hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    دراسة شاملة عن الاخوان المسلمين ..بقلم الهادي بريك ..المانيا

    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    دراسة شاملة عن الاخوان المسلمين ..بقلم الهادي بريك ..المانيا Empty دراسة شاملة عن الاخوان المسلمين ..بقلم الهادي بريك ..المانيا

    مُساهمة  alhdhd45 الإثنين 11 يوليو 2011 - 16:27

    بسم الله الرحمان الرحيم.
    الإخـــــــوان الـــــمـــــــســــــلـــــمـــون
    حلقة فكرية ضمن حلقات برنامج تكويني جامع للعلوم الشرعية تنبيه : هذا العمل وقف لله تعالى ويمكن لكل شخص أن يأخذ منه ما يريد بشروط :
    أن لا يقع تحريف النّص الأصلي ، أو قطعه بما يخلّ بالمعنى ، وأن يذكر إسم كاتبه:الشيخ الهادي بريك ، وناشره : الحوار نت
    يمكن تنزيل الدراسة على شكل ملف" بي دي اف" pdf
    اضــــغــــط هـــــنــــــــا


    بون في: 12 يونيو حزيران 2011 / 11رجب 1432

    الشيخ الهادي بريك / تونسي مقيم بألمانيا
    خطة العرض.

    1 ـ مقدمات عامة

    * ـ التاريخ غذاء الذاكرة.

    * ـ الإسلام والدعوة : أي علاقة؟

    * ـ التاريخ الإسلامي والتجديد : محطات مهمة.

    2 ـ ظروف النشأة محليا وعربيا ودوليا

    * ـ مصر القرن العشرين بين الإحتلال الإنجليزي والتفرق الداخلي حزبيا ومذهبيا.

    * ـ العرب والمسلمون بين إنقضاض آخر حلقة من حلقات الحكم والوحدة ونكبة فلسطين.

    * ـ آثار الحروب العالمية وغيرها.

    3 ـ شخصية المؤسس ولمحة مقتضبة عن خلفائه

    4 ـ الهوية الفكرية للجماعة

    * ـ أفكار التأسيس.

    * ـ الأصول العشرون للمؤسس.

    * ـ الوصايا العشر للمؤسس.

    5 ـ منهاج الإصلاح والتغيير عند الجماعة

    * ـ مما ثبتته الوثائق.

    * ـ مما ثبتته الوقائع.

    6 ـ الجماعة والقضية الفلسطينية

    7 ـ الجماعة و قضايا التحرر العربي والإسلامي

    8 ـ أهم أطوار الجماعة تاريخيا

    9 ـ الأوعية التنظيمية الداخلية للجماعة

    * ـ النظام الخاص.

    * ـ التنظيم الدولي.

    10 ـ الجماعة والإعلام الخارجي

    11 ـ من النقود ضد الجماعة

    * ـ نقود من الخارج.

    * ـ نقود من الداخل.

    11 ـ من كسب الجماعة في الأحداث والرجال والمؤسسات

    12 ـ بعض المقارنات لتوليد أسباب التأثير وأسباب الإنكماش

    13 ـ حاضر الجماعة ومستقبلها بعد الحراك الثوري العربي الراهن 2011

    14 ـ مراجع مهمة في الموضوع


    ***********************



    تفصيل العرض


    مقدمات عامة

    1 ـ التاريخ غذاء الذاكرة وحافظها.

    * ـ لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب. الغفلة عن التاريخ غفلة ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ). فضلا عن قيام أم الوحي ( القرآن الكريم ) على القصة بحوالي الثلث كاملا.

    * ـ إصرار بني إسرائيل على الإنتماء للديانة الإبراهيمية شعورا بالبعد التاريخي لإثبات الشخصية الجمعية ( ما كان إبراهيم .. ـ إن أولى الناس بإبراهيم ..).

    * ـ من أبعاد الأزمة القومية الأمريكية نسب مجهول وذاكرة قصيرة.

    2 ـ الإسلام والدعوة : أي علاقة.

    * ـ توأمان لا ينفصلان ( ومن أحسن قولا ..) ـ ( قل هذه سبيلي ..) ـ لم يكن يوما إسلام دون دعوة في فترات التاريخ الإسلامي كلها من النبوة والخلافة الراشدة حتى مختلف التجارب اللاحقة من أمويين وعباسيين وغيرهم حتى سقوط رمز الوحدة السياسية عام 1923 حيث أصبحنا ندعى ولا ندعو.

    3 ـ التاريخ الإسلامي والتجديد : محطات مهمة.

    * ـ من معاني التجديد الديني : الدعوة إلى إحياء الدين بمختلف صور الإحياء علما وعملا.( إن الله يبعث لهذه الأمة ..).

    * ـ لا يكون إرتباط الإسلام بالدعوة إلا عبر التجديد. هو مثلث لا ينفصم ( الإسلام والدعوة والتجديد ). دعا السبط الأكرم الحسن إلى الجماعة ( 40) تجديدا لقيمة الوحدة ـ دعا العباسيون إلى العلم تجديدا لقيمة التطور ـ دعا الأئمة الأربعة إلى إصلاح المجتمع تجديدا لقيمة المجتمع الأهلي المستعصي عن دبابة الدولة ـ دعا الملك قطز ومن بعده إلى مواجهة الصليبيين تجديدا لقيمة المقاومة ـ دعا الغزالي إلى الإحياء تجديدا لقيمة الإعتبار بالقلب والعقل ـ دعا الأئمة إبن تيمية وإبن القيم والشاطبي وغيرهم إلى إعمال المقاصد دليلا شرعيا تجديدا لقيمة الإجتهاد ـ دعا إبن تومرت إلى دولة الموحدين تجديدا لقيمة الوحدة السياسية ـ إلخ .. من مختلف حركات الإصلاح والتجديد والدعوة في الغابر والحاضر كلما تداعت الأمة إلى السقوط في جانب من جوانب الحياة بما يكون شاهدا عمليا واقعيا تاريخيا على أن : إرتباط الإسلام بالدعوة وإرتباط الدعوة بالتجديد إرتباط عضوية وتلازم أو إرتباط روح بجسد لتكون الأمة خير أمة أخرجت للناس وأمة وسطا وأمة الشهادة.

    ظروف النشأة.

    محليا.

    1 ـ ترزح مصر في تلك الأيام تحت الإحتلال الإنجليزي ( 1882 )..
    بما يجعل من ظهور مقاومة ـ بأي صورة من صورها ولو كانت مقاومة سلبية مثل مقاومة بعض الطرق الصوفية ـ أمرا مرقوبا. إحتلال إنجليزي يتميز بعوامل مهمة جدا أبرزها ( القيومية على الكيان الإسرائيلي المغروز في قلب الأمة 1897 مؤتمر بازل و 1948 تحقيق الحلم ـ وهو إحتلال جامع يعمل على نهب الثروات من جهة وتدمير البنية الثقافية من جهة أخرى قياما على قالة وزير الخارجية بعيد الحرب العالمية الثانية “ مادام المسلمون يحتفظون بالأزهر والقرآن وصلاة الجمعة فلا أمل في إجتثاثهم “ ـ تنصيب حكومات دمى على رأس الدولة المصرية لتتولى هي قمع مقاومته للإحتلال .. ـ كل ذلك في أرض ( الأزهر) الذي تحاربه أنكلترا وفي الأرض المجاورة لفلسطين وفي أرض النيل الذي مصر من هباته.

    2 ـ نابتات حزبية مصرية ( الوفد والسعديون ـ نسبة إلى سعد الدين زغلول أبرز مؤسس حزب الوفد ثم إنشق عنه من سموا أنفسهم سعديين في خط تصحيحي نسبة إلى مؤسس الحزب وسمي الوفد لأنهم إرتأوا إرسال وفد إلى لقاء ما لبحث القضية, والدستوريون والوطنيون والأحرار ) لئن تفاوتت في تأخرها عن مقاومة المحتل وحكوماته المنصبة التابعة فإنها لا تلبي مطالب الشعب المصري في الهوية والإستمتاع بثروته وتوحيد صفه الوطني فضلا عن كون تلك النابتات الحزبية نابتات عالمانية من جهة ومجهولة من الشعب المصري من جهة أخرى فهي أدنى إلى نواد إرستقراطية على طريقة الديمقراطية اليونانية القديمة ( ديمقراطية النبلاء في إستعباد الرقيق).

    3 ـ تخلف كبير في قطاعات واسعة من الشعب بسبب إنقسامات مذهبية وفكرية من سلفية وصوفية لم تثمر غير الجهل الديني والتناحر الداخلي بما يهيء للإحتلال وحكوماته التابعة مناخات ملائمة لتأبيد القهر والنهب والسلب.

    4 ـ من الآثار التاريخية المعاصرة كذلك للحالة المصرية : الهجوم العسكري الشهير للقائد الفرنسي نابليون بونابارت على مصر : عام 1798. وثورة أحمد عرابي وتجربة محمد علي إلخ ..

    5 ـ على المستوى الإصلاحي كانت مصر يومها تشهد ـ والعالم الإسلامي من حولها ـ ذهاب ثلة من المصلحين العصاميين الأفذاذ الذين إصطلح على تسميتهم من بعد ذلك : رواد حركة النهضة الإصلاحية المعاصرة أي : محمد عبده والأفغاني اللذين ورثا الإصلاح لرشيد رضا في مجلة المنار وتفسير القرآن ومعالجة إشكالية الغرب والإسلام في ذلك الزمن ثم إستلم الحركة الإمام البنا من المجلة ذاتها التي كانت تعد في تلك الأيام المنبع العلمي الدعوي الأول لمثقفي مصر وما حولها بما تتميز به من تفسير موضوعي معاصر للقرآن الكريم بدأه الإمام عبده وواصله رشيد رضا ثم البنا عليهم الرحمة والرضوان جميعا.

    عربيا وإسلاميا.

    1 ـ سقوط آخر تجربة من تجارب التاريخ الإسلامي في ضمان السقف السياسي الضامن للوحدة الإسلامية أي الخلافة العثمانية 1923. وهو أكبر حدث دولي في القرن العشرين ساهم في إثمار بعض إستحقاقات الحرب العالمية الثانية 1945 ونشوء الحرب الباردة وقيام مقاومة فلسطينية على يد الشهيد عز الدين القسام 1936 وإحتلال فلسطين 1948 وتغول الشيوعية في العالم من 1917 حتى 1989 ثم إنفراد أمريكا بالأحادية القطبية إلخ ..

    2 ـ إحتلال فلسطين جارة مصر من بعد وضعها تحت الإنتداب البريطاني بأثر من وعد بلفور عام 1917 ومعاهدات سايكس وبيوك : هي مرحلة الهجمة الغربية الجامعة ضد الأمة العربية والإسلامية بكلمة واحدة. ليست مجرد إرهاصات بل هي غزوات عسكرية وفكرية وحملات تفكيك وتجزئية وفرض للتبعية ومحو الهوية.

    دوليا.

    1 ـ فضلا عما ذكر أعلاه : أزمة 1929 الإقتصادية التي دفعت قوى الهيمنة الغربية إلى الإستيلاء على منابع الذهبين العربيين ( الذهب الأحمر والذهب الأسود).

    2 ـ من بعد تخلص أوربا من هيمنة الكنيسة في إثر إنتصار النهضة العلمية والمعرفية على المسيحية التي جاءت من شرقنا إليهم لتمسح روما فما لبثت أن ترومت المسيحية .. من بعد ذلك جهزت أروبا نفسها لتصدير ثورتها أو نهضتها بالقوة والحديد.

    شخصية المؤسس ولمحة مقتضبة عن خلفائه.

    1 ـ هو حسن أحمد عبد الرحمان البنا. ولد في أكتوبر 1906 بقرية المحمودية بمحافظة البحيرة المصرية.

    2 ـ نشأ نشأة دينية حيث كان أبوه محدثا عمل على ترتيب مسند الإمام أحمد وتخريجه وشرحه وذلك عام 1957 كما عمل في كتب أخرى من مثل الموطإ وغيره وله بعض المؤلفات في ذلك. وهو معروف بالساعاتي لإشتغاله بإصلاح الساعات. ( دقة الساعاتي وتجانسها مع دقة المحدث).

    3 ـ إلتحق بدار العلوم بالقاهرة وتخرج منها عام 1927. متزوج وله أبناء وبنات. منهم سيف الإسلام المحامي المصري المعروف ( رافع علينا في تونس أمام محكمة أمن الدولة في صائفة 1987).

    4 ـ عمل معلما بالإسماعيلية من بعد تخرجه مباشرة. هناك بدأ نشاطه الديني التوعوي الوعظي ـ غير التقليدي ـ في المقاهي وتجمعات الناس ثم أسس عام 1928 جماعة الإخوان المسلمين في مسجد وناد بنوه للغرض ذاته.

    5 ـ ثم إنتقل إلى القاهرة بين عامي 1932 و1934 وإنتقل المقر الرئيس معه.

    6 ـ يتميز بأسلوب خطابي أخاذ وعلم جامع وقدرة عجيبة على سرعة الحركة والنشاط وبعقل وقاد يلتقط دلالة الحدث ويفقه واجب الوقت بدقة. كما عرف بالتواضع والعبادة وخدمة الناس والحرص على تجميع الكلمة ورص الصف والوفاق الوطني.كما عرف بذاكرة عجيبة لا بد منها للداعية الناجح تواصلا مع الناس.

    7 ـ من مؤلفاته : سلسلة الرسائل + المأثورات + أحاديث الجمعة + الدعوة والداعية + بعض من تفسير القرآن الكريم ( الفاتحة مثلا ) .. لم يكن يجد وقتا للكتابة ولكن كان يكتب في صدور الرجال ويصنعهم كما قال فيه محبه الشهيد سيد ( هو حسن البناء ).

