hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    الانتخابات العامة مادة الشرعية وميزانها والبرلمانية ثمرتها في مواجهة الاستبداد

    nawal
    nawal


    عدد المساهمات : 126
    تاريخ التسجيل : 28/12/2011

    الانتخابات العامة مادة الشرعية وميزانها والبرلمانية ثمرتها في مواجهة الاستبداد Empty الانتخابات العامة مادة الشرعية وميزانها والبرلمانية ثمرتها في مواجهة الاستبداد

    مُساهمة  nawal الأربعاء 28 ديسمبر 2011 - 18:41

    عبد الحميد حاج خضر* _ ألمانيا

    ناصية البحث :

    لقد أصبح الحديث اليوم عن الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي ، كالحديث عن الاشتراكية في نهاية الخمسينات والستينيات والسبعينيات ، أي مجرد شعار تطلقه بعض النخب الثقافية يعلنون من خلاله توبتهم عما اقترفوا من زلل وخطل وتضليل ، هذا إذا أحسنا الظن بهم . ولكن عندما يجعلون سبب تعثر الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي هو الحركات الإسلامية كالأخوان المسلمين أو جبهة الإنقاذ أو غيرها من الحركات الإسلامية فيجب أن يكون لنا معهم حديث آخر . الغرب الأوربي وصل إلى صيغة معينة من الديمقراطية وأعلن منذ البداية أن هذه الصيغة غير قابلة للتطبق إلا في منظومة فلسفية وفكرية واجتماعية واقتصادية غربية ، مبرراً بذلك سياسة الاستعمار التي كان يمارسها في الأقطار التي وقعت تحت نير استبداد جنوده وجنرالاته من جهة ، وليشبع غروره العنصري واستعلائه على الآخر من جهة ثانية . إلا أن هناك عامل آخر ، وهو خلق العداوة والبغضان مع الآخر ليضمن ولاء شعبه للنخبه الحاكمة .

    Montesquieu مونتيسكيو : أبو الدستور ، كما يعرّف بالغرب ، وكذالك Hugo Grotius هوجو غروتيوس : أبو حقوق الإنسان . يعلنان أن الديمقراطية وحقوق الإنسان نبتتان غربيتان لا يمكن استنباتها في تربة خارج أوربا . كانت النخب الأوربية تعتقد ، وحتى وقت قريب ، أن أجراء انتخبات عامة وحرة وفق المعاير الأوربية في الضبط والربط سيحمل الحركات الإسلامية إلى سدة القرار السياسي وسيسبب متاعب للغرب نفسه . المستفيد الوحيد من هذا الهاجس الغربي هو الاستبداد والطغيان نفسه . لم يعد سراً أن الغرب نفسه هو الذي ساند كل أنواع الأنظمة الشمولية التي أفسدت الحرث والنسل . وبعد عناد وإصرار عجيب من قبل النخب الحاكمة في الغرب على هذا الوهم القاتل وأصبح الوضع في كل الدول العربية كارثي الأبعاد . وقع الغرب في حيرة من أمره الاستمرار أو التوقف وترك الحبل على الغارب . الأرجح أن الغرب لن يستمر في دعم الاستبداد على نفس الوتيرة السابقة ، ولكن لن يدعم القوى الواعدة في إرساء الديمقراطية ، كمقدمة للإصلاح ، وأقصى ما يستطيع الغرب الأوربي اليوم هو الحياد السلبي أما أمريكا فستبقى لفترة ، قد تطول أو تقصر ، تدعم المشروع الصهيوني المدمر . لهذا فالرهان على أمريكا كعكاز يستند عليه للإصلاح والديمقراطية وهم عقيم . أمريكا مهددة أن تنتكص إلى نظام فاشي مستبد . لا يوجد في أمريكا مؤسسات مهيئة فلسفساً وفكرياً لتقويم المسيرة غير الديمقراطية ، وجل ما لدى أمريكا أفكار تدعوا إلى "تحسين" الأداء الامبراطوري . الساحة العربية ستصبح عما قريب منطقة فراغ سياسي وعجز اقتصادي ، ولاسبيل للخروج منه إلا أن تأخذ النخب العربية زمام المبادرة وتبحث عن قولسم مشتركة فيما بينها وتتنافس فيما بينها ضمن هذه القواسم . يجب أن لا تأخذ بالديمقراطية كنتيجة فحسب ولكن عليها أن تدرس الطريق الذي قاد إلى الديمقراطية بوعي وموضوعية . في انكلترا ، أعرق ديمقراطية في العالم ، بدأت المسيرة الديمقراطية بوضع البرلمانية في مقابل الاستبداد وجعلت البرلمان الممثل لإرادة الأمة البديل الوحيد للستبداد الذي يستمد شرعيته من الإرادة الإلهية ، ومن المفارقات أن الخصم العنيد للستبداد ودعوى الإرادة الإلهية هم من المتدينين المسيحين في حين أن فلاسفة الاستبداد وتغول الدولة من الملاحدة أو المتشككين بوجود الله وعلى رأسهم تومس هوبز Thomas Hobbes الذي كان يتوقع الشر والحرب الأهلية لمجرد ضعف الملك والرضوخ أو التنازل لمطالب الديمقراطين . الضعف كان متبادل الملك قدم بعض الإصلاحات المغرية لفريق من الديمقراطين ، ومرفوضة من الفريق الآخر الأكثر عزوة ومكانة عند الشعب . نفس الشئ وقع في الطرف الآخر . فريق كان يرى : أن أي تنازل من قبل الملك سوف يأتي على هيبة السلطة ويشجع الديمقراطين على طلب المزيد من حتى تؤول السلطة في النهاية لخصومهم وكان يمثل هذا الفريق هوبز . وفريق يرى أن القبول ببعض التنازلات هي الضريبة واجبة الدفع لكسب الوقت للعودة إلى مواطن القوة من جديد . لقد وقعت الحرب الأهلية كما توقع هوبز في كتابه الغول Laviathan وعاشت انكلنرا أقبح أنواع الستبداد قبل أن تصل إلى نظام برلماني . إن خطاء القبول ببعض الإصلاحات من قبل القوى الديمقراطية ونجاح سياسة " الرشوة " الإصلاحية في شق صفوف الديمقراطين هو السبب الأساس في نشؤ الحرب الأهلية . الاستبداد لا يصلح فالإصرار على البرلمانية كممثل لإرادة الشعب دون مساومة ، حتى في الجزئيات المتعلقة بآليات الانتخابات ، التي قد تصبح من الأمور الجوهرية . إن سورية تحكم ومنذ أربعين عاماً بنظام مستبد وأجهزة قمعية مخيفة وهي الآن تبحث عن دور وظيفي جديد في منظومة الهيمنة الأمريكية ، وبما أن أمريكا تستطيع فقط أن تنفذ سياسة حماية إسرائيل دون الهيمنة على العالم انطلاقاً من العراق كقاعدة ، كما سوق الصهاينة خطة احتلال العراق ، فالدور الوظيفي الذي تبحث عنه سورية اليوم لن يكون إلا صهيوني الشكل والمضمون . فهل يقبل الاستبداد في سورية بكل فصائله هذا الدور ؟ إن حجة النظام بقبول الدور الوظيفي الأمريكي في الماضي والقول لا طاقة لنا بجالوت أو حسب المثل الشامي " اليد التي لا تقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر " أصبحت يد إسرائيل بدون القفاز الأمريكي . فهل يقبل الاستبداد والباطنية السياسية يد إسرائيل في سبيل البقاء بالسلطة والفوز بغنيمة المال الحرام في البنوك الغربية . ؟ الأيام حبلى بالكثير . إن الإصرار على البرلمانية من قبل قوى التغير شرط أساسي لتجنيب البلاد التشرذم الذي يقود إلى ما هو أسوء من أحداث الثمانيات . إن أي مشرع للإصلاح يراهن على أحد أجنحة الاستبداد للحصول على مكاسب " إصلاحية " وهم وتخلي عن مبدأ إرادة الشعب التي يجب أن تكون الحكم . المشروع الذي طرحته المعارضة المصرية الإسلامية واللبرالية والذي يتلخص بإجراء انتخابات رئاسية يسمح لعدد من المرشحين منافسة المستبد ، أقل ما يقال فيه أنه سذاجة وتلفيق ، فالمستبد يملك كل آليات التلاعب والتزوير لتزيف إرادة الشعب . ما الذي يضير المستبد أن يفوز بنسبة 70% بدلاً من 99,9% مع بقاء آليات الاستبداد والقمع والطغيان . إن النظام الرئاسي حتى على الطريقة الفرنسية هو تحجيم للبرلمانية التي تمثل إرادة الشعب وعنها تنبثق السلطة التنفيذية رئاسة ووزارة . يجب على الطبقة السياسية والمعارضة أن تدخل عالم البرلمانية والديمقراطية من أبوابها وليس التسلق على جدرانها . في الحالة السورية يجب أن تطالب المعارضة بمجلس نيابي منتخب يمثل إرادة الشعب . ويجب أن تتوفر كل الشروط الدستورية والقانونية لها مع كل آليات الضبط والربط الأوربية ، فحن لسنا أقل شأناً منهم ، وأن تجرى وفق النظام النسبي المعمول به في الدول الاسكندنافية أو ألمانيا ، أي الأخذ بكل صغيرة وكبيرة في هذا الشأن فالشيطان يقبع في التفاصيل ، كما يقول المثل . الدستور السوري المعمول به اليوم هو وثيقة استبداد مرفوضة كلياً وجزئياً وغير قابلة للإصلاح . دستور سورية لعام 1950 الذي أوقف العمل به بعد انقلاب آذار 1963 هو العقد الاجتماعي الأكثر ملائمة لسد الفراغ الدستوري الذي قد يحصل بعد سقوط الاستبداد . على المعارضة السورية ، إسلامية أو غير ذالك ، أن ترفض العنف غير المقاوم للإحتلال رفضاً مبدئياً وليس تكتيكياً باعتباره ، أي العنف ، مشرع استبداد للمستقبل ، فليس من العقلانية والحكمة استبدال ، استبداد باستبداد ، وظلم بظلم ، وقهر بقهر . إن هذا البحث الذي بين يدي القارئ هو تفصيل في جزئية في المشروع البرلماني الديقراطي ، ولكنها جزئية مهمة ودقيقة ، فهي الميزان الذي توزن به الديمقراطية نفسها ، فكلما كان الميزان دقيقاً كلما كان القبول بالنتائج أشمل وأوسع . إن الذين يتبضعون بين مسارات الهيمنة الأمريكية وينادون على "رحيق" الديقراطية الأمريكية في الأسواق العربية ، سيجدون في هذا البحث ما ينقض غزلهم ويبين زيفهم . أما بعض الشيوخ الذين مارسوا الاستبداد في سورية في بواكير عهده ، ولم يفارقهم حلم الرجوع إليه مرددين أغنية " نجاة الصغيرة "من شعر نزار القباني : كم قلت آني غير عائدة له /// ورجعت ما أحلى الرجوع إليه . أنصحهم بقراءة الكتاب الشعبي الماجن " رجوع الشيخ إلى صباه " ففيه ما قد يصرفهم عن أضغاث الأحلام وعنجهيات الأقزام .

