يكشف بوجمعة عياد أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في الجزائر ورفيق درب الراحل الشيخ محفوظ نحناح، في الحلقة التاسعة، عن خبايا الصراع بين الشيخ جاب الله والشيخ نحناح، بسبب "زعامة" الإخوان في الجزائر، وقيام عباسي مدني بقطع الطريق أمام الإخوان حفاظا على زعامته على "الفيس"، كما يتأسف عياد في حواره لـ"الشروق" عن حصول اختراق لحركة "حماس" بواسطة الطابور الخامس.
.
في فترة بقاء الشيخ نحناح في السجن، هل تولى بوسليماني قيادة النشاط؟
بدأ الشيخ بوسليماني ينسق العمل الذي كان موجودا، مع من كانوا في ذلك الوقت، ثلاثة أشهر قبل خروجي من السجن وسنة واحدة قبل خروج الشيخ محفوظ، تحضيرا لعملية التركيب التي جاءت فيما بعد.
.
هل كنتم تُطلعون نحناح عن قضايا الشيعة والعمل الدعوي والتنيظيمي؟
كل الأعمال التي تمت كانت بالتنسيق مع الشيخ محفوظ، حسبما تسمح به الظروف والرقابة المفروضة علينا كزائرين لمسجون، ومن أهم ما كنا نطلعه عليه، العمل الدعوي بصفة عامة حينما كان الشيخ محفوظ لا يزال في سجن الشلف، وحصل أنه في أحد اللقاءات ببيت الشيخ بوسليماني كان هناك محمد كرار، مصطفى بوعلام، عبد الكريم رايس، الشيخ السعيد مرسي، الشيخ جاب الله والمتحدث، وجدنا هناك عملا تنسيقيا بين جاب الله وبوسليماني، وحسبما أخبرني، هذا الأخير، فإن العمل بالشرق كان موجودا بقيادة الشيخ جاب الله، ومن المآخذ التي سجلها جاب الله على الشيخ محفوظ أنه التحق بالإخوان بمفرده دون مشاركة الآخرين، ونفى بوسليماني نفيا قاطعا ذلك، وقال: "الأمر لم يوجد بتاتا والأحياء موجودون للشهادة"، وأضاف: "في الزيارة المقبلة للشيخ محفوظ سأسأله إن كان قد التحق فعلا بالإخوان، وإن كان ذلك قد حصل فإنني سأنفصل"، وهذه شهادة للتاريخ، لا أريد بها إلا وجه الله.
وقد توجه الشيخ بوسليماني بعد اللقاء، بيوم أو يومين، إلى السجن لزيارة الشيخ محفوظ، وأطلعه عما جرى من حديث بيننا وبين الشيخ عبد الله جاب الله.
.
أفهم من كلامكم أن الخيوط الأولى لتنظيم الإخوان بدأت تنسج؟
بدايتها كانت قبل خروجنا من السجن بكثير، وازدادت بعد خروجنا، وأخذت البعد التنظيمي بطابعه الرسمي جغرافيا وبشريا، سنة 1984، فأصبح للجماعة مكتب سري يشرف على العمل الإخواني في الجزائر بقيادة الشيخ محفوظ.
.
أستوقفك هنا، فهذا يؤكد كلام الشيخ جاب الله بوجود مبادرة فردية؟
المشكل في الجزائر مشكل زعامات، ولو وجد مفهوم التداول على القيادة، ولو ثمة تداول فعلي وعملي لاختفت الخلافات، وللتنظيم الدولي للإخوان القسط الأوفر في تثبيت هذا الصراع.
أعود للحديث عن تفاصيل العمل السري، فقد كانت لقاءاته أسبوعية دائمة واستثنائية حسب الحاجة، دفعنا إلى ذلك الانتشار الكبير عبر القطر مع المشاكل التي بدأت تظهر هنا وهناك، فاضططرنا إلى تنظيم أمورنا، دون أن ننسى العمل والتنسيق مع الجماعات التي كانت تنشط آنذاك.
.
هل كانت لقاءاتكم في المكتب التنفيذي تتم دون اختلافات؟ وبأمر شورى؟
بالعكس، كنا نختلف إلى درجة الحدّة ورفع الصوت، لكن عندما ننتهي من النقاش تنتهي تلك الاختلافات مع الانتهاء من الموضوع، وجل القرارات كانت تأخذ وفق مبدإ الشورى أما القرارات الفردية في غالبها كانت تجلب لنا مشاكل.
