لطباق : هو تضاد اللفظ والمعنى ، وهو ثلاثة :1- طباق السلب : هو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلان سلباً،( اللفظ + اللفظ منفي أو مجزوم )
مثل: قوله تعالى: ( فلا تخشون الناس واخشون )، (هل يستوي الّذي يعلمون والّذين لا يعلمون) ، حضرت ولم أحضر
2- طباق الإيجاب : هو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلان إيجابا ، اللفظ + نقيض اللفظ
مثل: قوله تعالى(وانّه هو أضحك وأبكي)، (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء)
3- طباق معنوي : هو أن يحدث التضاد بين اللفظتين على مستوى سياق الجملة فحسب .
مثلا لفظ"ضرب" لا تضاد لفظ "بعث"، لكنهما في سياق الآية الآتية متضادتان، قال تعالى: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا، ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصلا لما لبثوا أمدا).. لفظ"ضربنا على آذانهم"= أنمناهم، و"بعثناهم"= أيقظناهم، والنوم ضد اليقظة، فهو طباق معنوي
المقابلة : هي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب
مثل : قال تعالى(فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنُيسِّرهُ لليُسرى، وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى) . ونحو قول الشاعر: ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفــــرَ والإفلاس بالرجل
الإرصاد :ويسمّى التسهيم أيضاً وهو: أن يذكر قبل تمام الكلام - شعراً كان أو نثرا- ما يدل عليه إذا عُرف الرويّ، كقوله تعالى:"وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" / نفرض انك لا تعرف الآية وبدأنا نتلوها عليك: "وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم" فيمكنك أن تكملها صحيحة من خلال السياق كانوا أنفسهم يظلمون/ (فليس الذي حلّلته بمحلّل وليس الذي حرَّمته بحرام - فإن (بحرام) معلوم من السياق )
أو يدل عليه بلا حاجة إلى معرفة الرويّ، نحو قوله تعالى: (ولكلّ أمّة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
المشاكلة : هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لا يصح إطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وإنما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له. مثال: في الدعاء (غيِّر سوء حالنا بحسن حالك): فإن الله تعالى لا حال له، وإنما استعير له الحال بمناسبة سياق (حالنا).. وقول شاعر:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً . أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام . ونحو قوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك): فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة
الجمع : هو أن يجمع المتكلّم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد . أمثلة: قوله تعالى:"المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، "إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه" . وقول شاعر: إن الشباب والفراغ و الجده مفسدة للـمرء أيَّ مــفسدة
التفريق : هو أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في الحكم. مثل قوله تعالى:"وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج"
التقسيم : هو أن يأتي بمتعدّد ثم يحكم على كل واحد منها بحكم معين، مثل قوله تعالى:"كذَّبتْ ثمود وعاد بالقارعة فأمّا ثمود فاُهلكوا بالطاغية وأما عاد فاُهلكوا بريح صرصر عاتية". وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين :
* على استيفاء أقسام الشيء، قال تعالى: "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوّجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً"، فإنّ الأمر لا يخلو من هذه الأقسام الأربعة. * على استيفاء خصوصيات حال الشيء، قال تعالى: "فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم"
الجمع مع التفريق : هو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد، ثم يفرق بينهما في ما يختص بكل واحد منهما، كقوله:
قلب الحبيب وصخر الصم من حجر لكن ذا نابع والقلب مغلوف
الجمع مع التقسيم : هو أن يجمع بين متعّدد ثم يقسّم ما جمع، أو يقسم أولاً ثم يجمع، فالأول كقوله :
حتى أقـام على أرباض خرشنة تشقى به الروم والصلبان والبيع
للرق ما نسلوا والقتل ما ولدوا والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
والثاني كقوله: قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك فيهم غـير محدثة إن الخلائق فاعلم شرّهــا البدعُ