    بحث مقارن في القوانين والنظم الانتخابية الغربية ، وإمكانية الاستفادة منها في بلورة مشروع برلماني في مواجة الاستبداد

    لا يمكن بحث هذا الموضوع بحثاً فنياً ، بعيداً عن الموروث والمستحدث وتجارب الإنسان ، التي أفرزت معانات بعيدة الأثر في سلوك الفرد والجماعات ، وما أحاط كل هذا من عقائد نقلية وتصورات فلسفسةعقليةجدلية ، ولكن ضرورة التخصيص ( الواقع السياسي في سوريا ) قد يعفينا من الدخول في خضم الجدل النظري الذي لم يصل أحد فيه إلى يقين يطمئن إليه ، فضلاً أن يحمل الآخرين عليه ، وبقي الجدل كما بدأ أول مرة ؛ كل حزب بما لديهم فرحون .

    لو استعرضنا أدبيات المعارضة السورية من طقق إلى السلام عليكم ، كما يقول المثل الدارج ، نجد أنها تتجنب طرح مسألة الشرعية ، أي شرعية النظام في سورية . هل أنقلاب الثامن من آذار عام 1963 واستيلاء الجيش والأجهزة القمعية على السلطة كل السلطة ( تشريعية ، قضائية ، تنفيذية ) كان شرعية يعتد بها ؟. هل فرضية الدفاع عن الحقوق المغتصبة عبر تجيش الدولة والمجتمع مرجعية كافية لتبرير السطو على كرامة الإنسان ومعين رزقه والوصاية عليه ، حتى في أخص خصوصياته ؟ منذ تاريخ ذلك السطو ، وعملية الحلول والاتحاد الباطنية ، أصبحت السلطة تردد مقالة فرعون كما أوردها القرآن الكريم " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " . أدبيات المعارضة السورية ، في معظمها ، تطرح وهم إصلاح سلطة مغتصبة لا تملك أى مقوم من مقومات الشرعية بل تساوم من سطى عليها لإنتزاع بعض من ذلك السطو فتكسب السلطة بالمقابل اعتراف ضمني ببعض الشرعبة . مطلب الإصلاح مبرر بل مطلوب فقط من سلطة تملك شرعية معتبرة . إن رفض اللاشرعية شرط لازم وقد يكون غير كافي لمنع عملية سطو أخرى تحل محل "اللاشرعية " فنكون كالمستجير من الرمضاء بالنار . لهذا من واجب الذين يتصدون ويعارضون اللاشرعية أن يقدموا ، وبوضوح لا لبس فيه ، معالم الشرعية البديلة للاشرعية . مثل اغتصاب السلطة كمثل الاحتلال كلاهما غير شرعي والمفاضلة بينهما صناعة سوفسطائية صورية . المستهدف في كلا الحالتين كرامة الإنسان تمهيداً لستعباده ، يختلفان فقط في الوسيلة والغواية والتبرير والتغرير .

