إن حالات العقم هي من المشكلات الطبية الشائعة في جميع المجتمعات. ويحتاج زوج واحد من كل ستة أزواج إلى مراجعة أخصائي العقم خلال فترة الزواج. حيث تقدر نسبة انتشار العقم بحوالي 10- 15% من الناس. وتتعدد الأسباب العضوية في المرأة والرجل التي تؤدي الى عدم الإنجاب- ويقل احتمال الإنجاب كلما طالت فترة العقم وأيضا إذا كانت الأسباب غير قابلة للعلاج. وتدل الإحصاءات على أن حوالي 30% من الحالات يحدث فيهـا الحمل والإنجاب خلال السنوات الثلاث الأولى بعد تشخيص العقم (الذي يتطلب مرور عام كامل على العلاقة الطبيعية للرجل والمرأة).
والحقيقة أن الفرضية التى تقول بأن (الآلام النفسية والتعب النفسي هي إحدى العوامل المسببة للعقم) لاتزال موضوعا للجدل والنقاش في الأوساط العلمية..
وقد أوضح بعض الأطباء أن معدلات اعمل تزداد بعد أن يحدث التبني والاستقرار النفسي الناتج عنه.. ولكن أبحاثا أخرى لم تؤكد ذلك، كما بينت دراسات أخرى على حالات فردية أن البحث في العقد النفسية المرتبطة بالأمومة والأسرة وذلك من خلال العلاج النفسي النفسي قد أدى إلى الخصوبة والحمل.
البحث عن ذنب قديم :
ومن الملاحظ أن بعض الأزواج والزوجات ينظرون في ماضيهم الشخصي يحثا عن ذنب أو عمل قد ارتكبوه كي يفسروا حالة العقم عندهم. وقد يرتبط ذلك ببعض الأمور النفسية مثل تأنيب الضمير وعقد الذنب. كما أن المجتمع وقيمه العامة تنظر سلبيا إلى فشل الزوجين في إنجاب الأطفال حيث يعتبر ذلك نوعا من عدم الكفاءة الشخصية. إضافة لاعتبار العقم نوعاً من الوصمة السلبية. وأبسط دليل على تأثير العوامل النفسية على وظيفة الإنجاب هو اضطراب الوظائف الجنسية المتعلقة بالجماع الناتج عن أسباب نفسية. ولكن هؤلاء المرضى ربما لا تتجاوز نسبتهم 5% أن مجموع مرضى العقم..
ومن المعروف أن هناك العديد من هرمونات الجسم تتأثر بالتوتر والحالة النفسية عند الإنسان. ومنها هرمون البرولاكتين (Prolactin) والهرمون المحرض للرحم. وأيضا الأدرينالين والنور أدرينالين والدوبامين والبروستاغلادين. ويمكن لبعض هذه الهرمونات أن يؤثر على طلائع الهرمونات الجنسية التناسلية (Gonadotrophin Releasing Frctor) في منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) في الدماغ الإنساني. وهذه الطلائع بدورها تؤثر على الهرمونات الجنسية. وهي الهرمون المولد للجريبات في المبايض والهرمون اللوتيني الأصفري الذي يساهم في إنضاج البويضة وتطويرها (FSH-LH).
آلام العقم :
والحقيقة أن تشخيص العقم بحد ذاته له وقع نفسي كبير وهو يسبب آلاماً وعذاباً. ويشبه الوقع النفسي لهذا التشخيص ردود الفعل الناتجة عن موت أحد الأقرباء وغير ذلك من تجارب الفقدان والحداد.
حيث تتميز عادة بالشعور بالصدمة والمفاجأة والذهول وإنكار التشخيص وعدم تصديقه.. أضافة إلى الانزعاج والغضب والميل إلى الانطواء والوحدة وظهور مشاعر الذنب والحزن ثم تلى ذلك مرحلة التقبل والتسليم والرضا بما حدث.
والعقم يشكل أزمة حياتية معقدة تهدد كيان الإنسان وتشكل ضغطاً انفعالياً شديداً. وتتنوع ردود الفعل النفسية وتظهر عند البعض أعراض القلق والتوتر والاكتئاب والقنوط واليأس والشعور بالإخفاق والفشل..