الجمع مع التفريق والتقسيم : هو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد ثمّ يفرّق بينهما بما يخصّ كلّ منهما ثمّ يقسّم ما جمع، مثل قوله تعالى" يوم يأتي لا تكلّم نفس إلاّ بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد، فأمّا الّذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك إن ربك فعّال لما يريد، وأمّا الّذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك عطاء غير مجذوذ " جمع الأنفس في عدم التكلّم ثمّ فرّق بينها بأن بعضها شقيّ وبعضها سعيد، ثم قسّم الشقي والسعيد إلى ما لهم هناك في الآخرة من الثواب والعقاب
تشابه الأطراف : هو أن يكون بدء الكلام وختامه متشابهين لفظاً أو معنى :
1- التشابه في اللــّفــــظ : كقوله تعالى:"مثل نــــوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ درّيّ "
2- التشابه في المعنى : سم زعاف قوله وفعاله عند البصير كمثل طعم العلقم . (فإن العلقم يناسب السمّ في المذاق )
تجاهل العارف : هو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً، مع أنه عالم، وذلك لنكتة، مثل: (أمنزل الأحباب ما لك موحشاً ...؟ أما إذا وقع مثل ذلك في كلامه سبحانه: "وما تلك بيمينك يا موسى"، فلا يسمّى بتجاهل العارف، بل يسمّى حينئذ: إيراد الكلام في صورة الاستفهام لغاية
التضمين : هو أن يأخذ الشاعر من شعر غيره، ويوظفه في ضمن أبياته وفق تعبير منسجم مع تلك الأبيات حتى يخيل إلينا أن كل ما ورد في الأبيات الشعرية هو له . مثال: قال ع بن شداد : سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
وقال أبو فراس : سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر (في بيت أبي فراس تضمين)
التناص : هو الالتقاء في الفكرة والمرجعية الثقافية المشتركة بين الشعراء، إذ يأتي الشاعر بفكرة ونجد الفكرة ذاتها عند شاعر آخر، رغم أنهما لم يلتقيا ولم يدرس أحدهما على يد الآخر ولا حتى قرأ له شيئا. مثالها قول الشاعر : نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانـا
ونهجو ا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
ويأتي آخر فيقول: ولا أشتكي من زمني هذا فأظلمه ولكن أشتكي من أهل ذا الزمن
أثر التناص : تحسين المعنى وتقويته بإحالته إلى مرجعية ما
الجناس التام : الكلمتان مختلفتان في المعنى متفقتان في اللفظ في شكل الحروف وترتيبها ونوعها وعددها
( الحِسَابُ / الحِسَابُ ) الأول بمعنى يوم القيامة . والثاني عملية في الرياضيات
الجناس التام : الكلمتان مختلفتان في المعنى متفقتان في اللفظ لكن مع اختلف في أحد الأمور الأربعة :
شكل الحروف أو ترتيبها أو نوعها أو عددها . 1- شكل الحروف : ( خَلْقٌ / خُلُقٌ ) 2- ترتيب الحروف: (حلم/ لمح) .
3- نوع الحروف: (همزة/ لمزة). 4- عدد الحروف: سَادَةٌ / وِسَادَةٌ )
التورية : ذكر لفظة في السياق يحتمل معنيين أحدهما قريب والآخر بعيد . مثال : (نلتقي في المغرب / جاء حبيب). فلفظة (المغرب): تدل على البلاد كما تدل على وقت الغروب وفيهما يمكن اللقاء . والثانية (حبيب) تدل قريب إلى نفوسنا نحبه أو على شخص اسمه حبيب.
الجناس
الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى، وهو قسمان:
1 ـ لفظي.
2 ـ معنوي.
أقسام الجناس اللفظي
الجناس اللفظي على أقسام:
1 ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:
نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، كقوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)(1) فالمراد بالساعة الاولى: يوم القيامة، وبالساعة الثانية: جزء من الزمان.
2 ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف اللفظان في أحد الأمور الأربعة المذكورة (النوع والعدد والهيئة والترتيب).
فالإختلاف في عدد الحرف، نحو: (دوام الحال محال).
وفي نوعه: كقوله تعالى: (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحقّ وبما كنتم تمرحون)(2).
وفي هيئته: نحو: (الجَدّ في الجِدّ والحرمان في الكسل).
وفي ترتيبه: نحو: (رحم الله من فكّ كفّه وكفّ فكّه).
3 ـ الجناس المطلق: وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق، نحو: (غِفار، غفر الله لها).
وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الإشتقاق، نحو قوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)(3).
4 ـ الجناس المذيّل: وهو ما يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله:
يمدون من أيد عواص عواصم تـــصول بأسياف قواض قواضب
5 ـ الجناس المطرّف: وهو ما يكون الإختلاف بزيادة حرفين في أوله، كقوله:
وكــــم غرر مـــن برّه ولطائف لشكري على تلك اللطائف طائف
6 ـ الجناس المضارع: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينئون عنه)(4).
7 ـ الجناس اللاحق: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله تعالى: (ويل لكلّ هُمَزةٍ لُمَزةٍ)(5).