.
وهل كانت هناك قرارات فردية؟
نعم كانت هناك قرارات فردية، والبشر هم بشر يصيبون أحيانا ويخطئون تارة أخرى.
.
ذكرت التنسيق مع الجماعات، فمن هي؟
تم الاتفاق بيننا وبين الأخ عبد الله جاب الله (ما بين سنتي 1985 و1986) على تشكيل لجنتين من الطرفين تخوض فيما يقرب الجماعتين من بعضهم البعض، وكانت لقاءات لا أتذكر عددها، وفي تقديري لا تقل عن ثلاث لقاءات، ولم يكتب لها النجاح لتصلب الطرفين، وكانت محاولة أخرى ثالثة، سنة 1987، هذه المرة توسعت حيث شملت الحياد وكذلك الشيخ عباسي مدني، والشيخ جاب الله، والشيخ محفوظ، وكان الاتفاق على أن يكون اللقاء مع تنظيم الإخوان بمكة المكرمة، خلال تأدية مناسك الحج، وباء اللقاء بالفشل مجددا، ثم قامت محاولة أخرى، وتم الاتفاق على أن يتم اللقاء في بيتي، سنة 1989، غير أن الشيخ محفوظ تأخر عن اللقاء، وكان هذا سببا في تعكير الجو وباءت العملية بالفشل.
مرة أخرى، وسنة 1990، عملت على تلطيف الأجواء بين الإخوان في الجزائر والشيخ جاب الله وجماعته، واتفقنا على أن يتم التلاحم بقيادة المرشد العام للإخوان المسلمين الأسبق، الشيخ مصطفى مشهور، وكان الاعتراض من جماعة الشرق التابعة للإخوان، وباءت العملية بالفشل مرة أخرى.
.
لماذا هذا الفشل؟ وهذه الصلابة في المواقف؟
سبب الفشل يعود إلى الزعامات، بالدرجة الأولى، فلم يكن حوارا من أجل تجميع صفوف الإسلاميين، وإنما كان تحت ضغط المطلب القاعدي، وهذا ظاهره، أما باطنه فكان يسعى إلى تذويب الآخر في الأنا.
والسبب الثاني، الصراع على من يقود التيار الإسلامي وكان للتنظيم الدولي القسط الأكبر في إذكاء الصراع في غياب الوضوح بشأن الصلاحيات والمهام والحقوق والواجبات صعودا ونزولا، ومن يحق له التمثيل في الجزائر.
حاولت رابطة الدعوة الإسلامية تذليل العقبات التي حالت دون تجميع القوى الإسلامية، إلا أن تصلب الزعامات كان أعتى من رغبة الرابطة بقيادة الشيخ أحمد سحنون رحمه الله، أضافت أحداث أكتوبر 1988، للصراع الحاصل، صراعات جديدة.
.
ما هي مسببات أحداث أكتوبر برأيكم؟
بعض مؤشرات الانفجار المؤدي لأحداث أكتوبر 1988، تكمن في أن الصراع داخل الأفلان كان موجودا، لكن هذه المرة طفا إلى السطح، والمؤشر الثاني سببه تراجع سعر البترول وما ترتب عليه من سلبيات على الحياة اليومية للمواطن، وكذا انتشار المد الإسلامي عموما والإخواني على وجه الخصوص، والأهم من الأحداث هو إجهاض العمل الإسلامي وهو ما تم فيما بعد، دون أن ننسى الصراع الجهوي، هي بعض المؤشرات التي عجلت بالانفجار الاجتماعي ظاهريا ولكن عمقه سياسيٌ، للعلم فإن الاسلاميين لم يكونوا وراءه.
.
أين كان تموقع الإسلاميين قبيل وساعة الأحداث؟
الإسلاميون موجودون على مستوى الأحياء والجامعات والثانويات، لكن الأحداث أربكت الجميع، الكثير منهم من تحول إلى رجال مطافئ كالرابطة الإسلامية ومنهم من حاول ركوب الموجة، كعباسي مدني ومن معه.
