ما هي المخدرات؟ وما هو الاعتماد (الإدمان)؟
تستخدم منظمة الصحة تعبير المواد النفسية بدلا من المخدرات لأن الأخير يشمل مواد واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة. ولكننا نستخدم تعبير "المخدرات" ونعني به المواد التي تحدث الاعتماد (الإدمان) والمحرم استخدامها إلا لأغراض طبية أو علمية، أو إساءة استخدام المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية. وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة، وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية كالحشيش والأفيون والهيروين والماريغوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل الأسيتون والجازولين.
وتتفاوت المخدرات في مستوى تأثيرها وخطورتها وفي طريقة تعاطيها، وتصنف حسب تأثيرها(مسكرات ومهدئات ومنشطات ومهلوسات ومسببات للنشوة) أوحسب طريقة انتاجها (طبيعية أو مصنعة) وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا مثل الأفيون والمورفين والكوكايين والهيروين وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا فقط مثل الحشيش. ويجري تعاطيها بطرق مختلقة كالتدخين والحقن والشم أوالبلع للحبوب والمواد المصنعة وتقترن بها عادات وتقاليد جماعية في جلسات وحفلات أو في المناسبات مما يجعلها أكثر رسوخا وقبولا.
وتؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل الميث أو الكراك إلى تغييرات حادة في المخ. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية
أسباب تعاطى المخدرات :
أ. الأسباب التى تعود للفرد :
هنـاك عدة أسباب هامة تكمن وراء الإقدام على تعاطى الفرد للمخدرات ويمكن تقسيمها كالآتى :
1- ضعف الوازع الدينى لدى الفرد المتعاطى :
لاشك أن عدم تمسك بعض الشباب وعلى وجه الخصوص أولئك الذين هم فى سن المراهقة قد لا يلتزمون إلتزاماً كاملاً بتعاليم الدين من حيث إتباع أوامره وإجتناب نواهيه ،
2- مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء :
تكاد تجمع جميع الدراسات النفسية والإجتماعية التى أجريت على أسباب تعاطى المخدرات وبصفة خاصة بالنسبة للمتعاطى لأول مرة ، على أن عامل الفضول وإلحاح الأصدقاء أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية مع هؤلاء الأصدقـاء
3- الإعتقاد بزيادة القدرة الجنسية :
يعتقد بعض الشباب أن هناك علاقة وثيقة بين تعاطى المخدرات وزيادة القدرة الجنسية من حيث تحقيق أقصى إشباع جنسى وإطالة فترة الجماع بالنسبة للمتزوجين وكثيراً من المتعاطين يقدمون على تعاطى المخدرات سعياً وراء تحقيق اللذة الجنسية والواقع أن المخدرات لا علاقة لها بالجنس بل تعمل على عكس ما هو شائع بين الناس.
4- السفر إلى الخارج :
لاشك أن السفر للخارج مع وجود كل وسائل الإغراء وأماكن اللهو وعدم وجود رقابة على الأماكن التى يتم فيها تناول المخدرات يعتبر من أسباب تعاطى المخدرات .
5- الشعور بالفراغ :
لاشك أن وجود الفراغ مع عدم توفر الأماكن الصالحة التى تمتص طاقة الشباب كالنوادى والمنتزهات وغيرها يعتبر من الأسباب التى تؤدى إلى تعاطى المخدرات أو المسكرات وربما لإرتكاب الجرائم
6- حب التقليد :
وقد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المراهقين من محاولة إثبات ذاتهم وتطاولهم إلى الرجولة قبل أوانها عن طريق تقليد الكبار فى أفعالهم وخاصة تلك الأفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطى المخدرات من أجل إضفاء طابع الرجولة عليهم أمام الزملاء أو الجنس الأخر .
7- السهر خارج المنزل :
قد يفسر البعض الحرية تفسير خاطئ على أنها الحرية المطلقة حتى ولو كانت تضر بهم أو بالآخرين ومن هذا المنطلق يقوم البعض بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل وغالباً ما يكون فى أحد الأماكن التى تشجع على السكر والمخدرات وخلافه من المحرمات .
8- توفر المال بكثرة :
إن توفر المال فى يد بعض الشباب بسيولة قد يدفعه إلى شراء أغلى الطعام والشراب وقد يدفعه حب الاستطلاع ورفقاء السوء إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات ، وقد يبحث البعض منهم عن المتعة الزائفة مما يدفعه إلى الإقدام على ارتكاب الجريمة .
9- الهموم والمشكلات الاجتماعية :
هناك العديد من الهموم والمشكلات الاجتماعية التى يتعرض لها الناس فتدفع بعضهم إلى تعاطى المخدرات بحجة نسيان هذه الهموم والمشاكل .
10- الرغبة فى السهر للدراسة :
يقع بعض الشباب فريسة لبعض الأوهام التى يروجها بعض المغرضين من ضعاف النفوس عن المخدرات وخاصة المنبهات على أنها تزيد القدرة على التحصيل والتركيز أثناء المذاكرة وهذا بلاشك وهم كاذب ولا أساس له من الصحة بل بالعكس قد يكون تأثيرها سلبياً على ذلك .
11- انخفاض مستوى التعليم :
ليس هناك من شك فى أن الأشخاص الذين لم ينالوا قسطاً وافراً من التعليم لا يدركون الأضرار الناتجة عن تعاطى المخدرات أو المسكرات فقد ينساقون وراء شياطين الإنس من المروجين والمهربين للحصول على هذه السموم ، وإن كان ذلك لا ينفى وجود بعض المتعلمين الذين وقعوا فريسة لهذه السموم .
ب. الأسباب التى تعود للأسرة :
تعتبر الأسرة هى الخلية الأولى فى المجتمع وهى التى ينطلق منها الفرد إلى العالم الذى حوله بتربية معينة وعادات وتقاليد اكتسبها من الأسرة التى تربى فيها ، ويقع على الأسرة العبء الأكبر فى توجيه صغارها إلى معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيئ بالرفق ، فهى لهم سبيل فى اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب الأمور كلها .
وقد أظهرت نتائج تعاطى المخدرات أن تخلخل الاستقرار فى جو الأسرة متمثلاً فى انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم الخلافات بينهما إلى درجة الهجر والطلاق ، ويولد أحياناً شعوراً غالباً لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به .
أهم الأسباب التى تعود للأسرة والمساهمة فى تعاطى المخدرات :
1- القدوة السيئة من قبل الوالدين :
يعتبر هذا العامل هو من أهم العوامل الأسرية التى تدفع الشباب إلى تعاطى المخدرات والمسكرات ويرجع ذلك إلى أنه حينما يظهر الوالدين فى بعض الأحيان أمام أبنائهم فى صورة مخجلة تتمثل فى إقدامهم على تصرفات سيئة وهم تحت تأثير المخدر ، فإن ذلك يسبب صدمة نفسية عنيفة للأبناء وتدفعهم إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفات سيئة .
2- إدمان أحد الوالدين :
عندما يكون أحد الوالدين من المدمنين للمخدرات أو المسكرات فإن ذلك يؤثر تأثيراً مباشراً على الروابط الأسرية نتيجة ما تعانيه الأسرة من الشقاق والخلافات الدائمة لسوء العلاقات بين المدمن وبقية أفراد الأسرة مما يدفع الأبناء إلى الإنحراف والضياع .
3- إنشغال الوالدين عن الأبناء :
إن إنشغال الوالدين عن تربية أبنائهم بالعمل أو السفر للخارج وعدم متابعتهم أو مراقبة سلوكهم يجعل الأبناء عرضة للضياع والوقوع فى مهاوى الإدمان ولاشك أنه مهما كان العائد المادى من وراء العمل أو السفر فإنه لا يعادل الأضرار الجسيمة التى تلحق بالأبناء نتيجة عدم رعايتهم الرعاية السليمة .
4- عدم التكافؤ بين الزوجين :
ففى حالة عدم التكافؤ بين الزوج والزوجة ، يتأثر الأبناء بذلك تأثيراً خطيراً وبصفة خاصة إذا كانت الزوجة هى الأفضل من حيث وضع أسرتها المادية أو الاجتماعية ، فإنها تحرص أن تذكر زوجها بذلك دائماً ، مما يسبب الكثير من الخلافات التى يتحول على أثرها المنزل إلى جحيم لا يطاق ، فيهرب الأب من المنزل إلى حيث يجد الراحة عند رفاق السوء ، كما تهرب هى أيضاً إلى بعض صديقاتها من أجل إضاعة الوقت ، وبين الزوج والزوجة يضيع الأبناء وتكون النتيجة فى الغالب إنحرافهم .
