تعد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة أكبر وأعرق مؤسسة عسكرية للتكوين العالي والأساسي للقوات المسلحة الجزائرية.
منذ تأسيسها في فجر الاستقلال تحت الوصاية المباشرة لوزارة الدفاع الوطني، مافتئت تزود الجيش الوطني الشعبي بالإطارات المتشبعة بالأخلاقيات العسكرية والانضباط العالي، المؤهلة لأداء المهام و الوظائف القيادية والعملياتية على جميع المستويات.
تخرج من الأكاديمية المئات من الإطارات، بعضهـم يشكلـون اليـوم قمــة الهــرم القيادي في الجيش الوطني الشعبي، كما تقلد بعضهم الآخر مناصب سامية في الدولة الجزائرية.
كما تكوّن بها العديد من الإطارات الإفريقية والعربيــة، تبوأ بعضهــم أعلى المناصب في بلدانهم.
نبـذة تاريخيـة عامـة
تقع الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بمدينة شرشال الساحلية السياحية العريقـة التي تبعد حوالي 100 كلم غرب الجزائر العاصمة، مدينة شرشال من أعرق المدن الجزائرية، أسسها الفنيقيون في أواخر القرن 12 ق.م. وأطلقوا عليها اسم ايـول، ثم جعلها الملك النوميدي يوبا الثاني عاصمة لمملكته سنـة 25 ق.م. وأطلـق عليهـا اسـم القيصريــة، التي خربها الوندال عام 413 م .
ازدهرت في العهد الإسلامي، وصارت مركز إشعاع حضاري وعلمي وثقافـي. في عهد الاحتلال الإسباني، إستعاد الإخوة بربروس المدينة و كبدوال الملك شارل هزيمة كبرى خلال المعركة البحرية الشهيرة. فـي 05 مـارس 1840 وقعـت تحـت الاحتـــلال الفرنسـي، و هي اليوم تزخر بالآثار و التحف التي تروي تاريخها العريق.
مراحل تطور الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة
المرحلة الاستعمارية : 1943-1962
بعد سقوط باريس في يد الألمان سنة 1940، قررت السلطات الاستعمارية إنشاء مدرسة عسكرية بالجزائر (المحتلة آنذاك) لتزويد صفوف جيشها بالضباط. و قد أصبحت هذه المدرسة جاهزة ابتداء من سنة 1943، حيث تخرجت منها عدة دفعات من الضباط و ضباط الصف العاملين و الاحتياطيين حتى 1962، سنة استرجاع استقلال وطننا المفدي.
المرحلـة الأولـى : 1963-1969
بعد الاستقلال، في جوان 1963، استرجعت وزارة الدفاع الوطني المدرسة تحت اسم "المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة"، حيث أصبحت تتولى المهام التالية:
- تكوين ضباط وضباط الصف المنحدرين من جيـش التحريـر الوطنـي؛
- إعداد وتحضير إطارات الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني؛
- تدريب الطلائع الأولى من أشبال الثورة والشبان الجزائريين المنضمين إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي.
المرحلـة الثانيــة : 1969-1973
إضافة إلى مواصلة المدرسة للمهام السابقة، تميزت هذه المرحلة بـ:
- الشـروع في تكويـن الدفعات الأولى من ضباط الخدمة الوطنية ابتداء من سنة 1969.
- استقبـال وتكوين بعض الدفعـات من الـدول الصديقـة والشقيقـة.
المرحلـة الثـالثــة : 1973-1979
- مواصلة الرسكلة والتكوين لضباط الصف المنحدرين من جيش التحرير الوطني.
- إعادة تنظيم المدرسة ابتداء من 1974 تحت اسم :الكليـة العسكريـة لمختلـف الأسلحة.
- التفـرغ لتكوين الضباط العامليـن، وتخصصهم في أسلحة القتال.
- فتـح دورة لضبـاط القيـادة والأركـان سنة 1974.
- فتـح دورة الإتقان للضبـاط سنة 1978.
