"ان الله كتب الاحسان على كل شىء "
مقدمة :
قد يتساءل البعض ما حاجة السفينة العظيمة التى مضى عليها عشرات الاعوام بين امواج بحر الحياة ..تدعو الانام للمنهج الربانى ...وتعمل بخطى ثابتة وعلى طريق معلومة خطواتة مرسومة ملامحة محددة مراحلة .... لا لبس فى عقيدتها ومنهجها ولا التواء
لكن التصور ...ان فعل الزمان فى مفاهيم البشر لا يقل عن فعلة فى هيكل السفينة ..
فينسى بعض الناس احيانا لم ابحروا .. وما هى فنون وقواعد الابحار ويعتمد على ميلادة بداخل السفينة واكتفاؤة بالطريقة الواحدة التى رآها ...فى حين ان الاباء كانوا يملكون الوانا شتى من الفنون والمهارات ...ولو تبدلت احوالهم وتغير مجتمعهم لاستخدموا من ادواتهم ما يناسب حالهم
لكن حالهم لم يقتضى استخدام الا بعضها ... فورث بعض ابنائهم ..اسلوب (الطريقة الوحيدة ) ونسوا ان هذا الدين قديم جديد ... لا يبلى قديمة بقصور المفاهيم ..ولا ينبت جديدة بعيدا عن الاصول والثوابت ..
فكانت الحاجة الى ضبط المفاهيم والسمات بما يوافق سمات هذا الدين اصلا معيارا ودليلا على جودة الفكرة وجودة حاملها ..ولا نملك الا ان نشير اليها كما وردت فى ظلال سورة الانفال .. بأشارات مجملة
السمة الاولى : الواقعية الجدية فى منهج هذا الدين ... فهو حركة تواجة بشرا ..وتواجهة بوسائل مكافئة لوجودة الواقعى .. انها تواجة جاهلية اعتقادية تصورية..تقوم عليها انظمة واقعية عملية تساندها سلطات ذات قوة مادية ..ومن ثم تواجة هذة الحركة الاسلامية هذا الواقع بما يكافئة ...تتحرك لاخراج العباد من العبودية للعباد الى عبودية رب العباد ....
السمة الثانية فى منهج هذا الدين ...الواقعية الحركية ..فهى حركة ذات مراحل .. كل مرحلة لها وسائلها المكافئة لمقتضياتها وحاجاتها الواقعية .. وكل مرحلة تسلم للمرحلة التى تليها ... فهو لا يقابل الواقع بنظريات مجردة ... كما انة لا يقابل هذا الواقع بوسائل متجمدة ... والذين يسوقون النصوص القرآنية للاستشهاد بها على منهج هذا الدين ولا يراعون هذة السمة فية ..ولا يدركون طبيعة المراحل التى مر بها المنهج ... وعلاقة النصوص بكل مرحلة منها ...انما يخلطون خلطا شديدا ويلبسون منهج هذا الدين لبسا مضللا ويحملون النصوص مالا تحتملة المبادىء والقواعد النهائية..ويحسبون انهم يسدون الى هذا الدين جميلا ... بتشبثهم بظاهر النصوص واصرارهم على تقييد مساحات الفكر والحركة والاجتهاد بدعواهم وتعيينهم انفسهم حراسا للدين ...ويتحركون وهم مهزومون روحيا وعقليا تحت ضغط الواقع اليائس لذرارى المسلمين الذين لم يبق لهم من الاسلام الا العنوان .
السمة الثالثة من سمات هذا الدين :. هى ان هذة الحركة الدائبة والوسائل المتجددة ..لا تخرج هذا الدين عن قواعدة المحددة ولا عن اهدافة المرسومة
السمة الرابعة من سمات هذا الدين :.هى ذلك الضبط التشريعى للعلاقات بين المجتمع المسلم وسائر المجتمعات الاخرى ..إن هذا الربط بين سمات هذا الدين وبين سمات من يتحرك بة هو امر واجب ومنطقى ولازم التحقيق والتطبيق .. ليس فقط لإعلاء كلمة الدين فى الدنيا ... ولكن ..ليظل الافراد على مهمتهم الاصيلة بتعمير هذة الدنيا بكلمة هذا الدين .. والابداع والتطوير فى هذا الاعمار والاعلاء ..لا بد لة من تطوير وتأكيد وضبط لجودة وتكوين هذا الفرد (اللبنة المؤسسية ) ..
إن حاجتنا الى تاسيس الاصول والمفاهيم الصحيحة فى عملية تربية الفرد.. لا تقل اهمية عن عملية التطوير وتحسين الاداء وربما لا يبداء التطوير الا من نقطة التاسيس والتاصيل الصحيح
الجودة تبداء من الداخل :
حين نتحدث عن الجودة يتبادر الى الاذهان ما يتعلق بالصناعة والتجارة... وقد نجد من يتعجب من ضرورة اعتماد الدعوة حركيا لهذا المبداء .. الذى هو ضرورية للمؤسسات الخاصة (صناعة، تجارة، زراعة، خدمات، ....). ومؤسسات استثمارية تسعى لاثبات وجودها اقتصاديا وتجاريا .فما حاجة مؤسسة دعوية لهذا المبداء !..