    8 ـ إغتالته حكومة إبراهيم عبد الهادي السعدية بقرار إنجليزي في القاهرة في 12 فبراير شباط من عام 1949 بعد مقتل رئيس الوزراء محمود النقراشي الذي قرر حل الجماعة في عام 1948 وإتهمت الجماعة بقتله وهتف المتظاهرون في جنازة النقراشي بأن رأسه برأس البنا.

    9 ـ عده الإمام القرضاوي في إحصائه للمجددين الذين تحدث عنهم محمد عليه الصلاة والسلام على رأس كل مائة سنة .. عده آخر مجدد للأمة وهو عقد كتب فيه من قبل الإمام القرضاوي كثيرون وعد أولهم : الخليفة الراشد الخامس.

    10 ـ وهو شاعر مرهف الحس وله قصيدة معروفة جدا في الوسط الإسلامي.

    11 ـ من مشاهد حياته الدعوية والعلمية.

    * ـ كان في موسم الحج ذات مرة يستخدم المصدح فاعترض عليه منسوب إلى العلم بأن المصدح بدعة فقال الإمام للرجل الذي كان يحمل نظارة على عينيه : وما الذي فوق عينيك؟ قال : نظارتي. قال له : وما حاجتك إليها؟ قال : تساعدني على تكبير الخط المكتوب حتى أستطيع قراءته. فقال له الإمام : تلك هي حاجتي إلى المصدح يكبر صوتي حتى يصل إليك. فسكت الرجل وبهت.

    * ـ وكان ذات ليلة من ليالي رمضان بمسجد في بعض أنحاء مصر وإشتعل الخلاف حادا بين المصلين حول عدد ركعات صلاة التراويح فتقدم إليهم وأفهمهم بأن إجتماعهم فريضة أما صلاة التراويح كلها بعدد ركعاتها المختلف حولها فليست سوى سنة بل سنة لم يصلها عليه الصلاة والسلام غير ليلة أو ليلتين ففتح الله بصيرتهم وأقبلوا على صلاتهم.

    * ـ سأله ذات يوم طالب علم عن أحسن تفسير للقرآن ينصحه به فقال له : أحسن تفسير للقرآن الكريم هو تفسيرك أنت. لم يفهم الطالب شيئا. فقال له الإمام : إقرأ القرآن الكريم وأفهمه بما يلقى منه في قلبك وعقلك إلا أن تكون كلمة لا تدرك معناها اللغوي فارجع بها إلى المعاجم.

    * ـ بعد إلحاح شديد جد من عائلة المرحوم رشيد رضا الذي تولى مواصلة العمل الدعوي والعلمي تفسيرا للقرآن الكريم من بعد رحيل شيخه محمد عبده في مجلة المنار الشهيرة التي تعد يومها بحق قبلة النخبة المصرية المثقفة .. بعد إلحاح شديد من عائلة المرحوم رشيد رضا تولى المؤسس مواصلة المشوار ( مشوار عبدة ومشوار تلميذه رشيد رضا ) فكان يتولى الكتابة في المنار مفسرا للقرآن الكريم بصورة جلبت له الإحترام الواسع : إحترام بسبب بساطته في التفسير وعمقه من ناحية وبسبب قلمه البليغ جدا من ناحية أخرى متأثرا بالرافعي وغيره من خيرة أدباء مصر في تلك الأيام التي حفلت فيها اللغة العربية بأجمل حللها وأبهاها.

    * ـ كما إلتقى الأديب طه حسين بعد صدور كتابه الذي أثار الذي أثار في الساحة الثقافية المصرية ـ والعربية والإسلامية كلها ـ في تلك الأيام ( مستقبل الثقافة في مصر) والذي دعا فيه بالحرف إلى إنتهاج النهج الغربي الأوربي في الحضارة والثقافة. كانت تلك محنة ثقافية بسبب صدورها عمن أسند إليه لقب عميد الأدب العربي سيما أنها تزامنت مع صدور كتاب آخر مدو في الساحة الأزهرية وهو كتاب ( الإسلام والحكم ) لعالم أزهري هو علي عبد الرازق الذي عوقب بشطب إسمه من قائمة علماء الأزهر وتولى الرد عليه كثر منهم الإمام إبن عاشور عليه رحمة الله سبحانه.. إلتقى المؤسس الأديب طه حسين ـ الذي تولى في تلك الأيام عدة مناصب رسمية عليا في الدولة في الجهاز التعليمي والتربوي والثقافي ـ إلتقاه فألان له الكلام وقال له : ليت الذين ينقدونني مثلك أدبا وعمقا إذ أن أكثرهم ينقصه الأدب وعمق الفكرة. حادثة تعكس ما حازه المؤسس من فنون الجدال بالتي هي أحسن.

    لمحة مقتضبة عن خلفائه في إرشاد الجماعة.

    1 ـ المرشد الأول هو المؤسس حسن البنا.( 1928 ـ 1949).

    2 ـ المستشار حسن الهضيبي. تولى قيادة الجماعة في وقت حرج جدا من بعد إغتيال الإمام البنا عام 1949 حتى 1973. ( تحديدا من عام 1950 ). حيث عاصر أغلب فترات الحملات الإستئصالية الشديدة جدا ضد الجماعة من لدن كلاب عبد الناصر. كما ظهرت في تلك الفترات دعوات للإنتقام والعنف يستند بعضها إلى كتابات الشهيد سيد قطب ( أعدم يوم 28 أوت 1966) ولذلك كتب المرشد الهضيبي كتابه المعروف ( دعاة لا قضاة ). وهو عمدة في المنهاج السلمي للحركة الإسلامية المعاصرة. حكم عليه بالإعدام عام 1954 ثم خفف إلى المؤبد وأفرج عنه عام 1971 لما تولى السادات السلطة.

    3 ـ المرحوم عمر التلمساني. أصله من مدينة تلمسان الجزائرية. تولى قيادة الجماعة من بعد موت المستشار الهضيبي عام 1973 حتى 1986. حيث أكمل مشوار سلفه القائم على الصبر الجميل والإنحناء للعاصفة حتى أذن محمد أنور السادات ( خليفة عبد الناصر الذي مات عام 1970 وتواصل حكمه حتى أكتوبر 1981 حيث قتل في الحادث الشهير بحادث المنصة) بإخلاء السجون من الإخوان. عرف المرحوم التلمساني بخطابه اللين جدا حتى حيال السادات وهو يقدر يومها ـ دون غيره من أبناء الحركات الإسلامية خارج مصر ـ أن مصلحة الحركة تتطلب ذلك وأن مهمته هي : تأمين خروج الجماعة من آثار المحنة وإعادة بناء نفسها في صمت وهدوء وإبتعاد عن مواطن التوتر مع أجهزة الحكم. إستراتيجية أثمرت كثيرا.

    4 ـ المرحوم محمد حامد أبو النصر. تولى قيادة الجماعة من بعد موت التلمساني عام 1986 حتى 1996. هو عهد رجوع الجماعة ورجوع مؤسساتها وإلتئام شملها وعودتها التدريجية إلى الحياة الإعلامية والسياسية والواقعية.

    5 ـ المرحوم مصطفى مشهور. تولى قيادة الجماعة من بعد موت المرحوم أبي النصر من عام 1996 حتى 2002. تشكل في عهده بصفة رسمية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

    6 ـ المرحوم مأمون الهضيبي. من 2002 حتى 2004.

    7 ـ محمد مهدي عاكف. من 2004 حتى 2010. هو أحد عناصر التنظيم الخاص.

    8 ـ المرشد الحالي : محمد بديع. من يناير 2010 حتى اليوم جوان 2011.

    شعار الجماعة.

    مصحف شريف يحيط به سيفان.

    الهوية الفكرية للجماعة.

    المصادر التالية كفيلة بنحت الهوية الفكرية للجماعة.

    أفكار التأسيس.

    1 ـ قامت الجماعة ـ كما قال مؤسسها ـ على فكرة قوامها : تحرير الأرض والعرض معا.

    2 ـ كما قامت بحسب مؤسسها على فكرة قوامها : إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية وثقافية وشركة إقتصادية وفكرة إجتماعية.

    الأصول العشرون التي بنى عليها المؤسس الجماعة.

    1 ـ الإسلام نظام شامل.

    2 ـ القرآن والسنة هما المرجع في العقيدة والعبادة والخلق والمعاملة.

    3 ـ الإيمان والعبادة هما الأصل أما الرؤى والإلهامات والخواطر فليست أدلة شرعية.

    4 ـ التمائم والرقى والودع والكهانة منكرات تجب محاربتها إلا ما كان من وحي صحيح.

    5 ـ رأي الإمام أو نائبه فيما لا نص فيه يعمل به ما لم يصطدم بوحي صحيح أو قاعدة شرعية والأصل في العبادات التعبد دون الإلتفات إلى المعاني وفي العاديات القصد.

    6 ـ كل أحد يؤخذ منه ويترك وكل سلف مقبول ما لم يصطدم بوحي صحيح.

    7 ـ من لم يبلغ درجة النظر في الأدلة فعليه إتباع إمام مع إحسان الإتباع إلى حين إستكمال درجة النظر.

    8 ـ الخلاف في الفروع ليس سببا للفرقة في الدين وكل مجتهد مأجور ولا مانع من التحقيق العلمي دون خصومة أو تعصب مذموم.

    9 ـ كل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها باطل منهي عنه مثل كثرة التفريعات ومعاني الآيات المتشابهات والمفاضلة بين الأصحاب وخلافاتهم .

    10 ـ معرفة الله سبحانه لتنزيهه أسمى عقائد الإسلام كما نؤمن بآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة دون تأويل ولا تعطيل ويسعنا قوله سبحانه ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ).

    11 ـ كل بدعة لا أصل لها سواء إستحسنها الناس أم لا ضلالة تجب محاربها دون أن يؤدي ذلك إلى ما هو شر منها.

    12 ـ البدع الإضافية والتركية خلاف فقهي ولا بأس من التمحيص العلمي بالدليل.

    13 ـ محبة الصالحين قربة والأولياء هم ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية مع إعتقاد أنهم لا يملكون نفعا ولا ضرا حتى لأنفسهم فما بالك لغيرهم.

    14 ـ زيارة القبور سنة مشروعة بالكيفية المأثورة والإستعانة بهم كبيرة تجب محاربتها ومثله النذر لهم وإضاءة القبور والحلف بغير الله سبحانه ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة.

    15 ـ الدعاء المقرون بالتوسل بأحد من خلقه سبحانه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس عقيدة.

    16 ـ العرف الخاطئ لا يغير من حقائق الشريعة شيئا والعبرة بالمسميات لا بالأسماء.

    17 ـ العقيدة أساس العمل وعمل القلب أولى من عمل الجارحة مع طلب الكمال فيهما قدر الإمكان.

    18 ـ الإسلام يحرر العقل.

    19 ـ النظران الشرعي والعقل قد تختلف حقولهما ولكنهما لا يصطدمان في القطعي ليؤول الظني فيوافق القطعي.

    20 ـ لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية إلا إن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله وجوه العربية أو عمل عملا لا يحتمل تأويله غير الكفر.( هذا البند أخذت به حركة النهضة التونسية بنصه كاملا في رؤيتها الفكرية ومنهاجها الأصولي المنبثق عن مؤتمر ديسمبر 1986).

    تولى الإمام القرضاوي شرح هذه البنود في بعض كتبه ضمن سلسلة خصصها للغرض.

    الوصايا العشر للمؤسس.

    1 ـ قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما كانت الظروف.

    2 ـ أتل القرآن أو طالع أو إستمع أو أذكر الله ولا تصرف جزء من وقتك في غير فائدة.

    3 ـ إجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعائر الإسلام.

    4 ـ لا تكثر الجدل في أي شأن من الشؤون أيا كان فإن المراء لا يأتي بخير.

    5 ـ لا تكثر الضحك فإن القلب الموصول بالله ساكن وقور.

    6 ـ لا تمزح فإن الأمة المجاهدة لا تعرف إلا الجد ( لعله قال : لا تكثر من المزح).

    7 ـ لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع فإنه رعونة وإيذاء.

    8 ـ تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات ولا تتكلم إلا بخير.

    9 ـ تعرف على من تلقاه من إخوانك وإن لم يطلب منك ذلك فإن أساس دعوتنا الحب والتعارف.

    10 ـ الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الإنتفاع بوقته وإن كان لك مهمة فأوجز في قضائها.

    أركان الهوية الفكرية للجماعة.

    1 ـ حركة إسلامية سلفية وسطية معتدلة جامعة.

    2 ـ عمدتها التربية وهدفها تحرير الإنسان من جشع نفسه ومن المؤثرات الخارجية ومن الإحتلال في مصر وفلسطين ليتأهل لخلافة الله سبحانه وعمارة أرضه بالخير والعدل.

    3 ـ أركان يمكن حصرها في مقولة أخرى جامعة : الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن شرعتنا والجهاد سبيلنا والشهادة أمنيتنا .

    5منهاج الإصلاح والتغيير عند الجماعة.

    ما ثبتته الوثائق.

    1 ـ البعد عن مواطن الخلاف.

    2 ـ البعد عن هيمنة الكبراء والأعيان.

    3 ـ البعد عن الأحزاب والهيئات.

    4 ـ العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات على أساس من : إيمان عميق وفهم دقيق وعمل متواصل.

    5 ـ إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات.

    6 ـ تقديم الشباب.

    7 ـ عالمية الدعوة.

    8 ـ البدء بإصلاح النفس إصلاحا جامعا.

    9 ـ تكوين البيت المسلم.

    10 ـ إرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ومحاربة الرذائل والمنكرات.

    11 ـ تحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي غير إسلامي سياسي أو إقتصادي أو روحي.

    12 ـ إصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق.

    13 ـ إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها.

    14 ـ أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

    15 ـ تقسيم الإستراتيجية العامة الطويلة إلى مراحل : التعريف والتكوين والتنفيذ.

    16 ـ إنتاج أركان لبيعة داخلية قوامها : الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والثبات والتجرد والأخوة والثقة.

