hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    وثيقة: شهادة من أجل مليون من الشهداء / مالك بن نبي

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    وثيقة: شهادة من أجل مليون من الشهداء / مالك بن نبي Empty وثيقة: شهادة من أجل مليون من الشهداء / مالك بن نبي

    مُساهمة  Admin الأربعاء 10 أغسطس 2011 - 18:57

    فارس بوحجيلة

    كنا في انتظار المفاوضات التي ستضع كلمة الختام في تلك الصفحة الرائعة والأليمة التي كتبها الشعب الجزائري في التاريخ بدمه الزكي.

    وإذا بالصحافة توقظنا ذات صبيحة لتخبرنا بأن المفاوضات قد انتهت بمدينة "إيفيان" وكأننا مررنا بمنطقة ظلام أخفت مؤقتا عن الأنظار بعض الحقائق التي لم يكن الاستعمار يرغب في أن يعلمها الشعب الجزائري.

    ولكن هذا الشعب سيدعى على أي حال لتقرير مصيره، وهو يعلم بأي ثمن فادح قد دفع لاكتساب هذا الحق.

    ولو كان الموت هو المرجع الوحيد لتقدير هذا الثمن فلا شك أن شهادة المقبرة الهائلة التي تجمعت فيها رفات مليون من الشهداء، لكافية لتقديره، ولإلزام كل جزائري بأن يقوم بواجبه كشاهد حتى لا يذهب سدى هذا الثمن الفادح.


    وربما شعرت بهذا الالتزام أكثر من غيري لأني عندما نزلت القاهرة سنة 1956 لأضع قلمي وشخصي في خدمة الثورة، أبت الأقدار إلا أن تضعني منها موضع الشاهد لأسباب سأعلنها يوم يحاسب الشعب الجزائري كل فرد من الذين كانوا بالقاهرة –هذه الفترة- عن أعماله.

    وعليه فمن واجبي أن أقوم بدور الشاهد بكل إدراك لمسؤوليتي في هذا الدور.

    وإنني أشعر بهذا الواجب بصورة خاصة في الوقت الذي سيقوم فيه الشعب الجزائري بأخر وأخطر عمله الثوري، إذ هو العمل الذي سيحقق كل نتائج ثورته، أو يعرضها للتلف، إذا ما –لا قدر الله- لم يكن لديه من المعلومات ما يجعله يتخذ الاحتياطات اللازمة أثناء الاستفتاء وخلال الانتخابات التي تتبعه.

    ولو أردت أن أعبّر عن شعوري بكل وضوح للزم أن أكتب كتابا لأصف وضعا قد يكفي أن نقول عنه أنه فاجأنا بتفاصيله الغريبة من حين إلى آخر، عندما نرى مثلا القاضي لخضري وهو من هو يتكلم للشعب الجزائري من صوت العرب؟ أو نرى عبد الرحمن اليعلاوي يتولى في دمشق الإشراف على حسابات الثورة !... إلخ إلخ ! إلخ ...

    وهذا الوضع هو الشيء الذي يجب اليوم على الشعب الجزائري أن يعرف حقيقته حتى لا يضع بناءه السياسي والاجتماعي بعد الاستقلال على أرض تغوص فيها الأقدام في الخيانة والمكر، واللامسؤولية، ومن حقه أن يعرفه قبل أية انتخابات مزعومة يستعد لها كل زعيم للانتصار على غريمه للاستيلاء على مصير الشعب الذي سيبقى هكذا في أيد تتقاذفه من الحكيم بن جلول إلى مصالي الحاج، ومن هذا إلى فرحات عباس وفرانسيس، ومنهما إلى بن خدة وبوالصوف، ومنهما إلى زعيم آخر، كل يلعب ويعبث كيفما شاء بمقدرات الشعب ومعنوياته على الطريقة التي يريدها الاستعمار ويؤيدها علنا أو خفية !

    يجب أن ينتهي هذا الوضع المخزي، ولن ينتهي أبدا على يد أي زعيم يرغب في إبقاء هذا الوضع لحسابه (1) وإنما سينتهي على يد الشعب نفسه على شرط أن يعرف الحقيقة التي اتفق إجماع الزعماء على إخفائها.

