hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    ومضات في التعامل مع الفتن

    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    ومضات في التعامل مع الفتن Empty ومضات في التعامل مع الفتن

    مُساهمة  alhdhd45 الإثنين 4 يوليو 2011 - 21:36

    هذه الجزء الأول من مقالتين نشرتا بموقع منارات للأستاذ جمال زوراى وهو مفكر جزائرى يضع أنوار وومضات فى التعامل مع الفتن يقول :

    إن فضائح الفتن وثمارها المرّة، تجعل المرء يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على الاستجابة لرؤوسها وصانعيها وحاملي لوائها مهما كانت مبرراتهم ودوافعهم وحججهم، فلا يمكن لصاحب عقل راجح وقلب نابض وغيرة حيّة وتربية سليمة وتضحية عزيزة ووفاء ثابت وخلق أصيل، أن يتجاوب مع إرادات التمزيق والتفجير والانشقاق والتشرذم والتهديم، وبما أن المسؤولية فردية والتبعة

    كذلك، فإنه يتعين على كل مَن تورّط أو ورّط ليكون معول هدم لصرح شامخ بني بدماء وعرق، وجهود وتضحيات، وآلام وآمال على مدار السنين، تراكمت حتى جعلت منه علما بارزاً وجبلا أشما استهوى ويستهوي كل المخلصين ومحبي الخير في شتّى البقاع، عليه أن يعدّ إجابة واضحة جلية لا لبس فيها ليقدمها في حضرة مولاه عز وجل ـ الذي لا تخفى عليه خافيةـ لمّا يسأله: لما أقدمت على هذا الفعل؟

    حرر عقلك ـ أخي الفاضل ـ من التبعية والتقليد لفلان أو علاّن مهما علا شأنه، وارتفعت منزلته، وشع بريقه، وتجرّد من الشخصنة، وابتعد عن المجاملة والتبرير لأي كان، ولا ترضى لنفسك أن تكون وقوداً للفتنة وبوقا لمثيريها ومؤججيها ومسعري نارها، ولا تدع أحداً مهما كان أن يستعملك إسفينا، وكن فيها كابن اللّبون لا ظهراً فيركب ولا ضرعا فيحلب، وليكن شعارك قاعدة الإمام ابن القيم رحمه الله: (شيخ الإسلام حبيب إلى قلوبنا ولكن الحق أحب إلينا منه)، فعلى نهجه قل: فلان حبيب إلى قلبي ولكن الحركة والجماعة والمنهج أحب إلي منه.



    بهذه العقلية، وهذا الشعور بالمسؤولية الذاتية أريدك أن تستقبل ومضاتي التي أهديها لك ــ بلسان الصالحين والبلغاء والشعراء ــ بعيداً عن الأحكام المسبقة المانعة من المراجعة والاستدراك، والمكابرة الحاجزة عن الاعتراف بالخطأ، والتأويل السيئ الحائل دون الرجوع إلى الحق.

    1ــ الومضة الأولى: فليكن المنطلق القاعدة الحسنية:- قال الحسن البصري رحمه الله: (ما ضربت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أم على معصية، فإن كانت على طاعة تقدمت، وإن كانت على معصية تأخرت).

    2ـ الومضة الثانية: نقض العهد بريد لقسوة القلب:- قال ابن عقيل الحنبلي رحمه اللهSadيا مَن يجد في قلبه قسوة، احذر أن تكون نقضت عهداً، فإن الله تعالى يقولSad فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً)( المائدة13).

    3ـ الومضة الثالثة: استشعار بشاعة التفريق بين الأحبّة:- عن عبد الرحمن بن غنم مرفوعاSadخيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله: المشّاءون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت)(أخرجه أحمد).

    وقال الشاعر:

    ثلاث يعزّ الصبر عند حلولها ويذهل عنها عقل كل لبيب

    خروج اضطرار من بلاد تحبها وفرقة إخوان وفقد حبيب

    وقال الآخر: وكل مصيبات الزمان وجدتها سوى فرقة الأحباب هينة الخطب.

    4ـ الومضة الرابعة: الأعراض خط أحمـــــــــــر:- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمSad الربا اثنان وسبعون بابا، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه)(السلسلة الصحيحة).

    وقال أحد السلف: أربعة من علامات اللؤم: إفشاء السر، واعتقاد الغدر، وغيبة الإخوان وإساءة الجوار.

    5 ـ الومضة الخامسة: الرضا والتمالي مشاركة:- قال عبد الواحد: قلت للحسن: يا أبا سعيد، أخبرني عن رجل لم يشهد فتنة ابن المهلب إلا أنه عاون بلسانه ورضي بقلبه !! قال: يا ابن أخي، كم يد عقرت الناقة ؟ قلت: يد واحدة، قال:أليس قد هلك القوم جميعا برضاهم وتماليهم ).

    6ـ الومضة السادسة: الثلاثية التي تعود على صاحبها:- قيل: ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه: البغي لقوله تعالىSad يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم)( يونس23)، والمكر لقوله تعالىSad وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)( فاطر43)، والنكث لقوله تعالىSad فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)( الفتح10).

    7 ـ الومضة السابعة: تنبه إلى أهم خصائص الفتن:- قال عادل عبد الله شويخ رحمه اللهSad وإن من أهم خصائص الفتن: أن أهلها عيّابون طعّانون يلبسون قليل الحق بكثير الباطل، ويكتمون الكثير من المحاسن، ولا تنجو رواياتهم من التدليس، ويسيؤون تفسير المواقف ويتأولون الألفاظ)..

    8 ـ الومضة الثامنة: لا تكن من أعداء المروءة:- قال النسّابة البكري لرؤبة بن الحجاجSadما أعداء المروءة ؟ قال: تخبرني، قال: بنو عم السوء، إن رأوا حسنا ستروه، وإن رأوا سيئا أذاعوه).

    9ـ الومضة التاسعة: عواقب الفجور في الخصومة:- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمSad… ومن خاصم في باطل وهو يعلمه، لم يزل في سخط الله حتى ينزع…)(جزء من حديث أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم).

    وقال الشيخ محمد الغزالي رحمه اللهSadوكثير ما تطيش الخصومة بألباب ذويها، فتتدلي بها إلى اقتراف الصغائر المسقطة للمروءة، والكبائر الموجبة للّعنة، وعين السخط تنظر من زاوية داكنة، فهي تعمي عن الفضائل، وتضخم الرذائل، وقد يذهب بها الحقد إلى التخيل وافتراض الأكاذيب، وذلك كلّه ممّا يسخطه الإسلام ويحاذر وقوعه، ويرى منعه أفضل القربات… فصاحب الصدر السليم يأسى لآلام العباد، ويشتهي لهم العافية، أما التلهّي بسرد الفضائح، وكشف الستور، وإبداء العورات، فليس مسلك المسلم الحق).

    10ـ الومضة العاشرة: جرّد مقصدك واعتبر من عمرو بن الحمق:- ( وأما عمرو بن الحمق فوثب على صدره وبه رمق ( أي سيدنا عثمان رضي الله عنه )، فطعنه تسع طعنات فقال: أما ثلاث فإني طعنتهن إياه لله تعالى، وأما ستّ فلما كان في صدري عليه ).

    11ـ الومضة الحادية عشر: صنف نفسك من أي المعادن أنت ؟:- قال مصطفى السباعي رحمه اللهSadالناس معادن، خيارهم في السرّاء خيارهم في الضراء، وخيارهم في التولية خيارهم في العزل، وخيارهم في الجاه خيارهم في الخمول، وخيارهم في القوة خيارهم في الضعف، وخيارهم في الجندية خيارهم في القيادة ).

