س: نرى المنتمين لجماعة المسلمين الأمريكان يقرؤون الأذكار بصوت واحد و الذكر الجماعي لم يكن على عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و من المعلوم أنه بدعة و هناك أثر معروف عن ابن مسعود ينهى عن الذكر الجماعي .
ج: هذا بحث في الذكر الجماعي و بيان أن سند أثر ابن مسعود ضعيف و مجموعة من الفتاوى التي تجيز الذكر الجماعي مع ضوابط.
يقول الدكتور محمد الأزهري
مأخوذ من :
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=41804
أتعرض فى هذا البحث إلى قضية كثيراً ما تثار وما يحزننى أن مكان إثارتها دائماً هو بيت الله فهناك أناس يذكرون الله و آخرون يبدعونهم و بعض الإخوة الفضلاء لا يحب التحدث فى مثل هذه الأمور الخلافية (الاجتهادية)سداً لذريعة الشقاق التى قد تحدث و أن الأولى بنا ان نجمع لا نفرق و أنا اتفق معهم ولكن إن كان الكلام أحياناً يجلى الحقيقة بفضل الله عز وجل و من ثم يفيد فى إزالة الشبهات و قطع فتنة التبديع و التفسيق بدون دليل سليم و إن كان منع هذه الفتن من اجل الواجبات للحفاظ على وحدة هذه الأمة أخذت الكتابة –بحيادية –فى مثل هذه المسائل حكم الوجوب أيضاً لما نعلمه من قاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)ودون إطالة فى المقدمة ندخل فى بحثنا على بركة الله
ورد فى مشروعية و فضل الاجتماع على الذكر أحاديث كثيرة منها:
1عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حلق الذكر0رواه الترمذى و قال حديث حسن.
2- عن أببي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا لَا أَيْ رَبِّ قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا لَا قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا قَالَ فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُم ْرواه مسلم0
*يقول المباركفورى فى تحفة الأحوذى بشرح جامع الترمذى شارحاً نفس الحديث برواية الترمذى:
فِي الْحَدِيثِ فَضْلُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالذَّاكِرِينَ وَفَضْلُ الِاجْتِمَاعِ عَلَى ذَلِكَ وَأَنَّ جَلِيسَهُمْ يَنْدَرِجُ مَعَهُمْ فِي جَمِيعِ مَا يَتَفَضَّلُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْهِمْ إِكْرَامًا لَهُمْ وَلَوْ لَمْ يُشَارِكْهُمْ فِي أَصْلِ الذِّكْرِ .
*أورد الإمام مسلم هذا الحديث فى باب فَضْلِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وانظر معى حفظك الله إلى منطوق الذكر الذى فعله هولاء القوم (يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ) وبهذه النظرة البسيطة يتضح لنا أنه لا مجال لإنكار مشروعية بل استحباب الإجتماع على التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء.وأسأل هنا سؤالاً كيف عرفت الملائكة أن هولاء القوم يذكرون الله ؟هل أخبرهم الله ؟أم أنهم أخذوا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ حتى وجدوها .و أعتقد من باب البديهية أنهم سمعوهم يذكرون ومعلوم أن السمع يكون إذا جهر المتكلم بكلامه لاإذا أسره فيتضح لنا أنهم كانوا يجهرون بالذكر.
3 – لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس ، أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس ، أحب إلي من أن أعتق أربعة
الراوي: أنس بن مالك – خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] – المحدث: أبو داود – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 3667
وله روايات أخرى منها:
لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من غدوة إلى طلوع الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع رقاب .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 1/54
*يقول البيضاوي فى شرح الحديث الأول: خص الأربعة لأن المفضل عليه مجموع أربعة أشياء ذكر الله والقعود له والاجتماع عليه والاستمرار به إلى الطلوع أو الغروب
* وقال الطيبي : ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله) ظاهره وإن لم يكن ذاكرا لأن الاستماع قائم مقام الذكر وهم القوم لا يشقى جليسهم (من) بعد (صلاة العصر إلى أن تغرب.انتهى كلام الطيبى. أقول كيف يكون الإستماع للذكر إن لم يكن جهراً؟
4-ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير .
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 583
&أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره : أن رفع الصوت بالذكر ، حين ينصرف الناس من المكتوبة ، كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . وقال ابن عباس : كنت أعلم إذا إنصرفوا بذلك إذا سمعته .
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
فى فتح البارى لإبن رجب يقول:
، وقد دل حديث ابن عباسٍ على رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة المفروضة ، وقد ذهب الى ظاهره أهل الظاهر ، وحكي عن أكثر العلماء خلاف ذلك ، وأن ألافضل الإسرار بالذكر ؛ لعموم قوله تعالى : { وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً } [الأعراف :205] وقوله تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } [الأعراف :55] ، ولقول النَّبيّ – صلى الله عليه وسلم – لمن جهر بالذكر من أصحابه : (( إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً )) .
وحمل الشافعي حديث ابن عباسٍ هذا على أنه جهر به وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر ؛ لا أنهم جهروا دائماً . قال : فأختار للإمام والمأموم أن يذكروا الله بعد الفراغ من الصلاة ، ويخفيان ذلك ، إلا أن يكون إماما يريد أن يتعلم منه ، فيجهر حتى يعلم ، أنه قد تعلم منه ، ثم يسر .وكذلك ذكر أصحابه .وذكر بعض أصحابنا مثل ذلك – أيضاً.ولهم وجهٌ آخر : أنه يكره الجهر به مطلقاً .
وقال القاضي أبو يعلى في ((الجامع الكبير )) :ظاهر كلام أحمد : أنه يسن للإمام الجهر بالذكر والدعاء عقب الصلوات بحيث يسمع المأموم ، ولا يزيد على ذلك .
وذكر عن أحمد نصوصاً تدل على أنه كان يجهر ببعص الذكر ، ويسر الدعاء ، وهذا هو الأظهر ، وأنه لا يختص ذلك بالإمام ؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين -أيضاً.
ويدل عليه – أيضاً – : ما خَّرجه مسلمٌ في ((صحيحه )) من حديث ابن الزبير ، أنه كان يقول في دبر كل صلاةٍ حين يسلم : ((لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون )) ، وقال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يهل بهن في دبر كل صلاةٍ .ومعنى : ((يهل )) . يرفع صوته ، ومنه : إلاهلال في الحج ، وهو رفع الصوت بالتلبية ، واستهلال الصبي إذا ولد .
وقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يجهرون بالذكر عقب الصلوات ، حتى يسمع من يليهم :
فخَّرج النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) من رواية عون بن عبد الله بن عتبة ، قال صلى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاص ، فسمعه حين سلم يقول : ((أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلاب والاكرام )) ، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر ، فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك ، فضحك الرجل ، فقال له ابن عمر : ما أضحكك ؟ قال : إني صليت إلى جنب عبد ا وأما النهي عن رفع الصوت بالذكر ، فإنما المراد به : المبالغة في رفع الصوت ؛ فإن أحدهم كان ينادي بأعلى صوته : ((لا إله إلا الله ، والله اكبر )) فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم – : ((أربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً )) ، وأشار إليهم بيده يسكنهم ويخفضهم .وقد خرّجه الإمام أحمد بنحو من هذه الألفاظ.
انظر حفظك الله فى هذا الحديث و اقوال العلماء فى الجهر بالذكر عقب الصلوات فمنهم من:
* اِسْتَحَبَّهُ مثل اِبْن حَزْم الظَّاهِرِيّ
*ومنهم من جعله للتعليم فَيَجْهَر الإمام حَتَّى يَعْلَم أَنَّهُ قَدْ تُعُلِّمَ مِنْهُ ، ثُمَّ يُسِرُّ.وهذا رأى الشافعى
*ولأحمد روايتان أحدهماأنه يسن للإمام الجهر بالذكر والدعاء عقب الصلوات بحيث يسمع المأموم ، ولا يزيد على ذلك .
والأخرى أنه كان يجهر ببعص الذكر ، ويسر الدعاء ، وهذا هو الأظهر ، وأنه لا يختص ذلك بالإمام ؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين -أيضاً.
والخلاصة أن فى الأمر اختلافاً هذا فى الذكر بعد الصلوات المكتوبة و يعتبر أكثر الأقوال احتراساً هو قول الشافعى الذى قيد الجهر بالذكر عقب الصلوات بتعليم الإمام للمأمومبن.
***وهنا يجرنى هذا الحديث إلى ذكر حادثة واقعية يفعلها البعض –وبإصرار- كل عام وتحديداً فى شهر رمضان ,وأذكر هذا الفعل لأنه من أرض الواقع و كثيراً ما يحدث و يثير أزمات بل ومنازعات و تبديع ومن لا يصدقنى فليأت فى عشر رمضان الأواخر وتحديداً قبل المغرب و بعد الفجر أى فى أوقات أذكار الصباح و المساء. و الحادثة هى أن البعض يتجمع عقب صلاة الصبح وقبيل صلاة المغرب لقراءة أذكار الصباح و المساء بدون إصرار على صيغة معينة تارة سراً و تارة جهراًو أو أحدهم يجهر و يسر الآخرون أو الجميع يذكرون فى صوت خافت فنرى رد الفعل من بعض الإخوة الفضلاء(السلفيين غالباً) بنصح نادراً ما يكون رقيقاً بأن هذا بدعة ولا يجوز و يحدث ما يريده الشيطان من الفرقة وتكثر المجادلات التى لا تكون غالباً على أساس علمى…. أنا هنا أدعو الجميع لدراسة الأمر برفق و بحيادية و بتأصيل علمى دون الخوض فى دائرة التبديع التى لا مغنم منها إلا الشحناء فى الدنيا والحساب فى الآخرة وأنا لا أشكك فى نواياالإخوة الأفاضل الذين ينكرون حلق الذكر الجماعى وأعتقد أن هذا الإنكار نابع من إخلاصهم وحرصهم على السنة ولكن أقول لهم وبكل رفق هذا لا يكفى بل لابد معه الأسلوب الرفيق و التأصيل العلمى السليم
ونعود إلى حديث ابن عباس رضي الله عنه و أحوط الآراء فيه هو الشافعى الذى قيد الجهر بالذكر عقب الصلوات بتعليم الإمام للمأمومبن.