    المادة الأولى من الدستور الألماني تقول وبشك مقتضب محكم الصياغية وعنوانها : ( صيانة الكرامة الإنسانية ) مفردات هذا العنوان : 1- كرامة الإنسان لا تمس ، احترامها وصيانتها واجب كافة سلطات الدولة . 2- لهذا فالشعب الألماني يعرف نفسه ، برفض النيل أو مصادرة حقوق الإنسان ، كقاعدة لمجتمع إنساني سلمي وعادل في العالم 3- الحقوق الأساسية الاحقة تلزم المشرع والسلطة التنفيذية والقضاء مباشرة الحقوق . هذه المادة الدستورية تعتبر من الثوابت التي لايمكن المساس بها أوتعديلها بأي غالبية برلمانية . من الثوابت في الدستور الألماني المادة 20 التي تحمل عنوان حماية أسس الحياة الطبيعية وهو ما يطلق عليه في الفقة الإسلامي حماية النسل والحرث . جعل الدستور الأماني سلطات الدولة ومؤسسات وأجهزة الدولة في خدمة هدف واحد صيانة الكرامة الإنسانة وعدم المساس بها كما أطلق العنان لكل التنظيمات غير الحكومية لممارسة حق مراقبة أداء أجهزة الدولة من أجل الوصل إلى نفس الغرض . موقع البرلمان في بنية الدولة هو حلقة الوصل بين المنظمات غيرالرسمية والمؤسسات الرسمية ، وعليه فإن فساد المؤسسة البرلمانية يعني انفراط العقد وتسيب آليات الضبط والربط . أما الجنوحاً نحو الاستبداد أو الجنوحاً نحو الفوضي . أطلق على البرلمان والمؤسسات الملحقة به السلطة التشريعية وهو تعبير مجازي أكثر منه حقيقة وواقع . إن صناعة القانون أو التشريعات ألتي تنتظم البلاد صناعة أهل الاختصاص تنجز في ظل البرلمان والوزارة ، أي من في أروقة المعاهد ومراكز البحث العلمي ، والتي قد تبعد عن مبنى البرلمان في المكان مئات الكيلومترات وفي الأهلية العلمية أجيال معرفية . ولكن في الغالب بتكليف من البرلمان أو الوزارة أو الأحزاب . لهذا يتلقى البرلمان وكتله البرلمانية فتاوى أو إقتراحات متعدد في الموضوع الواحد . قد يأخذ أحدها صيغة القانون إذا نال أغلبية أصوات البرلمان وصادق عليه المجلس الفدرالي الذي يمثل الولايات وينبثق عادة من مجالس الولايات وبشكل نسبي وفق تمثيل الأحزاب في مجلس الولاية . لايوجد إقصاء للأقلية بأى حال من الأحوال . مع ذالك قد يحدث أن يصدر قانون من البرلمان ويصادق عليه المجلس الفدرالى ، ولكن يعترض على دستوريته أحد أو بضع أفراد من البرلمان أو خارج البرلمان . عند ذلك يحال إلى المحكمة الدستورية للنظر في مطابقتة أو عدم مطابقته للدستور . عندما ترى المحكمة عدم مطابقته للدستور كلياً أو جزئياً يعاد إلى البرلمان لإخال التعديلات المقترحة من قبل المحكمة الدستورية . نرى من خلال هذا العرض أن المحكمة الدستورية هي التي تمارس السيادة في نهاية المطاف وليس السلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية ، ممثلة بالبرلمان والمجلس الفدرالي ، ولهذا يعتبر الدستور هو وثيقة السيادة أو وثيقة الحاكمية . هذه الآلية هي نفسها الآلية المعتمدة في الفقه السياسي الإسلامي . الفقهاء الوضعيون أخذوا هذه الآلية من الفقه الإسلامي وليس العكس ، وذلك عندما رأوا أن الأمير يقف أمام القاضي كمدعي أو مدعي عليه كأي فرد آخر . الفقه الإسلامي يفرق بين الحكم ومنه الحاكمية أي السيادة ، والأمر ومنه الأمارة أو سياسة الملك . بل أن مادة (حَكَمَ) و(أََمَرَ) في المراجع اللغوية متباينة تبان واضح ، ويمكن الرجوع إلى لسان العرب للتأكد من ذلك . إن الآيات القرآنية التي ترد فيها كلمة (حَكَمَ) ومشتقاتها تشير بلا لبس أوغموض أن الحكم لله عندما يتعلق الأمر بموضوع العقائد وتحكيم غير الله في المنظومة العقائدية يعني الكفر أو الشرك ، أما إذا كان الأمر يتعلق في المنظومة الأخلاقية والقيمية فتحكيم غير الله في هذه المنظومة يعني الفسق ، وكذلك في منظومة حقوق الأفراد أو مبادئ العدل فتحكيم غير الله يعني الظلم . والقاضي أو الحكم يحكمان بين الناس أو الفرقاء المتخاصمين بالعدل ، والشريعة تعني منظومة العدل . إن التمعن الدقيق والتدبر السليم في الآيات 47 و48 و50 من سورة المائدة يبين صحة ما ذهبنا إليه . لم يستعمل الفقهاء المسلمون كلمة (أَمَرَ) محل كلمة (حَكَمَ) أو بالعكس ، وعندهم أن الأمر هو من شأن الأمة أو الشعب الذى يحسم بالشورى وبكلمة مخختصرة : إن الولاية للأمة أو الشعب . لم تنعت السلطة التنفيذية بالحكومة من قبل الفقهاء بل كان المصطلح المتعارف عليه الوزارة التي تحمل عن الأمارة بعض الوزر ( راجع الأحكام السلطانية والوزاة للماوردي ) إلا أن الكثير من فقهاء السياسة المعاصرين لم يتوخوا الدقة في استعمال المصطلح في هذا الموضوع ، رغم خطورته ، فجعلوا الحكم كالأمر والعكس ، بل لم يأنفوا من استعمال مصطلح الحكومة كتعريب لكلمة Government التي تعني السيطرة والتوجيه في حين كلمة حكم أو قضاء تقابل كلمة Judgment ، وكان عليهم التزام مصطلح الوزارة والإمارة وأن تستعمل كلمة (حَكَم) ومشتقاتها بما يليق بها من وقار . يستعمل الألمان كلمة Regierung وهي مصطلح عصري نسبياً وتعني ( قاد ، رسم ، نظم ، خط ) لأجهزة الدولة العليا . وظيفة الحكم أو القضاء في الشأن العام والدولة والسلطة هو تقويم الإمارة والوزارة بما ينسجم مع مفهوم السيادة أو الحاكمية ، وهو نفس الوظيفة التي تقوم بها المحكمة الدستورية في الدولة العصرية . لقد أشرنا إلى الوظيفة الفعلية والنظرية للبرلمان أو المجلس النيابي وقلنا أن الوظيفة الفعلية هو حلقة الوصل بين الأمة أو الشعب وبين السلطة التنفيذية ، ونظرياً أو مجازاً السلطة التشريعية وعنه تنبثق السلطة التنفيذية . يعتبر هذا الدور من أخطر بل من ضروريات الاستقرار في الدولة والمجتمع . السؤال : ماذا يقدم الفقة السياسي الإسلامي في هذا المضمار ؟ إن الإجابة على هذا السؤال بشكل أكاديمي يرضي أهل الاختصاص من الغربيين ومراكز البحث العلمي في الجامعات الإسلامية ( الأزهر الشريف ، كليات الشربعة والقانون ، ومراكز الفتوى والمرجعيات ) سيخرجنا عن القصد والغاية من هذا البحث ولكن من الواجب أن نعلن أن النتائج التي توصلنا إليها قابلة للبحث والجدل العلمي لتبيان الأسس الأصلية التي استندنا إليها في تقرير هذه النتجية ، فقد أخذنا على أنفسنا أن نتجنب التوليف والتلفيق ومسايرة الضغوط التي يفرضها الواقع الثقافي المعزز بالإعلام الصاخب ، وعلمتنا الخبرة أن ما يعتبر من المسلمات والثوابت قد لا يكون كذلك ، كما أن صياغة شذرات المعرفة بشكل عقيدة أو ادلجة المعرفة هو السهم القاتل للمعرفة والحقيقة . ومع ذلك يبقى العرض قائماً لكل الذين يريدون معرفة المقدمات والأسس التي قادتنا إلى هذه النتائج ، ونسأل الله أن يمكننا أن نقدمها خالصة من السوفسطائية لتطمئن قلوب أهل المعرفة وطلاب الحق . إن البرلمانية Parliamentarian أو Parlamentarismus وتعني بالعربية تمثيل الشعب عبر مجلس منتخب يعبر عن إرادة الناخبين أو الشعب في مقابل السلطة التنفيذية ، المنبثقة أصلاّ عن المجلس ، تعتبر من طيبات الفكر الإنساني أو من الحكمة التي تعتبر ضالة المؤمن أَنا وجدها فهو أحق الناس بها ولا يجد الباحث في الفقه السياسي المعاصر صعوبة في إيجاد جرثومة هذا الفكر في أصول الشريعة نفسها ، وأهمها على الإطلاق قوله تعالى في سورة الشورى الآية 38 ( وأمرهم شورى بينهم ) بل إن ممارسة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في قيادة دولة الدعوة تقدم عملياً وحسياً وبصائرياً ما يجب أن تكون عليه الحياة السياسية وكل تأويل يهدف إلى تحجيم أو إلغاء الحياة الشورية هي من سفسطة الاستبداد المقيت الذي يقود إلى ظلامية وضمور الشعور بالمسؤولية .