كما يؤدي العقم إلى اضطراب العلاقة الزوجية في حالات أخري وقد تصل نسبة الذين تتوتر علاقاتهم إلى 37% من مراجعي عيادات العقم في الدول الغربية. كما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صورة الإنسان عن نفسه بما فيها هويته الجنسية. وترتبط الأساليب الحديثة في علاج العقم مثل التلقيح داخل الرحم وأطفال الأنابيب بدرجات متفاوتة من التوتر والضغوط النفسية بسبب الفحوصات العديدة ومتطلبات العلاج الجراحية وضرورة الانتظار وتكرار المحاولات. وترتبط ردود الفعل النفسية بدرجة التكيف في مرحلة ما قبل إجراء العمليات، حيث نجد أن النساء اللاتي كان تكيفهن ضعيفاً، كانت ردودهن النفسية سلبية وشديدة بعد فشل المرحلة الأولى من العلاج. وقد اتصفت طريقة تفكيرهن بشدة التعلق بضرورة تحقيق الوظائف الأنثوية ومتطلبات الأنوثة من حيث الإنجاب وغير ذلك.
وقد أوضح الأطباء النفسيون أنه يجب التذكر دائما عند علاج حالات العقم (أننا نعالج أناساً وأشخاصاً لديهم مشكلة العقم ولا نعالج العقم نفسه)..
التوتر النفسي :
وقد اعتبر بعض الأطباء أن التوتر النفسي وما يتعلق به من اضطرابات قد يكون سببا في فشل المحاولات العلاجية للعقم. وقامت عدد من الدراسات لتبين مدى فعالية بعض أساليب العلاج النفسي المتضمن فى برامج علاج العقم الطبية والجراحية. وكانت النتائج مشجعة حيث تبين أن معدلات الخصوبة والحمل قد ازدادت.
وفي هذه الدراسات نجد أن العلاج النفسي الجنسي والأسري الموجه نحو القلق أدى إلى تحسن الحياة الزوجية مما جعل الأزواج أكثر راحة واطمئناناً كما أدى إلى ازدياد نسبة حدوث الحمل خلال الأشهر التالية للبرنامج العلاجي. وقد تضمنت الأساليب العلاجية الأخرى أساليب سلوكية مثل التثقيف الطبي النفسي والاسترخاء وتمارين التنفس العميق وحل الصراعات النفسية المرتبطة بالأمور الجنسية والحمل والمشكلات الزوجية أو التخفيف منها؟ وتصحيح طرق التفكير الخاطئة من خلال الأساليب المعرفية وأيضاً زيادة تقدير الذات والتوافق معها والإيحاء الذاتي، إضافة للغذاء المتوازن والتمارين الرياضية. وتتضمن الموضوعات التي يتطرق إليها العلاج النفسى في مثل هذه الحالات الضغوط المشاكل الاجتماعية المحيطة - الحزن والاكتئاب- اللوم ومشاعر الذنب- الخوف من الاختبارات والاستقصاءات الطبية والعلاجات المتنوعة، وأيضاً مشاعر الغضب والنقص واضطرابات الوظيفة الجنسية. كما تجري مناقشة الأساليب الأخرى التي يمكن عن خلالها تحقيق الأبوة والأمومة عن غير طريق الإنجاب كرعاية الأيتام وتربية الأطفال وغير ذلك.
وكما يتبين مما سبق فإن دور العوامل النفسية المتعلقة بمشكلة العقم قد لاقي مزيداً من الاهتمام في الآونة الأخيرة. وقد أوضح د. كيفان في مراجعة شاملة للموضوع في أنه لا توجد دراسات دقيقة حول الأساليب النفسية المستعملة ونتائجها. كما أن كثيراً عن الدراسات لم تستعمل عينة مقارنة من المرضى ولم تتلق العلاج النفسي". وأكد ضرورة إجراء مثل هذه الدراسات بشكل دراسات مستقبلية متابعة، إضافة لدراسة الأساليب التكيفية الناجحة التي يمكن أن يتبناها الأزواج للسيطرة على مشاعرهم السلبية الناتجة عن العقم، وتجعلهم يتخذون القرارات المناسبة في أمور العلاج وبما يتعلق بعلاقتهم الزوجية والطرق الأخرى البديلة عن الإنجاب الطبيعي.
كما بين ضرورة تفهم المؤسسات الطبية والأجهزة الصحية للمساهمات الممكنة من قبل الأخصائيين النفسيين وأخصائيي التوجيه والإرشاد النفسي وكيرهم في تفهم حالات العقم والعلاج. وبشكل عام فإنه يمكننا في الوقت الحالي أن نقول إن العوامل النفسية ربما تساهم في نشوء حالات العقم الغامضة والتي لا يوجد لها تفسير طبي واضح. وإنه من الأكيد أن أموراً نفسية عديدة تنتج عن تشخيص العقم..
