمتابعة هذا القرار، وقد سبق هذه المصادقة قيام أمين عام المنظمة "خ.ب.ديكويلار" بجولة لدول المنطقة مطلع العام نفسه (1990)، في محاولة لإقناع الأطراف بالإسراع في تنظيم هذا الاستفتاء.
    1991 / 09 /06 - إعلان طرفي النزاع (المغرب + البوليزاريو) لوقف إطلاق النار بينهما بموجب مخطط السلام الأممي وتحت إشراف (المينوصرو + المنظمة الإفريقية).
    1991 / 12 / 20 - الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة للصحراء الغربية "جوهاناس مانز" يقدّم استقالته من منصبه، موضحا عدم تنبه الأمم المتحدة لصفة التعقيد التي يتميز بها مشروع الاستفتاء على النحو المطروح حينها إلى جانب تعنت الموقف المغربي الذي كان وراء فشل مهمته، وتم استخلافه بالباكستاتي "يعقوب خان" في 1992 / 03 / 24.
    فيفري / 1992 - بضغط من المغرب يعلن أمين عام المنظمة الأممية تأجيل الاستفتاء، ودخول ملف الصحراء مرحلة الجمود (توقيف القتال + توقيف المفاوضات) استمرت حوالي 05 سنوات، وهي فترة خدمت الوجود المغربي بالأراضي الصحراوية وممارسته لسياستي (الاحتلال + التوطين) تحسبا "لكافة السيناريوهات المستقبلة أكثر مما خدمت مشروع تنفيذ مخطط الاستفتاء، كما خدمته من حيث تقليل نفقاته العسكرية على الحرب التي كانت ولابد على حساب التنمية الداخلية أمام استفحال الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها البلاد منذ عقد من الزمن.
    سبتمبر / 1996 - حسب شهادة قدمها "لحبيب أيوب" أحد قادة البوليزاريو، فإنه وبإيعاز من الجزائر، ترسل حكومة الجمهورية الصحراوية وفدا سريا صغيرا بقيادة السيد "بشير مصطفى سيد" إلى مراكش لملاقاة ولي العهد آنذاك "محمد السادس" ووزير الداخلية المغربي حينها "إدريس البصري" في لقاء غير رسمي، وذلك بعد تلقيها تعليمات مباشرة من قبل وزير خارجية الجزائر آنذاك "محمد عطاف"، لتقدم له أيضا بعد عودتها تقريرا عن نتائج اللقاء.
    1996 / 11 / 27 - مجلس الأمن يصدر لائحة رقم 1084 يؤكد فيها على ضرورة إجراء "الاستفتاء" على ضوء المخطط الأممي.
    مارس / 1997 - تعيين "جيمس بيكر" على رأس لجنة "المينورصو" واستلامه ملف الصحراء الغربية، وبدء أولى مشاورته مع طرفي النزاع إلى جانب الجزائر وموريتانيا في الشهر الذي بعده.
    1997 / 06 / 12 - 11 - بداية الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليزاريو بلندن، ثم الثانية بـ"ليشبونة " (23 جوان - 25 / جوان)، ثم الثالثة بـ"لندن" (20 - 19 / جويلية)، ثم الرابعة و الأخيرة بجنيف في (29 /30 أوت)، كلها تحت إشراف "ج.بيكر"، وبحضور ممثل (الجزائر وموريتانيا) كملاحظين.
    1997 / 09 / 16 - 14 - تبني طرفي النزاع وبرعاية الممثل الأممي لاتفاقية "هوستن" بالإجماع، وتنص على:
    1 - تحديد هوية الناخبين
    2 - إعادة توطين اللاَّجئين
    3 - تحرير وتبادل الأسرى
    4 - تحديد قانون سير وإدارة الحملة الانتخابية والمرحلة الانتقالية.
    5 - إجراء الاستفتاء في (1998 / 12 / 08)
    - بعد تحقيق خلصت اللجنة المذكورة إلى تحديد هوية (150ألف) فرد، وهو رفضته المغرب بعد
    إظهار تملصها من الاتفاقية الأصلية، واقتراحها لقائمة ثانية بـ (65 ألف فرد) قالت عنهم البوليزاريو لا علاقة لهم تاريخية ولا عرقية، بالشعب الصحراوي لأنهم مغربيون، أما عن القائمة الأولى فإن المغرب، قدمت قائمة تتضمن (200 ألف فرد) تعتبرهم صحراويين لجأوا إليها فرارا من الاحتلال، وبخصوص القائمة الأولى فإن (%1) منهم فقط هم ممن وردت أسماءهم في الإحصاء الإسباني لعام 1974، ليدخل مخطط السلام بعدها مرحلة جديدة من الانسداد. وكان من نتائج ذلك تأجيل إجراء "الاستفتاء" ومعه تأجيل عهدة "المينورصو" منذ تشكيلها مرات عدة، كل ذلك بسبب تماطل حكومة المغرب وعدم الوفاء بالتزاماتها الدولية فضلا عن تقديمها المعلومات الخاطئة حول معطيات و مستلزمات حل النزاع.
    1997 / 09 / 29 . 27 - "فرانك رودي" نائب رئيس لجنة "المينورصو" سابقا يصرح: "الآن وبعد انتهاء مهمتي أشهد بتساهل السيد "إريك جونسون" -نائب رئيس المينورصو الحالي "ج.بيكر"، وأعترف بأن المغرب كان حكما وطرفا في آن واحد".
    نوفمبر / 1997 - الكونغرس الأمريكي يصوت في لائحته رقم 245- بالإجماع على دعم ومساندة بنود "اتفاقية هوستن"، ويطالب الرئيس كلينتون "تقديم دعمه لمسعى المبعوث الأممي".
    1998 / 05 / 11 - الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يصرح بخصوص موقف فرنسا من النزاع: "نحن لسنا ضد مصالح فرنسا في المغرب، ولا ضد الروابط المميزة التي تملكها مع هذا البلد، ونحن نطالب فقط من باريس أن لاَ يكون موقفها اتجاه المغرب على حساب مصالح الشعب الصحراوي"، داعيا في الوقت نفسه فرنسا إلى دعم مخطط السلام الأممي بكل وضوح وتجنب كل المواقف المنحازة في الصراع بالصحراء الغربية.
    1998 / 06 / 10 . 08 - إعلان المجلس القانوني لمنظمة الوحدة الإفريقية في قمتها 34 بواغادغو (بوركينافاسو). وأمام ضغوط من داخل وخارج المنظمة عن شرعية انضمام "الجمهورية الصحراوية" قانونا للمنظمة كعضو كامل الحقوق لا يمكن إقصاءه أو تعليق عضويته.
    نوفمبر / 1998 - زيارة أمين عام الأمم المتحدة "كوفي عنان" لمنطقة المغرب العربي ولمخيمات اللاَّجئين الصحراويين، انتهت بإمضاء الجزائر وموريتانيا اتفاقية حول وضع قوات المينورصو في المنطقة: (الصوفا / La Sofa ). المغرب وتحت ضغط مجلس الأمن والمجموعة الدولية يوافق على الإمضاء على الاتفاقية في ( 1992 / 02 /12) بنيويورك.
    1999 / 01 /14 - دعوة البرلمان الأوربي المغرب إلى قبول الحل الأممي لإقرار السلم وإجراء الاستفتاء.
    1999 / 02 /23 - كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشرق الأوسط يصرح -ولأول مرة- أن "الأمم المتحدة و أطراف النزاع ينبغي عليهما تنفيذ عملية الاستفتاء بسرعة".
    مارس / 1999 - أمام عقبات تطبيق مخطط السلام الأممي، المبعوث الخاص لأمين عام المنظمة الأممية للصحراء الغربية "شارل دمبر" المعين في (مارس /1998 ) يقدّم استقالته.
    يونيو/ 1999 - وفاة الملك الحسن الثاني وتولي ابنه محمد السادس العرش في المغرب، وتحمس هذا الأخير في عهده لما يعرف بـ"الحل الثالث".
    أغسطس / 1999 - اغتيال 33 مسافرا جزائريا في منطقة "بني ونيف" الحدودية بين المغرب والجزائر، ذُكر حينها أن منفذي الاغتيال فروا بعدها إلى المغرب، ارتفعت على إثرها حدة التوتر في العلاقة بين البلدين.
    1999 / 09 / 09 - قيام مظاهرات استمرت حوالي أسبوع بمدينة "لعيون" الصحراوية وصفت بـ "الدامية" قام بها الطلبة الصحراويون احتجاجا على عدم استجابة السلطات المغربية لمطالبهم الاجتماعية والدراسية تنتهي بقمع المظاهرة وأصحابها من طرف الشرطة المغربية.
    1999 / 09 / 23 - شهران بعد توليه العرش الملك محمد السادس، يصدر ولأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 1975 قرارا ملكيا يقضي بتشكيل لجنة ملكية مكلفة بمتابعة شؤون الصحراء غ على كل المستويات.
    سبتمبر / 1999 - نشر هيئة الأمم المتحدة تقريرا أعده أمينها العام حول أزمة الصحراء الغربية، تعرض فيه ولأول مرة إلى إمكانية تبني ما يوصف بـ"الحل الثالث" (بمعنى إعطاء سلطات واسعة للبوليزاريو في إطار السيادة المغربية، أي حكما ذاتيا)، ليصبح بعدها -وبدعم فرنسا- مطلبا رسميا لدى مجلس الأمن في اجتماعه في (13 / مايو / 2000).
    يناير / 2000 - إنهاء لجنة "المينورصو" لمهمتها بتقديمها نتائج فحص الهيئة الناخبة التي لها حق الإدلاء بصوتها في الاستفتاء، مقدرة بـ : (86 381 ناخب).
    - تقديم المغرب لطعونه ضد نتائج اللجنة هذه و إغراق هذه الأخيرة بما يساوي (08 آلاف) طعن، (بعض المصادر تذكر 79 ألف طعن)، إلى جانب تقديمه لقائمة ثانية بـ 140 ألف ناخب ممن يرى فيهم المغرب أن لهم حق التصويت.
    - دخول مخطط السلم مجددا مرحلة الانسداد، وتمديد مجلس الأمن لصلاحية عمل "المينورصو" إلى نهاية (مايو / 2000 )، ومعه تجديد "كوفي عنان" لوساطة مبعوثه "ج.بيكر".
    مطلع فيفري / 2000 - نائب كاتب الدولة الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى "إدوارد والكر" (Edward
    Walker)، وفي محاولة منه لدعم وإنقاذ العرش الملكي الجديد بالمغرب وأثناء جولته بدول المغرب العربي، يطالب الرئيس الجزائري بوتفليقة: "مساعدة ومساندة ودعم الملك محمد السادس"، وكذا: "المساهمة في إيجاد حل للأزمة".
    مارس / 2000 - إعلان مجلس الأمن تمسكه بمبدأ "الاستفتاء".
    - بعده بأيام قلائل يعلن الرئيس الأمريكي "كلينتون" دعمه تنفيذ بنود اتفاقية هوستن.
    2000 / 04 / 11.08 - زيارة ج.بيكر للمنظمة (الجزائر + مخيمات اللاّجئين الصحراويين بتندوف + الرباط) في محاولة جديدة لإنقاذ المخطط الأممي، في حين ألغى زيارته المقررة لموريتانيا في آخر لحظة، علامة على بدء تراجع المنظمة نحو تبني خيارات جديدة.
    نهاية أبريل /2000 - الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، وفي ندوة صحفية له يطلب من فرنسا أن تسمح "للمجتمع الدولي تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي"، إشارة إلى الموقف الفرنسي الداعم للمغرب والمعيق لعملية السلام، واصفا وزير خارجيته هذا الموقف يوم (18 / يوليو / 2000) بـ "المؤامرة".
    14/مايو/2000 - انعقاد أول لقاء ثنائي بين (المغرب + البوليزاريو) بلندن تحت إشراف "ج.بيكر" لإيجاد مخرج للأزمة و العودة إلى الالتزام باتفاقية هوستن، وبحضور (الجزائر + موريتانيا) كملاحظين ينتهي بالفشل.
    مطلع يونيو /2000 - تصريح أمين عام منظمة الأمم المتحدة كوفي عنان من تأجيل الاستفتاء إلى ما بعد عام 2000، ودعوته أطراف النزاع تقديم حلول ملموسة لتنفيذ مخطط السلام.
    28/يونيو/2000 - لقاء ثان بين الطرفين "بلندن" بدعوة "ج.بيكر" لمناقشة ما أسماه بـ"الحل الثالث"، ينتهي هو الآخر بالفشل بعد رفض "البوليزاريو" له، وعلى أنه لا بديل لديها عن الإستفتاء أو الحرب.
    - تمديد مهمة "المينورصو" ثانية إلى (31/جويلية/2000) التاريخ المفترض لإجراء الاستفتاء، وهو أيضا تاريخ استلام فرنسا رئاسة الإتحاد الأوربي الدورية لمدة 06 أشهر.
    - التمديد الأول، تبعه تمديد ثان إلى (نوفمبر /2000 )، ثم ثالث إلى (28 /فيفري/2001).
    12 /يوليو /2000 - كوفي عنان وبعد فشل لقاء لندن الأخير يقدم تقريرا إلى مجلس الأمن يوصي فيه بتمديد عهدة المينورصو إلى (31/أكتوبر/2000)، ويطالب من خلاله طرفي النزاع بالالتقاء مجددا لدراسة إمكانية التوصل إلى "حل سياسي" يكمن إما في:
    1 - اتفاق تفاوضى من أجل انضمام كلي للصحراء الغربية إلى المغرب
    2 - أو الاستقلال التام
    3 - أو اتفاق تفاوضى يسمح بإنجاح مخطط التسوية الأممي.
    - المقترح هذا الذي يعني تراجع عن مبدأ "الاستفتاء" الأممي يلقى رفضا من البوليزاريو.
    - مجلس الأمن وفي بيان له يعلن عن: "دعمه التام لجهود المينورصو قصد تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية"، ويقرر تمديد عهدة المينورصو إلى (31/أكتوبر).
    18/يوليو/2000 - وزير خارجية الجمهورية الصحراوية محمد سالم ولد السالك، وفي ندوة صحفية له
    يتهم فرنسا بشكل غير مباشر بتكريس وضع الحرب والأزمة في المنطقة قائلا بأن: "قوى خارجية وتماشيا مع مصالحها الاقتصادية والتجارية ولاعتبارات سياسية خاصة بها في منطقة شمال غرب أفريقيا تريد إعادة ما عملت على تمريره سنة 1975 عندما قررت تجاوز حق الشعب الصّحراوي في تقرير المصير والاستقلال من خلال اتفاقية مدريد التي رمت بالمنطقة في حرب... ".
    2000/07/21 - اجتماع تقني ثنائي بين ممثلي "الجمهورية الصحراوية" و "المغرب" تحت إشراف "ويليام إيغلتن" الممثل الخاص لكوفي عنان في الصحراء الغربية، وبحضور (مساعد "ج.بيكر" السيد "بولتون"، خبراء من المفوضية العليا للاجئين ومن الصليب الأحمر الدولي)، وذلك لمناقشة موضوع اللاَّجئين والأسرى و الطعون بهدف تذليل الصعوبات أمام تنفيذ المخطط الأممي، لكن اللقاء ينتهي إلى الفشل بعد رفض الطرف المغربي مسألة إجراءات الثقة وغيابه عن اجتماع مناقشة موضوع الطعون.
    2000/08/26 - إنشاء منتدى للحقيقة والعدل بـ "لعيون" من خلال عقد جمعية عامة تأسيسية انتخبت مكتبا يضم 14عضوا بهدف المطالبة بتحرير كل المعتقلين السياسيين الصحراويين ووضع حد للحملات "القمعية" التي يتعرضون لها في الأراضي الصحراوية وداخل المغرب وكذا الكشف عن مصير المفقودين واسترجاع جثتهم، إلى جانب رفع حالة الحصار التي فرضها المغرب بالأراضي الصحراوية منذ عام 1975.