5- القسوة الزائدة على الأبناء :
إنه من الأمور التى يكاد يجمع عليها علماء التربية بأن الابن إذا عومل من قبل والديه معاملة قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فإن ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدى به إلى عقوق والديه وترك المنزل والهروب منه باحثاً عن مأوى له فلا يجد سوى مجتمع الأشرار الذين يدفعون به إلى طريق الشر والمعصية وتعاطى المخدرات .
6- كثرة تناول الوالدين للأدوية والعقاقير :
إن حب الاستطلاع والفضول بالنسبة للأبناء قد يجعلهم يتناولون بعض الأدوية والعقاقير التى تناولها أباؤهم مما ينتج عن ذلك كثيراً من الأضرار والتى قد يكون من نتيجتها الوقوع فريسة للتعود على بعض تلك العقاقير .
7- ضغط الأسرة على الابن من أجل التفوق :
عندما يضغط الوالدين على الابن ويطلبون منه التفوق فى دراسته مع عدم إمكانية تحقيق ذلك قد يلجأ إلى استعمال بعض العقاقير المنبهه أو المنشطة من أجل السهر والاستذكار وتحصيل الدروس ، وبهذا لا يستطيع بعد ذلك الاستغناء عنها .
تلك هى أهم أسباب تعاطى المخدرات المتعلقة بالأسرة ومسئولية القضاء عليها والحد منها على الوالدين وعلماء الدين وعلى كل من أبصر على معرفة آفة المخدرات وما ينتج عنها من أضرار سيئة للغاية وقانا الله منها .
ج. الأسباب التى تعود للمجتمع :
"إذا كانت الأسرة هى البيئة الاجتماعية الأولى التى يعيش فيها الإنسان منذ صغره فإن مختلف الجماعات التى ينتمى إليها الفرد تشكل البيئة الاجتماعية الثانية التى يحيا فيها الإنسان. وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه الأسرة وقد تهدمه وتعطل تأثيره ، وقد تعوض الجماعة الفرد عن مشاعر الحرمان العاطفى وعدم التقبل أو افتقاد الشعور بالأمن".
وهناك أسباب فى تعاطى المخدرات تعود للمجتمع ومنها :
1- توفر مواد الإدمان عن طريق المهربين والمروجين :
ويعتبر هذا العامل من أهم العوامل التى تعود للمجتمع والتى تجعل تعاطى المخدرات سهلاً وميسوراً بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل مجتمع من المجتمعات على الأفراد الضالين الفاسدين والذين يحاولون إفساد غيرهم من أبناء المجتمع ، فيقومون بمساعدة غيرهم من أعداء الإسلام بجلب المخدرات والسموم وينشرونها بين الشباب .
2- وجود بعض أماكن اللهو فى بعض المجتمعات :
هناك بعض أماكن اللهو فى بعض الدول تعتمد أساساً على وجود المواد المخدرة والمسكرة من أجل ابتزاز أموال روادها ولا يهتم أصحابها سوى بجمع المال بصرف النظر عن الطريقة او الوسيلة المستخدمة فى ذلك .
3- قلة الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام المختلفة :
أجهزة الإعلام فى بعض الدول العربية وخاصة التليفزيون قد ابتليت بظاهرة خطيرة وهى المبالغة فى طول ساعات الإرسال والتفاخر بطول مدة الإرسال ، غير أن قدرة هذه الأجهزة الفنية قاصرة على ملئ هذه الساعات الطويلة بالإنتاج الإعلامى المحلى أو الغربى فيحدث المحظور وهو الالتجاء إلى أجهزة الإعلام الغربية من أفلام وأشرطة من قيم متضاربة مع القيم لكى يحقق أهدافه المرسومة ضد الأمة وبالأخص شبابها محاولاً بذلك هدم العنصر الأساسى من عناصر القوة والتنمية وهم الشباب .
6- التساهل فى استخدام العقاقير المخدرة وتركها دون رقابة :
قد يكون التساهل فى استيراد بعض الأدوية والعقاقير المخدرة اللازمة للاستخدام فى المستشفيات دون تشديد الرقابة عليها من قبل وزارة الصحة فى المجتمع سبب من أسباب استخدامها فى غير الأغراض الطبية التى خصصت لها ، هذا بالإضافة إلى أنه قد تدخل هذه العقاقير تحت أسماء مستعارة وبطريقة نظامية ، كما أنها قد تدخل بطريقة غير نظامية مما يؤدى إلى انتشارها وتداولها بين الشباب .
7- غياب رسالة المدرسة :
ويقع ذلك على عاتق المربين والمسئولين عن وضع المناهج التعليمية والتى يجب أن تتضمن أهداف واضحة تجعل الفائدة منها جيدة من حيث توضيح ما ينبغى إتباعه من فضائل وما يجب تجنبه من خبائث ورذائل .
وهكذا يتضح لنا العديد من العوامل التى تدفع إلى تعاطى المخدرات حيث تم التطرق إلى عدد من العوامل ومن هنا يمكننا القول بأن هذه المشكلة ليس سببها الفرد فقط بل يشارك فى ذلك الأسرة والمجتمع الذى يعيش فيه .
• الآثار الاجتماعية الناتجة عن تعاطي المخدرات:
تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات أهم واخطر المشاكل التي تواجه الفرد والاسرة والمجتمع في كل أنحاء العالم نظراً لكثرة انواع المخدرات وسرعة انتشار تجارتها بين كافة مستويات المجتمع.
ان مشكلة تعاطي المخدرات التي تؤرق العالم لم تنشأ من عامل واحد بل تتسبب فيها عوامل عديدة اجتماعية واقتصادية ونفسية وثقافية وتربوية وغير ذلك.
* الآثار المدمرة للمخدرات:
1 ) الآثار الاجتماعية:
إن من اهم الاضرار المترتبة على تعاطي المخدرات هي الاضرار الاجتماعية التي وبلا شك تلقي بظلالها على الحياة بشكل عام بدءاً من الضرر الواقع على الفرد المتعاطي مروراً بأسرته وامتداداً الى مجتمعه.
وهناك الكثير من الآثار الاجتماعية التي تظهر على الفرد المتعاطي ولكن نوجزها في:
أ ) الانعزالية وعدم المشاركة وجدانياً لكونه غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي ومشاركة الآخرين في تقرير المصير وعدم القدرة على الابتكار والانتاج.
ب ) التفكك الاسري والنفور من المجتمع والمحيطين به وبالتالي تنشأ اسرة ضعيفة مفككة لكون المتعاطي قد أخل بدور الاسرة واهميتها في ايجاد جيل صالح فعال يؤدي دوره تجاه مجتمعه بكل همة ونشاط.
2 )الآثار الاقتصادية:
يبرز اثر ادمان الفرد على تعاطي المخدرات على الحالة الاقتصادية التي بلا شك تعتبر من اهم الركائز الاجتماعية كون الفرد بحاجة الى متطلبات الحياة, فالمدمن قد يلجأ إلى السرقة والترويج في سبيل الحصول على المخدرات اكثر من اهتمامه بالحصول على احتياجاته الضرورية جداً وعدم توفيرها قد يؤدي الى تفكك هذه الاسرة ولجوئها الى العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية ومن هذا يتضح ان للمخدرات اثراً اقتصادياً واضحاً على مستوى المجتمع.
3 )الآثار الصحية:
تؤدي المخدرات الى الاصابة بعدة امراض خطيرة ومؤثرة، مثل الإصابة بمرض الذهان (اختلال عقلي)، مرض الاكتئاب، القلق، الهلوسة، كمايؤدي الإدمان على المخدرات في بعض الاحيان إلى الاصابة بالغرغرينا وبالتالي قطع اطراف اليدين او الرجلين وقد يدفع المدمن حياته ثمنا لإدمانه.
وهكذا نجد ان تعاطي المخدرات ذو تأثير كبير على الفرد المتعاطي وعلى اسرته ومجتمعه, وما تركيز العالم بأجمعه واتفاقهم على تلك الاضرار إلا دليل قاطع على انها وباء ويجب محاربتها والتعاون في سبيل إيجاد بيئة نظيفة وخاليه من تلك الآفات, وقانا الله وإياكم من كل سوء.
4) تأثير الرفاق: (الرفقة السيئة):
تعتبر مجموعة الرفاق من العناصر المهمة في بيئة الفرد وبخاصة في مراحل المراهقة، حيث انها تترك اثرا بالغا على سلوكه وكذلك تزوده بأنماط معينة من الروابط الاجتماعية والمعايير واختلال موازين الثواب والعقاب.