الجواب يكمن في أن الدعوة لم تعد فقط مكانا" لانتساب الافراد و الدعاة ودوائرهم و لإصدار حملات دعوية سياسية او قيمية او ايمانية ، بل تعدى دور الدعوة ذلك، تماشيا" مع التطور العالمي، ليشمل:
1-تقديم ابناء الدعوة كنماذج شخصية مميزة تصلح لحمل الدعوة فى هذا الزمان بكل متغيراتة وتحدياتة ومتطلباتة ( ومنتج تربوى ) يحمل المواصفات (اصيل &متطور) وخالى من عيوب الصناعة }تعبير مجازى { غير متقولب او متجمد او مموة او غير متخصص...الخ
1-تقديم بديل سياسى وطرح برامج تحمل مضمون شعار "الاسلام هو الحل " عمليا
2-نظرا لطبيعة المرحلة التى تتطلب انفتاحا على المجتمع فأصبح من الضرورى تقديم بديل اعلامى ناجح ومؤثر . ومكافىء لشراسة الحرب الاعلامية على الاسلام .
3-ضرورة التعامل مع مشكلات الافراد مع مجتمعاتهم ..وفتح مسارات جديدة .
4-ضرورة تطبيق نظم الجودة الادارية بشكل متخصص واكثر دقة لتلافى سيل المشكلات التى بدأت تتردد ما بين شكوى خفية ومعلنة .(والتى تعتمد على جودة الفرد تربويا بالاساس)
5- مسايرة افراد الدعوة لطبيعة تطور العصر كافراد فاعلين ومؤثرين فية ..اخذين بزمام المبادرة فية بشكل ايجابى واعلامى .. وعدم الاعتماد فى ذلك فقط على نشء الدعوة وشبابها .. انما هو ساحتها الواجبة على العاملين فيها .
6- تفعيل دور التدريب بشكل اكاديمى يضمن تحقيق جودة المنتج (كفرد او كعمل ) توفيرا للجهود والطاقات والاوقات والاموال تحت مسمى التدريب ..ولكن بلا مهارات
7- تفعيل مرحلة التقييم وقياس الاثر بشكل متخصص وواضح ..دون الاعتماد على الخبرات والتقارير الانطباعية
8- اعتماد مبداء التقويم الدعوى بشكل متلازم مع متابعات الاعمال (تربوية او دعوية )
9- تقديم المساعدة لجميع الافراد بشكل هيكلى منظم وميسر لحل مشكلاتهم فى وقتها دون ارجاء
10- استيعاب الطاقات والمواهب الدعوية الشابة المنضبطة فى مسارات تدعم العمل الدعوية وتحفظ لهذة الطاقات نشاطها .. دون ارجاء او تعطيل .
نظام الجودة وهدفة :-
-يساعد نظام إدارة الجودة على ضمان جودة المنتج المطلوب(افرادا او اعمالا) والحصول عليه على الدوام بنفس مستوى الجودة الذي تم تحديده من قبل المؤسسة ليلائم المواصفات والتحديات العالمية .
-تعرف الجودة كما يلي:
"مجموعة الصفات المميزة للمنتج (أو النشاط أو العملية أو المؤسسة أو الشخص) والتي تجعله ملبياً للحاجات المعلنة والمتوقعة أو قادراً على تلبيتها" وبقدر ما يكون المنتج ملبياً للحاجات والتوقعات، نصفه منتجاً جيداً أو عالي الجودة أو رديئاً،
من التعاريف الأخرى للجودة:
§ الجودة هي الملاءمة للاستعمال أو الغرض.
§ الجودة هي المطابقة للمتطلبات أو المواصفات.
§ الجودة هي مدى كفاءة المنتج وطرحة للمنافسة عالميا واقليميا .
إن الهدف الرئيسي للجودة هو إنجاح منتجات المؤسسة(افرادا او اعمالا ) واستعدادها للتحديات سواء كان اقليميا او عالميا وعلى كافة المسارات والمراحل .."تربوية – اعلامية –سياسية –مجتمعية ". ويتم حشد كل الجهود في المؤسسة لتحقيق هذا الهدف.
الجودة : وجهة نظر اسلامية بالأساس
محاولة الاستفادة من التطورات العلمية الحديثة أمر يطلبه الإسلام ويرغب فيه بل ويحث عليه انطلاقا من أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها ولكن لا بد من تحقيق أمرين :
"الأمر الأول: المعرفة الكاملة بالأصول الثقافية الغربية لما نريد نقله واقتباسه.
الأمر الثاني : المعرفة الكاملة بأصولنا الثقافية للموضوع الذي نريد نقله واقتباسه. "
وبهذا تصبح المفاهيم المقتبسة من الحضارات المعاصرة ذات دلالة واضحة في منهجيتنا.
" ومن أهم المفاهيم الإسلامية ذات العلاقة بالجودة الشاملة :
1. مفهوم الإحسان :
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْقال تعالى : إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ( الملك:2) وقوله تعالى: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ( النحل : 90) ، وبالرجوع إلى المعاجم تبين أن الفعلبِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ أحسن: فعل الحسن والأفعال الحسنة تشمل جميع المجالات دون استثناء، فالإحسان يتطلب من المسلم الإحسان في كل قول وكل عمل يقوم به والإتيان به على أحسن وجه ممكن ، وبتأمل الآية تبين أن ورود لفظ "عمل" كنكرة يفيد العموم لأي عمل صالح يقوم به الإنسان.