    سبتمبر/2000 - هيئة أمريكية متخصصة في سبر الآراء تجري استطلاعا بالمغرب انتهت إلى أَنَّ 07 من 10 (10/7) مغاربة يرون بأن مشكلة المغرب حول الصحراء الغربية هي مع الجزائر، وأن هذه الأخيرة
    "عدو" للمغرب.
    2000/09/20.18 - زيارة الملك المغربي محمد السادس لإسبانيا تنتهي بفشل هذا الأخير إقناع حكومة "أزنار" بطروحات المغرب حول الصحراء الغربية، وتأكيد هذا الأخير بمواقف حكومته المساندة لمبدأ الاستفتاء.
    2000/09/29.28 - لقاء ثالث بين طرفي النزاع بـ "برلين" تحت إشراف "ج.بيكر" وبحضور (الجزائر و موريتانيا) كملاحظين، بهدف "تسوية المشاكل العديدة التي تحول دون تنفيذ مخطط السلام".
    - الاجتماع الذي كان يفترض إجراءه في يومين لم يستغرق في مجموعه سوى 04 ساعات ونصف الساعة ينتهي هو الآخر إلى الفشل بعد تقديم ممثل المغرب للممثل الأممي طلب اقتراح إجراء مفاوضات مباشرة مع البوليزاريو دون الحاجة إلى وساطة الأمم المتحدة.
    2000/10/18 - تمديد مجلس الأمن لمهمة "المينورصو" إلى (2001/02/22).
    - "محمد سيداتي" الوزير الصحراوي و أثناء تدخله بالجلسة المنظمة من قبل وفد المغرب العربي بالبرلمان الأوربي يوجه نداء إلى الإتحاد الأوربي: "من أجل إنقاذ مخطط السلام في الصحراء الغربية"، منتقدا "بعض الدول في الإتحاد الأوربي" لوقوفها إلى جانب طروحات المغرب، واصفا ذلك بـ"التواطؤ"، متهما مجلس الأمن وأمين عام المنظمة الأممية بـ "القصور" في أداء واحترام التزاماتهما
    2000/11/07 - الملك المغربي محمد السادس يعلن في خطاب له بمناسبة ذكرى "المسيرة الخضراء"، وفي إشارة منه إلى اللاجئين الصحراويين المقيمين في مخيمات بمدينة تندوف الجزائرية: إن المغرب سيعمل على تحرير مواطنيه الذين يعيشون "أشكال الاستعباد" في المخيمات، وأن "أبواب الرحمة تبقى مفتوحة" لعودة هؤلاء إلى كنف مجتمعهم.
    2000/11/17 - قيام مظاهرات عنيفة بمدينتي (لعيون + سمارة) الصحراويتين ضد "الممارسات التعسفية" للإدارة المغربية، انتهت باعتقال 131 متظاهرا صحراويا، قاموا بعدها بإضراب عن الطعام بسجن "لعيون" احتجاجا على وضعيتهم.
    2000/12/14 - إطلاق "البوليزاريو" لسراح (201) سجين مغربي كانوا في حالة حجز منذ أكثر من 20سنة، وبهذا الإجراء يكون عدد المسجونين المغاربة الذين أطلق سراحهم (800) سجين، بينما يبقى (1481) منهم (مصادر أخرى تذكر 1471 ) قيد الحجز.
    - الإجراء كان محل إشادة وتنويه من طرف الولايات المتحدة على لسان مساعد نائب كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آلان كيسويتر، وذلك خلال زيارة خاصة قام بها إلى الرئيس الصحراوي يومين بعد ذلك.
    2000/12/22 - الرئيس الصحراوي يحذر منظمي قافلة "رالي باريس –دكار"، تنطلق عادة من باريس لتمر عبر كل من: إسبانيا ثم المغرب، ثم موريتانيا (بدل الجزائر كما كان سايقا) عبر شمال الصحراء الغربية ثم مالي، فالسنيغال أخيرا، اجتياز الأراضي الصحراوية المفترض في (2001/01/07)، بعد قرار المغرب الأحادي السماح لها بذلك دون إذن مسبق من البوليزاريو، معتبرا إياه إعلانا عن خرق هدنة وقف إطلاق النار و"إهانة" للشعب الصحراوي، وتحد للأمم المتحدة، ودعم للمغرب، مهددا بالعودة إلى الحرب.
    - الجزائر تبرأت من نتائج ما قد سيحدث معتبرة القرار المغربي "خطيرا"، أما فرنسا فقد اكتفت بالتصريح ببلوغ التهديد مسامعها، بينما المغرب يعتبر ذلك مجرد "حملة إعلامية"، في وقت نفت فيه لجنة "المينورصو" -الموجود مقرها بمدينة لعيون- أي علم لها مسبق أو أي علاقة لها بالرالي، كما نفت تقديمها أي ضمانات له. - الأزمة عرفت انفراجا هادئا بعد تدخل الجزائر -وقيل ومعها الولايات المتحدة- لدى البوليزاريو، تجنبا لإفشال خيار السلام وحلول التسوية ولتفويت الفرصة على المغرب.
    2001/02/17 - أكثر من 200 نائب بالبرلمان الأوربي المجتمعين بستراسبورغ يعبرون عن "قلقهم" أمام"تدهور" الوضع في الأراضي الصحراوية، ويدعون -ومعهم رئاسة الإتحاد الأوربي (السويد)- إلى تنفيذ مخطط السلام وإجراء الاستفتاء.
    2001/02/23 - وزير داخلية المغرب وفي أثناء زيارته للجزائر يصرح في ندوة صحفية له "إذا كانت المغرب تحترم موقف الجزائر في وضع مسألة الصحراء الغربية بين قوسين، فإنه بالنسبة لنا نحن المغاربة يتعلق الأمر بقضية قومية لا نضعها أبدا بين قوسين". هذا التصريح قد يكشف محاولات المغرب اعتبار الأزمة ثنائية بينها وبين الجزائر ولا علاقة لها بموضوع "تصفية الاستعمار" الأممي.
    2001/02/27 - مجلس الأمن يصدر لائحة رقم 1342 يعبر فيها عن أمله في مواصلة طرفي النزاع مساعيهما لإزالة العراقيل التي تعترض تنفيذ مخطط السلام الأممي.
    أبريل/2001 - انعقاد قمة (أفريقيا/الإتحاد الأوربي) بالقاهرة يسبقها جدل بين رئاستي الهيئتين الأفريقية (الجزائر) والأوربية ( البرتغال)، حول تحفظ هذه الأخيرة من احتمال مشاركة الجمهورية الصحراوية فيها وما قد يسببه من عرقلة لانعقادها تُحسم بموقف الرئيس الصحراوي الذي أعلن طواعية انسحابه تجنبا إفشال هذا الموعد.
    - 22 نائبا بالكونغرس الأمريكي من الحزبين بعثوا في نهاية هذا الشهر برسالة إلى الرئيس بوش الابن يطالبونه فيها: التدخل من أجل تنفيذ خيار الاستفتاء في الصحراء الغربية، وعبروا فيها عن "صدمتهم" أمام مساعي الثلاثية (أمريكا / فرنسا / المغرب) للتخلي عن هذا الخيار لصالح ما يعرف بـ"الحل الثالث"، متسائلين عن خلفيات عدم تطبيق نفس الحل الذي نفذ في "تيمور الشرقية".
    05/مايو/2001 - زيارة ج.بيكر للمنطقة قادته إلى كل من الجزائر، ثم مخيمات اللاجئين بتندوف لعرض إمكانية مناقشة مشروع كوفي عنان المسمى بـ"اتفاق – الإطار" في مفاوضات قادمة.
    22/يونيو/2001 - في تقرير له قدمه إلى مجلس الأمن، يقترح عنان » تعليق« مبدأ حق تقرير المصير بشأن النزاع في الصحراء الغربية، واستبداله بما أسماه بـ"اتفاقية إطار حول وضع الصحراء الغربية" واصفا إياه بأنه قد يمثل "الفرصة الأخيرة"، وهو المشروع المعروف باسم » الحل الثالث« .
    - المشروع هذا يقضي بإعطاء الصحراويين جزءا من الصلاحيات الداخلية -باسثناء الخارجية والدفاع- لمدة 05 سنوات كفترة انتقالية، يليه استفتاء حول مصير الإقليم، يتضمن حق كل الذين أقاموا السنة التي تسبق الاستفتاء هذا في التصويت، تاركا الباب مفتوحا أمام طرفي النزاع لتقديم بديل آخر يتفقان عليه. - المبادرة لقيت رفض البوليزاريو لها، واصفة إياها بـ"بالغة الخطورة" وأنها "مشروع غربي"، بينما وصفتها الجزائر في مذكرة لحكومتها إلى مجلس الأمن بـ"المنحازة".
    - التقرير وبعد دراسة مجلس الأمن له، ينتهي إلى المصادقة على القرار 1359 القاضي بـ" تأكيد دعمه" للحل الأممي (الاستفتاء) كخيار لحل النزاع، وكذا تمديد عهدة "المينورصو" إلى (30 /نوفمبر/2001) مع دعم جهودها لتنفيذ مخطط السلام، "مشجعا" طرفي النزاع على "دراسة مشروع اتفاق الإطار" و التفاوض بشأن تعديله إذا رغبا في ذلك.
    - قرار مجلس الأمن هذا، لقي تأييد الولايات المتحدة له وعدم معارضة فرنسا.
    2001/08/09 - إقرار "منظمة الوحدة الإفريقية" في اجتماع قمة لها بـ "لوزاكا"، وأثناء مناقشة مشروع تجسيد "الإتحاد الإفريقي"، عضوية "الجمهورية الصحراوية" في الاتحاد كعضو مؤسس له، وأنها من الدول الموقعة على عقد تأسيسه، وما على المغرب - المنسحب من المنظمة – إذا أراد أن يصبح عضوا إلا الخضوع لإجراءات الانضمام المحددة في المادة 29 من العقد التأسيسي له، منها تقديم طلب الانضمام.
    2001/08/29.27 - مفاوضات جديدة اعتبرت "سرية"، حول النزاع، تجري بالولايات المتحدة في ظل غياب الوفد المغربي تحت إشراف "ج.بيكر" بمشاركة الجزائر وموريتانيا تهدف إلى (البحث عن حل سياسي للنزاع على ضوء مشروع "اتفاقية إطار" ومناقشة مقترحات البوليزاريو لتجاوز العراقيل القائمة أمام إجراء الاستفتاء، ومناقشة أي مقترح بديل لحل النزاع يقدمه أحد الأطراف ).
    - إلى جانب رفض البوليزاريو، الجزائر ترفض بدورها فكرة "اتفاق الإطار" مقدمة في ذلك سببين لهذا الرّفض: ( احتلال المغرب للصحراء الغربية التي هي محلّ لوائح أممية تقضي بحق تقرير المصير والاستفتاء و التي قبل بها المغرب ذاته، الثاني، كون الفكرة تعبير عن واقع احتلال آخر يريد المغرب تكريسه بطريقة أخرى).
    مطلع سبتمبر/2001 - الملك محمد السادس يصرح لوزير خارجية إسبانيا جوزيب بيك (Josep Pique) بخصوص موقف بلاده من النزاع في الصحراء الغربية: أن المغرب سوف لن يقف مكتوف الأيدي أمام مواقف إسبانيا التي ترى فيها أنها أقل ما يمكن وصفها بأنها "غير صديقة".
    /أكتوبر/2001 - أمام ازدياد حدة التوتر في العلاقات بين إسبانيا، المغرب، هذا الأخير يقوم باستدعاء سفيره من مدريد لتدخل بعدها علاقات البلدين مرحلة جدبدة من التشنج.
    2001/11/02 - زيارة الرئـيس بوتفليقة للولايات المتحدة، يتلقى خلالها ضغوطا لقبول ما يعرف بـ"الحل الثالث" الذي تطالب به المغرب.
    - في نفس هذا اليوم، رئيسة ] بعثة البرلمان الأوربي لتقصي الحقائق حول قضية الصحراء الغربية [ تعلن بعد زيارة لها دامت 03أيام لمخيمات اللاجئين بتندوف عن "انشغالها وقلقها" من "تخلي برنامج التغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة عن إغاثة هؤلاء اللاجئين، ناقلة تفسير المسئولين الصحراويين له على أنه نتاج "ضغوط أجنبية عليهم لإرغامهم على قبول ما لا يقبل" والزيارة هذه تأتي بعد أسبوع من إصدار البرلمان الأوربي لائحة يذكر فيها بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
    2001/11/19.05 - زيارة "دانيال مبتران" حرم الرئيس الفرنسي الراحل ورئيسة ] مؤسسة فرنسا للحريات [ لمخيمات اللاجئين بتندوف، ثم المغرب، فالأراضي الصحراوية في إطار دعم "حقوق الشعب الصحراوي"، لكن السلطات المغربية منعتها من دخول أراضي الصحراء "المحتلة".
    - كوفي عنان ينصب في هذا اليوم (11/05) "وليام لاسي سوينغ" دبلوماسي أمريكي سابق في أفريقيا ممثلا خاصا له بالصحراء الغربية خلفا لـ "وليام إيغلتن" الذي شغل المنصب نفسه منذ (مايو/ 1999).
    2001/11/06 - عامان بعد توليه العرش الملكي، وبمناسبة الذكرى 26 لـ "المسيرة الخضراء"، وفي ظرف يوصف بـ"المشحون"، تعرف فيه القضية انسدادا وصلت معه إلى مفترق طرق، يجسده طرح أكثر من خيار للحل، ويوجد فيه الخيار الأممي (الاستفتاء) ذاته محل ضغط ومساومات، وبعد شهر من زيارته لموريتانيا في محاولة منه لاحتوائها إلى جانبه، يقوم الملك محمد السلدس بأول زيارة له لمدينتي (العيون + سمارة)، الصحراوتين، وهي الثانية بعد تلك التي قام بها والدهُ الحسن الثاني عام 1985 ، وصفها البعض بـ "مسيرة خضراء دبلوماسية".
    - الزيارة استقبلت بمظاهرات "عنيفة" من طرف الصحراويين تعبيرا عن رفضهم لها، وصلت إلى حد التصادم مع قوات الأمن المغربي، واعتبرتها البوليزاريو زيارة "استفزازية" تهدف إلى "وضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع"، الأمر الذي دفع بالملك إلى تقليص مدة زيارته وإلغاء تلك المقررة إلى "سمارة".
    منتصف نوفمبر/2001 - وزير داخلية المغرب الجديد إدريس جتو يقوم بزيارة إلى الجزائر حضي خلالهاباستقبال الرئيس الجزائري. يتبع
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    راى فى نزاع الصحراء الغربية ، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -1- Empty نزاع الصحراء، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -2-

    مُساهمة  Admin الإثنين 27 يونيو 2011 - 22:01

    وقد تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن اقتراح الرئيس بوتفليقة "للمبعوث الأممي "ج.بيكر" أثناء زيارته للمنطقة في (25-24 /يناير/2002) فكرة تقسيم الصحراء الغربية بين البوليزاريو و المغرب، كما أورد ذلك أيضا "كوفي عنان" في تقريره المذكور قبل قليل مشيرا إلى ذلك بقوله
    بقلم بوزيد عمر
    2001/11/30 - الرئيس الصحراوي، وعشية توجه الرئيس الفرنسي "ج.شيراك" إلى بلدان المغرب العربي الثلاث يومي (12/02+01)، يبعث برسالة إليه يدعوه فيها -وبوصف بلاده عضو دائم في مجلس الأمن- إلى المساهمة في حل قضية الصحراء الغربية في إطار الشرعية الدولية (الاستفتاء + حق تقرير المصير)
    - الرسالة تحمل اعتراف ضمني بدور فرنسا الخاص والمميز في النزاع، وتعكس رغبة البوليزاريو في أن تقوم فرنسا بالضغط على المغرب من أجل تسوية القضية.
