الخطاب الانتخابي.. أولويات ومحاذير
بقلم: محمد السروجي
هو أحد أشكال الخطاب المتبادل بين طرفين أو أكثر يتم تناوله خلال الحملات الانتخابية لعدة أهداف؛ منها:
(1) عرض الأفكار والوعود والبرامج.
(2) الرد على الشائعات وتصحيح المفاهيم وتقارب وجهات النظر.
(3) التجنيد الحزبي والحشد الانتخابي وزيادة الكتلة التصويتية المؤيدة.
4) تقوية شبكة العلاقات الإنسانية والاجتماعية.
المضمون:
(1) يتعامل مع قضايا الشعب واهتماماته، التي تتراوح بين القضايا الصغيرة مثل: لون لوحة السيارة، والكبيرة مثل: أسعار النفط، وقضايا الحرب والسلام.
(2) يتناول القضايا المصرية العاجلة والأولويات المفروضة ومنها:
أ- سرعة التحول الديمقراطي "خارطة طريق معلنة وواضحة- جدول زمني محدد لانتقال السلطة لحكومة مدنية منتخبة".
ب- الاستقرار الأمني "محور الارتكاز في الحياة والنهضة الشاملة".
ج- النهوض المعيشي والاقتصادي.
د- الوحدة الوطنية "بين كل فئات وشرائح وألوان وعقائد ومذاهب المجتمع المصري والحذر من اختزالها في بعض مظاهر الاحتقان بين بعض المسلمين وبعض الأقباط".
ذ- مقاومة الضغوط الخارجية "ترسيخًا للسيادة الوطنية وحماية للثروات المصرية".
خصائص لازمة
(1) قوة البداية "الإرسال.. الاستقبال".
(2) قوة النهاية "الانطباع المريح عنك وعن فكرتك".
(3) قوة الرسالة "الدقة.. الوضوح.. الاختصار".
خصائص مضافة
(1) تصالحي.. لا تصادمي ولا عدائي يسعى لوحدة الصف ولم الشمل.
(2) وطني وغير فصائلي.. يعتمد المصلحة الوطنية لا الشخصية ولا الحزبية.
(3) أخلاقي.. يحترم الخصوصيات ومنظومة القيم المصرية والعربية والإسلامية، كما يعتبر لمشاعر والشعائر.
(4) واقعي.. لا يحلِّق في سماء الأحلام والأوهام ويتناول الممكن.
(5) مبشّر.. يبث الأمل، ويعرض المكتسبات والنجاحات المتحققة والفرص والوارد المتاحة كما يعرض التحديات وفي الأخير يؤكد قدرتنا على الإنجاز والنجاح.
(6) علمي.. يعتمد الحقائق والوثائق والأرقام والنماذج الدولية الناجحة.
(7) مرتب ومتسلسل.. عناصر محددة وقصيرة؛ حتى لا يملّ المشارك المستمع.
( الشراكة والمؤسسية.. يعتبر الآخر وأن مهمة الإصلاح أكبر من أي فصيل منفصل مهما كانت إمكاناته.
متطلبات ومحاذير
(1) تجنَّب الاستفزاز والتحدّي.
(2) كن هادئًا ولا تغضب.
(3) تعامل جيدًا مع الرأي الآخر.
(4) لا تحوِّل الحوار الفكري إلى معركة.
(5) لخّص رسالتك في نهاية الحوار بأدقِّ الكلمات وأقلها.
(6) اترك أفضل انطباع عنك وعن فكرتك.
(7) احذر الاستعلاء أو الدونية وتحرَّر من أسر الـ"أنا".
( لا تضع نفسك في الزاوية، وتدرَّب على فن الخروج من الكمائن.
(9) أنت لست مجبرًا أن تجيب على كل الأسئلة.
(10) لا تصرَّ على انتزاع إجابات بعينها؛ فأنت في حوار فكري لا تحقيق قضائي.
(11) امنح محاورك فرص الهروب والخروج فهي من شيم النبلاء.
(12) تجنَّب الكلمات المستفزّة واختر الكلمات الرقيقة.
(13) استخدم لغة الجسد بفاعلية ويقظة.
(14) اخرج بأصدقاء جدد وتجنّب صناعة الأعداء.
(15) لا تشارك إن لم تكن مستعدًّا.
(16) التركيز هو خطاب انتخابي هدفه دفع الجمهور للتصويت للحزب.
(17) الضوابط الحاكمة "ميثاق شرف".
