hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    مؤسسة راند ...وريح السموم

    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مؤسسة راند ...وريح السموم Empty مؤسسة راند ...وريح السموم

    مُساهمة  alhdhd45 الإثنين 11 يوليو 2011 - 16:06

    ماذا تعرف عن مؤسسة راند ؟؟


    خطة أمريكية لتحديث الدين الإسلامي



    - تفاصيل الخطة الأمريكية الجديدة لتخريب الإسلام
    - شعال الفتنة بين علماء الدين والحركات الإسلامية
    - منح الحداثيين والعلمانيين منابر إعلامية واسعة
    - إعطاء الصوفية مواقع قيادة المؤسسات الدينية



    - نظرية المؤامرة
    - فلسفة الخطة
    - إشعال الفتنة
    - تفسير الأحداث الأخيرة
    - أسلحة مسروقة
    - حرب الحديث الشريف



    --------------------------




    نظرية المؤامرة

    لم يعد الحديث عن نظرية المؤامرة نوعًا من الكسل الفكري، الذي يحلو للبعض وصفُ المسلمين به في هذه الأيام، على اعتبار السلبية التي أحاطت بالعالم الإسلامي، ونقلته من طلائع التقدم إلى مقاعد التخلف، التي جعلته ضمن ما يُعرف بالعالم الثالث.

    المؤامرة على الإسلام والمسلمين باتت من الوضوح بمكان.. الأمر الذي لا يمكن معه إنكارٌ أو تجاهل، وأحدث دليل على ذلك يقدمه لنا د. محمد يحيى- أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة- من خلال عرضه للخطة الأمريكية الجديدة لتخريب الدين الإسلامي، والتي تتضمن إعادة تقديمه للمسلمين بعد تنحيَة الشريعة الإسلامية، وإلغاء مظاهر الوجود الإسلامي، ووضع العلماء التقليديين والمؤسسات الدينية في مواجهة الحركات الإسلامية، ومنح العلمانيين والحداثيين منابرَ إعلاميةً واسعةً، وإعطاء المناصب الدينية لأصحاب التوجهات الصوفية، ويتوازى مع ذلك موجة إباحية من الموسيقى والرقص والغناء يتم توجيهها إلى الشباب والفتيات، هذا مع تقديم الأحاديث النبوية بقراءة جديدة، يتم من خلالها إلغاء الاعتماد على صحة ما رواه البخاري ومسلم.

    هذا هو مضمون الخطة التي تقدمها مؤسسة (راندا) الأمريكية، ويكشفها د. محمد يحيى في كتاب "خطة أمريكية لتحديث الدين الإسلامي" الصادر عن المكتب المصري الحديث.







    فلسفة الخطة

    تبدأ فلسفة هذه الخطة بتوضيح أن الإسلام المعاصر في حالة تصعيد؛ حيث يدخل في صراع على قيَمِه وهويته ووضعه في العالم، وفي نسيج المجتمع الإسلامي يدور الصراع بين أصحاب الأفكار المختلفة؛ من أجل فرض آرائهم وأفكارهم على مجتمعاتهم؛ بهدف تحقيق السيادة السياسية والروحية على هذه المجتمعات، وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة والعالم الصناعي الحديث يفضِّل عالمًا إسلاميًّا يأتلف مع باقي النظام العالمي والغربي.

    لذلك يجب أن يكون ديمقراطيًّا، ويتبع قواعد ومعايير التعامل الدولي والغربي، هذا مع الوضع في الاعتبار ضرورة اتقاء صِدام الحضارات، وزيادة الاضطرابات، والكفاح المسلَّح عبر العالم الإسلامي وتوابعه، التي تؤدي إلى الإرهاب وعدم الاستقرار، وعليه- كما في الخطة- يتأكد ضرورة تشجيع العناصر داخل الخليط الإسلامي الأكثر توافقًا مع السلام العالمي والمجتمع الدولي، والمحبة للديمقراطية والحداثة.

    ولتشجيع العالم الإسلامي نحو الديمقراطية والحداثة تحتاج الولايات المتحدة- والغرب بصفة عامة- إلى التبصُّر بعناية شديدة في العناصر والاتجاهات والقوى داخل العالم الإسلامي؛ ولذلك ترى الخطر أن الاتجاه الأكثر فعالية في التعامل معها هو الآتي:

    أولاً: دعم الحداثيين

    وذلك من خلال:
    - نشر أعمالهم وتوزيعها.
    - تشجيعهم على الكتابة للجماهير والشباب.
    - تقديم آرائهم في مناهج التربية الإسلامية المدرسية.
    - جعل آرائهم وأحكامهم في القضايا الكبرى للتأويل الديني متاحة للجمهور؛ بحيث يمكنها أن تنافس آراء وأحكام الأصوليين والتقليديين.
    - وضع العلمانية والحداثة كخيار الثقافة المضادة للشباب الإسلامي الساخط.
    - تيسير وتشجيع الوعي بالتاريخ والثقافة قبل الإسلام.







    إشعال الفتنة

    ثانيًا: دعم معركة العلماء التقليديين ضد الأصوليين، وذلك عن طريق:
    - نشر نقد العلماء التقليديين للعنف والتطرف الأصولي، وتشجيع الخلافات ين التقليديين والأصوليين.
    - تثبيط التحالفات التي يمكن أن تتم بين الطرفين السابقين ومنعهما بكل الصور.
    - تشجيع التعاون ما بين الحداثيين والعلماء الأقرب إلى النطاق الحداثي.
    - دعم العلماء التقليديين ضد الأصوليين، الذين قد يكونون أكثر قدرةً على التواصل مع الجماهير أو على مستوًى ببلاغتهم وإقناعهم.
    - الحرص على حضور نماذج الحداثيين في المؤسسات التقليدية.

    ثالثًا: مواجهة الطرح الأصولي للإسلام، وذلك على أساس:
    - تحدي شروحهم للإسلام.
    - الكشف عن صلتهم بالجماعات والأنشطة غير المشروعة.
    - إظهار عدم قدرتهم على الحكم وتحقيق التنمية لبلادهم ومجتمعاتهم.
    - تجنب إظهار الاحترام أو الإعجاب بأعمال العنف التي يقوم بها المتطرفون والأصوليون الإرهابيون.
    - تشجيع الصحفيين على بحث قضايا الفساد داخل الدوائر الأصولية.
    - تشجيع الانقسامات بين الأصوليين.

    رابعًا: دعم العلمانيين بشكل انتقائي، وذلك بتأكيد أن الأصولية عدوٌّ مشتركٌ، وتثبيط التحالف مع القوى المضادة للولايات المتحدة، وكذلك دعم فكرة أن الدين والدولة يمكن أن ينفصلا في الإسلام أيضًا.