5 )إساءة استعمال العقاقير المخدرة:
اثبتت الدراسات الاجتماعية انما هي نتاج ضعف التوعية البيئية والاسرية واساليب التنشئة الاجتماعية وضعف الشخصية وعدم النضج الكامل للفرد.
6 )التفكك الأسري:
تعتبر الاسرة الدعامة الاولى لضبط السلوك الانساني عند الفرد فعندما تخل الاسرة بوظائفها الاساسية فانها تكون السبب المباشر في انحراف الفرد ومن امثلة ذلك:
أ .عدم تمسك الاسرة بالنواحي الدينية والمبادىء الاخلاقية.
ب. اتجاهات الوالدين نحو العقاقير او اساءة استعمالها.
ت .غياب العلاقات الحميمة بين الآباء وعدم تعبير الآباء عن حبهم للابناء.
ث .إعطاء الابناء الحرية المطلقة والاستقلالية التامة.
ج .انفصال الآباء عن الابناء لسبب او لآخر.
ح .الخلافات الحادة والمستمرة بين الوالدين مما يدفع الابناء الى الابتعاد عن المنزل ومصاحبة رفاق السوء.
أهمية المؤسسات التعليمية:
تعدَ المؤسسات التعليمية من أهم المؤسسات الاجتماعية التي لجأت إليها المجتمعات الحديثة، لتلبية حاجات تربوية وتعليمية عجزت عن تأديتها الأسرة بعد تعقد الحياة، فأصبحت المدرسة مؤسسة اجتماعية متخصصة يلقن فيها الطلاب العلم والمعرفة ونقل الثقافة من جيل إلى جيـل. كما تسعى إلى تحقيق نمو الناشئة والشباب جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، بما يحقق إعداد الفرد وتنشئته التنشئة الاجتماعية ليكون مواطناً صالحاً معداً للحياة.
أهمية المجتمع المدرسي: يعدّ المجتمع المدرسي حلقة وسط بين المنزل والمجتمع العام إذ يسهم في تكوين النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي للناشئة. وتختلف بيئة المدرسة عن بيئة الأسرة، فالأسرة جماعة أولية تحيط الطفل بالاهتمام والرعاية الزائدة، والتلبية السهلة للحاجات، والاعتماد على الوالدين في كثير من الأمور. فالعلاقات السائدة في الأسرة تتميز بالمواجهة والعمق والاستمرار، أما المدرسة فهي جماعة ثانوية، العلاقات فيها ليست على الدرجة نفسها من العمق والحرارة والاستمرار الموجودة في الأسرة.
أهمية التعليم:
التعليم القائم على أسس سليمة هو من أهم عوامل اكتمال التنشئة الاجتماعية فهو:-
1. السبيل الأول لمعرفة علاقة الفرد بأفراد المجتمع الآخرين، والالتزام بما عليه من حقوق وتأدية ما عليه من واجبات دينية ودنيوية.
2. ارتباط الجهل بالانحراف السلوكي، لذا وجب الاهتمام بالتعليم وسيلةً من الوسائل الوقائيـة للتقليل من نسبة ارتكاب الجرائم والحوادث؛ ويكون ذلك متى قام التعليـم على أسس أخلاقية لاتهمل الجوانب الروحية في حياة الإنسان إلى جانب تعليمه ماله مساس مباشر بالمحافظة على حياته بشكل خاص، وحدود حرياته، وحقوقه، وحقوق الآخرين، ليرتقي بوعيه الأمني ولتنتفي جهالته، ويستطيع التعامل بموجب هذه الأسس التي تعلمها.
وهناك مجموعة من المفاهيم والقيم التي نتفق جميعاً على أهميتها، بل يجب أن نسعى إلى غرسها في الناشئة، وهذه القيم هي:
1. التمسك بالقيم قولاً وعملاً باعتبارها الحصن الواقي من كل انحراف وجنوح.
2. غرس حب الوطن والانتماء له في نفوس النشء من أجل أن يبتعدوا من كل ما يضر هذا الوطن الذي أعطاهم الكثير.
3. احترام العلاقات داخل الأسرة بين الأولاد والآباء، وبين الإخوة، وبين الصغار والكبـار، باعتــبار أن الأســــرة هي البناء الحقيقي للفرد في أي مجتمع من المجتمعات.
4. احترام الملكية العامة وتقدير خدمات الدولة التي تقدمها للمواطنين، وتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد.
5. غرس قيمة احترام العمل الشريف للناشئة واحترام المهن الصناعية، والفنية، والتقنية، والبعد عن الإتكالية.
6. تزويد الناشئة والمراهقين بالمهارات التي تساعدهم على الوقاية من الانحراف وهذه المهارات هي:
• مهارة تحديد الأهداف الخيرة في الحياة.
• مهارة تحمل المسؤولية.
• كيف يكون الصداقات السليمة.
• كيف يتخذ القرار السليم.
• مهارة الثقة بالنفس والشخصية.
وهذه المهــارات تحتـاج إلى فنيات وإجراءات معينة لإيجادها في الناشئة والمراهقين وكم نحن بحاجة إلى إعادة صياغة المناهج لتوفير هذه المهارات في الناشئة والمراهقين.
أهمية ارتباط التعليم بالتربية:
يعد ارتباط التعليم بالتربية إلى جانب اهتمامه بتقديم المعلومات، من أهم الضروريات للحياة التعليمية، وبنفس الأهمية لابد أن يقوم عليه أشخاص على مستوى عال من العلم والخلق، ليكونوا قدوة صالحة لطلابهم. فالشخصية القدوة تمنح عملية التربية قوة حركية تجسد الفكر والمفهوم، وتشجع على التفاعل مع الفكر والمبدأ، لأن الطالب يشاهد أمامه مثــلاً حسياً ملموساً كاملاً ،وان تكون رسالة التعليم مكملة لرسالة الأسرة الصالحة ومتجانسة معها.
ولقد اهتم التعليم في غالبية المجتمعات بالأسس المادية للحياة مهملاً الجانب الروحي الهام، وبالتالي أصبحت هناك فجوة بين قيم الفرد وسلوكياته المادية، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الانحراف
مهمة المدرسة في الكشف المبكر للانحراف:
إن فهم أسلوب الحياة المدرسية يعد من الأولويات التربوية التي يتعين على أي مربٍّ أن يلم بها ويستوعبها بشكل جيد، فهي تساعد على تمييز أدق الظواهر السلوكية عند الحدث، فالبعض يعتبر أن ظواهر الغياب والتأخر الدراسي والهروب من المدرسة مظاهر عادية للطالب، وقد تكون كذلك بالفعل، ولكنها من وجهة نظر أخرى مؤشر مبكر عن الطفل الذي لديه استعداد للانحراف.
وهنا يكمن دور المدرسة في الكشف عن هذه المظاهر ذات المؤشر ألانحرافي ودراستها سواء كان فردياً أو جماعياً بالتعاون بين الأخصائي الاجتماعي والمعلم، ثم الاتصال بالبيت لتنظيم التعاون مع المدرسة لاتخاذ الوسائل الكفيلة لعلاجها قبل أن تصبح انحرافاً وتثبت.
وقد تفشل المدرسة في تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية، ويتعرض الطفل للانحراف بسبب عوامل ترجع إلى المناخ المدرسي، أو إلى التلميذ ذاته، أو كليهما معاَ، إذ تعتبر سوء معاملة بعض المدرسين أحد عوامل النفور من المدرسة، وترتبط صورة المدرسة في ذهن الطالب بالمدرس القاسي، وتصبح مثيراً شرطياً للألم والعقاب، كما أن الكثافة الزائدة لعدد الطلاب في الفصول يترتب عليها عدم استفادة كثير من الطلاب، ويجد الطفل في الهروب من المدرسة تخفيضاً للتوترات والقلق. ويؤدي عدم توافق برامج النشاط المدرسي مع احتياجات الغالبية العظمى من الطلاب إلى محاولة بعض الطلاب البحث عن وسائل أخرى خارج المدرسة يصرفون فيها ما لديهم من طاقات، ولأصدقاء السوء بالمدرسة دور كبير في انحراف الطلاب إذا لم تستشعر المدرسة أهمية اكتشاف مشكلات الطلاب قبل استفحالها، مما يزيد من شعور الطالب بالفشل وعدم الآمان ودفعه إلى السلوك العدواني مثل التخريب، والسرقة والعنف، وربما الهروب من المدرسة، ولقد أثبتت الكثير من الدراسات أن هروب الطالب المتكرر من المدرسة يعدّ من أهم أعراض سوء التكيف، الذي يعتبر من علامات الجنوح وأثبتت الدراسات الاجتماعية ما يلي :
1. أن (99%) من الأحداث الجانحين يعيشون مرحلة المراهقة بين سن (13- 18).