8 ـ الجناس التلفّظي: وهو ما اختلف ركناه خطاً مع اتحادهما في التلفّظ، كقوله:
اعــــذب خـــلق الله نطقاً وفمـاً إن لم يـــــكن أحق بالحُسن فمن
فالاول تنوين، والثاني نون.
9 ـ الجناس المحرّف: وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: (جُبة البُرد جُنّة البَرد).
10 ـ الجناس المصحّف: وهو ما اختلف اللّفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النُقَط لم يتميّز أحدهما عن الآخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية:
(غَرّك عزُّك فَصار قصار ذلك ذُلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك تهدى بهذي)(6).
11 ـ الجناس المركّب: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والإفراد، كقوله:
إذا ملك لم يكن ذا هبة فــدعه فــدولته ذاهبة
فالاول مركب بمعنى: صاحب هبة، والثاني: مفرد وهو اسم الفاعل:
12 ـ الجناس الملفّق: وهو ما كان اللّفظان كلاهما مركّباً، كقوله:
فلم تضع الأعادي قدر شأني ولا قــــــــالوا فلان قد رشاني
الاول: مركّب من (قدر) ومن (شأني) والثاني: مركّب من (قد) ومن (رشاني).
13 ـ جناس القلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف، نحو: (رحم الله امرءاً مسك ما بين فكّيه وأطلق ما بين كفيّه).
14 ـ الجناس المستوى: وهو من جناس القلب، ويسمّى أيضاً: (مالا يستحيل بالإنعكاس) وهو ما لايختلف لو قريء من حرفه الاخير إلى الأوّل معكوساً ومقلوباً، وانّما يحصل بـــعـــيــنـــــه، نحو قوله تعالى: (كلّ فــــي فلك)(7) وقوله سبحانه: (ربّك فكبّر)( فإنّه ينعكس بعينه، ونحو قوله:
مودّته تدوم لكلّ هولٍ وهل كـــلٌ مودّته تدوم
وكذا قوله: (أرانا الإله هلالاً أناراً).
أقسام الجناس المعنوي
الجناس المعنوي قسمان:
1 ـ جناس الإضمار: وهو أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظاً آخر، واللفظ الآخر يُراد به غير معناه بدلالة السياق، كقوله:
فهو إذا رأته عين الرائي أبــو معاذ أو أخو الخنساء
فإن المراد بأبي معاذ: (جبل) وبأخ الخنساء: (صخر) وليس بمراد، وانما المراد: ذم المقصود بأنه كالصخر.
2 ـ جناس الاشارة: وهو ما ذكر فيه أحد اللفظين وأشير للآخر بما يدلّ عليه، كقوله:
ياحمزة اسمح بــــــوصل وامـــــنن علينا بقـــــــــرب
في ثغرك اسمك أضحــى مــــــــــصحّفاً وبقلـــــــــبي
أراد (الخمرة) و(الجمرة) إذ هما مصحفا حمزة.
التصحيف
التصحيف: وهو التشابه بين كلمتين أو أكثر خطّأً، والفارق النقط، كـ(التحلّي) و(التخلّي) و(التجلي).
الازدواج
الازدواج: وهو تجانس اللفظين المجاورين، نحو: (من لجّ ولج) و(من جدّ وجد).
السجع
السجع: هو توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرف الاخير- والفاصلة في النثر كالقافية في الشعر- وموطن السجع النثر، وأحسنه ما تساوت فقراته، كقوله تعالى: (في سدر مخضود وطلح منضود وظلّ ممدود)(9) وإن لم تتساو فقراته فالاحسن ما طالت فقرته الثانية نحو قوله تعالى: (والنجم إذا هوى، ما ضلّ صاحبكم وما غوى)(10) أو طالت فقرته الثالثة، نحو قوله تعالى: (خذوه فغلّوه، ثمّ الجحيم صلّوه، ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه)(11) ولا يحسن العكس بأن تطول الفقرة الاولى دون الثانية، أو الثانية دون الثالثة، لأن السامع ينتظر بقيتها، فإذا انقطع كان كالمبتور.
التشطير
التشطير: وهو جعل كل من شطري البيت مسجوعاً سجعة مخالفة للسجعة الّتي في الشطر الآخر، وهذا يكون على القول بعد اختصاص السجع بالنثر، كقوله:
تدبير معتصم بالله منتقم لله مــرتغب في الله مرتقب
فالشطر الاوّل سجعته مبنيّة على الميم والثاني على الباء.