.
الإسلاميون لم يكونوا وراء الأحداث، فكيف ركب عباسي مدني الموجة؟
في الحقيقة، الأحداث بدأت باحتجاجات في العاصمة ثم امتدت للقطر الجزائري، وطالت الاحتجاجات الممتلكات العامة وبعض المؤسسات الخاصة، للأسف الشديد، والعجيب أن الأمن اختفى كليا من الساحة، والشعوب في تمردها كالمارد، البداية تعرف والنهاية يصعب التحكم فيها.. الشيخ عباسي اغتنم فرصة هذا الجو المتلاطم، بعدما فرض عليه الحصار من كل جانب مع أن الخطاب الإسلامي كان هو البارز والمسموع والمتابع بسهولة، ودعا إلى مواجهة الجيش الوطني، وحرض الشباب على مواجهة الدبابات بصدور عارية، وكان لرابطة الدعوة الإسلامية موقف حاسم تجاه هذا التصرف، وقد أذعن عباسي لموقف الرابطة بعدم تأجيج وتصعيد المواجهة مع الجيش، مع أن احتكاكات حصلت بباب الوادي بالعاصمة ما بين الجيش والمتظاهرين، وسقط فيها قتلى وكان بداية لمؤشر ينذر بالخطر.
ثم قام عباسي مدني وأتباعه، بأعداد كبيرة من الشباب، بالدخول في مواجهة مع الجيش ببلكور، وكان لرابطة الدعوة الإسلامية بإشراف الشيخ أحمد سحنون رحمه الله، موقف مانع لاحتكاك الشباب بأفراد الجيش، وإني أحمد الله على ذلك، ورحمة الله على من لحق بالرفيق الأعلى وجزى الله من بقي حيا، ممن وقفوا هذا الموقف.
.
متى وجدت الرابطة؟ وما هي الدوافع لذلك؟
كان من الأهداف والدوافع لتأسيس رابطة الدعوة الإسلامية اختفاء المرجعية من حياة الجزائريين والفراغ الذي نتج عن ذلك، الاحتكاكات التي ظهرت وهناك بين الإسلاميين، والتي كانت تنذر بالخطر، ظهور أشباه العلماء، ضرورة توحيد الإسلاميين لمواجهة التحديات التي كانت موجودة آنذاك، الخوف على ضياع الرصيد بضياع من تبقى من جمعية العلماء المسلمين.
والرابطة تأسست قبل أن يعلن عنها بكثير، حيث شرعت في عملها سنة 1986، ومن أهدافها تجميع صف الإسلاميين والحد من الاحتكاك بينهم، الاعتناء بالشباب وتوجيهه التوجيه الصحيح، وكانت تسعى إلى إيجاد منابر لتوجيه الأمة، وكذلك التقليل من حدّة الاحتكاك ما بين السلطة والشباب، من خلال منع مظاهر التدين على غرار الالتحاء.. وغيرها.
ومن أهدافها أيضا، تحديد رؤية الأهلة خاصة في شهر رمضان رأبا للتصدع الذي نتج عن ذلك، حيث تجد في الأسرة الواحد الصائم والمفطر. وقد حققت الرابطة جزءا كبيرا من هذه الأهداف، وفشلت في البعض الآخر نتيجة تصلب الكثير من الزعامات التي كانت تقود العمل الإسلامي.
.
وماذا عن القناعات الراسخة لدى بعض قيادات الحزب المحل بأن الرابطة كانت نواة لـ "الفيس"؟
الرابطة كانت موجودة قبل الأحزاب جميعا، بل هي كانت تعمل لصالح الجميع وكانت تتشكل من شخصيات تشرف على أحزاب ولا يمكن للرابطة أن تتحول إلى نواة لأي كان، وقد تصلح هذه الكلمة للمغالطة فقط، لا أكثر.
.