    12ـ الومضة الثانية عشر: تحرّى الصدق لتنجو من الخيانة:- روي عن سفيان بن أسيد مرفوعاSadكبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت به كاذب )( رواه البخاري في الأدب وأبو داود).

    13ـ الومضة الثالثة عشر: شتّان بين الجماعة والفرقة:- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنهSadيا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما السبيل إلى حبل الله الذي أمر به، وإنّ ما تكرهون في الجماعة خير ممّا تحبّون في الفرقة ).

    وقال الطحاوي رحمه الله في متن عقيدتهSadونرى الجماعة حقّا وصوابا، والفرقة زيغا وعذابا).

    14ـ الومضة الرابعة عشر: احرص على رضا ربك، فإن إرضاء الناس غاية لا تدرك مهما فعلت:-

    قال الشاعر:

    ضحكت فقالوا: ألا تحتشم بكيت فقالوا: ألا تبتسم

    بسمت فقالوا: يرائي بها عبست فقالوا بدا ما كتم

    صمتّ فقالوا: كليل اللّسان نطقت فقالوا كثير الكلم

    حلمت فقالوا: صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لانتقم

    بسلت فقالوا: لطيش بــــــــه وما كان مجترئا لو حكم

    يقولون شذّ إذا قلت: لا وإمّعة حين وافقتـــــــهم

    فأيقنت أنّي مهما أردت رضا النّاس لابد لي أن أذم

    15ـ الومضة الخامسة عشر: تحقيق صدق الأخوة منجاة:- قال الإمام الشافعي رحمه اللهSadمن صدق في أخوة أخيه: قتل علله، وسدّ خلله، وعفا عن زلله).

    وقال يونس الصدفي رحمه الله: (ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة، ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسالة).

    16ـ الومضة السادسة عشر: اربأ بنفسك أن تكون الورقة الجافة أو الحطبة اليابسة من الشجرة الضخمة:- قال سيد رحمه الله: (المرّة بعد المرّة يصاب بعض أفراد الجماعة بنزوات، وفي كلّ مرّة يسقط أصحاب هذه النزوات كما تسقط الورقة الجافة من الشجرة الضخمة، وقد يمسك العدو بفرع من الشجرة ويظن أنّه بجذب هذا الفرع سيقتلع معه الشجرة كلّها، حتّّى إذا آن الأوان وجذب الفرع خرج في يده كالحطبة الجافّة لا ماء ولا حياة، وبقيت الشجرة).

    17ـ الومضة السابعة عشر: تشجّع ومارس الهبّة الصالحية:- يقول الراشد: (وقد ضرب الأستاذ صالح عشماوي رحمه الله مثلا لهؤلاء، لعلّهم بقصته وتوبته يقتدون.

    كان الأستاذ رحمه الله ورفع درجته من قدماء الدعاة ورجال الرعيل الأول، ولبث مع الإمام المؤسس دهراً كأحسن ما يكون الداعية عملا، وأصبح عضو المكتب، فلمّا قتل الإمام رحمه الله والمحنة جاثمة: اختلطت أوراق، واشتبهت أمور، وتحرّكت وساوس، فافتتن نفر، وجعلوا الأستاذ رأسا عليهم، ثم مرّت السنوات الحالكة، وطالت المحنة، فندم على ما كان منه، وطلب أبلغ صور التوبة النّصوح.

    وقد زرت دار مجلّة الدعوة يوما فوجدت شيخا وقوراً يجلس بتواضع على كرسي خيزران قديم خارج باب الشقّة كأنّه بوّاب، ولكنّه مهيب، وله طلعة نورانية.

    فسلّمت عليه واستأذنته، فأذن، فدخلت، فقال لي أخ ممّن هناك: هل عرفت ذاك الرجل المحترم الذي كأنّه بوّاب.

    قلت: لا، لكنّه استرعى اهتمامي.

    قال: ذاك صالح عشماوي، يرى نفسه استروحت يوم جعله المشاكسون رأسا ونادوا به أميراً، وعزم على أن يرجع جنديا في آخر الصف، ويصرّ على أنّ ذلك من تمام توبته، فأختار أن يكون بوّابا، ولو يعلم أنّ هناك منزلة أدنى من منزلة البوّاب لسارع إليها، يلغي بذلك ما سلف منه من تطلّع للصّدارة.

    فعجبت ودهشت لهذه الرّوح الصّافية والقلب الكبير.

    ثمّ قال لنا الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله: دعونا له، ودعوناه أن يكون أخا لنا يشارك كالآخرين، ويتوب الله على مَن تاب، ولكنّه أبى ورفض، وأصررنا وبلغنا غاية الجهد في إقناعه، لكنّه أصر إصراراً على أن يعاقب نفسه بالتأخير.

    ثمّ خطبنا الأستاذ عمر رحمه الله بعد سنوات فقال: لقد تاب الأستاذ صالح عشماوي توبة أحسبها لو وزّعت على دعاة الإسلام في القاهرة جميعا لوسعتهم. رحمهم الله جميعا، وعصمنا من الفتن بعدهم).

    18ـ الومضة الثامنة عشر: لن تذهب بعيداً وستحنّ لبيتك الأول العامر إن صدقت:-

    قال الشاعر:

    نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول

    كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منـــــزل

    19ـ الومضة التّاسعة عشر: الاعتذار وقبوله من شيم العظماء:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلمSadمَن اعتذر إلى أخيه بمعذرة لم يقبلها كانّ عليه مثل خطيئة صاحب مكس)(رواه ابن ماجه).

    وقال الشاعر: قيل لي:

    قد أساء إليك فلان وقعود الفتى على الضيم عار

    قلت: قد جاءنا فأحدث عذرا ديّة الذنب عندنا الاعتذار

    20ـ الومضة العشرون: فلنطوي الصفحة ولنجدّد العهد:-

    قال الشاعر: من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منّا

    فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلـــــــــنا

    وإن كان لابـد من العتب فبلحسنـــــــى

    وقال الآخر:

    تعالوا نطوي الحديث الذي جرى ولا سمع الواشي بذاك ولا درى

    تعالوا بنا حتّى نعود إلى الرضــا وحتّى كأنّ العهد لم يتغيــــــــرا

    لقد طال شرح القال والقيل بيـننا وما طال ذاك الشرح إلاّ ليقصرا

    من اليوم تاريخ المحبّة بيننـــــــــا عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى

    21ــ الومضة الواحدة والعشرون: التحلّي بآداب النصيحة وتجنّب التشهير:- قال الإمام الشافعيSadمن وعظ أخاه سرّا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه).

    وقال مسعرSadرحم الله من أهدى إلي عيوبي في سرّ بيني وبينه، فإنّ النصيحة في الملأ تقريع).

    وقال الإمام البنا: (يا أخي لتكن نصيحتك لأخيك تلميحا لا تصريحا وتصحيحا لا تجريحا).

    قال الشاعر:

    تعمّدني بنصحك في إنفراد وجنّبني النصيحة في الجماعة

    فإنّ النصح بين الناس نوع من التقريع لا أرضى استماعه

    فإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

    22ــ الومضة الثانية والعشرون: إيّاك وكفران العشيـر فإنّه مطية اللّؤم:

    عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSad… قال: تكثرن اللّعن وتكفــرن العشيـــــر)(البخاري وابن ماجة).