الموازنة
الموازنة: وهي تساوي الفاصلتين في الوزن فقط لا في التقفية، نحو قوله تعالى: (ونمارق مصفوقة، وزرابيّ مبثوثة)(12) فإن كلمة (مصفوفة) متفقة مع كلمة (مبثوثة) في الوزن، لا في التقفية.
الترصيع
الترصيع: وهو توازن الألفاظ مع توافق الاعجاز، أو تقاربها، ومثال التوافق قوله تعالى: (إنّ الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم)(13).
ومثال التقارب قوله تعالى: (وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم)(14).
التشريع
التشريع: ويسمّى (التوشيح) و(ذا القافيتين) أيضاً، وهو بناء البيت على قافيتين أو أكثر، يصح الوقوف على كلّ واحد منها، كقوله:
يا خــــــاطب الدنيا الدنية انها شرك الـــردى وقرارة الأكدار
دار إذا ما أضحكت في يومها أبـــــكت غداً تبّاً لها مــــن دار
فيصح الوقوف على (الردى) و)غدا) فتنقلب الأبيات من (بحر الكامل) وتكون من (مجزوء الكامل) وتقرأ هكذا:
ياخـــــاطب النيــــا الدنـــــــــــ ـــــــيّة انها شَرَك الــــــــــردى
دار إذا مـــــــــــــــا أضحكت فــــــــــــــــــي يومها أبكت غداً
لزوم ما لا لزم
لزوم ما لايلزم: ويسمّى الالزام والتضمين والتشديد والإعنات أيضاً، وهو أن يجيء قبل حرف الرويّ - في فاصلتين وأكثر أو بيتين وأكثر - بحرف لا يتوقّف السجع عليه، كقوله تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر)(15).
وكقوله:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحليــة الفضل زانتني لدى العَطَل
فالراء في الآية واللام في الشعر، حروف الروي، وقد جيء قبل الراء بالهاء وقبل اللام بالطاء، وهو غير لازم لتحقّق السجع بدون ذلك.
ردّ العجز على الصدر
ردّ العجز على الصدر: وهو ان يعاد ما بدأ به الاخير، كقوله تعالى: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)(16).
وقوله:
سريع الى ابن العم يلطم وجهه ولــــيس إلى داعي الندى بسريع
ما لا يستحيل بالانعكاس
مالا يستحيل بالإنعكاس، ويسمّى: القلب المستوي كما مرّ في جناس القلب، وهو: أن يقرأ عكساً كما يقرأ طرداً: (دام علاء العماد). ونحو: (كن كما أمكنك) فإنه إذا قرئ عكساً من الاخير الى الاوّل كان أيضاً: (دام علاء العماد) و(كن كما أمكنك).
المواربة
المواربة: وهي أن يجعل المتكلّم كلامه بحيث يمكن تغييره بتصحيف ونحوه، كما يحكى عن أبي نؤاس أنّه كتب على باب قصر هارون العباسي البيت التالي:
لقد ضاع شعري على بابكم مـــــا ضاع عقد على خالصة
فلما أنكر عليه هارون ذلك، محى هلال العين، فصار البيت كالتالي:
لقد ضاء شعري على بابكم كمـــا ضاء عِقد على خالصه
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ: وهو أن يؤتى في العبارة بألفاظ من واد واحد في الأنس والغرابة ونحوهما، نحو: (ما لكم تكاكأتم عليّ... افرنقعوا) جمع بين غريبين (تكاكأتم) و(افرنقعوا).
التسميط
التسميط: وهو أن يجعل الشاعر بيته على أربعة أقسام، كقوله:
فنحن في جزل، والروم في وجل والبــــــرّ في شغل، والبحر في خجل
الإنسجام
الإنسجام: ويسمّى (السهولة) أيضاً، وهو سلامة الألفاظ والمعاني مع جزالتهما وتناسبهما، كقوله تعالى: (كلٌّ في فلك يسبحون)(17) وكقوله:
ما وهب الله لامرىء هبة أفضلَ مـن عقله ومن أدبه
هما كمال الفتى فـإن فقدا ففقــــــده للحياة أليق بــــه
الاكتفاء
الإكتفاء: وهو أن يحذف بعض الكلام لدلاله العقل عليه، كقوله:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كــان فقيراً معدماً قالت وإن
أي: وإن كان فقيراً معدماً.