وتبقى أسئلة مهمة تحتاج إلى مزيد من الإجابات.. هل يؤدي التوتر والضغط النفسي والاضطرابات النفسية الأخرى إلى التأثير على عملية الإباضة نفسها؟ أو نقل البويضة أن تثبيت الجنين أو إنتاج الحيوانات المنوية؟ ربما يكون ذلك بواسطة الطريق العصبي الهرموني.. وإذا كان الأمر كذلك فما هو دور الأساليب العلاجية النفسية وأساليب تخفيف التوتر والقلق وأساليب العلاج الجنسي والأسري في هذا المجال؟
والحقيقة أن الفرضية التى تقول بأن (الآلام النفسية والتعب النفسي هي إحدى العوامل المسببة للعقم) لاتزال موضوعا للجدل والنقاش في الأوساط العلمية..
وقد أوضح بعض الأطباء أن معدلات اعمل تزداد بعد أن يحدث التبني والاستقرار النفسي الناتج عنه.. ولكن أبحاثا أخرى لم تؤكد ذلك، كما بينت دراسات أخرى على حالات فردية أن البحث في العقد النفسية المرتبطة بالأمومة والأسرة وذلك من خلال العلاج النفسي النفسي قد أدى إلى الخصوبة والحمل.
البحث عن ذنب قديم :
ومن الملاحظ أن بعض الأزواج والزوجات ينظرون في ماضيهم الشخصي يحثا عن ذنب أو عمل قد ارتكبوه كي يفسروا حالة العقم عندهم. وقد يرتبط ذلك ببعض الأمور النفسية مثل تأنيب الضمير وعقد الذنب. كما أن المجتمع وقيمه العامة تنظر سلبيا إلى فشل الزوجين في إنجاب الأطفال حيث يعتبر ذلك نوعا من عدم الكفاءة الشخصية. إضافة لاعتبار العقم نوعاً من الوصمة السلبية. وأبسط دليل على تأثير العوامل النفسية على وظيفة الإنجاب هو اضطراب الوظائف الجنسية المتعلقة بالجماع الناتج عن أسباب نفسية. ولكن هؤلاء المرضى ربما لا تتجاوز نسبتهم 5% أن مجموع مرضى العقم..
ومن المعروف أن هناك العديد من هرمونات الجسم تتأثر بالتوتر والحالة النفسية عند الإنسان. ومنها هرمون البرولاكتين (Prolactin) والهرمون المحرض للرحم. وأيضا الأدرينالين والنور أدرينالين والدوبامين والبروستاغلادين. ويمكن لبعض هذه الهرمونات أن يؤثر على طلائع الهرمونات الجنسية التناسلية (Gonadotrophin Releasing Frctor) في منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) في الدماغ الإنساني. وهذه الطلائع بدورها تؤثر على الهرمونات الجنسية. وهي الهرمون المولد للجريبات في المبايض والهرمون اللوتيني الأصفري الذي يساهم في إنضاج البويضة وتطويرها (FSH-LH).
آلام العقم :
والحقيقة أن تشخيص العقم بحد ذاته له وقع نفسي كبير وهو يسبب آلاماً وعذاباً. ويشبه الوقع النفسي لهذا التشخيص ردود الفعل الناتجة عن موت أحد الأقرباء وغير ذلك من تجارب الفقدان والحداد.
حيث تتميز عادة بالشعور بالصدمة والمفاجأة والذهول وإنكار التشخيص وعدم تصديقه.. أضافة إلى الانزعاج والغضب والميل إلى الانطواء والوحدة وظهور مشاعر الذنب والحزن ثم تلى ذلك مرحلة التقبل والتسليم والرضا بما حدث.
والعقم يشكل أزمة حياتية معقدة تهدد كيان الإنسان وتشكل ضغطاً انفعالياً شديداً. وتتنوع ردود الفعل النفسية وتظهر عند البعض أعراض القلق والتوتر والاكتئاب والقنوط واليأس والشعور بالإخفاق والفشل..
كما يؤدي العقم إلى اضطراب العلاقة الزوجية في حالات أخري وقد تصل نسبة الذين تتوتر علاقاتهم إلى 37% من مراجعي عيادات العقم في الدول الغربية. كما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صورة الإنسان عن نفسه بما فيها هويته الجنسية. وترتبط الأساليب الحديثة في علاج العقم مثل التلقيح داخل الرحم وأطفال الأنابيب بدرجات متفاوتة من التوتر والضغوط النفسية بسبب الفحوصات العديدة ومتطلبات العلاج الجراحية وضرورة الانتظار وتكرار المحاولات. وترتبط ردود الفعل النفسية بدرجة التكيف في مرحلة ما قبل إجراء العمليات، حيث نجد أن النساء اللاتي كان تكيفهن ضعيفاً، كانت ردودهن النفسية سلبية وشديدة بعد فشل المرحلة الأولى من العلاج. وقد اتصفت طريقة تفكيرهن بشدة التعلق بضرورة تحقيق الوظائف الأنثوية ومتطلبات الأنوثة من حيث الإنجاب وغير ذلك.