    17 ـ الموقف من إستخدام القوة. تبني قوة العقيدة أولا ثم قوة الخلق والقوة البدنية وقوة العبادة وقوة المجتمع وقوة العلم ولا تستخدم القوة المادية للتغيير والإصلاح إلا في مكانها المناسب وبحجمها المناسب. على أساس أن ( آخر دواء الكي).

    ما ثبتته الوقائع.

    1 ـ صبر جميل على ألوان من التعذيب وصنوف من الإستئصال والنكايات لا نظير لها في التاريخ العربي الحديث ( إلا ما جاء بعدها في تونس ) على إمتداد سنوات جمر حامية طويلة من يوم إغتيال المرشد العام عام 1948 حتى إفراج السادات عنهم في 1971.

    2 ـ عمل علني بالكلية تقريبا من أسماء القيادات والمؤتمرات التي بلغ عددها 6 مؤتمرات عامة ( كان آخرها عام إغتيال المؤسس 1949 ). والمخيمات السنوية وقوافل النظام الكشفي الذي تبنته الجماعة بالكامل فضلا عن نشر الدعوة في المقاهي والأماكن العامة.

    3 ـ مشاركة في العمل السياسي والإتصال بالحكومات والترشح لمناصب سياسية من مثل ترشح المرشد العام المؤسس عام 1942 للإنتخابات النيابية عن الإسماعيلية قبل إحجامه عن ذلك تحت إكراهات الإنجليز وحكوماته التابعة وتحالفات أخرى كثيرة سياسية وإنتخابية مع الوفد وغيره على مراحل طويلة من تاريخ مصر الحديث.

    4 ـ مباشرة العمل الإعلامي منذ أول يوم بجريدة تحمل إسم الجماعة

    5 ـ إغتنام مواسم الحج لنشر الدعوة وكذا المؤتمرات العربية الرسمية.

    6 ـ تبني الدعوة إلى تأسيس الجامعة الإسلامية التي تحولت من بعد ذلك إلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.( كانت الدعوة يومها إلى الجامعة الإسلامية ).

    7 ـ مشاركة في المظاهرات المقاومة للإحتلال الإنجليزي في مصر والمقاومة للإحتلال الصهيوني في فلسطين وجمع الأموال لفائدة الفلسطينيين المحتلين.

    8 ـ مراسلات كثيرة مع الحكومة إبداء للرأي وتوجيها ونصحا.

    9 ـ مفاوضات لبحث سبل المشاركة في بعض الحكومات من مثل حكومة صدقي باشا مثلا عام 1946. فضلا عن إتصال وثيق بين المرحوم التلمساني والسادات.

    10 ـ المشاركة في الإنتخابات المهنية والقطاعية والتأثير فيها ( الأطباء والمحامين وغيرهم) والإنتخابات العامة التي فازت فيها الجماعة عام 2005 ب88 مقعدا بعد كل ضروب التزييف والمنع.

    11 ـ الحوار مع الدوائر الأجنبية التي تريد معرفة مواقف الجماعة من مختلف القضايا.

    أركان المنهاج الإصلاحي عند الجماعة.

    1 ـ حركة سلمية مدنية أهلية ديمقراطية.

    2 ـ حركة دعوية عامة وإسلامية سياسية جامعة.

    3 ـ حركة تعتمد التربية والتكوين والتأهيل من الفرد حتى الحكومة مرورا بالأسرة.

    4 ـ حركة عالمية تعمل على التحرير والوحدة العربية والتضامن الإسلامي.

    5 ـ حركة إصلاحية لا إنقلابية.

    6 ـ حركة تجديدية إجتهادية معتدلة بين محكمات الأصل ومقتضيات العصر.

    7 ـ حركة توفيقية تجمع الناس المختلفين.

    8 ـ حركة مستقلة تؤمن بالوطنية والعروبة دوائر ولاء ضمن دائرة الولاء الإسلامي العظمى.

    9 ـ حركة عملية ميدانية.

    6 الجماعة والقضية الفلسطينية.

    1 ـ قامت الدعوة أساسا ـ بحسب مؤسسها ـ على تحرير الأرض ( مصر من الإحتلال الإنجليزي وفلسطين من الإحتلال الصهيوني ) كان في ذلك الوقت إنتدابا أي إحتلالا مقنعا من جهة وعلى تحرير العرض من جهة أخرى. لذلك نشأت الدعوة مقاومة بالضرورة.

    2 ـ لما حدث تنفيذ خطة مؤتمر بازل ( 1897 ـ 1948 ) كانت الجماعة في أوج قوتها شعبيا من جهة وتعافس العمل السياسي من جهة أخرى وكان نشاطها في الداخل منصبا في جزء كبير منه على مناصرة القضية الفلسطينية بالدعاية والمال مما زاد من إثارة حفائظ المحتل الإنجليزي الذي يحرك الدمى المحلية لضرب الجماعة.

    3 ـ كان إنشاء الجهاز الخاص ( الجهاز السري ) في الجماعة لتحقيق أغراض منها : المساهمة في تحرير فلسطين.

    المساهمة في المقاومة الحقيقية الميدانية فوق أرض فلسطين.

    1 ـ بادر المؤسس بسوق جنود الجهاز الخاص وما تيسر له من أبناء الجماعة إلى فلسطين حيث ساهموا فعلا وحقيقة في المقاومة مباشرة بعد إعلان الكيان الصهيوني في 15 مايو آيار 1948 إنتصابه فوق أرض فلسطين وأبلوا بلاء حسنا بحسب مذكرات تاريخية موثقة منها كتاب خاص بهذه القضية لصاحبه : كامل الشريف وهو قائد عسكري ميداني إخواني قاتل بنفسه وجنده فوق أرض المعركة. ( إسم الكتاب : الإخوان المسلمون في حرب فلسطين ).

    2 ـ لم يفند ذلك مفند إلى يوم الناس هذا من حيث وقوع المقاومة الفعلية فوق أرض المعركة من لدن الإخوان. إنما ذهبت الطعون إلى قضايا أخر متعلقة بالمسألة من قريب أو من بعيد.

    3 ـ لذلك نظم ضدهم الإنجليز ودماهم في مصر حملات إعتقال قاسية مباشرة من بعد رجوعهم من فلسطين. كذلك نشأت إسرائيل خطا أحمر في السياسة الدولية لا يقترب منه مقترب حتى يقترب منه الموت المحقق.

    7 الجماعة وقضايا التحرر العربي والإسلامي.

    1 ـ يندرج ذلك ضمن التوجه العالمي لدعوة الجماعة من أول يوم بحسب ما فهم المؤسس من الإسلام وتاريخه وأصول دعوته. ( الجامعة العربية والجامعة الإسلامية ).

    2 ـ بادر المؤسس في مواسم الحج بإلتقاء الوفود وبث الوعي فيها لتكون للحج رسالة دعوية إسلامية في أثناء رسالة العبادة ومقاصد الحج الأخرى.

    3 ـ إلتقى الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة وآواه وكان المؤسس من بين الذين يحتضنون مكتب المغرب العربي بالقاهرة الخاص بمقاومة الإستعمار. كما كانت له مراسلات مع الشيخ عبد الحميد إبن باديس المصلح والمقاوم الجزائري المعروف ومع نظيره في المغرب الأقصى المرحوم علالة الفاسي مؤسس حزب الإستقلال والفقيه المقاصدي المعروف.

    4 ـ ولما كان الإنقلاب في اليمن ضد آخر ممثل للدولة الزيدية توطدت العلاقات بين مصر واليمن وكان للإخوان دور كبير في تصدير دعوتهم إلى هناك.

    الجماعة والمرأة.

    1 ـ نشأ قسم خاص بالأخوات المسلمات منذ عام 1933 أي في غضون خمس سنوات من بعد التأسيس الأول عام 1928. وهو يعكس النظرة التجديدية للمؤسس في مجتمع تقليدي محافظ ليس للمرأة فيه حظوظ كبيرة.

    2 ـ بأثر من ذلك برزت قيادات نسائية إخوانية كثيرة ولكن لم يحمل الإعلام منها سوى المرحومة زينب الغزالي التي أثرت المكتبة الإسلامية بكتابها الفريد (أيام من حياتي ) ليكون شاهدا على إنتهاك الناصرية للحرمة البشرية.

    الجماعة والمسيحيون في مصر.

    مما تذكره المصادر الموثقة أن المؤسس ذاته كانت علاقته جيدة جدا مع بعض المسيحيين المصريين ولم تحمل إلينا المصادر أن الإخوان واجهوا المسيحيين أو نابذوهم أو إنتقصوا من مواطنتهم أو غير ذلك مما يقع فيه بعض الناس اليوم.

    ثم تطورت الأيام بالجماعة حتى أصبح المسيحيون على قوائم جماعة الإخوان المسلمين في أكثر من دائرة إنتخابية في أكثر من معركة إنتخابية خاضها الإخوان.

    قامت الجماعة على أساس المساواة في المواطنة بحق وفعل ثم إختلطت الأوراق السياسية لما ظهر ضرب من التفكير الذي ينحو في إتجاه تقليص مبدإ المواطنة وتقديم الدين على الوطن ثم ظهر لنا أن الحكومة ( حكومة المخلوع مبارك عن طريق وزير داخليته الذي يحاكم في هذه الأيام من ربيع 2011 من بعد ثورة فبراير شباط 2011 ) هي التي قامت بالعدوان الأخير على بعض كنائس المسيحيين لإرباك المشهد السياسي.

    الجماعة والعمل الإجتماعي.

    عرفت الجماعة ـ سيما بعد الإفراج عن قياداتها من لدن السادات منذ بداية سبعينيات القرن الميلادي المنصرم وبداية إستئناف حياتها وبناء ذاتها ـ بالتركيز على إنشاء المشروعات الإجتماعية من مثل المدارس والكتاتيب والمستشفيات وغير ذلك من المشروعات ذات الطابع الإنساني والإغاثي والإجتماعي بصفة عامة.

    وهي معركة خاضتها مع خليفة السادات أي المخلوع مبارك الذي عمل على إقتلاع تلك المؤسسات وإغلاقها ومعلوم أن جزء منها كان يرتبط القيادي الإخواني المعروف معروف الشاطر الذي حوكم مرات ـ فضلا عن غيره ممن قام على تلك المشروعات تمويلا أو إدارة ـ في عهد المخلوع مبارك بتهمة تمويل الجماعة من مشروعات إجتماعية.

    ذاك توجه صحيح من لدن الجماعة ساهم بالقدر الممكن في حل المشكلات الإجتماعية والإقتصادية للمواطن المصري.

    الجماعة والإمتداد الأروبي.

    قامت الجماعة من أول يوم على قيمة العالمية وثقافة الإمتداد الدعوي ومن ذا نشأت فكرة التنظيم الدولي ومن ذلك أن الجماعة شكلت في العقود الأخيرة المنصرمة إتحاد المنظمات الإسلامية في أروبا( تأسس عام 1989) الذي يضم شتات الإخوان في مختلف الأقطار الأروبية وهو اليوم رقم إسلامي ثابت وفاعل كما وكيفا في الوجود الإسلامي الأوربي إستطاع أن يصمد في وجه الإنعكاسات المحتملة لكارثة سبتمبر في نيويورك من عام 2001 من جهة وفي وجه الحرب ضد الإسلام من لدن جهات وأطراف أروبية معروفة وهي الحرب المسماة : إسلاموفوبيا.

    إستطاع ذلك الوليد أن ينشئ مجموعة من المبادرات المهمة في الحقل الدعوي والثقافي من مثل المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث ومن مثل الكلية الأروبية للعلوم الإنسانية ومن مثل التجمع الأروبي للأئمة والمرشدين وغير ذلك من المؤسسات الدعوية والعلمية التي تلبي حاجة الوجود الإسلامي الأوربي بما يجعله محافظا على هويته الإسلامية والأروبية معا ووتدا من أوتاد الإستقرار وإحتضان حركة إعتناق الإسلام.

    8 مختلف الأطوار التاريخية التي مرت بها الجماعة.

    * ـ الطور الأول ( 1928 ـ 1934) = طور التأسيس.

    تميز هذا الطور بتلمس طريق الدعوة من لدن رجل عصامي جمعت شخصيته أكثر عناصر القيادة والريادة والمبادرة فكان يبث الوعي بالإسلام وبتحديات المرحلة بين الناس في المقاهي ثم أسس مع بعض إخوانه مسجدا وناد ليكون أول مقر للجماعة. تميزت المرحلة بالهدوء لطبيعة الإسماعيلية في تلك الأيام مقارنة مع العاصمة القاهرة وبسبب أن الدعوة الدينية في تلك الأيام لا يرقب منها بث وعي سياسي أو فقه معاصر.

    * ـ الطور الثاني ( 1934 ـ 1942 ) = طور الإمتداد الشعبي.

    ولكن بمجرد إنتقال المؤسس ومقر الجماعة إلى القاهرة عام 1934 حتى تغيرت الأحوال بدرجة كبيرة جدا. القاهرة هي مقر الدمى المصرية التي يحركها الإحتلال الإنجليزي وهي عاصمة أكبر دولة عربية ـ من نواح كثيرة مهمة جغرافيا وعمرانيا وتاريخيا ـ تتاخم الإنتداب البريطاني على فلسطين ولن تكون أي محاولة لتحويل الإنتداب إلى إحتلال مفروشة بالورود بسبب إنتقال الدعوة إلى القاهرة. بعد عامين فحسب إشتعلت مقاومة الشهيد القسام في فلسطين أي عام 1936 كما كانت الحرب العالمية الأولى قد وضعت أوزارا تستعد لأخذها حرب عالمية ثانية وعوامل دولية وعربية أخرى كثيرة ذات دلالات كبيرة ( سقوط الخلافة والثأر الحضاري المرتقب إلخ ..).

    تولى الملك فاروق الحكم يومها وهو شاب عام 1938.

    * ـ الطور الثالث ( 1942 ـ 1949 ) = طور التأثير السياسي وبداية المحن.