    - الرئيس الفرنسي وأثناء زيارته المذكورة للمغرب يصف "الصحراء الغربية" وينعتها بـ"الأقاليم
    الجنوبية للمغرب"، وهو ما يعني اعتراف ضمني بمغربية الصحراء.
    ديسمبر /2001 - الحكومة الجزائرية توجه مذكرة إلى أمين عام المنظمة الأممية تعلن فيها صراحة وبشكل رسمي رفضها لما يُعرف بِـ"اتفاق الإطار".
    مطلع يناير /2002 - زيارة شبه سرية لجيمس بيكر إلى المغرب أطلع خلالها الملك محمد السادس على مقترحاته المُقدَّمة إلى كوفي عنان.
    - وزارة التربية بالجزائر تصدر مطلع هذا الشهر قرارًا يقضي بطلب جميع مديري المؤسسات التربوية سحب القاموس الفرنسي المُسمَّى بـ"لاروس" للمبتدئين في طبعته الثانية الصادرة عام 1999
    بعدما اكتشف صدفة اختفاء خريطة الصّحراء الغربية كدولة منفصلة في منطقة المغرب العربي عن المغرب،
    حيث تظهر في خريطة القارة الأفريقية (ص634 ) مندمجة بالمغرب باللّون والتضاريس.
    2002/01/16 - زيارة الممثل الخاص "لكوفي عنان" للصحراء الغربية وليام لاسي سوينغ" إلى الجزائر لمناقشة ملف النزاع الصحراء غ مع السلطات الجزائرية.
    - الجزائر وبحكم كونها "ملاحظا رسميا" في عملية السلام تقترح في وثيقة أرسلتها إلى الأمم المتحدة مواصلة تحمّل هذه الأخيرة لمسؤوليتها في إدارة النزاع إلى أن يتم إيجاد "حل عادل" للقضية.
    2002/01/17 - وزير خارجية المغرب يصرح أثناء انعقاد اللقاء الوزاري للإتحاد المغاربي بالجزائر أن:
    "المغرب ليس مستعدا للتضحية بقضيته الوطنية من أجل تشييد المغرب الكبير".
    2002/01/29 - المستشار القانوني بالمكتب القانوني لمنظمة الأمم المتحدة السيد "هنس كورل" ] (Hans Corell) وبِطلب من رئاسة مجلس الأمن في (2001/11/13) [ يشير إلى خرق المغرب للقانون الدولي بعد عقده لاتفاقيتين مع شركتَيْ (توتال فينا ألف) الفرنسية و(كير ما يكغري) الأمريكية النفطيتين، للاستثمار في استغلال النفط بالصحراء الغربية وهذا تماشيا مع القانون الدولي الذي يضمن حماية الثروات الطبيعية للأقاليم المحتلة، واعتمادا على التوصية رقم (46-48) الصادرة في (1992/12/10)، التوصية رقم (40-49) المؤرخة في (1994/12/09) وتقدَّر المساحة المعطاة لكلّ منهما حوالي 100ألف كم²، الأولى على الواجهة الأطلسية بين منطقتيْ "تان – تان" و"بوجدور" سُلّمت للشركة الأمريكية.
    - وذكر في مراسلته لمجلس الأمن حول "الوضع القانوني للإقليم" على أنه: "إقليم لم يتمتع بحق
    تقرير المصير وفق الفصل 11 من ميثاق المنظمة"، مؤكدا أن هذه الأخيرة سبق وأن "أدانت بشكل
    دائم استغلال ونهب الثروات الطبيعية وكل نشاط اقتصادي" في هذا الإقليم ويُذكر أنّ الوضع القانوني "المُحرج" هذا، هو الذي يقف وراء رفض بريطانيا العروض المغربية الخاصة باستغلال نفط الصحراء الغربية.
    مطلع فبراير/2002 - انتشار خبر غير رسمي عن اقتراح جديد للأمم المتحدة سمي بـ"الحل الرابع" يتضمن تقسيم الصحراء الغربية إلى شمال للمغرب، وجنوب محصور في منطقة "تيريس" الجنوبية الفقيرة
    دولة للبوليزاريو، اتهم خلالها المغرب وقوف الجزائر وراء هذه الفكرة.
    - 23 عضوا بالكونغرس الأمريكي من الحزبين يبعثون برسالة إلى الرئيس بوش يرفضون من خلالها قيام المغرب بعقد اتفاقيات استثمار مع شركات فرنسية أو أمريكية لاستغلال النفط بالأراضي الصحراوية لعدم قانونيتها، ويطالبونه فيها بالضغط على مجلس الأمن "من أجل تنفيذ مخطط السلام".
    2002/02/19 - مجلس الأمن يقوم بنشر تقرير كوفي عنان الذي رفع إليه حول الصحراء الغربية، والذي يصف فيه مستقبل عملية السلام بـ"الحزين"، مشيرا في فقرته (48) إلى أن تأخير تطبيق المخطط الأممي مرده إلى العراقيل التي وضعها المغرب أمامه، مقترحا فيه 04 حلول أو خيارات لحل النزاع، هي:
    1 - إعادة تفعيل الاتصالات بين طرفي النزاع
    2 - إمكانية اتفاق أعضاء مجلس الأمن أو إجماعهم على فرض حل للنزاع.
    3 - الوصول قبل نهاية عام 2002 إلى اتفاقية بتقاسم الأراضي الصحراوية، (وهذا الاقتراح هو الذي عرف باسم "الحل الرابع" )
    4 - انسحاب الأمم المتحدة من النزاع بعد فشلها في حله.
    - التقرير وصف على أنه اعتراف رسمي لهيئة عليا في المنظمة (الأمانة العامة) - ولعل ذلك الأوّل بشأن هذه الأزمة- بفشل مهمتها في وضع حل لنزاع دام 27 سنة، واعتراف في الوقت نفسه بصعوبة ملف النزاع، وكذا بضعف الإرادة الدولية أمام إرادة دولة واحدة ولعل مثل هذا الوضع دفع بأمين عام المنظمة الأممية كوفي عنان -وفي حالة من اليأس- إلى القول: "كلما اقترحنا حلا تطفو مشكلة على السطح، وهي بدورها تستدعي قائمة طويلة من الفحص (...) وحتى لو افترضنا أن الاستفتاء سينجز، فإنه في حالة عدم قبول أي طرف لنتائجه بعد ذلك، فإن المخطط لا يضع أي آلية لتجسيده". وأخطر من هذا، أعترف قائلا : "إذا كانت الأمم المتحدة قد عجزت في ضمان تطبيق الاستفتاء المتفق عليه والمنسجم مع القانون الدولي، فبأي وسيلة ستضمن حكما ذاتيا غير واضح المعالم بالنسبة لأي طرف من الأطراف، يسري داخل حدود دولة ذات سيادة هي المغرب".
    - وقد تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن اقتراح الرئيس بوتفليقة "للمبعوث الأممي "ج.بيكر" أثناء زيارته للمنطقة في (25-24 /يناير/2002) فكرة تقسيم الصحراء الغربية بين البوليزاريو و المغرب، كما أورد ذلك أيضا "كوفي عنان" في تقريره المذكور قبل قليل مشيرا إلى ذلك بقوله: "حسب مبعوثي الخاص ج.بيكر ... "، وهو الاقتراح الذي رفضه المغرب بقوة، ولم تنفه أو تثبته الجزائر بشكل رسمي.
    2002/02/21 - الحكومة المغربية تصدر بيانا رسميا تتهم فيه الجزائر وقوفها وراء فكرة التقسيم.
    2002/02/24 - مجلس الأمن في اجتماعه هذا اليوم يتبنى القرار رقم 1394 يجدد بموجبه عهدة "المينورصو" إلى (2002/04/30)، ويناقش تقرير أمين عام المنظمة الذي رفعه إليه في (02/19) الماضي، معلنا دراسته للمقترحات وللخيارات المطروحة في تقرير هذا الأخير، إلى جانب تنصيبه "لجنة خبراء" مكلفة بتقديم تقرير نهائي يوم (04/30) القادم في شكل ملخص تقني حول الوضع.
    2002/02/25 - في اجتماع لمجلس الحكومة الجزائرية يصف هذا الأخير المغرب بـ"المعارض" و"المعرقل" لأية تسوية سلمية للنزاع حول الصحراء الغربية، مجددا تمسكه بـ"الحل الأممي"، تبعته حملة مغربية رسمية وإعلامية ضد الجزائر، الأولى تتهم فيها هذه الأخيرة بسعيها إلى تهديد الوحدة الترابية للمغرب، والثانية تصف موقف الرئيس الجزائري ومجلس حكومته بأوصاف بعيدة عن اللياقة الدبلوماسية
    2002/02/27 - زيارة الرئيس الجزائري بوتفليقة ولأول مرة في تاريخ النزاع لمخيمات اللاَّجئين بتندوف
    بمناسبة ذكرى إعلان قيام "الجمهورية الصحراوية"، وهذا بعد 04 أشهر من زيارة الملك محمد السادس
    للأراضي الصحراوية المحتلة، وعشية انعقاد مجلس الأمن اجتماعه لمناقشة تقرير أمين عام المنظمة حول
    النزاع في الصحراء الغربية.
    - الزيارة هذه فُهمت على أنها جاءت ردا على زيارة الملك المذكور، وكذا ردا على الحملة المغربية المشار إليها آنفا.
    - مباشرة بعد عودته إلى الجزائر، يقوم الرئيس بوتفليقة ببعث رسالة مطولة إلى الرئيس الصحراوي، وأخرى للبرلمان الصحراوي يؤكد لهما فيهما موقف الجزائر المؤيد لمطالب البوليزاريو و للشرعية الدولية (الاستفتاء + حق تقرير المصير)، وأن الجزائر: "لن ترضى بتكريس الأمر الواقع أيا كان
    شكله و مصدره".
    2002/02/28 - في بيان رسمي صادر عن القصر الملكي يجدد الملك المغربي تحذيره للسلطات الجزائرية، مؤكدا "عزمه الدفاع عن وحدة التراب المغربي بشتى الوسائل"، وكذا "استياءه" من زيارة الرئيس بوتفليقة الأخيرة لمخيمات اللاجئين، وتمسكه بإفشال مخطط التقسيم "الذي تنادي به الجزائر".
    - توتر العلاقات بين البلدين ولغة التصعيد التي رافقت الأحداث بينهما تقف وراء تأجيل عقد مجلس "الإتحاد المغاربي" اجتماعه المقرر هذا اليوم بالرباط.
    2002/03/05 - أمام هذا الوضع، الملك محمد السادس يقوم بزيارة ثانية للأراضي الصحراوية تدم يومين، قيل هي بمناسبة الذكرى 27 لرحيل آخر جندي إسباني من "أقاليم المغرب الجنوبية"، وعودة الأراضي "إلى
    الوطن الأم"، بينما الظّاهر أنها تأتي كرد على زيارة بوتفليقة الأخيرة، تهجَّم خلالها على الجزائر من غير أن يذكر اسمها، مذكرا أن المغرب: "لن يتنازل عن أي شبر من أراضيه الصحراوية غير قابلة للتحويل أو التقسيم".
    2002/03/16 - الرئيس بوتفليقة وفي خطاب رسمي يصرح -كجواب منه واضح على ما جاء في تقرير "كوفي عنان" الذي رفعه إلى مجلس الأمن في (19/فبراير) حول فكرة التقسيم أن: "الجزائر لا تملك أي أطماع في الصحراء الغربية، ولا تطلب غير تطبيق الشرعية الدولية (..) ولا يمكن لها أن تتآمر مع المملكة المغربية ضد شعوب أخرى" .
    2002/03/28 - جريدة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة بلندن تنقل عن "ج.بيكر" قوله إن التنقيب عن
    النفط في الصحراء الغربية لا يشكل أي انتهاك للقانون الدولي، لكونها تَّمت عن طريق المكتب القانوني في
    الأمم المتحدة، وأن ما تم حتى الآن من ذلك ليس إلا "عملية بدائية"
    2002/04/12 - لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وأثناء عقد دورتها 58 بجنيف تصادق بالإجماع (53 دولة) على لائحة اقترحتها الجزائر تطالب من خلالها تنفيذ مخطط الاستفتاء وحق الشعب
    الصحراوي في تقرير مصيره، وقد لفت انتباه الملاحظين عدم اعتراض ممثل المغرب على اللائحة هذه.
    - وخلال نفس الدورة، ممثل البوليزاريو يطالب بالكشف عن مئات الصحراويين المُعتبرون في عداد المفقودين بالسجون المغربية (عددهم : 378، 73منهم نساء)، وقال: إن 57 منهم توفوا في السجن،
    كما يطالب اللجنة المذكورة دعم دعوة جمعية الحقوقيين الأمريكان بإنشاء لجنة مستقلة لمعالجة مجمل
    ظاهرة المفقودين وانتهاكات حقوق الإنسان.
    - وفي نفس هذا اليوم، وأثناء وجوده بالمغرب العربي في جولة له بدول المنطقة الممثل الأممي "جيمس بيكر" يصرح: "إن المخطط الأممي لم يمت ولكن هو في طريق مسدود، وإنه يواجه مشاكل، مشاكل جدية... من جديد العملية هي مجمدة لمصاعب كبيرة جدا جدا".
    2002/04/2 - موازاة مع إمضاء الجزائر لاتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوربي، وزيارة الرئيس بوتفليقة لمدريد التي تترأس الإتحاد، يقوم الملك محمد السادس بزيارة إلى واشطن على رأس وفد هام وهذا قبل انعقاد المجلس المصغر الذي دعت إليه أمريكا بمبادرة منها ويضم الدول الخمس الآتية : (الولايات المتحدة + فرنسا + بريطانيا + روسيا + إسبانيا) لبحث مسألة الصحراء الغربية في (مايو/2002 )، وموازاة أيضا مع عقد مجلس الأمن لاجتماع يناقش خلالها وضع الصحراء الغربية.
    - وخلال زيارته لواشنطن هذه أجرى الملك مباحثات على إنفراد مع كوفي عنان، أكد خلالها -كما
    في لقاءاته مع الرئيس بوش و وزراءه باول ورمسفيلد- تشبث المغرب بما يسميه بـ"وحدته الترابية".
    2002/04/23 - البعثة الأمريكية الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة توزع مشروع توصية تتبنى فيه "اتفاق
    الإطار" (الحل الثالث) مع إدخال تعديلات عليه وعد بها جيمس بيكر حال مصادقة مجلس الأمن عليه.
    - الجزائر وعبر مندوبها الدائم بالأمم المتحدة ترفض في (04/24) هذا المشروع، بينما تقترح روسيا حلا يمزج بين خياري ] الحل الثالث + الرابع (أي التقسيم) [ وتمديد عهدة "المينورصو" لستة أشهر
    أخرى.
    2002/04/28 - يوم قبل عقد مجلس الأمن جلسته لمناقشة وضع الصحراء الرغبية، الأمانة العامة للبوليزاريو تصدر إعلانا تحذر فيه الرأي العام العالمي وتؤكد وجود اتصالات وضغوط بأروقة الأمم المتحدة لمحاولة فرض ما يعرف بـ"الحل الثالث".
    2002/04/30.29 - تخصيص مجلس الأمن لثلاث جلسات غير رسمية لمناقشة وضع الصحراء الغربية، أعلن خلالها ممثّل كل من (الولايات المتحدة/فرنسا/بريطانيا/بلغاريا/غينيا)دعمهم لما يعرف بـ"الحل الثالث"، بينما أبدى الأعضاء الآخرون (إسبانيا+روسيا) بصفة خاصة معارضتهم، طالبوا معها تطبيق وتنفيذ الحل الأممي (حق تقرير المصير) .
