hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    حركة مجتمع السلم حمس( خيارات الدم والسياسة )

    nawal
    nawal


    عدد المساهمات : 126
    تاريخ التسجيل : 28/12/2011

    حركة مجتمع السلم  حمس(  خيارات الدم والسياسة ) Empty حركة مجتمع السلم حمس( خيارات الدم والسياسة )

    مُساهمة  nawal الخميس 29 ديسمبر 2011 - 19:45

    د. أحمد يوسف
    تقديم
    الأستاذ فاروق أبو س ا رج الذهب
    بيت الحكمة
    لمد ا رسات والاستشا ا رت
    يناير 2202


    تقديم
    أ. فاروق أبو س ا رج الذهب
    كاتب ومحمل سياسي ج ا زئري
    حبرٌ كثير سال في شأن التحولات التي تمر بيا الحركة
    الإسلامية في الج ا زئر، وقميل من ذلك الحبر من حصر انجا ا زتيا في
    المرحمة السابقة، حيث سُمطت الأضواء فقط عمى سمبياتيا بغرض
    تشويييا، واقتناص الفرصة لإدانتيا بأدلة واىية تتعمق في مجمميا
    بممارسات أشخاص يخطئون ويصيبون، وانطمى مضمون ىذا الحبر
    عمى الكتاب والإعلاميين وحتى الباحثين، وصارت عممية البحث في
    مسار الحركة الإسلامية سطحية لا تغوص في الأعماق وبالتالي لا
    تسبر الأغوار وتقيم بشكل غير موضوعي مخرجات الحركة الإسلامية
    في الج ا زئر، سواء كانت ىذه المخرجات سمبية مثل الانشقاقات والت ا رشق
    بالاتيامات أو كانت عبارة عن نجاح في الاستحقاقات السياسية
    والاجتماعية .
    لا شك بأن الإسلاميين يتحممون مسؤولية ىذه الصورة المسوقة
    عنيم، لأنيم لا يكتبون تجاربيم، ولا يحرصون عمى نشر التقييمات
    والد ا رسات التي تنجز في مجالسيم الشورية، بسبب سيادة ثقافة السرية
    والأس ا رر.! وفي م ا رت عديدة تبقى تمك التقييمات والد ا رسات والتقارير

    مجرد وثائق يطوييا الأرشيف، ولا يستفاد منيا في معرفة حقيقة ما
    يجري داخل الحركة الإسلامية، في وقت أصبح فيو كل شيء معمناً
    ومنشو ا رً.
    وتعمو أصوات ىنا وىناك تموم الإعلام عمى نشره بعض
    التحميلات والتعميقات حول مخرجات الحركة الإسلامية، والتي أدرك تمام
    الإد ا رك أنيا لا تمثل الحقيقة، بل أصبح بعض الإسلاميين يحرص عمى
    ش ا رء ذمم الصحافيين من أجل عدم التعرض لبعض الحقائق التي
    تخفييا إ ا ردات البقاء.
    إن ىذا البحث للأستاذ الفاضل الدكتور أحمد يوسف، ننظر
    إليو باعتباره أحد البحوث الجادة التي تحاول سبر أغوار الفكر المتجدد
    لمحركة الإسلامية، وتسعى قدر المستطاع أن تسيم في تثمين التجربة
    وتسويق إيجابياتيا، ومن جية أخرى ت ا رقب الأداء السياسي والدعوي
    والاجتماعي وتضع الإصبع عمى موطن الخمل والعث ا رت من أجل
    التصحيح والم ا رجعة والاستم ا رر.
    إن الدكتور أحمد يوسف ليس غريباً عمى تجربة الحركة
    الإسلامية، بل يعيش في معمعاتيا، والتجربة الج ا زئرية التي كان
    الدكتور يق أ ر عنيا فقط في الإعلام وبعض ما كتبو غير المتخصصين،
    اكتممت عنده الصورة من خلال الاحتكاك والحوار والزيارة، لما عايش
    المجتمع الج ا زئري في أحيائو الشعبية مدة معتبرة من الزمن خلال إقامتو

    بالج ا زئر ق ا ربة العامين )يونيو 2004 – فب ا رير 2006 (، حيث حاور
    الأط ا رف الإسلامية والعممانية والقومية والمستقمة عن قرب، وشاركيا
    ممتقياتيا وندواتيا، وفي بعض الأحيان أس ا ررىا، واصدر سمسمة من كتب
    الحوار مع رئيس حركة مجتمع السمم الشيخ أبو جرة سمطاني، ومع
    الشيخ عبد الله جاب الله رئيس حركة الإصلاح الوطني، وكتب عن
    الشيخ محفوظ نحناح )رحمو الله(، فصار بذلك ج ا زئرياً صرفاً، كيف لا
    وقد صدر لو عن التجربة الج ا زئرية ما لم يستطع حتى الج ا زئريون كتابتو
    عن أنفسيم؛ وخاصة الإسلاميين منيم.
    وكأني بالدكتور أحمد يوسف قد شعر بالمسؤولية البحثية التي
    وجدىا مفقودة عند أبناء الحركة الإسلامية في الج ا زئر، فانبرى لمكتابة
    عن تجربة حركة مجتمع السمم في المشاركة السياسية، قصد التعريف
    بيذه التجربة الثرية وال ا رئدة في العالم الإسلامي.
    وفعلاً لقد استطاعت الح ركة الإسلامية في الج ا زئر أن تحقق
    مكتسبات ىامة عمى المستوى المعنوي والمادي المحسوس، بل وصدّرت
    تجربتيا إلى باقي الحركات الإسلامية المنتمية ليا في العالم، ولكن
    سقف الانجا ا زت أو المكتسبات أصبح بعد 15 سنة من الأداء محدوداً
    جد اً.. عمى اعتبار التحديات الكبيرة التي تقف أمام مشروع المشاركة
    السياسية الفاعمة أفقياً وعمودياً، وقد ترىن ىذه التحديات المشاركة
    السياسية كإست ا رتيجية لمتغيير تحبسيم في مربع المشاركة المحدودة

    نسبياً، والمحددة سمفاً من قبل النظام السياسي الذي تعتقد الحركات
    الإسلامية أنيا تنافسو، وتحاول استد ا رجو إلى مربعات قبوليا وتطبيع
    العلاقة معيا، بأمل الوصول إلى تحقيق أىدافيا التغييرية المشروعة.
    لكن تحديات "سمات الدولة الحديثة المستقمة" وما تنتجو من
    قوانين ومؤسسات وأنظمة وأنماط، حال دون تمكن مختمف الأنظمة
    المتداولة عمى الحكم من الوصول إلى تحقيق طموح الشعب في
    الإصلاح والتغيير، ذلك أن الدولة الحديثة المستقمة ما ت ا زل تحمل إرثاً
    استعمارياً ىاماً نمطياً يتعمق بتناقض مشروعيا القديم مع طموحات
    وثوابت المجتمع؛ فالطابع التحزبي لمدولة القُطرية التي تتحكم فييا
    مفردات الظروف والمصالح الداخمية وقوة الفاعل السياسي الدولي في
    استقطاب القادة البيروق ا رطيين لمدولة الحديثة؛ فك ا رً ومنيجاً وادارة، ىو
    مشروع عولمي مؤثر ييدف لخمق امتدادات دولية لمدولة القُطرية لن
    تستطع الخروج منيا ميما ادعت الاستقلال والسيادة.
    إن ىذا ىو المشيد المأسوي الذي عايشتو القيادات الثورية بعد
    الاستقلال في كل قُطر، ذلك أن تفكير ىؤلاء كان فعلا إحداث
    إصلاحات وتحقيق طموحات الشعوب في بداية نضاليم وتغييرىا،
    ولكنيم لما وصموا إلى الحكم وجدوا أنفسيم تحت ضغط سمات الدولة
    الحديثة، فاستسمموا للأمر الواقع، ودخموا في صدام مع شعوبيم وثوابت
    أمتيم، وكان رد فعل الأمة كذلك خاطئاً عندما اعتقدت بأن صداميا ىو