    يمكن القول أن إندياح الجماعة في أكثر المناطق المصرية كان بداية من عام 1942 أي 6 سنوات من بعد الإنتقال إلى القاهرة وكان معلوما أن المؤسس لم يكد يدع منطقة مصرية واحدة لم يزرها مهما كانت صغيرة أو نائية حيث إنتشرت شعب الإخوان إنتشارا عجيبا.

    سعيا من الإحتلال الإنجليزي ودماه المصرية لحما ودما إلى تمديد أنفاسه نظمت إنتخابات عامة عام 1942 وقررت الجماعة خوضها ومن المرشحين مؤسسها عن الإسماعيلية وهو أمر أثار رعب الإنجليز وبعد مفاوضات عسيرة جدا تنازل الرجل عن الترشح ولم تكن بعض المواقف الحزبية المصرية مرتاحة لترشح رجل معروف من مثل الإمام البنا. كان الصراع الحزبي في تلك الأيام واضحا في أكثر من مستوى بين الإنتماء الوفدي ( المرحوم الشيخ الشعراوي مثلا) وبين الإنتماء الإخواني ( كما يروي ذلك الإمام القرضاوي في مذكراته).

    تميز هذا الطور بالظهور السياسي القوي للجماعة : جماعة سياسية تحاور الحكومة وتراسلها وتلتقيها وتشارك في الإنتخابات وتنافس على البرلمان من جهة وجماعة مقاومة مقاومة فعلية على أرض فلسطين إنطلاقا من أرض محتلة أيضا أي مصرمن جهة أخرى. فضلا عن إنتخابات عام 1942 كانت هناك مفاوضات مع الجماعة للمشاركة في حكومة صدقي باشا عام 1946.

    كل ذلك حدد هوية الجماعة حيال أبنائها والشعب المصري من جهة وحيال الحكومة والمحتل الإنجليزي والقوى الدولة المنتفذة من جهة أخرى.

    فكان لا بد من مقاومة الجماعة لإقترابها من الخط الأحمر المعروف دوليا.

    وكانت ضربة البداية بحل الجماعة من لدن رئيس الوزراء النقراشي باشا عام 1948 وتحديدا في الثامن من نوفمبر منه.( 8 نوفمبر 1948) وبعد ثلاثة أشهر بالتحديد سيغتال المؤسس ( 12 فبراير 1949).

    وفي ديسمبر من العام ذاته إغتيل النقراشي وإتهم الإخوان بقتله.

    * ـ الطور الرابع ( 1949 ـ 1954 ) = طور التحول المصري وآثاره على الجماعة.

    بدأ هذا الطور بإغتيال المرشد في 12 فبراير شباط من عام 1949. وبعد 3 سنوات فحسب كانت ثورة 23 يوليو تموز 1952 بزعامة محمد نجيب بمؤازرة من الإخوان الذين لم يشتركوا في حكومة الثورة مما أثار حفيظة جمال عبد الناصر الذي إنقلب على محمد نجيب ووضعه في الإقامة الجبرية حتى مات عبد الناصر نفسه وبدأت مرحلة الإستئصال الكلي من لدن عبد الناصر ضد الإخوان ملفقا ضدهم ما عرف بحادثة المنشية التي زعم أنهم كانوا يخططون لإغتياله فيها بالإسكندرية .

    * ـ الطور الخامس ( 1954 ـ 1966 ) = طور المحنة الأولى ونشوء إرهاصات جديدة.

    بدأ هذا الطور بإعدام ستة من قيادات الإخوان وهم : عبد القادر عودة الفقيه القانوني والدستوري المعروف ومحمد فرغلي ويوسف طلعت وهنداوي دوير وإبراهيم الطيب ومحمود عبد اللطيف. ثم تلاحقت حملات الإستئصال بكل قسوة ووحشية بمثل ما ورد في مذكرات المساجين الناجين من سليمان طرة والسجن الحربي وغيرهما. ومنها حملة أخرى أشد شراسة في عامي 1965 و 1966 وكان أبرز المعتقلين والشهداء المفكر المعروف سيد قطب الذي إعتقل أول مرة عام 1954 وقضى 10 سنوات في السجن ثم أفرج عنه بتدخل من الرئيس العراقي عبد السلام عارف ثم أعيد إلى السجن وأعدم في 28 أوت 1966.

    كانت الناصرية في تلك الأيام رمز التحدي العربي والصمود والإباء في مواجهة العدو الصهيوني سيما في ظل التوازن الدولي ( الإتحاد السوفياتي وأمريكا). كانت الناصرية في تلك الأيام منارة الثورات العربية ووقود الحراك العربي الثوري ومثابة الإنقلابات في العالم العربي من أحمد بن بلة في الجزائر عام 1962 بل حتى المنقلب عليه هواري بومدين حتى القذافي في ليبيا عام 1969. ناصرية عابرة للقارة العربية ولها أصداؤها في العراق كذلك.

    كانت الناصرية في تلك الأيام رمز الوحدة والقومية والهوية ومقاومة الإحتلال وليس العرب يومها سوى رجلين : إما رجل مع عبد الناصر يوالي من يوالي ويعادي من يعادي أو رجل رجعي لا يوالي عبد الناصر. وكان الخلاف بين بورقيبة وعبد الناصر معروفا وله آثاره في تونس.

    كان كل ذلك كفيلا وكافيا بغض البصر عن إنتهاك الحرمات البدنية ضد الإخوان حتى جاءت نكبة 1967 التي كفكفت من المد الناصري وطرحت بعض الأسئلة على نبي العرب الجديد وبعدها بثلاث سنوات فحسب رحل النبي.

    كانت القومية العربية في تلك الأيام هي دين المثقف العربي وهي قومية روحها الإشتراكية الشيوعية المنتصرة في تلك الأيام أما جسمها فهو الإسلام الذي كان قابلا لأن تسكنه كل روح إلا الروح الإسلامية الصافية.

    كما عرفت هذه المرحلة وما تلاها من مراحل نشوء تحالفات حزبية في مرات كثيرة سيما مع الوفد في المناسبات الإنتخابية إذ لم تتخلف الجماعة عن الإهتمام السياسي والمساهمة في رفع مناسيب الحريات قدر الإمكان تحالفا مع الشريك المناسب بالرغم من إستهدافها بحملات إستئصالية ضارية.

    * ـ الطور السادس ( 1966 ـ 1973) = طور إرتخاء القبضة الناصرية وظهور جديد.

    ستشهد هذه المرحلة رحيل المسؤول عن محاولات إستئصال الجماعة بالحديد والنار وظهور خليفة له سمي يومها بالرئيس المؤمن ( محمد أنور السادات الذي تولى السلطة من بعد موت جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر من عام 1970 ). بادر الرئيس الجديد بإطلاق سراح الإخوان وشهدت المرحلة إلتئام شمل الجماعة ـ أو من بقي منها حيا ـ وبداية العمل الذي بدأه مؤسس الجماعة قبل عقود. عرفت الجماعة للرجل عمله وعادت على جراحاتها الثخينة لعقا.

    فعلت الجماعة منابرها الإعلامية التي نقلت صوتها ودعوتها إلى العالم العربي كله تقريبا إذ لم تكن تلك الأيام تشهد تضييقا كبيرا على الحريات الإعلامية بمثل ما نشهده اليوم لولا إندياح ثورة الإتصالات.

    * ـ الطور السابع ( 1973 ـ 1981 ) = طور إستثمار المحنة وإستئناف البناء.

    إستغلت الجماعة مرحلة المصالحة مع السلطة وإنكفأت على نفسها تجديدا وتفعيلا وإنتشارا في مناطق عربية أخرى خارج مصر فضلا عن الكتاب الإسلامي الذي يعد الإخوان من أبرز فرسانه. ظهرت الكتابات التي توثق الوحشية الناصرية ضد الإخوان في السجون وإنداحت شرقا وغربا بما جلب للجماعة ضربا من التعاطف في غياب حل إسلامي قومي أو وطني ينافس الحلول الإشتراكية أو الرأسمالية التي كانت تطحن المواطن العربي والمسلم.

    كما أثمر بالتوازي مع ذلك فكر الشهيد سيد قطب ـ حتى لو لم يكن هو يقصد ذلك ـ ظهور تفكير جديد في الساحة الإسلامية. تفكير قريب من الفكر الخارجي القديم. تفكير نشأ من بين سياط الجلادين في زنزانات الموت المصرية. وعوامل أخرى ساهمت في بروز ذلك التفكير الذي يؤسس يوما من بعد يوم إلى التكفير بالجملة ثم إلى التفجير بالجملة. عوامل قومية في فلسطين وعوامل أخرى من التجزئة والتبعية المفروضة وهيمنة الحل الغربي وإمعية الحكام. تفكير كان يريد أن يبلغ رسالة فحواها : الصبر الإخواني على التنكيل والتعذيب والتشفي ليس حلا مقبولا. أثمر ذلك نشوء جماعات أخرى من مثل الهجرة والتكفير وما يمكن أن يكون بالجملة والخلاصة المادة الخام أو خميرة الحركات الجهادية المعاصرة. ثم كان إغتيال السادات المنظم في أثناء إستعراضه لفعاليات الجيش المصري فيما عرف بحادث المنصة في أكتوبر من عام 1981.

    ساهم ذلك في تكريس مقولة هي : أفرج الرئيس المؤمن السادات عن الإخوان ليبرز من عباءتهم من يغتاله من بعد عشر سنوات فحسب من إخراجهم من السجون. لم تكن مقولة ساذجة بل كانت مقولة ذكية. ذكية في دلالاتها السياسية حتى لو قصد منها بعضهم الخلط الشنيع بين منهاجين في التغيير والإصلاح.

    * ـ الطور الثامن ( 1981 ـ 2005 ) = طور الهدوء ولعق الجراح ومواصلة البناء.

    لم تكن فترة العسل بين الجماعة والسلطة طويلة رغم أنها كفيلة بإسترجاع الجماعة لأنفاسها وإلتقاط ما بدده عبد الناصر في السجون وخارج السجون. وبإغتيال السادات تولى الحكم محمد حسني مبارك ليكون وليدا شرعيا لجمال عبد الناصر في عداوته للحريات وللحل الإسلامي وللإخوان بالتحديد ولكن في ثوب جديد فرضته التوازنات المستحقة من بعد زوال الدب الروسي الذي كان يحمي حركات التحرر العربية وغير العربية ومنها بعض دول ما سمي يومها بعدم الإنحياز. كانت في تلك الأيام الإدارة الأمريكية أشد إنتباها لما يجري فيما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط حفاظا على أمن إسرائيل وكانت إستراتيجية الثعلب الأمريكي ( وزير الخارجية الذي وضع الإستراتيجية الخارجية الأمريكية لعقود طويلة هنري كسنغر) تقوم على أن حماية إسرائيل تمر حتما عبر التحكم في النبض المصري فكانت الإدارة المصرية في عهد المخلوع مبارك شرطي أمريكا لحماية أمن إسرائيل. لم ينس أحد منهم أن دعوة المؤسس القديمة إنما تقوم على مقاومة الإحتلال وأنه قام فعلا بالمقاومة على أرض المعركة التي أعد لها الجهاز الخاص.

    لم يشفع للجماعة ملازمتها الهدوء من بعد مجيء مبارك. سيما أنها قطعت على درب لعق الجراحات والبناء الداخلي أشواطا مهمة وأنها برزت مجددا قوة سياسية تنازع في النقابات المهنية عن جدارة وتفوز بأغلب المقاعد ( الأطباء والمحامين وغيرهم). فظلت الغائب الحاضر دوما في السياسة المصرية والسياسة الدولية.

    * ـ الطور التاسع ( 2005 ـ 2011 ) = طور إستئناف الظهور السياسي والتأثير الإعلامي والمساهمة في ثورة فبراير 2011.

    أهم حدث في المرحلة هو إقتحام الجماعة لإنتخابات برلمان 2005 التي فازت فيها بأكبر كتلة نيابية أي 88 مقعد لأول مرة في حياتها وحياة البرلمان المصري بالرغم من صنوف من التعتيم والتلجيم والتهميش والخنق والتزييف غير مسبوقة.

    برزت الجماعة تقريبا لأول مرة قوة سياسية عظمى في مصر ولفتت إليها إهتمام الناس خارج مصر وإنتباه الدوائر النافذة في العام.

    كان كل شيء في مصر وتونس والبلدان العربية التي تشهد ثورات طاحنة في هذه الأيام .. كان كل شيء يوحي بأن الحكومات المتهرمة في حالة سقوط مريع بالرغم من تلبسها بالجند والسلاح وأدوات القمع غير المسبوقة .. كان شيئ ما يغلي تحت السطح وفي العمق ولكن لم يتنبأ بتاريخ إندلاعه أحد لا من دوائر العداء ولا من دوائر الصداقة..

    ثم كان الإخوان حاضرين في ميدان التحرير في أثناء ثورة فبراير 2011 .. كانوا حاضرين بقوة بسبب كثرة عددهم .. وقدراتهم الكبيرة على التنظيم والإدارة وغير ذلك.

    اليوم ـ كغيرهم من الحركات الإسلامية ـ يبدو أنهم المستفيد الأكبر من الثورة المصرية.

    * ـ الطور العاشر ( 2011 ـ …....) = طور العمل الحزبي ( الحرية والعدالة ).

    هذا طور جديد بالكامل على الجماعة أي إنفصال الحزب السياسي عن الجسم الأم للحركة والجماعة. هي تجربة خاضها إخوان الأردن بنجاح كبير إلى يوم الناس هذا. الأيام وحدها كفيلة بإذنه سبحانه بالحكم على هذه التجربة بالإيجاب أو بالسلب. فلندع التاريخ يكتب.
    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    دراسة شاملة عن الاخوان المسلمين ..بقلم الهادي بريك ..المانيا Empty رد: دراسة شاملة عن الاخوان المسلمين ..بقلم الهادي بريك ..المانيا

    مُساهمة  alhdhd45 الإثنين 11 يوليو 2011 - 16:28

    الأوعية الداخلية التنظيمة للجماعة.