    - بعدها أصدر مجلس الأمن لائحة تحمل رقم 1406 يُوصي فيها بتمديد عهدة المينورصو لمدة 03 أشهر أخرى (31/يوليو/2002) وبالإجماع، للتمكن من دراسة أعمق لتقرير أمين عام المنظمة المؤرخ في
    (2002/02/19)، أعربت الجزائر والبوليزاريو خلالها عن ارتياحهما لهذا القرار، كما كذب "ج.بيكر"
    خبر اشتراطه تنفيذ "الحل الثالث" مقابل استمراره على رأس لجنة "المينورصو".
    2002/05/10 - اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الصحراويين (حوالي 40) بمدينة "لعيون" الصحراوية على إثر إقامة هؤلاء "لصلاة الغائب" على جثمان مُمثّل البوليزاريو ببريطانيا محمد فاضل
    إسماعيل المتوفى ليلة (06/مايو)، أعقبها إيقاف 03 عناصر من النشيطين الصحراويين (13 /مايو)
    معروفين بدفاعهم عن حقوق الإنسان ] باعمر الحافظ + أحمد حماد + إسماعيل إبراهيم [. وقد سبق
    لهؤلاء الثلاث وأن اعتقلتهم السلطات المغربية لمدة 04 سنوات عام 1987.
    2002/05/24 - في خطوة اعتبرت جريئة، يقوم وزير خارجية الجزائر، عبد العزيز بلخادم بزيارة إلى المغرب بغرض تقديم دعوة رسمية من الرئيس بوتفليقة إلى الملك محمد السادس لحضور قمة الإتحاد المغاربي المزمع عقدها بالجزائر في (21/يونيو/2002).
    11 /يونيو/2002 - البرلمان الأوربي يصادق بالأغلبية الساحقة على لائحة يعرب فيها عن أمله في أن تخضع كافة الخيارات الخاصة بحل النزاع في الصحراء الغربية إلى التفاوض المباشر والحوار بين الأطراف المعنية، مقترحا إنشاء هياكل إقليمية للحوار على مستوى المنتدى البرلماني الأرو-متوسطي حول مسألة
    الصحراء الغربية.
    17/يونيو/2002 - أمام تأكد خبر رفض الملك المغربي دعوة الرئيس بوتفليقة حضور القمة 07 للاتحاد المغاربي المزمع عقدها بالجزائر في (21 /يونيو)، هذا الأخير يتخذ قراراً بتأجيل (اللقاء/القمة) لموعد لاحق. وقد سبق لرئيس الحكومة المغربية "عبد الرحمان اليوسفي" الإعلان رسميا غياب بلاده عن الاجتماع معللا ذلك بموقف الجزائر من موضوع الصحراء الغربية.
    18/يونيو/2002 - جبهة البوليزاريو تعلن عن إفراجها -وبعد وساطة ألمانية- عن [ 100 ] أسير حرب مغربي (المبادرة هذه تأتي بعد تلك التي قامت بها استجابة لِطلب رئيس الحكومة الإسباني "خوزي ماريا أزنار" في (يناير/2002 ) حين أفرجت عن [ 115 ] أسير.
    وتقول جبهة البوليزاريو أن هناك [ 226 ] أسير حرب صحراوي يوجدون بالسجون المغربية سلمت
    قائمة بأسمائهم إلى (أمين عام الأمم المتحدة + الصليب الأحمر الدولي) في (سبتمبر /1991 ) وتطالب بإطلاق سراحهم لكن دون جدوى.
    24/يونيو/2002 - وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى في تصريح له لجريدة الشرق الأوسط" وفي إشارة مباشرة إلى الجزائر، وبعد اتهامها بدعم "حركة انفصالية" يقول: "لا نعرف تجمعا (أي الإتحاد
    المغاربي) قام بين مجموعة دول تنشد التكامل و الشراكة وفي نفس الوقت تستضيف دولة فوق أراضيها مسلحين انفصاليين يهددون أمن واستقرار دولة عضو في ذلك التجمع (...)، إن هذا هو الشذوذ الذي ولد به الإتحاد المغاربي (...) إن هؤلاء الذين يدعون إلى المضي قدما في دعم و تفعيل هياكل الإتحاد المغاربي وترك موضوع نزاع الصحراء جانبا هم في الحقيقة يريدون تحقيق وهم يقوم على أساس أن إتحاد دول المغرب العربي شيء وقضية الصحراء الغربية شيء آخر لا علاقة له بمسيرة الإتحاد".
    29/يونيو/2002 - جريدة "لوسوار" البلجيكية تكشف في تحقيق لها عن "براءة المخابرات الجزائرية" من
    تهمة المغرب لها بضلوعها في عملية اعتداء مراكش في (صيف/1994) والتي أودت بحياة سياح أسبان،
    وكانت سببا في غلق المغرب حدوده مع الجزائر وفرض التأشيرة على رعاياها. التقرير المنشور هذا، يصادف وجود رئيس الحكومة المغربي ببروكسل في زيارة رسمية له، صرح خلالها في ندوة صحفية له أن الجزائر هي السبب في تعثر قيام الإتحاد المغاربي، وأنها وراء ما يعرف بـ"الحل الرابع" القاضي بتقسيم الصحراء بين المغرب و البوليزاريو.
    2002/07/02 - قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال محمد العماري يصرح أن الجزائر ليس لديها أي مشكل مع المغرب من ناحية ملف "الإرهاب"، نافيا ضلوع المغرب الرسمي في دعمه لنشاط مسلحين
    بأراضيه ضد الجزائر قائلا: "نحن لا نملك أي معلومات بأن المغرب ساعد، أعد، أو جهز إرهابيين
    جزائريين، بل بالعكس"، مناقضا بتصريحه هذا ما جاء على لسان الرئيس بوتفليقة الذي تكلم عن ضلوع المغرب في الأعمال "الإرهابية" الواقعة بالجزائر أياما قليلة قبل ذلك.
    - وفي الفترة نفسها، الوزير الأول المغربي سابقا أحمد عصمان يصرح لجريدة الشرق الأوسط أن
    اتفاقية الحدود بين المغرب والجزائر غير رسمية وطالب بضرورة مراجعتها لعدم مصادقة البرلمان المغربي عليها، أمّا عن مشكلة الصحراء الغربية فيقول: إنها انتهت بتوقيع اتفاقية مدريد في (1975/02/15) الذي كان أحد الموقعين عليها.
    07/يوليو/2002 - جبهة البوليزاريو تقوم وفي خطوة أخرى بإطلاق سراح ] 101 سجين [ مغربي بحضور السفير الألماني بالجزائر وممثلين عن الأمم المتحدة، وهذا بعد طلب تقدمت به ألمانيا إلى البوليزاريو، وهكذا يصل مجموع الذين أطلق سراحهم ] 1001 [ سجين مغربي من مجموع 1362 سجين .
    11/يوليو/2002 - بعد مسار متردي عرفته العلاقات (الإسبانية / المغربية)، تقوم وحدات من القوات المغربية ليلا باجتياح جزيرة "البرسيل" -المعروفة لدى المغرب باسم جزيرة "ليلى"- منزوعة السلاح
    والواقعة قبالة الشواطئ المغربية والتي يقول عنها المغرب بتبعيتها التاريخية إليه، اعتبرته إسبانيا
    "انتهاكا" لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين عام 1991 .
    - هذا الحدث يقع أياما قلائل قبل اجتماع مجلس الأمن لمناقشة وضع الصحراء الغربية، وأسبوعا بعد إجراء طلاب الكلية البحرية الإسبانية مناورات مقابل الشواطئ المغربية والتي كانت محل احتجاج المغرب.
    - الجزائر طالبت بضرورة "الاحتكام إلى الشرعية الدولية في هذا النزاع"، الأمر الذي جعلها محل انتقاد شديد في الأوساط الإعلامية والسياسية المغربية اتهمت خلالها بالوقوف إلى جانب إسبانيا مقابل دعم هذه الأخيرة مطلب و مواقف البوليزاريو في ملف الصحراء الغربية، لاسيما بعد تصريح وزير خارجية إسبانيا » رامون دي ميقال« حول طبيعة النزاع في الصحراء على أنه: "عملية تصفية استعمار" وأنه موقف ثابت لإسبانيا.
    - ثم وبعد وساطة أمريكية قادها كاتب الدولة الأمريكي "كولن باول" توصل الطرفان في (22/يوليو/2002) إلى الاتفاق بإخلاء المغرب للجزيرة والعودة إلى الوضع القائم قبل الاجتياح المذكور لتبقى الجزيرة منطقة محايدة و منزوعة السلاح.
    16/يوليو/2002 - الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة للصحراء الغربية "وليام لاسي سوينغ (William Lacy Swing) يحل زائرا بالجزائر بغرض مناقشة موضوع الصحراء الغربية مع السلطات الجزائرية أياما قليلة قبل عقد مجلس الأمن اجتماعه لمناقشة هذا الملف، وهذا قبل نهاية عهدة المينورصو المفترضة في (31/يوليو/2002 ) بعد تمديدها بثلاثة أشهر في نهاية "أبريل" .
    19/يوليو/2002 - الجزائر وفي رسالة رسمية لها وجهتها عبر ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن تدعو إلى استكمال مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية رافضة ما يعرف بـ"الحل الثالث" (المعروف أيضا باسم "اتفاقية الإطار" ) ومطالبة بتنفيذ اللوائح الأممية، لاسيما اللائحة رقم 1514 لعام 1965 ، وكذا اللائحتين : 2229 + 2072 الخاصة بحق تقرير المصير والاستفتاء.
    30/يوليو/2002 - مجلس الأمن يعقد اجتماعا مغلقا لمناقشة وضع الصحراء الغربية، ويقرر بالإجماع في لائحة تحمل رقم 1429 تمديد مهمة المينورصو لستة أشهر إضافية تنتهي يوم (2002/12/31)، وكذا اعتبار مبدأ الاستفتاء خيارا للحل وتكليف "ج.بيكر" مجددا بمواصلة مهمته في إيجاد حل للنزاع مع الأخذ
    بعين الاعتبار دائما مبدأ "حق تقرير المصير" . ومما جاء في اللائحة أن مجلس الأمن " يعلن عن استعداده دراسة كل مقترح حل من شأنه يضمن حق تقرير المصير الذي يمكن للأمين العام أو لمبعوثه الخاص إقتراحه بالتشاور مع كل من له إطلاع بالموضوع".
    - وقد سبق هذه اللائحة خطاب محمد السادس في التلفزيون المغربي بمناسبة "يوم العرش" أعلن فيه تمسك المغرب بالصحراء الغربية ورفضه لخيار "التقسيم"، معلنا أن تفعيل الإتحاد المغاربي لا يتم إلا : "بتخطي الخلافات (...) ورفض التآمر والتجزئة"، منتقدا الجزائر بشأن مواقفها في النزاع.
    03/أغسطس/2002 - وزير خارجية الجمهورية الصحراوية محمد سالم ولد سالك يدعو الحكومة الفرنسية إلى أداء دور إيجابي يضمن إحلال السلام في الصحراء الغربية.
    نهاية أغسطس/2002 - أجهزة الأمن المغربية تقوم باعتقال "علي سالم التامك" العضو النشط في جمعية "منتدى الحقيقة والإنصاف" التي تعمل من أجل الدفاع عن حقوق الصحراويين بالأراضي الصحراوية بتهمة
    التجسس لصالح جبهة البوليزاريو، وذلك حين إقدامه على مكتب الشرطة قصد إيداع ملف ترشحه للانتخابات لتحكم عليه في النهاية بسنتين سجن + غرامة مالية، وعلى إثره أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا في (نهاية أكتوبر /2002 ) تطالب فيه بإطلاق سراحه.
    2002/09/21 - ممثل جبهة البوليزاريو يطالب الأمم المتحدة منع المغرب تنظيم انتخاباته التشريعية المرتقبة يوم (09/27) بأقاليم الصحراء، معتبرا إياها » غير شرعية « ، مذكرا بأنه قد سبق لهيئته وأن أدانت وبشكل دائم "لا شرعية" مثل هذه الانتخابات (لدى بعثة المينورصو) كلما أقيمت بالأراضي الصحراوية تزامنا مع إقامتها بالمغرب كما أبدى تأسفه لعدم تحرك الهيـئة المذكورة بما يستجيب لمطلبها هذا.
    - إسبانيا التي شككت في نزاهة الانتخابات هذه، استنكرت وأدانت تلك التي أجريت بالأقاليم الصحراوية.
    2002/09/12 - المجلس الاستشاري الصحراوي يدعو إلى التعجيل باستكمال مخطط التسوية الأممي معربا عَنْ ارتياحه للائحة الأممية رقم 1421 المذكورة آنفا كما أدان المجلس قيام المغرب بـ"نهب الموارد الطبيعية والثروات المائية والنفطية" التي يختزنها باطن الأراضي الصحراوية مطالبا وضعها تحت الحماية الدولية.
    - الإدانة نفسها كانت محل مناقشة في جدول أعمال اجتماع "مجموعة العمل حول الصحراء الغربية"، والتي تضم اللجان الأوربية لمساندة الشعب الصحراوي، المنعقد بباريس يومين بعد ذلك في (09/14).
    2002/09/22 - الجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش موضوع الصحراء الغربية، وتطالب الأغلبية فيه بإجراء الاستفتاء كما تم تعيين "وليام لاسي سوينغ" مجددا ممثلا خاصا لكوفي عنان في النزاع بالصحراء الغربية.
    2002/09/20 - مسئول سياسي في ج.البوليزاريو من طائفة "الرقيبات"، وأحد أعمدة مؤسّسيها، ووزير
    الأراضي المحتلة سابقا في حكومة الجمهورية الصحراوية "أيوب لحبيب" يفر إلى المغرب آتيا إليه من
    موريتانيا، ويقدم بيعته للملك محمد السادس في (09/23) وذلك بعد خلاف بينه وبين قادة البوليزاريو
    حول خياري (الحل الثالث واقتسام الصحراء مع المغرب)، حيث صرح بعدها أنه: وبعد تيقنه من استحالة الاستقلال الذي أصبح "سرابا" عنده، انتصر للرأي الأول (الحل الثالث) بينما يذهب "خصمه" الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز إلى فكرة "التقسيم" بإيعاز من الرئيس بوتفليقة، وأن القبول بالعيش في إطار الاستقلال الذاتي تحت السيادة المغربية أفضل بكثير من المقترح الأممي المدعم من طرف الرئيس بوتفليقة و المرفوض من طرف المغرب (التقسيم)، لما يسببه من تقسيم وفصل دائم للشعب الصحراوي، وهذا بعد لقاء بينهما (أيوب لحبيب والرئيس الصحراوي) في نهاية (مارس/2002 ).
    - الرائد أيوب لحبيب من مواليد 1951 في تيفاريتي بـ : سمارة الصحراوية، من قبيلة "الرقيبات لبويهات" عُرف عنه الذكاء الحربي و الحنكة في قيادة المعارك التي خاضها ضد موريتانيا أولا ثم المغرب بعدها لمدة 14 سنة، وهو عضو دائم بالمكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو، يملك جواز سفر دبلوماسي جزائري مكتوب عليه أنه من مواليد عام 1946 بمدينة وهران الجزائرية. ينتقد كثيرا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الذي يقول عنه إنه من مواليد مراكش من طائفة تمثل أقلية بالصحراء الغربية هي "رقيبات الفوكرا" الجزائرية الأصل، والتي يعرف عن أهلها الارتحال بين مدينتي بشار وتندوف الجزائريتين، وأنه لأجل ذلك اختارته الجزائر رئيسا للشعب الصحراوي وعلى أنه "رجل الجزائر" ويذكر في الأخير أن التحاقه بالمغرب "ليس توبة" وإنما مجرد "التحاق" أو "انضمام"، بينما أصدرت "ج.البوليزاريو" بيانا اعتبرت فيه الرائد أيوب "خائنا".