ما سر الخلاف بينكم وبين عباسي، رغم أن المؤشرات انذاك كانت توحي بوشك التحاقكم بالجبهة الإسلامية للإنقاذ؟
سعيا إلى التقليل من خطورة الاحتكاك الذي نتج عن الزخم الشعبي الذي كان آنذاك، اتفقنا على تشكيل لجنة من الطرفين، أي ما بين الجبهة الإسلامية (الشيخ بن عزوز زبدة، والداعية أحمد كرار (والإخوان) الشيخ محمد بوسليماني والشيخ السعيد مرسي وبوجمعة عياد)، وعملنا سويا في أكثر من لقاء، وكان آخر لقاء ببيت الشيخ بوسليماني، وكنا مفوضين في اتخاذ القرارات وقد توصلنا إلى توحيد المجهودات سياسيا، حتى لا تعود الاحتكاكات مرة أخرى، فاعتذر الوفد الممثل لجبهة الإنقاذ بحجة أن بعض من القيادات الإسلامية للجبهة كانت موجودة بالحج، آنذاك، وقد اتفقنا لكي يكون الإعلان المتفق عليه، في اللقاء القادم عندما نلتقي برابطة الدعوة الإسلامية وبحضور كل الأعضاء للرابطة، وإذا بالشيخ عباسي مدني يفاجئنا بلهجة حادة، وبصوت مرتفع قائلا: "الالتحاق لا يسمح به إلا إذا كان فرديا"، مضيفا "ولا يسمح لكم بالتكتل داخل الجبهة، ولا يسمح لكم بالتربية إلا على غرار برامج الجبهة".
.
معناه أن عباسي أراد قطع الطريق أمام الإخوان؟
فهمنا مغزى التوجه، وقد تزامن ذلك مع التحاق جماعة البناء الحضاري (الجزأرة)، ربما كان هذا سببا أساسيا ودافعا من الدوافع التي جعلت عباسي يواجهنا بهذه الحدّة، وهو استنتاج شخصي من وجهة رأي.
حاولنا مرة أخرى بيننا وبين عدد كبير من أعضاء مجلس الشورى للجبهة الإسلامية، يفوق عددهم الأربعين شخصا وعددا من الإخوان، بإشراف الشيخ بوسليماني، وكان آخر لقاء ببيتي، في شهر رمضان، قبيل اعتصام الجبهة، فتوقف اللقاء على إثر ذلك مباشرة، والعناصر التي شاركت في اللقاء من الإخوان وأعضاء من الجبهة لازالوا أحياء.
.
كيف تفاعل الإخوان مع أحداث أكتوبر88؟
بالعودة إلى الإخوان، فإن أحداث أكتوبر 88، دفعت بتنظيم الإخوان في الجزائر بالخروج من السرية إلى العلنية تدريجيا، مع أخذ الحيطة والحذر من التحولات المفاجئة، وكذلك من بطش السلطة مما جعل هذا الخروج بالتدريج يقتصر بالدرجة الأولى على الرمزية، ومعناه خروج الشيخ محفوظ والشيخ بوسليماني وعبد الحميد مداود والشيخ السعيد مرسي، بوجمعة عياد، عبد الهادي سايح والبقية من بعض المتعاطفين، من خلال تأسيس جمعية الإرشاد والإصلاح، ولم يظهر البقية حفاظا على سرية التنظيم وهياكل الجماعة.
وكانت من بين الإجراءات الأولية إعادة ترتيب مؤسسات الجماعة بدءا بالمؤتمر التمهيدي الذي كان على شكل دورة تقيمية داخلية، والخروج بقرارات، أولها: الإسراع في إتمام مؤسسات الجماعة، أي إعداد اللوائح التنظيمية المتمثلة في: تحديد الصلاحيات والمهام، بكل وضوح ودقة، ما بين المؤسسات والجماعة صعودا ونزولا، ما بين الفروع والأجنحة فيما بينها وبين الجماعة، كالعمل النسوي والطلبة والكشافة.
الشروع في هيكلة العمل على مستوى القطر، والشروع في تأسيس حزب سياسي رسميا، علما أن السياسة كنا نمارسها من قبل بكثير، تدعيم المكتب التنفيذي السري بعناصر من الجهات: العاصمة، شرق العاصمة، غرب العاصمة، الشرق الجزائري، الجنوب، الغرب الجزائري.
وبعد التحاق هذه المجموعات بالمكتب التنفيذي بدأ يتشكل توجه جديد داخل الجماعة، مثلا حصلت بعض التصرفات الغريبة، يطالبوننا بما صرفوه أثناء توجههم إلى العاصمة، بعدما كان العمل تطوعيا، وعلى حساب أبناء الجماعة، وللأسف بعض العناصر من هذا الصنف، صار منهم بعد ذلك، الوزير والنائب بالبرلمان، والسيناتور.