وهذا ينطبق مع مفهوم التحسين المستمر في إدارة الجودة الشاملة.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""
2. مفهوم الإتقان :
وهو الإتيان بالعمل على أكمل وجه وبدون قصور فيه ، قال تعالى : صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ
( النمل :88) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) (رواه البيهقي) ، والإسلام عندما يكلف أتباعه بالإتقان في كل عمل يقومون به يجـعل ذلك قدر استطاعتهم قال تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً ۚ إِلاَّ وُسْعَهَا}( البقرة : 286) (التغابن :16)، وبهذا يجعل القيامفَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْوقوله: بالعمل طواعية ،
والإتقان بهذه الدلالة يقوي مفهوم الجودة الشاملة داخل المنظمات الإسلامية.
3. مفهوم العمل الجماعي والتعاون:
يؤكد الإسلام في كل تشريعاته على العمل الجماعي ، فنجد أن جميع العبادات تجمع بين التكليف الفردي والأداء الجماعي وتؤدي إلى تنمية روح الجماعة ، فالخطاب الإسلامي يغلب عليه صيغة الجمع
وفي مشاركة الرسول لأصحابه في حفر الخندق حول المدينة دلالة على بركة التعاون وأثر العمل التعاوني في سرعة الإنجاز ودقته وتأصيلاً لهذا المفهوم،
ولا شك أن هذا يتطابق مع مبدأ مشاركة العاملين في إدارة الجودة الشاملة وضرورة العمل بروح الفريق الواحد المبني على التعاون لتحقيق أهداف العمل .
4. مفهوم المطابقة:
يقول الله تعالى :{ ثُمَّ جَعَلنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِن الَأمر : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنافاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } وقوله فهو رد ) ( رواه مسلم)، فالمطابقة هي ميزان جودة الأعمال في ظاهرها ، ومعيار جودة الأداء وإتقان الممارسة.
وهذا يمثل مبدأ التطابق مع المعايير والمقاييس الموضوعة في نظام إدارة الجودة الشاملة.
5. مفهوم الرقابة :
قال تعالى {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} ( النساء : 1) وقوله تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ( ق: 18) ، "إن الرقابة الإسلامية سواء أكانت داخلية أو خارجية تؤدي للتأكد من تنفيذ الأهداف الموضوعة بصورة دقيقة وفقاً للمقاييس والمعايير والضوابط الشرعية" (الدرادكة،2006م ، ص 35).
وهذا ما يتفق مع مبدأ رقابة الجودة في نظام إدارة الجودة الشاملة.
6. الشعور بالمسؤولية :
انطلاقاً من قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } (المدثر:18) يتولد لدى المسلم شعور بالمسؤولية الكاملة تجاه جميع أعماله وأقواله وجوارحه ، كما قال تعالى: { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} ( الإسراء : 36) ، وقد بين البيلاوي وآخرون(2006م ص 192-193) أنه" تتسع دائرة الشعور بالمسؤولية لدى المسلم من الدائرة الفردية الخاصة بتكميل نفسه وفلاحها إلى الدائرة الأسرية إلى دائرة المجتمع ، إلى دائرة الأمة ويتناسب شعوره بالمسؤولية تناسباً طردياً مع ما أوتي من قوة أو ثروة أو سلطة" ،
وتطبيق الأفراد لهذا المفهوم من أكبر دعائم نجاح إدارة الجودة الشاملة والذي يتفق في أن الجودة الشاملة مسؤولية جميع العاملين.
7. مفهوم الشورى:
قال تعالى : {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} ( الشورى:38) وقوله وشاورهم في الأمر) (آل عمران: 195) ، فقد دعا الإسلام إلى الالتزام بمبدأ الشورى من خلال تشاور الأفراد في اتخاذ القرارات وحل المشكلات ليستخرج من هذا التشاور، أفضل الآراء وأجودها
وهذا المبدأ الإسلامي يتفق مع المشاركة في اتخاذ القرار وحل المشكلات في إدارة الجودة الشاملة.
8. الوقت :
من أهم المبادئ الإسلامية استغلال الأوقات أحسن استغلال ، وقضائها فيما يفيد في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ يقول : ( لن تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتىعَمَلا}ً( الملك : 2) والرسول يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) ( سنن الترمذي)
،فتنظيم الوقت وحسن إدارته واستغلاله من أهم عوامل نجاح إدارة الجودة الشاملة
إلى غير ذلك من المبادئ الإسلامية المتعددة التي تحث على الاستغلال الأمثل لجميع الموارد البشرية والمادية للقيام بعمارة الأرض .
وبطبيعة الحال فإنه لا مجال للمقارنة بين المنهج الرباني والمنهج البشري ، ولكن أن المقارنة هي للتأكيد على حقيقة مهمة مفادها: أن المنهج الإداري في الإسلام هو المعيار والنموذج... المعيار الذي نحتكم إليه لنزن مدى صلاحية ونضج الفكر والنشاط الإداري البشري"
كما أن هناك حقيقتين لا بد من التأكيد عليهما:
الأولى : أن نموذجية النظام الإسلامي لا تلغي أو تقلل من قيمة النشاط البشري وما يتضمنه من نظريات إدارية ما دامت لا تقدح في المنهج الإسلامي أو تتعارض مع أصوله ومبادئه وقيمه.، فقد أثرت هذه النظم والنظريات الفكر الإنساني بإبداعات ونماذج وطرائق تطبيقية.