التطريز
التطريز: وهو أن يكون صدر الكلام مشتملاً على ثلاثة أسماء مختلفة المعاني، ويكون العجز صفة مكررة بلفظ واحد، كقوله:
وتسقيني وتشرب من رحيق خليق أن يُلقّب بـــــالخلوق
كـــأن الكأس فـي يدها وفيها عقيق في عقيق في عقيق
خاتمة البديع
مثل: قوله تعالى: ( فلا تخشون الناس واخشون )، (هل يستوي الّذي يعلمون والّذين لا يعلمون) ، حضرت ولم أحضر
2- طباق الإيجاب : هو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلان إيجابا ، اللفظ + نقيض اللفظ
مثل: قوله تعالى(وانّه هو أضحك وأبكي)، (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء)
3- طباق معنوي : هو أن يحدث التضاد بين اللفظتين على مستوى سياق الجملة فحسب .
مثلا لفظ"ضرب" لا تضاد لفظ "بعث"، لكنهما في سياق الآية الآتية متضادتان، قال تعالى: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا، ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصلا لما لبثوا أمدا).. لفظ"ضربنا على آذانهم"= أنمناهم، و"بعثناهم"= أيقظناهم، والنوم ضد اليقظة، فهو طباق معنوي
المقابلة : هي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب
مثل : قال تعالى(فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنُيسِّرهُ لليُسرى، وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى) . ونحو قول الشاعر: ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفــــرَ والإفلاس بالرجل
الإرصاد :ويسمّى التسهيم أيضاً وهو: أن يذكر قبل تمام الكلام - شعراً كان أو نثرا- ما يدل عليه إذا عُرف الرويّ، كقوله تعالى:"وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" / نفرض انك لا تعرف الآية وبدأنا نتلوها عليك: "وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم" فيمكنك أن تكملها صحيحة من خلال السياق كانوا أنفسهم يظلمون/ (فليس الذي حلّلته بمحلّل وليس الذي حرَّمته بحرام - فإن (بحرام) معلوم من السياق )
أو يدل عليه بلا حاجة إلى معرفة الرويّ، نحو قوله تعالى: (ولكلّ أمّة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
المشاكلة : هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لا يصح إطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وإنما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له. مثال: في الدعاء (غيِّر سوء حالنا بحسن حالك): فإن الله تعالى لا حال له، وإنما استعير له الحال بمناسبة سياق (حالنا).. وقول شاعر:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً . أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام . ونحو قوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك): فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة
الجمع : هو أن يجمع المتكلّم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد . أمثلة: قوله تعالى:"المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، "إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه" . وقول شاعر: إن الشباب والفراغ و الجده مفسدة للـمرء أيَّ مــفسدة
التفريق : هو أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في الحكم. مثل قوله تعالى:"وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج"
التقسيم : هو أن يأتي بمتعدّد ثم يحكم على كل واحد منها بحكم معين، مثل قوله تعالى:"كذَّبتْ ثمود وعاد بالقارعة فأمّا ثمود فاُهلكوا بالطاغية وأما عاد فاُهلكوا بريح صرصر عاتية". وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين :
* على استيفاء أقسام الشيء، قال تعالى: "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوّجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً"، فإنّ الأمر لا يخلو من هذه الأقسام الأربعة. * على استيفاء خصوصيات حال الشيء، قال تعالى: "فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم"
الجمع مع التفريق : هو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد، ثم يفرق بينهما في ما يختص بكل واحد منهما، كقوله:
قلب الحبيب وصخر الصم من حجر لكن ذا نابع والقلب مغلوف
الجمع مع التقسيم : هو أن يجمع بين متعّدد ثم يقسّم ما جمع، أو يقسم أولاً ثم يجمع، فالأول كقوله :
حتى أقـام على أرباض خرشنة تشقى به الروم والصلبان والبيع
للرق ما نسلوا والقتل ما ولدوا والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
والثاني كقوله: قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك فيهم غـير محدثة إن الخلائق فاعلم شرّهــا البدعُ