    تفسير الأحداث الأخيرة

    هذا هو مضمون الخطة الأمريكية التي تسعى لتحقيقه في العالم الإسلامي، وفي إطارها يمكن تفسير عدد كبير من الأحداث في الفترة الأخيرة، مثل الهجوم على الحركات الإسلامية، والتي تصفها الخطة بالأصولية، ومحاولة للقضاء على دورها الاجتماعي، وقد تمَّ مؤخرًا إغلاق عدد من المؤسسات الخيرية والإغاثية المعروفة بنشاطها في مثل هذه المجالات؛ بحجة دعمها للإرهاب، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بأصحاب الأنشطة الدعوية الأخرى، ولا يملك في هذا الصدد تجاهل الجرأة على الإسلام كعقيدة وشريعة في عدد من الصحف بأقلام الكتَّاب العلمانيين والصحفيين المأجورين، وقد بلغت الجرأةُ حدَّها بالإعلان عن إنشاء صحف جديدة في مصر والعالم العربي لتحسين صورة الولايات المتحدة.. وحقًّا إن بروتوكولات صهيونية تتضاءل أمام هذا المخطط الرهيب.






    أسلحة مسروقة

    وتطرح الخطة أسلوبًا جديدًا في تناول أحكام الشريعة الإسلامية في عدد من القضايا، مثل تعدد الزوجات، فهي تتساءل بمكرٍ واضحٍ لماذا لا يكون حق تعدد الأزواج متاحًا للمرأة؟! وحول ضرب الزوجة يتم توجيه النقد والاتهام بالعجز للتفسير الذي أورده الشيخ القرضاوي حول هذه القضية، هذا مع التأكيد على رأي الحداثيين والإشادة به؛ حيث إنه ينظر إلى القرآن باعتباره يشمل محتويات لم تعُد لها صلةٌ بالحاضر، مع الإشارة إلى أنه لم يتم تسجيل القرآن إلا بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم- حيث تم تجميعه من لحاء الأشجار والبردي بواسطة الأفراد الذين كانوا يحفظون سورًا معينةً، ويقومون بإملاء النص من ذاكرتهم، وقد نتج عن ذلك روايات عديدة للقرآن اختلف بعضها عن بعض.

    والحق يقال هنا إن هذا ليس من إبداع الخطة الأمريكية الجديدة لتدمير الإسلام، فقد سبقها المستشرقون بقرون طويلة، وطرحوا هذه القضايا للتشكيك في الإسلام بدوافع لا تختلف كثيرًا عن الدوافع الأمريكية الجديدة، أي إن الأمريكان يسرقون أساليب المستشرقين القديمة..!!

    لكن لنا ملاحظة هامة وتاريخية نرى أهميةً كبرى في تسجيلها، وهي أن كل ما زعمه المستشرقون حول الإسلام ورسالته لم يحقِّق شيئًا من أهدافه، وهذا هو مصير الخطة الأمريكية إن شاء الله.







    حرب الحديث الشريف

    ونظرًا لأن الطعن في القرآن الكريم أمرٌ يستفزُّ مشاعر المسلمين بشكل مباشر؛ بسبب الإيمان القاطع لدى كل مسلم بأن الله- سبحانه وتعالى- قد تكفَّل بحفظه فإن الخطة الأمريكية تكتفي بالمناوشة حول تفسير بعض الآيات؛ ولأنها لم تجد ذلك محقِّقًا لأهدافها فإنها قدَّمت خطةً كاملةَ المنهج للقضاء على الحديث النبوي الشريف، مع الوضع في الاعتبار الأميَّة المتفشية في أوساط المسلمين وعدم وعي الكثير من النخب المثقفة بقضايا الحديث النبوي..!!

    وفي هذا الصدد تُقدم مثالاً لضرب مصداقية الإمام البخاري فيما جمعه من أحاديث؛ حيث تقول: "إنه جمع 600.000 ألف حديث، واستبعدها كلها ما عدا 7600 حديث، وألقى بعضها للتكرار ليبقى منها حوالي 4000 حديث"، ولضرب مصداقية البخاري تقول الخطة: "إذا سمحنا بساعة واحدة لمعالجة كل حديث فإن العمل في هذه الأحاديث يستغرق حوالي70 عامًا دون توقف، وكل حديث يمكن أن يكون قد تم تتبعه منذ عهد النبي من خلال سلسلة تتكوَّن من 6 أو 7 أفراد من أجيال متعاقبة، فكيف يقال إن البخاري أكمل هذا العمل في 16 عامًا؟"!!

    والقضية نفسها يتم تكرارها في مسألة الغناء عن طريق الاستدلال بسماع النبي- صلى الله عليه وسلم- للغناء الذي تمَّ في أحد الأفراح، وفي كل الأحوال يبدو المنهج الجدلي واضحًا في تناول الحديث الشريف، الذي يُخفي وراءَه أهدافًا خطيرةً..




    "وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ الْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُوْنَ".

    مؤسسة "راند" هي منشأة أمريكية لتطوير السياسات وكذا آليات صنع القرار من خلال البحث والتحليل، وهي مؤسسة غير ربحية تتلقى دعمها المالي من الحكومة ومن الأوقاف والمتبرعين، يقصدها صناع القرار في الولايات المتحدة، سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام من أجل تحليل موضوعي وحلول فعالة لمشكلاتهم وقضاياهم.


    ويرجع تاريخ نشأة ما يسمى سابقا بمعهد راند (RAND Institute) وحاليا مؤسسة راند (RAND Incorporation) إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بالتحديد عام 1946م، وتأسس في أحضان شركة دوقلاس لصناعة الطائرات، تحت إشراف سلاح الجوي الأمريكي، حيث كانت هناك منشأة مشابهه "بيت خبرة،" اسمها "ثنك تانك" (Think Tank) في بريطانيا، ثم استورد الأمريكيون الفكرة وأنشأوا على غرارها راند (Research and Development) (RAND).


    وقد رعى سلاح الجو الأمريكي معهد راند في بداية إنشائه، وحقق المعهد نجاحا كبيرا في حل كثيرا من المشكلات التي تعترض صناع القرار في القوات الجوية.


    والقرار الفعال بشكل عام عندهم يقوم على أركان ثلاثة وهي:


    · الحكمة الكافية والمعرفة الواسعة من حيث كونهما آلية فعالة للوصول إلى القرار الصائب.


    · الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار.


    · المهارة الكافية لتنفيذ القرار.


    ويولد البحث والتحليل المعرفة التي توصل صناع القرار في خضم الأمور المعقدة الشائكة وتعدد العوامل المؤثرة في الظواهر المختلفة، بما يعيق الرؤية الواضحة، إلى الحكمة التي تقود إلى صنع قرارات أكثر فعالية من خلال منهجية موضوعية مرتبة.