جملة من النقاط المطلوب اعتبارها خلال الجولة الانتخابية، ومنها:
(1) التحفظ في الوعود الانتخابية والتزام الصدق والشفافية والواقعية.
(2) تمثل القدوة العملية للتعبير وبصدق عن هوى وهوية المصريين ومرجعيتهم الإسلامية وثقافتهم العربية وعمقهم الإفريقي.
(3) احترام الحقوق الدستورية والقانونية للأفكار والألوان والمعتقدات كافةً، بعيدًا عن الترويع والتهويل والتخوين، فكلنا مصريون.
(4) تجنب فرض الوصاية من أحد على أحد، سواءٌ كانت باسم الدين أو السياسة أو الفكر، أو ما يُسمَّى بـ"النخبة" التي اكتشفت أنها تحتاج إلى معرفة معمَّقة بالشعب المصري وسماته الشخصية.
(5) تجنُّب تحويل السجالات السياسية إلى معارك مصيرية، تُهدر فيها القيم، ويكون شعارها "الغاية تبرّر الوسيلة".
(6) تقديم نموذج في المسئولية الوطنية والممارسة الديمقراطية؛ لتكون البرامج والأفكار مرتبطةً بالمصالح العليا لمصر في هذا الظرف التاريخي الحرج.
(7) تجنُّب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات، واحترام الخصوصية، والابتعاد عن أساليب التشهير والتجريح.
( الحرص على محلية ووطنية الأفكار والأموال؛ حفاظًا على السيادة الوطنية والثورة المصرية.
(9) تجنُّب التوظيف السياسي للنزعة القبلية أو الطائفية أو الدينية، وتأكيد حرية التنافس والحوار على أساس البرامج والرؤى والسياسات والخدمات.
(10) تجنُّب التوظيف السياسي للمؤسسات الدينية "المساجد، الكنائس" على مستوى لغة الخطاب والتأطير الحزبي والفعاليات؛ حفاظًا على النسيج المجتمعي.
(11) نشر ثقافة العمل المشترك في المساحات المشتركة بين القوى الوطنية، وترسيخ سلوك قبول الآخر.
(12) القبول بنتائج الانتخابات، واحترام إرادة الناخبين، وعدم خلط الأوراق باستدعاء الخلفيات السلبية وتصفية الحسابات التاريخية
( للمرشحين فقط ) مشكلات الخطاب الإنتخابي : الرسالة والوسيلة (1)
كتب / وائل الحديني :
في حال تساوت الجهود الإعلامية للحملات الانتخابية للمرشحين ، تبقى قدرة ـ حزب ما ـ على الاتصال الشخصي هي عامل الحسم ، ووسيلة استثارة الجوانب الإيجابية للناخبين للتصويت لمرشحيه أكبر.
حتى وإن تعرض حزب ما لحملات إعلامية مضادة ، وفشل في إدارة حملة إعلانية في الوسائل المقرؤة والمرئية لصالح منافسيه ، فأنه سيتمكن من الفوز الحاسم ، في حال استطاع حشد أعداد ( أكبر ) من المتطوعين وأدار حملة طرق أبواب ( متنوعة ) بنجاح .
لكن يبقى أن لغة الخطاب ( الرسالة ) سواء كان ( جماهيرياً ) مباشراً أو في شكل بيان انتخابي هي الأصعب ، في حال افتقاد المرشح عقل (السياسي ) وعين (الإعلامي ) في رؤية الواقع ومتطلباته وموازناته ، والجنوح ( المستمر ) إلى الماضي بمرراته ومبرراته .
الانتخابات التركية نموذجاً :
1ـ تعرض حزب العدالة والتنمية التركي للكثير من المصاعب في الانتخابات الأخيرة ، بينها هجوم متواصل من وسائل الإعلام خاصة المقرءوة .
2ـ نزل منافسه حزب الشعب الجمهوري بزعامة كمال كليغدار أوغلو برسائل إقناعية ( ناجحة ) إلى المناطق الكردية ، التي كانت تمثل مرتكزا ( هاماً ) في حملات العدالة.
3ـ تركيز الإعلام على الاستقرار النفسي لكليجدار مقابل الانفعال والمزاج المتقلب لأردوغان .