وأسأل هنا سؤالاً:إذا اجتمعنا فى أوقات أذكار الصباح و المساء لترديدها فى أوقاتها المشروعة وهى غالباً تكون بغرض دعوى و تعليمى فيجهر شخص بالذكر كى يتعلمه الناس ….هل فى ذلك بدعة؟لاحظ:عدد المصلين لفريضة الصبح يصل لآلاف فإذا خرجنا من هذا الشهر الكريم بتعليم هذا العدد أذكار نبيهم أليس فى هذا خير ُ كبير؟؟؟
وإذا كان الذكر مشروعاً و الإجتماع عليه كذلك وبغرض التعليم غالباً وفيه يجهر شخص واحد و يردد الباقى سراً ………….فأين البدعة إذن؟و حتى إن لم يكن بغرض التعليم أو ليس أوقات أذكار الصباح و المساء فليس ببدعة أيضاً لأن عموم الأحاديث التى ذكرناها تدل على أن الذكر عبادة مطلقة لاتقيد بوقت معين أو كيفية معينة أو أذكار معينة
5-عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ
سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.رواه مسلم
يقول ابن حجر: الْأَشْبَه اِخْتِصَاص ذَلِكَ بِمَجَالِس التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا وَالتِّلَاوَة حَسْب ، وَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَة الْحَدِيث وَمُدَارَسَة الْعِلْم وَالْمُنَاظَرَة فِيهِ مِنْ جُمْلَة مَا يَدْخُل تَحْت مُسَمَّى ذِكْر اللَّه تَعَالَى .
وقال أيضاً: أَيْ كَرَوْضَةٍ مِنْ رِيَاض الْجَنَّة فِي نُزُول الرَّحْمَة وَحُصُول السَّعَادَة بِمَا يَحْصُل مِنْ مُلَازَمَة حِلَق الذِّكْر لَا سِيَّمَا فِي عَهْده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أقول كيف يحتج المانعون بأن الرسول لم يفعله فهل يسكت الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على باطل؟!
6-عن أ َبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي
وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ.رواه مسلم
انظر حفظك الله:اقرار من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ+الله عز و جل يباهى بهم الْمَلَائِكَة فهل بعد ذلك انكار للمشروعية؟!
ولكن مع هذه الأحاديث يقول البعض بمنع حلق الذكر ويستدلوا بالآتىـ
1-أن حلقات الذكر المقصود بها قراءة القرآن و مدارسة العلم الشرعى أما الذكر (تسبيح و تهليل و تحميد فهو بدعة ولم يفعله الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الرد*-:إذا درسنا مبحث المطلق و المقيد فى علم الأصول يسهل الرد على هذا الإستدلال بأن هذا تقييد من غير مقيد بل أن الأحاديث إما جاءت مطلقة أو جاء فيها ذكر التسبيح والتحميد و التهليل(انظر حديث الملائكة السيارة) فكيف نقصر الذكر على نوعين فقط ونغفل التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل و الإستغفار والصلاة على النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحوقلة(قول لا حول ولا قوة إلا بالله) و الدعاء.
*كيف يستدل بأن الرسول . صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقم بحلق الذكر وهو الذى روى عن رب العزة حديث الملائكة السيارة وهو الذى حض على المشاركة فى حلق الذكر بقوله فارتعوا وسماها رياض الجنة بل بشرهم بأن الله يباهى بهم الملائكة فإذا كانت بدعة لماذا فعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل هذا؟!
ولنعلم جميعاً ان هناك نوع من السنة اسمه سنة تقريرية وفيها لا يلزم أن يفعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشىء حتى يلقب العمل بأنه سنة بل يكفى اقراره و موافقته عليه.
2-وقالوا أيضاً بأن الأصل فى الذكر هو السر أما الجهر فهو بدعة.
الرد*-:وهنا أعرض كلاماً قيماً للعلامة النووى الذى أورده ابن حجر الهيتمى فى الفتاوى الفقهية الكبرى ج2ص 169
سُئِلَ ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَّا اعْتَادَهُ الصُّوفِيَّةُ مِنْ عَقْدِ حِلَقِ الذِّكْرِ وَالْجَهْرِ بِهِ فِي الْمَسَاجِدِ هَلْ فِيهِ كَرَاهَةٌ ؟ ( فَأَجَابَ ) بِقَوْلِهِ : لَا كَرَاهَةَ فِيهِ ، وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ أَحَادِيثَ اقْتَضَتْ طَلَبَ الْجَهْرِ نَحْوَ : { وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْته فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ } رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَاَلَّذِي فِي الْمَلَإِ لَا يَكُونُ إلَّا عَنْ جَهْرٍ ، وَكَذَا حِلَقُ الذِّكْرِ وَطَوَافُ الْمَلَائِكَةِ بِهَا ، وَمَا فِيهَا مِنْ الْأَحَادِيثِ فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْجَهْرِ بِالذِّكْرِ .
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيّ : { مَرَّ بِرَجُلٍ يَرْفَعُ صَوْتَهُ ، قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَائِيًا ، قَالَ : لَا وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ وَأُخْرَى اقْتَضَتْ طَلَبَ الْإِسْرَارِ ؛ } بِأَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَحْوَالِ ، كَمَا جَمَعَ النَّوَوِيُّ – رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى – بِذَلِكَ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ الطَّالِبَةِ لِلْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ وَالطَّالِبَةِ لِلْإِسْرَارِ بِهَا ؛ فَحِينَئِذٍ لَا كَرَاهَةَ فِي الْجَهْرِ بِالذِّكْرِ أَلْبَتَّةَ ؛ حَيْثُ لَا مُعَارِضَ بَلْ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ إمَّا صَرِيحًا أَوْ الْتِزَامًا ، وَلَا يُعَارِضُ ذَلِكَ خَبَرَ الذِّكْرِ الْخَفِيِّ ، كَمَا لَا يُعَارَضُ أَحَادِيثُ الْجَهْرِ بِالْقُرْآنِ بِخَبَرِ { السِّرُّ بِالْقُرْآنِ كَالسِّرِّ بِالصَّدَقَةِ } ، وَقَدْ جَمَعَ النَّوَوِيُّ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ الْإِخْفَاءَ أَفْضَلُ حَيْثُ خَافَ الرِّيَاءَ أَوْ تَأَذَّى بِهِ مُصَلُّونَ أَوْ نِيَامٌ .
وَالْجَهْرُ أَفْضَلُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ فِيهِ أَكْثَرُ ؛ وَلِأَنَّ فَائِدَتَهُ تَتَعَدَّى لِلسَّامِعِينَ ؛ وَلِأَنَّهُ يُوقِظُ قَلْبَ الْقَارِئِ وَيَجْمَعُ هَمَّهُ إلَى الْفِكْرِ وَيَصْرِفُ سَمْعَهُ إلَيْهِ وَيَطْرُدُ النَّوْمَ وَيَزِيدُ النَّشَاطَ ؛ فَكَذَلِكَ الذِّكْرُ عَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ .
وقَوْله تَعَالَى : { وَاذْكُرْ رَبَّك فِي نَفْسِك } الْآيَةَ أُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّهَا مَكِّيَّةٌ كَآيَةِ الْإِسْرَاءِ { وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِك وَلَا تُخَافِتْ بِهَا } وَقَدْ نَزَلَتْ حِينَ كانصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ فَيَسْمَعُهُ الْمُشْرِكُونَ ؛ فَيَسُبُّونَ الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ ، فَأُمِرَ بِتَرْكِ الْجَهْرِ ؛ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ كَمَا نُهِيَ عَنْ سَبِّ الْأَصْنَامِ كَذَلِكَ ، وَقَدْ زَالَ هَذَا الْمَعْنَى ، أَشَارَ لِذَلِكَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ ، وَبِأَنَّ بَعْضَ شُيُوخِ مَالِكٍ وَابْنِ جَرِيرٍ وَغَيْرِهِمَا حَمَلُوا الْآيَةَ عَلَى الذِّكْرِ حَالَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَأَنَّهُ إنَّمَا أُمِرَ بِالذِّكْرِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ ؛ تَعْظِيمًا لِلْقُرْآنِ أَنْ تُرْفَعَ عِنْدَهُ الْأَصْوَاتُ ، وَيُقَوِّيه اتِّصَالُهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ } .انتهى كلاودم النووى.
3-أو التسليم بكل ما سبق(من أنها سنة تقريرية و صيغتها التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل… وجواز الجهر لكن تمسكوا بمنعها سداً للذريعة حتى لا يعتقد الناس فى حلق الصوفية المسماة بالحضرة ويتجهوا إلى حلق الصوفية التى يبدعونها
والرد هنا من وجوه:
أولاً:ليس كل الصوفية مبتدعين والصوفية اسم لابد له من مسمى حتى تتضح دلالته فهل يقدر أحد على تبديعهم جميعاً؟!
ثانياً:المبتعون من الصوفية يثبتون أذكاراً معينة قد تكون غير مشروعة أصلاً فى أوقات محددة وغالباً تكون مع تمايل شديد و أحياناً رقص بخلاف أذكار الصباح و المساء مثلاً الثابتة بأحاديث صحيحة وردت عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى أوقات أفضلية ثبت إقرار الرسول لها وفعل الصحابة رضوان الله عليهم لها بل وفى ظل عدم إنكار من أى أحد.