    ولهذا نقترح عقد مؤتمر شعبي عاجل بالمقبرة التي تضم جثمان مصطفى بن بولعيد وأن يشكل هذا المؤتمر على الفور لجانا تختص كل واحدة منها بالتحقيق في نقطة من النقاط الآتية وهي ملزمة بتقديم تقريرها في وقت معين قبل إجراء أي انتخابات في الوطن:

    1. تحقق في الظروف المريبة التي تكونت فيها بالعاصمة (الجزائر) منذ شهر أفريل 1955 قيادة منفصلة عن قيادة الثورة بجبل الأوراس وتؤكد انفصالها بلقبها المستعار (ZAA) أي القيادة المستقلة لمنطقة العاصمة. ومن المعلوم أن هذا السلوك يخالف تماما مبدأ "وحدة القيادة" الذي يجب التمسك به في الحروب العادية وفي الحروب الثورية على وجه الخصوص، حيث يؤدي كل ازدواج في القيادة إلى تبديد الطاقات الثورية حتى على فرض أن تصدر كل قيادة نفس التوجيهات التي تصدرها الأخرى بينما رأينا قيادة العاصمة تتخذ قرارات تخالف تماما خطة القيادة "بالأوراس"، مثل الدعوة إلى مؤتمر الصومام في 20 أغسطس 1956 وتأسيس مجلس التنسيق والتنفيذ (CCE) الذي عبّر تأسيسه عن قلب النظام الثوري رأسا على عقب، حيث كانت نتيجته الأولى تقرير أولوية الجانب السياسي على الجانب العسكري في قيادة الثورة وتوجهها، أو بعبارة أخرى وضع مصير بن بولعيد وإخوانه المجاهدين تحت سلطة السيد فرحات عباس وفرانسيس وبن خدة إلخ ... حتى خرجت الثورة من يد الأبطال الذين أسسوا جيش التحرير (ALN) وأصبحت بأيدي أولئك السياسيين الذين كونوا نقابة لرعاية مصالحهم أطلقوا عليها اسم "جبهة التحرير" (FLN) لإغراء الشعب بالألفاظ.

    ومن تتبع بإمعان تاريخ هذه الفترة قد لاحظ بدون أي شك التغيرات العميقة التي حدثت في جهاز الثورة كله حتى يستطيع المؤرخ الخبير أن يعبر عن الوضع الجديد بأنه كان حركة ضد الثورة توجهها من بعيد أيد خفية من "باريس" و"العاصمة"، حركة مقنّعة تفاجئنا أحيانا بتفاصيلها الغريبة مثل التي ذكرنا والتي لم نذكرها عندما ينصّب على وجه المثال رجل كاليزيد الذي أذعرني جهله (يوم اكتشفت ذلك في مناسبة معينة) في منصب وزير استعلامات !؟ فهذا الوضع الغريب هو الذي يزحف الآن إلى حلبة الانتخابات المقبلة ليصبح الوضع الشرعي في الجزائر المستقلة.

    2. تحقيق في الظروف المريبة التي وجد فيها حتفهم أولئك الرجال الذين قادوا الثورة في خطواتها الأولى "مصطفى بن بولعيد"، "عباس لغرور"، "يوسف زيغود"، "بن مهيدي" "عميروش"، "الكولونيل محمد الباهي"، "عبد الحي" إلخ ...!

    وربما يكشف التحقيق عن صلة مقتل هؤلاء الرجال بأولئك الذين نصبوا أنفسهم قيادة مستقلة بالعاصمة في شهر أبريل 1955، والذين كانوا يهدفون بكل وضوح إلى الاستيلاء على مقاليد الثورة كما يبدو ذلك أيضا في اختطاف بن بلة (2).

    3. تحقيق عن تصرف القيادة التي كونها مؤتمر الصومام من وجهتين:

    أ. أن القيادة الفرنسية استطاعت أن تنشئ خط موريس المكهرب بكل هدوء دون أن تقوم القيادة الجزائرية الجديدة بأي مجهود يبطل هذا المشروع أو يعطله على الأقل.

    ب. وعلى العكس نرى القيادة الجزائرية تعطل في هذه الفترة بالذات تموين الجيش في الداخل بالسلاح والذخيرة، بل تبطله في الوقت الذي كان يجب فيه تنشيطه نظرا لبناء "خط موريس".