    مع ىذه الأنظمة الحاكمة، ونسيت أو أغفمت أن الإصلاح الحقيقي ىو
    تقديم ب ا رمج ليس فقط لإسقاط ىذه الأنظمة ولكن أيضاً لتغيير أنماط
    وسمات الدولة الحديثة.
    إن تقزيم مفيوم الإصلاح الحقيقي الشامل ىو أكبر تحدٍ أمام
    مشروع المشاركة السياسية كرؤية إصلاحية، وىو السبب الرئيسي في
    السقف المحدود الذي بمغتو إست ا رتيجية المشاركة، حيث يطرح الم ا رقبون
    سؤالا جوىرياً وىو: ىل من خلال ىذا التشخيص استنفدت المشاركة
    أغ ا رضيا، وصار سقفيا محدوداً جداً، حيث صارت لا تنتج إلا عدداً
    محدوداً من النواب في البرلمان، لا ترقى إلى مستوى تشريع القوانين أو
    حجب الثقة عن الحكومة أو حتى م ا رقبة الوز ا رء والولاة..!! ولا تنتج إلا
    عدداً محدوداً من الحقائب الو ا زرية في الحكومة تعمل تحت شعار
    "التضامن الحكومي" أو عدداً محدوداً من البمديات، ولا تسيم ىذه
    المخرجات المسوغة لممشاركة إلا في عممية تدريبية لعدد من المناضمين
    والإطا ا رت عمى فنون الحكم والتسيير، ولكن لا ترقى إلى مستوى إحداث
    إصلاح سياسي حقيقي، لاسيما إذا درسنا ما آل إليو الوضع في الج ا زئر
    من استقالة جماىيرية من المشاركة في الانتخابات؛ اضعف مردود
    مشاركة الأح ا زب، و ا زد في وتيرة تحكم السمطة في مج ريات الحياة
    السياسية، بل أصبحت السمطة تتحكم في صياغة الخريطة السياسية
    التي تريد، وىو ما ساعد عمى إضعاف الاىتمام الشعبي النخبوي

    بالعممية السياسية، التي تتيح لأنصار المشاركة السياسية فرصاً من أجل
    تحقيق الأىداف.
    إن ىذا الوضع الجديد يقتضي من أنصار المشاركة السياسية
    أن يقفوا وقفات عمى الوضع الذي لا يتحممون طبعاً مخرجاتو، ولكن
    ليم مساىمة في إصلاحو عن طريق رفع سقف سياسة المشاركة
    وتوسيع دائرتيا، والقيام بحملات تعبئة وحوار مع الشعب والنخب بيدف
    دفع ساحة السياسة المقفمة إلى رحابة الآفاق الحركية، وبذا تستعيد
    السياسة صحتيا وعافيتيا.
    وفق الله الدكتور أحمد يوسف إلى تحقيق أىدافٍ طالما حمم بيا
    أبناء الحركة الإسلامية في الج ا زئر، وتطمع إلييا قادتيا؛ وعمى أ رسيم
    الشيخ الرئيس محفوظ نحناح )رحمو الله(.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قل سيروا في الأرض فانظروا..
    مدخل
    لقد سمحت لي إقامتي في العديد من الدول العربية والإسلامية
    والغربية بالاطلاع عمى بعض التجارب النضالية والسياسية.. كما قيض
    لي أن أرى العديد من مشاىد التناحر والاقتتال بين رفاق الدرب
    الواحد، وعندما عدت إلى وطني لم أجده بعيداً عما وقع للأوطان
    الأخرى.. صحيحٌ أن ثمة بعض الاختلافات؛ ىنا عن ىناك، لكن
    الأصح من ذلك ىو أن أصل الشبو واحد.. لذا أجدني مدفوعاً في ىذه
    الصفحات إلى استدعاء شواىد من ىناك لاستخلاص الدروس والعبر
    ىنا.
    إن التجربة النضالية والسياسية عمى أرض فمسطين بالغة
    الحساسية والتعقيد، من حيث تداخل الديني والسياسي في جدلية يصعب
    الفكاك منيا.. فالأرض المقدسة وبالرغم من خصوصيتيا وتفردىا
    باعتبارىا "أرض كل الأنبياء"، إلا أن المشيد في منظار الرؤية الواسعة
    يمتقي مع حالات عصرية مشابية تسمح لنا بالتعرف عمى مسا ا رت ما
    أنجزناه من حيث الكسب والخسارة.

    إن د ا رسة التاريخ ىنا فييا ما يفيد كل من السياسي العاقل
    والصحفي الصادح.. لاشك أن التجارب النضالية والسياسية فييا الكثير
    مما نحن كإسلاميين فمسطينيين في أشد الحاجة إلى تعممو، كي
    نتممس طريقنا عمى بصيرة وىدى من الله. فالتاريخ أحداثٌ وعبر،
    ومواقفٌ وسِير، كما أن صفحاتو المطوية تحتوي عمى الكثير من أصول
    المعرفة ودروبيا، ومما يمكن لممرء أن يتعممو لينطمق بلا عث ا رت،
    ويصل بعافيتو إلى ساحة مبتغاه.
    لقد اخترت بعضاً من ىذه التجارب النضالية والسياسية، مادة
    لمد ا رسة والاستشياد، لأني عشت بعضاً منيا، وبعضٌ تعمقت في
    د ا رستو، وأن ىذين الأمرين مجتمعين قد أتاحا لي الزعم بأن معالم
    الرؤية فييا قد أضحت لديّ واضحة الملامح، بلا لبس أو غموض.
    الج ا زئر: عشق الدم وجمجمة الحناجر
    إن تجربة الإسلاميين في الج ا زئر لا تقل مأساوية عما حدث
    في أفغانستان بعد انسحاب القوات السوفيتية منيا.. لقد اصطف الشارع
    خمف نداءات التغيير والإصلاح، التي نادى بيا دعاة المشروع
    الإسلامي، وحققوا من و ا رئيا فو ا زً ساحق اً في الانتخابات البمدية، ىذا
    فيما كانت كل المؤش ا رت تبشر بفوز مشابو وقريب في الانتخابات
    البرلمانية القادمة.. لكن الاستعجال وقصر النظر السياسي سرعان ما
    أوقع ىؤلاء الأغ ا رر المتعجمين في مواجية نظام لا تنقصو الخبرة في

    استد ا رج أعدائو إلى المصائد. وبالفعل استدرج النظام الحاكم إسلاميي
    الج ا زئر إلى العديد من الميالك والأخطاء القاتمة التي كان القميل منيا
    كفيلاً بذىاب العافية والأخلاق فاستباحوا دماء الناس وحرماتيم.. وبذا
    فقد أغرقوا البلاد في بحر من دماء أناس كانوا قد انتخبوىم قبل أيام
    قميمة!. وجُزت - في سبيل السمطة - رؤوس الألآف من الأبرياء،
    ببمطات لا تعرف ديناً ولا خمقاً ولا وجية سياسية؛ وضاع صوت رسول
    الله )  ( المحذر) 1 (، بين صرخات خطباء الفتنة وقادة الدنيا من
    الطرفين.
    اليوم زىد الشارع الج ا زئري في الإسلاميين وحتى بالعمل السياسي.
    فالتجربة حصادىا مُ ر ، والقناعات التي تشكمت حول بعض الرموز
    والشخصيات الإسلامية أصابيا الكثير في معيار الجَرح والتعديل،
    أوصبح اليأس والإحباط من أصحاب المشروع الإسلامي ىو سيد
    الموقف بامتياز.
    قد يكون من الظمم التعميم، وتحميل كل أصحاب المشروع
    الإسلامي عبء "العشرية الدموية" وما حممتو من م سٍ وأح ا زن؛ إذ لا
    شك أنو كان ىناك دوماً القميمون من أىل الحجا والرشاد، لكن طغيان
    الشارع، وديماغوجيا أصحاب الحناجر العالية، كانا قد غطيا منذ
    ( 1 ( قال رسول الله صمى الله عميو وسمم: "لو أن أىل السماء وأىل الأرض اشتركوا في دم مؤمن،
    لأكبّيم الله في النار". أخرجو الترمذي من حيث أبي ىريرة وأبي سعيد الخدري. انظر: جامع
    . الأصول. ج 10 . حديث رقم: 7721 . ص 209

    البداية عمى نداءاتيم وتحذي ا رتيم.. لقد انساقت الجماىير )الغاشي(
    خمف الجبية الإسلامية للإنقاذ، غير ممتفتة إلى صوت العقل والحكمة،
    الذي ظل يجسده في الج ا زئر الشيخان )أحمد سحنون( رئيس ا ربطة
    الدعوة الإسلامية، و)محفوظ نحناح( رئيس حركة مجتمع السمم )حمس(
    رحميما الله.