الثانية: أن المنهج الإسلامي يتميز بالثبات في الأصول والمبادئ والقيم ، ويتميز في نفس الوقت بالمرونة والانفتاح على النظم والنظريات الأخرى قديمها و حديثها للانتفاع بما توصلت إليه.
العلاقة بين الجودة والتربية :
اذا اعتبرنا ان مفهوم التربية يهدف الى : الكفاية والفاعلية
الكفاية بمعنى :الاستخدام الامثل للوسائل التربوية المتاحة وتحقيق الصفات والسمات المطلوبة بافضل الطرق الممكنة
والفاعلية بمعنى : تحقيق الاهداف ..ومنها التحسين المستمر " واستكمال الصفات "
وهذا المعنى يمثل اساسا تعتمد علية فكرة الجودة
فالجودة هي مجموعة الصفات المميزة( للمنتج أو النشاط أو العملية ، أو الخدمة ، أو المؤسسة أو الشخص) وهي التي تجعله ملبيا للحاجات المعلنة والمتوقعة أو قادرا على تلبيتها ، وبقدر ما يكون المنتج ملبياً للحاجات والتوقعات ، نصفه بأنه منتج جيد أو عالي الجودة أو رديء.
وهى مفهوم يركز أساسا على انطباعات السمعة والشهرة للمؤسسة ؛ فالمدارس التي لديها إمكانات كثيرة ، وتسهيلات أحسن غالبا ما تكون أفضل وقادرة على إيجاد منتج أو خريج جيد.
الجودة مفهوم يجب أن يعمل على زيادة فاعلية النظام التربوي والتعليمي من خلال ترقية الثقافة والقيم والاتجاهات وتعزيزها لدى ابناء المؤسسة من خلال تواجدهم بمجتمع معين فى ظروف معينة يعملون لهدف محدد .
الجودة التربوية هى شكل تعاوني في إنجاز الاهداف يعتمد على القدرات والمواهب الخاصة لكل من الإدارة والعاملين ؛ لتحسين الجودة ، والإنتاجية في شكل مستمر عن طريق فرق العمل .
وتعتبر الجودة ثقافة فسلوك فممارسة وتطبيق .
و قد نخلص الى أن في الجودة الشاملة في الإدارة التربوية هي : جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في المجال التربوي ، لرفع مستوى المنتج التربوي ( الطالب ) ، بما يتناسب مع متطلبات المجتمع ، وبما تستلزمه هذه الجهود من تطبيق مجموعة من المعايير والمواصفات التعليمية والتربوية اللازمة ؛ لرفع مستوى المنتج التربوي من خلال تكامل جهود كل العاملين في مجال التربية.وبكافة الوسائل التربوية الممكنة
الجودة في التربية هى ما يجعل التربية بهجة للنفس ومتعة حيث أن البيئة التربوية او المدرسة التي تقدم تربية تتسم بالجودة هي المدرسة التي تجعل طلابها متشوقين لعملية التربية والتعلم مشاركين فيه بشكل ايجابي نشط محققين من خلاله اكتشافاتهم وإبداعاتهم التابعة من استعداداتهم وقدرتهم الملبية لحاجاتهم ومطالب نموهم.ومندمجين بطاقاتهم ومواهبهم داخل المنظومة المؤسسية بشكل ايجابى متفاعل باستمرار
مفهوم الجودة في التربية من التعريفات السابقة هو :
أنها رؤية قيمية دينية بمواصفات معينة تحقق احتياجات مطلوبة ( تطابق ما يصبو إليه المستفيد : المتربى ) ، قابلة للقياس والتقويم ، متغيرة المواصفات ، متطورة ، تَقوّم دوريا ، منضبطة ، لا تكتشف الأخطاء فحسب بل تعمل – دائبة ؛ لمعالجتها لتصل إلى مستوى السلامة من العيوب ، مع قلة التكاليف في الأمرين : الاكتشاف ، والمعالجة . تدار بطريق تعاونية ومجهود جمعي يعمل أفرادها بروح الفريق في كل المستويات : من القمة إلى قاعدة الهرم ، وفي كل العلائق : رأسية ، أو أفقية ، داخلية ، أو خارجية.
الجودة التربوية عملية تحسينها تفاعلي ، مخطط له ، مقوم باستمرار ، ومتابع ، في ظل الاستفادة المثلى من الوقت ، بعيدا عن المهدر أو المفقود ، وبتصور إداري واقعي معتمد على البيانات ، والمعلومات ، والتحليل الإحصائي ، والاتجاهات ، والتفكير ، والبرامج التدريبية.
هي جودة في الهدف ، وجودة في الأداء ، وجودة في المخرج ، تضع أمامها احتياج المجتمع ، وتعمل من منطلق الفعل لا القول في دائرة ظروف الواقع بعيدا عن مطاردة آمال مفترضة.
الجودة في التربية والتعلم هي التي تجعل التربية بهجة ومتعة ؛ بهما يقبل الطمتربى على المدرسة فرحاً ، وينصرف مرغماً.