    عندما نجح "راند" في أداء رسالته لخدمة صناع القرار في سلاح الجو الأمريكي، رأى المسئولون أن يتسع نطاق خدمات هذه المنشأة ليشمل جميع القوات المسلحة، ثم تطور الوضع وأصبح يقدم خدمات لكل أجهزة الدولة، في مجال الاقتصاد والصحة والعدل والتعليم، ثم توسع الأمر ليشمل القطاع الخاص والعام، ثم تم تحويل هذه المنشأة إلى مؤسسة غير ربحية، تقدم خدمات للقطاع الخاص والعام.


    مؤسسة "راند" لها فروع عديدة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، منها:


    · المكتب الرئيس في سانتا مونيكا بكاليفورنيا.


    · مكتب واشنطن.


    · مكتب بيتسبرج.


    · مكتب نيوأورليانز.


    · مكتب بوستن


    · مكتب جاكسون بميزوري.


    · مكتب كامبردج ببريطانيا.


    · مكتب بروكسل بلجيكا.


    مكتب الدوحة بقطر، بالمشاركة مع مؤسسة قطر لتعليم.


    كما أن مؤسسة "راند" تشارك في إدارة كثير من المراكز التي تُعنى بصنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل بها خبير ينتمون إلى 5 بلد.


    تهتم مؤسسة "راند" بجودة العمل، وقد وضعت معايير ومبادئ لكل من يعمل في هذه المؤسسة، بحيث تركز في عملها على المبادئ الآتية:


    1. المساعدة على تحسين السياسات وصنع القرار من خلال البحث والتحليل.


    2. السمة الجوهرية لهذه المهمة، الالتزام باستهداف المصلحة العامة.


    3. لا تستهدف الربح.


    4. الالتزام بالتميز في ما يقوم به المركز.


    5. الحرص على النوعية والموضوعية في العمل.


    6. العاملون في راند يتمسكون بالقيم الآتية، ويفخرون بذلك كما يقول المركز:


    • يلتزمون بالنزاهة والإنصاف وتكافؤ الفرص، واحترام العلاقات مع بعضهم البعض ومع العملاء وشركاء العمل، والجمهور.


    • هم المسؤولون عن الموارد المالية والممتلكات والمعلومات الحساسة الموكلة إليهم من قبل مؤسسة "راند" وعملائها.


    • يحترمون الالتزامات القانونية والتنظيمية التي تنشأ عن المهمات والظروف التي يعملون فيها. ويتقاسمون المسؤولية لحماية اسم مؤسسة "راند"، وسمعتها كمصدر موثوق من جودة عالية


    وتفتخر مؤسسة "راند" بالآلاف من الدراسات التي قدمتها في مجال صناعة القرار في كثير من القضايا المعقدة. وتصدر تقريرا سنويا، يبين انجازاتها، وتقريرا ماليا يبين نفقاتها. على سبيل المثال، تقرير عام 29م، اشتمل على المواضيع الآتية:


    · فهم الشأن الصيني.


    · الحرب في العراق وأفغانستان.


    · قضية الطاقة والبيئة .


    · قضية المشاكل الساخنة والاختلال في الموازيين.


    . ومن القضايا التي اشتملها تقرير "راند" السنوي قضية مشكلة الطاقة في إسرائيل، وتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية.


    · ومن الشخصيات المشاركة في هذه المؤسسة العسكرية الإستراتجية وفي عملها، هنري كيسنجر، وفوكوياما (صاحب نهاية التاريخ) ورامسفيلد، وزلماي خليل زاد، أول حاكم لأفغانستان بعد احتلالها، وليبي سكوتر (اليهودي الذي طرد من البيت الأبيض)، وبعض من أشهر الرياضيين الفائزين بجائزة نوبل والفلاسفة والمؤرخين.



    مؤسسة راند تقدم مقترحات عملية وخططا جاهزة للتنفيذ في العالم الإسلامي


    استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام
    قراءة في تقرير مؤسسة راند RAND الأمريكية
    كتب د. باسم خفاجي:


    إن تقارير مؤسسة راند تهتم اهتمامًا واضحًا بقضايا الشرق الوسط، وتقدم للإدارة الأمريكية توصيات ومقترحات متنوعة ودورية في كيفية التعامل مع هذه القضايا، وهنا تكمن ضرورة تعرُّف صانع القرار في العالم العربي والإسلامي على هذه التقارير، ليس لأنها ستتحول بالضرورة إلى سياسات تنفذ على أرض الواقع، ولكن لأنها تعبر عن طبيعة وتوجهات النصائح والتوصيات التي تتلقاها الإدارة الأمريكية من المفكرين والباحثين والخبراء في مجالات العلاقات الدولية والاستراتيجية.
    ويلاحظ بالعموم أن تقارير مؤسسة راند الأخيرة تركز على فكرة المواجهة مع التيار الإسلامي بالعموم من أجل تهميش دوره واحتواء تأثيره، وأحيانًا تميل هذه التقارير إلى الإشارة إلى القضاء على بعض عناصر هذا التيار ومكوناته، وخاصة تلك العناصر التي تستخدم الخيارات العسكرية في التعامل مع الاعتداءات الأمريكية والغربية على العالم العربي والإسلامي.
    كما أن تقارير مؤسسة راند ترسخ باستمرار فكرة الفوائد التي يمكن أن تجنيها الاستراتيجية الأمريكية من إشعال الصراعات داخل العالم الإسلامي وتقسيمه، وكذلك فوائد تقسيم شعوب المنطقة إلى معتدلين في مواجهة متطرفين، وتقليديين في مواجهة عصرانيين، وشيعة في مواجهة سنة، وعلمانيين في مواجهة إسلاميين، وعرب في مواجهة غير العرب، وغير ذلك من التقسيمات التي تسعى إلى شق وحدة الأمة في مواجهة الهيمنة الأمريكية والتدخل في شؤون دول المنطقة من قِبَل بعض دول الغرب.

    مشروع مؤسسة راند في دولة قطر أعطي لدراسات المؤسسة من وجهة نظر صانع القرار الأمريكي مصداقية ودرجة أعلى من الثقة.