    - سبق لمسئولين سامين في البوليزاريو الفرار إلى المغرب قبل "الرائد أيوب" - يمثلون ثلة من
    مجموع العدد الفار إلى المملكة طيلة 15 سنة الماضية و البالغ عددهم 05 آلف تقريبا -أهمهم :
    1 - عمر الحضرمي، وهو وزير سابق في الجمهورية الصحراوية
    2 - بشير الدخيل، أحد مؤسسي ج.البوليزاريو.
    3 - إبراهيم حكيم
    4 - مصطفى البرزالي
    5 - محمد فاضل الوادي
    2002/10/04 - مجموعة بلدان منظمة الكارييب (كاريكوم) المكونة من 14 دولة تعلن أمام لجنة الأمم
    المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار أثناء مناقشة موضوع الصحراء الغربية مساندتها ودعمها لمبدأ الاستفتاء وحق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
    - الموقف نفسه أبدته أيضا مجموعة "ريو" المكونة من 17 دولة من أمريكا اللاتينية أمام نفس اللجنة، داعية تطبيق نموذج تيمور الشرقية على وضع الصحراء الغربية.
    2002/11/06 - برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة يوقع اليوم مع الجزائر "رسالة تفاهم"
    تقضي بتوفير (66 ألف طن) من الغذاء لأزيد من (150 ألف لاجئ) صحراوي إلى غاية 2004، وهذا بعد حصول البرنامج على معونة دولية تقدر بـ (29,8 مليون دولار) قدمتها كل من: أمريكا، اليابان، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا والجزائر.
    - الملك محمد السادس في خطاب له متلفز يعلن رفضه لفكرة "حق تقرير المصير" واصفا إياها بالفكرة "المهملة / أو المهجورة"، معلنا عدم اعترافه بكل الالتزامات السابقة التي أبداها المغرب تجاه النزاع بما في ذلك التزامات والده الراحل الحسن الثاني.
    منتصف نوفمبر /2002 - "تنسيقية جمعيات مساندة الشعب الصحراوي" الإنسانية تنظم استفتاء رمزيا
    بكافة مقاطعات البلاد حول استقلال الصحراء الغربية يستمر إلى غاية (11/23)، كما فتحت لها موقعاً
    بالأنترنت يسمح لكل من يريد الاشتراك في التصويت من خارج إسبانيا. الحكومة الإسبانية وعلى
    لسان وزارة الخارجية فيها سارعت إلى الإعلان عن عدم علاقتها بهذه المبادرة "الخاصة"، لكن ذلك لم يحل دون وصف الصحافة المغربية لها بأنها "استفزاز إسباني جديد". ولقد كان الاستفتاء المماثل الذي جرى في السنة التي قبل هذه، السبب المباشر في دخول علاقات البلدين مرحلة الانسداد والتأزم، بدأت باستدعاء الملك محمد السادس سفيره بمدريد لتصل إلى حافة الصدام بينهما أثناء حادثة ما يعرف بجزر ليلى.
    - في الوقت نفسه جمعية مغربية تدعى ] الصحراء مغربية [، والقريبة من القصر الملكي تصدر بيانا بجريدة "رسالة الأمة" التابع لحزب الإتحاد الدستوري القريب هو الآخر من القصر الملكي تدعو فيه
    مواطنيها إلى تنظيم مظاهرات واعتصامات أمام سفارات وقنصليات الجزائر بالرباط وطنجة والدار البيضاء ومدينة وجدة، مرة كل ثلاث أسابيع لمدة 30دقيقة، إلى جانب مقاطعة البضائع الجزائرية بالمغرب. أجهزة الأمن المغربية لم تتردد في اتهام ] إسبانيا، الجزائر، مولاي هشام (ابن عم الملك محمد السادس الفار إلى أمريكا [ أنهم وراء هذا البيان.
    2002/12/09 - مساعد كاتب الدولة الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "وليام برنس" وبمناسبة زيارته للجزائر ولدول المغرب العربي الثلاث يصرح في ندوة صحفية له فيما يخص موضوع الصحراء الغربية: "سوف ندعم كل مقترح أو جهد لحل سلمي للنزاع يتوافق مع تطلعات الطرفين".
    - يوم قبل ذلك وزير خارجية كل من روسيا وإسبانيا بمناسبة زيارة الأول لمدريد يصرحان بأن
    بلديهما تدعمان الحل الأممي: "الذي يأخذ في الاعتبار مصالح كل الأطراف المعنية".
    - وهو الموقف الذي يأتي بعد محاولات بذلها المغرب لكسب دعم روسيا إلى جانبه فيما يعرف بـ
    (الحل الثالث) الذي وإن لقي مساندة كل من ( فرنسا/و.م.أ/بريطانيا) داخل مجلس الأمن إلا أنه حظي
    بنفس المجلس، برفض كل من (روسيا والصين) لأي حل لا يحظى بموافقة طرفي النزاع.
    2002/12/14 - على إثر الفيضانات التي اجتاحت المغرب، وكالة الأنباء المغربية تعلن عن تلقي الملك محمد السادس مكالمة هاتفية من الرئيس بوتفليقة أبلغه فيها تعازيه.
    منتصف ديسمبر/2002 - القصر الملكي بالرباط يصدر بيانا حول غرق السفينة (الإسبانية) في عرض السواحل الإسبانية يتضمن قراراً ملكيا جاء فيه: "قرر الملك محمد السادس، عملا بمبادئ التضامن الاقتصادي وحسن الجوار الترخيص بصفة استثنائية لسفن الصيد الإسبانية التابعة للمناطق المنكوبة ولوج المنطقة الاقتصادية الخالصة المغربية".القرار الملكي هذا جاء يومين فقط بعد فشل المحادثات بين وفدي البلدين حول موضوع الصيد هذا، وعليه فهم البعض هذا القرار على أنه "تنازل" مغربي لإسبانيا طمعا في كسب تأييدها لها في قضية الصحراء الغربية غداة انضمام إسبانيا لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة في (يناير/2003 ).
    نهاية دسيمبر/2002 - مصادر عدة تتحدث عن قيام ج.بيكر بعد تكليف من مجلس الأمن بإعداد مسودة خطة لحل النّزاع في الصحراء الغربية وأنها محل مشاورات، وهو السعي الذي أكّده رسميا مكتب الناطق باسم أمين عام المنظمة الأممية (مطلع يناير/2003 ) في بيان له جاء فيه أنه سيتم اقتراح تسوية سياسية
    للنزاع يدور حول حق تقرير المصير بموجب القرار الأممي رقم 1429.
    2003/01/03 - وزير خارجية المغرب، وخلال اجتماع وزراء خارجية الإتحاد المغاربي في دورتهم 20 بالجزائر، يصرح: "لا يعقل الحديث عن تفعيل العمل المغربي المشترك بينما تشعر دولة (أي مغرب) بالتهديد
    في سيادتها ووحدتها الترابية (...). إن تماسك واستمرارية إتحاد المغرب العربي رهين أولا و قبل كل شيء باحترام المصالح العليا للدول الأعضاء واحترام المشاعر الوطنية لشعوبها".
    - الاجتماع المذكور انعقد على وقع اقتراح الجزائر بمراجعة أسس معاهدة مراكش المؤسسة للإتحاد وإصلاح هياكله و مؤسساته، وهي فكرة لقيت موافقة لدى (تونس، موريتانيا، ليبيا) وتهدف إلى محاولة تعديل آلية التصويت داخل الإتحاد من "الإجماع" إلى "الأغلبية"، وتاليا قطع الطريق أمام المغرب بحرمانه من حق النقض أو عزله وتمكين استصدار القرارات في غيابه وتفويت فرصة تعطيل عمل الإتحاد عليه.
    2003/01/14 - "ج.بيكر" يبدأ جولته المغاربية بالرباط التقى خلالها بالملك محمد السادس لينتقل بعدها إلى الجزائر ثم نواكشوط. وتزامنت زيارته هذه التي تم الإعلان عنها قبل أكثر من أسبوعين مع الأحداث
    و التحركات الآتية:
    1 - إنهاء وزير خارجية الحكومة الإسبانية "آن بلاثيو" زيارة قامت بها إلى موريتانيا.
    2 - إجراءها لمكالمة هاتفية مع نظيرها الجزائري حول موضوع الصحراء الغربية
    3 - إعلان المغرب العربي الرسمي، وفي هذا اليوم بالذات -على لسان وزير الاتصال و الناطق الرسمي للحكومة - رفضه تقاسم الصحراء الغربية مع البوليزاريو، وموافقة حكومته على حل يقوم على
    أساس فكرة ما يعرف بـ"الحل الثالث" (أو اتفاق الإطار)
    4 - إعلان "ج.البوليزايو" رفضها المطلق للمقترح الذي ترى فيه نسخة مكررة للحل 03 مطالبة
    ج.بيكر بتحديد تاريخ واضح لإجراء الاستفتاء. وهو الرفض الذي أكدته مجددا رسميا بعد اجتماع الأمانة الوطنية للبوليزاريو يوم (2003/02/22)، حيث ذكرت في بيان لها بعد نهاية الاجتماع لموقفها الدائم الخاص بـ : ] دعم جهود الأمم المتحدة في تطبيق مخطط التسوية وحق تقرير المصير [
    5 - تصريح الرئيس بوتفليقة في نفس اليوم بتمسك الجزائر بمبدأ حق تقرير المصير وفق الحل الأممي (الاستفتاء).
    - وعند نهاية جولته ذكر ج.بيكر أنه أشعر الأطراف المعنية نيته الاقتراح على مجلس الأمن تمديد عهدة المينورصو إلى (31 /مارس) القادم، ينتظر خلالها رد الأطراف المعنية على مبادرته التي وصفت بـ
    "الفرصة الأخيرة". وفعلا، أقر مجلس الأمن بعد اجتماعه في (2003/01/29) هذا المقترح وأعلن في بيان له أن ذلك يهدف إلى "بحث الاقتراحات الجديدة"، وهذا رغم سبق رفض البوليزاريو له.
    - ورَأَي المتتبعون للملف الصحراوي في هذه المبادرة والمهلة التمديدية للحل فرصة تحاول من خلالها كل من ] أمريكا + فرنسا + المغرب [ الضغط على ] الجزائر + إسبانيا + البوليزاريو [ لقبول "الحل
    الثالث" وعلى هذا الأساس فُهمت سياسة "اللين" الجديدة التي انتهجها الملك محمد السادس مع إسبانيا بعد
    سلسلة المواقف و التصريحات الإستفزازية التي أطلقها المغرب ضد إسبانيا، حيث قرر السماح لسفن
    الصيد الإسبانية الصيد في المياه الإقليمية المغربية.
    - وفي غضون ذلك، وجهت "المؤسسة الجزائرية - الإسبانية لمساندة الشعب الصحراوي" رسالة لعلها محاولة لاستباق الأحداث و التأثير على الهيئة الأممية إلى أمين عام الهيئة ومبعوثه الخاص
    "ج.بيكر" وإلى أعضاء مجلس الأمن تدعوهم فيها إلى ضرورة "الضغط على المغرب ليقبل بالمخطط
    الأممي للسلام، وحماية الأملاك و الثروات الطبيعية في الأراضي الصحراوية ووضع حد لحالات خرق
    مبادئ حقوق الإنسان من طرف الحكومة المغربية ضد الشعب الصحراوي"، بالإضافة إلى رفضها مقترح بيكر الأخير الذي قالت عنه أنه: "يقدم فقط وجهة نظر المغرب و فرنسا"، مما قد "يؤدي بالنزاع إلى حالة الانسداد". ومثل هذه المبادرات ليست عديمة الفعالية، بدليل قيام المغرب رسميا بتقديم اعتراض عليها، عبر سفارتها بمدريد.
    2003/02/05 - الرئيس بوتفليقة وأمام التصعيد الذي يعرفه ملف أزمة العراق، وقبل أيام من انعقاد مؤتمر القمة الفرنسي-الأفريقي بباريس المقررة يوم (2003/12/19)، وفي فترة التمديد الذي اتخذ مجلس
    الأمن قرارا بشأنها فيما يخص موضوع الصحراء الغربية، والذي فهم على أنه آخر إنذار أمام الأطراف المعنية بتسوية الأزمة وإلا فإن المنظمة الأممية ستقوم بسحب لجنة المينورصو من المنطقة نهائيا، وقبل أشهر قليلة من عقد القمة المغاربية الجاري الإعداد لها، وأياما قليلة أيضا قبل الإعلان عن قرب التوقيع على اتفاقية للتبادل الحر بين "و.م.أ" وكل من المغرب و تونس، وفي مرحلة عرفت فيه العلاقة بين الجزائر
    وإسبانيا تطورا محسوسا من جهة، ومع "و.م.أ" تقاربا واضحا، أمام هذا كله يقوم الرئيس بوتفليقة بزيارة قصيرة اعتبرت مفاجئة، وهي غير رسمية بالمعنى الدبلوماسي إلى باريس. وما أن كاد خبر الزيارة يتأكد رسميا حتى أُعلن بالرباط عن قرب قيام الملك محمد السادس بزيارة مماثلة إلى باريس بعد أسبوعين في (2003/02/17)، القراءة الأولية لهذا الحدث، تكشف ما لفرنسا من مكانة ودور في ملفين اثنين على الأقل: ] الصحراء الغربية والإتحاد المغاربي [، وأنها تسعى في إطار ما يعرف "بالدبلوماسية الخفية" نحو احتواء الانسداد الحاصل بين الجزائر والمغرب على كل المستويات وبصفة خاصة في الملفين المذكورين.
    - وحسب مصادر مغربية، فإن لقاء سريا جمع سياسيين بارزين من حقبة السبعينيات من المشرق والمغرب العربيين بالقاهرة (مطلع يناير/2003 ) لمناقشة وضع الصحراء الغربية تم خلاله الكشف عن
    خطة فرنسية لتسوية هذا الملف، تقاسمت معه فرنسا وإسبانيا دور الضغط على المغرب بالنسبة للأولى، وعلى الجزائر بالنسبة للثانية من أجل القبول بهذه الخطة.
    2003/02/06 - يوم بعد ذلك، وفي خطوة اعتبرت جريئة، وزير خارجية الجزائر "عبد العزيز بلخادم" يقوم بأول زيارة له رسمية إلى المغرب تستغرق يومين، أشارت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية بأنها جاءت بدعوة من نظيره المغربي "محمد بن عيسى"، حظي خلالها باستقبال كبار الشخصيات المغربية على رأسها الملك ووزيره الأول الجديد "إدريس جطو"، سلم خلالها بلخادم دعوة رسمية للملك للمشاركة في القمة المغاربية المزمع عقدها قريبا بالجزائر، كما أعلن خلالها عن اتفاق الطرفين على عقد قمة قريبة بين الملك والرئيس الجزائري، وهي القمة التي رأى فيها البعض كنتيجة لزيارة بوتفليقة إلى باريس، كما لوحظ فيها وعلى غير العادة قبول الطرف المغربي لها بشكل رسمي وسريع. كما كشف "بلخادم" لاحقا في (02/10) عن قرب قيام ] الوزير الأول المغربي ووزير داخليته[ بزيارة للجزائر بعد أيام قليلة.
    2003/02/11 - بمناسبة "عيد الأضحى" قامت "ج.البوليزاريو" بإطلاق سراح 100 سجين مغربي -قيل أن ذلك جاء بطلب من رئيس الحكومة الإسبانية "آزنار"- يبقى عدد الذين هم قيد الأسر 1160 سجينا، وعلى إثره طالبت ] فرنسا على لسان ناطقها الرسمي للشؤون الخارجية والممثل الخاص لكوفي عنان المكلف بملف الصحراء الغربية : "ل.سوينغ" [ جبهة البوليزاريو بإطلاق جميع من تبقى من الأسرى المغاربة لديها.
