hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    خطورة الغيبة وعلاجها

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    خطورة الغيبة وعلاجها Empty خطورة الغيبة وعلاجها

    مُساهمة  Admin الأحد 22 مايو 2011 - 18:51

    بقلم: أ. د. أحمد عبد الهادي شاهين
    المسلم دائمًا يتأدب بأدب الإسلام، فيحفظ لسانه من كلِّ ما حرَّمه الله عليه، فلا يغتاب الناس، ولا ينشر العداوة والبغضاء من خلال النميمة، ولا يخوض في أعراض الناس، ولا يدخل نفسه فيما لا يعنيه، ولا يتكلم بغير علم، حتى يسلم له دينه، ويحافظ على حسناته، ويعيش هادئًا في الدنيا، فائزًا يوم القيامة.
    والغيبة آفة خطيرة، تدمِّر الإنسان، وتأكل الحسنات، وتزيد السيئات، ومعناها: أن تتكلم عن إنسان ما في غيبته بما يسوءه، أو كما جاء في الحديث: "ذكرك أخاك بما يكره، فإن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته"(1)، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)﴾(2).
    والغيبة حرام بنص القرآن والسنة وإجماع العلماء، وعدَّها العلماء من الكبائر، لقوله تعالى: ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾(3)، قال ابن عباس: "حرَّم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة".
    قال الحسن البصري رحمه الله: "الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله: الغيبة، والإفك، والبهتان، فأما الغيبة: فهي أن تقول في أخيك ما هو فيه، وأما الإفك: فأن تقول ما بلغك عنه، وأما البهتان: فأن تقول فيه ما ليس فيه".
    والغيبة تجعل الإنسان يخسر حسناته يوم القيامة، وفي الحديث: "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"(4).
    والغيبة سبب لعذاب القبر، وفي الحديث: "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال:"إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة"، ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، فغرس على هذا واحدًا، وعلى هذا واحدًا، ثم قال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"(5).
    والغيبة أيضًا سبب لتعذيب الإنسان نفسه بيده يوم القيامة، ففي رحلة المعراج قال صلى الله عليه وسلم: "لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم! فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم"(6).
    إن المغتاب يظن أنه له عين ولسان، والناس ليسوا كذلك، فيرى عيوب الناس ولا يرى عيوبه، قال أبو هريرة: "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عينه".
    ومن الجدير بالذكر أن من استمع إلى غيبة إنسان، ولم ينكر على القائل، كان عليه من الوزر مثل المغتاب، وأما إذا أنكر، أو قام من المجلس، أو دافع عن الشخص الغائب، فقد سلم من الذنب، وكافأه الله يوم القيامة كما في الحديث: "من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة"(7).
    من خطورة الغيبة على العلاقات الاجتماعية، أن المغتاب ينتهك حرمة أخيه المسلم، وهذا أمر حرَّمه الإسلام، وفي الحديث: "كل المسلم على المسلم حرام، ماله وعرضه ودمه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"(Cool.
    إن المغتاب لم يدخل الإيمان قلبه، ولم يتذوق حلاوته، وإسلامه ناقص، وفي الحديث: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته"(9).
    قد يقول الإنسان كلمة يظنها عادية أو يصنع إشارة بيده عن إنسان غائب، يفهم منها الناس ما يريد، وهذا العمل قد يضر الآخرين؛ لذلك حذَّر منه النبي كما فعل مع السيدة عائشة ومع هذا الصحابي "قالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته". قالت: وحكيت له إنسانًا فقال: "ما أحب أن حكيت لي إنسانًا وأن لي كذا وكذا"(10).
    وفي الحديث أيضًا: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تخلل" فقال، وما أتخلل يا رسول الله أكلت لحمًا فقال: "إنك أكلت لحم أخيك"(11).
    إن الله حذَّرنا من سماع الأخبار دون تثبت من صحتها؛ لأنها قد تضر أناسًا أبرياء، فيندم الإنسان حيث لا ينفع الندم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)﴾(12).
    لقد سُئل النبي من أفضل المسلمين، فكانت إجابته بهذا الحديث الشامل الجامع قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"(13).
    وجاءت وصيته العامة بهذا الحديث من أجل سلامة الصدور بينه وبين أصحابه، وبين المسلمين عمومًا، فقال: "لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر"(14).
    أسباب الغيبة وعلاجها:
    1- ضعف الإيمان، وقلة الخوف من الله تعالى، فمن ضعف إيمانه ضعف في السيطرة على لسانه، ومن قوي إيمانه قوي في التحكم في لسانه، من أجل ذلك اعتبر النبي- صلى الله عليه وسلم- القوي الحقيقي هو "الذي يملك نفسه عند الغضب"(15).
    2- مرافقة أهل السوء والمعاصي، فالأخلاق تعدي، والطبع يُسرق من الآخر، وقال- صلى الله عليه وسلم-: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"(16).
    3- الحسد، وهو مرض نفسي كامن في نفس الإنسان، يجعله يستكثر نعم الله على عباده، ويتمنى زوالها، بل قد يعمل على زوالها، وهذا يدفعه إلى الغيبة، والخوض في سير الناس وحياتهم الخاصة، فالحسد أساس كثير من المصائب والجرائم، لعلكم تذكرون ما كان بين إبليس وآدم، وما كان بين قابيل وهابيل.
    4- حب الدنيا والحرص على التنافس فيها، خاصةً المناصب والرئاسة، قال الفضيل بن عياض: "ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير"، كما أن هناك بعض الناس لا يرى إلا ذاته، فيريد أن يرفع نفسه بأن يذكر عيوب الآخرين.
    5- الفراغ، بعض المتفرغين يريدون أن يملئوا أوقاتهم بالحديث عن الآخرين، وتتبع حياتهم الخاصة، قاصدًا التسلية وقتل الوقت، وفي الحقيقة أن النفس إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
    قال أبو العتاهية: إن الشباب والفراغ والدعة ... مفسدة للمرء أي مفسدة؟
    هناك بعض الحالات لا تعد من الغيبة منها:
    1- رفع المظالم إلى المختصين أو القضاء، فلو ذكر الإنسان من ظلمه وتفاصيل المظلمة، من أجل الوصول إلى حقه الضائع؛ فليس هذا من الغيبة في شيء، قال تعالى: ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ﴾ (17).
    2- المجاهرة بالمعاصي أو الابتداع في الدين: قال الحسن: "ليس لصاحب البدعة ولا الفاسق المعلن بفسقه غيبة".
    3- الاستفتاء في قضية خاصة، مثل ما فعلت هند زوج أبي سفيان في سؤالها النبي فقالت: "إن سفيان رجل شحيح ولا يعطيني ما يكفيني، فقال صلى الله عليه وسلم: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"(18).
    4- السؤال عن الخاطب من أجل الزواج، مثل ما فعلت فاطمة بنت قيس مع النبي- صلى الله عليه وسلم- حينما سألته عن بعض من تقدموا لخطبتها، فذكرت له أن معاوية وأبا جهم خطباني، فقال: "أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد، قالت: فكرهته، ثم قال: انكحي أسامة، فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا فاغتبطت به"(19).
    5- الدراسة في علم الجرح والتعديل: وهو يعني دراسة أحوال الرواة، لمعرفة الصادق من غيره؛ لأنه أمر متعلق بحفظ السنة النبوية المطهرة، وكذلك كتابة التراجم والتاريخ والسير، تتطلب الشهادة الحق بذكر الحقائق بعيدًا عن المجاملات؛ لأنها شهادة للتاريخ.
    علاج الغيبة:
    1- استشعار تقوى الله في كل وقت وحين، فهي تعين على التوقف عن الغيبة، كما أنها سبب لتكفير السيئات قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)﴾(20).
    2- وأن ينشغل الإنسان بإصلاح عيوبه عن الآخرين.. قال الشاعر:
    عليك نفسك فتش عن معايبها وخل عن عثرات الناس للناس
    3- والقراءة في سير الصحابة والسلف الصالح، ومجالسة الصالحين، فيدرك عظمة الأخلاق التي كان عليها سلفنا الصالح.. قال الشاعر:
    وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
    4- محاسبة النفس ومعاتبتها عند الخطأ، وذلك من وسائل الإصلاح والتقويم، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)﴾(21). وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)﴾(22).
    5- استشعار أهمية التوبة إلى الله تعالى من الغيبة، وأن نعزم على أن لا نعود إليها، وأن نطلب العفو ممن وقعنا في غيبتهم، وأن نطلب المغفرة من الله لنا، ولهم وللمسلمين أجمعين.
    نسأل الله تعالى أن يحفظ ألسنتنا من الغيبة، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
    ----------