2. أكثر من ثلث الأحداث المنحرفين كانوا منقطعين عن الدراسة عند ارتكابهم الجنحة.
3. نسبة غياب الأحداث المنحرفين عن الدراسة أكثر من نسبتها بين الأحداث الأسوياء.
4. تميز الأحداث المنحرفين بانخفاض مستواهم التعليمي قياساً بعمرهم الزمني.
أهمية الجامعات ومعاهد التعليم العليا في تنمية الوعي :
تعد المدارس والجامعات الركيزة الأساسية والمنبع الرئيس الذي يكتسب من خلاله الإنسان العلم والمعرفة. وفي مراحلها المتدرجة تتكامل فروع العلم وتتسع آفاق المعرفة وتنمو المهارات وتتحسن السلوكيات. ففي المراحل التعليمية يكون طالب العلم على استعداد لتلقي كل ما من شأنه أن يؤثر إيجابياً في تحسين سلوكياته وعاداته، وبخاصة ما ينعكس منها على زيادة فرص الأمان لشخصه ولأسرته. لذا يجب أن يتم تزويد الطلاب بجرعات وقائية يراعى فيها التأثير على حسّ الطالب وانتمائه الاجتماعي بما يدفعه نحو الميل التلقائي إلى التمسك والالتزام بالنظم والتعليمات – عموماً - في كافة سلوكياته. كما ينبغي على الجامعات الاهتمام بتدعيم انتماء هؤلاء الشباب لمجتمعهم، وارتباطهم بأهدافه وقضاياه الأساسية، من خلال التحريك الفاعل لطاقات الشباب ومن أهمها الطاقات المعنوية التي تتمثل في القيم الوطنية الدينية والثقافية التي تنعكس على سلوك الأفراد والجماعات وفي حوافزهم ودوافعهم الإنسانية، وفي تعاملهم مع بعضهم البعض، وفي المواقف الاجتماعية والظروف المحيطة بهم.
ومن الأهمية أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة وأمنه بصفة خاصة من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات مجتمع ينشد السلوكيات المثالية الجماعية التي تحقق الأمن والأمان
ولكي يزداد ارتباط شباب الجامعة بمجتمعاتهم المحلية، وبالمجتمع بوجه عام، يمكن أن يمارسوا أثناء فترة دراستهم بعض الأنشطة التطوعية التي تحقق هذه الغاية، مثل المشاركة في جمعيات محاربة التدخين، محاربة المخدرات والمشاركـة في محاضرات التوعية ضد المخدرات والآفات المجتمعية الأخرى وتوزيع النشرات والملصقات والمطويات الخاصة بهذه التوعية على المواطنين. ويمكن أن تكون نتائج هذه الممارسة واحدة من الأسس التي تراعى عند تقويمهم خلال فترة حصولهم على درجاتهم العلمية. وينجح هذا الأسلوب في الربط بين شباب الجامعة وبين المجتمع حينما يتم الاقتناع بالقيام به على أساس تطوعي بتدعيم من وسائل الإعلام الجامعي ووسائل الإعلام العامة والأجهزة الأمنية.
لذا على الجامعات والمؤسسات التعليمية بوجه عام أن تواجه مهمة رئيسة تتلخص في العمل على مساعدة الشباب على اكتشاف دورهم الاجتماعي في الحاضر والمستقبل، وتهيئتهم لهذه المهام على أعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية. وعلى كل من يتصدون للتوجيه العلمي والاجتماعي للشباب، سواء كانوا أساتذة أو أخصائيين اجتماعيين أن يقدموا هذه الأسس المدروسة والقدرة الواعية التي ترتكز على فهم علمي دقيق لأهداف مجتمعاتهم وإدراك واع لقيمه الإيجابية، وأن يركزوا بوجه خاص على الجوانب الإيجابية والعقلانية، ومن ابرز هذه القيم قيم البحث العلمي الدقيق المتفهم لأوضاع المجتمع وأهدافه . و يجب على الجامعات العمل على وجود دراسات علمية تدمج خطوات التعليم في اتجاه قيم الوعي ومن خلالها يمكن الوقوف على أبعاد المشكلات ، وأنجح الظروف لإصلاحها وفق معايير تربوية حديثة.
أهمية المؤسسات التعليمية في تعليم الطالب كيفية الاستفادة من وقت الفراغ:
يرى بعض المفكرين أنه يجب على المؤسسات التعليمية أن تعلم الطالب كيفية الاستفادة من وقت الفراغ وتتحمل مهمة كبيرةً في هذا الأمر، بل هناك من يرى ذلك من أهداف التعليم الأساسية؛ حيث أن من أهداف التعليم تنمية الاتجاهات التي يمكن لها أن تتيح للفرد استخدام وقت فراغه بذكاء. كما أن وظيفة المؤسسات التعليمية يجب ألا تقتصر على تنمية المعرفة بل يجب أن تهتم إلى جانب ذلك بتنمية القدرات والمهارات للاستفادة منها في استثمار وقت الفراغ ويتأتى ذلك بتوعية الطلاب بأهمية وقت الفراغ، وتعريفهم بميولهم بعد اكتشافها وتنميتها مع توفير الإمكانات المناسبة لاستغلال وقت فراغهم بما يفيدهم وينفعهم .
ويعد النشاط الطلابي (خارج قاعات الدراسة) أهم الحقول التي ينبغي الاهتمام بها لملء فراغ الطلاب، حيث إن المدارس تكاد تكون تغطيتها شاملة لكل الأماكن والأحياء، كما يتوافر في المدارس أساتذة قادرين على التوجيه والمتابعة بشكل يفوق الأندية الرياضية.
وظيفة المؤسسات التعليمية في تنمية الوعي الاجتماعي:
المدارس والمعاهد مجال رحب لتعليم المزيد من المعايير الاجتماعية، والقيم والاتجاهات والأدوار الاجتماعية الجديدة بشكل مضبوط ومنظم، ففيها يتعود الطالب على الاعتماد على النفس، والتنافس الشريف، وتحمل المسؤولية، واحترام الأنظمة، والتمسك بالحقوق وأداء الواجبات، والعمل بروح التعاون. فالمجتمع المدرسي حلقة وسط بين المنزل والمجتمع العام، ومن هنا ظهرت أهمية المدرسة في تحقيق التدرج في النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي. ويمكن للمدرسة العمل على غرس الوعي الأمني وفقا لما يلي:
أولاَ: المناهج الدراسية:
حتى تحقق المناهج الدراسية تعزيز الوعي فيجب أن تتضمن الإجابة على هذه الأسئلة التي تفرض نفسها بالتأكيد على أي منهج دراسي يتناول هذه الموضوعات بغض النظر عن المجتمع المعني والثقافة السائدة فيه وهذه الأسئلة هي
• ماذا نعني بالمجتمع؟ وما مسؤوليات الأفراد في المجتمع تجاه غيرهم؟
• ماذا نعني بالجريمة والاتجاه المعادي للمجتمع؟
• ما الآثار التي تتركها الجريمة والاتجاه المعادي للمجتمع على المجتمع؟
• لماذا يقترف الناس الجريمة أو يقومون بسلوك معاد للمجتمع؟
• كيف يمكن للمجتمع أن يحمي نفسه من هذه الأنشطة الضارة؟
• ما المسؤوليـات الـتي ينبغـي للأفـراد الاضطـلاع بـها للحـد من هذه الأنشطة الضارة؟.
و يرى الباحثين الاجتماعيين والتربويين تضمين موضوعات الوعي من الأفات الاجتماعية في المناهج المدرسية لمختلف المراحل الدراسية وفقاً لما يلي:
1. كل ما يتعلق بحقوق الطالب وواجبا ته وما عليه من حقوق وواجبات تجاه المشكلات التي تواجهه.
4. تضمين المناهج المدرسية العديد من الموضوعات التي تغرس في نفوس الشباب مخافة الله وحده ومراقبته، التي يجب عدم تجاوزها.
5. حدود الحرية وضرورة احترامها.
6. مراعاة احتياجاته اليومية من الوسائل والمعدات التي يحتاج إليها،
7. إظهار أهمية التقيد بالأنظمة والتشريعات المدرسية والمصلحة التي تعود على الفرد من جرائها.
8. إزالة الصورة النمطية السيئة عن الوظائف المهنية والحرف اليدوية والترغيب فيها.