    قال الإمام الشافعيSadالحــرّ مَن راعى وداد لحظـة، أو تمسّك بمن أفاده لفظــــة).

    وقال أيضا شعراً:

    إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ودّ يجيْ تكلّفـــــــــــــا

    ولا خير في خلّ يخون خليلـــه ويلقاه من بعد المودّة بالجفــــــــا

    وينكر عيشا قد تقادم عهــــــده ويظهر سرّا كان بالأمس قد خفـــــا

    سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق وفيّ يصدق الوعد منصفا

    وقيل في منثور الحكمSad إيّاك أن تبصق في بئر شربت منها يوما، لعلّك تعود إليها عطشانا).

    23ــ الومضة الثالثة والعشرون: أنصف القادة من نفسك:- قال الإمام علي رضي الله عنهSad أنصفونا يا معاشر الرعية، تريدون منّا أن نسير فيكم سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعيّة أبي بكر وعمر) يقول الراشد شارحاSadونقول لك كالّذي قال: أنصف أيّها الداعية، وكن عادلا واقعيا، فإنّك تريد من القادة إنجازاً لعلّه الآن في مثل صعوبة فتوح أبي بكر وعمر، وأنت لا تهب دعوتك ما وهبه جند أبي بكر وعمر، تجمع الأموال، وتخشى الفقر، وتطيل السمر مع زوجك، وتعطي الدعوة فضول الأوقات، ثم تريد أن ترى المعجزة، كلاّ، كلاّ، بل شرط بشرط، مَن أراد أميراً كأبي بكر وعمر، فليكن كخالد وكسعد رضي الله عنهم أجمعين).

    24ــ الومضة الرابعة والعشرون: أقل ذوي الهيئــــات عثراتهــــم:- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّمSadأقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلاّ الحدود)(أبو داود).

    علّق ابن القيم عن الحديث في بدائع الفوائدSadوالظاهر أنّهم ذوو الأقدار بين الناس من الجاه والشرف والسؤدد، فإنّ الله تعالى خصّهم بنوع تكريم وتفضيل على بني جنسهم، فمن كان منهم مستوراً مشهوراً بالخير، حتّى كبا به جواده، ونبا غضب صبره، وأديل عليه شيطانه، فلا تسارع إلى تأنيبه وعقوبته، بل تقال عثرته، ما لم تكن من حدود الله).

    وقال الماوردي: ( لا يزهّدك في رجل حمدت سيرته، وارتضيت وتيرته، وعرفت فضله، وبطنت عقله، عيب خفيّ يحيط به كثرة فضائله، أو ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله…).

    وقال الشاعر: ومن ذا الّذي ترضى سجاياه كلّها كفى بالمرء نبلا أن تعدّ معايبه.

    25ــ الومضة الخامسة والعشرون: اكس ألفاظك أحسنهــــــــا:- روى البخاري في كتاب الأدب حديثSad لا يقولن ّأحدكم خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي)، قال ابن حجر في الفتحSadيؤخذ من الحديث استحباب مجانبة الألفاظ القبيحة والأسماء، والعدول إلى مالا قبح فيه.. وإن كان المعنى يتأدّى بكلّ منهما).

    قال المزنيSad سمعني الشافعي يوما وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: يا إبراهيم اكس ألفاظك أحسنها، لا تقل كذّاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء).

    26ــ الومضة السادسة والعشرون: سلامة الصدر لا تحد عنها مهما كان:-

    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلمSadأيّ الناس أفضل؟ قال: كلّ مخموم القلب، صدوق اللّسان، قالوا: صدوق اللّسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غلّ ولا حسد)(ابن ماجة).

    وقال عليه الصلاة والسلام أيضاSadإنّ بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صوم، وإنّما دخلوها بسخاوة الأنفس وسلامة الصدور ورحمة الله).

    وقال السري السقطيSadمن أجلّ أخلاق الأبرار سلامة الصدر للإخوان والنصيحة لهم).

    وقال قاسم الجوعي: ( أصل الدين الورع، وأفضل العبادة مكابدة اللّيل، وأقصر طرق الجنّة سلامة الصدر).

    27ــ الومضة السابعة والعشرون: كن واقعيا في تعاملك مع إخوانك ولا تشطط:- قال عيسى عليه السلام: (كيف تصنعون إذا رأيتم أخاكم نائما، وقد كشفت الريح ثوبه عنه ؟ قالوا: نستره ونغطّيه، قال: بل تكشفون عورته، قالوا: سبحان الله، مَن يفعل هذا؟ قال: أحدكم يسمع بالكلمة عن أخيه فيزيد عليها وينشرها بأعظم منها).

    وقال ذو النونSadلا خير في صحبة مَن لا يحب أن يراك إلاّ معصوما).

    وقال الفضيلSad من طلب أخا بلا عيب بقي بلا أخ).

    وقال الإمام علي رضي الله عنهSad شرط الصحبة إقالة العثرة ومسامحة العشرة والمواساة في العسرة).

    وقال الشاعر:

    وشرّ الإخلاّء من لم يزل يعاتب طورا وطورا يذم

    يريك النصيحة عند اللّقاء ويبريك في السرّ بري القلم

    28ــ الومضة الثامنة والعشرون: أدرك الثمار المرّة للفتنــــــة:- قال معاوية رضي الله عنه مخاطبا الناس في الفتنة: (..فإن لم تجدوني أقوم بحقّكم كلّه فأرضوا ببعضه، فإنّها ليست بقابية قوبها، وإنّ السيل إذا جاء يبري وإن قلّ أغنى، إيّاكم والفتنة فلا تهموا بها فإنّها تفسد المعيشة، وتكدّر النعمة، وتورث الاستئصال..)

    29ـ الومضة التاسعة والعشرون: تجنّب المهلكات ولا تدع الشيطان يظفر منك بما يريد:

    قال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث مهلكات: شحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرْ بنفسه).

    وقال الفضيل: (إذا ظفر إبليس من ابن آدم بإحدى ثلاث خصال قال: لا أطلب غيرها، إعجابه بنفسه، واستكثاره عمله، ونسيانه ذنوبه).

    وقال ابن القيمSad إن الهوى ما خالط شيئا إلاّ أفسده…)

    30ــ الومضة الثلاثون: حب الرياسة والتصدّر قبل الأوان باب كلّ فتنة فكن منه على حذر:- قال الفضيلSad ما من أحد أحبّ الرياسة إلاّ حسد وبغى وتتبّع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير).

    وقال ابن عبد البرّ:

    حبّ الرياسة داء يخلق الدنيا ويجعل الحب حربا للمحبّينا

    يفري الحلاقم والأرحام يقطعها فلا مروءة يبقي ولا ديــنـــــا

    وقال الثوري: (من طلب الرياسة قبل مجيئها فرّت منه).

    وقال عبيد الله بن الحسن العنبريSadلأن أكون ذنبا في الحق، أحبّ إليّ من أكون رأسا في الباطل).