في مواجهة ذلك : لجأ حزب العدالة والتنمية لحملة طرق أبواب بحشد أكثر من 26 ألف متطوع في إسطنبول وحدها نصفهم من النساء يتحركون في مجموعات من 9 أشخاص بشكل مدورس ومنظم ، لم يتركوا باب منزل ولا متجر إلا طرقوا بابه وأدارو حواراً حول الحزب وجهوده ورؤيته المستقبلية لنهضة تركيا ، ثم أنهى الحزب الحملة بحشد مليوني أعلن فيه عن فكرة تشييد قناة اسطنبول ( حلم أردوغان المجنون )
النتيجة : حصل الحزب على نسبة تصويت غير مسبوقة 50% .
ويدعم ذلك أن نظرية من نظريات الاتصال ( القديمة ) كانت تعتقد أن كلمة وسائل الإعلام للناخبين بمثابة حقنة تحت الجلد ، (أثبتت فشلها الذريع ) ، لصالح نظرية آخري : قدرة عملية الاتصال الشخصي ، والاتصال على مرحلتين بالاعتماد على قادة الرأي ـ في الحسم الانتخابي .
مع مراعاة أنه لا يعرف ـ بشكل مؤكد ـ الأوزان الحقيقية للوسائل ، والتي تختلف أيضاً باختلاف الشرائح ، لذا ينظر إلى الاتصال الشخصي والمباشر على أنه الوسيلة الأقل تكلفة والأكثر فاعلية وإقناعاً .
الاتصال المباشر
(1) الربط الانتخابي :
يظل قدرة حزب الحرية والعدالة على تفعيل ( الربط الانتخابي ) عامل قوة يفوق قدرة كل المنافسين مجتمعين على الحشد والتصويت .
محاذير ومخاوف :
•أصبح المسمى رويتنياً يرتبط في الذاكرة ، بورقة تسجيل أسماء المحيطين كأرقام ، دون متابعة حدوث اتصال حقيقي بهؤلاء أم لا ، و الانشغال بتفاصيل ومتطلبات ومراحل وتنوعات الحملة الانتخابية .
•عجز الإفراد عن الحصول على رسائل أو وسائل ( إبداعية ) أو (إقناعية) تسهل إدارة نقاش وحوار حول الأهداف المرجوة .
• تشتت أهداف ـ الحملة الانتخابية ـ وعدم وضوحها لدى الأفراد .
• عدم توعية الأفراد بطبيعة المرحلة ، وأن رسائلنا في مرحلة ما قبل الثورة ( كمعارضين ) تختلف عن رسائلنا المفترضة فى مرحلة ما بعد الثورة ( كمنافسين على الحكم ) .
• اعتقاد البعض أن برنامج الحزب هو هدف عملية الاتصال ، وكأن الدعاية للبرنامج ، وليس لمرشحي الحزب
توصيات :
• تغيير مسمى ( الاتصال ) إلى حملة طرق الأبواب ، كنوع من تنشيط وتحفيز الذهن .
•تفرعات حملة طرق الأبواب وتنوعاتها تشمل كأدوات : الأكشاك والخيام والشاحنات (الإعلامية والتعريفية أو الدعائية ) ، وتشمل كأعمال : الجولات والمسيرات والوقفات وزيارات المنازل والمقاهي والمتاجر و......
• أهمية التكامل بين حملة طرق الأبواب وفكرة تنظيم وجذب إطار للمتطوعين ، وفرق وضع رسائل ووسائل إقناعية وإبداعية ، ( عمادهم أولاً ) منتسبي الحزب من غير الإخوان .
• أهمية التفريق كفكر بين ما ( كان ) قبل الثورة وما ( يجب ) بعدها فى الخطاب الإعلامي والرسائل الاتصالية .
•أهمية التفريق بين برنامج الحزب والوعد الانتخابي ( الحلم ) المحلي والمركزي .
المحلي :
ـ القضاء على البطالة عن طريق مشروعات عمل استيعابية.
ـ بناء مساكن لمحدودي الدخل وتخفيض القيمة الإيجارية .
ـ رعاية صحية أفضل .
المركزي : وعد كبير ( هدف قومي ) : مثال :
1ـ في تركيا ( موعدنا 2023 ) :
وهو العام الذي وعد أردوغان بتحويل العاصمة اسطنبول ـ فيه ـ إلى واحدة من ضمن أفضل 10 اقتصاديات في العالم ، مع الفارق أن النموذج التركي سبق وقدم نجاحات كبيرة ، لذا تحظى وعوده بمصداقية ، وهذا يختلف عن حزب يخوض التجربة للمرة الأولى .