ثالثاً:لتطبيق قاعدة سد الذريعة شروط ذكرهاعلماء الأصول ومنها:
*أن تفضى هذه الذريعة إلى مفسدة غالباً لا نادراً*أن تكون مفسدتها أرجح من مصلحتها*أنه إذا توفر الشرطان السابقان يكون المنع بين الكراهة و التحريم لا على التحريم و التبديع مطلقاً
وبنظرة قصيرة إلى هذه الشروط ثم إلى حال هذه الحلق نجد أن الشروط غير منطبقة على حلق الذكر لأن مصلحتها أكبر بكثير من مفسدتها –إن وجدت- وأذكر هنا قول الإمام الدهلوى فى حجة الله البالغة :أقول قد جربنا أن التراص فى حلق الذكر سبب لجمع الخاطر ووجدان الحلاوة فى الذكروسد الخطرات….ثم قال:والشيطان يدخل كلما انتقص شىء من هذه المعانى
ثم هل يذكر لى أحد من من الذين قعدوا معنا يذكرون الله بالطريقة التى بيناها ترك هذه المجالس وذهب إلى مبتدعى الصوفية و شاركهم فى التمايل و الرقص و أعتقد أنه إذا حدث ذلك سنتوقف عن مجالس الذكر على الفور لحين انتهاء هذه الفتنة لأن هذا هو التطبيق لقاعدة سد الذريعة التى تقصدونها أما فى حالتنا هذه فالأولى هو فتح الذرائع لا سدها.
أو4- حديث الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود_وهذا من وجهة نظرى الدليل الوحيد الجدير بالمناقشة_ونص الحديث
أخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا : لاَ ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ : فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ : إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ – قَالَ – رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ : كَبِّرُوا مِائَةً ، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً ، فَيَقُولُ : هَلِّلُوا مِائَةً ، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً ، وَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ : أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ. قَالُوا : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ. قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ : رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ رواه الدارمى فى سننه باب فى كراهية أخذ الرأى ج1ص233.
وهذا الحديث صححه الشيخ الالبانى رحمه الله ولكن هناك وقفات مع هذا الحديث أولاها فى السند وهى لأخى العزيز الأزهرى الأصلى نقلاً عنه
أولاً : الكلام فى السند مع الأزهرى الأصلى:
ما سبق عبارة عن قصة وحديث , الحديث أخرج من طرق أخرى منجبرة
ولكن القصة لم ترد إلا بهذا السند من طريقين عند الدارميما سبق عبارة عن قصة وحديث , الحديث أخرج من طرق أ ( 1 / 68 – 69 ) وبحشل في ” تاريخ واسط ” ( ص 198 – تحقيق عواد ) وهو ضعيف وبيانه:
الأثر فيه عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني:
قال يحيى بن معين: “ثقة” (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/1/269)
وذكره الحافظ ابن حبان في الثقات (8/480) فقال:
((عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني من أهل الكوفة يروى عن أبيه روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي))
وهناك قولان آخران ليحيى بن معين غير ما سبق فقد قال مرة:
((ليس حديثه بشئ)) (انظر الكامل لابن عدي 5/122 والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 2/233 والميزان للذهبي 4/387)
وقال ((لم يكن يرضي)) (انظر الكامل في الضعفاء 5/122) بالإضافة لقوله الثالث الوارد في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
ومن المعروف أن هناك اختلافات في أقوال يحيى بن معين في الراوي الواحد وقد بحثت في رسائل جامعية كبرى فلا داعي لتكثير الموضوع بها.
والأولى أن يأخذ منها ما وافق أقوال العلماء وهو هنا واضح جداً:
1-فقد ذكره ابن عدي في كتاب خصصه للضعفاء وهو كتاب الكامل في ضعفاء الرجال (5/122) وقال بعد ذكر أقوال من ضعفه:
((وعمرو هذا ليس له كثير رواية ولم يحضرني له شيء فأذكره)).
2- وقال ابن خراش ((ليس بمرضي)) وهو ما نقله ابن حجر في لسان الميزان (4/ 378).
3- وأورده ابن الجوزي في كتابه “الضعفاء والمتروكين” (2/233).
4- وقال الهيثمي في مجمع الزوائد عند الكلام على بعض الأحاديث (3/236):
((فيه عمرو بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف))
فيتلخص أنه لم يوثقه أحد إلا ابن حبان وفي توثيقه نظر بل فيه ضعف وقلة رواية تجعل ضبطه للأحاديث محل نظر.
فترجح أن الحديث ضعيف لأجل عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة.
وممن ضعف الحديث:
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في الحاوي للفتاوي (1/379): ((فإن قلت، فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد. قلت: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض، ذلك عن ابن مسعود قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب ثم رأيت ما يقتضي إنكار الزهد ثنا حسين ابن محمد ثنا المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه))انتهى.
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (1/177): ((وأما ما نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد, وائل قال: هؤلاء فلم يصح عنه بل لم يرد; ومن ثم أخرج أحمد عن أبي الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ; ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه, والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب)).انتهى
وقال الإمام المحدث المناوي في فيض القدير (1/457) : ((وأما ما نقل عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما اراكم إلا مبتدعين وأمر بإخراجهم فغير ثابت . وبفرض ثبوته يعارضه ما في كتاب الزهد لأحمد عن شقيق بن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالسته مجلسا قط إلا ذكر الله فيه)).اهـ
وقال العلامة الألوسي رحمه الله في روح المعاني (6/163) : ((وما ذكر في الواقعات عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما اراكم إلا مبتدعين حتى أخرجه من المسجد لا يصح عند الحفاظ من الأئمة المحدثين وعلى فرض صحته هو معارض بما يدل على ثبوت الجهر منه رضي الله تعالى عنه مما رواه غير واحد من الحفاظ أو محمول على الجهر البالغ))انتهى.
وممن ذهب لتضعيف القصة الدكتور مرزوق الزهراني عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية سابقا في رسالته ((أطيب النشر في تفسير الوصايا العشر)) المنشورة في مجلة الجامعة.
وذهب لضعفه أيضا الدكتور عزت عطية في كتاب “البدع..تحديد موقف الإسلام منها” وناقش المستدلين به.
وبرغم هذا فقد جود إسناده الشيخ حسين أسد في تحقيقه لمسند الدارمي (1/287) وصححه بطرقه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (5/11)!!
لماذا؟؟
قال الشيخ الألباني في تحقيقه للأثر كما في السلسلة الصحيحة (5/11):
((وهو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة ابن الحارث الهمداني كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه ” الجرح و التعديل ” ( 3 / 1 / 269 ) , و ذكر في الرواة عنه جمعا من الثقات منهم ابن عيينة , وروى عن ابن معين أنه قال فيه : ” صالح ” . وهكذا ذكره على الصواب في الرواة عن أبيه))
انتهى كلام الشيخ عن عمرو هذا وفيما قاله نظر .
قلت (الأزهري الأصلي):
أولاً: ابن معين لم يقل عنه صالح كما نقل الشيخ ولكن قال: “ثقة” كما سبق.
ثانياً: لم يرو عنه ابن عيينة كما ذكر الشيخ ولم يذكر في الرواة عنه.
فما منشأ الخطأ؟
أن هناك خطأ ووهماً حدث للشيخ الألباني وهو انتقال نظره من ترجمة صاحبنا “عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة ” إلى الراوي الذي يليه في كتاب ابن أبي حاتم السابق وسأذكر هنا ما جاء في الجرح والتعديل في نفس الصفحة:
((1487- عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني سمع أباه روى عنه ابن ابى شيبة وابن نمير وعبد الله بن عمر وابراهيم بن موسى وعبد الله ابن سعيد الاشج سمعت ابى يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال ذكره ابى عن اسحاق ابن منصور عن يحيى بن معين انه قال عمرو بن يحيى بن سلمة ثقة.
1488- عمرو بن يحيى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموى روى عن أبيه روى عنه ابن عيينة وابو سلمة وعبد الله بن عبد الوهاب لحجبي وابراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن يحيى بن ابى عمر العدنى وسويد بن سعيد سمعت أبى يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال ذكره ابى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال عمرو ابن يحيى بن سعيد القرشى صالح)) انتهى.
فقد وهم الشيخ وانتقل نظره ونقل لنا ترجمة الراوي الثاني غير الموجود بالسند أصلا.فتأمل!!
وادع المقارنة والنظر لكم.
والله تعالى أعلم.انتهى كلام الأزهرى الأصلى
ثانياً: الكلام فى المتن:
إذا سلمنا بصحة هذا الحديث مع أن المانعين لا يقولون بصحة حديث أسماء الذى يجيز إظهار الوجه و الكفين مع العلم بأن الذى صححه هو الشيخ الالبانى أيضاً ,وأعنى بذلك أن الإخوة المانعين يستندون لتصحيح الشيخ الالبانى رحمه الله فى منع حلق الذكر وعندما يستدل البعض بتصحيح نفس الشيخ لحديث أسماء الذى ينص على أن وجه المرأة و كفيها ليسا بعورة نجدهم يصرون على تضعيف هذا الحديث بحجة أن الشيخ أخطأ فهل وصلوا لمرتبة الشيخ فى التصحيح و التضعيف مع أنهم يعدونه محدث العصر ؟؟!!
***هذا الحديث من باب المجمل الذى لم تتضح دلالته فهناك عدة علل يحتمل أن ابن مسعود قال ما قال بسبب أحدها أو بعضها أو كلها ومنها:
1-أن هولاء القوم قاتلوا المسلمين مع الخوارج كما ذكر الراوى: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ إذن فهم أصحاب ضلالة فى الأصل
2-النهى لإستخدامهم الحصى فيأخذ حكم المسبحة فى الجواز على رأى الجمهور
3-.النهى لتخيرهم وقت معين قبل الصلاة ويداومون على هذه الحلقة بهذه الكيفية فى وقت تخيروه هم واعتقدوا أفضليته
4-النهى لجهر الرجل بقوله لهم كبروا مائة و سبحوا مائة …وهذه علة ضعيفة جداً لأنها بمثابة قول البعض (أذكر الله)جهراً بل كيف يوصى الأنسان غيره سراً.