الجمع مع التفريق والتقسيم : هو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد ثمّ يفرّق بينهما بما يخصّ كلّ منهما ثمّ يقسّم ما جمع، مثل قوله تعالى" يوم يأتي لا تكلّم نفس إلاّ بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد، فأمّا الّذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك إن ربك فعّال لما يريد، وأمّا الّذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك عطاء غير مجذوذ " جمع الأنفس في عدم التكلّم ثمّ فرّق بينها بأن بعضها شقيّ وبعضها سعيد، ثم قسّم الشقي والسعيد إلى ما لهم هناك في الآخرة من الثواب والعقاب
تشابه الأطراف : هو أن يكون بدء الكلام وختامه متشابهين لفظاً أو معنى :
1- التشابه في اللــّفــــظ : كقوله تعالى:"مثل نــــوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ درّيّ "
2- التشابه في المعنى : سم زعاف قوله وفعاله عند البصير كمثل طعم العلقم . (فإن العلقم يناسب السمّ في المذاق )
تجاهل العارف : هو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً، مع أنه عالم، وذلك لنكتة، مثل: (أمنزل الأحباب ما لك موحشاً ...؟ أما إذا وقع مثل ذلك في كلامه سبحانه: "وما تلك بيمينك يا موسى"، فلا يسمّى بتجاهل العارف، بل يسمّى حينئذ: إيراد الكلام في صورة الاستفهام لغاية
التضمين : هو أن يأخذ الشاعر من شعر غيره، ويوظفه في ضمن أبياته وفق تعبير منسجم مع تلك الأبيات حتى يخيل إلينا أن كل ما ورد في الأبيات الشعرية هو له . مثال: قال ع بن شداد : سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
وقال أبو فراس : سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر (في بيت أبي فراس تضمين)
التناص : هو الالتقاء في الفكرة والمرجعية الثقافية المشتركة بين الشعراء، إذ يأتي الشاعر بفكرة ونجد الفكرة ذاتها عند شاعر آخر، رغم أنهما لم يلتقيا ولم يدرس أحدهما على يد الآخر ولا حتى قرأ له شيئا. مثالها قول الشاعر : نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانـا
ونهجو ا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
ويأتي آخر فيقول: ولا أشتكي من زمني هذا فأظلمه ولكن أشتكي من أهل ذا الزمن
أثر التناص : تحسين المعنى وتقويته بإحالته إلى مرجعية ما
الجناس التام : الكلمتان مختلفتان في المعنى متفقتان في اللفظ في شكل الحروف وترتيبها ونوعها وعددها
( الحِسَابُ / الحِسَابُ ) الأول بمعنى يوم القيامة . والثاني عملية في الرياضيات
الجناس التام : الكلمتان مختلفتان في المعنى متفقتان في اللفظ لكن مع اختلف في أحد الأمور الأربعة :
شكل الحروف أو ترتيبها أو نوعها أو عددها . 1- شكل الحروف : ( خَلْقٌ / خُلُقٌ ) 2- ترتيب الحروف: (حلم/ لمح) .
3- نوع الحروف: (همزة/ لمزة). 4- عدد الحروف: سَادَةٌ / وِسَادَةٌ )
التورية : ذكر لفظة في السياق يحتمل معنيين أحدهما قريب والآخر بعيد . مثال : (نلتقي في المغرب / جاء حبيب). فلفظة (المغرب): تدل على البلاد كما تدل على وقت الغروب وفيهما يمكن اللقاء . والثانية (حبيب) تدل قريب إلى نفوسنا نحبه أو على شخص اسمه حبيب.
الجناس
الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى، وهو قسمان:
1 ـ لفظي.
2 ـ معنوي.
أقسام الجناس اللفظي
الجناس اللفظي على أقسام:
1 ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:
نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، كقوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)(1) فالمراد بالساعة الاولى: يوم القيامة، وبالساعة الثانية: جزء من الزمان.
2 ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف اللفظان في أحد الأمور الأربعة المذكورة (النوع والعدد والهيئة والترتيب).
فالإختلاف في عدد الحرف، نحو: (دوام الحال محال).
وفي نوعه: كقوله تعالى: (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحقّ وبما كنتم تمرحون)(2).
وفي هيئته: نحو: (الجَدّ في الجِدّ والحرمان في الكسل).
وفي ترتيبه: نحو: (رحم الله من فكّ كفّه وكفّ فكّه).
3 ـ الجناس المطلق: وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق، نحو: (غِفار، غفر الله لها).
وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الإشتقاق، نحو قوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)(3).
4 ـ الجناس المذيّل: وهو ما يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله:
يمدون من أيد عواص عواصم تـــصول بأسياف قواض قواضب
5 ـ الجناس المطرّف: وهو ما يكون الإختلاف بزيادة حرفين في أوله، كقوله:
وكــــم غرر مـــن برّه ولطائف لشكري على تلك اللطائف طائف
6 ـ الجناس المضارع: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينئون عنه)(4).
7 ـ الجناس اللاحق: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله تعالى: (ويل لكلّ هُمَزةٍ لُمَزةٍ)(5).
8 ـ الجناس التلفّظي: وهو ما اختلف ركناه خطاً مع اتحادهما في التلفّظ، كقوله:
اعــــذب خـــلق الله نطقاً وفمـاً إن لم يـــــكن أحق بالحُسن فمن
فالاول تنوين، والثاني نون.