2ـ يمكن الترويج لخطة لزراعة 4 مليون (اكتشاف ) د / خالد عوده ( فى حال التأكد من واقعيته ) بما يغير الخريطة السكانية لمصر ( كمثال ) ، مع مراعاة لغة الخطاب تبعاً للشرائح والمناطق .
ملاحظة : أهمية تحديد هدف كبير للحملة ( بذاتها ) : ( التصويت لناخبينا بشكل يؤهلهم للفوز ) ، وتنحية باقي الأهداف والقيم ( جانباً ) في فترة الحملة ، حتى لا تصرف عن الهدف المرحلي الكبير
(2) رصد تجربة الميادين:
تكوين مجموعات شبابية من 20 فرد ، بينهم 6 من الفتيات والنساء لحملة طرق أبواب .
الأداء : حملات متنقلة في الميادين الرئيسي بالبانرات ( يحملها أطفال أحياناً ) ، للتعريف ببرنامج الحزب ووسائله وأهدافه .
الأدوات : بانرات وسماعات وداتا شو ، وأوراق تحمل ملخص لبرنامج الحزب .
الإنجاز : 6 جولات ، توزيع 7000 ورقة .
المدة الزمنية : أسبوعين .
التعرض : 7 آلاف شخص .
إيجابيات :
وجود أطفال وسيدات .
التكرار والملاحقة والتنوع فى العرض حال ضعف التجاوب .
طرح أسئلة فورية حول ورقة البرنامج ، وتقديم جوائز .
الوجود الشبابي اللافت .
الاستعانة بسياسيين محنكين مرتين على الأقل والاستفادة من طريقة طرحهم .
سلبيات :
الافتقاد لرسائل إبداعية .
عدم التأهيل الجيد سياسياً للأفراد .
ضعف الأعداد والجولات مقابل الفترة الزمنية الطويلة نسبياً .
الابتعاد عن الهدف الكبير ( التصويت ) والتركيز على البرنامج والحزب ( فقط ) .
ليس هناك وعود انتخابية ( حلم ) .
عدم المتابعة والتقويم السريع للأداء ووضع بدائل واقتراحات .
افتقاد رؤية التواصل مع الشرائح المختلفة . ( يمكن تفعيل التواصل مع الشرائح وكأننا مقبلين على انتخابات مهنية ) بالحديث مع كل شريحة عن قدرة الحزب في حال الفوز على تحقيق مطالبها .
(3) رصد تجربة المربعات وحملة طرق أبواب المنازل :
تم تقسيم الحيز السكني إلي مربعات سكنية ، مثلا : (3) مربعات سكنية ، يجهز لها (3) فرق عمل .
يقوم الفريق بتغطيه المربع السكني ـ10 شوارع ـ ( بالكامل ) بالمرور علي كل البيوت وكل الشقق ، على مدار 3ـ 4 أيام خلال الشهر .
تم تجهيز مواد دعوية أو دعائية لتوزيعها علي البيوت والشقق (تحمل قيم وموقعة باسم الحزب أو الجماعة ) .
تم التحرك في مجموعات ، مع كل مجموعه شخصية معروفه من أهل الشارع .
تكرار نفس الحملة من اجل توصيل برنامج المرشحين للانتخابات .
الإيجابيات
تجاوز روتين الربط الانتخابي وعيوبه وسلبياته .
الأهالي شعروا بسعادة بالغه ، لأن هناك من يهتم بهم ، والاستقبال يتم بحفاوة بالغه..
صناعة جو عام ( إيجابي ) في الشوارع مع رؤية العدد .
أعطت دفعة نفسيه للأفراد ، وأزالت حاجز الرهبة من التعامل مع المجتمع ، مع تدريبهم علي التواصل المجتمعي .
السلبيات :
عدم وضوح الفرق بين الجو الانتخابي واحتياجاته ، وصناعة صورة ذهنية عن الجماعة ، تتطلب أوقات وأدوات مغايرة .
النساء لم يكن لهم دور .
هي حملة طرق أبواب للتعريف وليس للدعوة للانتخاب والتصويت ، تقبل في حال كانت ممهدة للحملة الرئيسية .
عدم وجود حلم جذاب لاستثارة مشاعر الناخب .
الخلط بين الدعوي والانتخابي ، تبعاً للرسائل والمطبوعات المتاحة ، مع عدم التركيز في الأهداف .
احتياجات :
تأهيل رموز يجيدون التحدث .