5-النهى لجهرهم بالذكر …وهذا غير مسلم لأنه لا دليل على جهرهم هم بالذكر فمحتمل أنهم كانوا يذكرون سراً.
6-النهى لإسرارهم بالذكر و هذا أيضاً غير مسلم للسبب السابق كما أنهم لو أسروا فبذلك قد أتو بالطريقة المشروعة على قول المانعين وعندئذِ أعتقد أن حجة المنع ستكون الإجتماع على الذكر….وهنا أرد وبكل هدوء برجاء مراجعة أحاديث الإجتماع على حلق الذكر المذكورة من قبل.
7-النهى بسبب التزام عدد معين ليس له أفضلية.. وها هو حديث يثبت فضل العدد مائة مع نوعى الذكر المذكورين فى حديث إبن مسعود
- أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله دلني على عمل فإني قد كبرت وضعفت وبدنت فقال كبري الله مائة مرة واحمدي الله مائة مرة وسبحي الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله وخير من مائة بدنة وخير من مائة رقبة
الراوي: أم هانئ بنت أبي طالب - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3087
- والاحاديث كثيرة فى أفضلية العدد مائةفى الذكر لا مجال لسردها هنا
8-النهى لأن سيدنا عبدالله إبن مسعود من مذهبه كراهية العدد ودليل ذلك مارواه إبن أبى شيبة:قال: من كره عقد التسبيح (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته..إذن قد يكون هذا إجتهاد من الصحابى الجليل وكما هو معلوم فى علم الأصول أن اجتهاد الصحابى محل خلاف بين العلماء وخصوصا إذا تفرد بهذه الفتوى معارضاًجمعاً آخر من الصحابة بل معارض بإقرار من الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وليس المجال هنا عرض حوادث كثيرة لم يتم العمل فيها بقول الصحابى لمعارضته بقول لاخرين أو سنة صحيحة فضلاًعن هذه الأحتمالات التى بُنى النهى عليها فضلاً عن الإضطراب فى سند الحديث
*دعونا أيها الأحباب نحرر بعض القواعد:
1- مشروعية الإجتماع على الذكر
2-نوعية الذكر الذى ورد فى الأحاديث الصحيحة هى التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل و هنا أذكرك أيها القارىء الكريم بكلام ابن حجر: الْأَشْبَه اِخْتِصَاص ذَلِكَ بِمَجَالِس التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا وَالتِّلَاوَة حَسْب ، وَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَة الْحَدِيث وَمُدَارَسَة الْعِلْم وَالْمُنَاظَرَة فِيهِ مِنْ جُمْلَة مَا يَدْخُل تَحْت مُسَمَّى ذِكْر اللَّه تَعَالَى .
نفهم من كلام ابن حجر و من منطوق الأحاديث أن الأصل فى حلق الذكر هو التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا وَالتِّلَاوَة و يلحق بهولاء مدارسة العلوم الشرعية .وكثيراً ما سمعت من الإخوة الفضلاء أن الأصل فى حلق الذكر هى مدارسة العلم الشرعى(فقه و حديث و عقيدة…)
وأنا اتفق معهم فى مشروعية الإجتماع على مدارسة العلم الشرعى وإن شاء الله لهم ثواب مجالس الذكر الذى ورد فى الأحاديث .
ولكن بالطبع أختلف معهم فى حصر مجالس الذكر على ذلك فقط للآتى:
*كيف نجعل الأصل وهو( التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا)فرعاً ونجعل الفرع وهو مدارسة العلم الشرعى أصلاً؟!
*نفترض أن الأحاديث جاءت كلها مطلقة دون النص على أى نوع من الذكر فلماذا تقيدون الذكر وهو مطلق بنوع معين (مدارسة العلم الشرعى وَالتِّلَاوَة فقط) ثم تقيدون الذكر بطريقة معينة(الإسرار دون الجهر ) ثم تقيدون الذكر بحالة معينة (الإنفراد دون الإجتماع)
فأستحلفكم بالله تصدقوننى القول أين نذهب بكل هذه الأحاديث الصحيحة ؟؟ أم هى منسوخة لا يجوز العمل بها أم ماذا بالضبط؟!
وأكرر أن الأحاديث التى وردت فى مجالس الذكر كان الذكر فيها هو التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل وفى حلقات أى مجموعات و المتبادر للذهن والأولى أنه كان جهراً والمدعوم أيضاً بتعليقات العلماء الأفاضل مثل النووى و الطيبى وغيرهما .
والآن لابد من سؤال للإخوة المانعين ولابد له من إجابة محددة:إذا أصررتم على عدم مشروعية الجهر بالذكر فى مجالسه إذن فالإسرارهو المشروع –على رأيكم- فلا بأس فذاك رأيكم وطريقة الذكر ليست جهراً قطعاً فلن أتمسك بهذه النقطة . بقى لنا أمر محير هل عقدتم ولو لمرة واحدة حلقة للذكر( التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل) سراً وهذا هو الحد الأدنى من الأحاديث المتفق عليه بين أهل العلم أم أن نتيجة اجتهادكم هو إلغاء هذه السنة و عدم فعلها أبداً؟!!!!
*من المعلوم عند الفقهاء و الأصوليين بل عند جميع أهل العلم أن ترك المندوب يلام عليه المرء ويكره أن يهمل المرء سنة معينة لا يأتى بها طوال حياته أما أن الذى لا يأتى بالسنة يخطىء الذى يأتى بها فذلك أعجب شىء بل ولا يكتفى بذلك بل ينكر عليه بل والطامة الكبرى يبدعه . فإذا نصحناكم –بالحسنى –أن تأتوا بهذه السنة الغائبة عندكم وقوبلت هذه النصيحة بالإعراض فلن نغضب فهذا رأيكم أما أن تنقلب الأمور فيصبح تارك العبادة المشروعة هو الذى يخطىء و ينكر و يبدع الذى ياتى بهذه العبادة دون دليل قوى فهذا والله هو الأعجب والمرفوض شرعاً و عقلاً.
.خاتمة: أتوجه بسؤال- يعلم الله نيتى فيه أنها له سبحانه – للإخوة الفضلاء الذين ينكرون دائماً على عاقدى حلق الذكر (بالطريقة التى بيناها) وهو أنتم معروفون باتباعكم للسنة و حلق الذكر تكرر ذكرها فى أحاديث كثيرة وحتى إن لم تتواتر لفظاً فإنها قاربت التواتر المعنوى وخصوصاً عند من لم يشترط عدداً معيناً للتواتر فضلا عما تحدثه هذه الحلق من تجديد الإيمان ومن غرس معانى التعاون على البر و التقوى وإبعاد الشيطان عن الصف المسلم فلماذا يا إخوتى تركتم هذه السنة (سنة الإجتماع على التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء…) مثلما كان يفعل صحابة رسول الله . صلى الله عليه وسلم وتطبيقاً لأحاديث وردت عنه صلى الله عليه وسلم تحثنا على ذلك وإن كان لكم رؤية شرعية معينة مصحوبة بأدلة معتبرة على بدعة الجهر مجتمعين مثلاً فهل فعلتموه سرأ ؟!وإن لم تفعلوا فأتساءل هل لشبهة البدعة أم لتفضيل أعمال أخرى فى نفس الوقت مع العلم بأن التعارض قد يحدث مرة أو بضع مرات لا لسنوات طوال فأنا أدعوكم أيها الإخوة الأحباب لعقد هذه الحلق بالصورة المشروعة التى تقررونها أنتم وتطمئن إليها أنفسكم سراً أو جهرأ أو تارة و تارة أو محددة بذكر معين لوقت معين أو لغير وقت معين أو ذكر غيرمعين أو أحدكم يجهر و الآ خرون يسرون إلى غير ذلك من الطرق المشروعة إن شاء الله.
وإذا كنت أحثكم على التمسك بهذه السنة فمن باب أولى أناشدكم عدم الإنكار و التبديع- وما يترتب عليه من شحناء- على من يأتى بهذه السنة, وإن كان هناك عدم اقتناع بعدم مشروعية حلق الذكر فليكن أمرنا إذن تخطئة دون أنكار فى جو من الود و المحبة فى الله ولنعلم أيها الأحبة أن الخلاف الفقهى لا يخرج عن ثلاث مراحل لو فهمناها جيداً ما حدثت منازعات أو شقاق أبداً ألا وهى:
1-أسباب الخلاف:وهى أدلة كل فريق المعتبرة التى يراها صحيحة المبنية على قواعد أصولية وفقهية سليمة والتى يختلف تطبيق كل فريق لها و أسباب الخلاف كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
2-فقه الخلاف: وهو أن ياخذ كل فريق بما يراه صحيحاً استناداً إلى قواعد الترجيح الصحيحة.
3-أدب الخلاف :وهو ألا ينكر كل فريق على الآخر ما ارتضاه من الآراء الفقهية ولا يبدعه أو يفسقه أو يرميه بالخلل فى العقيدة
ولنتأسى بالإمام الشافعى الذى قال رأيى صواب يحتمل الخطأ و رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب و الذى قال عن أبى حنيفة:
الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة وقال أيضاً مِنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي الْفِقْهِ فَلْيَنْظُرْ إلَى كُتُبِ أَبِي حَنِيفَةَ. هذا على الرغم مما هو معروف بين أهل العلم من الإختلافات الكثيرة بين الإمامين الجليلين.