    - وما يلاحظ في هذا الموضوع هو انفراد "ج.البوليزاريو" بمثل هذه المبادرة من جانب واحد دون أن يتبعها في ذلك المغرب بخطوة مماثلة رغم طلبات الأولى المتكررة. كذلك يلاحظ أيضا سكوت المجتمع الدولي لاسيما الأطراف المعنية بالملف (و.م.أ + فرنسا + الإتحاد الأوربي + الأمم المتحدة ) من الأسرى الصحراويين في الوقت الذي تطالب فيه البوليزاريو بالمزيد من الإفراج عن باقي الأسرى المغاربة :
    2003/03/03 - في خطاب له أمام البرلمان الجزائري الرئيس الفرنسي ج.شيراك وبمناسبة زيارته الرسمية الأولى للجزائر يعلن نفيه القيام بأي وساطة بين الجزائر والمغرب لتقريب مواقفهما بخصوص أزمة الصحراء الغربية أو لتحسين العلاقات المتوترة بينهما، مشيرا في الوقت نفسه إلى كون حل أزمة الصحراء الغربية هو من اختصاص الأمم المتحدة داعيا الأطراف المعنية بالنزاع إلى دراسة مقترح "ج.بيكر" الأخير الذي ستنتهي الآجال المخصصة له يوم (03/31) القادم.
    2003/03/10 - اللواء الجزائري المتقاعد، ووزير دفاع سابق "خالد نزار" يصرح لمجلة "لاغازيت المغربية" أن الجزائر ليست في حاجة إلى دولة جديدة بمحاذاة حدودها (يقصد الدولة الصحراوية)، ويقترح حل بصيغة "لا غالب ولا مغلوب"، متسائلا عن الفائدة التي يمكن أن تجنيها الجزائر من دعمها للبوليزاريو، وقال: "إن الرئيس بوضياف طلب مني التخلص من هذا العبء". مختتما قوله أنه يتحمل مسؤولية تصريحاته هذه.
    - التصريح هذا أثار ردود فعل مستنكرة ورافضة من طرف جل الأحزاب المحلية و الشخصيات السياسية البارزة، دون موقف رسمي تجاهه.
    - التصريح هذا، تزامن مع رد بوتفليقة على رسالة "شيراك" التي وصلته يوما بعد نهاية زيارة هذا الأخير للجزائر و التي دعا فيها شيراك بوتفليقة إلى الإسراع بتسوية ملف النزاع الصحراوي وتحقيق الاندماج المغاربي، كما كشف بوتفليقة عن موقفه من خلال البيان المشترك الذي أصدرته اللجنة المشتركة للتعاون الجزائرية النيجيرية (يوم 2003/03/13 ) بالجزائر، أُعلن فيه: دعم رئيسي البلدين لجهود المنظمة الأممية لإقامة الاستفتاء وتطبيق مخطط التسوية طبقا لقرارات المنظمة الأممية أو طبقا لأي حل سياسي آخر يقبله الطرفان.
    2003/03/15-14 - في موقف له غير منتظر، الملك محمد السادس، وعبر رسالة له قرأها وزيره الأول "إدريس جطو" أثناء اجتماع القمة 05 "لمنظمة دول الساحل -جنوب الصحراء" المنعقدة بعاصمة النيجر يقول:"إن المغرب (...) ليؤكد استعداده الدائم للحوار و التفاوض من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل حول استرجاعه لأقاليمه الجنوبية في إطار الشرعية الدولية و الحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة وبما يكفل تحقيق إتحاد مغاربي(...)".
    2003/03/16 - الجزائر تبعث بموقفها الرسمي والنهائي من مقترحات "ج.بيكر" الأخيرة عبر ممثلها الدائم بالأمم المتحدة تؤكد فيها وتجدد التزاماتها بشأن مشكلة الصحراء الغربية القائمة على الحل الأممي (الاستفتاء وحق تقرير المصير).
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    راى فى نزاع الصحراء الغربية ، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -1- Empty نزاع الصحراء، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -3-

    مُساهمة  Admin الإثنين 27 يونيو 2011 - 22:02

    إن استقلال الصحراء الغربية بإجراء الاستفتاء وتنفيذ مبدأ حق تقرير المصير، يمثل بالنسبة للجزائر فرصة لكسر "أطماع" المغرب وطموحاته السالفة التي من المؤكد أنها -لو تحققت- سترى فيها الجزائر أنه على حسابها، بينما لو تحقق العكس (ضم الصحراء الغربية إلى المغرب) فإن ذلك يدعم المغرب على حساب الجزائر سياسيا واقتصاديا واستراتجيا على النحو المذكور في الأعلى
    بقلم بوزيد عمر
    II - معطيات عامة حول الصحراء الغربية :
    1 - المساحة : 284.000 كلم² حسب جبهة البوليزاريو (مصادر أخرى : 266.000كلم²)
    2 - المناخ : شمال رطب زراعي، وجنوب جاف مع بعض الواحات;
    3 - السكان : هناك تضارب في الأرقام، بحيث لا توجد إحصائيات دقيقة لاسيما بعد الهجرات المعتبرة إلى دول الجوار الناتجة عن الاحتلال الإسباني ثم المغربي اللذين انتهجا سياسة تفريغ المدن الرئيسة - خاصة الساحلية منها- من سكانها الأصليين، مما أدى إلى تشتتهم في الداخل والخارج.
    - حسب إحصائية لعام 1977، فإن عددهم كان مقدرا بين (700-100 ألف) نسمة، أما الأمم المتحدة "فقد قدرت عددهم بحوالي (147 ألف) نسمة، و البعض الآخر قدرهم بحوالي (250 ألف) نسمة أما في عهد الاحتلال الإسباني فقد قدرتهم إدارته عام 1974 بحوالي (74ألف)نسمة، البوليزاريو قدمت رقما بحوالي: (500 ألف) نسمة.
    - ويبلغ عدد اللاجئين الصحراويين الذي تتضارب حوله الأرقام هو الآخر والموزعين عبر أربع
    مخيمات بمدينة "تندوف" الجزائرية في ناحيتها الغربية على الحدود مع المغرب مابين : (73ألف و 200 ألف لاجئ) تحيط بهم دائرتين أمنيتين، الأولى تضمها فرق الدرك الصحراوي التابعة للبوليزاريو، والثانية تضمها وحدات من الجيش الجزائري. الانتقال خارج المخيمات ممنوع إلا من حمل معه رخصة في ذلك من السلطات الرسمية.
    - أما عن أصول الشعب الصحراوي فيذكر أنهم من شعب "الموريس" (Les Maures) الأندلسيين الذين كانوا يجولون الصحراء الغربية من "وادي ذراع" بالمغرب إلى منطقة "توات" الجزائرية حتى "نهر السنغال" وأعالي النيجر وهؤلاء "الموريسيون" يشكلون عرقية جد متجانسة ثقافيا، ويقولون عن أنفسهم أنهم أصحاب بشرة بيضاء. وهم يتوزعون اجتماعيا وسياسيا بحسب بناء هرمي من النوع الإقطاعي، حيث يتميز رجال الحرب عن رجال الدين وعن الرعاة البسطاء، وهؤلاء يهيمن عليهم الطائفتان الأوليان. وهم بهذا يتميزون كلية عن طائفة "الطوارق".
    ويبلغ تعداد القبائل الصحراوية حوالي 20 قبيلة، أكبرها وأقواها نفوذا قبائل الرقيبات، وأولاد ديليم، وتكناس
    الرقيبات:
    وهي طائفة تنحدر من "أحمد رقيبي" وشرفاء الأدارسة وأحمد رقيبي ذاته ينحدر من مولاي "عبد السلام بن ميشيك"، هذا الأخير يستقر في عام 1503 بمنطقة "الدراع" آتيا إليها من منطقة "توات"، وفيها يؤسس زاوية امتدت بعدها إلى كافة ما يعرف بـ"الساقية الحمراء".
    وهم طائفة تتوزع عبر الصحراء الغربية وصحراء كل من الجزائر، المغرب وموريتانيا، حتى إن هذه الأخيرة كانت تلقب بـ"دولة الموريس"، وتعتبر هذه الطائفة أكثر الطّوائف الصّحراوية أصالة.
    - ويعرف عن الرقيبات أنها طائفة الأكثر تمردا وانتفاضة ضد الاحتلال الإسباني، ثم الأكثر انخراطا في الحرب ضد المغرب وأنها تشكل إلى جانب طائفة "أولاد ديليم" الركيزة الأساسية لجبهة البوليزاريو، كما يعرف عن شبانها أنهم تكونوا في ثانويات وجامعات المغرب، ومشبعون إلى حد بعيد بما يعرف بـ"الأفكار التقدّمية".
    تكناس :
    وهي طائفة تعرف بأنها من "بربر" الصحراء، وهي حاليا تتمركز بواحات "قوليمين" بجنوب المغرب قريبا من الحدود الشمالية للصحراء الغربية، وهي طائفة تتشكل من حوالي 12 قبيلة.
    4 - الثروات الطبيعية :
    * الفوسفات:
    - تحوي الأراضي الصحراوية ثروة جد غنية من هذا المعدن الهام الذي لا يتردد البعض في وصفه بالإستراتيجي وهو ما يميز الصحراء الغربية في هذا الشأن وقد تم اكتشافه عام 1962 بشمال البلاد.
    - والصحراء الغربية تملك أحد أكبر منابع العالم منه، حيث تقدر احتياطاته منه بـ (13 مليار طن)، أي المرتبة الثانية عالميا بعد المغرب (40 مليار طن)، وقبل الولايات المتحدة ( 08 مليون طن) وجنوب أفريقيا (07 مليون طن) وأستراليا (02 مليون طن)
    - ويتميز هذا المعدن فيها بكونه سهل الاستغلال لقربه من سطح الأرض.
    - وتتمثل أهميته من حيث استعمالاته في كونه واسع الاستخدام في الزراعة، فضلا عن إمكانية تحويله إلى اليورانيوم.
    - أما أهميته السياسية والاقتصادية بالنسبة للمغرب خاصة، فتتمثل في كونه يعطي له سندا ماديا إضافيا لقوته الاقتصادية والتجارية، فالمغرب هو ] المصدر الأول عالميا للفوسفات والمنتج الثالث له عالميا (13,5 مليون طن) بعد الولايات المتحدة (44,33 مليون طن) ومجموعة الدول المستقلة (24,1 مليون طن) والمالك الأول للاحتياط العالمي منه كما سبق ذكره [. - وتتميز منطقة "بوكراع" بكونها غنية جدا بهذا المعدن.
    * البترول : - بدأت عمليات التنقيب والبحث في المنطقة عام 1958 وذلك بعد أن حصلت 11 شركة أجنبية تنازلات في هذا الشأن، إلا أن المعلومات الدقيقة حول حجم الاحتياط والاستغلال غير متوفرة نتيجة طبيعة الوضع القائم. - ومؤخرا تحدثت أنباء عن قيام المغرب بعقد اتفاقيات هي محل جدل قانوني مع بعض الشركات الأجنبية بغرض الاستثمار في استغلال نفط الصحراء الغربية، وهو ما سنأتي إليه بالتفصيل في موضعه.
    * معادن أخرى: - تعرف منطقة الصحراء الغربية بكونها غنية بالنحاس، اليورانيوم، المنغنيز، الزنك، التيتان، الذهب، الغاز الطبيعي والحديد. - وبالنسبة للحديد فإن الاحتياطات منه تقدر بحوالي (90 مليون) طن، وهو يوجد أساسا (بشمال شرق البلاد + منطقة "دَخْلَة"). - ويذكر هنا أن الشركات متعددة الجنسيات تخفي المعلومات الحقيقية عن الثروات الطبيعية الكامنة في بطن الأراضي الصحراوية.
    * الصيد: - إلى جانب "الفوسفات" تشتهر الصحراء الغربية بكونها منطقة جد غنية بالثروة السمكية كماَّ ونوعا. - ويعتبر إقليمها البحري الذي تبلغ مساحته 150 ألف كم² ، وبساحل طوله 1062 كلم من أغنى الأقاليم البحرية في العالم، حيث يحوي على : (190 نوع من الأسماك + 60نوع من الرخويات + عشرات الأنواع من القشريات ونحوها)، الأمر الذي جعله محل جذب وتنافس بين سفن الصيد الفرنسية، الإسبانية، النرويجية وكذا اليابانية.
    III - الأهمية الجيو إستراتيجية للصحراء الغربية (رهانات و تحديات) :
    تكتسي الصحراء الغربية أهمية حيوية بالنسبة لدول الجوار و القوى الكبرى المعنية مباشرة بتطورات القضية (أمريكا والإتحاد الأوربي، فرنسا بصفة خاصة ) وذلك لما تكتسيه من رهانات وتحديات مزدوجة بالنسبة لهذه الدول وتلك القوى. فما يكون إيجابيا بالنسبة لهذه قد يكون سلبيا بالنسبة للأخرى، أو العكس. وهو ما يعرف في نظريات العلاقات الدولية بـ"اللعبة الصفرية"، والتي تعني في أبسط معانيها، أن ما يرجحه طرف يعد خسارة بالنسبة للطرف الآخر. وهذا ينطبق على علاقة البوليزاريو بالمغرب، كما على علاقة الجزائر بهذا الأخير وهي -أي "نظرية اللعب" هذه- بالنسبة للعلاقة الأخيرة (الجزائر والمغرب) لا تخصّ موضوع الصحراء الغربية فقط، بل مختلف القضايا التي تمس الجانبين : /اقتصادية/عسكرية- أمنية ...إلخ) تمثل قضية الصحراء محورها المركزي، الأمر الذي يظهر مدى التعقيد والصعوبة الذي يكتنف القضية ويجعلانها في مصاف "القضايا المصيرية".
    - وإنه لايمكن فهم خلفيات الأزمة والرهانات والتحديات التي تحملها معها بالنسبة لجميع تلك الأطراف، دون إدراك الأهمية الإستراتيجية التي تكتسيها المنطقة لديها جميعا، واستيعاب هذه الخلفية يمثل -في تصورنا- مفتاحا لفهم وفك رموز الصراع و أبعاده، بل وحتى آفاق حلوله أو انسداده، لاسيما وأن ذلك كله صادفه اكتشاف النفط ومحاولات السعي لاستغلاله الأمر الذي زاد من حيوية المنطقة، وهذا رغم حساسية هذا الموضوع القائم أصلا على أرضية هي محل جدل قانوني واسع.
    - هي عموما، ذات أهمية خاصة بالنسبة للجميع من حيث ساحلها الطويل الممتد عبر المحيط الأطلسي بمسافة جد معتبرة تساوي 1062 كم
    - تمثل بوابة لأفريقيا جنوب الصحراء (الساحل الأفريقي)، والرهان الذي تمثله أيضا بالنسبة للجميع حول قضية "الطوارق" وكذا بالنسبة لمستعمرات أوربا التقليدية وسط وغرب أفريقيا.
    - وتتمثل أهميتها الإستراتيجية بالنسبة لدول الجوار من جهة (الجزائر/المغرب/موريتانيا)، وللقوى الكبرى (إسبانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، الإتحاد الأوربي) من جهة ثانية، على النحو الآتي :
    1 - بالنسبة للجزائر :
    - تمثل منطقة الصحراء الغربية منفذا إضافيا -إلى جانب المتوسط- إلى المحيط الأطلسي، وتحررا من المنفذ الضيق والمنغلق على الحوض المتوسطي، وما يمثله في حالة استقلال الصحراء الغربية من قوة إضافية معتبرة للجزائر.
    - الأمر الذي سيساعدها من الناحية الاقتصادية والتجارية في استغلال هذا المنفذ -الحلم لتصدير النفط
    و الغاز، ومفتاحا حيويا أمام تصدير ثروة منطقة "غار جبيلات" الغنية بالحديد، والذي لم يستغل إلى اليوم لتكلفة نقله الباهظة باتجاه الشمال، حيث سبق التفكير في نقله عبر مشروع إقامة سكة حديدية لكن تم التخلي عنه لأجل ذلك.