توفير رسائل مركزة .
رصد التجربة بأبعادها وإيجابياتها وسلبياتها ، وكيفية تجاوز الأخطاء مستقبلاً .
عمل رسائل توعيه مبسطه لأفراد الصف بطبيعة المرحلة وطبيعة الرسالة التي يجب أن نحملها وبما يناسب المرحلة والأهداف المطلوبة .
التأكيد على أن المسيرات (فقط ) ليست مناسبة كوسيلة طرق أبواب لأنه لا يتاح فيها حوارات مباشره .
ختاماً :
ربما تكاد الثورة تفقد التعاطف الجماهيري الكبير بسبب ( إصرار ) ـ طرف ما ـ على طول الفترة الزمنية المؤقتة ، مع تقنين الفوضى وتأخر أو تلاشي المكتسبات .
الإغراق في الماضي بتفاصيله ، مع عدم القدرة على صياغة رسالة تطمينية واقعية ( للجماهير ) تحمل استشرافاً لمستقبل واعد ( حلم ) فشل كبير .
اللجوء لخطاب قيمي لا يلبي احتياجات الجماهير بمثابة عزلة شعورية ، لا يقطعها إلا رسالة واضحة وبرنامج طموح ينطق بمتطلباتهم .
ربما عانينا في الانتخابات الماضية من شعور ( قوي ) بعدم القدرة على استخلاص مقاعد من بين براثن التزوير ، وهذا آثر سلبياً على الدعاية والحركة والتسويق : فكيف اقنع غيري وأنا ( أساساً ) غير مقتنع ( تماماً ) بقدرتي على الفوز ، لا يجب أن يتبدل الشعور ( هنا) بقدرتي على الحسم ، لأن العائد في الحالتين متشابه يورث : خمول وزهد وكسل .
هذه هي المرة الأولى التي تتاح فيها فرصة للمشاهد (الجاد) للانتقال من شرفة المتفرج ( الناقد ) ، لتأدية دور الممثل الواعد ، وانتقال الجمهور ( غير المهتم ) من خارج الإطار الكبير ، إلى داخل حدود المسرح ، تجربة نتمنى أن يكتب لها النجاح
بقلم: محمد السروجي
هو أحد أشكال الخطاب المتبادل بين طرفين أو أكثر يتم تناوله خلال الحملات الانتخابية لعدة أهداف؛ منها:
(1) عرض الأفكار والوعود والبرامج.
(2) الرد على الشائعات وتصحيح المفاهيم وتقارب وجهات النظر.
(3) التجنيد الحزبي والحشد الانتخابي وزيادة الكتلة التصويتية المؤيدة.
4) تقوية شبكة العلاقات الإنسانية والاجتماعية.
المضمون:
(1) يتعامل مع قضايا الشعب واهتماماته، التي تتراوح بين القضايا الصغيرة مثل: لون لوحة السيارة، والكبيرة مثل: أسعار النفط، وقضايا الحرب والسلام.
(2) يتناول القضايا المصرية العاجلة والأولويات المفروضة ومنها:
أ- سرعة التحول الديمقراطي "خارطة طريق معلنة وواضحة- جدول زمني محدد لانتقال السلطة لحكومة مدنية منتخبة".
ب- الاستقرار الأمني "محور الارتكاز في الحياة والنهضة الشاملة".
ج- النهوض المعيشي والاقتصادي.
د- الوحدة الوطنية "بين كل فئات وشرائح وألوان وعقائد ومذاهب المجتمع المصري والحذر من اختزالها في بعض مظاهر الاحتقان بين بعض المسلمين وبعض الأقباط".
ذ- مقاومة الضغوط الخارجية "ترسيخًا للسيادة الوطنية وحماية للثروات المصرية".
خصائص لازمة
(1) قوة البداية "الإرسال.. الاستقبال".
(2) قوة النهاية "الانطباع المريح عنك وعن فكرتك".
(3) قوة الرسالة "الدقة.. الوضوح.. الاختصار".
خصائص مضافة
(1) تصالحي.. لا تصادمي ولا عدائي يسعى لوحدة الصف ولم الشمل.
(2) وطني وغير فصائلي.. يعتمد المصلحة الوطنية لا الشخصية ولا الحزبية.
(3) أخلاقي.. يحترم الخصوصيات ومنظومة القيم المصرية والعربية والإسلامية، كما يعتبر لمشاعر والشعائر.