    عرفت الجماعة مرحلتين كبيرتين على مستوى الهيكلة التنظيمية الداخلية.

    1 ـ مرحلة القائد العصامي أو المؤسس المرشد.

    مرحلة يغلب عليها التسيير الفردي مع الأخذ بخلق الشورى لأسباب منها تلمس الطريق من جانب وإنهماك المؤسس في العمل الدعوي التوعوي التثقيفي والتنويري الفردي في المقاهي والتجمعات وزيارات المناطق البعيدة والأرياف النائية من جانب آخر فضلا عن كون الجماعة في هذه المرحلة ( 1928 ـ 1934 ) كانت مركزة في الإسماعيلية موطن التأسيس الأول وأنها لا تلامس العمل السياسي والإعلامي بما لا يحتاج المرء فيه إلى مؤسسات لتداول الرأي بل إلى ثلة من الأعضاء المؤسسين الذين يديرون شؤون الدعوة كما أن الدعوة يومها لم تندح كثيرا.

    2 ـ مرحلة التأسيس التنظيمي الإداري على المستوى القيادي.

    مرحلة فرضتها النقلة إلى القاهرة وتحديات المرحلة الجديدة وملامسة الواقع الإعلامي والسياسي والمنافسة على المراكز ومواقع التأثير والإلتزام بالقضية الفلسطينية قضية مركزية فضلا عن التمحض لقضية مقاومة الإحتلال الإنجليزي فضلا عن كثرة الأعضاء وإندياح الدعوة في القرى والأرياف المصرية.

    * ـ تكونت أول هيئة تأسيسية للجماعة عام 1941 من 100 عضو إختارهم المؤسس.

    * ـ تبنت الجماعة نظام الكشافة بالكامل قلبا وقالبا فكان إجراء ناجحا جدا على المستوى التربوي والنفسي بما فيه من مساواة وحركة ونشاط وجندية وتضحية وتآخ وتكافل.

    * ـ كما تبنت الجماعة داخليا نظام الكتائب وهو نظام تربوي وعسكري في الآن نفسه وقد حفظ للجماعة سمتها التربوي وإستعدادها للتضحية في سبيل الله وكذلك نظام الأسر التربوية الداخلية القائم على التدريب على العمل الجماعي من جهة وعلى محاولة نحت الشخصة الإسلامية المعاصرة توازنا أفقيا وتكاملا عموديا. ومعلوم أن نظام المأثورات فقرة رئيسة في النظام التربوي الإخواني إذ يحفظها الكبير والصغير بوظيفتيها الكبرى والصغرى وهي من جمع وإعداد المؤسس. وهو صاحب قالة معروفة ( لو إستقبلت من أمري ما إستدبرت لرجعت بالجماعة إلى عهد المأثورات ).. قالها يوم تشابكت عرى الواقع الضاغط الذي ينذر بنحت شخصية إسلامية معاصرة جديدة يضمر فيها البعد التربوي لحساب الإكتظاظ السياسي.


    * ـ كما قام نظام الجماعة على تنظيم المعسكرات ( مخيمات موسمية ). ويلاحظ أن نظام الجماعة وفي جدا لما تمحضت له منذ أول يوم أي التحرير لذلك كثر إستخدام المصطلحات العسكرية من مثل : الكتائب والمعسكرات إلخ..

    * ـ كما قام نظامها على تنظيم المؤتمرات التي نظمت منها 6 وكان آخرها عام 1949 في التاسع من يناير أي قبل إغتيال المؤسس بشهر واحد.

    * ـ الشعب هي قاعدة التنظيم الداخلي الأفقي للجماعة والشعبة عادة ما تضم الأسر الموجودة في منطقة ما ( قرية أو مدينة أو حي إلخ ..). بلغ عدد الشعب في أواخر الأربعينات 3000 شعبة.

    * ـ ثم شهد ذلك النظام بعض التطورات في مستوى العضويات والإنتماء للجماعة سواء من حيث تبدل بعض الأسماء أو بعض المراتب التنظيمية.

    ومن ذلك أن مكتب الإرشاد ظل مؤسسة قيادية عليا حتى يومنا هذا فضلا عن مؤسسات الشورى وغير ذلك بما حفظ للجماعة وجودا أفقيا يعمل على الإستقطاب ووجودا عموديا يعمل على حفظ الوجود القيادي سيما في أزمنة الملاحقات والسجون والتشريد.

    النظام الخاص ( أو السري ) في الجماعة.

    1 ـ بادر المؤسس منذ عام 1940 إلى تأسيس هذا النظام وأمر عليه قياديا معروفا هو صالح عشماوي.

    2 ـ الفكرة من حيث أنها فكرة تنظيمية يبدو أنها تلازم المؤسس منذ الأيام الأولى ولكن تأخر تنفيذها إلى حين إستجماع شروطها وخاصة من حيث الرجال الذين يقومون على مثل ذلك الجهاز السري الحساس جدا.

    3 ـ يبدو أن التحديات الجديدة في القاهرة التي إنتقل إليها عام 1938 سرعت بتنفيذ فكرة ظلت تلح على المؤسس ومن تلك التحديات أن سرعة إنتشار الجماعة وتأثيرها بعث الخوف والريبة في الإنجليز ودماهم الحاكمة مما كانت له أصداء في أذن المؤسس الذي بادر بحماية الجماعة وعوامل أخرى سياسية ووطنية وقومية وداخلية وأمنية كثيرة.

    4 ـ وهذه هي مهمات الجهاز الخاص :

    أ ـ حماية الدعوة.

    ب ـ المقاومة في فلسطين.

    ج ـ حماية الناس من بطش المحتل الإنجليزي وتذكر المصادر أن بعض المصريين تعرضوا إلى ضرب من ذلك فكان ذلك باعثا آخر إضافيا على تكوين جهاز سري خاص.

    5 ـ النظام الخاص هو نظام عسكري سري بالمطلق يأتمر بأمر المؤسس مباشرة.

    6 ـ سوى أن إكتشاف أمر ذلك الجهاز من بعد ذلك أثار لغطا ضد الجماعة مازالت أصداؤه ترن في الآذان وجنبات الإعلام إلى يوم الناس هذا. ذلك أن مثل تلك الأجهزة كفيلة ببث أجواء من الريبة والوجس في أكثر من وسط شعبي ورسمي بالرغم من الحاجة إليها في بعض الأحيان.

    10 الجماعة والإعلام الخارجي.

    1 ـ كان لسان المؤسس في البداية هو المنبر الإعلامي الوحيد للجماعة بما أوتي من فصاحة وبلاغة وخطابة وقدرة عجيبة على الحركة والإتصال.

    2 ـ أول منبر إعلامي للجماعة كانت جريدة الإخوان المسلمون الأسبوعية المؤسسة عام 1933 وإختير الأستاذ محب الذين الخطيب مديرا لها. أي قبل الإنتقال إلى القاهرة بعام واحد.

    3 ـ ثم صدرت ( النذير ) في عام 1938 ثم الشهاب في عام 1948.

    4 ـ وبعد توقف مفروض على الجماعة بسبب الضربات المتلاحقة من 1949 حتى 1971 صدرت مجلة الدعوة لسانا ناطقا بإسم الإخوان المسلمين وكانت تصل شرق العرب بغربهم في مناخ منفتح إعلامي نسبيا فضلا عن كونها كانت ـ كما يدل عليها إسمها ـ لا تهتم كثيرا بالسياسة بقدر إهتمامها بالدعوة وشؤونها.

    التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

    1 ـ أنشأ عام 1982 في عهد المرشد مصطفى مشهور ليحقق عالمية الدعوة الإخوانية سيما بعد إنفراج في المناخات الأمنية نسبيا وتنسيقا لجهود وأعمال الجماعات والحركات و الأحزاب الإخوانية في مختلف الأقطار العربية والإسلامية.

    2 ـ من بعض قياداته الذين عرفوا : كمال الهلباوي ويوسف ندا.

    3 ـ له تنظيم دولي منه مكتب إرشاد دولي ومجلس شورى دولي وغير ذلك من المؤسسات والأجهزة. على أن الإرشاد العام أضحى تقليدا ألا يطأه غير مصري بمثل ما و قع للأزهر قديما لولا أن الشيخ محمد الخضر حسين التونسي كسر القاعدة بنبوغه العلمي وتفوقه الفقهي ومثله الجامعة العربية بالرغم من شناعة إسطبل داوود التي إحتلها تونسي غير مصري لأول وآخر مرة ( الشاذلي القليبي ). كذلك ظل التنازع السياسي زعاماتيا بين بورقيبة وعبد الناصر أيام خطاب أريحا عام 1965. تنازع ألقى ببعض ظلاله وبصماته على حقول أخرى من النشاط.

    11 طعون ضد الجماعة أو نقود لها أو عليها.

    الجهات والشخصيات التي تناولت الجماعة على إمتداد القرن الماضي لا تعد ولا تحصى. ولكن ما يهمنا هنا ـ لضيق المجال ـ هي النقود من داخل الصف الإسلامي.

    النقود الخارجية ركزت في الأعم الأغلب على علاقة الدين بالسياسة كما ركزت على دلالات الجهاز الخاص وبعض الشبهات الأخرى من مثل حادثة المنشية لرمي الجماعة بالعنف والإرهاب فضلا عن قضايا أخرى من مثل المرأة والغرب والتراث والديمقراطية بل ذهب بعضها إلى حد الرمي بالولاء للإنجليز أو طمس الصفحات المشرقة للمقاومة من لدن الجماعة فوق أرض فلسطين وأخرى في الإتجاه المعاكس من مثل معاداة السامية وقطع حبال الوصل والتآخي والتعارف والتعايش بين الأديان والشعوب إلخ ..

    نقود داخلية.

    1 ـ الشيخ راشد الغنوشي. هو أول من وجه نقدا صريحا موثقا لحركة الإخوان المسلمين وكان ذلك عام 1980 في تصريح شهير جدا لمجلة المجتمع الكويتية الشهيرة وقال إن الجماعة قدمت الهم الوطني بما لم يكن مناسبا كثيرا.

    2 ـ الإمام يوسف القرضاوي. أثار الإمام ذلك في كتاب له إسمه ( التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا ). ألفه عام 1979 بمناسبة مرور ثلاثين عاما على إستشهاد الإمام البنا. وقال فيه أن المناهج التربوية للجماعة يجب تعديلها في إتجاه التطعيم أو التطوير أو التغيير بسبب أنها كانت صالحة لزمان ما ومكان ما وليس من المعقول أن تبقى على قديمها.

    وهناك ضرب آخر من تلك النقود الداخلية منها ما تبلور في صورة خروج من الجماعة سواء كان ذلك على يد شخصيات علمية ودعوية ذات رمزية عالية جدا من مثل الإمام القرضاوي ذاته أو الشيخ الغزالي عليه رحمة الله سبحانه أو من مثل الدكتور الترابي في السودان وشخصيات أخرى سوى أن الأمر لم يصل إلى حد إنشقاقات داخلية كبرى ـ سيما في مصر مهد الجماعة الأول ـ إلا ما كان حديثا من حزب الوسط لصاحبه أبي العلا ماضي بما يعني أن الجماعة حافظت على حد من الوحدة التنظيمية الداخلية بالرغم من ضراوة المحن التي مرت بها والتجارب والقيادات وإتساع حجمها وإستهدافها من القوى الغربية المنتفذة بلا هوادة. أو دعوات أخرى حديثة لم تلق صدى من مثل دعوة الدكتور محمد سليم العوا الجماعة إلى ترك العمل السياسي بالكلية وكان ذلك بسنوات معدودادت قبل ثورة شباط 2011.

    3 ـ هناك حقل آخر من حقول النقد تسلطت عليه النظرات الثاقبة في السنوات الأخيرة وهو حقل العلاقة بين الدعوي والسياسي في الجماعة. كلما أمعنت أيادي البطش ضد الجماعة تداعت تلك النقود ـ وأكثرها داخلي مخلص ـ إلى الظهور والإلحاح ( ومنها مبادرة أبي العلا ماضي نفسه نسبيا ). بسبب الحرج الذي ظلت تحمله الجماعة ـ ومثيلاتها أو بناتها في مختلف الأقطار العربية والإسلامية وخاصة بعد نجاح التجربة التركية على يد أردوغان ـ من علاقة الوصل التام بين الدعوي والسياسي حتى كانت ثورة شباط 2011 مناسبة لأن تشكل الجماعة لأول مرة في حياتها ـ وبعد مرور قرن كامل تقريبا ـ حزبا سياسيا منفصلا عن الجماعة إنفصالا تنظيميا.

    دعوة المؤسس إلى حل الأحزاب.

    1 ـ دعا المؤسس بعد إنتقاله إلى القاهرة بسنوات إلى حل الأحزاب السياسية المصرية وكان ذلك في سياق نقد الحزبية القائمة على تفرقة صف الأمة. إذ تركز النقد على داء الحزبية البغيضة وليس على قيمة التعددية ذاتها.

    2 ـ قوبلت دعوته تلك في تلك الأيام ومن بعدها خاصة ـ وإلى يومنا هذا كلما تناول الموضوع باحث ـ برفض شديد إنبنى على تحريف المعنى بالصيرورة إلى القول أن الجماعة وقياداتها لا يؤمنون بالتعدد وليس إلى الصيرورة الحقيقية أي أنهم ينقدون كل حزبية يكون مآلها تفرقة صف الأمة وصرم حبالها سيما في مواجهة القضايا الكبرى المركزية من مثل قضية فلسطين والحرية والعدالة والوحدة وغير ذلك.