    حركة مجتمع السمم
    )حمس(
    خيارات الدم والسياسة
    "من أ ا رد أن يتعمم السياسة فميق أ ر التاريخ"
    د. أحمد يوسف

    تمهيد:
    يتناول ىذا البحث مشاركة الحركات الإسلامية الج ا زئرية في
    العمل السياسي، مبتدئاً بتسمسل تاريخي لج ا زئر ما بعد الثورة، ومن ثم
    تحرير الج ا زئر، ثم بداية ظيور العمل الإسلامي، وصولا إلى انقلاب
    بومدين، ومن ثم التطرق إلى الجيود الإسلامية المبذولة من أجل أسممة
    الج ا زئر.. كما يتطرق البحث كذلك إلى مشروع دستور 1974 ، والآثار
    التي ترتبت عميو، ثم قيام الحكومة بسجن مجموعة من الإسلاميين، ثم
    خروجيم من السجن وانشائيم لمعديد من تجمعات الإسلام الحركي،
    وصولاً إلى الأحداث المأساوية التي نعرفيا جميع اً، إضافة إلى الحركات
    الإسلامية التي شاركت في العمل السياسي، ومرحمة الانتقال من الدعوة
    إلى الدولة، والدخول المتكرر والمتتالي في الانتخابات البمدية
    والبرلمانية، إضافة إلى الظروف التي أحاطت بمشاركة الإسلاميين في
    العمل السياسي، وآفاق الممارسة السياسية وأىدافيا، ثم انجا ا زت الحركة
    الإسلامية، وأىم السمبيات والايجابيات التي واكبت المشاركة في
    الحكم... وينتيي البحث بأىم النتائج والتوصيات.
    إن اىتمام الحركات الإسلامية بدخول المعترك السياسي
    الج ا زئري، قد حدث قبل تأسيس الأح ا زب الإسلامية، حيث شارك العديد
    من مؤسسي ىذه الأح ا زب في حرب التحرير الج ا زئرية التي انتيت
    بالاستقلال من الاحتلال الفرنسي. ربما يمكن القول إن بمورة فكرة
    الحركية السياسية ترجع إلى نيايات العقد السابع من القرن المنصرم

    1968 1969 ( مع خطابات الشيخ محفوظ نحناح، في مسجد (
    الجامعة المركزية بالعاصمة، إضافة إلى مجموعة أخرى من الدعاة
    وطلاب الجامعة.
    أولا ا( ج ا زئر ما بعد الثورة
    احتمت فرنسا الج ا زئر في العام 1830 ، وخرجت منيا ميزومة في العام
    1962 . أي بعد مائة واثنين وثلاثين عاماً من الثورة المتواصمة.
    لقد انتصر الشعب الج ا زئري أخي ا رً. لكن ىل كان ىذا الانتصار سيلا .؟
    إن الكممات لا تستطيع أن تنوب عن الحقيقة، وجل ما نستطيع قولو
    ىنا: إن عدد الثو ا رت الشعبية الج ا زئرية قد بم من بدايات الاحتلال
    حتى التحرير حوالي مائة وخمسين ثورة، شممت كل ربوع الوطن
    الج ا زئري، واذا كانت ثورة الأمير ثورة الأمير عبد القادر الج ا زئري
    أشيرىا) 1 (، فإن ذلك لا ينتقص من الثو ا رت العديدة والطويمة والممتدة
    عمى طول الوطن الج ا زئري، نذكر منيا عمى سبيل المثال لا الحصر:
    ثورة الشيخين الحداد والمق ا رني) 2 (، وثورة أولاد سيدي الشيخ) 3 (، والمقاومة
    الباسمة التي أبدتيا قوات المجاىد أحمد باي) 4 (، إضافة إلى ثورة واحة
    ( 1 . ( استمرت ىذه الثورة من العام 1832 حتى عام 1847
    ( 2 ( اندلعت ىذه الثورة في العام 1871 ، وتم إخمادىا في العام 1872 . وقد بم عدد ضحاياىا ما
    يقارب المائة ألف شييد.
    ( 3 . ( استمرت ىذه الثورة من العام 1845 إلى العام 1895
    ( 4 ( قائد المقاومة الج ا زئرية التي تصدت للاحتلال منذ المحظة الأولى في العام 1830 ، واستمرت إلى
    العام 1848

    الزعاطشة) 1 (، ثم ثورة القبائل الأمازيغية بقيادة )لالا فاطمة نسومر() 2 ...)
    وىمم ج ا رً.
    أما آخر الثو ا رت وأشمميا، فقد كانت الثورة التي انتيت
    بالانتصار والتحرير. أصدرت قيادة الثورة بيانيا الأول، في نفس يوم
    اندلاعيا، في الأول من نوفمبر لمعام 1954 . وقد استمرت ىذه الثورة
    مشتعمة، تقدم الوقود من دماء أبناء الج ا زئر، طوال 7 سنوات ونصف،
    وبم عدد ضحاياىا من الشيداء أكثر من مميون ونصف ج ا زئري.
    تميزت الثورة عن سابقاتيا بما وىبيا الله من قيادة حكيمة،
    استطاعت أن توحد كافة القوى الثورية الج ا زئرية تحت لواء جبية
    التحرير الوطني الج ا زئرية، وأن تؤمن الدعم العربي الكافي لاستم ا رر
    المقاومة؛ حيث حصمت عمى الكثير من الدعم الموجيستي من المغرب،
    والدعم السياسي والمالي والعسك ري من مصر عبد الناصر. وقد كان
    ( 1 1849 واستمرت المخواجيات حتى /10/ ( ثار سكان واحة الزعاطشة عمى الفرنسيين بتاريخ 19
    11/26 من نفس العام، بعد أن أبيدت الواحة بكامميا، وقطع الفرنسيون النخيل ورؤوس البشر
    وعمقوىا عمى الأبواب وخناجر البنادق.
    ( 2 ( استمرت ثورة القبائل الأمازيغية، بقيادة "لالا فاطمة نسومر"، من عام 1854 ، حتى العام
    1857 ، وكبدت الفرنسيين خسائر فادحة، حتى سموىا: "جان دارك جرجرة" تشبييا ليا بالبطمة
    القومية الفرنسية "جان د ا رك"، لكنيا رفضت ىذا المقب مفضمة لقب "خولة جرجرة" نسبة إلى "خولة
    2009 . ا ربط: /8/ بنت الأزور". انظر: ويكبيديا. 7
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9_%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%85%D8%B1

    ىذا الدعم المصري لمثورة، أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت فرنسا إلى
    ( الاشت ا رك في العدوان الثلاثي عمى مصر في العام 1956 1 .)
    لقد قامت جبية التحرير الوطني عمى أسس إسلامية. وتحالفت مع
    )جمعية العمماء المسممين الج ا زئ ريين( التي كان قد أسسيا الشيخ )عبد
    الحميد بن باديس( في العام 1931 ، ثم قام عمى قيادتيا من بعده
    تمميذاه: البشير الإب ا رىيمي، والفضيل الورتلاني، وىما المذان شاركا مع
    ممثمي جبية التحرير الج ا زئرية أحمد بن بيلا وحسين آية أحمد وآخرين
    في تأسيس ما سمي حينذاك ب)جبية تحرير الج ا زئر( في اجتماع
    ( القاىرة عام 1955 2 .)
    إذن فقد اعتمدت جبية التحرير الج ا زئرية عمى الإسلام، باعتباره
    المعين الأساس لمثورة، والرمز الذي يجمع شمل الج ا زئريين في جيادىم
    ضد الاحتلال الفرنسي المستبد، وأكد ذلك البيان الأول، حيث نص
    ( 1 2009 . ا ربط: /8/ ( انظر: ويكبيديا. 8
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%85%D8%B5%D8%B1 .
    ( 2 2009 . ا ربط: /6/ ( انظر: الموسوعة الإخوانية. 9
    http://www.ikhwan.net/wiki/index.php/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A .