تستخدم منظمة الصحة تعبير المواد النفسية بدلا من المخدرات لأن الأخير يشمل مواد واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة. ولكننا نستخدم تعبير "المخدرات" ونعني به المواد التي تحدث الاعتماد (الإدمان) والمحرم استخدامها إلا لأغراض طبية أو علمية، أو إساءة استخدام المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية. وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة، وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية كالحشيش والأفيون والهيروين والماريغوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل الأسيتون والجازولين.
وتتفاوت المخدرات في مستوى تأثيرها وخطورتها وفي طريقة تعاطيها، وتصنف حسب تأثيرها(مسكرات ومهدئات ومنشطات ومهلوسات ومسببات للنشوة) أوحسب طريقة انتاجها (طبيعية أو مصنعة) وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا مثل الأفيون والمورفين والكوكايين والهيروين وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا فقط مثل الحشيش. ويجري تعاطيها بطرق مختلقة كالتدخين والحقن والشم أوالبلع للحبوب والمواد المصنعة وتقترن بها عادات وتقاليد جماعية في جلسات وحفلات أو في المناسبات مما يجعلها أكثر رسوخا وقبولا.
وتؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل الميث أو الكراك إلى تغييرات حادة في المخ. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية
أسباب تعاطى المخدرات :
أ. الأسباب التى تعود للفرد :
هنـاك عدة أسباب هامة تكمن وراء الإقدام على تعاطى الفرد للمخدرات ويمكن تقسيمها كالآتى :
1- ضعف الوازع الدينى لدى الفرد المتعاطى :
لاشك أن عدم تمسك بعض الشباب وعلى وجه الخصوص أولئك الذين هم فى سن المراهقة قد لا يلتزمون إلتزاماً كاملاً بتعاليم الدين من حيث إتباع أوامره وإجتناب نواهيه ،
2- مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء :
تكاد تجمع جميع الدراسات النفسية والإجتماعية التى أجريت على أسباب تعاطى المخدرات وبصفة خاصة بالنسبة للمتعاطى لأول مرة ، على أن عامل الفضول وإلحاح الأصدقاء أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية مع هؤلاء الأصدقـاء
3- الإعتقاد بزيادة القدرة الجنسية :
يعتقد بعض الشباب أن هناك علاقة وثيقة بين تعاطى المخدرات وزيادة القدرة الجنسية من حيث تحقيق أقصى إشباع جنسى وإطالة فترة الجماع بالنسبة للمتزوجين وكثيراً من المتعاطين يقدمون على تعاطى المخدرات سعياً وراء تحقيق اللذة الجنسية والواقع أن المخدرات لا علاقة لها بالجنس بل تعمل على عكس ما هو شائع بين الناس.
4- السفر إلى الخارج :
لاشك أن السفر للخارج مع وجود كل وسائل الإغراء وأماكن اللهو وعدم وجود رقابة على الأماكن التى يتم فيها تناول المخدرات يعتبر من أسباب تعاطى المخدرات .
5- الشعور بالفراغ :
لاشك أن وجود الفراغ مع عدم توفر الأماكن الصالحة التى تمتص طاقة الشباب كالنوادى والمنتزهات وغيرها يعتبر من الأسباب التى تؤدى إلى تعاطى المخدرات أو المسكرات وربما لإرتكاب الجرائم
6- حب التقليد :
وقد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المراهقين من محاولة إثبات ذاتهم وتطاولهم إلى الرجولة قبل أوانها عن طريق تقليد الكبار فى أفعالهم وخاصة تلك الأفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطى المخدرات من أجل إضفاء طابع الرجولة عليهم أمام الزملاء أو الجنس الأخر .
7- السهر خارج المنزل :
قد يفسر البعض الحرية تفسير خاطئ على أنها الحرية المطلقة حتى ولو كانت تضر بهم أو بالآخرين ومن هذا المنطلق يقوم البعض بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل وغالباً ما يكون فى أحد الأماكن التى تشجع على السكر والمخدرات وخلافه من المحرمات .
8- توفر المال بكثرة :
إن توفر المال فى يد بعض الشباب بسيولة قد يدفعه إلى شراء أغلى الطعام والشراب وقد يدفعه حب الاستطلاع ورفقاء السوء إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات ، وقد يبحث البعض منهم عن المتعة الزائفة مما يدفعه إلى الإقدام على ارتكاب الجريمة .
9- الهموم والمشكلات الاجتماعية :
هناك العديد من الهموم والمشكلات الاجتماعية التى يتعرض لها الناس فتدفع بعضهم إلى تعاطى المخدرات بحجة نسيان هذه الهموم والمشاكل .
10- الرغبة فى السهر للدراسة :
يقع بعض الشباب فريسة لبعض الأوهام التى يروجها بعض المغرضين من ضعاف النفوس عن المخدرات وخاصة المنبهات على أنها تزيد القدرة على التحصيل والتركيز أثناء المذاكرة وهذا بلاشك وهم كاذب ولا أساس له من الصحة بل بالعكس قد يكون تأثيرها سلبياً على ذلك .
11- انخفاض مستوى التعليم :
ليس هناك من شك فى أن الأشخاص الذين لم ينالوا قسطاً وافراً من التعليم لا يدركون الأضرار الناتجة عن تعاطى المخدرات أو المسكرات فقد ينساقون وراء شياطين الإنس من المروجين والمهربين للحصول على هذه السموم ، وإن كان ذلك لا ينفى وجود بعض المتعلمين الذين وقعوا فريسة لهذه السموم .
ب. الأسباب التى تعود للأسرة :
تعتبر الأسرة هى الخلية الأولى فى المجتمع وهى التى ينطلق منها الفرد إلى العالم الذى حوله بتربية معينة وعادات وتقاليد اكتسبها من الأسرة التى تربى فيها ، ويقع على الأسرة العبء الأكبر فى توجيه صغارها إلى معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيئ بالرفق ، فهى لهم سبيل فى اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب الأمور كلها .
وقد أظهرت نتائج تعاطى المخدرات أن تخلخل الاستقرار فى جو الأسرة متمثلاً فى انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم الخلافات بينهما إلى درجة الهجر والطلاق ، ويولد أحياناً شعوراً غالباً لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به .
أهم الأسباب التى تعود للأسرة والمساهمة فى تعاطى المخدرات :
1- القدوة السيئة من قبل الوالدين :
يعتبر هذا العامل هو من أهم العوامل الأسرية التى تدفع الشباب إلى تعاطى المخدرات والمسكرات ويرجع ذلك إلى أنه حينما يظهر الوالدين فى بعض الأحيان أمام أبنائهم فى صورة مخجلة تتمثل فى إقدامهم على تصرفات سيئة وهم تحت تأثير المخدر ، فإن ذلك يسبب صدمة نفسية عنيفة للأبناء وتدفعهم إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفات سيئة .
2- إدمان أحد الوالدين :
عندما يكون أحد الوالدين من المدمنين للمخدرات أو المسكرات فإن ذلك يؤثر تأثيراً مباشراً على الروابط الأسرية نتيجة ما تعانيه الأسرة من الشقاق والخلافات الدائمة لسوء العلاقات بين المدمن وبقية أفراد الأسرة مما يدفع الأبناء إلى الإنحراف والضياع .
3- إنشغال الوالدين عن الأبناء :
إن إنشغال الوالدين عن تربية أبنائهم بالعمل أو السفر للخارج وعدم متابعتهم أو مراقبة سلوكهم يجعل الأبناء عرضة للضياع والوقوع فى مهاوى الإدمان ولاشك أنه مهما كان العائد المادى من وراء العمل أو السفر فإنه لا يعادل الأضرار الجسيمة التى تلحق بالأبناء نتيجة عدم رعايتهم الرعاية السليمة .
4- عدم التكافؤ بين الزوجين :
ففى حالة عدم التكافؤ بين الزوج والزوجة ، يتأثر الأبناء بذلك تأثيراً خطيراً وبصفة خاصة إذا كانت الزوجة هى الأفضل من حيث وضع أسرتها المادية أو الاجتماعية ، فإنها تحرص أن تذكر زوجها بذلك دائماً ، مما يسبب الكثير من الخلافات التى يتحول على أثرها المنزل إلى جحيم لا يطاق ، فيهرب الأب من المنزل إلى حيث يجد الراحة عند رفاق السوء ، كما تهرب هى أيضاً إلى بعض صديقاتها من أجل إضاعة الوقت ، وبين الزوج والزوجة يضيع الأبناء وتكون النتيجة فى الغالب إنحرافهم .