    يتبــــــــــــــــــــــع……
    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    ومضات في التعامل مع الفتن Empty رد: ومضات في التعامل مع الفتن

    مُساهمة  alhdhd45 الإثنين 4 يوليو 2011 - 21:37

    نواصل في الجزء الثاني من الموضوع ، الإشارة إلى مجموعة أخرى من الومضات التربوية العملية المهمة التي تنفع كدواء وعلاج في التعامل مع الفتن خاصة الحركية والتنظيمية منها :

    31) ــ الومضة الحادية والثلاثون: لا مزاجية في ركن الطاعة وهو كلّ لا يتجزّأ:

    يقول عبد الوهاب عزام في شواردهSadيسارعون إلى الطاعة فيما يحبّون ، ويبطئون فيما يكرهون ، فإن امتحنوا بأمر يكرهونه وفيه صلاح الجماعة عذروا وولّوا ، أو أطاعوا كارهين ، وامتثلوا ساخطين ، وإنّما أداء الواجب أن تؤدّيه في المنشط والمكره ، وتصدع به فيما تحب وتبغض ، وأن تتلقّاه عزيمة لا رخصة فيها ، وحزما لا تردّد فيه، وجدّا لا هوادة لديه ، حتّى لا يكون للرأي فيه تردّد ، ولا للهوى فيه خيار ، وهو الواجب تلقاه راضيا ، وتمضي به مقدما ، وتحتمله صابرا ، وهو حلو عندك وإن أمرّ ، ونافع وإن بك أضرّ، هكذا تمضي الجماعات والآحاد بواجباتها،غير معذرة فيها ، حتّى يكون أداء الواجب ديدنا لا مفرّ منه ، وعزما لامحيص عنه ، ذلكم قياس الصدق في الآحاد ، وميزان الإخلاص في الجماعات).

    32) ــ الومضة الثانية والثلاثون: الإمعية والشخصنـــة انحراف:

    قال صلى الله عليه وسلم : (لا يكن أحدكم إمّعة يقول : أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساءوا أسأت ! ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم)(الترمذي).

    وقال عبد القادر عودة رحمه اللهSadإنّها دعوة الله ، وليست دعوة أشخاص ، وإن الله علّم المسلمين أن الدعوة ترتبط به ، ولا ترتبط بالدعاة إليها ، وإنّ حظّ الأشخاص منها أنّ من عمل لها أكرمه الله بعمله ، ومن ترك العمل لها فقد أبعد الخير عن نفسه ، وما يضرّ الدعوة شيئا).

    33) ــ الومضة الثالثة والثلاثون: تثبّت وتبيّن فإنّ الكذب قاصم للإيمان مذهب للمروءة:

    عن أبي أمامه مرفوعاSadيطبع المؤمن على الخصال كلّها إلاّ الخيانة والكذب)(أحمد).

    وروت عائشة رضي الله عنها أنّه كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة ، فما يزال في نفسه عليه حتى يحدث منها توبة)(أحمد والترمذي).

    وقد كان العربي قديما يستنكف أن يكذب على ناقته استقباحا لرذيلة الكذب فما بالك بالعباد ، فكان يقول لها وقد هاجها الظمأ الشديد: أريد أمنّيك الشراب لتهدئي ولكن عار الكاذبين يحول

    وجاء رجل إلى وهب فقال له: إنّ فلانا شتمك ، فقال له: أما وجد الشيطان بريدا غيرك).

    34) ــ الومضة الرابعة والثلاثون: لا تجعل الخلاف طريقا للفرقة والهجران المحرّم:

    عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمSad لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)(أبوداود وأحمد).

    وعن أبي خراش السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالSad من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه)(أبوداود).

    وقال الإمام ابن باديس رحمه اللهSadأن لا نجعل القليل ممّا نختلف فيه سببا في قطع الكثير ممّا نتّفق عليه ، وإن الاختلاف بين العقلاء لابدّ أن يكون ، ولكن الضار والممنوع المنع البات هو أن يؤدينا ذلك الاختلاف إلى الافتراق).

    وقال الشاعر:

    أيهجر مسلم فينا أخاه سنينا لا يمدّ له يمينه

    أيهجره لأجل حطام دنيا أيهجره على نتف لعينه

    ألا أين السماحة والتآخي وأين عرى أخوتنا المتينة

    بنينا بالمحبة ما بنيـــنا وما باع إمريء بالهجر دينه

    علام نسدّ أبواب التآخي ونسكن قاع أحقاد دفيـــــــنة

    35) ــ الومضة الخامسة والثلاثون: إملء الفراغ بالعمل تنجو:

    قال أحد السلفSad إذا أراد الله بعبد خيرا ، فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرّا أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل).

    وقال أبو العتاهية: ما أحسن الشغل في تدبير منفعة أهل الفراغ ذوو خوض وإرجاف

    وقال يحي بن معاذSad المغبون من عطّل أيامه بالبطالات ، وسلّط جوارحه على الهلكات ، ومات قبل إفاقته من الجنايات).

    وقد قيل Sadإنّ الصف الذي تنتشر فيه البطالة تكثر فيه المشاغبات).

    36) ــ الومضة السادسة والثلاثون: رابط في المحاضن ، فإنّ ضعف التربية رأس كلّ خطيئة:

    يقول فتحي يكن رحمه الله في الإيدز الحركيSadإنّ ضعف المستوى التربوي هو الخرق الذي يمكن أن تدلف منه كلّ العلل والأوبئة والمشكلات إلى جسم الحركة ، وهو الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام الفتن.

    فهو المناخ المناسب للآفات المساعدة على حصول الهزّات والانقسامات في حياة الأفراد والجماعات والحركات،كالغيبة والنميمة وتتبّع العورات ، والنقد الهدّام ، والتشكيك والإرجاف ، وعدم التماس الأعذار ، وعدم التبيّن ، والتعصّب للرأي ، والمكابرة والعناد، وطرح الخلافات في غير أماكن طرحها ، وإنشاء المحاور وتحريكها، وتحويل الخلافات المبدئية إلى خلافات شخصية، إلى ما هنالك من آفات وعلل لا تبقي ولا تذر.

    إنّ ضعف التربية يعني تدنّي مستوى التقوى والورع ... يعني ضعف قوامة الشريعة على السلوك والأعمال والأقوال والتصرفات عموما، وهذا يؤدي بالنتيجة إلى السقوط في حبائل الشيطان وشرك الهوى ومضلاّت النفس الأمّارة بالسوء ، ممّا فيه هلكة الفرد والجماعة.

    إنّ ضعف التقوى والورع مدخل إلى الترخّص واستصغار الذنوب والتساهل مع النفس ، ممّ يؤدّي في النتيجة إلى ارتكاب الموبقات والكبائر تحت شعارات ومبرّرات وعناوين عريضة ، لكنها في الحقيقة من تلبيس إبليس).

    37) ــ الومضة السابعة والثلاثون: إيــّاك والاعتزال والتوقّف ، فإنّه سلبية تنافي الرجولة:

    عن أبي هريرة قال : مرّ رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ، فقال : لو اعتزلت الناس ، فأقمت في هذا الشعب ، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله ، فقال له: لا تفعل فإنّ مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما)(الترمذي).

    38) ــ الومضة الثامنة والثلاثون: حافظ على العهد القديم ، وكن من الثابتين:

    قال جعفر الخلدي البغداديSadما عقدت للّه على نفسي عقدا فنكثتــــــــــــــــــــه).

    وقال محمد برّاح مخاطبا الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله ، ومعاهدا له باسم جميع الإخوان:

    لربّما باع بعض القوم عشرتنا والخائنون كثير حولنا انتشروا

    وقيتنا الريح يوم إصّاعدت فتن وكنت كالغيث حين إطّاير الشرر

    كلّ النهايات لازالت مفتّحـــــــة والحاسدون لهذا الحسن قد عثروا

    خابوا جميعا فلازالت توحّدنــــا روابط العهد فالإخوان ما غدروا

    نعاهد الله أنّا الثابتون غــــــــدا هذا يمين إلى لقياك يدّخـــــــــــر

    وأكتب على صفحات المجد من دمنا يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر

    وقال الأحنفSadأسرع الناس في الفتنة أقلهم حياء من الفرار).