مقدمة :
قد يتساءل البعض ما حاجة السفينة العظيمة التى مضى عليها عشرات الاعوام بين امواج بحر الحياة ..تدعو الانام للمنهج الربانى ...وتعمل بخطى ثابتة وعلى طريق معلومة خطواتة مرسومة ملامحة محددة مراحلة .... لا لبس فى عقيدتها ومنهجها ولا التواء
لكن التصور ...ان فعل الزمان فى مفاهيم البشر لا يقل عن فعلة فى هيكل السفينة ..
فينسى بعض الناس احيانا لم ابحروا .. وما هى فنون وقواعد الابحار ويعتمد على ميلادة بداخل السفينة واكتفاؤة بالطريقة الواحدة التى رآها ...فى حين ان الاباء كانوا يملكون الوانا شتى من الفنون والمهارات ...ولو تبدلت احوالهم وتغير مجتمعهم لاستخدموا من ادواتهم ما يناسب حالهم
لكن حالهم لم يقتضى استخدام الا بعضها ... فورث بعض ابنائهم ..اسلوب (الطريقة الوحيدة ) ونسوا ان هذا الدين قديم جديد ... لا يبلى قديمة بقصور المفاهيم ..ولا ينبت جديدة بعيدا عن الاصول والثوابت ..
فكانت الحاجة الى ضبط المفاهيم والسمات بما يوافق سمات هذا الدين اصلا معيارا ودليلا على جودة الفكرة وجودة حاملها ..ولا نملك الا ان نشير اليها كما وردت فى ظلال سورة الانفال .. بأشارات مجملة
السمة الاولى : الواقعية الجدية فى منهج هذا الدين ... فهو حركة تواجة بشرا ..وتواجهة بوسائل مكافئة لوجودة الواقعى .. انها تواجة جاهلية اعتقادية تصورية..تقوم عليها انظمة واقعية عملية تساندها سلطات ذات قوة مادية ..ومن ثم تواجة هذة الحركة الاسلامية هذا الواقع بما يكافئة ...تتحرك لاخراج العباد من العبودية للعباد الى عبودية رب العباد ....
السمة الثانية فى منهج هذا الدين ...الواقعية الحركية ..فهى حركة ذات مراحل .. كل مرحلة لها وسائلها المكافئة لمقتضياتها وحاجاتها الواقعية .. وكل مرحلة تسلم للمرحلة التى تليها ... فهو لا يقابل الواقع بنظريات مجردة ... كما انة لا يقابل هذا الواقع بوسائل متجمدة ... والذين يسوقون النصوص القرآنية للاستشهاد بها على منهج هذا الدين ولا يراعون هذة السمة فية ..ولا يدركون طبيعة المراحل التى مر بها المنهج ... وعلاقة النصوص بكل مرحلة منها ...انما يخلطون خلطا شديدا ويلبسون منهج هذا الدين لبسا مضللا ويحملون النصوص مالا تحتملة المبادىء والقواعد النهائية..ويحسبون انهم يسدون الى هذا الدين جميلا ... بتشبثهم بظاهر النصوص واصرارهم على تقييد مساحات الفكر والحركة والاجتهاد بدعواهم وتعيينهم انفسهم حراسا للدين ...ويتحركون وهم مهزومون روحيا وعقليا تحت ضغط الواقع اليائس لذرارى المسلمين الذين لم يبق لهم من الاسلام الا العنوان .
السمة الثالثة من سمات هذا الدين :. هى ان هذة الحركة الدائبة والوسائل المتجددة ..لا تخرج هذا الدين عن قواعدة المحددة ولا عن اهدافة المرسومة
السمة الرابعة من سمات هذا الدين :.هى ذلك الضبط التشريعى للعلاقات بين المجتمع المسلم وسائر المجتمعات الاخرى ..إن هذا الربط بين سمات هذا الدين وبين سمات من يتحرك بة هو امر واجب ومنطقى ولازم التحقيق والتطبيق .. ليس فقط لإعلاء كلمة الدين فى الدنيا ... ولكن ..ليظل الافراد على مهمتهم الاصيلة بتعمير هذة الدنيا بكلمة هذا الدين .. والابداع والتطوير فى هذا الاعمار والاعلاء ..لا بد لة من تطوير وتأكيد وضبط لجودة وتكوين هذا الفرد (اللبنة المؤسسية ) ..
إن حاجتنا الى تاسيس الاصول والمفاهيم الصحيحة فى عملية تربية الفرد.. لا تقل اهمية عن عملية التطوير وتحسين الاداء وربما لا يبداء التطوير الا من نقطة التاسيس والتاصيل الصحيح
الجودة تبداء من الداخل :
حين نتحدث عن الجودة يتبادر الى الاذهان ما يتعلق بالصناعة والتجارة... وقد نجد من يتعجب من ضرورة اعتماد الدعوة حركيا لهذا المبداء .. الذى هو ضرورية للمؤسسات الخاصة (صناعة، تجارة، زراعة، خدمات، ....). ومؤسسات استثمارية تسعى لاثبات وجودها اقتصاديا وتجاريا .فما حاجة مؤسسة دعوية لهذا المبداء !..