9 ـ الجناس المحرّف: وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: (جُبة البُرد جُنّة البَرد).
10 ـ الجناس المصحّف: وهو ما اختلف اللّفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النُقَط لم يتميّز أحدهما عن الآخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية:
(غَرّك عزُّك فَصار قصار ذلك ذُلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك تهدى بهذي)(6).
11 ـ الجناس المركّب: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والإفراد، كقوله:
إذا ملك لم يكن ذا هبة فــدعه فــدولته ذاهبة
فالاول مركب بمعنى: صاحب هبة، والثاني: مفرد وهو اسم الفاعل:
12 ـ الجناس الملفّق: وهو ما كان اللّفظان كلاهما مركّباً، كقوله:
فلم تضع الأعادي قدر شأني ولا قــــــــالوا فلان قد رشاني
الاول: مركّب من (قدر) ومن (شأني) والثاني: مركّب من (قد) ومن (رشاني).
13 ـ جناس القلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف، نحو: (رحم الله امرءاً مسك ما بين فكّيه وأطلق ما بين كفيّه).
14 ـ الجناس المستوى: وهو من جناس القلب، ويسمّى أيضاً: (مالا يستحيل بالإنعكاس) وهو ما لايختلف لو قريء من حرفه الاخير إلى الأوّل معكوساً ومقلوباً، وانّما يحصل بـــعـــيــنـــــه، نحو قوله تعالى: (كلّ فــــي فلك)(7) وقوله سبحانه: (ربّك فكبّر)( فإنّه ينعكس بعينه، ونحو قوله:
مودّته تدوم لكلّ هولٍ وهل كـــلٌ مودّته تدوم
وكذا قوله: (أرانا الإله هلالاً أناراً).
أقسام الجناس المعنوي
الجناس المعنوي قسمان:
1 ـ جناس الإضمار: وهو أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظاً آخر، واللفظ الآخر يُراد به غير معناه بدلالة السياق، كقوله:
فهو إذا رأته عين الرائي أبــو معاذ أو أخو الخنساء
فإن المراد بأبي معاذ: (جبل) وبأخ الخنساء: (صخر) وليس بمراد، وانما المراد: ذم المقصود بأنه كالصخر.
2 ـ جناس الاشارة: وهو ما ذكر فيه أحد اللفظين وأشير للآخر بما يدلّ عليه، كقوله:
ياحمزة اسمح بــــــوصل وامـــــنن علينا بقـــــــــرب
في ثغرك اسمك أضحــى مــــــــــصحّفاً وبقلـــــــــبي
أراد (الخمرة) و(الجمرة) إذ هما مصحفا حمزة.
التصحيف
التصحيف: وهو التشابه بين كلمتين أو أكثر خطّأً، والفارق النقط، كـ(التحلّي) و(التخلّي) و(التجلي).
الازدواج
الازدواج: وهو تجانس اللفظين المجاورين، نحو: (من لجّ ولج) و(من جدّ وجد).
السجع
السجع: هو توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرف الاخير- والفاصلة في النثر كالقافية في الشعر- وموطن السجع النثر، وأحسنه ما تساوت فقراته، كقوله تعالى: (في سدر مخضود وطلح منضود وظلّ ممدود)(9) وإن لم تتساو فقراته فالاحسن ما طالت فقرته الثانية نحو قوله تعالى: (والنجم إذا هوى، ما ضلّ صاحبكم وما غوى)(10) أو طالت فقرته الثالثة، نحو قوله تعالى: (خذوه فغلّوه، ثمّ الجحيم صلّوه، ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه)(11) ولا يحسن العكس بأن تطول الفقرة الاولى دون الثانية، أو الثانية دون الثالثة، لأن السامع ينتظر بقيتها، فإذا انقطع كان كالمبتور.
التشطير
التشطير: وهو جعل كل من شطري البيت مسجوعاً سجعة مخالفة للسجعة الّتي في الشطر الآخر، وهذا يكون على القول بعد اختصاص السجع بالنثر، كقوله:
تدبير معتصم بالله منتقم لله مــرتغب في الله مرتقب
فالشطر الاوّل سجعته مبنيّة على الميم والثاني على الباء.
الموازنة
الموازنة: وهي تساوي الفاصلتين في الوزن فقط لا في التقفية، نحو قوله تعالى: (ونمارق مصفوقة، وزرابيّ مبثوثة)(12) فإن كلمة (مصفوفة) متفقة مع كلمة (مبثوثة) في الوزن، لا في التقفية.