    39) ــ الومضة التاسعة والثلاثون:احذر المغادرة الغادرة وفارق بالّتي هي أحسن إذا لزم الأمر:

    يقول الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله Sad الحذر من: ـ أن تكون وسيلة تلغيم وتأزيم للحركــــة

    ـ المغادرة الغادرة للحركــــــــــــة)..

    وقال الإمام الشافعي رحمه الله:

    إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى وحظّك موفور وعرضك صيّن

    لسانك لا تذكر به عورة أمريء فكلّك عورات وللنّاس ألســن

    وعينك إن أبدت إليك مساوئــــــــــا فصنها وقل يا عين للناس أعين

    وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكنّ بالتي هي أحسن

    وقال الراشدSad بل العيب في التخذيل والوقوف في طريق الآخرين صدودا وهمسا في آذان المؤيّدين ، وأمّا ما وراء ذلك فهو التنافس في الخير والبقاء للأصــــلح).

    40) ــ الومضة الأربعون: اللّجوء إلى الله بصدق خير عاصم ، وسهام اللّيل لا تخطيء:

    لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب : اتقوها بالتقوى . فقيل له : صف لنا التقوى .. فقال : العمل بطاعة الله ، على نور من الله ، رجاء ثواب الله ، وترك معاصي الله ، على نور من الله ، مخافة عذاب الله).

    وقال الفضيلSad عليكم بالتوبة فإنّها تردّ عنكم ما لا تردّه السيوف).

    وقال ابن القيمSad من علاماته( اليقين) الالتفات إلى الله في كلّ نازلة ، والرجوع إليه في كلّ أمر ، والاستعانة به في كل حال ، وإرادة وجهه بكلّ حركة وسكون).

    وعن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قالSadإنّ الله حييّ كريم ، يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردّهما خائبتين)(الترمذي والحاكم).

    وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSad ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلاّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمّا يعجّل له دعوته ، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة ، وإمّا أن يصرف عنه من السوء مثلها)(الحاكم).

    41) ــ الومضة الواحدة والأربعون:التناجي مفتاح الفتنة والنكث والخروج:

    قال الراشدSadولقد أظهرت لنا التجارب الكثيرة أن معظم التناجي يؤدي إلى الخروج ونكث البيعة، ولا تتجاوز أن يكون مرحلة أولية للماشي في درب الفتنة، دري أو لم يدر، ولا يتجاوز حجة المتناجي أن تكون هي نفسها حجة الخارج، كلاهما يدعي أنه يريد مصلحة الإسلام، وأنه يمارس ضربا من العبادة، والخطأ يلفهما لفا)(العوائق196).

    و نقل عن سيد قولهSadلقد تكرر في القرآن النهي عن النجوى، وهي أن تجتمع طائفة بعيدًا عن الجماعة المسلمة وعن القيادة المسلمة، لتبيت أمرًا. وكان اتجاه التربية الإسلامية واتجاه التنظيم الإسلامي كذلك أن يأتي كل إنسان بمشكلته أو بموضوعه، فيعرضه على النبي -صلى الله عليه وسلم- مساره إن كان أمرًا شخصيًا لا يريد أن يشيع عنه في الناس: أو مساءلة علنية إن كان من الموضوعات ذات الصبغة العامة، التي ليست من خصوصيات هذا الشخص.

    والحكمة في هذه الخطة، هو ألا تتكون جيوب في الجماعة المسلمة، وألا تنعزل مجموعات منها بتصوراتها ومشكلاتها، أو بأفكارها واتجاهاتها، وألا تبيت مجموعة من الجماعة المسلمة أمرًا بليل، وتواجه به الجماعة أمرًا مقررًا من قبل، وتستخفي به عن أعينها، وإن كانت لا تختفي به عن الله، وهو معهم إذ بيبيتون ما لا يرضى من القول)(العوائق197).

    42) ــ الومضة الثانية والأربعون: عدم نشر التشكيك والاتهام والطعن إيصادا لباب الفتنة:

    وقال الراشد أيضا: (فمن سمع أيام الفتن نوع تشكيك أو اتهام أو طعن يفوه به عاص، وعلم أن غيره من الثقات البعيدين عن العصيان لم يسمعوا بهذا التشكيك وأنهم في عافية منه، فليستره عنهم، فإنه لا يدري ما عسى أن يعلق بقلوب بعضهم من هذا التشكيك بإغراء الشيطان، وليوصل الخبر إلى أميره فحسب)(العوائق206).

    وقال كذلكSadولكن العنصر الفعال في إبطال النجوات وتضييق المجال عليها إنما هو الداعية الثقة النبه، بأن يقوم بدور السكوت عن التكلم إلى غيره وعدم إشاعة ما نوجي به، ألا يعلق المعني المعيب في قلب ساذج، أو جديد لم يخبر الأمور بعد...)(العوائق206).

    43) ــ الومضة الثالثة والأربعون: لا تكن حبيس كهوف التخذيل والإرجاف:

    وقال الراشد أيضاSadإن هذا الاستشعار بحتمية قدر الله الذي وعد به، إنما هو نور ساطع يحفف جرأة الجريء على مقارنة الافتتان إذا تذكر به حين يجالسه داعية فتنة في ظلمة يسوغ له المشاركة فيما هو فيه، والمؤمن لا يزني ساعة يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، وكذلك لا ينكث بيعة وهو مؤمن.

    كما أنه قد يقف على باب الإثم فيذكره مذكر بالله فيرجع، كما في حديث البخاري عن المرأة التي أراد ابن عمها السوء معها فذكرته الله، فعف بعدما أوشك وشارف، فوهبه الله بعد دهر استجابة منه لدعائه، ورفع الصخرة التي سدت فتحة الكهف عليه.

    وهكذا كهوف التخذيل والإرجاف، قد يجد المرء نفسه حبيسا فيها على غفلة من نفسه، فيدعو بدعاء عمار: نعوذ بالله من الفتن، فتتدحرج صخرة الأوهام عن باب سجنه، ويتنفس الصعداء، ويعود إلى عرصات العمل الفسيحة)(العوائق208).

    44) ــ الومضة الرابعة والأربعون: نهج إشاعة النقد أوقات الفتن نهج باطل والمساررة وقاية :

    ويقول الراشد كذلكSadونهج إشاعة النقد نهج باطل، لا أصل له في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا قاله أحد من سلف الأمة ولا أئمتها، ولا سلكه داعية ذكر عنه الثبات على العمل بعد إتيانه.

    إنه طريق إلى الفرقة والتباغض)(العوائق212).

    ( لا تكن ساذجًا أيها الداعية، فإنها تحريشات من حولك لسفك دم الدعوة.احذر، والتفت إلى عيب نفسك، وصن سمعك وسارر بنصيحتك ونقدك، ولا تعن بلسانك.إنه دم الدعوة)(العوائق157).

    (وإنما ندعو نحن إلى مساررة لا في مثل هذه الأمور التي يحتاجها الناس في أمر معاشهم اليومي، بل فيما يتعلق بسياسة الجماعة الداخلية والخارجية ومواقفها العامة، وفي أيام الفتنة خاصة، خوفا من استغلال أصحاب الأغراض للنقد المعلن، أو اغترار المخلصين السذج وأصحاب التجربة القليلة)(العوائق162).