    عمى: "إقامة الدولة الج ا زئرية الديمق ا رطية الاجتماعية ذات السيادة،
    ضمن إطار المبادئ الإسلامية") 1 .)
    لكن سرعان ما توقفت جيود أعضاء جمعية العمماء المسممين
    بعد الاستقلال، بعد أن قامت السمطة الجديدة بتحجيم دورىا، مستخدمة
    أساليب الترغيب تارة والترىيب تارة أخرى. ووقع العديد من رموز
    الجمعية تحت إغ ا رء المناصب الحكومية، فيما أحيل الباقون إلى
    التقاعد، ومنعوا من القيام بأي نشاط في الميدان السياسي.. وفي ىذه
    الفترة، ظيرت الخلافات حول شكل الدولة وطبيعتيا، وزُجَّ بخيرة الثوار
    من المعارضين لمتوجيات الاشت ا ركية في غياىب السجون، بل إن
    بعضيم تعرض لمتصفية الجسدية، أو النفي عمى أقل تقدير. وفي ذات
    الوقت، تمَّ حل الكثير من الجمعيات الخيرية الإسلامية ومصادرة
    أمواليا، الأمر الذي أدى بالبشير الإب ا رىيمي إلى اعت ا زل الحياة العامة،
    والت ا زم بيتو، ثم إصداره بيانو الذي أعمن فيو: "أن الأسس النظرية، التي
    يقيمون عمييا ]أي قادة الثورة[ أعماليم، يجب أن تنبعث من صميم
    جذورنا العربية الإسلامية، لا من مذاىب أجنبية") 2 .)
    انقلاب بومدين:
    ( 1 2009 . ا ربط: /8/ ( انظر: ويكبيديا. 8
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9 ..
    ( 2 2009 . ا ربط: /8/ ( انظر: محمد البشير الإب ا رىيمي: المسيرة والجيود. إسلام أون لاين. 3
    http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout&cid=1178724113735

    وفي العام 1965 ، انقمب العقيد ىواري بومدين عمى رفيق
    الكفاح والرئيس الأول لمج ا زئر المحررة: )أحمد بن بيلا(، وسمى انقلابو
    ذاك تصحيحاً ثورياً، وبموجب ىذا التصحيح الثوري، سيطرت الدولة
    عمى مجمل الأنشطة الإسلامية. وقد نظر الإسلامي ون بدورىم إلى
    سياسة بومدين بكثير من الشك والتردد، خصوصاً بعد إصداره العديد
    من القوانين ذات الطابع الاشت ا ركي، مثل )قانون الثورة الز ا رعية(
    و)قانون الأسرة(. ومن ىنا، نشطت المعارضة الإسلامية المتمثمة في
    أعضاء )جمعية العمماء( السابقين والعناصر الإسلامية الشابة، والتي
    قادت الحركة الإسلامية في تمك الفترة، حيث كانت بداية انطلاق
    الصحوة من الجامعة. وقد قاد الشيخ محفوظ نحناح، مع رفيق دربو
    محمد بوسميماني، تنظيماً سياسياً تحت مسمى )جماعة الموحدين(
    بالتعاون مع قمة من الطمبة والأساتذة، الذين كانوا يترددون عمى الحمقات
    الفك رية، التي كان ينشطيا الأستاذ مالك بن نبي) 1 .)
    جهود إسلامية
    بدأ تنظيم أول ممتقي لمفكر الإسلامي في الج ا زئر برعاية
    المفكر الإسلامي مالك بن نبي في ديسمبر 1968 . وتأسست مساجد
    ومصميات جامعية جديدة. وبدأ حجاب الم أ رة الج ا زئرية يظير في
    الشوارع والأسواق والمتنزىات العامة. وفي العام 1970 ، بادر وزير
    الشؤون الدينية والتعميم مولود قاسم إلى شن حممة إسلامية تستنكر
    ( 1 . ( انظر: الإخوان المسممون: أسممة الج ا زئر. ص 2

    انحطاط الأخلاق الناتج عن تأثير سنوات الاحتلال. اوستطاع
    الإسلاميون استغلال ىذه الحممة لزيادة نفوذىم، فجمعوا الأموال من
    مساىمات أىل الخير، لنشر المفاىيم الإسلامية الجامعة) 1 .)
    وفي العام 1971 ، أشرفت الحكومة عمى إصدار مجمة جديدة
    تحت اسم "الأصالة"، وابتداء من ذلك الوقت ستعتبر ىذه المجمة الناطقة
    الرسمية باسم الدولة في المجال الديني.. وفي نفس العام، تمَّ إعلان
    )قانون الثورة الز ا رعية( آنف الذكر، وىو القانون الذي قضي بانت ا زع
    الأرض من المواطنين الج ا زئريين، بحجة الحد من الممكية الفردية) 2 .)
    وفي العام 1974 ، ألّف الشيخ )عبد المطيف سمطاني( كتابو: )المزدكيَّة
    أصل الشيوعية(، الذي تضمن نقداً لاذعاً للاشت ا ركية التي ينادي بيا
    بومدين، معتب ا رً إياىا مبدأ ىداماً مستورداً من الخارج. ثم شيدت جامعة
    قسنطينة في العام 1975 مواجيات عنيفة بين الطلاب الذين انقسموا
    إلى فريقين: فريق الناطقين بالفرنسية وأعضاء حزب الطميعة الشيوعي،
    من جانب، وفريق الطلاب العروبيين المطالبين بتطبيق الشريعة
    الإسلامية، من الجانب الآخر.
    في العام 1976 ، جرت مناقشات حول مشر وع جديد لتعديل الميثاق،
    عمى نحو يتعارض مع قواعد الشريعة المتعمقة بالأحوال الشخصية.
    ( 1 ( انظر: تناقضات الحركة الاسلامية في الج ا زئر. مركز الد ا رسات الاشت ا ركية بمصر. القاىرة.
    . 1995 . ص 1
    ( 2 ( يقضي القانون بتحديد الممكية الز ا رعية بما لا يزيد عمى 7 ىكتا ا رت، للأسرة الواحدة.

    وظيرت المعارضة العمنية بقيادة الشيخ محفوظ نحناح، الذي وجو رسالةً
    شديدة الميجة إلى الرئيس، بعنوان: )إلى أين يا بومدين.؟(. وقد أدى بو
    ىذا الانتقاد إلى السجن مع عدد من إخوانو، حيث حكم عميو بخمسة
    عشر عاماً، أمضى منيا خمسة أعوام، قبل أن يفرج عنو في العام
    .1981
    وفي العام 1978 ، مات الرئيس بومدين، ودخمت أجنحة النظام
    في ص ا رع غير معمن، تجاذب أط ا رفو رم ا زن كبي ا رن ىما: محمد الصالح
    يحياوي أمين عام الحزب الحاكم، وعبد العزيز بوتفميقة وزير الخارجية
    في عيد بومدين. وانتيي ىذا الص ا رع باختيار بديل ثالث ىو الشاذلي
    بن جديد، فتولى رئاسة الجميورية لمدة ثلاثة عشر عام اً.
    خروج الشيخ نحناح من المعتقل
    شكل خروج الشيخ نحناح من السجن، نقمة نوعية في المجال
    الدعوي، فقد أتاح الشاذلي بن جديد نوعاً من الحريات، وبدأ الت ا رجع عن
    الاشت ا ركية، وارتفعت في عيده أصوات المحافظين داخل الحزب الحاكم.
    واذا ما تذكرنا بأن تمك الفترة ىي التي شيدت انتصار الثورة الإسلامية
    في إي ا رن مت ا رفقاً مع بدايات التصدع العربي في الخميج، وانكشاف
    عو ا رت الأنظمة العربية أمام تبجح العدو الصييوني أمكن لنا أن ندرك
    حجم خطورة ما جرى.