    - وقوف الجزائر إلى جانب قضية الصحراء غ منذ اندلاع الأزمة جعل من الجمهورية الصحراوية مدينة لها بالشيء الكثير وعليه فإن قيام علاقات خاصة بينهما يزيد من مكانة الجزائر كقوة جهوية في المنطقة فضلا عما قد يراه المغرب في ذلك كله أنه على حسابه، على اعتبار أنه تطويقا له وتهديدا لأمنه واستقراره.
    - كما أن الجزائر تخشى - في حالة إدماج الصحراء الغربية تحت سلطة المغرب - امتداد أطماع المغرب إلى مطالبة هذه الأخيرة بأراضي الجزائر الحدودية (تندوف، بشار ... إلخ) لتحقيق حلمها القديم: المغرب الكبير
    (Le Grand Maroc) وهو نفس ما تخشاه ولا تتمنى وقوعه إسبانيا أيضا، التي قد يكون من مصلحتها استمرار الأزمة حتى ينشغل المغرب بصراعه مع البوليزاريو عن مطالبته بمنطقتي "سبتة" و"مليلة"، وهو هدف يخفي وراءه هدفا آخر بالنسبة لإسبانيا، هو عدم مطالبة سكان جزر الكناري - التي تملك فيها و.م.أ قواعد عسكرية كما في إسبانيا - هم أيضا بالاستقلال عن إسبانيا. كما سبق وأن صرح بهذا الجنرال (بلانكو / Blanco ) عام 1978. وهذه المخاوف الإسبانية هي التي كانت وراء إبرام الاتفاقية الثلاثية بمدريد عام 1975.
    والمخاوف نفسها تتقاسمها أيضا موريتانيا، التي تخشى من سطو نشوة ضم الصحراء الغربية للمغرب، تطلع هذه الأخيرة إلى أراضي موريتانيا و المطالبة بها تحقيقا لمشروعها القديم المعروف باسم "المغرب الكبير"
    2 - بالنسبة للمغرب :
    - من المعروف أن للمغرب عقدة أو "هاجس" لم يفارقه منذ استقلال منطقة المغرب العربي ككل وهو أن يرى الجزائر قوة جهوية مزاحمة له لهذا حاول ويحاول بشتى الوسائل كسب عطف وود الغرب (و.م.أ + الإتحاد الأوربي بصفة خاصة) ودعمه له باعتباره قوة إقليمية محورية في منطقة المغرب العربي وغرب المتوسط مضاهاة للجزائر من حيث الوزن الجغرافي الإستراتيجي والاقتصادي معا.
    - لهذا فالصحراء الغربية تمثل في هذا السياق رهانا سياسيا واقتصاديا واستراتجيا له على النحو الآتي:
    * سياسيا :
    - تزيد من سعة مساحته ومن قوة تعداده السكاني وتجسيد حلم المغرب الكبير، واكتساب وزن إضافي في المنطقة و الخروج من العزلة المفروضة حوله
    - كما تزيد من امتداد عمقه الجغرافي، الذي هو بعد إستراتيجي، لكن آثاره السياسية واضحة من حيث تعزيز مكانته السياسية، وفرض احترام دول الجوار له.
    * اقتصاديا :
    - إلحاق الصحراء الغربية بالمغرب يجعل من هذا الأخير المنتج والمصدر الأول في العالم للفوسفات كمعدن حيوي، فضلا عن المعادن الأخرى الثمينة وموارد الطاقة التي هو محروم منها، إلى جانب الصيد البحري الذي يحتل فيه المغرب مكانة معتبرة بحكم إطلاله المزدوج على المتوسط والأطلسي، مما يجعله شريكا اقتصاديا فعالا، وبالتالي كسب ود الغرب وصداقته.
    * إستراتيجيا:
    - بالإضافة إلى العمق الإستراتيجي، فإنها تُكسب المغرب موقعا إضافيا على شريط ساحلها الغربي الذي سيتدعم أكثر بشريط إضافي قدره 1062 كلم، وهو ليس بالمعطي الهين، لأنه يزود المغرب بقوة إستراتجية إضافية. ويجذب اهتمام الطرف الغربي الذي من المؤكد سيعمل على توظيف هذه المعطيات لتسهيل عمل "الحلف الأطلسي" في المنطقتين: المتوسط والأطلسي.
    - ومع احتمال تقاربها مع موريتانيا، وعبرها إلى غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، وما يعنيه بالنسبة للجزائر خاصة، من احتمال توظيف ورقة "الطوارق" ضدها.
    - لهذا كله، فإن استقلال الصحراء الغربية بإجراء الاستفتاء وتنفيذ مبدأ حق تقرير المصير، يمثل بالنسبة للجزائر فرصة لكسر أطماع المغرب وطموحاته السالفة التي من المؤكد أنها -لو تحققت- سترى فيها الجزائر أنه على حسابها، بينما لو تحقق العكس (ضم الصحراء الغربية إلى المغرب) فإن ذلك يدعم المغرب على حساب الجزائر سياسيا واقتصاديا واستراتجيا على النحو المذكور في الأعلى.
    3 - بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية :
    - إلى جانب القواعد العسكرية التي تملكها في "جزر الكناري" وإسبانيا والمغرب، تمثل الصحراء الغربية بالنسبة لرؤية الولايات المتحدة وفي إطار الحلف الأطلسي مثلثا إستراتيجيا يسمح بمراقبة الدخول إلى المتوسط والخروج منه وكذا مراقبة المحيط الأطلسي والمغرب العربي وإفريقيا السوداء -لاسيما الجهة الغربية منها- في الوقت الذي يلاحظ فيه تصاعد الاهتمام الأمريكي الواضح بالقارة السمراء.
    - لهذا، يمثل المغرب -في حالة ضم الصحراء الغربية إليه بصفة خاصة- منطقة حيوية بالنسبة لمصالح و.م.أ الإستراتجية، وهو ما يبحث عنه المغرب و يتطلع إليه. خاصة وأن للمغرب علاقات تقليدية قوية مع أمريكا أكثر من أي دولة أخرى في المغرب العربي، علما أن الجزائر كانت خلال الحرب الباردة أقرب إلى الإتحاد السوفيتي سابقا منها إلى المعسكر الغربي، كما لا ينبغي أن ننسى دور المغرب في التقارب العربي-الإسرائيلي، وكذا علاقة المغرب الاستثنائية مع إسرائيل ويهود المغرب.
    - من ناحية أخرى، ترى أمريكا في المغرب قاعدة لا تعوض لتطويق الإتحاد الأوربي من ناحيته الجنوبية، وكذا قاعدة انطلاق لعمليات الحلف الأطلسي فيما يسميه الحلف بـ"خارج المنطقة". وعلى هذا الأساس فإن أمريكا ترى في المغرب العربي: "امتدادا طبيعيا لمنطقة الحلف الأطلسي"، كما أنه من الخطأ تصور تنازل الولايات المتحدة عن هذا المكسب مستقبلا. يؤكد هذا أيضا الرسالة الواضحة التي بعثت بها مجموعة من نواب الكونغرس الأمريكي إلى الرئيس بوش الابن في (أواخر أبريل/2001 ) وأشاروا فيها إلى: "أهمية الاستقرار والأمن في شمال أفريقيا"، وأنّهما يمثلان المصالح الإستراتيجية الحيوية للولايات المتحدة.
    وقد سبق وأن تحدثت العديد من المصادر عن قيام أمريكا بتفويض (مصر والسعودية) من أجل الوساطة بين الجارين (الجزائر والمغرب)، وذلك نتيجة حرص واشنطن على: "الاستقرار في المتوسط"، مما جعلها تقدم تحذيرات ولمرات عديدة من: "أي مخاطرة للانحراف" في المنطقة من قبل الدولتين أمام الانسداد الذي تعرفه قضية الصحراء الغربية.
    - ثم وفي الواقع قد يبدو سلوك أمريكا تجاه القضية غير واضح، سلوك غامض يكتنفه شيء من التناقض
    والضبابية معا، فلا هي تريد خسارة المغرب، الحليف التقليدي لها، ولا الجزائر التي تمثل دولة "محورية" في منطقة المغرب العربي، والتي دخلت منتدى "الغرب" بعد انضمامها إلى "الحوار المتوسطي" الذي تهيمن عليه
    أمريكا أمنيا وسياسيا، لهذا قد يظهر طغيان منطق البراغماتية في مواقفها تجاه "الملف الصحراوي". وهو وضع قد لا تحسد عليه لحساسية الموضوع لدى الطرفين معًا (الجزائر والمغرب) من جهة، ولثقل المصالح الأمريكية المرتبطة بهما في المنطقة من جهة ثانية، ومعلوم أن واشنطن تسلك سلوكا مزدوجا في المنطقة:
    1 - فهي من جهة تسعى إلى إقامة شراكة اقتصادية لا تزال بعيدة المنال وهي تعلم ذلك.
    2 - ومن جهة أخرى تنتهج سلوكا يتعارض مع التوجه الأول ولا يخدمه وإنما يعيقه ويعرقله بل وقد يحطمه كلية والُمراد دعمها لطروحات المغرب في الصحراء الغربية، وهذا يعني أنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إقامة شراكة اقتصادية مع دول المغرب العربي الثلاث، وأن قيام وحدة مغاربية يخدم ويدعم مشروع الشراكة تلك، فإنه يفترض فيها تشجيع قيام مثل هذه الوحدة أو كل مسعى يخدم هذه المصلحة، إلا أنّنا نراها تقف مواقف متباينة، فإنه إذا كان يفترض فيها الضغط باتجاه تبنّي الخيار الأممي لإزالة أهم عقبة أمام قيام "الإتحاد المغاربي"، إلا أنها تعكس هذا التوجه من خلال دعم طروحات المغرب التي ولاشك تزيد من عمق الشرخ القائم وتعمق من هوة التباعد بين الجزائر والمغرب وما تعنيه من إطالة عمر الأزمة أكثر وتعطيل مشروع الشراكة معها.
    - تفسير مثل هذا الموقف قد يحتاج إلى شيء من التأني والذكاء، وكذا إلى إحاطة بأكبر حجم ممكن من المعلومات، ومن مصادر مختلفة، وليس هذا بالأمر الهين وفي غير متناول هذه الدراسة حاليا. ويمكن تقديم إجابة أولية على ذلك بالقول إنه وبناء على السياسة البراغماتية التي تنتهجها أمريكا في سلوكها الخارجي
    فإنها:
    1 - وبناء أيضا على الحالة السائدة بخصوص أزمة الصحراء (تمسك المغرب بمطالبه في الصحراء الغربية وعدم تسليم الجزائر له بذلك، بُعد احتمال قيام الإتحاد المغاربي، طبيعة الظرف الدولي السائد: مكافحة ما تسميه أمريكا بـ "الإرهاب" ...إلخ وتذبذب الوضع الأمني في الجزائر ..) تكون أمريكا قد رأت والحالة هذه أنه من مصلحتها الوقوف إلى جانب المغرب، سلوك قد ترى في تبنّيها له أنها لن تخسر من وراءه شيئا، لأنه وإن كان يعطل مشاريع الشراكة إلا أنه لا يلغيها، فلعله حينئذ من الأفضل لها انتهاج مثل هذا السلوك وتحرص على إظهار وقوفها إلى جانب المغرب دون الذهاب معه بعيدا في ذلك (كتحريضها على / أو دعمها في إدارة ) حرب شاملة ضد الجزائر أو البوليزاريو مثلا فتخسر حينئذ كل شيء، مع تبني سياسة النظر والترقب في آن واحد.
    2 - هذا من جهة، ومن جهة ثانية تحرص أيضا على أن تُبقي على علاقاتها مع الجزائر، والتي تحسنت كثيرا ويسعى الطرفان إلى تطوريها أكثر وترقيتها إلى مستويات أفضل وأعلى، بدليل ] إشراكها في "الحوار المتوسطي" وما يتضمنه من إجراءات والتزامات من الطرفين (مناورات، تبادل للمعلومات، دورات تكوينية...إلخ) وحجم الاستثمارات الكبرى من للشركات الأمريكية في قطاع المحروقات وبداية -ولو
    محتشمة- للاستثمار والشراكة خارج قطاع المحروقات مع احتمال تطويرها مستقبلا وتنامي واضح لتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفية ...إلخ [، وهذا التحسن أحس به المغرب وفهمه على أنه تراجع من طرف أمريكا في دعمها للمغرب كما يدل عليه النقاش الدائر في وسائل الإعلام المغربية (نهاية فبراير/ 2002). كل هذا مع الإبقاء على مشروع الشراكة بإنشاء منطقة للتبادل الحر مع المغرب العربي ككل مفتوحا، والحرص على عدم إقفاله أو إلغاءه ولو كمشروع فكرة، ومن جانب آخر محاولة احتواء أي فهم من قبل المغرب على أن ذلك تخل عنه أو تراجع على حسابه، مع التأكيد على أن مصلحة واشنطن تكمن في استقرار المنطقة (وتسوية أزمة الصحراء الغربية أمميا هي أكبر عامل استقرار فيها).
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    راى فى نزاع الصحراء الغربية ، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -1- Empty نزاع الصحراء، أزمة التسوية الأممية والتقاطب المغربي الجزائري -4-

    مُساهمة  Admin الإثنين 27 يونيو 2011 - 22:03

    إذا كان سيناريو السلم في معناه "الإستفتائي" يجعل الصحراء الغربية بشكل ما في قبضة الجزائر بدل المغرب، فإن كسب مواقع "اقتصادية وإستراتجية في أراضي الصحراء الغربية بالنسبة لأمريكا أو المغرب أو فرنسا يتطلب حتما المرور عبر الجزائر وهو أمر قد يُرى أنه غير مضمون عكس لو كانت الأراضي الصحراوية
    بقلم بوزيد عمر
    آفاق الأزمة المستقبلة :
    يمكننا في هذا السياق رصد ثلاث سيناريوهات هي في تصورنا جد معقولة، وهي:
    1 - استمرار الوضع القائم (لا حرب ولا سلم):
    - سيناريو قد يسعى إليه المغرب ويخدمه، وذلك بهدف ربح الوقت، كما قد يهدف من خلال تحقيق عدة مكاسب.
    * تفجير جبهة البوليزاريو من الداخل باستنزاف طاقته الداخلية، حيث لا تزال عملية التحاق سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر سابقا ووزير سابق أيضا لخارجيتها -إلى جانب عدد من مؤسسي ج.البوليزاريو آخرهم الرائد "لحبيب أيوب"- بالمغرب عالقة بالأذهان، ونفس الشيء بالنسبة للجزائر: ( توقع انهيار النظام في الجزائر أو إنهاك قوته أمام الأزمة الأمنية التي تعانيها ...إلخ).
    * عزل ج.البوليزاريو دوليا، وليس آخر حدث في هذا السياق، سحب الهند
    - بعد سحب حوالي 20 دولة قبلها منذ مطلع التسعينيات - اعترافها بالجمهورية الصحراوية، وكذلك نجاح المغرب قبل ذلك في تنحية ليبيا عن دعمها للبوليزاريو.
    * فرض الأمر الواقع فيما يخص الاستمرار في نهب ثروات الأراضي الصحراوية الخاضعة لها مباشرة وراء "الحائط" بمساهمة ومساعدة الشركات الأجنبية، الأمريكية والفرنسية منها بصفة خاصة كما تدل
    عليه أطماع المغرب الأخيرة في النفط الصحراوي.