الجواب يكمن في أن الدعوة لم تعد فقط مكانا" لانتساب الافراد و الدعاة ودوائرهم و لإصدار حملات دعوية سياسية او قيمية او ايمانية ، بل تعدى دور الدعوة ذلك، تماشيا" مع التطور العالمي، ليشمل:
1-تقديم ابناء الدعوة كنماذج شخصية مميزة تصلح لحمل الدعوة فى هذا الزمان بكل متغيراتة وتحدياتة ومتطلباتة ( ومنتج تربوى ) يحمل المواصفات (اصيل &متطور) وخالى من عيوب الصناعة }تعبير مجازى { غير متقولب او متجمد او مموة او غير متخصص...الخ
1-تقديم بديل سياسى وطرح برامج تحمل مضمون شعار "الاسلام هو الحل " عمليا
2-نظرا لطبيعة المرحلة التى تتطلب انفتاحا على المجتمع فأصبح من الضرورى تقديم بديل اعلامى ناجح ومؤثر . ومكافىء لشراسة الحرب الاعلامية على الاسلام .
3-ضرورة التعامل مع مشكلات الافراد مع مجتمعاتهم ..وفتح مسارات جديدة .
4-ضرورة تطبيق نظم الجودة الادارية بشكل متخصص واكثر دقة لتلافى سيل المشكلات التى بدأت تتردد ما بين شكوى خفية ومعلنة .(والتى تعتمد على جودة الفرد تربويا بالاساس)
5- مسايرة افراد الدعوة لطبيعة تطور العصر كافراد فاعلين ومؤثرين فية ..اخذين بزمام المبادرة فية بشكل ايجابى واعلامى .. وعدم الاعتماد فى ذلك فقط على نشء الدعوة وشبابها .. انما هو ساحتها الواجبة على العاملين فيها .
6- تفعيل دور التدريب بشكل اكاديمى يضمن تحقيق جودة المنتج (كفرد او كعمل ) توفيرا للجهود والطاقات والاوقات والاموال تحت مسمى التدريب ..ولكن بلا مهارات
7- تفعيل مرحلة التقييم وقياس الاثر بشكل متخصص وواضح ..دون الاعتماد على الخبرات والتقارير الانطباعية
8- اعتماد مبداء التقويم الدعوى بشكل متلازم مع متابعات الاعمال (تربوية او دعوية )
9- تقديم المساعدة لجميع الافراد بشكل هيكلى منظم وميسر لحل مشكلاتهم فى وقتها دون ارجاء
10- استيعاب الطاقات والمواهب الدعوية الشابة المنضبطة فى مسارات تدعم العمل الدعوية وتحفظ لهذة الطاقات نشاطها .. دون ارجاء او تعطيل .
نظام الجودة وهدفة :-
-يساعد نظام إدارة الجودة على ضمان جودة المنتج المطلوب(افرادا او اعمالا) والحصول عليه على الدوام بنفس مستوى الجودة الذي تم تحديده من قبل المؤسسة ليلائم المواصفات والتحديات العالمية .
-تعرف الجودة كما يلي:
"مجموعة الصفات المميزة للمنتج (أو النشاط أو العملية أو المؤسسة أو الشخص) والتي تجعله ملبياً للحاجات المعلنة والمتوقعة أو قادراً على تلبيتها" وبقدر ما يكون المنتج ملبياً للحاجات والتوقعات، نصفه منتجاً جيداً أو عالي الجودة أو رديئاً،
من التعاريف الأخرى للجودة:
§ الجودة هي الملاءمة للاستعمال أو الغرض.
§ الجودة هي المطابقة للمتطلبات أو المواصفات.
§ الجودة هي مدى كفاءة المنتج وطرحة للمنافسة عالميا واقليميا .
إن الهدف الرئيسي للجودة هو إنجاح منتجات المؤسسة(افرادا او اعمالا ) واستعدادها للتحديات سواء كان اقليميا او عالميا وعلى كافة المسارات والمراحل .."تربوية – اعلامية –سياسية –مجتمعية ". ويتم حشد كل الجهود في المؤسسة لتحقيق هذا الهدف.
الجودة : وجهة نظر اسلامية بالأساس
محاولة الاستفادة من التطورات العلمية الحديثة أمر يطلبه الإسلام ويرغب فيه بل ويحث عليه انطلاقا من أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها ولكن لا بد من تحقيق أمرين :
"الأمر الأول: المعرفة الكاملة بالأصول الثقافية الغربية لما نريد نقله واقتباسه.
الأمر الثاني : المعرفة الكاملة بأصولنا الثقافية للموضوع الذي نريد نقله واقتباسه. "
وبهذا تصبح المفاهيم المقتبسة من الحضارات المعاصرة ذات دلالة واضحة في منهجيتنا.
" ومن أهم المفاهيم الإسلامية ذات العلاقة بالجودة الشاملة :
1. مفهوم الإحسان :
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْقال تعالى : إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ( الملك:2) وقوله تعالى: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ( النحل : 90) ، وبالرجوع إلى المعاجم تبين أن الفعلبِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ أحسن: فعل الحسن والأفعال الحسنة تشمل جميع المجالات دون استثناء، فالإحسان يتطلب من المسلم الإحسان في كل قول وكل عمل يقوم به والإتيان به على أحسن وجه ممكن ، وبتأمل الآية تبين أن ورود لفظ "عمل" كنكرة يفيد العموم لأي عمل صالح يقوم به الإنسان.