    ونقل عن سيد قولهSadهي صورة جماعة في المعسكر الإسلامي، لم تألف نفوسهم النظام، ولم يدركوا قيمة الإشاعة في خلخلة المعسكر، وفي النتائج التي تترتب عليها، وقد تكون قاصمة، لأنهم لم يرتفعوا إلى مستوى الأحداث، ولم يدركوا جدية الموقف، وأن كلمة عابرة وفلتة لسان، قد تجر من العواقب على الشخص ذاته، وعلى جماعته كلها ما لا يخطر له ببال، وما لا يتدارك بعد وقوعه بحال؟ أو ربما لأنهم لا يشعرون بالولاء الحقيقي الكامل لهذا المعسكر.

    وهكذا لا يعنيهم ما يقع له من جراء أخذ كل شائعة والجري بها هنا وهناك، وإذاعتها، حين يتلقاها لسان عن لسان، سواء كانت إشاعة أمن أو إشاعة خوف، فكلتاهما قد يكون لإشاعتها خطورة مدمرة.

    وعلى أية حال فهي سمة المعسكر الذي لم يكتمل نظامه، أو لم يكتمل ولاؤه لقيادته، أو هما معًا)(العوائق 271).

    45) ــ الومضة الخامسة والأربعون: ظلام الشبهات قاطع طريق العودة زمن الفتن فلا تجعله يلفّك:

    ويقول الراشد كذلكSadوالذي يبدو للمتأمل في تواريخ الفتن وتسلسلها أن ظلام الشبهات هذا يكاد أن يكون هو الظرف المثالي الذي تفضل اختياره لبدء تغريرها بالمؤمنين، إذ لا يزال ظلام الحرام البين دامسا مخيفا يرهب أقل الناس إيمانًا أن يلج فيه، ولكن ظلام الشبهة أقل اسودادا، وهو بالغبش أشبه منه بالحلاكة، وربما تخللته ومضة، وخففت منه بقية خيط أبيض، فيتوهم المؤمن، فيلغ، وفي ظنه لا خلابة ثم، حتى يستغلق الظلام من حوله فيؤوب ناجيا بمشقّة وقلب راجف واجف، أو يرهب الأوبة بعد إذ قطع الظلام عليه طريق رجوعه واستوي ما هو قدامه وخلفه، ولا يبعد أن يعتاد وحشة الظلام، ويألفها، ويترك التفكير بعودة)(العوائق218).

    يتبـــــــــــــــــــــــــــــع...
    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    ومضات في التعامل مع الفتن Empty رد: ومضات في التعامل مع الفتن

    مُساهمة  alhdhd45 الإثنين 4 يوليو 2011 - 21:38

    مواصلة لسلسلة الومضات التي أردناها هادية ومبيّنة وضابطة ، في التعامل مع الفتن ، يأتي الجزء الثالث والأخير راشديا صرفا ، نظرا لعمق المعنى وسلاسة العبارة وفراسة الحكمة وواقعية التشخيص وصراحة التوجيه ، لكلّ هذه الأسباب كان هذا الجزء من الومضات منتقى من الدوحة الراشدية العامرة، لعلّها تأخذ بأيدينا وأيدي إخواننا جميعا إلى الرجوع إلى الحق ، والاستدراك قبل الفوات:

    46) ــ الومضة السادسة والأربعون: هفوة النكث والولوغ في الفتنة لا تبرّر وإن فعلها صاحب فضل:

    قال الراشد Sadوقد يرد العكس على جماعة خير تنادت لصلاح تحت قيادة ثقات، مع أن انفرادها دون جماعة خير سبقتها يعد أمرًا مفضولا وليس فاضلا إن لم يكن لها مسوغ قوي يجيز تفردها، ولكن هذا العكس لا يرد أبدًا على جماعة فتنة، تناجت ونكثت بيعة وانحازت إلى جانب وقدمت بعض أهل الفضل لها صدورًا، إذ المقياس يختلف هنا، ولا تمحو فضائل متعددة هفوة النكث الواحدة، وغاية أمر الصدور: أن نحكم عليهم بأنهم بسطاء سذج وقعوا في الخلابة فصاروا لا يصلحون كقدرات وإن لم يتعمدوا الإساءة)(العوائق243)..

    (ويؤدي اختلاط الأصوات في أيام الصخب إلى ذهول عنه، ويظهر نوع من ولاء الداعية لأساتذته ومربيه بالحق والباطل، بأن يلتزم موقفهم وتأويلهم على طول الخط، منتصراً لهم، فتكون بداية الانتكاس، إذ لا معصوم، ولا يؤذن لبشر يزيد إيمانُه وينقص، ويصيب رأيُه ويخطئ، أن يحتكر الولاء)(فضائح الفتن 153من رسائل العين).

    47) ــ الومضة السابعة والأربعون: أمارات لا تخطيء لأهل الفتن والمخالفة:

    ويقول الراشد كذلك Sadورأوا كيف يعمل أعداء الإسلام على تسقط أخبار المخالفين، فيدسوا إليهم من يؤزهم أزًا زائدًا، ويعيب عليهم القعود عن الانتقام، ويحملهم على تجميع كل حانق في كيان منافس يرصد نفسه للمناوشة وتثبيط الجدد، ثم يتم اختيار اسم كبير ضخم لكيانهم يحاولون من ورائه تحويل الانتباه إليه.

    وإنما هي مساجد الضرار يعاد بناؤها، بهندسة جديدة ولون مبتكر، لها إلى مسجد الضرار الأول نسب، ومع تاريخه ارتباط.

    ويسألون: كيف تكون لنا جرأة على هذا الاتهام ودعوة الإسلام ليست حكرًا على أحد، بل لكل مسلم أن يتجمع ويعمل كيف يشاء؟

    ولسنا بحمد الله للعمل حاكرين، ولكن يبطل عجب المتسائلين فحصهم لأطوار عمل من ننسبهم إلى الضرار، إن كان تأملهم لواقع المسلمين يحملهم على مصاولة حركات الإلحاد وأحزاب العمالة وتبليغ معاني الإسلام إلى السائلين اللاهين، أم هم قد عافوا أولئك وحاموا حول دعاة الإسلام ومناصريهم يصادمونهم ويثبطون، ويجادلونهم فيلهون؟

    إن جماعة تدعي الإسلام، ثم تترك المجتمع الماجن والمنكر المستشري، والشباب الضائع، وتتجه إلى المصلين والملتفين حول دعاة الإسلام تزين لهم الانتساب إليها، وتلح في تهوين أمر الدعاة الآخرين، ورميهم بالاستبداد والافتقار إلى الوعي، لهي أحرى الجماعات باسم مسجد الضرار.

    ومن ذا الذي في قلبه ذرة إيمان وألم على المصير الذي آل إليه أمر المسلمين ثم لا يفرح ويهش ويبش لأقوام يعالجون المرض ويستدركون الانفراط، وإن خالفوه في الاسم والأسلوب؟

    ولكننا نعيب الصدام، وإلهاء العاملين)(العوائق253).

    48) ــ الومضة الثامنة والأربعون:الحزم مع رؤوس الفتنة دون غيرهم من الأتباع:

    ويقول أيضا Sadالغلظة لم يشر عليك بها الناصحون لمعاملة مثل هؤلاء الذين تدلك فراستك أنهم قد يتوبون من قريب، لكنّها الرد المناسب لأنفار يقعون في هاوية الفتنة ، فما يزالون في وساوسهم من بعد ، حتى يخرجوا إلىSadتقبيح المحاسن ، وصدع الملتئم، وحلّ المعقود))(المسار23).