    تقرير مؤسسة راند لعام 2007م


    أصدرت مؤسسة راند مؤخرًا تقريرًا في نهاية شهر مارس من عام 2007م (ربيع الأول 1428هـ) بعنوان "بناء شبكات مسلمة معتدلة" Building Moderate Muslim Networks ، وهو تقرير متمم لسلسلة التقارير التي بدأ هذا المركز الفكري المؤثر في إصدارها لتحديد الأطر الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر.
    الجديد في تقرير هذا العام هو أنه يقدم توصيات محددة وعملية للحكومة الأمريكية بأن تعتمد على الخبرات السابقة أثناء الحرب الباردة في مواجهة المد الفكري الشيوعي، وأن تستفيد من تلك الخبرات في مواجهة التيار الإسلامي المعاصر. أعد الدراسة مجموعة من الخبراء الأمريكيين العاملين بالمركز، ومن أبرزهم أنجل راباسا، وهو باحث أكاديمي عمل سابقًا في عدد من المناصب الهامة في كل من وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع، وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد الأمريكية، ويجيد الحديث بأربع لغات غير اللغة الإنجليزية، وهي الفرنسية والإيطالية واليونانية والأسبانية، وله عدد من الكتب والدراسات حول العالم الإسلامي. كما شاركت في إعداد التقرير الباحثة الأمريكية شيريل بينارد، والتي عُرفت من خلال تقرير راند لعام 2005م حول الإسلام الديمقراطي المدني، وهي تعمل ضمن فريق مؤسسة راند في العالم العربي (دولة قطر)، ولها مواقف وآراء سلبية تجاه الإسلام بالعموم كما أوضحنا في الفصل السابق من هذه الدراسة.
    استغرق إعداد هذا التقرير ثلاثة أعوام كاملة، وقام معدوه بالعديد من الزيارات واللقاءات مع الكثير من المفكرين والإعلاميين في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم الإسلامي من أجل إعداده، وهو ما يميز التقرير من الناحية البحثية والأكاديمية. يحاول التقرير الذي صدر في 217 صفحة، وقسم إلى مقدمة وتسعة فصول، وملخص للتقرير، أن ينقل طبيعة المواجهة الفكرية من مواجهة بين الإسلام وبين الغرب، لكي تصبح مواجهة من نوع آخر بين العالم الغربي من ناحية، وبين العالم المسلم من ناحية أخرى على غرار الحرب الباردة التي كانت بين معسكرين شرقي وغربي. يؤكد التقرير أن الصراع هو صراع أفكار إضافة إلى الصراع العسكري أو الأمني، وأن حسم المعركة مع "الإرهاب" لن يتم فقط على الساحات الأمنية أو العسكرية، ولكن الأهم أن يُهزم الفكر الإسلامي ــ الذي يصفه التقرير بالفكر المتطرف ــ في ساحة الأفكار أيضًا.

    فكرة التقرير وأهدافه


    يرى التقرير أن هناك صراعًا فكريًّا بين الغرب وبين العالم الإسلامي، وأن هذا الصراع الفكري يحتاج إلى الاستفادة من التجارب السابقة، ومن أهمها تجربة الصراع الفكري مع التيار الشيوعي خلال فترة الحرب الباردة. يوصي التقرير الولايات المتحدة الأمريكية أن تستفيد من تلك التجارب، وأن تبحث في أسباب نجاحها، وما يمكن أن يتكرر ويُستخدم مرة أخرى من وسائل وأدوات وخطط وبرامج في إدارة الصراع مع التيار الإسلامي.
    يعقد التقرير مقارنة بين المعركة الفكرية مع التيار الشيوعي، وبين المواجهة الحالية مع العالم الإسلامي، ويفرد لذلك فصلاً كاملاً في الدراسة. كما يرى التقرير أهمية استعادة تفسير الإسلام من أيدي التيار الإسلامي، وتصحيح تلك التفسيرات (!) حتى تتماشى وتتناسب مع واقع العالم اليوم، ومع القوانين والتشريعات الدولية في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا المرأة.
    يركز التقرير كذلك على أهمية إيجاد تعريف واضح ومحدد للاعتدال الإسلامي، وأن يصاغ هذا التعريف من قبل الغرب، وأن يصبح هذا التعريف هو الأداة والوسيلة لتحديد المعتدلين في العالم المسلم من أدعياء الاعتدال الذي لا يتوافق مع التعريف الأمريكي والغربي له. يؤكد التقرير أن هذا التعريف للاعتدال هو من أهم ما يمكن أن يساهم به التقرير في خدمة السياسة الأمريكية، وأن على أمريكا أن تدعم فقط الأفراد والمؤسسات التي تندرج تحت مفهوم الاعتدال بالتفسير الأمريكي، والمقدم في هذا التقرير.
    يوصي التقرير أن تهتم الولايات المتحدة الأمريكية بصناعة ودعم شبكة من التيار العلماني والليبرالي والعصراني ممن تنطبق عليهم شروط الاعتدال بالمفهوم الأمريكي، وأن تستخدم هذه الشبكة في مواجهة التيار الإسلامي، الذي يرى التقرير أنه لا يجب التعاون معه أو دعمه بأي شكل من الأشكال، رغم ادعاء بعض فئات هذا التيار أنها معتدلة، وأنها تدعو للتعايش والحوار وتنبذ العنف.
    ينصح التقرير بعدم العمل مع أي من فئات التيار الإسلامي، وأن يرتكز بناء شبكة التيار المعتدل على التيارات العلمانية والليبرالية والعصرانية فقط. ويجعل التقرير من المفهوم الجديد المقترح للاعتدال من وجهة النظر الأمريكية أحد أهم نتائج التقرير.
    يقدم التقرير في نهايته مجموعة من الأفكار والاقتراحات حول تفعيل الشبكات المسلمة المعتدلة ودعمها دوليًّا لتتمكن من أداء مهمتها في تحجيم التيار الإسلامي واحتواء مخاطره على حد زعم معدي التقرير.

    من آراء معد التقرير
    الباحث أنجل راباس


    "إن الصراع الجاري في العالم الإسلامي اليوم هو صراع فكري"
    "ليس هناك حرب بين الحضارات ولا يقف الإسلام في مجابهة الغرب، بل إن ما يجري هو صراع داخل الإسلام لتحديد هويته"
    "إننا لا نستطيع التدخل كبلد أجنبي غير مسلم لمواجهة أيديولوجية المتطرفين .. على المسلمين القيام بهذه المهمة بأنفسهم، ولكن ما يمكن أن نقوم به هو تمهيد أرضية الملعب بتقوية المعتدلين"
    "إن المعتدلين ليسوا دعاة عنف .. إن هؤلاء المتطرفين لا يتوانون عن استخدام العنف كلما سنحت لهم الفرصة بهدف فرض أرائهم . إن المعتدلين هم الأغلبية ولكن المتطرفين يلجأون إلى اتهامهم بالعمالة للغرب أو التشكيك في إسلامهم كما يهددونهم بالقتل وهو ما دفع الكثيرين إلى السكوت أو الاختباء أو مغادرة بلدانهم""


    الخطة الأمريكية لـ "بناء أنظمة إسلامية معتدلة"
    --------------------------------------------------------------------------------


    تسعى المراكز الفكرية الأمريكية المهتمة بالشرق الأوسط إلى تقديم العديد من التوصيات للإدارة الأمريكية لتوجيه المعركة الفكرية مع العالم الإسلامي. وأظهرت الأعوام الأخيرة وجود اتجاهين فكريين بين هذه المراكز فيما يتعلق بتوجيه سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامي. كلا الاتجاهين يؤكدان على المواجهة مع التيارات الإسلامية، ولكنهما يختلفان حول طريقة إدارة هذه المواجهة.
    يرى الاتجاه الأول أنه يمكن إشراك بعض الإسلاميين من المعتدلين ضمن آليات الحكم والتأثير في العالم العربي والإسلامي؛ بشرط موافقتهم الكاملة على اللعبة الديمقراطية واشتراكهم بها، والتأكيد على التسليم بقواعد تلك اللعبة ونتائجها. ومن المراكز الفكرية الهامة التي تتبنى هذا الاتجاه مركز كارنيجي Carnegie وكذلك مركز بروكينجز Brookings