    وىكذا بدا المسرح مييئاً، لظيور أول تجمع جماىيري،
    لمجماعات الإسلامية في البلاد، تحت ا رية الشيخين: )عبد المطيف
    سمطاني( و)أحمد سحنون(. حيث أعمن المجتمعون قائمة مطالبيم، التي
    من أىميا ضرورة وضع حثد لمتأثي ا رت الغربية، والغاء ميثاق 1976
    ليحل الق آ رن محمو.. وفي نفس الفترة، اكتسح ممثمو الصحوة الإسلامية
    كل منابر العمل الطلابي في الجامعات) 1 .)
    أحداث مأساوية
    ( جاء العام 1988 بدستور 23 فب ا رير 1989 2 (، فانفجرت
    أحداث أكتوبر المأساوية، وبادرت جماعة الموحدين بالدعوة إلى إنشاء
    ) ا ربطة الدعوة الإسلامية( لتضم كل أطياف العمل الإسلامي في
    الج ا زئر، وانتخب الشيخ أحمد سحنون رئيساً ليا، كما أنشأت جماعة
    الموحدين جمعية خيرية باسم )جمعية الإرشاد والإصلاح(. فيما شكمت
    الأط ا رف الإسلامية الأخرى حزباً سياسياً باسم )الجبية الإسلامية
    للإنقاذ. وانتزعت جماىير الشعب الج ا زئري زمام المبادرة السياسية من
    ( 1 . ( انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاىب والأح ا زب المعاصرة. ص 198
    ( 2 ( سمي ىذا الدستور بالدستور الثالث. وحاز عمى ثقة الشعب. ورغم مشاركة 78 % من الناخبين
    في التصويت عميو، ومنحو ما نسبتو 75 % من أصواتيم، إلا جن ا رلات النظام السابق والإسلاميين
    عارضوه، كل لأسبابو الخاصة. غير دستور فب ا رير شكل الدولة، وفتح المجال لمتعددية الحزبية،
    أولغى النيج الاشت ا ركي، كما قوض ما كان يسمى بالشرعية الثورية، ممغي اً ىيمنة الجن ا رلات والحزب
    2009 . ا ربط: /8/ الواحد، ونص عمى تخمي الدولة عن دعم المؤسسات الدينية. انظر: ويكبيديا. 6
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1 .

    الدولة. وفي محاولة منو لاستعادة المبادرة أعمن الرئيس الشاذلي بن
    جديد تعديلا دستورياً آخر يقضي بضرورة أن تتوافق عممية الإصلاح
    مع مطالب أركان الحركة الإسلامية الثلاثة: جبية الإنقاذ، وحركة
    مجتمع السمم، وحركة النيضة.
    الجبهة الإسلامية للإنقاذ )الفيس FIS )
    ىي حركة إصلاح إسلامية ذات توجو سمفي في مجممو.
    تأسست في العام 1989 ، وأعمنت ضرورة الت ا زم رئيس الدولة بتطبيق
    الشريعة الإسلامية، وطالبتو بالمبادرة الفورية إلى إصلاح النظام
    التعميمي والأمني والإعلامي. وقد سبق قيام الجبية العديد من
    الإرىاصات الدعوية والتظاى ا رت والتجمعات، ومنيا:
    .1 اجتماع العديد من العمماء منيم الشيخ أحمد سحنون والشيخ عبد
    ، المطيف سمطاني، والدكتور عباسي مدني في نوفمبر 1982
    وتوجيييم نداءً عاماً مكوناً من أربعة عشر بنداً كميا تطالب بتغيير
    شكل الدولة، من مثل: ضرورة تطبيق الشريعة، وشجب تعيين
    النساء في القضاء، وأسممة الاقتصاد، ورفض الاختلاط.
    .2 ظيور التنافس بين الجماعات الداعية إلى تحكيم الإسلام في
    الج ا زئر؛ وىي: جماعة الإخوان المسممين الدوليين بقيادة الشيخ
    نحناح، وجماعة الإخوان المسممين المحميين بقيادة الشيخ عبد الله
    جاب الله، وجماعة مسجد الجامعة المركزية بقيادة الأستاذ محمد
    بوجمخة ثمَّ الشيخ محمد السعيد.

    .3 تأسيس ا ربطة الدعوة الإسلامية - بزعامة الشيخ أحمد سحنون- في
    العام 1989 . وقد شكمت ىذه ال ا ربطة فيما بعد مظمة لمتيا ا رت
    الإسلامية كميا. وكان من أعضائيا البارزين: الشيخ محفوظ
    نحناح، والدكتور عباسي مدني، والشيخ عبد الله جاب الله، والشيخ
    عمى بمحاج، والشيخ محمد السعيد.
    ورغم أنو قد تمّ تشكيل الجبية الإسلامية الموحدة، بناءً عمى
    رغبة كل ىذه الأطياف المتجمعة؛ إلا أن الشيخ عباس مدني تفرد
    بتصوره الخاص، وأنشأ )الجبية الإسلامية للإنقاذ( معملا ذلك
    بالتعميلات المختمفة.
    حركة مجتمع السمم )حمس(
    ، ىي حركة سياسية إصلاحية شاممة، تأسست عام 1990
    بقيادة الشيخ محفوظ نحناح تحت اسم حركة المجتمع
    الإسلامي)حماس(؛ شعارىا: العمم والعدل والعمل، وثوابتيا: الإسلام
    والمغة العربية والانتماء للأمة الإسلامية والنظام الجميو ري، والحريات
    الخاصة؛ والعامة، والتداول السممي لمسمطة، من خلال منيج واقعي
    موضوعي مرحمي. ومن أشد ما يظير واقعية ىذه الحركة أنيا وافقت
    عمى تغيير اسميا إلى )حركة مجتمع السمم( - بدل الإسلامي - تمشياً
    مع التعديل الدستو ري الذي طمب من الأح ا زب التكيف معو بمنع
    استخدام لفظة الإسلام في تسمية الحركات السياسية.
    الشيخ نحناح: الإبداع والعطاء

    ولد الشيخ محفوظ نحناح بمدينة البميدة، في السابع والعشرين من العام
    1942 . ونشأ في أحضان أسرة محافظة متمسكة بأىداب الدين والمغة
    العربية. وكان شغوفاً بالقرآن الكريم، وتعممو عمى أيدي أساتذة كبار.
    التحق الشيخ نحناح بالجامعة الج ا زئرية في العام 1966 ، وتخرج في
    عمم النفس الصناعي والأدب العربي.
    كان الشيخ نحناح أحد العناصر الشابة في الثورة الج ا زئرية، كما
    شارك في المظاى ا رت الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، مع العديد من
    رفاق الدرب من أمثال: محمد بوسميماني، ومصطفى بمميدي.
    تبنى منيج الإخوان المسممين، وارتبط بالتنظيم الدولي، وأصبح بمثابة
    الم ا رقب العام للإخوان المسممين في الج ا زئر.
    في العام 1976 ، حكم عميو بالسجن خمسة عشر عاماً بتيمة
    محاولة تدبير انقلاب عمى النظام الحاكم، بعد أن نشر بيانو الصارخ
    بعنوان: "إلى أين يا بومدين.؟" ال ا رفض لمنظام الاشت ا ركي الذي فرضو
    بومدين عمى الج ا زئر. إلا أنو لم يمكث في السجن سوى ما يقارب
    . الأربع سنوات حيث أطمق س ا رحو بعد زل ا زل الأصنام في العام 1880
    مثل كل الأيديولوجيين الحركيين، استثمر الشيخ نحناح سنوات
    السجن الأربع في الدعوة إلى منيجو الإسلامي المعتدل، فأسيم في
    إعادة الكثير من السجناء المنحرفين إلى جادة اليداية والصواب.