وهذا ينطبق مع مفهوم التحسين المستمر في إدارة الجودة الشاملة.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""
2. مفهوم الإتقان :
وهو الإتيان بالعمل على أكمل وجه وبدون قصور فيه ، قال تعالى : صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ
( النمل :88) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) (رواه البيهقي) ، والإسلام عندما يكلف أتباعه بالإتقان في كل عمل يقومون به يجـعل ذلك قدر استطاعتهم قال تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً ۚ إِلاَّ وُسْعَهَا}( البقرة : 286) (التغابن :16)، وبهذا يجعل القيامفَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْوقوله: بالعمل طواعية ،
والإتقان بهذه الدلالة يقوي مفهوم الجودة الشاملة داخل المنظمات الإسلامية.
3. مفهوم العمل الجماعي والتعاون:
يؤكد الإسلام في كل تشريعاته على العمل الجماعي ، فنجد أن جميع العبادات تجمع بين التكليف الفردي والأداء الجماعي وتؤدي إلى تنمية روح الجماعة ، فالخطاب الإسلامي يغلب عليه صيغة الجمع
وفي مشاركة الرسول لأصحابه في حفر الخندق حول المدينة دلالة على بركة التعاون وأثر العمل التعاوني في سرعة الإنجاز ودقته وتأصيلاً لهذا المفهوم،
ولا شك أن هذا يتطابق مع مبدأ مشاركة العاملين في إدارة الجودة الشاملة وضرورة العمل بروح الفريق الواحد المبني على التعاون لتحقيق أهداف العمل .
4. مفهوم المطابقة:
يقول الله تعالى :{ ثُمَّ جَعَلنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِن الَأمر : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنافاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } وقوله فهو رد ) ( رواه مسلم)، فالمطابقة هي ميزان جودة الأعمال في ظاهرها ، ومعيار جودة الأداء وإتقان الممارسة.
وهذا يمثل مبدأ التطابق مع المعايير والمقاييس الموضوعة في نظام إدارة الجودة الشاملة.
5. مفهوم الرقابة :
قال تعالى {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} ( النساء : 1) وقوله تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ( ق: 18) ، "إن الرقابة الإسلامية سواء أكانت داخلية أو خارجية تؤدي للتأكد من تنفيذ الأهداف الموضوعة بصورة دقيقة وفقاً للمقاييس والمعايير والضوابط الشرعية" (الدرادكة،2006م ، ص 35).
وهذا ما يتفق مع مبدأ رقابة الجودة في نظام إدارة الجودة الشاملة.
6. الشعور بالمسؤولية :
انطلاقاً من قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } (المدثر:18) يتولد لدى المسلم شعور بالمسؤولية الكاملة تجاه جميع أعماله وأقواله وجوارحه ، كما قال تعالى: { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} ( الإسراء : 36) ، وقد بين البيلاوي وآخرون(2006م ص 192-193) أنه" تتسع دائرة الشعور بالمسؤولية لدى المسلم من الدائرة الفردية الخاصة بتكميل نفسه وفلاحها إلى الدائرة الأسرية إلى دائرة المجتمع ، إلى دائرة الأمة ويتناسب شعوره بالمسؤولية تناسباً طردياً مع ما أوتي من قوة أو ثروة أو سلطة" ،
وتطبيق الأفراد لهذا المفهوم من أكبر دعائم نجاح إدارة الجودة الشاملة والذي يتفق في أن الجودة الشاملة مسؤولية جميع العاملين.
7. مفهوم الشورى:
قال تعالى : {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} ( الشورى:38) وقوله وشاورهم في الأمر) (آل عمران: 195) ، فقد دعا الإسلام إلى الالتزام بمبدأ الشورى من خلال تشاور الأفراد في اتخاذ القرارات وحل المشكلات ليستخرج من هذا التشاور، أفضل الآراء وأجودها
وهذا المبدأ الإسلامي يتفق مع المشاركة في اتخاذ القرار وحل المشكلات في إدارة الجودة الشاملة.
8. الوقت :
من أهم المبادئ الإسلامية استغلال الأوقات أحسن استغلال ، وقضائها فيما يفيد في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ يقول : ( لن تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتىعَمَلا}ً( الملك : 2) والرسول يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) ( سنن الترمذي)
،فتنظيم الوقت وحسن إدارته واستغلاله من أهم عوامل نجاح إدارة الجودة الشاملة
إلى غير ذلك من المبادئ الإسلامية المتعددة التي تحث على الاستغلال الأمثل لجميع الموارد البشرية والمادية للقيام بعمارة الأرض .
وبطبيعة الحال فإنه لا مجال للمقارنة بين المنهج الرباني والمنهج البشري ، ولكن أن المقارنة هي للتأكيد على حقيقة مهمة مفادها: أن المنهج الإداري في الإسلام هو المعيار والنموذج... المعيار الذي نحتكم إليه لنزن مدى صلاحية ونضج الفكر والنشاط الإداري البشري"
كما أن هناك حقيقتين لا بد من التأكيد عليهما:
الأولى : أن نموذجية النظام الإسلامي لا تلغي أو تقلل من قيمة النشاط البشري وما يتضمنه من نظريات إدارية ما دامت لا تقدح في المنهج الإسلامي أو تتعارض مع أصوله ومبادئه وقيمه.، فقد أثرت هذه النظم والنظريات الفكر الإنساني بإبداعات ونماذج وطرائق تطبيقية.