أدعو الله عز و جل أن يجعل هذا البحث فى ميزان كاتبه و قارئه إن شاء الله.
ج: هذا بحث في الذكر الجماعي و بيان أن سند أثر ابن مسعود ضعيف و مجموعة من الفتاوى التي تجيز الذكر الجماعي مع ضوابط.
يقول الدكتور محمد الأزهري
مأخوذ من :
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=41804
أتعرض فى هذا البحث إلى قضية كثيراً ما تثار وما يحزننى أن مكان إثارتها دائماً هو بيت الله فهناك أناس يذكرون الله و آخرون يبدعونهم و بعض الإخوة الفضلاء لا يحب التحدث فى مثل هذه الأمور الخلافية (الاجتهادية)سداً لذريعة الشقاق التى قد تحدث و أن الأولى بنا ان نجمع لا نفرق و أنا اتفق معهم ولكن إن كان الكلام أحياناً يجلى الحقيقة بفضل الله عز وجل و من ثم يفيد فى إزالة الشبهات و قطع فتنة التبديع و التفسيق بدون دليل سليم و إن كان منع هذه الفتن من اجل الواجبات للحفاظ على وحدة هذه الأمة أخذت الكتابة –بحيادية –فى مثل هذه المسائل حكم الوجوب أيضاً لما نعلمه من قاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)ودون إطالة فى المقدمة ندخل فى بحثنا على بركة الله
ورد فى مشروعية و فضل الاجتماع على الذكر أحاديث كثيرة منها:
1عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حلق الذكر0رواه الترمذى و قال حديث حسن.
2- عن أببي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا لَا أَيْ رَبِّ قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا لَا قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا قَالَ فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُم ْرواه مسلم0
*يقول المباركفورى فى تحفة الأحوذى بشرح جامع الترمذى شارحاً نفس الحديث برواية الترمذى:
فِي الْحَدِيثِ فَضْلُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالذَّاكِرِينَ وَفَضْلُ الِاجْتِمَاعِ عَلَى ذَلِكَ وَأَنَّ جَلِيسَهُمْ يَنْدَرِجُ مَعَهُمْ فِي جَمِيعِ مَا يَتَفَضَّلُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْهِمْ إِكْرَامًا لَهُمْ وَلَوْ لَمْ يُشَارِكْهُمْ فِي أَصْلِ الذِّكْرِ .
*أورد الإمام مسلم هذا الحديث فى باب فَضْلِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وانظر معى حفظك الله إلى منطوق الذكر الذى فعله هولاء القوم (يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ) وبهذه النظرة البسيطة يتضح لنا أنه لا مجال لإنكار مشروعية بل استحباب الإجتماع على التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء.وأسأل هنا سؤالاً كيف عرفت الملائكة أن هولاء القوم يذكرون الله ؟هل أخبرهم الله ؟أم أنهم أخذوا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ حتى وجدوها .و أعتقد من باب البديهية أنهم سمعوهم يذكرون ومعلوم أن السمع يكون إذا جهر المتكلم بكلامه لاإذا أسره فيتضح لنا أنهم كانوا يجهرون بالذكر.
3 – لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس ، أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس ، أحب إلي من أن أعتق أربعة
الراوي: أنس بن مالك – خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] – المحدث: أبو داود – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 3667
وله روايات أخرى منها:
لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من غدوة إلى طلوع الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع رقاب .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 1/54
*يقول البيضاوي فى شرح الحديث الأول: خص الأربعة لأن المفضل عليه مجموع أربعة أشياء ذكر الله والقعود له والاجتماع عليه والاستمرار به إلى الطلوع أو الغروب
* وقال الطيبي : ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله) ظاهره وإن لم يكن ذاكرا لأن الاستماع قائم مقام الذكر وهم القوم لا يشقى جليسهم (من) بعد (صلاة العصر إلى أن تغرب.انتهى كلام الطيبى. أقول كيف يكون الإستماع للذكر إن لم يكن جهراً؟
4-ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير .
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 583
&أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره : أن رفع الصوت بالذكر ، حين ينصرف الناس من المكتوبة ، كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . وقال ابن عباس : كنت أعلم إذا إنصرفوا بذلك إذا سمعته .
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
فى فتح البارى لإبن رجب يقول:
، وقد دل حديث ابن عباسٍ على رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة المفروضة ، وقد ذهب الى ظاهره أهل الظاهر ، وحكي عن أكثر العلماء خلاف ذلك ، وأن ألافضل الإسرار بالذكر ؛ لعموم قوله تعالى : { وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً } [الأعراف :205] وقوله تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } [الأعراف :55] ، ولقول النَّبيّ – صلى الله عليه وسلم – لمن جهر بالذكر من أصحابه : (( إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً )) .
وحمل الشافعي حديث ابن عباسٍ هذا على أنه جهر به وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر ؛ لا أنهم جهروا دائماً . قال : فأختار للإمام والمأموم أن يذكروا الله بعد الفراغ من الصلاة ، ويخفيان ذلك ، إلا أن يكون إماما يريد أن يتعلم منه ، فيجهر حتى يعلم ، أنه قد تعلم منه ، ثم يسر .وكذلك ذكر أصحابه .وذكر بعض أصحابنا مثل ذلك – أيضاً.ولهم وجهٌ آخر : أنه يكره الجهر به مطلقاً .
وقال القاضي أبو يعلى في ((الجامع الكبير )) :ظاهر كلام أحمد : أنه يسن للإمام الجهر بالذكر والدعاء عقب الصلوات بحيث يسمع المأموم ، ولا يزيد على ذلك .
وذكر عن أحمد نصوصاً تدل على أنه كان يجهر ببعص الذكر ، ويسر الدعاء ، وهذا هو الأظهر ، وأنه لا يختص ذلك بالإمام ؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين -أيضاً.
ويدل عليه – أيضاً – : ما خَّرجه مسلمٌ في ((صحيحه )) من حديث ابن الزبير ، أنه كان يقول في دبر كل صلاةٍ حين يسلم : ((لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون )) ، وقال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يهل بهن في دبر كل صلاةٍ .ومعنى : ((يهل )) . يرفع صوته ، ومنه : إلاهلال في الحج ، وهو رفع الصوت بالتلبية ، واستهلال الصبي إذا ولد .
وقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يجهرون بالذكر عقب الصلوات ، حتى يسمع من يليهم :
فخَّرج النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) من رواية عون بن عبد الله بن عتبة ، قال صلى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاص ، فسمعه حين سلم يقول : ((أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلاب والاكرام )) ، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر ، فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك ، فضحك الرجل ، فقال له ابن عمر : ما أضحكك ؟ قال : إني صليت إلى جنب عبد ا وأما النهي عن رفع الصوت بالذكر ، فإنما المراد به : المبالغة في رفع الصوت ؛ فإن أحدهم كان ينادي بأعلى صوته : ((لا إله إلا الله ، والله اكبر )) فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم – : ((أربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً )) ، وأشار إليهم بيده يسكنهم ويخفضهم .وقد خرّجه الإمام أحمد بنحو من هذه الألفاظ.
انظر حفظك الله فى هذا الحديث و اقوال العلماء فى الجهر بالذكر عقب الصلوات فمنهم من:
* اِسْتَحَبَّهُ مثل اِبْن حَزْم الظَّاهِرِيّ
*ومنهم من جعله للتعليم فَيَجْهَر الإمام حَتَّى يَعْلَم أَنَّهُ قَدْ تُعُلِّمَ مِنْهُ ، ثُمَّ يُسِرُّ.وهذا رأى الشافعى
*ولأحمد روايتان أحدهماأنه يسن للإمام الجهر بالذكر والدعاء عقب الصلوات بحيث يسمع المأموم ، ولا يزيد على ذلك .
والأخرى أنه كان يجهر ببعص الذكر ، ويسر الدعاء ، وهذا هو الأظهر ، وأنه لا يختص ذلك بالإمام ؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين -أيضاً.
والخلاصة أن فى الأمر اختلافاً هذا فى الذكر بعد الصلوات المكتوبة و يعتبر أكثر الأقوال احتراساً هو قول الشافعى الذى قيد الجهر بالذكر عقب الصلوات بتعليم الإمام للمأمومبن.
***وهنا يجرنى هذا الحديث إلى ذكر حادثة واقعية يفعلها البعض –وبإصرار- كل عام وتحديداً فى شهر رمضان ,وأذكر هذا الفعل لأنه من أرض الواقع و كثيراً ما يحدث و يثير أزمات بل ومنازعات و تبديع ومن لا يصدقنى فليأت فى عشر رمضان الأواخر وتحديداً قبل المغرب و بعد الفجر أى فى أوقات أذكار الصباح و المساء. و الحادثة هى أن البعض يتجمع عقب صلاة الصبح وقبيل صلاة المغرب لقراءة أذكار الصباح و المساء بدون إصرار على صيغة معينة تارة سراً و تارة جهراًو أو أحدهم يجهر و يسر الآخرون أو الجميع يذكرون فى صوت خافت فنرى رد الفعل من بعض الإخوة الفضلاء(السلفيين غالباً) بنصح نادراً ما يكون رقيقاً بأن هذا بدعة ولا يجوز و يحدث ما يريده الشيطان من الفرقة وتكثر المجادلات التى لا تكون غالباً على أساس علمى…. أنا هنا أدعو الجميع لدراسة الأمر برفق و بحيادية و بتأصيل علمى دون الخوض فى دائرة التبديع التى لا مغنم منها إلا الشحناء فى الدنيا والحساب فى الآخرة وأنا لا أشكك فى نواياالإخوة الأفاضل الذين ينكرون حلق الذكر الجماعى وأعتقد أن هذا الإنكار نابع من إخلاصهم وحرصهم على السنة ولكن أقول لهم وبكل رفق هذا لا يكفى بل لابد معه الأسلوب الرفيق و التأصيل العلمى السليم
ونعود إلى حديث ابن عباس رضي الله عنه و أحوط الآراء فيه هو الشافعى الذى قيد الجهر بالذكر عقب الصلوات بتعليم الإمام للمأمومبن.