    بعد خروجو من السجن، عاد إلى م ا زولة النشاط الدعوي والسياسي،
    وشاركت حركتو )جماعة الموحدين( في تحضير تجمع الجامعة
    ( المركزية الشيير في العام 1982 1 .)
    في 9 مايو 1991 ، عقدت حركة مجتمع السمم )حمس( مؤتمرىا
    الأول. وتمَّ اعتماد القانون الأساسي والنظام الداخمي والموائح الضابطة
    لمسار الحركة، ثم انتيى الاجتماع بانتخاب الشيخ نحناح رئيس اً لمحركة.
    شارك الشيخ نحناح في معركة الانتخابات الرئاسية لعام
    1995 ، وحصل عمى المرتبة الثانية بواقع 3.2 مميون صوت، أي
    بنسبة 25 % من مجموع الأصوات. وعندما أحس بتزوير الانتخابات،
    لم يرغب في إدخال الج ا زئر في أزمة ثانية، بعد كل المذابح التي مرت
    بيا طوال سنوات الحرب الأىمية. ورغم ذلك فقد تم منعو من المشاركة
    في الانتخابات الرئاسية التي أجريت بعد ذلك في العام 1999 ، بذريعة
    عدم حصولو - من و ا زرة المجاىدين - عمى وثيقة رسمية تثبت
    مشاركتو في الثورة الج ا زئرية، كما يقضي بذلك الدستور المعدل.
    اعتبر الشيخ نحناح طائ ا رً مغرداً خارج السرب، حين دعا إلى
    نبذ الاقتتال الداخمي، طوال السنوات العشر الرىيبة التي عاشتيا
    الج ا زئر)العشرية السوداء(، وعانت خلاليا من الذبح والقتل والجنون
    والمعنات.
    ( 1 . ( انظر: محمد بوسميماني. شييد الدعوة والوطنية الصادقة. ص 74

    ظل الشيخ نحناح - في كل محاض ا رتو المتعددة في أمريكا
    وأوروبا - مواظباً عمى ربط ما يجري في فمسطين بما يجري في
    الج ا زئر، وبذا فقد أسيم في تأكيد مفاىيم ربما كانت غائبة عن وعي
    المسممين في الغرب، من أىميا ض روري اعتبار قضية فمسطين القضية
    المركزية لمحركة الإسلامية، بما يعنيو ذلك من قدسية الحشد ليا) 1 .)
    2003 . وبذا تكون /1/ توفي الشيخ نحناح )رحمو الله( في 19
    الساحة الإسلامية قد فقدت رجلاً من خيرة رجالاتيا.
    حركة الإصلاح الوطني
    تأسست حركة الإصلاح الوطني بتاريخ 29 يناير 1999 ، إثر
    انشقاقيا عن حركة النيضة الإسلامية، التي كان يقودىا الشيخ عبد الله
    جاب الله. إذ رغبت الحركة الجديدة حسب روايتيا في إعادة ىيكمة
    التيار الإسلامي الوطني النزيو وفق رؤية سياسية تقوم عمى إخضاع
    المصالح لممبادئ، وتعتبر السياسة مصالح يحمييا الحق. وحركة
    الإصلاح الوطني اليوم منتشرة في كل ولايات الج ا زئر، وليا ممثمون في
    المجالس المنتخبة وطنياً ومحمي اً. وتعتبر الحركة نفسيا وريثة كل
    النضالات الفردية السابقة عمى العام 1969 ... وقد عانت الحركة في
    م ا رحميا الأخيرة من الانقسام إلى فريقين: الأول يقوده الشيخ عبد الله
    جاب الله الذي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة، والثاني يقوده الدكتور جييد
    ( 1 . ( انظر: محمد بوسميماني. مصدر سابق. ص 28

    يونسي) 1 ( مع عددٍ من الشخصيات التي انشقت عمى الحركة إلا أن
    حظوظ ىذا التيار في الشارع محدودة وامكانياتو متواضعة جد اً.
    حركة حمس وتعديلات الدستور
    لقد أ رينا كيف افتتحت التعديلات الدستورية، التي جرت عام
    1989 ، عيداً جديداً من المنافسة التعددية، وأدت إلى انتياء سيطرة
    الحزب الواحد. وقد أكدت الانتخابات المحمية في يونيو 1990 الالت ا زم
    الدستوري المعمن بإطلاق الحريات، إذ لم تسمح الحكومة لنخرين
    بمنافستيا فحسب، بل قبمت اليزيمة أمام خص وميا السياسيين كذلك.
    وعندما قررت حركة مجتمع السمم المشاركة في الحياة السياسية
    في الج ا زئر، ظيرت لدى إسلاميين متشددين آخرين مفاىيم مغموطة،
    فكفّروا الحركة ورئيسيا، بسبب دعوتيم إلى التحالف مع الوطنيين
    والنزىاء.. وقد برز من ىؤلاء التكفيريين تيا ا رن سمفيان، مغرقان في
    نصيتيما المنغمقة، أحدىما يقوده )الشيخ عمي بمحاج(، والثاني يتزعمو
    )الياشمي سحنوني(.. فحيثما تحدثت حركة مجتمع السمم عن
    الديم وق ا رطية، زعموا بأن الديم وق ا رطية كفر.!! وكمما دعت إلى الحوار
    والتعايش؛ أجابوا بأن ىذه حركة عميمة لمنظام.!! وعندما دعت إلى
    التحالفات؛ قالوا: لا حمف في الإسلام..!! وعندما ركزت الحركة عمى
    التربية؛ قالوا: لسنا عمى استعداد للانتظار، فالقطار قد انطمق.!! وعندما
    دعت إلى الوحدة في القوائم الانتخابية مع الأط ا رف الإسلامية؛ قالوا:
    ( 1 . ( انظر: د. أحمد يوسف، الج ا زئر. سنوات الدم والمح ا رب. دار قرطبة. الج ا زئر. 2008

    أنتم الرممة )أي حبة رمل( ونحن الصح ا رء، أو أنتم النممة ونحن
    الفيل) 1 !!..)
    ظروف متوترة
    لم يكن ىذان التيا ا رن المتشددان وحدىما من يساىم في تشتيت
    وحدة العمل الإسلامي، بل ساىمت الجبية الإسلامية للإنقاذ في ذلك
    م ا ر ا رً. وكمما سعت حركة مجتمع السمم إلى أ رب الصدع بين الطرفين
    كانت تواجو بتعنت قيادة جبية الإنقاذ، وعدم الت ا زميا بق ا ر ا رت ا ربطة
    الدعوة الإسلامية، التي تجمع كافة الأط ا رف؛ إلى درجة أن صارت
    جبية الإنقاذ تطمب من باقي الحركات الانخ ا رط فييا.. وحين اصطدمت
    الجبية برفض الجماعات الأخرى لطمبيا، سمطت أبواقيا الإعلامية
    العملاقة عمى الجميع. ثم خاضت في العام 1990 غمار الانتخابات
    المحمية، وفازت بأغمبية المقاعد في المجالس البمدية، الأمر الذي
    صعَّ ب من إمكانية التوافق، خصوصاً بعد سيطرة التيا ا رت التكفيرية
    الداعية إلى الصدام مع الدولة والمجتمع، عمى الجبية. وىذا ىو ما أدى
    إلى نمو العديد من الجماعات الجيادية المتشددة في حضن الجبية
    الإسلامية، وتحت عينيا.
    بعد فوزىا في الانتخابات البمدية، أنشأت الجبية الإسلامية
    للإنقاذ جيا ا زً لمشرطة الإسلامية في البمديات. وبذا فقد أخذت مظاىر
    ( 1 ( انظر: فاروق ابو س ا رج الذىب. حركة مجتمع السمم في غمار المعترك السياسي. د ا رسة تحت
    الطبع.