المرحلة الرابعـة : 1979-1991
ابتداء من سنة 1979، اتخذت المدرسة تسميتها الحالية "الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة" و هذا نظرا لمهامها الجديدة المتمثلة في تلقين التكوين الأساسي و العالي على حد سواء. هذا بالإضافة على:
- فتـح دورة عليــا للســلاح؛
- فتح دورة للمحافظين السياسيين (ضباط الإيصال والإعلام والتوجيه)؛
- الشـروع في تعميم استعمال اللغـة الوطنيـة في التكويـن والتدريـب .
المرحلة الخامسة:1991-2007
ابتداء من سنة 1991 ألحقت الأكاديمية العسكرية بقيادة القوات البرية،
وتكفلت بـ :
التعليم العالــــي لضباط دورة القيادة والأركان.
التعليم الأساسي للطلبـــة الضباط الحائزيــــــن على شهادة البكالوريا.
التكوين الخاص للطلبة الضباط الحائزين على شهادات جامعية.
ملاحظة :
ابتداءا من سنة 1993 تم التحول إلى لا مركزية التكوين من خلال خلق المدارس التطبيقية للأسلحة، فأصبحت الأكاديمية تقوم بتكوين طلبتها وفقا لبرنامج مرتكز على ثلاثة محاور أساسيــــــة (عسكـــري، علمـــي، و رياضي) بهدف تكوين قادة فصائل للمشاة المنقولة.
المرحلة السـادسة
ابتداء من سنة 2007 إلى غاية اليوم.
بهدف توحيد التكوين لجميع ضباط الجيش الشعبي و فتح جسور على التكوين الجامعي.
عرفت الأكاديمية في هذه المرحلة طابعا تكوينيا جديدا يتعلق الأمر بتكوين أساسي من طورين :
- التكوين العسكري القاعدي المشترك لفائدة طلبة مختلف القوات وهياكل وزارة الدفاع الوطني؛
- التعليم الجامعي لصالح طلبة القوات البرية،من خلال وضعه تحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي.
مهـام الأكاديمية
تتولى الأكاديمية العسكرية تكوين الطلبة الضباط العاملين لمختلف أسلحة القتال و الدعم لصالح القوات البرية و مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي. و كذا التكوين الخاص للحاصلين على شهادة جامعية الذين يتم تعيينهم لصالح قوات و مصالح الجيش
الوطني الشعبي بالإضافة إلى تكوين ضباط الأركان :
التكوين الأساسي
وهو موجه للطلبة الحائزين على شهادة البكالوريا، وكذلك الموفدين بصفة رسمية من بعض البلدان الشقيقة أو الصديقة، ومدته ثلاث سنوات دراسية، يتقلـد المتخرجون الناجحون رتبـة ملازم ويحرزون شهـادة قائـد فصيلـة.
بعدها يتم توجيههم إلى المدارس التطبيقية لمتابعة التكوين المتخصص للسلاح الذي اختاروه، حسب ترتيبهم.
التكوين الخاص
وهو موجه للطلبة الحائزين على شهادة جامعية، ومدته سنة دراسية واحدة، يتقلد المتخرجون الناجحون رتبـة ملازم أول و شهادة قائد فصيلة.
التكوين العالي
وهو موجه للضباط من رتبة نقيب أو رائد، الملتحقين بالأكاديمية بعد نجاحهم في مسابقة دورة القيادة والأركان، والضباط الموفدين من البلدان الشقيقة والصديقة ومدة هذا التكوين سنة دراسية واحدة، يتوج بتقديم المتربصين لأطروحة والحصول بعد النجاح في الامتحان النهائي، على شهادة "أركان " تؤهلهم لتولي مناصب عليا و أداء المهام العملياتية في أركان الوحدات الكبرى.
القاعــدة الماديــة للتكويــن
لتنفيذ مهامها على أحسن وجه، تتوفر الأكاديمية على قاعدة مادية و بيداغوجية و تعليمية هامة نذكر منها :
- قاعات مشتركة،
- قاعات متخصصة،
- مخابر علميـة و تقنيــة،
- مخابر اللغــات،
- مخابر للإعـلام الآلـي،
- قاعات للأعمال التطبيقيـة،
- قاعات للتعليم المدعم بالكمبيوتر،
- مراكز للوثائق.