    3 ـ مع أن الإقرار من لدن أي باحث منصف أو ناقد بصير بأن المؤسس كان يسعه التركيز في حديثه على نقد الحزبية المفرقة لصف الأمة دون الدعوة إلى حل الأحزاب بما يفهم منه نفيا للتعددية وعدم إعتراف بالديمقراطية وما إلى غير ذلك من فتح سبل النقد الهدام والمجاني .. ذلك إقرار مقبول ومفهوم بسبب أن الدعوات في الحقل السياسي والإعلامي خاصة بمآلاتها وآثارها ودلالاتها التي يمكن إلتقاطها وليس بحقيقتها.

    الجماعة في عيون الإستراتيجية الغربية.

    ينظر إلى الجماعة في تلك العيون بمنظارين إثنين :

    1 ـ منظار يقوم على أن الجماعة تهديد واقعي وجاد ضد الفلسفة الغربية بثقافتها وحضارتها ودينها ومن ذا تقوم كثير من دوائر النفوذ بتحريض السلط العربية والإسلامية ضد الجماعة لتجفيف منابع غذائها وعطائها سواء على المستوى الدولي كما وقع للقيادي الإخواني الدولي الأبرز يوسف ندا تجفيفا لمنابع التمويل والإمتداد بالعلاقات نحو أكثر ما يمكن من الدوائر الغربية أو على مستوى التشويه الإعلامي ومحاصرة القيادات ومنعهم من الدخول والخروج وغير ذلك. لا شك أن أكبر طرف يقف وراء ذلك هو الطرف الصهيوني الذي يدرك أكثر من غيره أن الجماعة تحمل في جيناتها الأولى التي غرزها فيها مؤسسها : حب فلسطين والمقاومة دونها وهو أمر وقع بالفعل وليس شعارا يرفع أو هما يفكر فيه.

    2 ـ منظار يقوم على الرصد والتحليل وأبرز ما في هذا الصدد قيام هيئة من الحكماء الدوليين مقرها سويسرا في مرات كثيرة على إمتداد العقود المنصرمة على إستنباط نتيجة قوامها أن حركة الإخوان المسلمين في مصر خاصة وفي العالم العربي والإسلامي بصفة عامة رقم سياسي وإجتماعي وشعبي وإستراتيجي لا يمكن شطبه من المعادلة بيسر وسهولة وأن أجدى شيء لتخفيف العبء على تلك الأنظمة التي تواجه الإحتقان ضدها هو الإعتراف بالجماعة ومختلف مكوناتها بسبب أنها معتدلة نسبيا ويمكن التحاور معها. بث ذلك مرات ومرات إلى الحكومة المصرية في عهد المخلوع مبارك ولكن كما قال الشاعر : لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. كما قامت دعوات أخرى كثيرة من رجال الغرب أنفسهم إلى ضرورة الحوار مع الجماعة ومختلف بناتها في الوطن العربي والإسلامي . جد ذلك حتى قبل الثورات العربية الراهنة أما اليوم فقد أصبح حقيقة حتى في واشنطن ولندن وباريس وغيرها.( قال الشيخ الغنوشي بعد ثورة 14 يناير 2011 في تونس أن السياسة الخارجية الفرنسية تشهد زلزالا قويا بمناسبة دعوة الحركة إلى الحوار والإعتراف بها مكونا من مكونات الساحة التونسية ).

    12 من كسب الجماعة في الأحداث والرجال والمؤسسات.

    1 ـ أصدرت الجماعة عامي 1994 و1995 كتيبات متسلسلة ضمن سلسلة (هذه دعوتنا) وظيفتها بيان مواقف الجماعة من المرأة والمسيحيين والتعددية والمعارضة وعلاقة الدين بالسياسة والشورى والديمقراطية وغير ذلك مما هو مطروح في الساحة السياسية والإعلامية من شبهات وحاجات وقد لاقت تلك البيانات الشافية قبولا حسنا في الصف الداخلي العام الواسع للجماعة حتى بمعناه الفكري العام وكذلك رضى بما أغدقته من وضوح وجلاء في المواقف المؤصلة شرعا وواقعا.

    2 ـ الإمتداد الخارجي : قد لا يكون القول أن جماعة الإخوان المسلمين ـ من حيث هي حركة إسلامية سياسية جامعة ـ هي الحركة الإسلامية الوحيدة التي تحقق لها من الإمتداد العربي والإسلامي بما لم يتحقق لغيرها.. قد لا يكون ذلك بعيدا عن الصواب. إنبنى ذلك من أول يوم على فكرة العالمية في الدعوة الإسلامية ثم إحتوت تلك الفكرة مؤسسات منها : التنظيم الدولي للإخوان فضلا عن إتحاد المنظمات الإسلامية وأثره المتزايد في أروبا. من آثار ذلك الإمتداد :

    * ـ العراق : الشيخ محمد محمود الصواف هو مؤسس الجماعة في العراق وللإخوان هناك وجود ظل يقاوم ضد البطش الصدامي في البداية ثم إنحسر بإنحسار أهل السنة جميعا من بعد تسليم أمريكا ( السفاح بوش ) لإيران أرض العراق التي فرضت عليها الطائفية الشيعية البغيضة.

    * ـ سوريا : الشيخ الدكتور مصطفى السباعي هو مؤسس الجماعة هناك وهو عالم معروف له كتاب يكاد لا يكون له نظير في مجاله ( السنة ودورها في التشريع الإسلامي). ومن الرجالات هناك كذلك سعيد حوى وعبد الكريم زيدان وغيرهما سوى أن الجغرافيا السياسة كانت غير بعيدة عن جغرافيا السياسة في العراق حيث ظل الوجود الإخواني هناك يقاوم ضد البطش النصيري العلوي الطائفي في عهد الراحل النعجة الذي دمر مدينة حماة بأكملها إنتقاما من الإخوان وأصدر قانون الإعدام لكل من يظن أنه ينتمي إلى الجماعة مجرد إنتماء.

    * ـالأردن : عام 1945 الشيخ عبد اللطيف أبو قورة أسس الجماعة هناك وهو من سير بنفسه حشود المقاومين إلى فلسطين عام 1948 في إثر الإجتياح الصهيوني وهو الأمر ذاته الذي كان من الجانب السوري والمصري بما يدريك أن القضية الفلسطينية قضية إخوانية مركزية دونها الموت الزؤام كما تقول العرب. للإخوان هناك فضل المساهمة في مسك المؤسسة الملكية ونشوئها فيما نشأ ضرب من الحلف بين المؤسسة الملكية والإخوان رغم تدهور العلاقة بينهما سيما بسبب تصاعد المقاومة في فلسطين وما يؤثر ذلك حتما على الأرض بلادا وعلى الإخوان عقيدة مقاومة نشؤوا عليها.

    * ـ وهكذا إمتد الوجود إلى الأقطار العربية والإسلامية كافة تقريبا بما يناسب كل بيئة وبإختلاف في درجات الوجود أو تنوعه ( في السودان سرعان ما نجحت ثورة الترابي ضد الوجود الإخواني هناك لأسباب ربما يرجع أكثرها للشخصية العصامية للرجل وعوامل أخرى ـ في ليبيا وجود إخواني معروف بل ظل هو الوجود الإسلامي الوحيد بالرغم من الإستئصال الضاري الذي واجه به القذافي الإخوان ـ في تونس كانت حركة النهضة هي الإمتداد الإخواني في تونس بما يناسب البيئة ـ في الجزائر كذلك سوى أنه حدث ما يشبه البيئة السودانية حيث سرعان ما إنقلب مد الفيس الجزائرية وعوامل أخرى ويبدو في العموم أن الساحة الجزائرية لا ترحب بالوجود الإخواني بمثل ما ترحب به ديار أخرى ـ الأمر يكاد يكون ذاته في المغرب حيث إنفردت بالساحة في البداية جماعة العدل والإحسان وهي وإن كانت جماعة أقرب ما يكون إلى الإخوان تفكيرا ومنهج إصلاح ولكن ظل ترددها السياسي من جهة وطبيعة الملك المهيمن هناك وعوامل اخرى .. كلها تجعل من الأرض المغربية شبيهة بالأرض الجزائرية ـ في لبنان هناك الجماعة الإسلامية وهي حركة إخوانية قحة بزعامة المرحومين الكبيرين اللذين قدما للحركة الإسلامية المعاصرة كثيرا : فتحي يكن وفيصل مولوي ـ وفي فلسطين أرض المقاومة لا ريب أن حركة المقاومة الوحيدة إسلامية المنزع وإخوانية الهوى وهي من تأسيس الشهيد أحمد يسن ـ وفي اليمن حيث وقع الإتصال مبكرا جدا بين المؤسس وأرض اليمن في إثر رحيل النظام الزيدي ( شيعي معتدل ) هناك حركة إسلامية إخوانية قحة هي حركة الإصلاح المعروفة تناسبا مع التضاريس القبلية هناك ـ وفي الكويت حركة إسلامية إخوانية مؤثرة إلى جانب الوجود السلفي والليبرالي ـ ..).

    وبالجملة فإنه لا يكاد يخلو قطر عربي واحد من وجود إخواني.

    أثر التهجيرات المتتالية للإخوان من مصر.

    لئن كانت تلك التهجيرات في البداية محنا قاسية ضارية فإنها أثمرت خيورا كثيرة منها على سبيل الذكر لا الحصر أن عددا كبيرا من الإخوان المهجرين في إثر العاصفة الناصرية ضدهم أسسوا أوضاعا دعوية وعلمية وثقافية جديدة في مهاجرهم الجديدة و من ذلك : نشوء حركة إخوانية صغيرة في العربية السعودية بأثر من لجوء رجالات الدعوة الإخوانية الأوائل هناك ومنزلتهم الدعوية والعلمية من مثل المفكر الكبير محمد قطب وغيره ممن أحدث ضربا من ضروب التفاهم بين السلفية والإخوانية حتى لا يعدم المراقب أن يلحظ أن جانبا من الوجود الإخواني هناك ( تسعود أو تسلف ) في مقابل أن جانبا من الوجود السلفي السعودي هناك تأخون أو توسط والمهم أن جانبا ـ وإن كان ضئيلا كما ـ من الوجودين تأثر بعضه ببعض.

    والأمر نفسه في بقية أقطار الخليج ولكن على مستوى أشخاص أو بيئات ضيقة محدودة وليس على صورة تيارات بسبب طبيعة النظام الملكي الصارم والبيئة الخليجية وعوامل أخرى كثيرة حتى أن الوجود الإخواني في قطر ـ مثلا ـ أقدم على حل نفسه تنظيما منذ سنوات في إثر سجالات وحوارات لما تبين له أن وجوده خارج الإطار التنظيمي أدعى إلى مصلحة الدعوة التي هي أساس العمل وربما بسبب جانب من طبيعة النظام القطري ذاته وقوة أو ضعف بعض الأجنحة فيه ( موزة والتيار الأمريكي من جانب وتيار الإصلاحيين من جانب آخر).

    في ألمانيا ـ مثلا ـ نلحظ الجهد الكبير جدا لأحد المهجرين الإخوانيين من بعد فترة السجن وهو الدكتور عبد الحليم خفاجة الذي أنشأ مشروع بافاريا للترجمة ومنه إنتاج ترجمات معاصرة للقرآن الكريم تلبي كثيرا من حاجات الوجود الإسلامي الألماني بصفة خاصة والأروبي بصفة عامة. فضلا عن شخصيات أخرى قامت على تأسيس الجماعة الإسلامية في ألمانيا من مثل مهدي عاكف نفسه ( المرشد السابق للإخوان ) والدكتور أحمد الخليفة ـ أحد أنجح الدعاة في ألمانيا ـ وغيرهم.

    من رجال الجماعة.

    رجال الجماعة بالمئات والآلاف قطعا. ولكم أحسن سيد قطب عندما أطلق على المؤسس صفة حسن البناء بسبب أن المؤسس لم يستفرغ جهده الكبير وقلمه السيال في بناء الكلمات والجمل ولكن في صنع الرجال الذين يقومون من بعده على صناعة الكلمة وبناء التنظيمات والأحزاب ويبثون الدعوة في أنحاء الأرض ولا غرو فهو مجدد قرنه كما قال فيه العلامة الإمام القرضاوي.

    من رجال الجماعة على سبيل الذكر لا الحصر.