    قد يعترض غير المسلم ويقول هذا شأن وهمّ ينتظم فقط أهل الملة . أنا أريد حقي في هذا الشأن . لا أريد أن أطمئنه على حقه في دولة تحكمها غالبية مسلمة فحسب بل أريد أن أحرضه ليطالب بحقه ، سأقف معه كمسلم ليس متعاطفاً فحسب بل ومدافعاً عما أعتقد أن من صلب ما أمن به ، وبحجج وآليات أكثر صدقاً وحصافة مما تعتمده المنظمات الغربية التي تدافع عن حقوق الأقليات في الدول الديمقراطية . إن دولة تحكم بأغلبية مسلمة ملزمة بتطبيق ما تعتقد أنه من الثوابت ، وفي هذه الحالة عليها أن تأخذ بمبدأ العدل حصراً وليس انطلاقاً من حيادية الدولة وحماية الأقليات المعمول به في الدول العلمانية التي لا تغني عن الحق شيئاً . مبدأ العدل يرسم : أن يعطى كل ذي حق حقه ( يا أيها الذَّين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنَّكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى واتَّقوا الله ، إنَّ الله خبير بما تعملون ). على غير المسلم أن يرفع صوته ويقول للسلطة التي تقودها أغلبية مسلمة إني أطالب بحق المواطنة في هذه الدولة وبكل مفردات المواطنة استناداً إلى وثيقة المدينة التي خطها رسولكم عندما دخل المدينة مهاجراً ، وإلا فأنتم قوم تقولون ما لا تفعلون . يستطيع المسيحي العربي أن يضيف إلى كل هذا ، إذا شاء ، أنه ابن هذا البلد كابر عن كابر ، وأجداده حملوا المسيحية السمحة إلى عقر بلاد الفرنجة فأسهموا في إيجاد قيم مشتركة بين أهل الملة والآخر ، أقلها الوصايا العشرة . أما أهل الفرق والنحل من أهل الملة فلم يعد هناك مبرر للتعصب لمقالة أو لرجل أوجدتها قراءة فلسفية باطنية في ظروف قهر واستبداد فنحن في عصر أنعم الله به بوسائل للبحث والمعرفة تجعلنا نأخذ المعلومة من أصولها وتغنينا عن مقالة شيخ خرف أو زنديق لعوب . لقد بدد الخوف المضفي إلى التقوقع وافتضح سراة الفرق والنحل على رؤوس الأشهاد على أنهم قوم جعلوا ( الأنا ) تستبح الإنسان وتجعل منه كالأنعام أو أضل سبيلاً ، ومع هذا كله لا يمكن حسم الجدل في هذا الموضوع نظرياً فلا بد من الممارسة والمضارعة ليتبن أي الفريقين ( الأغلبية أم الأقلية ) أصدق قولاً وأحسن عملاً . لقد وصلت إلى يقين أن الحياة الاجتماعية في ادغال افريقيا والأمازون في القرن التاسع عشر وحياة البداوة والقبلية قبل الإسلام أكثر إنسانية ورحمة بالإنسان من العيش تحت كابوس الاستبداد والطغيان . أما معالم الحياة التي يبشر بها أهل العولمة في الهمجية ، يكون المستجير بها كالمستجير من الرمضاء بالنار . العودة إلى البرلمانية هي عود على بدء ، ووضع الحصان أمام العربة ، وقد يكون الزخم الذي ستفرزه ممارسة البرلمانية في العالم العربي الإسلامي أعظم شأناً من الزخم الذي عرفته أوربا في القرن الثامن عشر ، لأن الإشكاليات التي واجهت الإنسان الغربي آنذاك هي إيجاد الآلة التي تطعم الناس وتأمنهم من خوف ، وقد حلت هذه المعضلة بالعلم والتكنولوجيا . أما اليوم فالإشكاليات تنحصر بكسر طوق الاحتكار والهيمنة ، حيث يعتبر الاستبداد والطغيان سياجها الأول . إن أهم معينين للاستبداد والطغيان هو الأنانية الفردية والأنانية العصبية ، التي تصنع الوثنية والأساطير والخرافة والهلع والإرهاب والعداوة والبغضاء لتجعل منها واقع . حسي بصائري لا تخطئه أعين الدهماء ، بل تجعل الثقافة السائدة ثقافة الدهماء لا مكان للتدبر والتبصر فيها . عجيب أمر العالم الذي نعيشه . إنه يرى رأي العين ، وربما مرار في اليوم الواحد ، ما يبيت للعالم من جحيم وطغيان . في العراق وفلسطين ، بيوت تهدم وأطفال تقتل ، وأشجار تقلع ، ونساء ترمل ، وأسوار تشيد ، وكأن المغول بعثوا من أجداثهم ينسلون . يأمرون الناس فيطاعون ، ولقتلهم يستسلمون ، وعليهم بالبعث والحساب أن يكفرون . إن الاستبداد والطغيان هما مجموعة قلاع يشد بعضها بعض ، سواء على مستوى القطر الواحد أم على مستوى العالم بأسره ، ولا يمكن إسقاطها دفعة واحدة ، وقد شاهدنا ذلك في الاتحاد السوفيتي وفي كل الأنظمة الشمولية . من هنا لابد من إسقاط قلاع الاستبداد وثقافة الاستبداد خطوة خطوة مع عدم الدخول في مساومة مع ثقافة الاستبداد . إن تجربة الأمم في هذا المضمار غنية جداً وتحتاج منا معرفة ماهيتها وكنهها . إن عملية التخلص من الاستبداد في انكلترا بدأت من طرح إشكالية السلطة المطلقة في مقابل البرلمانية فأدى هذا الطرح إلى حرب أهلية استغلت فضائع الحرب الأهلية لتبرير شرعية السلطة المطلقة وتغول الدولة التى تفرض هيبة النظام بالقوة والقسوة والجبروت ، وبررت هذه الإجراءت لمنع عودة الفتنة والحرب الأهلية . وقد نظّر لهذه المقالة هوبز حيث رأى المجتمع عبارة عن قطيع من الذئاب كل يريد أن يفتك بالآخر ولفرض سلوك التعايش بين الذئاب لابد من الدولة والسلطة القوية . هذه الفلسفة ( الهبزية ) للدولة والمجتمع والسلطة هي عين سياسة الملك التوراتيه لبني إسرائيل ، وهي التي تقود معظم صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية سواء في سياستهم الداخلية أو في سياستهم الخارجية . إن انتظار العون من أمريكا لإقامة نظام ديمقراطي تعددي هو من نوع إنتظار إبليس دخول جنة الخلد بدون حساب . البرلمانية في الولايات المتحدة الامريكية صورية وهزيلة وليس لها وظيفة البرلمانية في الدول الغربية . المؤسسات البرلمانية الأمريكية معلمة غير ملزمة وليس بمقدورها أن تقوم بحلقة الوصل بين السلطة التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني ، ولذلك فتقويم سياسة السلطة التنفيذية رهن بنشاط وقوة مؤسسات المجتمع المدني أو تدخل السلطة القضائية . نيكسون لم يقال من قبل المؤسسات البرلمانية وإنما من قبل القضاء بعنى أنه ارتكب جرماً . لم تستطع المؤسسات البرلمانية إيقاف حرب فيتنام ، وإنما التمرد الشعبي وضغط مؤسسات المجتمع المدني . أدلة كثيرة في التاريخ السياسي الأمريكي تعزز ما ذهبنا إليه . الشيء الإيجابي في النظام الأمريكي هو تداول السلطة القسري حيث يحرم على الرئيس التمديد لولاية ثالثة . لولا وجود هذه الآلية لكان رئيس الدولة اليوم كلينتون أو أي طويل عمر آخر . رأس الدولة في الولايات المتحدة ينتخب من قبل الشعب مباشرة وبنظام بمنتهى التخلف بمجرد حصول أحد المرشحين على بضع أصوات أزيد من المرشح الآخر في أحد الولايات يحصل على مجموع أصوات الناخبين للرئيس في هذه الولاية أي عملية إقصاء كاملة للرأي الآخر . إن انتخاب رأس الدولة وبالتالي السلطة التنفيذية عبارة عن صناعة إعلامية ، حيث للمال والدهماء النصيب الأوفر في أسهم هذه الصناعة . الفقه السياسي الأوربي والإسلامي يرفض مثل هذه الصناعة وسنرى لاحقاً من خلال دراسة قانون الانتخابات الألماني الهوة العميقة التى تفصل بين البرلمانية الأوربية والألمانية بشكل خاص والمشهد الكريكاتوري للبرلمانية الأمريكية وعملية الاقتراع . أما ؛ لماذا يرفض الفقه السياسي الإسلامي صناعة الأكثرية على الطريقة الأمريكية ويقترب حتى يلامس الفقه السياسي الأوربي ؟ . لأن المنطلقات والمعاير في اختيار من يمثل الشعب تكاد تكون متطابقة ، الإضافة التي يقدمها الفقه السياسي الإسلامي هي أن الإسلام يقصد ويتوخى العدل وليس الحياد كما هو الحال في دولة الحداثة الغربية . المجتمع بالنسبة للفقيه المسلم عصبيات وقبائل وليس كم لا لون له ولا طعم ، ولهذا يسعى الفقيه المسلم إلى السمو بهذه العصبيات والقبائل وليس إلغاؤها أوتجاهلها . على كل حال سأشير في حينها إلى هذه الفروق بموضوعية .