وأسأل هنا سؤالاً:إذا اجتمعنا فى أوقات أذكار الصباح و المساء لترديدها فى أوقاتها المشروعة وهى غالباً تكون بغرض دعوى و تعليمى فيجهر شخص بالذكر كى يتعلمه الناس ….هل فى ذلك بدعة؟لاحظ:عدد المصلين لفريضة الصبح يصل لآلاف فإذا خرجنا من هذا الشهر الكريم بتعليم هذا العدد أذكار نبيهم أليس فى هذا خير ُ كبير؟؟؟
وإذا كان الذكر مشروعاً و الإجتماع عليه كذلك وبغرض التعليم غالباً وفيه يجهر شخص واحد و يردد الباقى سراً ………….فأين البدعة إذن؟و حتى إن لم يكن بغرض التعليم أو ليس أوقات أذكار الصباح و المساء فليس ببدعة أيضاً لأن عموم الأحاديث التى ذكرناها تدل على أن الذكر عبادة مطلقة لاتقيد بوقت معين أو كيفية معينة أو أذكار معينة
5-عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ
سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.رواه مسلم
يقول ابن حجر: الْأَشْبَه اِخْتِصَاص ذَلِكَ بِمَجَالِس التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا وَالتِّلَاوَة حَسْب ، وَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَة الْحَدِيث وَمُدَارَسَة الْعِلْم وَالْمُنَاظَرَة فِيهِ مِنْ جُمْلَة مَا يَدْخُل تَحْت مُسَمَّى ذِكْر اللَّه تَعَالَى .
وقال أيضاً: أَيْ كَرَوْضَةٍ مِنْ رِيَاض الْجَنَّة فِي نُزُول الرَّحْمَة وَحُصُول السَّعَادَة بِمَا يَحْصُل مِنْ مُلَازَمَة حِلَق الذِّكْر لَا سِيَّمَا فِي عَهْده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أقول كيف يحتج المانعون بأن الرسول لم يفعله فهل يسكت الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على باطل؟!
6-عن أ َبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي
وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ.رواه مسلم
انظر حفظك الله:اقرار من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ+الله عز و جل يباهى بهم الْمَلَائِكَة فهل بعد ذلك انكار للمشروعية؟!
ولكن مع هذه الأحاديث يقول البعض بمنع حلق الذكر ويستدلوا بالآتىـ
1-أن حلقات الذكر المقصود بها قراءة القرآن و مدارسة العلم الشرعى أما الذكر (تسبيح و تهليل و تحميد فهو بدعة ولم يفعله الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الرد*-:إذا درسنا مبحث المطلق و المقيد فى علم الأصول يسهل الرد على هذا الإستدلال بأن هذا تقييد من غير مقيد بل أن الأحاديث إما جاءت مطلقة أو جاء فيها ذكر التسبيح والتحميد و التهليل(انظر حديث الملائكة السيارة) فكيف نقصر الذكر على نوعين فقط ونغفل التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل و الإستغفار والصلاة على النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحوقلة(قول لا حول ولا قوة إلا بالله) و الدعاء.
*كيف يستدل بأن الرسول . صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقم بحلق الذكر وهو الذى روى عن رب العزة حديث الملائكة السيارة وهو الذى حض على المشاركة فى حلق الذكر بقوله فارتعوا وسماها رياض الجنة بل بشرهم بأن الله يباهى بهم الملائكة فإذا كانت بدعة لماذا فعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل هذا؟!
ولنعلم جميعاً ان هناك نوع من السنة اسمه سنة تقريرية وفيها لا يلزم أن يفعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشىء حتى يلقب العمل بأنه سنة بل يكفى اقراره و موافقته عليه.
2-وقالوا أيضاً بأن الأصل فى الذكر هو السر أما الجهر فهو بدعة.
الرد*-:وهنا أعرض كلاماً قيماً للعلامة النووى الذى أورده ابن حجر الهيتمى فى الفتاوى الفقهية الكبرى ج2ص 169
سُئِلَ ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَّا اعْتَادَهُ الصُّوفِيَّةُ مِنْ عَقْدِ حِلَقِ الذِّكْرِ وَالْجَهْرِ بِهِ فِي الْمَسَاجِدِ هَلْ فِيهِ كَرَاهَةٌ ؟ ( فَأَجَابَ ) بِقَوْلِهِ : لَا كَرَاهَةَ فِيهِ ، وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ أَحَادِيثَ اقْتَضَتْ طَلَبَ الْجَهْرِ نَحْوَ : { وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْته فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ } رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَاَلَّذِي فِي الْمَلَإِ لَا يَكُونُ إلَّا عَنْ جَهْرٍ ، وَكَذَا حِلَقُ الذِّكْرِ وَطَوَافُ الْمَلَائِكَةِ بِهَا ، وَمَا فِيهَا مِنْ الْأَحَادِيثِ فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْجَهْرِ بِالذِّكْرِ .
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيّ : { مَرَّ بِرَجُلٍ يَرْفَعُ صَوْتَهُ ، قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَائِيًا ، قَالَ : لَا وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ وَأُخْرَى اقْتَضَتْ طَلَبَ الْإِسْرَارِ ؛ } بِأَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَحْوَالِ ، كَمَا جَمَعَ النَّوَوِيُّ – رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى – بِذَلِكَ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ الطَّالِبَةِ لِلْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ وَالطَّالِبَةِ لِلْإِسْرَارِ بِهَا ؛ فَحِينَئِذٍ لَا كَرَاهَةَ فِي الْجَهْرِ بِالذِّكْرِ أَلْبَتَّةَ ؛ حَيْثُ لَا مُعَارِضَ بَلْ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ إمَّا صَرِيحًا أَوْ الْتِزَامًا ، وَلَا يُعَارِضُ ذَلِكَ خَبَرَ الذِّكْرِ الْخَفِيِّ ، كَمَا لَا يُعَارَضُ أَحَادِيثُ الْجَهْرِ بِالْقُرْآنِ بِخَبَرِ { السِّرُّ بِالْقُرْآنِ كَالسِّرِّ بِالصَّدَقَةِ } ، وَقَدْ جَمَعَ النَّوَوِيُّ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ الْإِخْفَاءَ أَفْضَلُ حَيْثُ خَافَ الرِّيَاءَ أَوْ تَأَذَّى بِهِ مُصَلُّونَ أَوْ نِيَامٌ .
وَالْجَهْرُ أَفْضَلُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ فِيهِ أَكْثَرُ ؛ وَلِأَنَّ فَائِدَتَهُ تَتَعَدَّى لِلسَّامِعِينَ ؛ وَلِأَنَّهُ يُوقِظُ قَلْبَ الْقَارِئِ وَيَجْمَعُ هَمَّهُ إلَى الْفِكْرِ وَيَصْرِفُ سَمْعَهُ إلَيْهِ وَيَطْرُدُ النَّوْمَ وَيَزِيدُ النَّشَاطَ ؛ فَكَذَلِكَ الذِّكْرُ عَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ .
وقَوْله تَعَالَى : { وَاذْكُرْ رَبَّك فِي نَفْسِك } الْآيَةَ أُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّهَا مَكِّيَّةٌ كَآيَةِ الْإِسْرَاءِ { وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِك وَلَا تُخَافِتْ بِهَا } وَقَدْ نَزَلَتْ حِينَ كانصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ فَيَسْمَعُهُ الْمُشْرِكُونَ ؛ فَيَسُبُّونَ الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ ، فَأُمِرَ بِتَرْكِ الْجَهْرِ ؛ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ كَمَا نُهِيَ عَنْ سَبِّ الْأَصْنَامِ كَذَلِكَ ، وَقَدْ زَالَ هَذَا الْمَعْنَى ، أَشَارَ لِذَلِكَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ ، وَبِأَنَّ بَعْضَ شُيُوخِ مَالِكٍ وَابْنِ جَرِيرٍ وَغَيْرِهِمَا حَمَلُوا الْآيَةَ عَلَى الذِّكْرِ حَالَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَأَنَّهُ إنَّمَا أُمِرَ بِالذِّكْرِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ ؛ تَعْظِيمًا لِلْقُرْآنِ أَنْ تُرْفَعَ عِنْدَهُ الْأَصْوَاتُ ، وَيُقَوِّيه اتِّصَالُهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ } .انتهى كلاودم النووى.
3-أو التسليم بكل ما سبق(من أنها سنة تقريرية و صيغتها التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل… وجواز الجهر لكن تمسكوا بمنعها سداً للذريعة حتى لا يعتقد الناس فى حلق الصوفية المسماة بالحضرة ويتجهوا إلى حلق الصوفية التى يبدعونها
والرد هنا من وجوه:
أولاً:ليس كل الصوفية مبتدعين والصوفية اسم لابد له من مسمى حتى تتضح دلالته فهل يقدر أحد على تبديعهم جميعاً؟!
ثانياً:المبتعون من الصوفية يثبتون أذكاراً معينة قد تكون غير مشروعة أصلاً فى أوقات محددة وغالباً تكون مع تمايل شديد و أحياناً رقص بخلاف أذكار الصباح و المساء مثلاً الثابتة بأحاديث صحيحة وردت عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى أوقات أفضلية ثبت إقرار الرسول لها وفعل الصحابة رضوان الله عليهم لها بل وفى ظل عدم إنكار من أى أحد.