    ومن الواقع نرى النشاط الثوري كله يخمد منذ مؤتمر الصومام ونرى الوحدات المقاتلة التي كانت تقف في وجه الاستعمار في الداخل تسحب بالتدريج على الحدود شرقا وغربا كأنما إرادة خفية تنشئ بذلك موقفا يتيح للقوات الاستعمارية أن تسترجع الأنفاس التي فقدتها خلال معارك 1954-1955، حتى يمكن أن نقرر للتاريخ أن آخر معركة تذكر هي التي خاضتها القوات الثورية بجبل "أرقو" في خريف 1956. وبعدها سيصبح جيش التحرير الظافر الذي كان قوة الشعب الضاربة في معاركه الخالدة مجرد قوة استعراض يستخدمها الزعماء لدعايتهم في المهرجانات الصحافية على الحدود...

    4. تحقيق عن الظروف المريبة التي انضم فيها بعد القواد الجزائريين العاملين بالجيش الفرنسي إلى جيش التحرير، ولماذا وقع انضمام بعضهم مثل المدعو "الكومندان إيدير" عن طريق قيادة العاصمة عوضا أن يكون عن طريق قيادة جبل "أوراس"، بينما كان هذا الضابط يعمل في وحدة فرنسية تقيم بمدينة "خنشلة".

    ومما يلاحظ أن هؤلاء الضباط تناولوا مناصب مرموقة في جيش التحرير، وهي المناصب التي جردوا منها أصحابها الذين استحقوها لخدمتهم في صفوف الثورة منذ اليوم الأول، بل نرى أصحابها قد قتلوا في مؤامرات اغتيال شنيعة، مثل مصطفى الأكحل الذي اغتاله جهارا السيد بوالصوف بالقرب من مدينة الكاف التونسية، وبعضهم جرد من منصبه وترك وشأنه بلا زاد ولا راحلة في شوارع تونس أو الرباط.

    5. تحقيق عن اغتيال المرحوم "عميرة علاوة" في مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة "بالقاهرة" لأنه اكتشف أثناء مهمة توجه فيها إلى "بيروت" اتصالات مريبة تخص السيد فرحات عباس.

    6. تحقيق عن تصرف الحكومة الجزائرية المؤقتة مع الطلبة الجزائريين في الخارج لوضعهم تحت تصرف جهاز نقابة جبهة التحرير (FLN) حتى أن الطالب الجزائري فقد شخصيته وأصبح آلة يوجهها السيد كريم بلقاسم لمصالح معينة، بحيث فقد الطالب كل استعداد للقيام بواجبه، وقيد فعلا نشاطه بصورة لم يكن يعرفها حتى أيام الاستعمار.

    7. تحقيق عن تصرف الحكومة الجزائرية المؤقتة في أموال الثورة من وجهتين:

    - من الوجهة الفنية لعقد المقارنة بين الميزانية التي خصصتها هذه الحكومة للجيش والميزانية التي تخصصها للجهاز السياسي.
    - ومن الوجهة الأخلاقية للكشف عن التكاليف التي كانت هذه الحكومة تخصصها لأعضائها في السنوات الأخيرة.

    8. تحقيق عن كيفية تشكيل مجلس الثورة، وهل هو في صورته الراهنة يحقق تمثيلا كافيا للشعب الجزائري ولكافة مناطق الوطن تمثيلا حقيقيا.

    9. تحقيق عن الدوافع التي دفعت السيد بن خدة إلى الدخول في مناقشات ديبلوماسية بمدينة الرباط من أجل ربط الشعب الجزائري بفكرة "المغرب الكبير" دون مراجعة الشعب في الأمر أولا. والمعلوم أن حكومة ثورية مؤقتة ليس لها إلا أن تواجه مشكلات الثورة العاجلة.

    ملخص:

    وملخص شهادتي هو أنه يجب علينا أن لا نترك الشعب يخوض معركة انتخابية في الظلام الكثيف الذي يخفي على بصره الحقيقة المؤلمة التي أحاطت بثورته، والتي يحاول الزعماء –كل على شاكلته- إخفاءها إلى الأبد، والتي تتجلى في ذلك الواقع الذي كشفته لنا الأيام، وهو أن أيام الحداد والبؤس التي عاشها الشعب خلال الثورة كانت أسعد أيام زعمائه، أولئك الذين صرفوا دماءه في ولائمهم حيث تسكب الشانبانيا والويسكي كما يتصرف أمراء العرب في بترول بلادهم لتشييد قصور ألف ليلة وليلة...