    سأحاول ، عند تبيان وشرح قانون الانتخابات في جمهورية ألمانيا الاتحادية ، أن أجعل أرض المسرح هو الجمهورية العربية السورية حيث الأماكن والأسماء مألوفة لتقريب المشهد الانتخابي إلى القارئ العربي .

    نظام الانتخابات العامة :

    هناك نظامان رئيسيان للانتخابات معمول بها في العالم لاختيار أعضاء المجلس النيابي ( البرلمان ) في أي دولة في العالم . الانتخابات بالأكثرية والانتخابات النسبية . نظام الانتخابات بالأكثرية يتطلب تقسيم المنطقة الانتخابية إلى دوائر انتخابية متساوية العدد ، على سبيل المثال محافظة ديرالزور التي يبلغ عدد سكانها مثلاً 1,5مليون نسمة ، وفق نظام الانتخابات بالأكثرية يجب أن تقسم المحافظة إلى 15 دائرة انتخابية ، اى بمعدل قدره 100 ألف نسمة لكل دائرة انتخابية يمثلها في المجلس النيابي نائب واحد . هذا التقسيم يجلب صعوبات عملية ويخلق حزازات وهرج ومرج يجعل تحقيق التقسيم العادل صعب المنال ، إن لم يكن مستحيلاً . ولنفرض أن التقسيم حصل بشكل " مرضي " عند ذلك يطرح السؤال التالي . ماهي الشروط التي يجب أن تتوفر بالمرشح ليعتبر فائزاً بالمقعد النيابي عن الدائرة التي يراد تمثيلها ؟ . هناك اجتهادان الأول مطبق في فرنسا Assemble’e Nationale حيث يتنافس المرشحون في الدائرة الانتخابية على المقعد . يعتبر أحد المرشحين فائزاً عند حصوله على أكثر من 50% من مجموع الأصوات المعتبرة بعد الاقتراع ، وفي حالة عدم فوز أحد المرشحين بهذه النسبة يعاد الانتخاب بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات في الدورة الأولى ، ويعتبر فائزاً في المقعد الانتخابي من يحصل على أكثر الأصوات . هناك اعتراضان معتبران على هذه العملية الانتخابية . الأول يرى أن هذه العملية تقصي عملياً رأياً سياسياً لناخبين قد تصل نسبتهم إلى 49% من الحضور على ساحة صنع القرار . الثاني إن عملية إعادة الانتخابات في حالة عدم حصول أحد المرشحين في الجولة الأولى على نسبة51% تحمل في ثناياها مخاطر عديدة ، منها أن عملية الإعادة تعتبر عملية انتخابية جديدة بمعطيات جديدة وبتوجه جديد وتحالفات جديدة متأثرة إلى حد بعيد بنتائج الدورة الأولى . كما تسوف عملية الحسم الضرورية وتفسح المجال لأجواء الهرج والمرج التي تخلقها طبيعة العملية الانتخابية نفسها ، وهذا ما دعى المشرع الانكليزي إلى الأخذ بنظام الحسم النسبي في انتخاب البرلمان House of Commons ، حيث يعتبر فائزاً بمقعد الدائرة الانتخابية من حصل في الدورة الأولى على أكثر الأصوات مهما كان نسبتها إلى نسبة الأصوات المعتبرة . النموذج الفرنسي أو الانكليزي يقودان إلى شخصنة الاختيار ويحجمان من أهمية البرامج والمناهج السياسية كما يعطيان أهمية مفرطة للأعيان ونجوم المجتمع المسكونة ( بلأنا ) والنرجسية المفرطة . أخذ المشرع الألماني بنظام الانتخابات النسبي ، وذلك بعد أن وقف على مواطن الخطأ والصواب في كلا النظامين الفرنسي والانكليزي ، اللذان طبقا في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية . الانتخابات النسبية لا تعني نسخ العملية الانتخابية نفسها وإنما تقيمها بطريقة حسابية مختلفة ، أي إن نتائج انتخابات الدوائر الانتخابية يعاد توزيعها على المنطقة الانتخابية بقضها وقضيضها ، فيصبح المركز الانتخابي ذا قيمة إدارية رمزية وتنتقل أهمية المركز الانتخابي إلى المنطقة الانتخابية وتستغني عن عملية التوزيع بالتساوي للمراكز الانتخابية التي لايمكن انجازها دون هرج ومرج وبشكل قسري . المشرع الألماني يجعل المنطقة الانتخابية أو الولاية بأسرها مركز انتخابي ويمثل المنطقة الانتخابية عدد من النواب بنسب عدد السكان . كما يرجح المشرع الألماني البرنامج أو المنهج على الشخص دون أن يلغي أهمية الشخص الذي ينأى بنفسه من الانخرط في أحد القوائم الانتخابية أو الاحزاب المتنافسة . لنبقى بمحافظة ديرالزور ونطبق عليها نظام الانتخابات النسبي المطبق في ألمانيا . افترضنا أن عدد سكان المحافظة 1,5 مليون نسمة ونصابها من المجلس النيابي 15 نائب . يقدم للناخب ورقة الاقتراع وضرف توضع فيه الورقة بعد الاقتراع . تختم الورقة الانتخابية بخاتم اللجنة الانتخابية بعد التأكد من ورود أسم الناخب على قائمة من يحق لهم الانتخاب وتتستلم اللجنة الانتخابية البطاقة الانتخابية التي أرسلت إلى الناخب وتحتفظ اللجنة بها . في حالة عدم وصول البطاقة الانتخابية أو فقدانها يمكن للناخب أن ينتخب بدون البطاقة الانتخابية بشرط أن يقدم ما يثبت هويته الشخصية ، مثل الهوية الشخصية أو جواز سفره ومطابقة ذلك مع القائمة الانتخابية ، ولكي لا يسمح للناخب أن يدلي أكثر من مرة بصوته . يحدد لكل ناخب مركز انتخابي معين يدلي بصوته فيه ، لستبعاد أن ينتخب مرة ببطاقته الانتخابية ومرة أو مرات ببطاقته الشخصية . يستعمل في بعض الدول حبر خاص يوضع على الابهام الأيمن بعد أن يدلي الناخب بصوته ، كما في الهند ، للوصول إلى نفس الغرض ، أي عدم تكرار عملية الاقتراع أكثر من مرة . في ألمانيا يعطى الناخب الذي فقد بطاقته الانتخابية أو لم تصل إليه قبل موعد الانتخابات بطاقة بديلة تضم إلى بطاقات المقترعين بعد الاقراع . الغاية من هذه العملية هو التأكد من أن عدد أوراق الاقتراع أو الضروف متطابق مع عدد البطاقات الانتخابية . قبل عملية فرز الاصوت التي تجري علنية ، أي يحق لكل مواطن أن يراقب عملية المطابق والفرز عياناً . عملية المطابقة مضاعفة . التأكد أن عدد المقترعين وفق قائمة الناخبين مطابق لعدد البطاقات الانتخابية التي جمعت من المقترعين مضاف إليها البطاقات البديلة لمن فقد بطاقته الأصلية . يندر أن يكون هناك فارق يذكر لأن العملية الانتخابية تجري بهدوء واحترام ، ثم تفّرغ صناديق الانتخابات الاقتراع وتعد اللجنة أوراق الاقتراع أو الظروف التي تحتويها قبل فضها والتأكد من مطابقة عددها مع عدد الطاقات الانتخابية وعدد المقترعين حسب قائمة الناخبين ، فإذا حصل التطابق تبدأ عملية الفرز العلني وبدقة متناهية . عملية الفرز وفق النظام الألماني أسهل وأسرع من النظم الأخرى حيث يمكن معرف التوجه العام بعد ربع ساعة من بدء عملية الفرز ، حسب قوانين رياضية إحصائية معروفة عند أهل الاختصاص ، حيث تأخذ عينات معبرة عن الوسط الانتخابي . أن الورقة الانتخابية نفسها تسهل على المقترع الانتخاب ،وعلى اللجنة الانتخابية عملية الفرز . ورقة الانتخاب مقسومة طولياً إلى قسمين . الجانب الأيمن يضم أسماء المرشحين فردياً أو أسم رئيس القائمة الانتخابية ونائبه أو رئيس القائمة الحزبية ونائبه مضافاً إليهما أسم الحزب اللذان ينتميان إليه . القائمة ، التي استوفت الشوط القانونية ، تتمتع بنفس الميزات التى تعطى للأحزاب المعتمده قانونياً ( تحصل القائمة على نفس