    49) ــ الومضة التاسعة والأربعون: طرح ومناقشة الآراء في غير مواضعها مقدمة الافتتان:

    ويقول Sadفكما أنّ تفرّد القلّة بالرأي يمنع الإبداع ، ولابدّ من الشورى، فإن الإسراف في الحوار والاعتراض ، أو إشراك كلّ الأعضاء بلا تمييز من شأنهما أن يمنعا الحزم ، ويفوّتا الفرص ، ويعلّما اللّغو، ويشجّعا على التعصّب والتصلّب فالافتتان)(المسار151).

    50) ــ الومضة الخمسون: لا أحد فوق التربية والموعظة، والاستعلاء عليهما نقيصة وهي في حقّ القادة أوكد: .

    ويقول Sadوضرورة أن يتواضع كل داعية أمام ما تستوجبه هذه الظاهرة من خضوع لمنهج يعظ القلوب بكثافة، ويعيد ذكر بديهيات الطريق وأسس الإيمان والأخلاق ، وليس بصواب أن يضع داعية نفسه فوق التربية، ويستعلي على حديث يزجره عن السوء ولو سمعه مائة مرة، فإن في النفوس - كل النفوس - قابلية لطيش في أوقات الغفلة، فتنزل إلى مستوى العوام، وان استقام صاحبها على دين الخواص الفقهاء العباد دهرا، أو حاز على أعلى شهادة وأرقى منصب وأضخم رصيد مالي، بل وإن ابيضت لحيته وتجاوز الكهولة سنّه)(نحو المعالي21من رسائل العين).

    (ومن غرائب التربية: أن الجديد والشاب الناشئ تستطيع أن تعظهما وتدعوهما إلى ترك الرياء والتكبر والمراء، يعدان ذلك منك إرشاداً وتربية وتوجيهاً. أما القديم المخضرم فإنك إن وعظتَه بمثل ذلك اعتبرها تهمة له، ورفض نصحك وزمجر، كأن لم تكن توبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم سبعين مرة آخر حياته)(الفضائح167من رسائل العين).

    ( ومنهم من يعشق الرئاسة والصدارة، فيظل ساخطا إذ أبعد عنها، فيصرفه سخطه عن التصدي لإرشاد الناس، وكل خلق آخر مذموم يمكن أن يؤدي إلى شكل من أشكال الحياة السلبية، وهؤلاء الرهط تنفع معهم الموعظة، فتكون بالإيماء، وإلا فبالصراحة وإلا فبالخشونة والتقريع، ولن ينفك مخلص عن اتعاظ إذا كان معدنه صافيا ولم يزد ذهوله عن أن يكون غفلة اعترت، وذو الشوائب يبتئس ويتعالى على النصيحة، فينتكس، وليس الصف عليه بحريص، ونتأول لأنفسنا أنها تجربة تجميع معرضة للخطأ والصواب، أصابت كثيرا، والبركة فيمن ثبت وتواضع وانشرح قلبه لوجود ناصح له، وأخطأت قليلا، وسلوتنا أن السيرة المطهرة لم تبرأ من ظاهرة المخلفين)(نحوالمعالي31 من رسائل العين).

    51)ــ الومضة الواحدة والخمسون :الاستغفار للقادة وعدم مظاهرة المنشقّ من الآداب العاصمة من الفتن:


    ويقول Sad والحزن عند سماع نبأ اختلاف آراء السائرين ، ومغالبة النفس عندما تميل الأوامر إلى ما يخالف اجتهاد الداعية ، والتنفيذ بنية التعبد واستحضار المعنى الأخروي، والاستغفار للأمراء إذا بدرت منهم خشونة في ساعة غفلة أو تعب ، وعيافة النجوى، وعدم مظاهرة المنشق، والصد عن المخذل ،وترك طلب التولية ، ومحبة الصفوف الأخيرة والأعمال الخفية ، آداب أخرى.).(معا نتطور79من رسائل العين)..

    52) ــ الومضة الثانية والخمسون: هاتك الأسرار لا يجامل ووضع نحر القائد كشرط للصلح ظلم :

    ويقول : ( ولو أن هاتك ، الأسرار حيث ينثرها من جعبته أمامنا يقابل منا بصدود وإعراض عنه لثاب وتاب، ولكن أذن السامع تغري لسان الفاضح أحيانا)(تقرير ميداني126من رسائل العين).

    (البعض يريد القائد آلة ميكانيكية بيد الجماعة، تشغله بأزرار، وهي التي تُنطقه وتخرسه، وتحركه وتوقفه، وذلك فهم يابس لنمط من العلاقة أشد يبوسة، ليس يأتي بخير.

    بل القائد كتلة مشاعر، ومجموعة عواطف، وذهن يتأمل، وقلب يتجول.

    يجب أن ندع له مجال الاجتهاد حتى وإن قيدناه بخُطة، وعلينا أن نترك لفراسته دوراً، ولذوقه مجالاً.

    أحياناً نقيد القائد، ونجرده من أي حرية في اختيار الأعوان، ثم نطلب منه أن ينجز المعجزات. أليس ذلك من العجب؟

    ما كان علي رضي الله عنه عاجزاً، بل هو قمة في التقوى والعلم والشجاعة، ولكن خذله أصحابه.

    إن أقراناً يتنافسون دهراً ربما يكون شرط صلحهم: نحر الأمير، فهنالك الظلم.

    ولربما استجاز اللاحقون التشويش على بوصلة الجيل الرائد، فهنالك المتاهة.. هنالك يكون انقلاب الموازين:

    ساقة ترتاد..... وقادة تنقاد)(فضائح الفتن163من رسائل العين).

    53) ــ الومضة الثالثة والخمسون: تفلسف أهل الفتن لا يغطّي بشاعتها:

    ويقول Sadبعض الناس يلوّح لهم براية من بعيد، فيقصدونها من غير تمحيص..

    يريد البعض أحياناً تحطيم أحد يضيقون به ذرعاً، لحسد أو غيره، فتثار حوله التهم، لكن العملية تُفلسف في صورة دعوة لمذهب في العمل جديد واجتهاد مبتكر، وهي زخم شخصي ليست أكثر.

    إن أشنع الظلم أن تتخذ من أخ لك هدفاً وتجمع الناس والجموع ليرجموه معك.

    المحورية أخت الحزبية.

    والتنازع على المواقع بالوقيعة باطل.

    وأول تلقين الشيطان لصريعه أن يعلمه أن يقول... ... ... ... (أنا).

    نحن دعاة، لم نجتمع ليَكره بعضنا بعضا، وإنما اجتمعنا لنتعاون على مشقة الطريق.

    وهل يدري المفتتن كم يلهي معه من الدعاة عن قصودهم ، وكم يهدر من أوقاتهم إذا انصرفوا له ناصحين ودخلوا بينه وبين إخوانه مصلحين ومحكمين؟.

    إنها جهود وأوقات تذهب هدرا)(فضائح الفتن151من رسائل العين).

    54) ــ الومضة الرابعة والخمسون:منهج الموازنة والإرضاء إغراء بتخطئة مبدأ الأكثرية وتجاوز للمؤسسات:

    ويقول Sadإذا خالفت مجموعة بقية الجماعة فإن صيغة الموازنات والإرضاء قد تكون فاشلة أحياناً ، ومن الخطأ أن يُحل الإشكال بتأمير رجال من هؤلاء يزاحمون البقية، ففي ذلك تكريس للخلاف، وفيه إغراء لا للمخالف فقط في أن يسخّر كل طاقاته الإبداعية لمعاندة الآخرين وإظهار خطأ مذهب الأكثرية، بل حتى الإمارة التي انشق عنها المنشقون ستلتهي بقضايا مفضولة ، وستسير مع المخالفين بسيرة مداراة دبلوماسية، أو ستبذل من طاقتها مقداراً كبيراً لتفنيد أقوال المقابل ورصده ورد ما قد يستجد على لسانه بعد الصلح.