    أما الاتجاه الثاني فيرى ضرورة مواجهة الخطر الإسلامي من خلال تحجيم مؤسسات العمل الإسلامي، ووصمها بالإرهاب والتطرف، وإقصائها ــ ما أمكن ــ عن الحياة العامة وقنوات التأثير الفكري والإعلامي. ومن أهم المراكز الفكرية التي تتبنى هذا التصور مؤسسة راند RAND Corporation، وهي أكبر مركز فكري في العالم، وأحد أهم المؤسسات الفكرية المؤثرة على صناعة القرار في الإدارة الأمريكية الحالية، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. لذلك تميل الإدارة الأمريكية الحالية إلى تبني مقترحات مؤسسة راند، وهو ما يجعل لإصداراتها أهمية كبيرة في هذه المرحلة.

    وقد أصدرت مؤسسة راند تقريرًا في نهاية شهر مارس من عام 2007م (ربيع الأول 1428هـ) بعنوان "بناء شبكات مسلمة معتدلة" Building Moderate Muslim Networks، وهو تقرير متمم لسلسلة التقارير التي بدأ هذا المركز الفكري في إصدارها لتحديد الأطر الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر.

    يقدم التقرير توصيات محددة وعملية للحكومة الأمريكية بأن تعتمد على الخبرات التي اكتُسبت أثناء الحرب الباردة في مواجهة المد الفكري الشيوعي، وأن تستفيد من تلك الخبرات في مواجهة التيار الإسلامي المعاصر عن طريق دعم قيام شبكات وجماعات تمثل التيار العلماني والليبرالي والعصراني في العالم الإسلامي؛ لكي تتصدى لأفكار وأطروحات التيارات الإسلامية التي يصنفها التقرير بالمجمل على أنها تيارات متطرفة. كما يؤكد التقرير على الحاجة لأن يكون مفهوم الاعتدال ومواصفاته مفهومًا أمريكيًّا غربيًّا، وليس مفهومًا إسلاميًّا.


    تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بالتقرير وأهميته وفكرته العامة أولاً، ثم تقديم قراءة لأهم أفكار كل فصل من فصول تقرير مؤسسة راند. يلي ذلك شرح للتحديات التي يقدمها التقرير في حال تحوله إلى خطط استراتيجية وبرامج عملية للتعامل الأمريكي مع العالم الإسلامي. وأخيرًا تقدم الدراسة مجموعة من التوصيات والمقترحات حول كيفية التعامل مع هذه التقارير، وآليات الرد على ما ورد فيها من أفكار وأطروحات حول مستقبل العلاقة بين الغرب وبين العالم الإسلامي.

    وقبل أن نتعرض لمحتوى ذلك التقرير، وأهم ما ورد فيه من أفكار، فلعل من المهم إلقاء نظرة على التقارير السابقة لهذه المؤسسة الفكرية، وملاحظة العلاقة بين ما تطرحه من أفكار ورؤى، وبين ما يتحول منها إلى سياسات عامة تتبناها الإدارة الأمريكية، وتفرضها على العالم الإسلامي والعربي.


    تقارير مؤسسة راند السابقة


    هتمت مؤسسة راند بما يسمى بالخطر الإسلامي منذ أكثر من ثمانية أعوام، وصدر عنها العديد من الدراسات التي لا يتسع المقام لعرضها جميعاً، ولكننا نعرض هنا أهم هذه التقارير، وأكثرها تأثيرًا على الإدارة الأمريكية. أصدرت مؤسسة راند كتابًا في عام 1999م، أي قبل أحداث سبتمبر بعامين بعنوان "مواجهة الإرهاب الجديد"، وهو من إعداد مجموعة من الخبراء الأمريكيين.

    صدر ذلك الكتاب في 153 صفحة، وهو خلاصة أفكار وأبحاث أهم خبراء "الإرهاب" في الولايات المتحدة، سواء في دوائر البحث الأكاديمي والفكري أو دوائر السياسة والاستراتيجيات، من أمثال إيان ليسر، وبروس هوفمان، وديفيد رونفلت، وجون أركويلا، ومايكل زانيني ــ كما يذكر مركز كمبريدج بوك ريفيو الذي قام بإعداد قراءة متزنة لهذا الكتاب. حاول الكتاب أن يجيب على سؤال عما إذا كان "الإرهاب الجديد" يشكل خطرًا استراتيجيًّا على الولايات المتحدة تحديدًا أم لا؟ وأشار إلى أن خطر الإرهاب الجديد سيتركز في منطقة الشرق الأوسط، وسيهدد مصالح كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.

    وبعد أحداث سبتمبر قامت مؤسسة راند عام 2004م بإصدار تقرير بعنوان "العالم المسلم بعد 11/9" في أكثر من 500 صفحة لبحث التفاعلات المؤدية إلى حدوث التغيرات الدينية والسياسية التي يشهدها المسرح الإسلامي، وبهدف إمداد صانعي السياسة الأمريكية برؤية شاملة عن الأحداث والتوجهات الواقعة حاليًا في العالم الإسلامي.

    قدم البحث في محوره الأول، كما تذكر الباحثة شيرين فهمي ــ المتخصصة في العلوم السياسية ــ خريطة للتوجهات الأيديولوجية في المناطق المختلفة بالعالم الإسلامي مشيرًا إلى أن المسلمين لا يختلفون فقط في الرؤى الدينية، بل يختلفون أيضًا في الرؤى السياسية والاجتماعية مثل: الحكومة والقانون، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة والتعليم.

    وتذكر الباحثة أن تقرير راند يصنع مساواة مفتعلة بين الإسلام "المعتدل" وبين "العلمانية" ويقسم العالم الإسلامي تقسيمًا قسريًّا؛ حيث يتم مثلاً تعريف منطقة معينة في العالم المسلم كونها "سلفية"، وأخرى "راديكالية"، وثالثة "معتدلة". وتناول الجزء الثاني من البحث الخلافات القائمة بين المسلمين، مع تركيزه على خلافين أساسيين هما الخلاف السني ــ الشيعي والخلاف العربي ــ غير العربي؛ حيث يخلص إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تثبت ولاءها للشيعة العراقيين لصد المد الشيعي الإيراني رغم صعوبة ذلك.


    أما في فبراير من عام 2005م، فقد صدر لمؤسسة راند تقرير بعنوان: "الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيات"، ويرى التقرير ــ كما ينقل أحد الباحثين المتخصصين ــ أنه لا يمكن إحداث الإصلاح المطلوب دون فهم طبيعة الإسلام الذي يقف سدًّا منيعًا أمام محاولات التغيير، وأنّ الحل يكمن في النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات هي: مسلمون أصوليون، مسلمون تقليديون، مسلمون حداثيون، ومسلمون علمانيون.