شروط الأحزاب الرسمية عندما يتقدم القائمين عليها بعدد معين من التواقيع ، 2000 توقيع ، إلى الجهات المختصة أو القضائية المختصة لخوض المعركة الانتخابية ) . الشق الأيسر من الورقة الانتخابية يضم أسماء الاحزاب أو القوائم الانتخابية مقابل وعلى نفس النسق لمرشح الحزب أو القائمة الانتخابية . يتمتع الناخب بصوتين انتخابيين الأول يعطى للمرشح مباشرة أي في الشق الأيمن من الورقة الانتخابية والثاني يعطى للحزب أو القائمة الانتخابية . قد يعطي الناخب صوته الأول إلى أحد المرشحين الأفراد ويعطي الصوت الثاني إلى أحد الأحزاب أو القوائم الانتخابية أو يعطي صوته الأول للمرشحين المباشرين لأحد الاحزاب أو القوائم الانتخابية والصوت الثاني لحزب آخر أو قائمة أخرى . لا قيمة للصوت الثاني لمرشح يتقدم للانتخابات كفرد ، لأن نجاحه يتوقف على عدد الأصوات التي يحصل عليها من الصوت الأول ، فإذا حصل على أصوات تجعله في عداد النواب الفائزين عن المنطقة الانتخابية فالصوت الثاني لا قيمة له ، في المثال التوضيحي الذي ضربناه 15 حيث افترضنا أن عدد النواب المخصص لمحافظة دير الزور هو 15 . ليكي يسمح لفرد أن يتقدم للانتخابات العامة كفرد يجب ، كما في القائمة الانتخابية ، أن يحصل على 2000 توقيع من مواطنين يحق لهم الانتخاب تقدم إلى اللجنة المختصة لاعتمادها ، وكانه قائمة انتخابية بعنصر واحد . يسعى المشرع الألماني لتخفيف قيود الترشح ليراعي حق المساواة من جهة وإشباع النزعات الفردية من جهة أخري . في حالة حصول مرشح فرد على أصوات كافية لنجاح أكثر من مرشح فالأصوات الفائضة عن حاجته تعتبر لاغية أو عديمة الفائدة لأن التوزيع النسبي يجعلها من نصيب الآخرين . الترشيح الفردي حالة نادرة ولكن حالة محتملة . ربما في البلاد العربية أكثر احتمالاً لتجذر الأنانية . تقوم اللجنة الانتخابية بفرز الاصوات وتعطي كل ذي حق حقه ، فالمرشحين المباشرين في الشق الأيمن يأخذون نصيبهم من الصوت الأول وتأخذ الأحزاب والقوائم الانتخابية نصيبها من الصوت الثاني . توزيع المقاعد على الأحزاب والقوائم والأفراد يتم حسب قانون رياضي يحمل أسم عالم الرياضيات البلجيكي الأصل دي هونش D honch . السؤال : ماهو القصد من الصوت الثاني ؟ الصوت الثاني هو الذي يحدد نسبة الفوز وبالتالي عدد النوب الذين سيمثلون الحزب أو القائمة في المجلس النيابي . أي الأكثر حسماً في تحديد الطيف البرلماني أو النيابي ، كما يساعد على تكتيل القوة الانتخابية للأحزاب الصغيرة بل يساعدة الاحزاب الصغيرة في اجتياز العقبة القانونية 5% بقصد التحالف معها لتكوين أغلبية برلمانية ، وهذا يتطلب وعي بأهمية التحالفات في العمل السياسي ، ليس عند الطبقة السياسية وقادة الاحزاب فحسب ، وإنما أيضاً عند الناخب . لنفرض أن الحزب ( آ ) حصل على 51% من الصوت الأول فحصل على ثمانية مقاعد مباشرة ، بينا فاز 57% من الصوت الثاني مما يخوله الحصول على مقعد إضافي ، أي تسع مقاعد بدلاً من ثمانية ، ينتزع المقعد التاسع من المرشحين الأخرين لصالح الحزب الذي حصل على نسبة 57% من الصوت الثاني . قد يحدث العكس أي نسبة الصوت الأول تسمح للحزب بالحصول على تسع مقاعد بينما الصوت الثاني لا يعطي الحزب أكثر من ثمانية مقاعد والاحزاب المنافسة حصلت بقوة الصوت الثاني على بقية المقاعد المخصصات للمنطقة أي 7 ، في مثالنا عن محافظة ديرالزور 15 ، عند ذالك يعطى للحزب حقه كما حددته نسبة الصوت الأول دون أن ينتزع من الاحزاب المنافسة ذلك المقعد . أي يضاف إلى نصاب المنطقة الانتخابية مقعد آخر ويصبح 15 + 1 هذه الإضافة لها مايبررها من العقل والمنطق والزخم الانتخابي . العقبة القانونية أو الحاجز القانوني الذي يلغي الأصوات التي حصلت عليها الأحزاب دون الحاجز القانوني 5% ( في تركيا 10% ) هو من المواضيع الجدلية في الأوساط السياسية والقانونية ولكل الفرقاء حجته المعتبرة . المدافعون عن الحاجز القانوني مع التمسك بنظام الانتخابات النسبي يرون أن الانتخابات النسبية تسمح بالتعددية السياسية إلى درجة قد يتعذر فيها تشكيل أغلبية برلمانية تضطلع بمهام السلطة . كما تلزم الاحزاب ، صغيرة أوكبيرة ، أن تخفيف من عنجهيتها الأيديولوجية وعنفوان برامجها السياسية لتلتقي مع الأحزاب الأخرى من أجل تكوين أغلبية برلمانية تضطلع بمهام السلطة . ولكي لا تبتز الأحزاب الصغيرة وأصحاب الخصوصيات وأهل النحل والفرق الأحزاب الكبيرة وتفرض أولوياتها دونما حق ، يصبح الحاجز القانوني إجراء مقبول تمليه ضرورة الحسم ومنع الهرج والمرج الذي يفقد السلطة هيبتها ووقارها لإنفاذ الأمر . أي تحجيم تمليه ضرورة الحسم للتعددية سياسية متحررة ، ومع هذا يبقي نظام الانتخابات النسبي أرحب صدراً بالتعددية السياسية من نظام للتعددية سياسية متحررة ، ومع هذا يبقي نظام الانتخابات النسبي أرحب صدراً بالتعددية السياسية من نظام الانتخابات بالأكثرية المعمول به في فرنسا أو بريطانيا ، كما أن النظام الفرنسي الرئاسي يحجم البرلمانية أصلاً ، حيث ينتخب رئيس الجمهورية مباشرة من قبل الشعب وبصلاحيات دستورية واسعة انتزعت من المجلس النيابي والوزارة لصالح الرئاسة هذا بالإضافة إلى أن نظام الانتخابات بالأكثرية يقصي رأي أو طيفأً سياسياً ، ولو مؤقتاً ،عن التواجد على ساحة صنع القرار ولو بالرأي والمشورة . لهذا يعتبر الحقوقيون أن الانتخابات النسبية أشد رحابة بالتعددية من نظام الأكثرية حتى في انكلترا ، غير الرئاسي ، لأنه النظام الإنكليزي يحابي الأكثرية والشخصيات السياسية التقليدية بشكل مفرط . السؤال الآخر هو : ماهو الارتفاع المعقول والمقبول للحاجز القانوني ، 3% كما في بعض الدول الاسكندنافية ، 5% كما في ألمانيا ، 10% كما في تركيا ؟ من المسلم به أن تحجيم التعددية يتناسب طرداً مع ارتفاع الحاجز القانوني ، كما قد يصيب الفكر السياسي والتجديد والمبادهة في الصميم ، وقد يعوق بفاعلية نشوء أحزاب وبرامج وإطروحات سياسية جديدة . لهذا يسعى المشرع الألماني إلى التخفيف من وطأة هذا الحاجز والالتفاف عليه بإجراءات معقوله منها السماح للأحزاب الصغيرة التي لم تستطيع بالصوت الثاني تجاوز حاجز 5% ولكنها حصلت على ثلاث مقاعد نيابية مباشره من الصوت الأول عند ذلك يسمح للحزب أن يمثل بكافة النواب التي توجبها نسبة الصوت الثاني . لنفرض أن حزب ما حصل على نسبة 4,2% من الصوت الثاني وتمكن ثلاثة من مرشحي الحزب الحصول على ثلاث مقاعد مباشرة من الصوت الأول ؛ عند ذلك تترجم هذه النسبة إلى عدد من النواب ، في المثل الألماني حوالي 24 نائب ، من بينهم 3 مقاعد مباشرة فيكون بذلك عدد نواب الحزب 24 نائباً بدلاً من ثلاثة فقط . في دولة كسورية أرى أن الحاجز القانوني يجب أن لا يتجاوز 3% مع الأخذ بالإجراء المكمل الذي شرحته أنفاً .