    ويجب أن نضيف إلى هذا أنه لم تصعد من فم عالم أو مثقف جزائري أثناء هذه المأساة المحزمة أية صرخة استنكار لإيقاظ الشعب لواجبه، بل كان كل واحد حريصا على أن يأخذ مقعدا في وليمة الزعماء، أو ينتظر دوره... بحيث يجب على كل جزائري صاحب ضمير أن يبلغ الشعب هذه الشهادة حتى يكون على بيّنة من الأخطار التي تهدد الحقوق والحريات المقدسة التي مات من أجلها مليون من أبنائه الشهداء وليكون على بصيرة من الأطماع الحقيرة التي تزحف نحو ثمرة ثورته لتجنيها من يده.

    * دون تاريخ، بحسب المضمون يرجح أنها حررت بين تاريخ وقف اطلاق النار واستفتاء 3 جويلية 1962، بينما يورد نور الدين بوكروح (L'Islam sans l'islamisme, SAMAR 2006 ) أنها حرّرت في 11 فبراير 1962 وهو ما لا يتوافق مع المضمون وسير الأحداث.

    (*) النسخة الخطية الأصلية لهذه الشهادة حصل عليها بواسطة الباحث الجزائري المقيم بباريس الدكتور صادق سلام، الرائد سي لخضر بورقعة، شاهد على اغتيال الثورة، دار الأمة الجزائر 2000.

    (1) وهذا ما تؤكده تجربتنا الأخيرة، حيث حاولنا أن نبلغ هذه الشهادة إلى الشعب عن طريق مجلس الثورة عندما كان مجتمعا بطرابلس، وقد أبلغناها بهذا لأحد الزعماء كي يعلنها لهذا المجلس ولكن الزعيم تفضل بكتمانها لأنه لا يريد أن يعرف الشعب واقعه.

    (2) دون أن يجعلنا قولنا هذا مرتبطين بأي زعيم من الزعماء، وإنما نقوله لمجرد إجلاء الحقيقة للتاريخ.

    تعليق وإضافة:

    من خلال هذه الرسالة نستشف أن هذا "المفكر الشاهد" كان قد أصدر أحكامه في حق العديد من الزعامات، ويشترك مع العديدين في معارضة العديد من الخيارات المصيرية، حيث تكتسي العودة لهذه الرسالة أهمية كبيرة، خاصة في ظل هذه الأجواء التي يشحنها جدل تاريخي رهيب.

    هذه الوثيقة "الرّسالة" لم تنشر سوى مرة واحدة ضمن ملاحق مذكرات الرائد سي لخضر بورقعة "شاهد على اغتيال الثورة" (ط2، ص317-322) حيث يبرر إدراجها في الكتاب نظرا:"لصلتها المباشرة بموضوعه". السيد نور الدين بوكروح المحتكر الحصري لمخطوطات الأستاذ الراحل (1) يرى بأن تأخر نشرها إلى غاية سنة 2000 يرجع إلى محتواها "الخطير" (2)، فالأستاذ الراحل لم يترك فيما تركه ولم ير النور بعد سوى هذه الرسالة، بل خلّف العديد من المخطوطات سجل من خلالها ملاحظاته وانطباعاته عن الأحداث والتقلبات التي صاحبت الثورة الجزائرية كالمخطوط الذي يحمل عنوان "تاريخ نقدي للثورة الجزائرية"، و أجزاء هامة من مذكراته...، إلا أن هنالك أطرافا لا تزال تصر على حجب هذا الرصيد الفكري والتاريخي الهام.

    الأستاذ الراحل عرف بنظرته النقدية وتحليله العميق للأحداث والتحولات التي لحقت خلال القرن العشرين بالمجتمعات المسلمة والمجتمع الجزائري على وجه الخصوص، فهو لم يكن متحزبا ولم يسلم من نقذه تيار أو جماعة. إلا أنه من خلال "شهادته" هذه نجده يتقاسم طروحات أغلب قادة جيش التحرير الوطني في الداخل برغم معايشته للثورة الجزائرية في الخارج. فكما كانت علاقته بحزب الشعب الجزائري قلقة ومتوترة ومبهمة، كذلك كانت علاقته بجبهة التحرير والسياسيين بصفة عامة. فالأستاذ والباحث الجزائري المقيم بفرنسا الدكتور صادق سلام -نفسه مصدر هذه الرسالة- تناول موقف ونظرة الأستاذ الراحل نحو جبهة التحرير بالتحليل والنقد خلال مقال قيّم ومهم (3). إلا أنني أود الإشارة إلى مصادره الهامة التي يمكن أن تسمح بتتبع جانب من الاتهامات الواردة في هذه الرسالة.