    أما فيما يتعلّق بالأصوليين: تقول "راند" يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم، وأفضلهم هو ميّتهم؛ لأنّهم يعادون الديمقراطية والغرب، ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية، ويجب الحذر منهم؛ لأنّهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم، وهم ذوو تمكن في الحجّة والمجادلة. ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة وأتباع تنظيم القاعدة والموالون لهم والمتعاطفون معهم و"الوهابيون" كما يقول التقرير.


    وفيما يتعلق بالتقليديين، تقول "راند": يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين، ويجب دعمهم وتثقيفهم ليشككوا بمبادئ الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجّة والمجادلة، وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية وبالتالي الشيعية، ويجب دعم ونشر الفتاوى "الحنفية" لتقف في مقابل "الحنبلية" التي ترتكز عليها "الوهابية" وأفكار القاعدة وغيرها مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين ــ كما يرى التقرير.

    أوصى التقرير بأهمية أن "ندعم التقليديين ضدّ الأصوليين لنُظهر لجموع المسلمين والمتدينين وإلى الشباب والنساء من المسلمين في الغرب ما يلي عن الأصوليين: دحض نظريتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته، إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية، التوعية بالعواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها، إظهار هشاشة قدرتهم في الحكم وتخلّفهم، تغذية عوامل الفرقة بينهم، دفع الصحفيين للبحث عن جميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم ونفاقهم وسوء أدبهم وقلّة إيمانهم، وتجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنما كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين كي لا يجتذبوا أحدًا للتعاطف معهم."


    أما في العام الماضي فقد صدر لمؤسسة راند دراسة بعنوان "ما بعد القاعدة"، وهي تقع في مجلدين: الأول حول حركة الجهاد العالمية، والثاني عن الحلقات الخارجية لعالم الإرهاب. تبحث الدراسة في أربعة مباحث رئيسة، المبحث الأول عن القاعدة: العقيدة، والاستراتيجية، والتكتيك، والتمويل، والعمليات، وتغير الأشخاص، والمستقبل المحتمل.

    أما المبحث الثاني فهو عن الجماعات الجهادية التي تبنت نظرة القاعدة العالمية، والتي ليست مرتبطة رسميًّا بتنظيم القاعدة، والمبحث الثالث حول الجماعات الإرهابية الإسلامية وغير الإسلامية، والتي ليس لها أي صلات معروفة بالقاعدة، ولكنها تهدد المصالح الأمريكية والأصدقاء والحلفاء، كحماس وحزب الله، وغيرهما.

    أما المبحث الأخير فهو عن الرابطة بين الإرهاب والجريمة المنظمة، ويتضمن ذلك طرق استعمال الإرهابيين للمنظمات الإجرامية في تمويل نشاطاتهم.
    "إن العقيدة الجهادية تواصل الانتشار وتلقى مزيدًا من القبول في العالم الإسلامي، وهذا سينتج إرهابيين أكثر يجددون صفوف القاعدة، وإذا تم الطعن في هذه العقيدة ومصداقيتها فإن القاعدة ستنزوي وتموت
    أشرف على إعداد تلك الدراسة أنجل راباسا، وهو معد التقرير الجديد الذي سيتناوله هذا البحث أيضًا. تدعو تلك الدراسة الولايات المتحدة إلى توسيع الجهود بشكل كبير لتقويض الدعم للقاعدة وخاصة من داخل الدول الإسلامية، وتقول: إن نجاح مكافحة القاعدة "الجهاد العالمي" يتم من خلال مهاجمة العقيدة الجهادية، وقطع الصلات بين الجماعات الجهادية، وتعزيز قدرات دول المواجهة على التصدي للحركات الجهادية.

    كما يقول التقرير: إن العقيدة الجهادية تواصل الانتشار وتلقى مزيدًا من القبول في العالم الإسلامي، وهذا سينتج إرهابيين أكثر يجددون صفوف القاعدة، وإذا تم الطعن في هذه العقيدة ومصداقيتها فإن القاعدة ستنزوي وتموت.

    يؤكد التقرير أن طرق مكافحة الإرهاب التقليدية لا تكفي لهزيمة القاعدة، ويجب فهم أن الصراع مع القاعدة صراع سياسي وعقدي، وفي هذا يقول راباسا: "الحركة الجهادية العالمية حركة أيديولوجية متطرفة.. والحرب عليها في أبسط مستوى تكون من خلال حرب الأفكار"، والهدف من ذلك كما يقول التقرير هو منع القاعدة من استغلال الخطاب الإسلامي والخطاب السياسي والذي استخدمته بكل براعة.
    يرى التقرير أن تقويض العقيدة الجهادية العالمية من الخارج أمر صعب، فالقاعدة قد عَبَّأت المسلمين ضد الغرب، لكن لا تتفق كل الجماعات الجهادية مع القاعدة في النظرة العالمية، ولهذا السبب تدعو الدراسة الولايات المتحدة إلى قطع الصلة بين الجهاد العالمي والجهاد المحلي، وذلك بنشر وتأكيد الاختلافات بين حركة الجهاد العالمية "القاعدة"، وبين حركات الجهاد المحلية التي لا تهدد الغرب.كما يؤكد التقرير أنه من المهم تأكيد وإبراز أن الدولة الإسلامية التي تسعى القاعدة إلى إقامتها ستستبعد التيارات الإسلامية الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة ستسعى إلى القضاء على الجماعات الإرهابية، وتعزيز قدرات الحكومات الحليفة والصديقة للتعامل مع التهديدات الإرهابية، لكن بصفة استشارية؛ بتوفير مجال جمع البيانات والتحليل والتقرير.


    الحلقة الثالثة: استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلامقراءة في تقرير مؤسسة راند RAND الأمريكية


    كُتب ملخص تقرير راند بأسلوب إعلامي رصين؛ يبتعد عن روح المواجهة الحادة والصريحة التي اتسم بها نص التقرير الأصلي، وقد يكون سبب ذلك هو رغبة معدي التقرير في تقليل رد الفعل السلبي الذي يمكن أن يتسبب فيه التقرير عند انتشاره في العالم العربي والإسلامي. فالمعروف ــ والمحزن أيضًا ــ أن بعض المفكرين والباحثين والإعلاميين في العالم العربي والإسلامي يكتفون بالترجمة والتعليق على ملخص الدراسة، وبالتالي فإن هذا المختصر يكتسب أهمية كبرى بالنسبة لوسائل الإعلام وعموم الأمة في حال الاكتفاء بترجمته فقط والتعليق عليه دون دراسة نص التقرير.