    نحن نفاضل بين نظم ديمقراطية حيث التعددية أحد مسلماتها الأساسية ولا يوجد مجال للمقارنة بينها وبين النظم الشمولية التي تحرم التعددية أصلاً وتعاقب كل مظاهر التعبير عنها بأشد العقوبات ، والأكثر غرابة وسفاهة أن الأحزاب التي تعاني من فقدان الحرية بكل مفرداتها ، والتعددية السياسية بأبسط أشكلالها تضم صوتها إلى صوت الاستبداد وتنادي بمنع الأحزاب ذات المرجعية الدينية . إن المرجعية الدينية ضرورة وطنية وحضارية كما هي واجب ديني . المنظومة القيمية هي صمام الأمان أمام الاحتقان الغريزي الذي تعاني منه الحضارة الغربية ذات المرجعية الدهرية أو الدنيوية . على سبيل المثال لا الحصر . كل الدساتير الأوربية تدعوا إلى حماية الأسرة وتتلقي المؤسسات الاجتماعية دعم مالياً محترماً ، ومع ذلك لم تستطيع كل الجهود المذولة لهذا الغرض أن توقف تفكك الأسرة ، تماماً كما توقع كارل ماركس وأنجلز . لقد أثبتت الاحصائيات الدقيقة أن 90% من الذين قادوا حركة التمرد الطلابية في ألمانيا هم شباب لم يعرفوا حياة الأسرة لأنهم عاشوا في كنف أمهاتهم دون آبائهم لأسباب عدة . غالبية أو قل 90% منهم يوثن العنف أو قد مارسه . يوجد الآن 3 ملاين طفل في ألمانيا لا يعرفون حياة الأسرة ويعيشون في كنف أمهاتهم ، نتيجة تفكك الأسرة وفقدان حس المسؤولية عند الرجال ، ولهذا يتوقع أهل الاختصاص تجدد ظاهرة العنف في المجتمعات الأوربية يكون العنف الذي تعرفه المنطقة العربية أهون الشرين . إن الفقه الإسلامي ثروة إنسانية يكون من السفه والغرور العلماني (الدنيوي ) غير المسؤول التفريط بها . إن فقهاً يوازن بحصافة عجيبة بين الحقوق والواجبات وبين العقل والفطرة وبين الجمال والعفة وبين الكرامة والمتعة حري أن يصان ويفعل ويكون له صوت في ساحة القرار ومحاريب التشريع المسؤول . إنها ليست دعوة سلفية محافظة بل دعوة مسؤولة لتجنيب الحرية من دعاوى الغريزة الهمجية . إن استبعاد مشاركة الأحزاب الدنيية من العملية السياسية تصب مباشرة في خانة العولمة الصهيونية والعلمنة الشمولية حيث يصبح أفراد المجتمع قطعان من الذئاب ينهش بعضه بعض . هذه الدعوة غير المسؤولة ستقود إلى الفتنة التي يسعي كل سياسي حصيف إلى عدم الوقوع في أتونها .