ثالثاً:لتطبيق قاعدة سد الذريعة شروط ذكرهاعلماء الأصول ومنها:
*أن تفضى هذه الذريعة إلى مفسدة غالباً لا نادراً*أن تكون مفسدتها أرجح من مصلحتها*أنه إذا توفر الشرطان السابقان يكون المنع بين الكراهة و التحريم لا على التحريم و التبديع مطلقاً
وبنظرة قصيرة إلى هذه الشروط ثم إلى حال هذه الحلق نجد أن الشروط غير منطبقة على حلق الذكر لأن مصلحتها أكبر بكثير من مفسدتها –إن وجدت- وأذكر هنا قول الإمام الدهلوى فى حجة الله البالغة :أقول قد جربنا أن التراص فى حلق الذكر سبب لجمع الخاطر ووجدان الحلاوة فى الذكروسد الخطرات….ثم قال:والشيطان يدخل كلما انتقص شىء من هذه المعانى
ثم هل يذكر لى أحد من من الذين قعدوا معنا يذكرون الله بالطريقة التى بيناها ترك هذه المجالس وذهب إلى مبتدعى الصوفية و شاركهم فى التمايل و الرقص و أعتقد أنه إذا حدث ذلك سنتوقف عن مجالس الذكر على الفور لحين انتهاء هذه الفتنة لأن هذا هو التطبيق لقاعدة سد الذريعة التى تقصدونها أما فى حالتنا هذه فالأولى هو فتح الذرائع لا سدها.
أو4- حديث الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود_وهذا من وجهة نظرى الدليل الوحيد الجدير بالمناقشة_ونص الحديث
أخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا : لاَ ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ : فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ : إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ – قَالَ – رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ : كَبِّرُوا مِائَةً ، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً ، فَيَقُولُ : هَلِّلُوا مِائَةً ، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً ، وَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ : أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ. قَالُوا : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ. قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ : رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ رواه الدارمى فى سننه باب فى كراهية أخذ الرأى ج1ص233.
وهذا الحديث صححه الشيخ الالبانى رحمه الله ولكن هناك وقفات مع هذا الحديث أولاها فى السند وهى لأخى العزيز الأزهرى الأصلى نقلاً عنه
أولاً : الكلام فى السند مع الأزهرى الأصلى:
ما سبق عبارة عن قصة وحديث , الحديث أخرج من طرق أخرى منجبرة
ولكن القصة لم ترد إلا بهذا السند من طريقين عند الدارميما سبق عبارة عن قصة وحديث , الحديث أخرج من طرق أ ( 1 / 68 – 69 ) وبحشل في ” تاريخ واسط ” ( ص 198 – تحقيق عواد ) وهو ضعيف وبيانه:
الأثر فيه عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني:
قال يحيى بن معين: “ثقة” (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/1/269)
وذكره الحافظ ابن حبان في الثقات (8/480) فقال:
((عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني من أهل الكوفة يروى عن أبيه روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي))
وهناك قولان آخران ليحيى بن معين غير ما سبق فقد قال مرة:
((ليس حديثه بشئ)) (انظر الكامل لابن عدي 5/122 والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 2/233 والميزان للذهبي 4/387)
وقال ((لم يكن يرضي)) (انظر الكامل في الضعفاء 5/122) بالإضافة لقوله الثالث الوارد في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
ومن المعروف أن هناك اختلافات في أقوال يحيى بن معين في الراوي الواحد وقد بحثت في رسائل جامعية كبرى فلا داعي لتكثير الموضوع بها.
والأولى أن يأخذ منها ما وافق أقوال العلماء وهو هنا واضح جداً:
1-فقد ذكره ابن عدي في كتاب خصصه للضعفاء وهو كتاب الكامل في ضعفاء الرجال (5/122) وقال بعد ذكر أقوال من ضعفه:
((وعمرو هذا ليس له كثير رواية ولم يحضرني له شيء فأذكره)).
2- وقال ابن خراش ((ليس بمرضي)) وهو ما نقله ابن حجر في لسان الميزان (4/ 378).
3- وأورده ابن الجوزي في كتابه “الضعفاء والمتروكين” (2/233).
4- وقال الهيثمي في مجمع الزوائد عند الكلام على بعض الأحاديث (3/236):
((فيه عمرو بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف))
فيتلخص أنه لم يوثقه أحد إلا ابن حبان وفي توثيقه نظر بل فيه ضعف وقلة رواية تجعل ضبطه للأحاديث محل نظر.
فترجح أن الحديث ضعيف لأجل عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة.
وممن ضعف الحديث:
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في الحاوي للفتاوي (1/379): ((فإن قلت، فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد. قلت: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض، ذلك عن ابن مسعود قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب ثم رأيت ما يقتضي إنكار الزهد ثنا حسين ابن محمد ثنا المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه))انتهى.
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (1/177): ((وأما ما نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد, وائل قال: هؤلاء فلم يصح عنه بل لم يرد; ومن ثم أخرج أحمد عن أبي الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ; ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه, والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب)).انتهى
وقال الإمام المحدث المناوي في فيض القدير (1/457) : ((وأما ما نقل عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما اراكم إلا مبتدعين وأمر بإخراجهم فغير ثابت . وبفرض ثبوته يعارضه ما في كتاب الزهد لأحمد عن شقيق بن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالسته مجلسا قط إلا ذكر الله فيه)).اهـ
وقال العلامة الألوسي رحمه الله في روح المعاني (6/163) : ((وما ذكر في الواقعات عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما اراكم إلا مبتدعين حتى أخرجه من المسجد لا يصح عند الحفاظ من الأئمة المحدثين وعلى فرض صحته هو معارض بما يدل على ثبوت الجهر منه رضي الله تعالى عنه مما رواه غير واحد من الحفاظ أو محمول على الجهر البالغ))انتهى.
وممن ذهب لتضعيف القصة الدكتور مرزوق الزهراني عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية سابقا في رسالته ((أطيب النشر في تفسير الوصايا العشر)) المنشورة في مجلة الجامعة.
وذهب لضعفه أيضا الدكتور عزت عطية في كتاب “البدع..تحديد موقف الإسلام منها” وناقش المستدلين به.
وبرغم هذا فقد جود إسناده الشيخ حسين أسد في تحقيقه لمسند الدارمي (1/287) وصححه بطرقه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (5/11)!!
لماذا؟؟
قال الشيخ الألباني في تحقيقه للأثر كما في السلسلة الصحيحة (5/11):
((وهو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة ابن الحارث الهمداني كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه ” الجرح و التعديل ” ( 3 / 1 / 269 ) , و ذكر في الرواة عنه جمعا من الثقات منهم ابن عيينة , وروى عن ابن معين أنه قال فيه : ” صالح ” . وهكذا ذكره على الصواب في الرواة عن أبيه))
انتهى كلام الشيخ عن عمرو هذا وفيما قاله نظر .
قلت (الأزهري الأصلي):
أولاً: ابن معين لم يقل عنه صالح كما نقل الشيخ ولكن قال: “ثقة” كما سبق.
ثانياً: لم يرو عنه ابن عيينة كما ذكر الشيخ ولم يذكر في الرواة عنه.
فما منشأ الخطأ؟
أن هناك خطأ ووهماً حدث للشيخ الألباني وهو انتقال نظره من ترجمة صاحبنا “عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة ” إلى الراوي الذي يليه في كتاب ابن أبي حاتم السابق وسأذكر هنا ما جاء في الجرح والتعديل في نفس الصفحة:
((1487- عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني سمع أباه روى عنه ابن ابى شيبة وابن نمير وعبد الله بن عمر وابراهيم بن موسى وعبد الله ابن سعيد الاشج سمعت ابى يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال ذكره ابى عن اسحاق ابن منصور عن يحيى بن معين انه قال عمرو بن يحيى بن سلمة ثقة.
1488- عمرو بن يحيى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموى روى عن أبيه روى عنه ابن عيينة وابو سلمة وعبد الله بن عبد الوهاب لحجبي وابراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن يحيى بن ابى عمر العدنى وسويد بن سعيد سمعت أبى يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال ذكره ابى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال عمرو ابن يحيى بن سعيد القرشى صالح)) انتهى.
فقد وهم الشيخ وانتقل نظره ونقل لنا ترجمة الراوي الثاني غير الموجود بالسند أصلا.فتأمل!!
وادع المقارنة والنظر لكم.
والله تعالى أعلم.انتهى كلام الأزهرى الأصلى
ثانياً: الكلام فى المتن:
إذا سلمنا بصحة هذا الحديث مع أن المانعين لا يقولون بصحة حديث أسماء الذى يجيز إظهار الوجه و الكفين مع العلم بأن الذى صححه هو الشيخ الالبانى أيضاً ,وأعنى بذلك أن الإخوة المانعين يستندون لتصحيح الشيخ الالبانى رحمه الله فى منع حلق الذكر وعندما يستدل البعض بتصحيح نفس الشيخ لحديث أسماء الذى ينص على أن وجه المرأة و كفيها ليسا بعورة نجدهم يصرون على تضعيف هذا الحديث بحجة أن الشيخ أخطأ فهل وصلوا لمرتبة الشيخ فى التصحيح و التضعيف مع أنهم يعدونه محدث العصر ؟؟!!
***هذا الحديث من باب المجمل الذى لم تتضح دلالته فهناك عدة علل يحتمل أن ابن مسعود قال ما قال بسبب أحدها أو بعضها أو كلها ومنها:
1-أن هولاء القوم قاتلوا المسلمين مع الخوارج كما ذكر الراوى: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ إذن فهم أصحاب ضلالة فى الأصل
2-النهى لإستخدامهم الحصى فيأخذ حكم المسبحة فى الجواز على رأى الجمهور
3-.النهى لتخيرهم وقت معين قبل الصلاة ويداومون على هذه الحلقة بهذه الكيفية فى وقت تخيروه هم واعتقدوا أفضليته
4-النهى لجهر الرجل بقوله لهم كبروا مائة و سبحوا مائة …وهذه علة ضعيفة جداً لأنها بمثابة قول البعض (أذكر الله)جهراً بل كيف يوصى الأنسان غيره سراً.