    العنف تبرز في المجتمع الج ا زئري. وبدأت حركة حمس تشعر بأن
    المشروع الإسلامي معرض لمتشويو. في خضم كل ىذا، تم الإعلان
    عن تنظيم الانتخابات التشريعية سنة 1991 . ىنا دعت حركة مجتمع
    السمم إلى إنشاء )التحالف الإسلامي الوطني( تمييداً لخوض غمار
    الانتخابات بقوائم موحدة، وىو الأمر الذي رفضتو الجبية الإسلامية
    للإنقاذ. فأعمنت عن تأسيس )حركة المجتمع الإسلامي( في مايو من
    العام نفسو، ونشرت في الصحف أىدافيا وبرنامجيا السياسي، ومن ثم
    بدأت عممية التأسيس لممكاتب الولائية، والاستعداد لدخول الانتخابات
    التشريعية.
    الدخول في المعترك السياسي
    نظرت قيادة حركة مجتمع السمم )حمس( إلى دخول المعترك
    السياسي، باعتباره خطوة عمى طريق الانتقال من الدعوة إلى المشاركة.
    وىي ضرورة اقتضتيا المرحمة، وفرضتيا التحديات، وعمقتيا التجربة؛
    خاصة وقد جرب الإسلاميون الصدام مع النظام فوجدوا أكثر نتائجو
    كارثية، خصوصاً عمى مستوى الأفكار والمشروعات والب ا رمج. لقد
    أدركت حركة حمس أن أخطاء جبية الإنقاذ قد عادت بالحركة
    الإسلامية الج ا زئرية إلى الو ا رء. لقد حذرت حمس من قبل من
    الاستعجال في خوض المعركة الانتخابية، إلى حين التحقق من صدق
    نوايا الدولة في التوجو نحو الديموق ا رطية؛ بل إنيا شككت في نوايا الدولة

    منذ البداية، وحذرت من مغبة الإلقاء بالمشروع الإسلامي في الساحة،
    دونما تأىيل أو تأطير أو وجود كادر بشري يستوعب المرحمة) 1 .)
    لكن سرعان ما اعتبرت حركة مجتمع السمم انتخابات 1991
    فرصتيا للانتقال، بنفسيا وجماىيرىا، من مرحمة الدعوة إلى مرحمة
    الدولة. بل اشتير شعار الشيخ محفوظ نحناح )الانتقال من دال الدعوة
    إلى دال الدولة( الذي طالما ردده في خطبو العامة والداخمية. وقد
    استفادت حمس في ذلك من تجارب الحركات الإسلامية في كل العالم،
    خاصة التجربة التركية، ثم تجارب الأخوان المسممين في المشاركة في
    السمطة بالأردن، وتجارب الإخوان المسممين في الصدام مع السمطة،
    في كل من سوريا ومصر اولع ا رق) 2 .)
    بالإضافة إلى كل ما سبق، فقد انفتحت حركة حمس عمى
    تجارب التيار القومي العربي، وتجارب الإسلام في الغرب، في سبيل
    صياغة نموذج جديد يجمع بين ىذا وذاك. وان المطمع عمى كتاب
    )أصول الإفتاء والاجتياد التطبيقي في فقو الدعوة الإسلامية( سوف
    يلاحظ كم تأثرت حركة حمس بيذا الكتاب الذي ألفو المفكر الإسلامي
    المعروف: محمد أحمد ال ا رشد) 3 .)
    ( 1 . ( انظر: نور الدين ثنيو. الأح ا زب السياسية في الج ا زئر والتجربة الديمق ا رطية. 2003
    ( 2 ( انظر: محفوظ نحناح. التفاعل الديمق ا رطي في الج ا زئر. ورقة عمل مقدمة لممعيد الممكي
    . البريطاني عام 1998 . ص 16
    ( 3 ( انظر: حركة مجتمع السمم في غمار المعترك السياسي. مصدر سابق.

    وفي العام 1994 ، شاركت حركة مجتمع السمم في ندوة الوفاق
    الوطني، التي جاءت بالأمين زروال رئيسا لمدولة. وفي العام التالي
    خاض مرشحيا محفوظ نحناح غمار المنافسة عمى رئاسة الجميورية،
    وحصل عمى المرتبة الثانية. أما في العام 1996 ، فقد فازت الحركة
    بحقيبتين و ا زريتين ىما: و ا زرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )الوزير
    عبد القادر حميتو(، وو ا زرة الدولة لمصيد البحري )الوزير أبو جرة
    سمطاني() 1 .)
    وفي العام 1997 ، شاركت الحركة في الانتخابات البرلمانية
    والمحمية. لكن التزوير جعل حظيا من الفوز أقل مما تستحق، إضافة
    إلى يأس المواطنين واع ا رضيم عن الذىاب إلى صناديق الاقت ا رع.
    فكانت النتيجة واحداً وسبعين مقعداً من أصل ثلاثمائة وثمانين في
    البرلمان، وحوالي ألف ومائة منتخب محمي، منيا أربعة وعشرون بمدية
    تسيرىا الحركة. وبذا فقد كان عمى الحقائب الو ا زرية الممنوحة لمحركة أن
    تزيد إلى سبع. وىكذا بدا كما لو أن حركة مجتمع السمم قد صارت
    مشاركاً سياسياً في جياز الدولة، مما يعنيو من تحول التيار الإسلامي
    إلى مادة حديث يومية في وسائل الإعلام) 2 .)
    2003 جرت الانتخابات البرلمانية / وفي العامين 2002
    والمحمية عمى التتابع.. وقد عانت ىذه الانتخابات من التزوير، فتقيقرت
    ( 1 ( انظر: حركة مجتمع السمم. مصدر سابق.
    ( 2 . ( انظر: محمد سميمان. ق ا رءة في التجربة الج ا زئرية. 2003

    حركة مجتمع السمم )حمس( إلى المرتبة ال ا ربعة، فبم عدد مقاعدىا في
    البرلمان ثمانية وثلاثين، أما في المجالس البمدية ففازت في ثمانية
    وثلاثين بمدية. ورغم ذلك فقد بم عدد الحقائب الو ا زرية المخصصة ليا
    خمس حقائب. وقد شيدت ىذه الفترة انتقال زعيم الحركة الشيخ محفوظ
    نحناح إلى رحمة الله تعالى.
    في العام 2004 جرت الانتخابات الرئاسية الثالثة، التي
    اعتُبرت من أنظف الانتخابات في الج ا زئر، وفاز بالرئاسة مرشح
    المصالحة الوطنية عبد العزيز بوتفميقة، بأغمبية 84.99 %. وىذه
    الانتخابات ىي التي أفسحت المجال لتحقيق المصالحة الوطنية، وحل
    العديد من الممفات العالقة، كممف المفقودين، وممف الش ا ركة، اولممف
    الاقتصادي، وممف السكن.
    وقد استغمت حركة مجتمع السمم ىذه المناسبة لتأكيد ثوابتيا،
    القائمة بتمسك الج ا زئريين بخطاب الثوابت والمصالحة والسمم والحوار
    والقيم الإسلامية الأصيمة، الأمر الذي عزز السمعة الحسنة التي سبق
    لحمس أن حازت عمييا داخمياً وخارجي اً.
    أربع حقائب و ا زرية، وثمانية وثلاثون نائباً في المجمس الشعبي
    الوطني، وعشرة أعضاء في مجمس الأمة، ىذا ىو الذي حصمت عميو
    حمس، في انتخابات 2004 ، ومكَّنيا من تشكيل كتمتين برلمانيتين
    عميا وسفمى إضافة إلى ثمانية وثلاثين بمديةً تديرىا بشكل كامل،