    وقد يفسر ذلك سبب اختلاف لهجة الخطاب بين مختصر التقرير وبين نصه، وإن كان المختصر يعكس بدقة أهداف وتوصيات التقرير، ولكنه كتب بأسلوب أكثر رصانة وأقل حدة من بقية التقرير. إننا نوصي أن يهتم المفكرون المسلمون بقراءة النص الأصلي للتقرير، وعدم الاكتفاء بقراءة المختصر؛ نظرًا للاختلاف بينهما في أسلوب العرض، وكذلك لأهمية التقرير نفسه، وضرورة دراسته وفهم ما يقدمه من أفكار ومقترحات.
    يتعرض الملخص لمجموعة القضايا التي أثارتها الدراسة، ومن أهمها التركيز على دور المسجد في المعارضة، ومزايا التيار الإسلامي الذي يجمع بين توفير المال ووجود القدرة التنظيمية الفاعلة. ثم يؤكد الملخص أن الطريق لتحجيم هذا التيار الإسلامي الذي يوصف بالتطرف من وجهة النظر الأمريكية يكمن في دعم المعتدلين لمواجهة الإسلاميين. كما يرى التقرير ضرورة حماية المعتدلين من كل من الحكومات العربية والإسلامية التي توصف بالتسلطية، وكذلك من الإسلاميين الذين يوصفون بالتطرف.


    يؤكد التقرير على أهمية الاستفادة من الخبرة السابقة في الحرب الباردة، واستخلاص الدروس من تلك التجربة، ومن أهمها إيجاد تيار مضاد للفكر الإسلامي داخل المجتمعات المسلمة. ويطلق التقرير على هذا التيار وصف التيار "المعتدل"، ويرى أهمية وجود اختبار للاعتدال لمعرفة من هو المسلم "المعتدل" ممن يدعي الاعتدال وفقًا للرؤية الأمريكية للاعتدال وليس التفسير الإسلامي له. يركز التقرير على ضرورة أن تكون معايير الاعتدال هي معايير توضع في الغرب وليست معايير إسلامية.


    فكرة إنشاء شبكات مسلمة معتدلة بديلة عن التيار الإسلامي


    يوصي التقرير بالتزام سياسة الاحتواء في التعامل مع التيار الإسلامي مع إقامة مؤسسات بديلة، واستخدام القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في كل من الغرب والعالم الإسلامي لدعم المشروع الأمريكي الاستراتيجي لإنشاء شبكات مسلمة معتدلة بديلة عن التيار الإسلامي. يؤكد التقرير على أهمية الدور الأمريكي لتحقيق ذلك، ويوصي بأن تعمل أمريكا كمؤسسة مانحة لدعم نمو تلك الشبكات وتطورها، ويعني ذلك تقديم المال، والإشراف على الخطط والبرامج، ومساندة العاملين من أجل إنجاح الرؤية الأمريكية، وكذلك تقييم الأداء وتطوير البرامج بشكل دوري.


    يهتم التقرير بمشكلة "إثبات العمالة" بالنسبة لمن يختارون التعاون مع أمريكا، ويرى أنه أمر لا يمكن تجنبه تمامًا، بل يجب توقعه والاستعداد له وقبوله، وأن هذا هو ثمن تحقيق الانتصار على التيار الإسلامي. ولكن التقرير يوصي بالسماح لمن يتعاون مع أمريكا بحرية انتقادها علنًا وإعلاميًّا من أجل تحقيق قدر من المصداقية للمتعاونين في إنشاء وتكوين الشبكات المعتدلة، طبقًا للمفهوم الأمريكي. يوصي ملخص التقرير بالابتعاد عن مناطق القوة في العالم الإسلامي، وهي تحديدًا العالم العربي، ومهاجمة الأطراف، مع التركيز على ضرورة تغيير مسار الأفكار إلى المركز (العالم العربي) بدلاً من أن يكون منبع الأفكار ــ كما هو الواقع حاليًا ــ من المركز إلى أطراف الأمة.


    الفصل الأول: "مقدمة"

    "لن يتمكن المعتدلون من تحدي المتطرفين بنجاح إلا إذا تم تسوية ساحة المنافسة، وهو ما يمكن أن يقوم به الغرب من خلال دعم إنشاء شبكات مسلمة معتدلة"

    تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة"، مؤسسة راند، مارس 2007، ص: 3
    يصف التقرير في الفصل الأول واقع العالم الإسلامي من ناحية دور المسجد في المعارضة السياسية، وعدم تمكن التيار العلماني من استخدام هذا المنبر من أجل التعريف ببرامجه، ويرى التقرير أن التيار الإسلامي يتمتع بكل من المال والتنظيم، وهما العنصران الأكثر تأثيرًا في المجتمعات الإسلامية.

    ولكي يتمكن الغرب من تغيير هذه المعادلة لصالح التيارات العلمانية المعادية للدين الإسلامي، فقد يكون من المهم الاستفادة من التجربة السابقة في القضاء على الشيوعية. لذلك يؤكد التقرير من البداية الحاجة إلى إيجاد فريق من "أعداء التيار الإسلامي" داخل العالم الإسلامي للقيام بمهمة تحجيم واحتواء ومقاومة المد والفكر الإسلامي في عالم اليوم. وهكذا فإن الفصل الأول يتحدث بكل وضوح عن الحاجة لاستخدام أعداء التيار الإسلامي، وهو ما سيوصف في الفصول اللاحقة بالاعتدال. ونحن نتساءل: كيف تكون معاداة الإسلام ومن يدافعون عنه هي العامل المحدد لصفة الاعتدال الذي يدعو له التقرير؟
    "يرى ديريك كيان ــ وكذلك نرى نحن ــ أن الطريق الصحيح هو بناء أرضية دولية للمسلمين من أعداء التيار الإسلامي كما تم إيجاد منظمات معادية للشيوعية في غرب أوروبا أثناء الحرب الباردة "
    تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة"، مؤسسة راند، مارس 2007، ص: 5
    يتناول التقرير في الفصول التالية ما حدث في الحرب الباردة مع الفكر الشيوعي، وكيف تم تحجيم ذلك الفكر من خلال استراتيجية أمريكية يمكن أن تتكرر مع العالم المسلم لتحقيق الهدف الجديد، وهو التعامل مع الفكر الإسلامي.



    لفصل الثاني: "خبرة الحرب الباردة"


    يشرح هذا الفصل كيف تحولت المواجهة مع الاتحاد السوفييتي من مواجهة اقتصادية وعسكرية إلى مواجهة فكرية بالدرجة الأولى. ويوضح التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أدركت مبكرًا أن طبيعة المعركة الحقيقية في ذلك الوقت كانت فكرية، وبالتالي قامت الولايات المتحدة بوضع استراتيجية فكرية عامة للتعامل مع الخطر الشيوعي.