الثانية: أن المنهج الإسلامي يتميز بالثبات في الأصول والمبادئ والقيم ، ويتميز في نفس الوقت بالمرونة والانفتاح على النظم والنظريات الأخرى قديمها و حديثها للانتفاع بما توصلت إليه.
العلاقة بين الجودة والتربية :
اذا اعتبرنا ان مفهوم التربية يهدف الى : الكفاية والفاعلية
الكفاية بمعنى :الاستخدام الامثل للوسائل التربوية المتاحة وتحقيق الصفات والسمات المطلوبة بافضل الطرق الممكنة
والفاعلية بمعنى : تحقيق الاهداف ..ومنها التحسين المستمر " واستكمال الصفات "
وهذا المعنى يمثل اساسا تعتمد علية فكرة الجودة
فالجودة هي مجموعة الصفات المميزة( للمنتج أو النشاط أو العملية ، أو الخدمة ، أو المؤسسة أو الشخص) وهي التي تجعله ملبيا للحاجات المعلنة والمتوقعة أو قادرا على تلبيتها ، وبقدر ما يكون المنتج ملبياً للحاجات والتوقعات ، نصفه بأنه منتج جيد أو عالي الجودة أو رديء.
وهى مفهوم يركز أساسا على انطباعات السمعة والشهرة للمؤسسة ؛ فالمدارس التي لديها إمكانات كثيرة ، وتسهيلات أحسن غالبا ما تكون أفضل وقادرة على إيجاد منتج أو خريج جيد.
الجودة مفهوم يجب أن يعمل على زيادة فاعلية النظام التربوي والتعليمي من خلال ترقية الثقافة والقيم والاتجاهات وتعزيزها لدى ابناء المؤسسة من خلال تواجدهم بمجتمع معين فى ظروف معينة يعملون لهدف محدد .
الجودة التربوية هى شكل تعاوني في إنجاز الاهداف يعتمد على القدرات والمواهب الخاصة لكل من الإدارة والعاملين ؛ لتحسين الجودة ، والإنتاجية في شكل مستمر عن طريق فرق العمل .
وتعتبر الجودة ثقافة فسلوك فممارسة وتطبيق .
و قد نخلص الى أن في الجودة الشاملة في الإدارة التربوية هي : جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في المجال التربوي ، لرفع مستوى المنتج التربوي ( الطالب ) ، بما يتناسب مع متطلبات المجتمع ، وبما تستلزمه هذه الجهود من تطبيق مجموعة من المعايير والمواصفات التعليمية والتربوية اللازمة ؛ لرفع مستوى المنتج التربوي من خلال تكامل جهود كل العاملين في مجال التربية.وبكافة الوسائل التربوية الممكنة
الجودة في التربية هى ما يجعل التربية بهجة للنفس ومتعة حيث أن البيئة التربوية او المدرسة التي تقدم تربية تتسم بالجودة هي المدرسة التي تجعل طلابها متشوقين لعملية التربية والتعلم مشاركين فيه بشكل ايجابي نشط محققين من خلاله اكتشافاتهم وإبداعاتهم التابعة من استعداداتهم وقدرتهم الملبية لحاجاتهم ومطالب نموهم.ومندمجين بطاقاتهم ومواهبهم داخل المنظومة المؤسسية بشكل ايجابى متفاعل باستمرار
مفهوم الجودة في التربية من التعريفات السابقة هو :
أنها رؤية قيمية دينية بمواصفات معينة تحقق احتياجات مطلوبة ( تطابق ما يصبو إليه المستفيد : المتربى ) ، قابلة للقياس والتقويم ، متغيرة المواصفات ، متطورة ، تَقوّم دوريا ، منضبطة ، لا تكتشف الأخطاء فحسب بل تعمل – دائبة ؛ لمعالجتها لتصل إلى مستوى السلامة من العيوب ، مع قلة التكاليف في الأمرين : الاكتشاف ، والمعالجة . تدار بطريق تعاونية ومجهود جمعي يعمل أفرادها بروح الفريق في كل المستويات : من القمة إلى قاعدة الهرم ، وفي كل العلائق : رأسية ، أو أفقية ، داخلية ، أو خارجية.
الجودة التربوية عملية تحسينها تفاعلي ، مخطط له ، مقوم باستمرار ، ومتابع ، في ظل الاستفادة المثلى من الوقت ، بعيدا عن المهدر أو المفقود ، وبتصور إداري واقعي معتمد على البيانات ، والمعلومات ، والتحليل الإحصائي ، والاتجاهات ، والتفكير ، والبرامج التدريبية.
هي جودة في الهدف ، وجودة في الأداء ، وجودة في المخرج ، تضع أمامها احتياج المجتمع ، وتعمل من منطلق الفعل لا القول في دائرة ظروف الواقع بعيدا عن مطاردة آمال مفترضة.
الجودة في التربية والتعلم هي التي تجعل التربية بهجة ومتعة ؛ بهما يقبل الطمتربى على المدرسة فرحاً ، وينصرف مرغماً.