وسائـل الإعـلام الآلـي
تتوفر الأكاديمية على وسائل هامـة للإعلام الآلي وشبكة داخلية تستغل في التسييـر والمكتبيـة، وبنك للمعلومات، إضافة إلى منظومات للتعليم المدعم بالكمبيوتر. وكل ضابط متربص مزود بجهاز كمبيوتـر محمول يستعمله خلال فترة التربص.
تجهيزات خاصة و وسائل سمعية بصرية
تجهز معظم المرافق المخصصة للتكوين بالمساعدات البيداغوجية و بالوسائل السمعية البصرية المناسبة تعليم مختلف المواد العسكرية و العلمية و الإنسانية.
تتوفر الأكاديمية على مطبعة مجهزة بوسائل النسخ و إنجاز الوثائق و المذكرات و المطبوعات المختلفة الموجهة للتكوين و طبع مجلة الأكاديمية.
حقـول الرمـي و مياديــن التماريــن التطبيقيــة
تتوفـر الأكاديميـة على عـدد معتبـر من الحقول و الميادين منها :
- حقــول الرمي بالأسلحة الفردية والجماعية؛
- حقـل تدريب الصاعقـة والقفـز المظلي؛
- حقـل تدريب الإسعافات؛
- ميادين التمارين التكتيكية التطبيقية؛
- ميـدان المفرقعـــات؛
- ميـدان تعليـم السياقـة؛
- ميدان سبـاق التوجيـه؛
- ميدان رياضـة الفروسية.
:
منشــآت مختلفـــة
للأكاديميـة منشـآت و تجهيـزات أخـرى، نذكـر منهـا :
- مدرجات للمحاضرات؛
- قاعات للعروض؛
- مركب رياضي يضم مسبح مكيف، قاعة متعددة الرياضات، قاعـة لتقويـة العضلات، ملاعـب ومياديـن لممارسـة مختلـف الرياضـات الجماعيـة؛
- مركب ثقافـي يضـم مكتبـة مركـزيـة وقاعات للمطالعة، ومخبر للصور ونوادي؛
- مطبعة مجهزة بوسائل النسخ و إنجاز الوثائق و المذكرات و المطبوعات المختلفة الموجهة للتكوين و طبع مجلة الأكاديمية؛
- نوادي متعددة الخدمات؛
- مركب صحي اجتماعي يضم قاعات للفحص والعلاج، مخابـر طبيـة، مخزن تموين، روضتـان
- عـدة أحياء سكنيـة؛
- ملحقـــة عبـــان رمضــان.
نشاطات الأكاديمية العسكرية
النشاطــات الأساسيــة
النظم و القوانين
إعداد النظـم والقوانين و المراجع التدريبية وانجاز المذكرات والمطبوعات: تساهـم الأكاديميـة في إعـداد نظم وقوانيـن استخدام الوحـدات والتشكيلات القتالية والأسلحة، وفي إنجـاز المراجـع التدريبيـة والمذكرات والمطبوعات الموجهة للمتكونين. .
البحوث والدراسـات
يقوم المجلس البيداغوجي للأكاديمية بإجراء البحوث والدراسات الهادفة إلى تحسين أساليب ومناهج التعليم و تحديث برامج التكوين وفق المقتضيات الميدانية .
المحاضرات الخارجية
تقيم الأكاديمية علاقات ثقافية علمية وطيدة مع مختلف المعاهد الوطنية والجامعات الجزائرية.
الملتقيـات والأيام البيداغوجية
في إطار التكوين المتواصل للمكونين، من أساتذة ومدربين، تنظـم و تديـر الأكاديميـة طبقا لبرنامج مسطر، ملتقيـات و أيـام بيداغوجيـة وتربصات مغلقـة.
كما تحتضن بصفـة منتظمـة ملتقيـات داخليـة أو وطنيـة، مبرمجـة من طـرف القيـادة، في مختلف المواضيع ذات الصلة بالمهام المسنـدة للجيـش الوطنـي الشعبي.