5-النهى لجهرهم بالذكر …وهذا غير مسلم لأنه لا دليل على جهرهم هم بالذكر فمحتمل أنهم كانوا يذكرون سراً.
6-النهى لإسرارهم بالذكر و هذا أيضاً غير مسلم للسبب السابق كما أنهم لو أسروا فبذلك قد أتو بالطريقة المشروعة على قول المانعين وعندئذِ أعتقد أن حجة المنع ستكون الإجتماع على الذكر….وهنا أرد وبكل هدوء برجاء مراجعة أحاديث الإجتماع على حلق الذكر المذكورة من قبل.
7-النهى بسبب التزام عدد معين ليس له أفضلية.. وها هو حديث يثبت فضل العدد مائة مع نوعى الذكر المذكورين فى حديث إبن مسعود
- أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله دلني على عمل فإني قد كبرت وضعفت وبدنت فقال كبري الله مائة مرة واحمدي الله مائة مرة وسبحي الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله وخير من مائة بدنة وخير من مائة رقبة
الراوي: أم هانئ بنت أبي طالب - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3087
- والاحاديث كثيرة فى أفضلية العدد مائةفى الذكر لا مجال لسردها هنا
8-النهى لأن سيدنا عبدالله إبن مسعود من مذهبه كراهية العدد ودليل ذلك مارواه إبن أبى شيبة:قال: من كره عقد التسبيح (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته..إذن قد يكون هذا إجتهاد من الصحابى الجليل وكما هو معلوم فى علم الأصول أن اجتهاد الصحابى محل خلاف بين العلماء وخصوصا إذا تفرد بهذه الفتوى معارضاًجمعاً آخر من الصحابة بل معارض بإقرار من الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وليس المجال هنا عرض حوادث كثيرة لم يتم العمل فيها بقول الصحابى لمعارضته بقول لاخرين أو سنة صحيحة فضلاًعن هذه الأحتمالات التى بُنى النهى عليها فضلاً عن الإضطراب فى سند الحديث
*دعونا أيها الأحباب نحرر بعض القواعد:
1- مشروعية الإجتماع على الذكر
2-نوعية الذكر الذى ورد فى الأحاديث الصحيحة هى التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل و هنا أذكرك أيها القارىء الكريم بكلام ابن حجر: الْأَشْبَه اِخْتِصَاص ذَلِكَ بِمَجَالِس التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا وَالتِّلَاوَة حَسْب ، وَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَة الْحَدِيث وَمُدَارَسَة الْعِلْم وَالْمُنَاظَرَة فِيهِ مِنْ جُمْلَة مَا يَدْخُل تَحْت مُسَمَّى ذِكْر اللَّه تَعَالَى .
نفهم من كلام ابن حجر و من منطوق الأحاديث أن الأصل فى حلق الذكر هو التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا وَالتِّلَاوَة و يلحق بهولاء مدارسة العلوم الشرعية .وكثيراً ما سمعت من الإخوة الفضلاء أن الأصل فى حلق الذكر هى مدارسة العلم الشرعى(فقه و حديث و عقيدة…)
وأنا اتفق معهم فى مشروعية الإجتماع على مدارسة العلم الشرعى وإن شاء الله لهم ثواب مجالس الذكر الذى ورد فى الأحاديث .
ولكن بالطبع أختلف معهم فى حصر مجالس الذكر على ذلك فقط للآتى:
*كيف نجعل الأصل وهو( التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَنَحْوهمَا)فرعاً ونجعل الفرع وهو مدارسة العلم الشرعى أصلاً؟!
*نفترض أن الأحاديث جاءت كلها مطلقة دون النص على أى نوع من الذكر فلماذا تقيدون الذكر وهو مطلق بنوع معين (مدارسة العلم الشرعى وَالتِّلَاوَة فقط) ثم تقيدون الذكر بطريقة معينة(الإسرار دون الجهر ) ثم تقيدون الذكر بحالة معينة (الإنفراد دون الإجتماع)
فأستحلفكم بالله تصدقوننى القول أين نذهب بكل هذه الأحاديث الصحيحة ؟؟ أم هى منسوخة لا يجوز العمل بها أم ماذا بالضبط؟!
وأكرر أن الأحاديث التى وردت فى مجالس الذكر كان الذكر فيها هو التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل وفى حلقات أى مجموعات و المتبادر للذهن والأولى أنه كان جهراً والمدعوم أيضاً بتعليقات العلماء الأفاضل مثل النووى و الطيبى وغيرهما .
والآن لابد من سؤال للإخوة المانعين ولابد له من إجابة محددة:إذا أصررتم على عدم مشروعية الجهر بالذكر فى مجالسه إذن فالإسرارهو المشروع –على رأيكم- فلا بأس فذاك رأيكم وطريقة الذكر ليست جهراً قطعاً فلن أتمسك بهذه النقطة . بقى لنا أمر محير هل عقدتم ولو لمرة واحدة حلقة للذكر( التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل) سراً وهذا هو الحد الأدنى من الأحاديث المتفق عليه بين أهل العلم أم أن نتيجة اجتهادكم هو إلغاء هذه السنة و عدم فعلها أبداً؟!!!!
*من المعلوم عند الفقهاء و الأصوليين بل عند جميع أهل العلم أن ترك المندوب يلام عليه المرء ويكره أن يهمل المرء سنة معينة لا يأتى بها طوال حياته أما أن الذى لا يأتى بالسنة يخطىء الذى يأتى بها فذلك أعجب شىء بل ولا يكتفى بذلك بل ينكر عليه بل والطامة الكبرى يبدعه . فإذا نصحناكم –بالحسنى –أن تأتوا بهذه السنة الغائبة عندكم وقوبلت هذه النصيحة بالإعراض فلن نغضب فهذا رأيكم أما أن تنقلب الأمور فيصبح تارك العبادة المشروعة هو الذى يخطىء و ينكر و يبدع الذى ياتى بهذه العبادة دون دليل قوى فهذا والله هو الأعجب والمرفوض شرعاً و عقلاً.
.خاتمة: أتوجه بسؤال- يعلم الله نيتى فيه أنها له سبحانه – للإخوة الفضلاء الذين ينكرون دائماً على عاقدى حلق الذكر (بالطريقة التى بيناها) وهو أنتم معروفون باتباعكم للسنة و حلق الذكر تكرر ذكرها فى أحاديث كثيرة وحتى إن لم تتواتر لفظاً فإنها قاربت التواتر المعنوى وخصوصاً عند من لم يشترط عدداً معيناً للتواتر فضلا عما تحدثه هذه الحلق من تجديد الإيمان ومن غرس معانى التعاون على البر و التقوى وإبعاد الشيطان عن الصف المسلم فلماذا يا إخوتى تركتم هذه السنة (سنة الإجتماع على التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء…) مثلما كان يفعل صحابة رسول الله . صلى الله عليه وسلم وتطبيقاً لأحاديث وردت عنه صلى الله عليه وسلم تحثنا على ذلك وإن كان لكم رؤية شرعية معينة مصحوبة بأدلة معتبرة على بدعة الجهر مجتمعين مثلاً فهل فعلتموه سرأ ؟!وإن لم تفعلوا فأتساءل هل لشبهة البدعة أم لتفضيل أعمال أخرى فى نفس الوقت مع العلم بأن التعارض قد يحدث مرة أو بضع مرات لا لسنوات طوال فأنا أدعوكم أيها الإخوة الأحباب لعقد هذه الحلق بالصورة المشروعة التى تقررونها أنتم وتطمئن إليها أنفسكم سراً أو جهرأ أو تارة و تارة أو محددة بذكر معين لوقت معين أو لغير وقت معين أو ذكر غيرمعين أو أحدكم يجهر و الآ خرون يسرون إلى غير ذلك من الطرق المشروعة إن شاء الله.
وإذا كنت أحثكم على التمسك بهذه السنة فمن باب أولى أناشدكم عدم الإنكار و التبديع- وما يترتب عليه من شحناء- على من يأتى بهذه السنة, وإن كان هناك عدم اقتناع بعدم مشروعية حلق الذكر فليكن أمرنا إذن تخطئة دون أنكار فى جو من الود و المحبة فى الله ولنعلم أيها الأحبة أن الخلاف الفقهى لا يخرج عن ثلاث مراحل لو فهمناها جيداً ما حدثت منازعات أو شقاق أبداً ألا وهى:
1-أسباب الخلاف:وهى أدلة كل فريق المعتبرة التى يراها صحيحة المبنية على قواعد أصولية وفقهية سليمة والتى يختلف تطبيق كل فريق لها و أسباب الخلاف كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
2-فقه الخلاف: وهو أن ياخذ كل فريق بما يراه صحيحاً استناداً إلى قواعد الترجيح الصحيحة.
3-أدب الخلاف :وهو ألا ينكر كل فريق على الآخر ما ارتضاه من الآراء الفقهية ولا يبدعه أو يفسقه أو يرميه بالخلل فى العقيدة
ولنتأسى بالإمام الشافعى الذى قال رأيى صواب يحتمل الخطأ و رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب و الذى قال عن أبى حنيفة:
الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة وقال أيضاً مِنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي الْفِقْهِ فَلْيَنْظُرْ إلَى كُتُبِ أَبِي حَنِيفَةَ. هذا على الرغم مما هو معروف بين أهل العلم من الإختلافات الكثيرة بين الإمامين الجليلين.
أدعو الله عز و جل أن يجعل هذا البحث فى ميزان كاتبه و قارئه إن شاء الله.