    سيد قطب :

    لم يكن سيد قطب من المؤسسين ولا من الرجال الذين إنبنى على جهدهم التأسيس في أي مرحلة من المراحل تقريبا ولكن كان سيد قطب أديبا لا يشق له غبار وناقدا أدبيا وشاعرا سلسا عذب الكلام وصاحب عاطفة جياشة لا تقاوم. كان في شبابه يدعو إلى العري وكتب في ذلك قالة في بعض الصحف المصرية الشهيرة ولما عرض الأمر على المؤسس ودعي إلى الإتصال به أو الرد عنه جادت الحكمة منه بالقول ـ والفراسة ـ بأن صاحب هذا القلم ما ينبغي أن يرد عليه لئلا يكره على رد فعل أقوى وأشنع من جهة وأن الفراسة في قلمه توحي بأن الرجل لا يقول الذي يقول من سويداء قلبه ولكنها نزوة شباب أو تقليد سيزول. وفعلا تحققت فراسة المؤسس إذ إبتعث سيد قطب من لدن وزارة المعارف إلى أمريكا وهناك إحتفى الناس بإغتيال المؤسس فرجع إلى البلاد ليعرف شيئا عن هذا الرجل الذي تحتفي أمريكا بقتله وتحول سيد قطب بنسبة 180 درجة كما يقولون .. تحول من ( العدالة الإجتماعية في الإسلام ) و من درر أخرى عن بلاغة القرآن وإعجازه وعن اللغة العربية التي هو فارسها الأكبر .. تحول إلى ( خصائص التصور الإسلامي ومقوماته ) ثم تحول إلى ( معالم في الطريق ) وفي السجن كتب كتابه الذي يعد أول تفسير موضوعي للقرآن الكريم ( في ظلال القرآن ).. تحول سيد قطب من أديب مائع إلى رجل شديد الملاحظة ودقيق النظر ثم إلى صاحب شهامة وكرامة وإباء وشموخ ووطنية ليلتحق بركب رجل إحتفت أمريكا بإغتياله.. فطالته السجون والتعذيبات الضارية الموغلة في الوحشية لأجل قلمه وليس سوى قلمه إذ حوكم رسميا وفي تقرير ختم البحث لدى المدعي العام عام 1965 بتهمة كتابه ( معالم في الطريق ).. وكان من قبل ذلك قد إعتقل عام 1954 وقضى عشر سنوات في السجن.. إضطرته صنوف التعذيب ضده وضد إخوانه إلى الإنفعال بعض الشيء ليغادر بعض مناطق الإعتدال وتخوم الوسطية ( جاهلية المجتمع والمفاصلة الشعورية وغير ذلك مما يمكن أن يؤاخذ عليه ).. دفعه كل ذلك إلى أن يظل من يظل ويكتب الذي يكتب ثم يصطفى شهيدا أبى إلا أن يمهر دعوته بدمه الأحمر القاني وليس بجلسات فوق أرائك النعيم أو تنويعات في التعمم والظهور بمظهر المشايخ كما يفعل كثير ممن يأكل بالإسلام وشتان بين من يأكل بالإسلام وبين من يأكل الإسلام به..
    سيد قطب ومدرسة الخوارج الجديدة.
    هل أن سيد قطب هو المؤسس لتلك المدرسة الجديدة القديمة حقا أم لا. سؤال غير يسير. صحيح أن سيد قطب لم يكن دوما معتدلا وسطيا فيما كتب بسبب الظروف القاسية المعروفة من التعذيب والقتل والتشريد والعدوان على الحريات من لدن الناصرية.. ولكن كونه هو مؤسس ذلك الفكر الخارجي المتشدد الذي يقوم اليوم على التكفير والتفجير.. ذاك سؤال لا تكون الإجابة عنه مسلمة في أي إتجاه. سوى أن ما يميز الرجل هو إخلاصه لدعوته حتى إنه يقال أنه رفض مجرد طلب العفو من الجلاد عبد الناصر قائلا أن السبابة التي تشهد لله وحده سبحانه بالعبودية والدينونة لا تطاوعه في إتجاه آخر مخالف. رحل شهيدا وترك لنا مكتبة زاخرة باللآلي والدرر اللغوية والإسلامية الكريمة جدا. رحل شهيدا مخلصا لدعوته. رحل شهيدا ليكون نقطة فاصلة في دعوة الإخوان بين جماعة ملتزمة بالوسطية والإعتدال تفكيرا وتغييرا وبين مفكر من مفكريها لم يكن كل ما كتبه متفقا مع تلك الوسطية وذلك الإعتدال.

    الفقيه الدستوري الكبير : عبد القادر عودة.

    أحد الرجال الذين أعدمهم عبد الناصر وهو معروف على مستوى مصري ومحلي في تلك الأيام بأنه أحد أكبر العقول الدستورية العربية والإسلامية ويدل على ذلك كتابه الفريد في مجاله أي :
    التشريع الجنائي الإسلامي.

    فقيه الشريعة الكبير : سيد سابق.

    أحد الرجال الذين تخصصوا في الشريعة الإسلامية وكتبك كتابه السهل الممتنع في الفقه الإسلامي ( فقه السنة ). كتاب يجمع بين الدليل من القرآن الكريم وبين الدليل من السنة النبوية الشريفة بل يطعم ذلك أحيانا بذكر المقصد. كتاب تلقته الأمة وطلبة العلم منهم بالقبول.

    ورجال آخرون لا يحصيهم عاد من مثل : الإمام القرضاوي والشيخ المرحوم محمد الغزالي والمفكر محمد قطب والشهيد أحمد يسن ومئات آخرين من خيرة العلماء والفقهاء والكتاب والمفكرين تزخر بهم وبتراثهم العلمي والفكري في أكثر الحقول المعرفية المعاصرة ساحات عربية وإسلامية كبيرة وكثيرة فضلا عن رجال آخرين بالمئات والآلاف طواهم التاريخ ولم تسمح لهم مواقعهم العلمية بالظهور والبروز ونسبة الأثر إليهم أو إلى حركة الإخوان. ضخت الجماعة في الأمة بمئات وآلاف من خيرة الرجال بما لم يتيسر لأي جماعة إسلامية حتى اليوم.

    مراجعات الجهاديين أثر من آثار المدرسة الإخوانية.

    مراجعات المدرسة الجهادية المعاصرة ( عبود الزمر في مصر وغيره في ليبيا والجزائر والعربية السعودية إلخ ..) .. تلك مراجعات جدت في السنوات الأخيرة المنصرمة وهي فيئة من فيئات العاملين للإسلام من الخلص إلى المدرسة الإخوانية التي أصلت قولا وعملا للوسطية الإسلامية المعاصرة على يد مؤسسها الإمام الشهيد حسن البناء عليه رحمة الله سبحانه وذلك قبل زهاء قرن كامل تقريبا.فيئة إلى خط سميك سطره خليفة المؤسس المرحوم حسن الهضيبي قبل تلك المراجعات بعقود طويلة .. خط سميك إسمه ( دعاة لا قضاة).

    13 مقارنات ضرورية.

    1 ـ في الساحة الإسلامية منذ عقود طويلة بل منذ أزيد من ثلاثة قرون كاملة حركات وتيارات وأحزاب إسلامية كثيرة.

    2 ـ أحصاها الدكتور النجار في كتابه الذي يعد دليلا في مضماره ( الشهود الحضاري). أحصاها من حيث مرجعيتها الفكرية فكانت ثلاثة مدارس كبرى : هي مدرسة الإحياء الإسلامي المعاصر وهي مدرسة تتميز بالوسطية والإعتدال فكرا وتقديم الحرية على الشريعة إصلاحا كما تتميز بالإمتداد والجماع والتوازن وهي مدرسة الإخوان في مصر ومدرسة الجماعة الإسلامية بزعامة المرحوم أبي الأعلى المودودي في باكستان وجنوب شرق آسيا بصفة عامة. ومدرسة السلفية القديمة وهي مدرسة تنوعت أجنحتها وإهتماماتها ـ بسبب إفتقارها للجماع الذي هو خصيصة من خصائص المدرسة الإخوانية إلى يوم الناس هذا أو لمن ينسب إليها بأي صورة من صور النسبة من مثل المدرسة الإسلامية التي أسسها المرحوم المهندس أربكان في تركيا ـ فهي مقاومة للإحتلال هنا و أدنى إلى ضرب من ضروب الصوفية هناك وهي عقدية قحة تبغي نفض الغبار المهيل على بعض أبوابها هنالك وهي دعوة إلى الخلق الطيب الكريم في منطقة أخرى ( المهدية والسنوسية والوهابية وقريبا من ذلك الموحدية إلخ ..). ومدرسة المصلحين العصاميين من مثل المفكر الجزائري مالك بن نبي وريث المدرسة الخلدونية كما يسمى وغيره. ومن قبل أولئك جميعا رواد مدرسة النهضة الإصلاحية الإسلامية المعاصرة دون منازع أي : محمد عبده والأفغاني ورشيد رضا.

    3 ـ هناك مدرسة الدعوة والتبليغ في الهند وإمتداداتها وهي الأكبر عددا وكما دون ريب ولكن إفتقارها إلى الجماع ـ شأنها شأن السلفية ـ وخاصة إلى الإهتمام بالناس آمالا وآلاما لم يجعل التناسب بين حجمها الكمي وتأثيرها النوعي تناسبا قائما.

    4 ـ وهناك مدرسة حزب التحرير المؤسس عام 1952 على يد مصلح إسلامي معروف في فلسطين ( تقي الدين النبهاني). كما تقول الروايات التاريخية الموثقة أن الحزب نشأ فيما يشبه رد الفعل على الظهور الإخواني من جانب دون إغفال مقاومته للإحتلال من جانب آخر ووفاء بعامل التنوع الإسلامي بطبيعة الحال. تقول تلك الوثائق أن الشهيد سيد نفسه إلتقى المؤسس أي لحزب التحرير وناقشه طويلا ولكن لم ينتهيا إلى شيء حيث أصر على طريقته القائمة على أولوية الفكر على كل ما عداه أي أولوية التوعية الفكرية والسياسية وأن المشكلة العظمى ـ بل حتى يومنا هذا ـ هي مشكلة الوجود البريطاني مع زهادة فاضحة في الإلتزام بالخلق الإسلامي من مثل إباحة التدخين وغير ذلك ومن ذلك طلب النصرة من أي حاكم عربي أو مسلم يمكن أن يكون في ذلك الموضع. لا يعدم أي مراقب منصف وجاد أن حزب التحرير لم يواكب التطور بما يلزمه بمثل ما فعلت الجماعة.

    5 ـ وهناك مدرسة العدل والإحسان المغربية ـ غيرها جزئي في الإهتمام من مثل الدعوة والتبليغ وحزب التحرير وهي جزئية في الجغرافيا لأسباب معروفة ـ مدرسة معتدلة إلى حد كبير جدا وتلتقي مع دعوة الإخوان في التحليل الحضاري العام وفي جزء كبير من وسائط الإصلاح وهي اليوم ـ بحسب المخابرات الأوربية ـ أكبر وأكثر مجموعة إسلامية منظمة. أثنى مؤسسها ومرشدها الشيخ عبد السلام ياسين كثيرا على مؤسس الإخوان في بعض كتبه من مثل العدل والإحسان وغيرهما.

    6 ـ ثم ظهرت في السنوات الأخيرة تيارات السلفية بمختلف مشاربها وألوانها : جهادية وعلمية وعملية وفروع أخرى كثيرة تنسب في العادة لأصحابها. ويبدو أن كثيرا منها بصدد المراجعة سواء على مستوى الأشخاص ( الدكتور سلمان العودة.) وغيره كثير من غير المنتظمين في حلقات سلفية ممن راجعوا مواقفهم من قضايا كثيرة ( المظاهرات والمرأة والتصفيق والفن والغرب والتراث إلخ ..) أو على مستوى التيارات كذلك وأهم شيء في ذلك مجموعة عبود الزمر الخارج لتوه من السجن من خلال مؤتمر الجماعة الأخير في القاهرة فضلا عن مراجعات أخرى كثيرة في السجون وخارجها في ليبيا والمغرب والجزائر والعربية السعودية بل إن المرحوم إبن لادن ذاته ـ فيما كشفت بعض عناوين الصحافة أخيرا ـ كان موقفه من ثورات تونس ومصر إيجابيا جدا بما يوحي بحصول ضرب من التحول على الأقل في مستواه هو عليه رحمة الله سبحانه. هذه التيارات السلفية رغم قوة ظهورها وفعلها في السنوات الأخيرة إلا أنها مهددة إما بالمراجعات بما يفيء بها إلى الوسطية و الإعتدال أو بالإنقراض بسبب طول الطريق وإحدوداب الظهور فضلا عن عوامل أخرى كثيرة لا تجعل منها ( متألقة ) كعادتها ومحل إعجاب الشباب أي عامل المد الثوري الشعبي الجارف الذي يبدو أنه في طور نحت دورة حضارية جديدة بالفعل. بمعنى أن أغلبها تيارات نشأت رد فعلية على عوامل قومية وعربية وإسلامية عديدة ومعروفة وبزوال تلك العوامل تضمر تلك التيارات إلا أن تتدارك نفسها بالمراجعات كما فعلت أجزاء كبيرة منها.

    7 ـ كانت الفيس الجزائرية يوما ستلحق بركب الحركات الكبرى التي تسجل في التاريخ بمثل ما سجل الإخوان أو العدل والإحسان أو حتى التيارات السلفية نفسها أو الدعوة والتبليغ أو حزب التحرير ولكن عوامل سرعة النشأة على أسس لا مكان فيها للتنظيم والمتانة والثبات ثم من بعد ذلك إنجراف جزء منها إلى ما عرف هناك بــ ( الجيا ) وعوامل أخرى كثيرة جعلت من تلك القوة الإسلامية الجزائرية أقرب إلى خبر أو أثر من بعد عين.

    8 ـ وهناك المجموعات الصوفية المنتشرة في صورة طرق وتجمعات في أكثر المناطق العربية والإسلامية. الصوفية من هذه الزاوية شبيهة جدا بالسلفية من حيث أنها ألوان ومشارب تكاد لا تحصى : منها الغارق في البدعية إلى حدود تلامس الشرك الأكبر ومنها المتوسط المعتدل ومنها الذي لا يتعدى التزكية الروحية وهجران المجتمع وإدبارا عن آلام تطحن الناس طحنا. ساهمت بعض تلك المجموعات في مقاومة الإحتلال في أكثر من قطر محتل أيام الإحتلال العسكري المباشر أي مقاومة سلبية تخزينا لمقومات الصمود والمناعة الذاتية الداخلية في الأمة ولكن يضمر فعل تلك المجموعات الصوفية في الأمة يوما من بعد يوم لأسباب وعوامل معروفة.

    هل يمكن وضع الجماعة على الميزان وأي ميزان وبأي معايير.

    1 ـ عمر الجماعة اليوم لا يبتعد كثيرا عن قرن كامل. ( 1928 ـ 2011 =83 عام).

    2 ـ هي قطعا أعرق وأكبر الجماعات الإسلامية بكل ألوانها ومشاربها : أعرق في التاريخ وأكبر في العدد. بل هي أمهم جميعا بسبب الأسبقية.