5- القسوة الزائدة على الأبناء :
إنه من الأمور التى يكاد يجمع عليها علماء التربية بأن الابن إذا عومل من قبل والديه معاملة قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فإن ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدى به إلى عقوق والديه وترك المنزل والهروب منه باحثاً عن مأوى له فلا يجد سوى مجتمع الأشرار الذين يدفعون به إلى طريق الشر والمعصية وتعاطى المخدرات .
6- كثرة تناول الوالدين للأدوية والعقاقير :
إن حب الاستطلاع والفضول بالنسبة للأبناء قد يجعلهم يتناولون بعض الأدوية والعقاقير التى تناولها أباؤهم مما ينتج عن ذلك كثيراً من الأضرار والتى قد يكون من نتيجتها الوقوع فريسة للتعود على بعض تلك العقاقير .
7- ضغط الأسرة على الابن من أجل التفوق :
عندما يضغط الوالدين على الابن ويطلبون منه التفوق فى دراسته مع عدم إمكانية تحقيق ذلك قد يلجأ إلى استعمال بعض العقاقير المنبهه أو المنشطة من أجل السهر والاستذكار وتحصيل الدروس ، وبهذا لا يستطيع بعد ذلك الاستغناء عنها .
تلك هى أهم أسباب تعاطى المخدرات المتعلقة بالأسرة ومسئولية القضاء عليها والحد منها على الوالدين وعلماء الدين وعلى كل من أبصر على معرفة آفة المخدرات وما ينتج عنها من أضرار سيئة للغاية وقانا الله منها .
ج. الأسباب التى تعود للمجتمع :
"إذا كانت الأسرة هى البيئة الاجتماعية الأولى التى يعيش فيها الإنسان منذ صغره فإن مختلف الجماعات التى ينتمى إليها الفرد تشكل البيئة الاجتماعية الثانية التى يحيا فيها الإنسان. وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه الأسرة وقد تهدمه وتعطل تأثيره ، وقد تعوض الجماعة الفرد عن مشاعر الحرمان العاطفى وعدم التقبل أو افتقاد الشعور بالأمن".
وهناك أسباب فى تعاطى المخدرات تعود للمجتمع ومنها :
1- توفر مواد الإدمان عن طريق المهربين والمروجين :
ويعتبر هذا العامل من أهم العوامل التى تعود للمجتمع والتى تجعل تعاطى المخدرات سهلاً وميسوراً بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل مجتمع من المجتمعات على الأفراد الضالين الفاسدين والذين يحاولون إفساد غيرهم من أبناء المجتمع ، فيقومون بمساعدة غيرهم من أعداء الإسلام بجلب المخدرات والسموم وينشرونها بين الشباب .
2- وجود بعض أماكن اللهو فى بعض المجتمعات :
هناك بعض أماكن اللهو فى بعض الدول تعتمد أساساً على وجود المواد المخدرة والمسكرة من أجل ابتزاز أموال روادها ولا يهتم أصحابها سوى بجمع المال بصرف النظر عن الطريقة او الوسيلة المستخدمة فى ذلك .
3- قلة الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام المختلفة :
أجهزة الإعلام فى بعض الدول العربية وخاصة التليفزيون قد ابتليت بظاهرة خطيرة وهى المبالغة فى طول ساعات الإرسال والتفاخر بطول مدة الإرسال ، غير أن قدرة هذه الأجهزة الفنية قاصرة على ملئ هذه الساعات الطويلة بالإنتاج الإعلامى المحلى أو الغربى فيحدث المحظور وهو الالتجاء إلى أجهزة الإعلام الغربية من أفلام وأشرطة من قيم متضاربة مع القيم لكى يحقق أهدافه المرسومة ضد الأمة وبالأخص شبابها محاولاً بذلك هدم العنصر الأساسى من عناصر القوة والتنمية وهم الشباب .
6- التساهل فى استخدام العقاقير المخدرة وتركها دون رقابة :
قد يكون التساهل فى استيراد بعض الأدوية والعقاقير المخدرة اللازمة للاستخدام فى المستشفيات دون تشديد الرقابة عليها من قبل وزارة الصحة فى المجتمع سبب من أسباب استخدامها فى غير الأغراض الطبية التى خصصت لها ، هذا بالإضافة إلى أنه قد تدخل هذه العقاقير تحت أسماء مستعارة وبطريقة نظامية ، كما أنها قد تدخل بطريقة غير نظامية مما يؤدى إلى انتشارها وتداولها بين الشباب .
7- غياب رسالة المدرسة :
ويقع ذلك على عاتق المربين والمسئولين عن وضع المناهج التعليمية والتى يجب أن تتضمن أهداف واضحة تجعل الفائدة منها جيدة من حيث توضيح ما ينبغى إتباعه من فضائل وما يجب تجنبه من خبائث ورذائل .
وهكذا يتضح لنا العديد من العوامل التى تدفع إلى تعاطى المخدرات حيث تم التطرق إلى عدد من العوامل ومن هنا يمكننا القول بأن هذه المشكلة ليس سببها الفرد فقط بل يشارك فى ذلك الأسرة والمجتمع الذى يعيش فيه .
• الآثار الاجتماعية الناتجة عن تعاطي المخدرات:
تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات أهم واخطر المشاكل التي تواجه الفرد والاسرة والمجتمع في كل أنحاء العالم نظراً لكثرة انواع المخدرات وسرعة انتشار تجارتها بين كافة مستويات المجتمع.
ان مشكلة تعاطي المخدرات التي تؤرق العالم لم تنشأ من عامل واحد بل تتسبب فيها عوامل عديدة اجتماعية واقتصادية ونفسية وثقافية وتربوية وغير ذلك.
* الآثار المدمرة للمخدرات:
1 ) الآثار الاجتماعية:
إن من اهم الاضرار المترتبة على تعاطي المخدرات هي الاضرار الاجتماعية التي وبلا شك تلقي بظلالها على الحياة بشكل عام بدءاً من الضرر الواقع على الفرد المتعاطي مروراً بأسرته وامتداداً الى مجتمعه.
وهناك الكثير من الآثار الاجتماعية التي تظهر على الفرد المتعاطي ولكن نوجزها في:
أ ) الانعزالية وعدم المشاركة وجدانياً لكونه غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي ومشاركة الآخرين في تقرير المصير وعدم القدرة على الابتكار والانتاج.
ب ) التفكك الاسري والنفور من المجتمع والمحيطين به وبالتالي تنشأ اسرة ضعيفة مفككة لكون المتعاطي قد أخل بدور الاسرة واهميتها في ايجاد جيل صالح فعال يؤدي دوره تجاه مجتمعه بكل همة ونشاط.
2 )الآثار الاقتصادية:
يبرز اثر ادمان الفرد على تعاطي المخدرات على الحالة الاقتصادية التي بلا شك تعتبر من اهم الركائز الاجتماعية كون الفرد بحاجة الى متطلبات الحياة, فالمدمن قد يلجأ إلى السرقة والترويج في سبيل الحصول على المخدرات اكثر من اهتمامه بالحصول على احتياجاته الضرورية جداً وعدم توفيرها قد يؤدي الى تفكك هذه الاسرة ولجوئها الى العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية ومن هذا يتضح ان للمخدرات اثراً اقتصادياً واضحاً على مستوى المجتمع.
3 )الآثار الصحية:
تؤدي المخدرات الى الاصابة بعدة امراض خطيرة ومؤثرة، مثل الإصابة بمرض الذهان (اختلال عقلي)، مرض الاكتئاب، القلق، الهلوسة، كمايؤدي الإدمان على المخدرات في بعض الاحيان إلى الاصابة بالغرغرينا وبالتالي قطع اطراف اليدين او الرجلين وقد يدفع المدمن حياته ثمنا لإدمانه.
وهكذا نجد ان تعاطي المخدرات ذو تأثير كبير على الفرد المتعاطي وعلى اسرته ومجتمعه, وما تركيز العالم بأجمعه واتفاقهم على تلك الاضرار إلا دليل قاطع على انها وباء ويجب محاربتها والتعاون في سبيل إيجاد بيئة نظيفة وخاليه من تلك الآفات, وقانا الله وإياكم من كل سوء.
4) تأثير الرفاق: (الرفقة السيئة):
تعتبر مجموعة الرفاق من العناصر المهمة في بيئة الفرد وبخاصة في مراحل المراهقة، حيث انها تترك اثرا بالغا على سلوكه وكذلك تزوده بأنماط معينة من الروابط الاجتماعية والمعايير واختلال موازين الثواب والعقاب.