وقد أوضح الأطباء النفسيون أنه يجب التذكر دائما عند علاج حالات العقم (أننا نعالج أناساً وأشخاصاً لديهم مشكلة العقم ولا نعالج العقم نفسه)..
التوتر النفسي :
وقد اعتبر بعض الأطباء أن التوتر النفسي وما يتعلق به من اضطرابات قد يكون سببا في فشل المحاولات العلاجية للعقم. وقامت عدد من الدراسات لتبين مدى فعالية بعض أساليب العلاج النفسي المتضمن فى برامج علاج العقم الطبية والجراحية. وكانت النتائج مشجعة حيث تبين أن معدلات الخصوبة والحمل قد ازدادت.
وفي هذه الدراسات نجد أن العلاج النفسي الجنسي والأسري الموجه نحو القلق أدى إلى تحسن الحياة الزوجية مما جعل الأزواج أكثر راحة واطمئناناً كما أدى إلى ازدياد نسبة حدوث الحمل خلال الأشهر التالية للبرنامج العلاجي. وقد تضمنت الأساليب العلاجية الأخرى أساليب سلوكية مثل التثقيف الطبي النفسي والاسترخاء وتمارين التنفس العميق وحل الصراعات النفسية المرتبطة بالأمور الجنسية والحمل والمشكلات الزوجية أو التخفيف منها؟ وتصحيح طرق التفكير الخاطئة من خلال الأساليب المعرفية وأيضاً زيادة تقدير الذات والتوافق معها والإيحاء الذاتي، إضافة للغذاء المتوازن والتمارين الرياضية. وتتضمن الموضوعات التي يتطرق إليها العلاج النفسى في مثل هذه الحالات الضغوط المشاكل الاجتماعية المحيطة - الحزن والاكتئاب- اللوم ومشاعر الذنب- الخوف من الاختبارات والاستقصاءات الطبية والعلاجات المتنوعة، وأيضاً مشاعر الغضب والنقص واضطرابات الوظيفة الجنسية. كما تجري مناقشة الأساليب الأخرى التي يمكن عن خلالها تحقيق الأبوة والأمومة عن غير طريق الإنجاب كرعاية الأيتام وتربية الأطفال وغير ذلك.
وكما يتبين مما سبق فإن دور العوامل النفسية المتعلقة بمشكلة العقم قد لاقي مزيداً من الاهتمام في الآونة الأخيرة. وقد أوضح د. كيفان في مراجعة شاملة للموضوع في أنه لا توجد دراسات دقيقة حول الأساليب النفسية المستعملة ونتائجها. كما أن كثيراً عن الدراسات لم تستعمل عينة مقارنة من المرضى ولم تتلق العلاج النفسي". وأكد ضرورة إجراء مثل هذه الدراسات بشكل دراسات مستقبلية متابعة، إضافة لدراسة الأساليب التكيفية الناجحة التي يمكن أن يتبناها الأزواج للسيطرة على مشاعرهم السلبية الناتجة عن العقم، وتجعلهم يتخذون القرارات المناسبة في أمور العلاج وبما يتعلق بعلاقتهم الزوجية والطرق الأخرى البديلة عن الإنجاب الطبيعي.
كما بين ضرورة تفهم المؤسسات الطبية والأجهزة الصحية للمساهمات الممكنة من قبل الأخصائيين النفسيين وأخصائيي التوجيه والإرشاد النفسي وكيرهم في تفهم حالات العقم والعلاج. وبشكل عام فإنه يمكننا في الوقت الحالي أن نقول إن العوامل النفسية ربما تساهم في نشوء حالات العقم الغامضة والتي لا يوجد لها تفسير طبي واضح. وإنه من الأكيد أن أموراً نفسية عديدة تنتج عن تشخيص العقم..
وتبقى أسئلة مهمة تحتاج إلى مزيد من الإجابات.. هل يؤدي التوتر والضغط النفسي والاضطرابات النفسية الأخرى إلى التأثير على عملية الإباضة نفسها؟ أو نقل البويضة أن تثبيت الجنين أو إنتاج الحيوانات المنوية؟ ربما يكون ذلك بواسطة الطريق العصبي الهرموني.. وإذا كان الأمر كذلك فما هو دور الأساليب العلاجية النفسية وأساليب تخفيف التوتر والقلق وأساليب العلاج الجنسي والأسري في هذا المجال؟