    3 ـ أكبر ميزة في الجماعة هي : إلتزام منظومة من أخلاق الإصلاح ظلت عليها ثابتة وهي التي تفسر تناسب عراقتها مع كبر حجمها وتصاعد تأثيرها حتى بعد مرور 83 عاما كاملة على تأسيسها ومن تلك المنظومة نجد ما يلي :

    * ـ الوسطية والإعتدال الذي حفظ لها إحترامها وعدم إنجرارها إلى العنف والإرهاب وردود الفعل الإنتقامية حيث أثمرت المصابرات ثمارا طيبة كبيرة وكثيرة. يمكن الإستدلال بدليل واحد على حجم ورسوخ قيمة الوسطية والإعتدال لدى الجماعة منذ أول يوم وذلك من خلال المرحوم سيد قطب الذي إنخرط فيه من خارج الجماعة آلاف وربما تيارات بأسرها سمت نفسها أو سميت القطبية ولكن الحركة التي أنجبته لم تتأثر بذلك تقريبا لا من قريب ولا من بعيد بل ظلت ثابتة على منهاجها الأول. إن الذي سلط على الجماعة في الحقبة الناصرية الحالكة من صنوف التعذيب والتنكيل والتشفي ( ألفت في ذلك كتب كثيرة ربما لم يرتق واحد منها إلى مستوى كتاب سماه صاحبه : نافذة على الجحيم فكان التطابق بين الإسم والمسمى عجيبا جدا)..لكفيل ألف مرة ومرة بردود فعل إنتقامية. هي ردود فعل إنتقامية جاءت من خارج رداء الجماعة أي جاءت من تيارات سلفية نشأت على تخومها أو خرجت من عباءتها كما يقولون ـ أو يحلو لهم أن يقولوا ـ ( مجموعة عبود الزمر وغيره ) ـ بينما ظلت الجماعة مصابرة تلعق الجراح. أي إنضباط هذا وأي وسطية هذه وأي إعتدال هذا.

    * ـ رمزية المؤسس فيها وفي الساحة الإسلامية بصفة عامة بما حباه سبحانه من صفات الريادة والقيادة والإدارة ومتطلبات التجديد الإسلامي . رمزية لم تتحول مع الأيام إلى مشيخية بحضرة مريدين.

    * ـ الجماع في الإهتمام والعمل أي ما يسمونه اليوم الشمول. تلك طبيعة مهمة جدا من شأنها ـ إلى جانب عوامل أخرى ـ ترسيخ قواعد الميزان في الجماعة : توازنا أفقيا من خلال تنويع الجماع على أكثر الحقول التي تهتم بها الدعوة الإسلامية وتوازنا عموديا من خلال ما أفلح فيه المؤسس المجدد ـ وأخفقت فيه تقريبا كل التجارب الأخرى من قبله ومن بعده إلا ما كان ينتمي بصورة أو بأخرى إلى الجماعة أو منهاجها في التفكير وفي التغيير ـ أي : الحرص على بناء شخصية إسلامية معاصرة متكاملة لا تعرف تورما روحيا في مقابل ضمور سياسي مثلا أو بالعكس.

    * ـ قيامها على تنظيم وإدارة ومعايير للضبط والتصرف ومؤسسات للتخطيط والمحاسبة والمراجعة والتقويم. ذلك هو الأخر شرط آخر من شروط الجدية والنجاعة والتواصل. أما نشوء التيار فهو أعفى شيء وأيسره ولكن الفطنة هي في تحويل جزء من التيار العارم إلى جهاز منظم لأن التيار لا يعمر طويلا حتى يقيض له سبحانه قيادة.

    * ـ عالمية الدعوة في الجماعة. لم يكن ذلك شعارا يلاك كما هو الحال في أكثر الجماعات الأخرى بل كان المؤسس سباقا إلى ترجمة ذلك في الواقع خارج مصر فأثمر بإذنه سبحانه للإخوان للمسلمين جماعات وحركات وأحزابا تنتمي إليهم في أكثر الأقطار العربية. بالمعنى الإستراتيجي السياسي : حتى لو قدر أن ضربت الجماعة في مصر بالكلية وإندثرت فإن خميرتها المنتشرة في أصقاع الدنيا لا بد أن تثمر يوما إخوانا إستجابة لأول نسمة من نسمات الحرية.

    * ـ السمت التربوي المركز عليه في الجماعة كثيرا جدا. كل من يدرس تراث المؤسس ويرجع إلى كسبه وإرثه يخرج بنتيجة باهرة هي أن الجماعة تأسست إسلامية قحة بل تربوية خالصة. صحيح أن الأصول العشرين وأركان البيعة ومراجع الهوية كما مر بنا في المقدمة .. كل شيء يوحي بأن المؤسس كان يواجه تحديا إسمه: التخلف بغطاء الدين من طرق صوفية وأخرى سلفية أكثرها لا يحرك ساكنا في وجه المحتل الإنجليزي فضلا عن المحتل الصهيوني في الأرض المتاخمة المجاورة.. كل دارس يلحظ ذلك التحدي بجلاء ووضوح ولكن يلحظ إلى جانبه كذلك أن الرجل لم يكن أسيرا لذلك التحدي الداخلي الديني بل كان سباقا إلى التعاطي السياسي والإعلامي والعلمي والدعوي وتصدير الدعوة خارج مصر. كل من يدرس إرث المؤسس يلحظ أن جرعات التربية في المشروع كبيرة وثخينة وهي التي تفسر في الحقيقة صمود الجماعة في وجه الإستدراج إلى العنف من جهة كما تفسر من جهة أخرى عدم إستهلاك المعارك السياسية والإعلامية لجهدها أن يهراق.
    * ـ الجانب العملي في الجماعة ظل مهيمنها على الحراك. للمؤسس كتاب إسمه : هل نحن قوم عمليون. عرف المؤسس كما سبق بحرصه الشديد على بناء الرجال وزهده في بناء الحروف والكلمات إلا قليلا جدا بسبب ضيق الوقت وهو القائل في بعض وصاياه : الواجبات أكثر من الأوقات.. ظل ذلك السمت العملي سمتا عاما يخيم على الجماعة. حتى ربما غلب في بعض الأحقاب على فريضة النظر لإنتاج بدائل مناسبة للعصر. كانت مساهمات من ذلك معتبرة في قضية المرأة والديمقراطية والدولة والسياسة والغرب والتراث ولكن ظل ذلك موسميا من جهة وغير جامع لبقية الحقول والمناشط من جهة أخرى. ذلك داء وقعت فيه أكثر الحركات الإسلامية وهو داء فصل فيه الدكتور النجار في دليله الحضاري وهو يعقد مقارنات عميقة وشيقة بين 3 حركات إسلامية معاصرة : حركة الإحياء الإسلامي المعاصرة وحركة السلفية وحركة العصاميين. إنتهى في بحثه إلى أن أكبر نقيصة من الذي لا ينبغي له الوقوع في مثل تلك النقائص هي نقيصة إهمال الجانب النظري إهمالا كبيرا لصالح ركوض عملي هومطلوب وضروري ولكن ما يجب أن يغفل حق النظر في النظم المعاصرة ونقدها وإنتاج بديل عنها جزئيا أو كليا بحسب الحاجة والمصلحة.

    * ـ إيلاء الهم الوطني ( القومي ) ما يستحق من أهمية.أي القضية المركزية الأم للأمة الأم. قضية فلسطين المحلتة. سبقت الجماعة كل الحركات والتجمعات والأحزاب والجماعات والهيئات إلى فلسطين مقاومة حقيقية على أرض الواقع عام 1948 وسجلت هناك بطولات أثمرت من بعد ذلك بروز حركة حماس الإخوانية عام 1987 على يد الشهيد أحمد يسن وتصل في الآن ذاته مقاومة الشهيد عز الدين القسام عام 1936. تلك نقطة ضوء للجماعة تكاد لا تضاهى في كسبها وإرثها. ورث الجماعة ذلك من بعد ذلك ثباتا على قيمة المقاومة ولا غرو فهي الجماعة الناشئة في أرض محتلة هي مصر الزاخرة بأزهرها الشريف وصاحبة الثقل العربي والإسلامي المعروف تاريخا وحضارة وعمرانا وإمتدادا جغرافيا.

    بكلمة واحدة : توفر للجماعة من أسباب البقاء والتجدد والتأثير ما لم يتسن لغيرها بما أرست عليها نفسها منذ أول يوم من أسباب الحفظ والتطور بمثل ما أنف.

    قال فيها الإمام القرضاوي كلمة صادقة ثاقبة : ليست الجماعة خالية من العيوب ولكنها تبقى إلى يوم الناس أقرب جماعة إسلامية إلى أصول الإسلام وسطية وإعتدالا وتوازنا من جهة وإلى روح العصر تأثيرا ومراكمة للمصابرات والمغالبات وتفكيكا لعوامل الإحتقان من جهة أخرى.

    الحديث دوما عن المشروع الإخواني وليس عن أداء فلان أو علان.
    الحديث عن المشروع من جهة وعن أثره الواقعي السياسي والتربوي والإجتماعي والإعلامي محليا وعربيا وإسلاميا ودوليا من جهة أخرى.

    سؤال يطرح.

    كثيرا ما يسأل الناس : نشأت الجماعة عام 1928 لإستخلاص الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية أو الإسلام واليوم عمرها ثمانية عقود ونيف ولم تحقق من ذلك شيئا.

    السؤال مشروع. ولكن مقاربته ليست يسيرة ولا سهلة. بسبب أن تلك المقاربة لا بد لها من مراعاة مشاهد الصورة السياسية والإستراتيجية والأمنية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية والتاريخية محليا وعربيا وإسلاميا ودوليا. أي غفلة عن مشهد واحد من مشاهد تلك الصورة الواسعة المعقدة المتشابكة قد تفضي إلى حكم متحكم فيه أي إلى تعسف وخلل في النظرة.

    إستخلاص الحكم السياسي لا يأتي في العادة مرة واحدة وعلى دفعة واحدة أو بالضربة القاضية سيما في زماننا أو في مكان مثل مصر المتاخمة للخط الأحمر الدولي : الكيان الغاصب إسرائيل. إستخلاص الحكم لا يأتي سوى عبر الإرادة الشعبية من جهة وتوفر شروط ذلك من جهة أخرى ومن شروط ذلك كما وضعته بعض الحركات الإسلامية المعاصرة : توفر الجيل والفكرة والقوة المالية والبديل والمناخ السياسي المواتي إلخ ..

    يمكن قلب السؤال على هذا النحو : أي سر حضر ليحفظ الجماعة من الإندثار من بعد عقود طويلة حالكة من الإستئصال والتنكيل والتشفي؟

    أي سر حضر لتحصد الجماعة من بعد ذلك كله عام 2005 : أكبر كتلة برلمانية بعد كل ضروب التزييف أي في مصر؟

    أي سر حضر لتقول أكثر من دائرة من دوائر النظر الإستراتيجي الغربي : لا بد من الإعتراف بالإخوان لحفظ السلطة المصرية ذاتها قبل حفظ الجماعة؟

    الجواب عن السؤال بكلمة : الجماعة على درب إستخلاصها للحكم في مصر وربما حتى خارج مصر ولكن على قواعد عصرية سبق الإسلام بالتنبيه إليها : الإرادة الشعبية + تجاوز الحواجز المنصوبة بل هي ألغام متفجرة على ذلك الدرب + التدرج + المشاركة من لدن شركاء الوطن+ثم ليكون الإستخلاص تتويجا لمسار من إستخلاصات أخرى ثقافيا وإجتماعيا وفكريا وسياسيا وماليا وإستراتيجيا ..

    لعل ثورة العرب الراهنة كفيلة بالجواب عن ذلك السؤال بالرغم من أي صيغة السؤال ـ وهو مشروع ـ يمكن تعديلها كما أنف ذكره.

    14 أهم كسوب الجماعة وأهم عيوبها.

    1 ـ أهم كسب للجماعة في العصر الحديث هو المبادرة بإحياء الفكرة الإسلامية الجامعة لينشأ جيل إسلامي معاصر يصل الأصل بالعصر ثم يؤثر في المجرى العام للإستراتيجية الدولية القائمة في الجملة على إستبعاد الإسلام سيما من بعد إستبعاد الشيوعية. أهم كسب للجماعة هو مبادرتها بل سبقها إلى إنشاء حركة إحيائية إسلامية وسطية معتدلة جامعة لتكون مجددة قرنها ويكون مؤسسها مجدد قرنه. معنى ذلك الكسب هو أن الإسلام يتأهل لأن يكون شريكا في صياغة المشروع الدولي المعاصر. بعدما كان محكوما عليه بالإعتكاف في الزوايا ومقرات الأموات والماضي.

    2 ـ أكبر عيوب الجماعة هي البطء الشديد في مواكبة التطور في الأساليب التربوية بل حتى المضامين التربوية في بعض الأحيان من جهة وينبثق عن ذلك ويؤول إليه حركة الكسل الظاهرة في الإنتاج الفكري والثقافي على المستوى الرسمي وليس على مستوى رجالاتها الذين قدموا ما لم يقدمه أحد في العصر الحديث في هذا المجال. إنتاج فكري يجب أن يرتقي إلى ما يعرف اليوم بالبديل في الأدب السياسي والإعلامي. أي ضمور الجانب النظري نسبيا. فضلا عن بعض العيوب التنظيمية الأخرى من مثل رعاية بعض مراسيم المشيخية الزائدة عن اللزوم في مستوى بعض الإنتخابات العليا في هياكل الجماعة الكبرى دوليا ومحليا من مثل رعاية السن والأسبقية وغير ذلك. هي عيوب لا تليق بمن يطلب منه ولا يرضى منه بسبب موقعه وكسبه وإرثه بغيرالكمال. الكمال هنا محمود وليس هو الكمال الذي لا يطال.

    15 مراجع مفيدة في الموضوع.

    1 ـ التربية الإسلامية ومدرسة الإخوان المسلمين للإمام القرضاوي.
    2 ـ الإخوان المسلمين في حرب فلسطين لــكامل الشريف.
    3 ـ الشهود الحضاري للدكتور عبد المجيد عمر النجار.
    4 ـ رسائل وكتب المؤسس ( التعاليم ـ مذكرات الدعوة والداعية ـ إلخ..).
    5 ـ الموسوعة الميسرة
    6 ـ مذكرات الإمام القرضاوي.

    والله تعالى أعلم.

    الهادي بريك ـ المانيا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 20:04