    إن إقرار التعددية هو مجرد خطوة صغيرة على طريق الاعتراف بكامل الحقوق والواجبات التي توجبها التعددية نفسها. في الدول الديمقراطية الغربية تزدهر صناعة الحيل الديوانية (البروقراطية) وتتفتق كل يوم عن جديد من السفسطة والشعارات المضللة للتملص مما توجبه التعددية من حقوق وواجبات تنسجم مع قواعد العدل والكرامة والفطرة . الإندماج The Integration أو Multicultural Society التعدد الثقافي والحضاري ، مصطلحات لحجب الحقيقة والاستحقاقات . المراقب الحصيف يكاد يلمس عند الغالبية ، التي تعتبر نفسها المالك والوصي على الأرض والدولة والمجتمع ، خوف غريزي وغير عقلاني من أن تنال الأقليات حقوقها الطبيعية . هاجس البنية السكانية Demography يستحوذ على مشاعر رجال الدولة ومعظم الساسة ، ويدفع بهم لارتكاب حماقات وموبقات فظيعة ، كتغذية النعرات العنصرية سراً وعلانية "بالحجة" والوسيلة ، أو وضع العقبات ولإجراءت " القانونية " أمام الأقليات لكي لا تحصل على حقوقها المشرعة . النظم الشمولية تعمل العكس تماماً . تركز على الخصوصيات العرقية والطائفية لتبرر اغتصاب السلطة من قبل الأقلية . الشمولية هيمنة إرادة الأقلية على الأكثرية . إن نظم الانتخابات النسية هي الأقرب إلى إعطاء كل ذي حق حقه ، وتحقيق مفردات المواطنة بشكل مرضي .

    الجدول التالي يبين بشك واضح عدم عدالة نظام الانتخابات بالأكثرية وعدم انسجام عدد المقاعد النيابية مع نسبة الأصوات :

    الأحزاب عدد المقاعد (651 ) عام 1992 عدد المقاعد ( 659 ) عام 1997 عدد المقاعد ( 659 ) عام (1 200 )

    % مقعد % مقعد % مقعد

    ح. العمال 41,9 321 43,1 418 40 412

    ح.المحافظين 34,4 272 30,6 165 31,7 166

    ح. الأحرار 17,9 26 16,7 46 18,3 52

    البقية 5,8 32 9,6 30 9,3 29

    لو طبق على نتائج الانتخابات في عام 2001 النظام النسبي ( الألماني ) لحصل حزب العمال على 268 فقط مقعداً بدلاً من 412 ولحصل حزب المحافظين على 209 مقعداً بدلاً من 166 مقعداً ولحصل حزب الأحرار الديمقراطي على 121 مقعداً بدلاً من 52 مقعداً ولحصلت الأحزاب الصغيرة والأفراد ( البقية ) على 61 بدلاً من 29 مقعداً .

    أعتقد بات واضحاً أن نظام الإنتخابات النسبية تقدم تمثيل أفضل وأعدل للطيف السياسي والتعددية السياسية . ربما هذه الخطوة العملية تسهم بشكل أفضل في حل الاحتقان والتشنج العرقي والطائفي في مجتمع متعدد الأعراق والطوائف وتضع الزعامات الطائفية والعرقية أمام المحك والامتحان الصعب في بناء الوحدة الوطنية بدل التجارة والمزاودات الفارغة .

    هل للانتخابات النسبية عيوب ومثالب ؟ نعم : إن أول مأخذ على الانتخابات النسبية هو أن فوز أحد الأحزاب الكبرى بأغلبية مطلقة أمر عسير المنال ، حيث أن آلية الانتخاب البسيطة نسبياً وآلية توزيع المقاعد

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو 2024 - 0:55