    إنها معادلة صعبة، والفصل مع قسوته قد يكون أفضل وأكثر تحقيقاً لمصالح الجماعة.

    المعالجة الظاهرية لا تجدي، لأن محاولات الباطن ستظل تعمل، تحفر وتنخر بعيداً عن أنظار المراقبين)(فضائح الفتن158من رسائل العين)..

    (إن المخالف إذا ارتكب إثماً بحق الجماعة ولم يعاقَب: تلفت وانتظر، لعل عقوبته تأخرت، فإذا مر زمن كاف ولم يعَاقب: ظن أن الجماعة تجله أو تخافه، فيرتكب إثماً ثانياً اكبر من الأول، حتى يكون الشقاق له عادة.

    مثلما تجب مكافأة المحسن: تجب معاقبة المسيء، و إلا تجرأ آخرون على الإساءة، لما يرون من عدم محاسبة المسيء الأول)(الفضائح159من رسائل العين).

    55) ــ الومضة الخامسة والخمسون:الاستجابة لضغط المحاور على حساب الشرعية مذهب خاطئ واجتهاد غريب:

    وبقول Sad ويفكر مشفق على وحدة الصف وعدم خسارة الجماعة للنفر الذين عشقوا الرياسة بأن يمنحهم ما يبغون، و يسترضيهم، جمعاً للجهود، وحرصاً على كل الطاقات أن تظل في خدمة القضية، ويقول: يريدون الأبهة والمكانة، فلنعطها لهم، لعلهم يتدربون، وتعركهم الأيام فيفيقون، وترهقهم المسؤولية فيزهدون، ولنشركهم في الشورى لعلهم يرشدون، وإنه خلاف بين الأقران ! ويستحسن أن نرضي كل الأطراف. ثم ينادي يحث. هيا، هيَا، ليحتضن كل منكم إخوانه، ثم يرجع وقد ظن أنه قضى بحله العاطفي هذا على فتنة.

    إن مثل هذا الاقتراح هو مذهب في سياسة الجماعات خطأ، واجتهاد في التربية غريب)(الفضائح161من رسائل العين)

    56) ــ الومضة السادسة والخمسون: ضرورة التفريق بين الحقوق الشخصية والحقوق الدعوية العامّة:

    ويقول Sad ومع ذلك فالتفريق واجب بين العفو عن حقوقنا الشخصية والعفو عن الحقوق الدعوية العامة، فتتسع هناك، مع شدتها على النفس، وتضيق في الأخرى)(فضائح الفتن155 من رسائل العين)..

    57) ــ الومضة السابعة والخمسون: لغط القدماء يغري الجدد:

    ويقول Sad إن الجدد لا يلغطون إلا إذا لغط بعض القدماء، ومن طبائع النفوس التقليد. ومَن سَنَ سُنة سيئة فعلية وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)(فضائح الفتن157من رسائل العين).

    58) ــ الومضة الثامنة والخمسون: حزن القلب إزاء الإساءة فطرة:

    ويقول Sadوخطبنا الثقة فقال:

    إن حزن القلب إزاء الإساءة فطرة، وفي تعزية الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عبرة، إذ قال: (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون).

    فكيف بمن هو أقل مثلنا؟

    وكيف إذا كانت الإساءة لا من كافر طبيعته الإساءة بل من مسلم، بل من أخ لك في الصف؟)(فضائح الفتن157من رسائل العين).

    59) ــ الومضة التاسعة والخمسون: فلتحافظ على معنى الحرية فيك ولا تخرمه بتقمّص أثواب الدنيا:

    ويقول كذلك Sad وذلك الذي أشار إليه الإمام الشافعي حين يقول:

    (الحر من راعي وداد لحظة، أو انتمي لمن أفاده لفظه).

    وهذه الدعوة علمتك دهرًا معنى الوداد، وأفادتك كل الألفاظ لا مجرد لفظة، فإن كنت حرًا: راعيت ودادها، وأخلصت لها، وابتعدت عن فتن تربص بها، وإن سلبك الانتصار للنفس حريتك فشأنك وما اخترت.

    ولا ينتصب أحد لفتنة من بعد ستر، ولا يكسل كسلان فينقطع ويترك ويستبدل أصحاب بأصحاب، إلا لنقص معنى الحرية فيه، وإلا لتقمصه بعض أثواب عبودية الدنيا.

    وما ثبت داعية على الطريق، وازداد بذلا وإيثارًا، إلا لاكتمال معنى الحرية والوفاء فيه، ومراعاته الوداد، وما أرشد إليه الشافعي من الانتماء)(الرقائق)..

    60) ــ الومضة الستون: لا تبدّد ثروة أعمالك الصالحة في صفقة غابنة مع صرخة فاتنة:

    ويقول Sadولذلك وجب أن يجفل الداعية من اسم الفتنة، ويقشعر جلده من كل نداء عصيان لأوامر الجماعة وخطتها)(العوائق257).

    (ولفؤاد البصير رجفة مميزة عند ذكر هذه الأخبار، تلجئه ولابد إلى حذر مضاعف يحفظ به ثروة الأعمال الصالحة التي حازها من خلال نشاطه غاديا ورائحًا في مصالح الدعوة، ألا يبددها في صفقة غابنة، مع صرخة فاتنة)(العوائق260).

    (فإن الخارجين يديمون الاحتكاك بأفراد الجماعة كي يبقوا مادة لتماسكهم، ولابد من تفويت مقصدهم بالسكوت وعدم الالتفات إلى تحرشهم مع نظرة رأفة ورحمة لهم)(العوائق269)

    وفي الأخير نختم هذه الومضات بدعاء العلاّمة البشير الإبراهيمي رحمه الله الذي يقول فيه : ( اللّهم هب لنا توفيقا ينير الطّريق ، وهداية تقي العثرات، وعناية تأخذ باليد إلى الحق ، ويقينا يزيل اللّبس في مواطن الشبهات ، وتأييدا يثبّت الأقدام في مواقع الزلل ، وثباتا يعصم من الفرار في ميادين الصّراع بين الخير والشّر ، وصبرا يزع عن النّكوص على الأقدام ، وشجاعة تفلّ الحديد ، وتنسخ آية هذا العصر الجديد ، وبيانا يفحم الخصم في مواقف الجدل ، وعفّة تقهر الغرائز الجامحة والشهوات العارمة والمطامع المعترضة بكلّ سبيل ، وأفض علينا لطفا يصحب خفايا الأقدار عند حلول المصائب ، واصحبنا ولاية منك تخرجنا من الظلمات إلى النور.

    اللّهم جنّبنا زلّة الرأي ، وزلزلة العقيدة ، ودغل الضمير ، ورين البصيرة ، وخيبة الرّجاء ، وطيش السّهام ، وجنّبنا الخوف من غيرك ، والجحود لخيرك ، والبخل عليك برزقك ، والرّهبة من عدوّك ، والضّلال في معرفتك ، والهجر لكتابك ، والشّكّ في وعدك ، والاستخفاف بوعيدك ، والدخّل في الانتساب إليك) آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــن.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو 2024 - 19:43