    الأستاذ صادق سلام تمكن من الاطلاع على جزء هام من الأرشيف العسكري الفرنسي (المصلحة التاريخية للقوات البرية، SHAT)، ما جعله يرى بأن: "مالك بن نبي يردد صدى طروحات راجت في أوساط جيش التحرير الوطني، والتي ترجع استشهاد بعض قياداته إلى تصفيات غير مباشرة بتسهيل من الخارج نتيجة استعمال شيفرات قديمة بطريقة سمحت لمصالح الرصد العسكرية الفرنسية (goniométrie militaire) تحديد المرسل إليه من خلال هذه الاتصالات. هذه الاتهامات التي تم تبنيها بقوة خاصة بعد استشهاد عميروش (مارس 1959) وسي محمد (ماي 1959)، والرائد سي طارق (15 أوت 1961) المسؤول السابق عن المنطقة الرابعة وهران الذي تمت ترقيته إلى رتبة رائد ليتم تعيينه في جانفي 1961 على رأس الولاية الخامسة من طرف قائد الولاية الرابعة سي محمد الذي تحدى كذلك قيادة أركان جيش التحرير بوقوفة ضد تمركز مجلس الولاية الخامسة بوجدة. سي محمد استشهد في 7 أوت 1961. انظر (SHAT 1H1646) وهو صندوق يحوي كمية من الوثائق المثيرة تم تحريرها بعد استشهاد سي محمد في البليدة، بعد التمكن من تحديد مركز قيادته من طرف الرصد العسكري (goniométrie militaire)". (3) هذه الفرضية يتبناها كذلك الرائد سي لخضر بورقعة من خلال شهادته عن ظروف وكيفية استشهاد العقيد سي امحمد بوقرة: " والحقيقة التي لا مجال للشك فيها أن البطل اغتيل بنفس الطريقة التي اغتيل بها الشهيدان (عميروش وسي الحواس).." ، حيث يروي تفاصيل المكالمة العاجلة الواردة إليه من الخارج عن طريق "أرقام وشيفرة كان قد تم الغاؤها نهائيا بعد أن تمكن العدو من معرفتها"(4).

    مقال الأستاذ صادق سلام تناول بالتحليل والمقارنة الوقائع والاتهامات التي تضمنتها "شهادة" الأستاذ الراحل مالك بن نبي مدعما تحليلاته بالوثائق التي أتيح له الاطلاع عليها في أرشيف الجيش الفرنسي، حيث تعرض كذلك لالتحاق قيادات (UDMA) بالجبهة والدور المنوط بهم: "قدماء المسؤولين (عباس، فرنسيس، آيت أحسن،..) التحقوا بصفوف زعماء جبهة التحرير وواصلوا ضغطهم على المثقفين المسلمين (قدماءUDMA ) حتى ينضموا إلى جبهة التحرير، هذه المناورة المعدة من قبل عبان رمضان لتسمح له بتوجيه قيادة فعالة للجبهة في الخارج، بعدها تتم تصفية العناصر المتصلبة لتسهيل فتح مفاوضات حول برنامج مرن مع الحكومة الفرنسية" (5)

    (1) فارس بوحجيلة، في ذكرى رحيله السادسة والثلاثين: آثار مالك بن نبي، يومية الفجر، عدد 2759 ليوم 05/11/2009 ص22.
    (2) Nour-Eddine BOUKROUH, L'Islam sans l'Islamisme: Vie & pensée de Malek Bennabi, SAMAR, Alger 2006, p. 217.
    (3) Sadek Sellam, Le FLN vu par l’écrivain Malek BENNABI, Article paru en avril 2002 dans le n° spécial "Aspects Militaires de la Guerre d’Algérie" de la revue "Guerres Mondiales et Conflits Contemporains".
    (4) الرائد سي لخضر بورقعة، شاهد على اغتيال الثورة، دار الأمة الجزائر 2000، ص301-314.
    (5) S. Sellam Op. cité: Synthèse Mensuelle de Renseignement, Secteur d’Alger-Sahel, Zone Nord-Algérois, Août 1957, SHAT-1H1247

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024 - 22:29