الترصيع
الترصيع: وهو توازن الألفاظ مع توافق الاعجاز، أو تقاربها، ومثال التوافق قوله تعالى: (إنّ الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم)(13).
ومثال التقارب قوله تعالى: (وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم)(14).
التشريع
التشريع: ويسمّى (التوشيح) و(ذا القافيتين) أيضاً، وهو بناء البيت على قافيتين أو أكثر، يصح الوقوف على كلّ واحد منها، كقوله:
يا خــــــاطب الدنيا الدنية انها شرك الـــردى وقرارة الأكدار
دار إذا ما أضحكت في يومها أبـــــكت غداً تبّاً لها مــــن دار
فيصح الوقوف على (الردى) و)غدا) فتنقلب الأبيات من (بحر الكامل) وتكون من (مجزوء الكامل) وتقرأ هكذا:
ياخـــــاطب النيــــا الدنـــــــــــ ـــــــيّة انها شَرَك الــــــــــردى
دار إذا مـــــــــــــــا أضحكت فــــــــــــــــــي يومها أبكت غداً
لزوم ما لا لزم
لزوم ما لايلزم: ويسمّى الالزام والتضمين والتشديد والإعنات أيضاً، وهو أن يجيء قبل حرف الرويّ - في فاصلتين وأكثر أو بيتين وأكثر - بحرف لا يتوقّف السجع عليه، كقوله تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر)(15).
وكقوله:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحليــة الفضل زانتني لدى العَطَل
فالراء في الآية واللام في الشعر، حروف الروي، وقد جيء قبل الراء بالهاء وقبل اللام بالطاء، وهو غير لازم لتحقّق السجع بدون ذلك.
ردّ العجز على الصدر
ردّ العجز على الصدر: وهو ان يعاد ما بدأ به الاخير، كقوله تعالى: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)(16).
وقوله:
سريع الى ابن العم يلطم وجهه ولــــيس إلى داعي الندى بسريع
ما لا يستحيل بالانعكاس
مالا يستحيل بالإنعكاس، ويسمّى: القلب المستوي كما مرّ في جناس القلب، وهو: أن يقرأ عكساً كما يقرأ طرداً: (دام علاء العماد). ونحو: (كن كما أمكنك) فإنه إذا قرئ عكساً من الاخير الى الاوّل كان أيضاً: (دام علاء العماد) و(كن كما أمكنك).
المواربة
المواربة: وهي أن يجعل المتكلّم كلامه بحيث يمكن تغييره بتصحيف ونحوه، كما يحكى عن أبي نؤاس أنّه كتب على باب قصر هارون العباسي البيت التالي:
لقد ضاع شعري على بابكم مـــــا ضاع عقد على خالصة
فلما أنكر عليه هارون ذلك، محى هلال العين، فصار البيت كالتالي:
لقد ضاء شعري على بابكم كمـــا ضاء عِقد على خالصه
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ: وهو أن يؤتى في العبارة بألفاظ من واد واحد في الأنس والغرابة ونحوهما، نحو: (ما لكم تكاكأتم عليّ... افرنقعوا) جمع بين غريبين (تكاكأتم) و(افرنقعوا).
التسميط
التسميط: وهو أن يجعل الشاعر بيته على أربعة أقسام، كقوله:
فنحن في جزل، والروم في وجل والبــــــرّ في شغل، والبحر في خجل
الإنسجام
الإنسجام: ويسمّى (السهولة) أيضاً، وهو سلامة الألفاظ والمعاني مع جزالتهما وتناسبهما، كقوله تعالى: (كلٌّ في فلك يسبحون)(17) وكقوله:
ما وهب الله لامرىء هبة أفضلَ مـن عقله ومن أدبه
هما كمال الفتى فـإن فقدا ففقــــــده للحياة أليق بــــه
الاكتفاء
الإكتفاء: وهو أن يحذف بعض الكلام لدلاله العقل عليه، كقوله:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كــان فقيراً معدماً قالت وإن
أي: وإن كان فقيراً معدماً.
التطريز
التطريز: وهو أن يكون صدر الكلام مشتملاً على ثلاثة أسماء مختلفة المعاني، ويكون العجز صفة مكررة بلفظ واحد، كقوله:
وتسقيني وتشرب من رحيق خليق أن يُلقّب بـــــالخلوق
كـــأن الكأس فـي يدها وفيها عقيق في عقيق في عقيق
خاتمة البديع