    وحوالي ألف ومائتي منتخباً محمياً، وكل ىذا الانتشارٌ التنظيميٌ
    اولييكميٌ الواسعٌ عمى كامل الت ا رب الوطني، اولقا ا رت الخمس) 1 .)
    في العام 2005 ، تم توقيع ميثاق الوفاق والمصالحة الوطنية،
    وبيذا تنتيي العشرية الدموية )السوداء( التي ا رح ضحيتيا ما يزيد عن
    مائة ألف مواطن، ما بين قتيل وجريح، وخمسمائة شييد من أف ا رد حركة
    مجتمع السمم.
    في العام 2007 ، جرت الانتخابات التشريعية التي تنافس عمييا
    اثنان وعشرون حزباً سياسياً معتمداً، عمى أ رسيا الائتلاف الثلاثي
    الحاكم، الذي يضم جبية التحرير الوطني، وحزب التجمع الوطني
    الديمق ا رطي، وحركة مجتمع السمم.
    .1 أما جبية التحرير الوطني؛ فيي الحزب الحاكم في الج ا زئر، منذ
    الاستقلال، ولو الأغمبية البرلمانية المطمقة ) 165 نائب اً(، ويتمتع
    ب) 541 مرشح اً( يغطون كافة الدوائر الانتخابية. ومن أبرز قياداتو:
    عبد العزيز بوتفميقة، وعبد العزيز بمخادم، وعبد القادر حجار.
    .2 يميو حزب التجمع الوطني؛ الذي يضم 62 نائباً في البرلمان،
    ويتمتع ب) 541 مرشح اً( من أبرزىم: أحمد أويحيى.
    .3 ثم تأتي حركة مجتمع السمم في المرتبة الثالثة؛ ويمثميا في البرلمان
    51 نائب اً(، وبم عدد مرشحييا ) 541 مرشح اً(. ومن أبرز (
    قياداتيا: أبو جرة سمطاني، وعبد الرحمن سعيدي، وعبد الر ا زق
    ( 1 ( انظر: حركة مجتمع السمم. مصدر سابق.

    مقري، وعبد المجيد مناصرة، وعبد الحميد مداود، وىي تمثل الاتجاه
    الإسلامي المعتدل، ولطالما حاول مؤسسيا الشيخ محفوظ نحناح
    )رحمو الله( أن يقدميا كبديل عن الجبية الإسلامية للإنقاذ، لكنو لم
    ينجح في ذلك كثي ا رً، بسبب ميل الجميور في تمك المرحمة إلى
    الخطاب ال ا رديكالي المتشدد الذي تقدمو لو جبية الإنقاذ، بديلاً عن
    سنوات طويمة من فساد سمطة جبية التحرير الج ا زئرية.
    انتخابات 2222 : ظروف المشاركة وآفاق الممارسة
    ولدت فكرة المشاركة في الحياة السياسية، لدى حركة حمس،
    في ظروف خاصة، أىميا:
    .1 انعدام أي تجربة سابقة لمحركات الإسلامية الج ا زئ رية في المشاركة
    السياسية.
    .2 وجود أزمة دموية قائمة، طرفاىا؛ حزب إسلامي والسمطة الحاكمة.
    .3 دخول البلاد في أزمة اقتصادية حادة.
    .4 حصول الحركة عمى و ا ز ا رت تقنية وخدماتية، أغمبيا مفرغة
    الصّ لاحيات.
    .5 غياب قاعدة كوادر تقنية من الحركة داخل الإدارة تسند عمل
    الوز ا رء وتضمن لو الفعالية الكافية لمتأثير.
    .6 وجود الكثير من السمبيات التي تركيا الاستعمار الفرنسي و ا رءه،
    كتجييل الشعب الج ا زئري، وافقاره، وزرع بذور الفرقة خلالو) 1 .)
    ( 1 . ( انظر: مشاركة تيا ا رت الاعتدال والوسطية. د ا رسة خاصة داخمية لمحركة غير مطبوعة. ص 6

    وقد ضعت حركة مجتمع السمم نصب عينييا محددات عدة،
    تضمن فعالية مشاركتيا السياسية، وتقمل من مخاطر الاحتواء، أىميا:
    .1 ضرورة توفير أجواء الاستق ا رر السياسي والاجتماعي، قبل البدء في
    تطوير الممارسة السياسية والمسار الديم وق ا رطي، انطلاقاً من وعي
    الحركة بأن الديم وق ا رطية لا تزدىر في أج واء الإضط ا ربات. وقد
    دلت جميع الأحداث عمى أن تعجيل التطور السياسي،
    بالإضط ا ربات، كثي ا رً ما يكون سبباً في مد عمر الاستبداد.
    .2 التأكد من جدية أصحاب الق ا رر السياسي في المضي بشوط
    الديموق ا رطية إلى منتياه.
    .3 ضرورة توفر الدولة القوية المتماسكة، لأن قوة الدولة شرط أساسي
    من شروط قيام الديم وق ا رطية وديمومتيا.
    .4 ضرورة توفر المناخ الاجتماعي والسياسي القابل للاحتكام إلى
    الديم وق ا رطية، ونبذ الممارسات الإرىابية؛ فالإرىاب والديموق ا رطية لا
    يتعايشان.
    .5 ضرورة وجود إعلام شفاف وصادق وداعم لممسيرة الديم وق ا رطية) 1 .)
    المؤتمر الثالث وال ا ربع ومستقبل الحركة
    بعد وفاة الشيخ محفوظ نحناح )رحمو الله( عاشت الحركة
    ظرفاً استثنائياً تاريخياً عمى اعتبار انيا عقدت مؤتمرىا الثالث بعد وفاة
    مؤسسيا ولم تعرف الانقسام التنظيمي كسائر تجارب الحركات
    ( 1 . ( انظر: التفاعل الديمق ا رطي في الج ا زئر بين الوىم والحقيقة. مصدر سابق. ص 22

    الاسلامية بعد وفاة مؤسسيا، كما حدث للاخوان المسممين بعد وفاة
    الامام حسن البنا )رحمو الله(، حيث بقيت الحركة ثلاث سنوات بدون
    قيادة، ولكن حركة مجتمع السمم اظيرت قدرة سياسية غير مسبوقة في
    تطبيق الموائح وبروتكولات التولية والتنحية، وأعطت في مؤتمرىا الثالث
    درساً بميغاً تحدثت بو كل الصحف الج ا زئرية وثمنَّو كل السياسيين،
    وظمت كذلك طيمة خمس سنوات تُس ير اختلافاتيا السياسية والتنظيمية
    بالانتصار الى العمل المؤسسي الذي صار صمام أمان أمام ظاىرة
    الانشقاق في الحركة الاسلامية، وجاء المؤتمر ال ا ربع سنة 2008
    لتعرف الساحة الاعلامية الج ا زئرية نموذجاً ا رئعاً في المنافسة عمى قيادة
    الحركة، حيث التزم المرشحون لرئاسة الحركة بكل أصول الحملات
    الانتخابية من اصدار الكتب والممصقات والحوا ا رت في الصحف ومواقع
    الانترنت، وانتظم الإخوان في المؤتمر ال ا ربع، وجرت الانتخابات في جو
    من الشفافية التنافسية، بل أكثر من ذلك، حيث كان أغمب أعضاء
    المجنة التحضيرية لممؤتمر من أنصار منافس رئيس الحركة الشيخ
    ابوجرة سمطاني، ولكن 1400 من المشاركين في المؤتمر اختاروا تجديد
    عيدة الشيخ ابوجرة سمطاني، بعد ان انسحب الأستاذ عبد المجيد
    مناصرة من المنافسة في اليوم ال ا ربع من أشغال المؤتمر، لاسيما بعد أن
    ص وت المؤتمرون ث

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 2:12