    * الاستمرار في عملية "التوطين" ومتطلباتها: ( تجهيزات الميناء للصيد، بناء مطار "لعيون"، طريق معبدة بـ 1650 كلم، سكنات، مدارس، مستشفيين)، والتي كلفت المغرب مابين (1989-1976) فقط:
    02,8 مليار دولار. وحسب تقرير لمنظمة "هيومن رايت ووتش H.R.W " لحقوق الإنسان صدر عام 1996، فإن المغرب حوَّل عام 1991 فقط أكثر من (40 ألف) مواطن مغربي إلى الصحراء الغربية.
    * الإبقاء على الجيوش متمركزة بالصحراء وإبعادها لفترة إضافية أطول عن السياسة وهذا رغم النفقات العسكرية الباهظة التي تصرفها وصرفتها حكومة المغرب على جيشها العامل هناك، حيث بلغ مجموع ما تم صرفه عليه منذ اندلاع الأزمة حتى عام 1995: 04 مليار دولار بينما في الجانب الآخر عدم تضرر القوى الكبرى (أمريكا وفرنسا) من حيث تقليل نفقاتها الخاصة بدعم المغرب -في حالة قيام الحرب- ماليا وعسكريا (بالإمداد بالأسلحة والمعدات) واقتصاديا (لتضرر الاقتصاد المغربي نتيجة استحواذ الحرب على نفقات الدولة وميزانية التنمية).
    * الاستمرار في كسب التأييد الداخلي بعدم التخلي عن "القضية المصيرية" بالنسبة له، وما يعنيه من خلق التلاحم وتعزيز الولاء للملك، وتوفير الاستقرار والأمن للعرش.
    * احتمال كسب تنازلات أخرى هامة من طرف البوليزاريو بما قد يسمح للمغرب إجراء الاستفتاء -لو تم- في ظروف تخدمه أكثر مما هي عليه الأوضاع حاليا وبشروطه هو تعميق وتثبيت فكرة "الحل الثالث" الذي قد يخدم المغرب في حالة اعتباره حلا مؤقتا وذلك في إطار مسعى المغرب لربح الوقت وتثبيت سيناريو الوضع القائم، لاسيما في حالة ما تأكد لديه تحقيق المعطيات المشار إليها قبل قليل أو حلا آخرا يكون أقرب للتصور المغربي كما في حالة الاقتراح الأخير المعروف بـ"الحل الرابع" الذي برز مع نهاية عام 2001 ومطلع عام 2002.
    * كل هذا يجعل من الملك يكسب هامش حركة أكبر في سعيه نحو تعزيز سلطته الداخلية ومباشرة الإصلاحيات التي أعلن عنها.
    - لكن وفيما نعتقد، أنّ نجاح أو تحقيق مثل هذا السيناريو مرهون بانتفاء ممارسة (أمريكا وفرنسا) الضغط على المغرب باتجاه تبني الحل الأممي (الاستفتاء) -حتى ولو بعد تعديله- أو على العكس استمرار الضغط (الأمريكي - الفرنسي) على هيئة الأمم المتحدة، وعلى الأطراف المتنازعة لتبني "الحل الثالث" القريب من التصورات المغربية، وهو الآخر مرهون بما ستؤول إليه الأوضاع عامة في المنطقة ككل- لاسيما فيما يتعلق بمستقبل علاقة الجزائر بفرنسا و الإتحاد الأوربي وكذا أمريكا. ودرجة بقاء واستمرار، أو تراجع أو زوال أهمية المغرب ومكانته في سياسات وحسابات القوى الكبرى بهذه المنطقة.وهو الآخر مشروط أيضا بموقف الجزائر وتطوره من القضية، ومدى الضغوط التي قد تمارس عليها هي الأخرى في هذا الاتجاه.
    فهل من مصلحة الجزائر سيادة مثل هذا السيناريو؟ قد يكون ذلك في مصلحتها، ولكن لفترة مؤقتة ريثما تحسن من أوضاعها الداخلية - التي عول عليها المغرب سابقا وحاول توظيفها في سبيل خدمة مصالحه بالمنطقة وفي علاقة » التنافس « التي تطبع مواقف و مواقع البلدين - لتتخطى أكثر مرحلتها الانتقالية -التي طالت- وتجسيد إصلاحاتها الاقتصادية و السياسية، دون أن يعني ذلك أبداً تنازلها عن مبدأ حق تقرير المصير وإجراء الاستفتاء.
    - إلا أنه مما يعكر تحقيق مثل هذا السيناريو، كونه يساهم في تعطّل تجسيد "الوحدة المغربية" أو تأخيرها بحسب فترة سيادته، حيث يكون أشبه بحرب الاستنزاف في حالة استمراره لمدة أطول، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى تعطيل أو تأخير تجسيد مشروع "إيزنستات" وأمثاله وإلى تكريس هشاشة "الشراكة المتوسطية" أكثر بالنسبة لدول المغرب العربي.
    2 - الحل السلمي:
    - هنا ينبغي أن نفرق بين المخطط الأممي الأول (الاستفتاء وحق تقرير المصير)، وبين البديل المقترح (الحل الثالث) بالنسبة للثاني قد تم الكلام عنه، أما الأول فهو المقصود به هنا:
    - ويكون الثاني معني في هذا السيناريو في حالة -كما سبق الكلام عنه- قبول الأطراف كلها له وهو احتمال جد مستبعد في المستقبل المنظور على الأقل للأسباب المذكورة آنفا، وعلى افتراض قبول هذا الحل بدلالتيه (الأولى والثانية)، فإن ذلك يتصور عنه أنه يخدم جميع الأطراف، بما يساعد على تحقيق ] الوحدة المغاربية ومشروعي (الشراكة المتوسطية وإيزنستات والإصلاحات الاقتصادية والسياسية ...إلخ [.
    لكن هذا كله مرهون بموافقة المغرب، وموافقته عليه يعني بالنسبة إليه ] عودة الجيش إلى الداخل واحتمال عودته للتدخل في سير الحياة السياسية وانبعاث سخط داخلي عام: الأحزاب والشعب ضد مما يمكن أن يوصف بـ"التخاذل" و"الاستسلام" وممكن أيضا "الخيانة" في تنازل المغرب عن الصحراء الغربية التي كرس لها كل طاقاته وإعلامه وسياسته حتى غدت محور السياسة الداخلية والخارجية للسلطة[ .
    - لهذا، يمكن القول أن مثل هذا السيناريو إذا كان يخدم الجميع، فإنه يضع المغرب في موقف جد حرج يكون فيه بين السندان و المطرقة وضع لا يحسده عليه أحد، لاسيما مع حداثة السلطة الجديدة (الملك محمد السادس) الذي يتطلب تثبيت سلطته لا التنازل عن الصحراء الغربية وإنما إخراجها من "النفق" الذي آلت إليه باتجاه ضمها نهائيا إلى المغرب بأي شكل من أشكال "الضم" (حكم ذاتي واتحاد كونفيديرالي ...إلخ)
    - ولعل أكبر المستفيدين - وهنا المفارقة- من هذا السيناريو هو الولايات المتحدة الأمريكية، كما يؤكده تصريح سفيرها السابق بالجزائر "رونالد نيومان" أثناء مناقشة موضوع الصحراء الغربية على مستوى اللجنة الأفريقية بالكونغرس الأمريكي تحت عنوان "مستقبل الاستفتاء في الصحراء الغربية" في (1998/09/26)، حيث قال: "إننا نعتقد أن مثل هذا الحل (الحل السلمي للأزمة) سيعزز الاستقرار في المنطقة وكذا في منطقة الحوض المتوسطي كما سيساهم في تحسين آفاق التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين كافة بلدان المنطقة"، مؤكدا أن الفشل"سيهدد مصالحنا الخاصة ويُشكّل خطرًا على أوربا الجنوبية".
    لكن يبقى التساؤل عن أي استقرار وحل سلمي تريده وتتكلم عنه أمريكا؟ الأول أم الثاني؟ كما يبقى التساؤل أيضا عن خلفيات طرحها "للحل الثالث" بعد تحمسها للأول مع علمها المسبق برفض "ج.البوليزاريو" و الجزائر له ؟ هل المقصود منه تغليب سيناريو "الوضع القائم" وإلى متى! علما أنه بقدر طول استمراره بقدر ما يضر بمصلحتها أكثر مما يخدمها.
    3 - الحرب :
    - وهو سيناريو وإن كان مستبعدا لكونه لا يخدم أحدا، سواء أطراف النزاع المباشرة، أم دول الجوار أم القوى الخارجية، إلا أنه يبقى مطروحا، وحينها سيكون أشبه بالحرب الانتحارية، لأن لا أحد من دول المنطقة ترغب فيه، ولاهي قادرة عليه، فضلا عن عدم امتلاكها النفس الطويل - في ظل ظروف كل منها- للاستمرار في المواجهة دون الحديث عن "استبعاد" أن تلقى الدعم الدولي لها، بل قد تلقى التنديد منه، الأمر الذي سيعزز سيناريو استمرار "الوضع القائم" أكثر، على حساب هذا الذي نحن بصدده وعلى حساب سيناريو
    "السلم" الذي إن خدم أحد الأطراف أضر بالآخر على النحو الذي سبق عرضه، كما أن مثل هذا المشهد لو تحقق سينجرّ عنه صعوبة إقناع البوليزاريو بصدق ومصداقية الأمم المتحدة و القوى الكبرى، ومعه صعوبة توقف الحرب.
    ولعل ذلك يفسر لنا تشديد "كوفي عنان" في تقريره الذي رفعه إلى مجلس الأمن في (12/يوليو/2000) على ضرورة تفادي الحرب بأي ثمن، حين قال: "هو أمر يجب تجنبه مهما كلف ذلك من ثمن".
    4 - هل من سيناريوهات أخرى؟
    إذا كان سيناريو السلم في معناه "الإستفتائي" يجعل الصحراء الغربية بشكل ما في قبضة الجزائر بدل المغرب (عكس السلم بمعنى "الحل الثالث")، فإن كسب مواقع "اقتصادية وإستراتجية في أراضي الصحراء الغربية بالنسبة لأمريكا أو المغرب أو فرنسا يتطلب حتما المرور عبر الجزائر وهو أمر قد يُرى أنه غير مضمون عكس لو كانت الأراضي الصحراوية في قبضة المغرب في حالة تغليب "الحل الثالث"، لهذا فإقتراح هذا الأخير، يضمن المصالح الأمريكية و الفرنسية، لاسيما وأن المغرب حليف مضمون لهما، وتوجد على أرضه قواعد عسكرية أمريكية. لهذا قد يكون سيناريو "الحل الثالث" هو المرشح للسيادة من هذا الوجه بالتساوي مع سيناريو "الوضع القائم"، فكلاهما يخدم هذه المصالح.
    لكن مع استحالة أو استبعاد تصور تنازل ج.البوليزاريو والجزائر عن الحل الأممي الأول فإن سيناريو "الوضع القائم" يبقى هو الأقوى ترشيحًا من غيره، بينما قبول الجزائر "للحل الثالث" تحت أي ذريعة كانت (اختيارا/ ضغوطات...إلخ) - بشرط مع استمرار رفض الجمهورية الصحراوية له- يعني بالنسبة لـ البوليزاريو "خيانة" وهو ما قد ينجر عنه احتمال اندماج هذه الأخيرة في التصور المغربي، وذوبانها في إطار الدولة المغربية انتقاما من الجزائر وهو ما يمكن تسميته بـ"الحل الانتحاري"، وهو بدوره ما سينعكس سلبيا وفي كل الأحوال على مصالح الجزائر وما راهنت عليه لأكثر من عقديْن.
    ويندرج تحت إطار "الحل الثالث" هذا عدة سيناريوهات يمكن التنبؤ بها:
    * كالتقسيم: على نحو ما حصل مثلا في فلسطين
    * أو الإتحاد الكونفديرالي مع المغرب
    * أو الحل على الطريقة البوسنية
    * أو انتداب أممي لحفظ السلام لمدة 10 سنوات مثلا -كمرحلة انتقالية- ريثما تستجمع كل شروط نجاح مخطط السلام وظروف تجسيده أي الحل على طريقة "تيمور الشرقية".
    * أو احتمال تقاسم ] الجزائر والمغرب [ للصحراء الغربية، وهو وإن يبدو جد مستبعد إلا أنه سيبدو معقولا و محتملا في اعتقادنا إذا توفر شرطان: قبول الطرف الصحراوي والجزائر له بعد موافقة المغرب عليه، إلا أن المغرب وإلى اليوم يرفض فكرة التقسيم مع "البوليزاريو"، والذي توافق أو بالأحرى أبدت الجزائر وإن بشكل غير رسمي موافقتها عليه، بل إن المغرب يتهمها أنّها هي التي تقف وراء هذه الفكرة، إلا أن الشرط الثاني الآتي يغير من مضمون الفكرة الأولى للتقسيم وذلك بأن يتم ضم الصحراء إلى الجزائر في إطار إتحاد كونفديررالي أو ذوبانها في إطار السيادة الجزائرية، وهو يمثل الخيار الأسوأ بالنسبة للبوليزاريو إذا ما رغبت في تجنب أي نوع من أنواع الحلول الأخرى المقترحة خارج إطار الاستقلال وحق تقرير المصير بناء على الاستفتاء الأممي، كما يمثل خيارا أكثر من إيجابي بالنسبة للجزائر. ونصف إيجابي بالنسبة للمغرب أي أفضل من أن يخسرها كلية، يحفظ له بذلك ماء وجهه.
    * سيناريو آخر محتمل، وهو تلقي (الجزائر والمغرب) لضغوط "جدية" من قبل (أمريكا وفرنسا) معا أو كل واحدة منها على إنفراد من أجل تسوية كل القضايا العالقة بينهما بعيدا عن موضوع الصحراء الغربية الذي ينبغي تركه جانبا وإرجاء تسويته لاحقا حتى لا يكون معيقا لمسعى المصالحة بينهما وتفعيل "الإتحاد المغاربي" ببعثه مجددا ليتجسد فعلا بما يخدم مصلحة الأطراف كلها (وهو في الحقيقة ما تسعى إليه الجزائر مؤخرا):
    1 – أمريكا وفرنسا: لكون تحقيق هذا السيناريو يعني الإسراع في إنجاح مشاريع الشراكة التي تسعى كل منهما إلى تجسيدها مع دول المنطقة و التي تستدعي تسوية مشكلة الصحراء أو إرجاءها لتفتح المجال أمام نجاح الاندماج المغاربي الذي هو شرط ضروري لتجسيد تلك المشاريع ونجاحها، الأولى في إطار اتفاقيات للتبادل الحر (إيزنستات وأمثاله)، والثانية في إطار مسار برشلونة من جهة وعلاقاتها التاريخية الخاصة والمميزة بهذه المنطقة من جهة ثانية.
    2 - الجزائر والمغرب: إقامة منطقة مندمجة على غرار الاتحاد الأوربي، ثم الدخول في مفاوضات الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة وفي آليات الشراكة مع (أمريكا والإتحاد الأوربي) من مركز قوة.
    3 - بالنسبة للأطراف كلها: بعث الاستقرار في المنطقة ككل، وهو عامل لو تحقق يخدم الجميع.
    ثم بعدها و على مر الأيام، وبعد أن يكون الطرفان قد ذهبا بعيدا في عملية الاندماج والانخراط في آلياته ومستلزماته تجد الأزمة حلا لها بشكل أو بآخر، حيث يسهل معها -والحالة هذه- التنازل وتليينالمواقف، كما يجعل معها من الصعب التراجع عنها أو جعلها رهن أزمة قد تنسف بكل ما تَّمَّ بناؤه وتكريسه من أجلها من جهد ووقت ومال وهيئات ونشاط...إلخ، فضلا عن أن تطور الأحداث وسرعة التحوّلات التي قد تعرفها الأوضاع بالمنطقة والعالم ككل سَتُغيرّ -وبشكل تلقائي- الكثير من الذهنيات وتاليا الكثير من السلوكات والمواقف...إلخ. ويبقى المستقبل مفتوحا على أكثر من احتمال.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 17:17