5 )إساءة استعمال العقاقير المخدرة:
اثبتت الدراسات الاجتماعية انما هي نتاج ضعف التوعية البيئية والاسرية واساليب التنشئة الاجتماعية وضعف الشخصية وعدم النضج الكامل للفرد.
6 )التفكك الأسري:
تعتبر الاسرة الدعامة الاولى لضبط السلوك الانساني عند الفرد فعندما تخل الاسرة بوظائفها الاساسية فانها تكون السبب المباشر في انحراف الفرد ومن امثلة ذلك:
أ .عدم تمسك الاسرة بالنواحي الدينية والمبادىء الاخلاقية.
ب. اتجاهات الوالدين نحو العقاقير او اساءة استعمالها.
ت .غياب العلاقات الحميمة بين الآباء وعدم تعبير الآباء عن حبهم للابناء.
ث .إعطاء الابناء الحرية المطلقة والاستقلالية التامة.
ج .انفصال الآباء عن الابناء لسبب او لآخر.
ح .الخلافات الحادة والمستمرة بين الوالدين مما يدفع الابناء الى الابتعاد عن المنزل ومصاحبة رفاق السوء.
أهمية المؤسسات التعليمية:
تعدَ المؤسسات التعليمية من أهم المؤسسات الاجتماعية التي لجأت إليها المجتمعات الحديثة، لتلبية حاجات تربوية وتعليمية عجزت عن تأديتها الأسرة بعد تعقد الحياة، فأصبحت المدرسة مؤسسة اجتماعية متخصصة يلقن فيها الطلاب العلم والمعرفة ونقل الثقافة من جيل إلى جيـل. كما تسعى إلى تحقيق نمو الناشئة والشباب جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، بما يحقق إعداد الفرد وتنشئته التنشئة الاجتماعية ليكون مواطناً صالحاً معداً للحياة.
أهمية المجتمع المدرسي: يعدّ المجتمع المدرسي حلقة وسط بين المنزل والمجتمع العام إذ يسهم في تكوين النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي للناشئة. وتختلف بيئة المدرسة عن بيئة الأسرة، فالأسرة جماعة أولية تحيط الطفل بالاهتمام والرعاية الزائدة، والتلبية السهلة للحاجات، والاعتماد على الوالدين في كثير من الأمور. فالعلاقات السائدة في الأسرة تتميز بالمواجهة والعمق والاستمرار، أما المدرسة فهي جماعة ثانوية، العلاقات فيها ليست على الدرجة نفسها من العمق والحرارة والاستمرار الموجودة في الأسرة.
أهمية التعليم:
التعليم القائم على أسس سليمة هو من أهم عوامل اكتمال التنشئة الاجتماعية فهو:-
1. السبيل الأول لمعرفة علاقة الفرد بأفراد المجتمع الآخرين، والالتزام بما عليه من حقوق وتأدية ما عليه من واجبات دينية ودنيوية.
2. ارتباط الجهل بالانحراف السلوكي، لذا وجب الاهتمام بالتعليم وسيلةً من الوسائل الوقائيـة للتقليل من نسبة ارتكاب الجرائم والحوادث؛ ويكون ذلك متى قام التعليـم على أسس أخلاقية لاتهمل الجوانب الروحية في حياة الإنسان إلى جانب تعليمه ماله مساس مباشر بالمحافظة على حياته بشكل خاص، وحدود حرياته، وحقوقه، وحقوق الآخرين، ليرتقي بوعيه الأمني ولتنتفي جهالته، ويستطيع التعامل بموجب هذه الأسس التي تعلمها.
وهناك مجموعة من المفاهيم والقيم التي نتفق جميعاً على أهميتها، بل يجب أن نسعى إلى غرسها في الناشئة، وهذه القيم هي:
1. التمسك بالقيم قولاً وعملاً باعتبارها الحصن الواقي من كل انحراف وجنوح.
2. غرس حب الوطن والانتماء له في نفوس النشء من أجل أن يبتعدوا من كل ما يضر هذا الوطن الذي أعطاهم الكثير.
3. احترام العلاقات داخل الأسرة بين الأولاد والآباء، وبين الإخوة، وبين الصغار والكبـار، باعتــبار أن الأســــرة هي البناء الحقيقي للفرد في أي مجتمع من المجتمعات.
4. احترام الملكية العامة وتقدير خدمات الدولة التي تقدمها للمواطنين، وتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد.
5. غرس قيمة احترام العمل الشريف للناشئة واحترام المهن الصناعية، والفنية، والتقنية، والبعد عن الإتكالية.
6. تزويد الناشئة والمراهقين بالمهارات التي تساعدهم على الوقاية من الانحراف وهذه المهارات هي:
• مهارة تحديد الأهداف الخيرة في الحياة.
• مهارة تحمل المسؤولية.
• كيف يكون الصداقات السليمة.
• كيف يتخذ القرار السليم.
• مهارة الثقة بالنفس والشخصية.
وهذه المهــارات تحتـاج إلى فنيات وإجراءات معينة لإيجادها في الناشئة والمراهقين وكم نحن بحاجة إلى إعادة صياغة المناهج لتوفير هذه المهارات في الناشئة والمراهقين.
أهمية ارتباط التعليم بالتربية:
يعد ارتباط التعليم بالتربية إلى جانب اهتمامه بتقديم المعلومات، من أهم الضروريات للحياة التعليمية، وبنفس الأهمية لابد أن يقوم عليه أشخاص على مستوى عال من العلم والخلق، ليكونوا قدوة صالحة لطلابهم. فالشخصية القدوة تمنح عملية التربية قوة حركية تجسد الفكر والمفهوم، وتشجع على التفاعل مع الفكر والمبدأ، لأن الطالب يشاهد أمامه مثــلاً حسياً ملموساً كاملاً ،وان تكون رسالة التعليم مكملة لرسالة الأسرة الصالحة ومتجانسة معها.
ولقد اهتم التعليم في غالبية المجتمعات بالأسس المادية للحياة مهملاً الجانب الروحي الهام، وبالتالي أصبحت هناك فجوة بين قيم الفرد وسلوكياته المادية، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الانحراف
مهمة المدرسة في الكشف المبكر للانحراف:
إن فهم أسلوب الحياة المدرسية يعد من الأولويات التربوية التي يتعين على أي مربٍّ أن يلم بها ويستوعبها بشكل جيد، فهي تساعد على تمييز أدق الظواهر السلوكية عند الحدث، فالبعض يعتبر أن ظواهر الغياب والتأخر الدراسي والهروب من المدرسة مظاهر عادية للطالب، وقد تكون كذلك بالفعل، ولكنها من وجهة نظر أخرى مؤشر مبكر عن الطفل الذي لديه استعداد للانحراف.
وهنا يكمن دور المدرسة في الكشف عن هذه المظاهر ذات المؤشر ألانحرافي ودراستها سواء كان فردياً أو جماعياً بالتعاون بين الأخصائي الاجتماعي والمعلم، ثم الاتصال بالبيت لتنظيم التعاون مع المدرسة لاتخاذ الوسائل الكفيلة لعلاجها قبل أن تصبح انحرافاً وتثبت.
وقد تفشل المدرسة في تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية، ويتعرض الطفل للانحراف بسبب عوامل ترجع إلى المناخ المدرسي، أو إلى التلميذ ذاته، أو كليهما معاَ، إذ تعتبر سوء معاملة بعض المدرسين أحد عوامل النفور من المدرسة، وترتبط صورة المدرسة في ذهن الطالب بالمدرس القاسي، وتصبح مثيراً شرطياً للألم والعقاب، كما أن الكثافة الزائدة لعدد الطلاب في الفصول يترتب عليها عدم استفادة كثير من الطلاب، ويجد الطفل في الهروب من المدرسة تخفيضاً للتوترات والقلق. ويؤدي عدم توافق برامج النشاط المدرسي مع احتياجات الغالبية العظمى من الطلاب إلى محاولة بعض الطلاب البحث عن وسائل أخرى خارج المدرسة يصرفون فيها ما لديهم من طاقات، ولأصدقاء السوء بالمدرسة دور كبير في انحراف الطلاب إذا لم تستشعر المدرسة أهمية اكتشاف مشكلات الطلاب قبل استفحالها، مما يزيد من شعور الطالب بالفشل وعدم الآمان ودفعه إلى السلوك العدواني مثل التخريب، والسرقة والعنف، وربما الهروب من المدرسة، ولقد أثبتت الكثير من الدراسات أن هروب الطالب المتكرر من المدرسة يعدّ من أهم أعراض سوء التكيف، الذي يعتبر من علامات الجنوح وأثبتت الدراسات الاجتماعية ما يلي :
1. أن (99%) من الأحداث الجانحين يعيشون مرحلة المراهقة بين سن (13- 18).