.
معناه أن هؤلاء دخلاء على الحركة؟
في هذه المرحلة تم اختراق الجماعة اختراقا خطيرا من أصحاب المال، ومن بعض من كانوا في مفاصل السلطة، كان لهم الأثر البارز في ترويض من كان لديه استعداد لذلك، بل امتد تأثيرهم إلى قرارات الجماعة، كالتضييق ومحاصرة من لم يصعب عليهم ترويضه تارة بالتشويه وتارة بـ"حفر الخنادق" بين رموز الجماعة، ووجدوا من ساعدهم على ذلك من بعض من التحقوا بالمكتب التنفيذي، وشكلوا طابورا خطيرا أصبح ينشر سمومه، إلى حد "الحفر" بين الشيخ محفوظ والشيخ بوسليماني، وكل من يتوسم فيهم بأنهم يشكلون خطرا على وجودهم داخل المكتب التنفيذي.
.
إلى أي حد أضر هذا الطابور بالحزب؟
صار لهذا الطابور المتشكل من الانتهازيين والوصوليين الأثر البالغ في توجيه الحزب وإصدار قراراته المؤيدة للسلطة بعيدا عن مؤسسات الجماعة، كبيع حاسي مسعود أو رهنه، تعميق الضغائن بين أبناء الجماعة إلى درجة تهديدهم وتهديد أسرهم، بل طال تهديدهم حتى أمي، وقالوا لها "وليدك راه تجاوز الخطوط الحمراء"، تشويه بعض من أسسوا العمل بتضحيات لا يعلم حجمها إلا الله، تارة بالافتراء إلى حد البهتان، وتارة بالقذف، هذا الطابور هو الذي شوه الشيخ محفوظ، طبعا بمقابل، وكل الناس يعرفون المقابل الذي أخذه هؤلاء.
.
ما هو ذلك المقابل؟
بمقابل معروف، ولا يزالون يستزقون به ويتخفون من وراءه، والمجتمع يعرف جيدا هؤلاء الناس كيف كانوا وكيف أصبحوا، كما كان لهذا الطابور البصمات الواضحة أثناء الدعوة إلى الاستفتاء على الدستور، سنة 1988، بالمطالبة بتأييده مستندين زورا وبهتانا إلى دعم الشيخين سحنون والمكي مع تزوير إمضائهما، مما أحدث شرخا بيننا وبين الشيخين، وآثاره السيئة ستبقى إلى يوم الدين، ونحن بُرءاء منه، حيث أن الشيخ سحنون والشيخ المكي لم يستشارا في الأمر لا من قريب ولا من بعيد، ولم يمنحا موافقتهما على ذلك ولا علم لهما به على الإطلاق، وهو بهتان.. وهي حادثة تشبه ذلك الذي عاد إلى واقعة قطع أعمدة الهاتف مخالفا لتعليمات الشيخ محفوظ، سنة 1976. وهو الطابور الذي أصدر بيانا يدعو فيه أمريكا إلى "احتلال" الجزائر، أي استبدال فرنسا بأمريكا، وكأن هموم فرنسا لم تكفنا والتي لازلنا نعاني منها ومن بقاياها إلى اليوم، لتضاف لها أمريكا وما تحمله من قيم متمثلة في إبادة الشعوب.
.
هل يصح أن نصف هذا الطابور بالطابور الخامس؟
نعم.. (يتحسر بوجمعة.. عما آل إليه الوضع بعد التضحيات التي عاشها المؤسسون سنوات السبعينيات وعمرهم الذي أفنوه في السجون).
.
المكتب التنفيذي السري لحركة المجتمع الإسلامي "حماس":
1 - محفوظ نحناح
2 - محمد بوسليماني
3 - عبد الحميد مداود
4 - مصطفى بلمهدي
5 - سعيد مرسي
6 - عبد الهادي سايح
7 - سليمان دهيري
8 - بوجمعة عياد
9 - عبد القادر (من بئر خادم) حضر لقاءين أو ثلاثة وغاب عن بقية اللقاءات ولم يواصل.