    الحواشي:
    1- الحديث أخرجه الإمام مسلم (2589) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    2- سورة الأحزاب الآية (58).
    3- سورة الحجرات الآية (12).
    4- الحديث أخرجه الإمام مسلم (2581) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    5- الحديث أخرجه الإمام البخاري (6052) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
    6- الحديث أخرجه الإمام أبو داود (4878) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
    7- الحديث أخرجه الإمام الترمذي (1913)، وقال "حسن"، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
    8- الحديث أخرجه الإمام أبو داود (4882) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    9- الحديث أخرجه الإمام أبو داود (4880) عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه.
    10- الحديث ذكره الإمام المنذري في الترغيب والترهيب (4/Cool عن عائشة رضي الله عنها.
    11- ذكره الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد (8/97)، رجاله رجال الصحيح، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
    12- سورة الحجرات الآية (6).
    13- الحديث أخرجه الإمام البخاري (6484) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
    14- الحديث أخرجه الإمام أبو داود (4860) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
    15- الحديث أخرجه الإمام البخاري (6114) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    16- الحديث أخرجه الإمام الترمذي (2378) حسن غريب، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    7- سورة النساء الآية (148).
    18- الحديث ذكره الإمام الشافعي في الأم (6/280) صحيح، عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها.
    19- الحديث أخرجه الإمام مسلم (1480) عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنه.
    20- سورة الطلاق الآية (5).
    21- سورة ق الآية (18).
    22- سورة الانفطار الآيات (10- 12).

    ----------------

    * الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 7:31