2. أكثر من ثلث الأحداث المنحرفين كانوا منقطعين عن الدراسة عند ارتكابهم الجنحة.
3. نسبة غياب الأحداث المنحرفين عن الدراسة أكثر من نسبتها بين الأحداث الأسوياء.
4. تميز الأحداث المنحرفين بانخفاض مستواهم التعليمي قياساً بعمرهم الزمني.
أهمية الجامعات ومعاهد التعليم العليا في تنمية الوعي :
تعد المدارس والجامعات الركيزة الأساسية والمنبع الرئيس الذي يكتسب من خلاله الإنسان العلم والمعرفة. وفي مراحلها المتدرجة تتكامل فروع العلم وتتسع آفاق المعرفة وتنمو المهارات وتتحسن السلوكيات. ففي المراحل التعليمية يكون طالب العلم على استعداد لتلقي كل ما من شأنه أن يؤثر إيجابياً في تحسين سلوكياته وعاداته، وبخاصة ما ينعكس منها على زيادة فرص الأمان لشخصه ولأسرته. لذا يجب أن يتم تزويد الطلاب بجرعات وقائية يراعى فيها التأثير على حسّ الطالب وانتمائه الاجتماعي بما يدفعه نحو الميل التلقائي إلى التمسك والالتزام بالنظم والتعليمات – عموماً - في كافة سلوكياته. كما ينبغي على الجامعات الاهتمام بتدعيم انتماء هؤلاء الشباب لمجتمعهم، وارتباطهم بأهدافه وقضاياه الأساسية، من خلال التحريك الفاعل لطاقات الشباب ومن أهمها الطاقات المعنوية التي تتمثل في القيم الوطنية الدينية والثقافية التي تنعكس على سلوك الأفراد والجماعات وفي حوافزهم ودوافعهم الإنسانية، وفي تعاملهم مع بعضهم البعض، وفي المواقف الاجتماعية والظروف المحيطة بهم.
ومن الأهمية أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة وأمنه بصفة خاصة من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات مجتمع ينشد السلوكيات المثالية الجماعية التي تحقق الأمن والأمان
ولكي يزداد ارتباط شباب الجامعة بمجتمعاتهم المحلية، وبالمجتمع بوجه عام، يمكن أن يمارسوا أثناء فترة دراستهم بعض الأنشطة التطوعية التي تحقق هذه الغاية، مثل المشاركة في جمعيات محاربة التدخين، محاربة المخدرات والمشاركـة في محاضرات التوعية ضد المخدرات والآفات المجتمعية الأخرى وتوزيع النشرات والملصقات والمطويات الخاصة بهذه التوعية على المواطنين. ويمكن أن تكون نتائج هذه الممارسة واحدة من الأسس التي تراعى عند تقويمهم خلال فترة حصولهم على درجاتهم العلمية. وينجح هذا الأسلوب في الربط بين شباب الجامعة وبين المجتمع حينما يتم الاقتناع بالقيام به على أساس تطوعي بتدعيم من وسائل الإعلام الجامعي ووسائل الإعلام العامة والأجهزة الأمنية.
لذا على الجامعات والمؤسسات التعليمية بوجه عام أن تواجه مهمة رئيسة تتلخص في العمل على مساعدة الشباب على اكتشاف دورهم الاجتماعي في الحاضر والمستقبل، وتهيئتهم لهذه المهام على أعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية. وعلى كل من يتصدون للتوجيه العلمي والاجتماعي للشباب، سواء كانوا أساتذة أو أخصائيين اجتماعيين أن يقدموا هذه الأسس المدروسة والقدرة الواعية التي ترتكز على فهم علمي دقيق لأهداف مجتمعاتهم وإدراك واع لقيمه الإيجابية، وأن يركزوا بوجه خاص على الجوانب الإيجابية والعقلانية، ومن ابرز هذه القيم قيم البحث العلمي الدقيق المتفهم لأوضاع المجتمع وأهدافه . و يجب على الجامعات العمل على وجود دراسات علمية تدمج خطوات التعليم في اتجاه قيم الوعي ومن خلالها يمكن الوقوف على أبعاد المشكلات ، وأنجح الظروف لإصلاحها وفق معايير تربوية حديثة.
أهمية المؤسسات التعليمية في تعليم الطالب كيفية الاستفادة من وقت الفراغ:
يرى بعض المفكرين أنه يجب على المؤسسات التعليمية أن تعلم الطالب كيفية الاستفادة من وقت الفراغ وتتحمل مهمة كبيرةً في هذا الأمر، بل هناك من يرى ذلك من أهداف التعليم الأساسية؛ حيث أن من أهداف التعليم تنمية الاتجاهات التي يمكن لها أن تتيح للفرد استخدام وقت فراغه بذكاء. كما أن وظيفة المؤسسات التعليمية يجب ألا تقتصر على تنمية المعرفة بل يجب أن تهتم إلى جانب ذلك بتنمية القدرات والمهارات للاستفادة منها في استثمار وقت الفراغ ويتأتى ذلك بتوعية الطلاب بأهمية وقت الفراغ، وتعريفهم بميولهم بعد اكتشافها وتنميتها مع توفير الإمكانات المناسبة لاستغلال وقت فراغهم بما يفيدهم وينفعهم .
ويعد النشاط الطلابي (خارج قاعات الدراسة) أهم الحقول التي ينبغي الاهتمام بها لملء فراغ الطلاب، حيث إن المدارس تكاد تكون تغطيتها شاملة لكل الأماكن والأحياء، كما يتوافر في المدارس أساتذة قادرين على التوجيه والمتابعة بشكل يفوق الأندية الرياضية.
وظيفة المؤسسات التعليمية في تنمية الوعي الاجتماعي:
المدارس والمعاهد مجال رحب لتعليم المزيد من المعايير الاجتماعية، والقيم والاتجاهات والأدوار الاجتماعية الجديدة بشكل مضبوط ومنظم، ففيها يتعود الطالب على الاعتماد على النفس، والتنافس الشريف، وتحمل المسؤولية، واحترام الأنظمة، والتمسك بالحقوق وأداء الواجبات، والعمل بروح التعاون. فالمجتمع المدرسي حلقة وسط بين المنزل والمجتمع العام، ومن هنا ظهرت أهمية المدرسة في تحقيق التدرج في النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي. ويمكن للمدرسة العمل على غرس الوعي الأمني وفقا لما يلي:
أولاَ: المناهج الدراسية:
حتى تحقق المناهج الدراسية تعزيز الوعي فيجب أن تتضمن الإجابة على هذه الأسئلة التي تفرض نفسها بالتأكيد على أي منهج دراسي يتناول هذه الموضوعات بغض النظر عن المجتمع المعني والثقافة السائدة فيه وهذه الأسئلة هي
• ماذا نعني بالمجتمع؟ وما مسؤوليات الأفراد في المجتمع تجاه غيرهم؟
• ماذا نعني بالجريمة والاتجاه المعادي للمجتمع؟
• ما الآثار التي تتركها الجريمة والاتجاه المعادي للمجتمع على المجتمع؟
• لماذا يقترف الناس الجريمة أو يقومون بسلوك معاد للمجتمع؟
• كيف يمكن للمجتمع أن يحمي نفسه من هذه الأنشطة الضارة؟
• ما المسؤوليـات الـتي ينبغـي للأفـراد الاضطـلاع بـها للحـد من هذه الأنشطة الضارة؟.
و يرى الباحثين الاجتماعيين والتربويين تضمين موضوعات الوعي من الأفات الاجتماعية في المناهج المدرسية لمختلف المراحل الدراسية وفقاً لما يلي:
1. كل ما يتعلق بحقوق الطالب وواجبا ته وما عليه من حقوق وواجبات تجاه المشكلات التي تواجهه.
4. تضمين المناهج المدرسية العديد من الموضوعات التي تغرس في نفوس الشباب مخافة الله وحده ومراقبته، التي يجب عدم تجاوزها.
5. حدود الحرية وضرورة احترامها.
6. مراعاة احتياجاته اليومية من الوسائل والمعدات التي يحتاج إليها،
7. إظهار أهمية التقيد بالأنظمة والتشريعات المدرسية والمصلحة التي تعود على الفرد من جرائها.
8. إزالة الصورة النمطية السيئة عن الوظائف المهنية والحرف اليدوية والترغيب فيها.