    ويصف التقرير في العديد من الفقرات كيف تم تغيير القوانين والقواعد المعمول بها سابقًا من أجل تحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي، وكيف أنه تم السماح لوزارة الخارجية الأمريكية باستخدام كل الوسائل الإعلامية اللازمة لتغيير الرأي العام العالمي لخدمة المصالح الأمريكية، كما يتضح من المقتطف المرفق، والذي يرجع إلى الفترة من عام 1945م ــ 1951م.

    يشرح التقرير بالتفصيل كيف تم تحقيق الانتصار الفكري في الحرب الباردة، ودور الدعم الأمريكي لتشجيع التحولات الفكرية في أوروبا الشرقية والحثّ عليها، وكيف تم استخدام المهاجرين واللاجئين من المعسكر الشرقي لضرب الشيوعية والفكر الشيوعي من خلال الإعلام والنشر والحرب الإعلامية.

    كما اهتم التقرير بتوضيح مفهوم الحرب السياسية Political Warfare، وأهمية استخدام هذه الحرب وآلياتها المختلفة في تحقيق الانتصار الفكري. ركز التقرير كذلك على استخدام المفكرين والإعلام والمنظمات العامة الأمريكية والطلاب وغيرهم لخدمة المواجهة الفكرية مع الشيوعية. كما اهتم التقرير بدور الآلة الإعلامية في تحقيق الانتصار من خلال مشروع راديو ليبرتي Radio Liberty، وهي محطة إذاعية أمريكية كانت موجهة لدول شرق أوروبا.
    "تبعًا لوثيقة NSC-4، فإن من حق نائب وزير الخارجية أن يحدد أفضل وسائل الاستفادة من كل الإمكانات المعلوماتية للولايات المتحدة، وأن يطور من الخطط والبرامج مع الوزارات المختلفة من أجل التأثير على الرأي العام في الدول الأجنبية في الاتجاه الذي يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية"
    تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة"، مؤسسة راند، مارس 2007، ص: 9
    ومن اللافت للانتباه أن التقرير يذكر أنه تم إنشاء قسم خاص في وكالة المخابرات المركزية في تلك الفترة [ منتصف القرن الماضي ]، كان هدفه الرئيس هو العمل على تغيير مواقف المفكرين والطلاب والعمال في شرق أوروبا ضد الشيوعية. وهنا نلحظ أن إسناد هذا الدور إلى وكالة المخابرات المركزية يتنافى مع طبيعة العمل الفكري، وكذلك مع طبيعة أجهزة المخابرات بالمفهوم التقليدي لها، وهي إشارة واضحة أيضًا إلى أن مثل هذه البرامج يمكن أن تتكرر تحت نفس المظلة أو مظلة أمريكية أخرى لتحقيق نفس الهدف، وهو تغيير العقول والقناعات.
    ذكر التقرير أيضًا اهتمام الولايات المتحدة في تلك الفترة بنشر المجلات والصحف والكتب داخل حزام الدول الشيوعية بطرق غير مباشرة ومن خلال العديد من المؤسسات الإعلامية الوهمية التي أنشئت في تلك الفترة لتكون ستارًا للتغلغل الفكري داخل المعسكر السوفييتي، وأنه قد تم توزيع ما يزيد عن 10 ملايين كتاب خلال تلك الفترة بطرق غير مباشرة.
    "لقد اسُتخدم الأمريكيون الإيطاليون في القيام بحملة كتابة خطابات إلى أقاربهم في إيطاليا من أجل دعوتهم إلى مساندة الأحزاب غير الشيوعية. وفي الجانب السري قامت وكالة المخابرات المركزية بحملة دعاية مضادة "بروباجندا" وتوفير أخبار ومعلومات للصحف الموالية للغرب هناك"


    تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة"، مؤسسة راند، مارس 2007، ص: 10


    كما اهتم التقرير بتوضيح أحد عناصر المواجهة الفكرية مع الاتحاد السوفييتي والتي ركزت على إحياء ثقافة ما قبل الاتحاد السوفييتي واعتبارها هي الثقافة الروسية الأصيلة .. وليس الواقع المعاصر، وهو ما ظهر من خلال الاحتفاء الكبير في الغرب بالمفكرين والأدباء في الفترات التي سبقت ظهور الاتحاد السوفييتي، أو من عارضوا قيام ذلك الاتحاد، ومن الأسماء التي يشير إليها التقرير الروائي والمصلح الاجتماعي ليو تولستوي، وكذلك الأديب المعروف ديستوفيسكي.
    "أنشأ جورج ميندين، رئيس مطبعة أوروبا الحرة، برنامجًا يهدف إلى إرسال كتب عن طريق البريد إلى أوروبا الشرقية، وتم من خلاله توزيع مواد إعلامية حول "الفهم الروحي للقيم الغربية"، وتجنب ميندين الكتب السياسية في الكتب المختارة، وركز بدلاً من ذلك على إرسال كتب عن "علم النفس والأدب والمسرح والفنون" إلى المفكرين والمثقفين في أوروبا الشرقية"
    تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة"، مؤسسة راند، مارس 2007، ص: 17
    أوضح التقرير أن الدور الأمريكي في تلك الاستراتيجية قد جمع بين التنظيم والتخطيط إضافة إلى الدعم المالي، وتوجيه سياسات المواجهة، وتقديم الدعم الإداري والتنظيمي والإعلامي المساند للجهات التي تولت المواجهة الفكرية مع المعسكر الشرقي، إضافة إلى العمل على توفير المادة المعرفية اللازمة للهجوم على الفكر الشيوعي. كما اهتمت الولايات المتحدة في ذلك الوقت بتشجيع المؤسسات التابعة لها في المعسكر السوفييتي على مهاجمة أمريكا لتحقيق المصداقية.

    كما بين التقرير أن أوروبا الغربية قد شاركت أيضًا في تلك الخطة الاستراتيجية، وخصوصًا بريطانيا التي كان لها العديد من البرامج والخطط التي ساهمت في الهجوم الفكري على المعسكر الشيوعي. يذكر التقرير تحديدًا قسم المعلومات البحثية IRD الذي أنشأته الحكومة البريطانية عام 1948م كقسم سري ضمن وزارة الخارجية لكي يتولى الدعاية الإعلامية البريطانية في الحرب الباردة. يروي التقرير كذلك كيف تم استخدام المفكرين البريطانيين للعمل ضمن جهود ذلك القسم لمواجهة الفكر الشيوعي دون أن تظهر علاقة هؤلاء المفكرين والصحفيين بالمكتب السري.
    "لقد كان لمكتب IRD اهتمام خاص بالشخصيات [البريطانية] الدينية وقيادات نقابات العمال والصحفيين والمفكرين. لقد تم تزويد الأفراد من تلك المجموعات "بطرق سرية" بالمعلومات الأساسية حول الشيوعية والحياة في الاتحاد السوفييتي، وهي معلومات مستمدة من مصادر عامة، إضافة إلى مصادر المخ

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024 - 14:06