(4) واقعي.. لا يحلِّق في سماء الأحلام والأوهام ويتناول الممكن.
(5) مبشّر.. يبث الأمل، ويعرض المكتسبات والنجاحات المتحققة والفرص والوارد المتاحة كما يعرض التحديات وفي الأخير يؤكد قدرتنا على الإنجاز والنجاح.
(6) علمي.. يعتمد الحقائق والوثائق والأرقام والنماذج الدولية الناجحة.
(7) مرتب ومتسلسل.. عناصر محددة وقصيرة؛ حتى لا يملّ المشارك المستمع.
( الشراكة والمؤسسية.. يعتبر الآخر وأن مهمة الإصلاح أكبر من أي فصيل منفصل مهما كانت إمكاناته.
متطلبات ومحاذير
(1) تجنَّب الاستفزاز والتحدّي.
(2) كن هادئًا ولا تغضب.
(3) تعامل جيدًا مع الرأي الآخر.
(4) لا تحوِّل الحوار الفكري إلى معركة.
(5) لخّص رسالتك في نهاية الحوار بأدقِّ الكلمات وأقلها.
(6) اترك أفضل انطباع عنك وعن فكرتك.
(7) احذر الاستعلاء أو الدونية وتحرَّر من أسر الـ"أنا".
( لا تضع نفسك في الزاوية، وتدرَّب على فن الخروج من الكمائن.
(9) أنت لست مجبرًا أن تجيب على كل الأسئلة.
(10) لا تصرَّ على انتزاع إجابات بعينها؛ فأنت في حوار فكري لا تحقيق قضائي.
(11) امنح محاورك فرص الهروب والخروج فهي من شيم النبلاء.
(12) تجنَّب الكلمات المستفزّة واختر الكلمات الرقيقة.
(13) استخدم لغة الجسد بفاعلية ويقظة.
(14) اخرج بأصدقاء جدد وتجنّب صناعة الأعداء.
(15) لا تشارك إن لم تكن مستعدًّا.
(16) التركيز هو خطاب انتخابي هدفه دفع الجمهور للتصويت للحزب.
(17) الضوابط الحاكمة "ميثاق شرف".
جملة من النقاط المطلوب اعتبارها خلال الجولة الانتخابية، ومنها:
(1) التحفظ في الوعود الانتخابية والتزام الصدق والشفافية والواقعية.
(2) تمثل القدوة العملية للتعبير وبصدق عن هوى وهوية المصريين ومرجعيتهم الإسلامية وثقافتهم العربية وعمقهم الإفريقي.
(3) احترام الحقوق الدستورية والقانونية للأفكار والألوان والمعتقدات كافةً، بعيدًا عن الترويع والتهويل والتخوين، فكلنا مصريون.
(4) تجنب فرض الوصاية من أحد على أحد، سواءٌ كانت باسم الدين أو السياسة أو الفكر، أو ما يُسمَّى بـ"النخبة" التي اكتشفت أنها تحتاج إلى معرفة معمَّقة بالشعب المصري وسماته الشخصية.
(5) تجنُّب تحويل السجالات السياسية إلى معارك مصيرية، تُهدر فيها القيم، ويكون شعارها "الغاية تبرّر الوسيلة".
(6) تقديم نموذج في المسئولية الوطنية والممارسة الديمقراطية؛ لتكون البرامج والأفكار مرتبطةً بالمصالح العليا لمصر في هذا الظرف التاريخي الحرج.
(7) تجنُّب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات، واحترام الخصوصية، والابتعاد عن أساليب التشهير والتجريح.
( الحرص على محلية ووطنية الأفكار والأموال؛ حفاظًا على السيادة الوطنية والثورة المصرية.
(9) تجنُّب التوظيف السياسي للنزعة القبلية أو الطائفية أو الدينية، وتأكيد حرية التنافس والحوار على أساس البرامج والرؤى والسياسات والخدمات.
(10) تجنُّب التوظيف السياسي للمؤسسات الدينية "المساجد، الكنائس" على مستوى لغة الخطاب والتأطير الحزبي والفعاليات؛ حفاظًا على النسيج المجتمعي.
(11) نشر ثقافة العمل المشترك في المساحات المشتركة بين القوى الوطنية، وترسيخ سلوك قبول الآخر.
(12) القبول بنتائج الانتخابات، واحترام إرادة الناخبين، وعدم خلط الأوراق باستدعاء الخلفيات السلبية وتصفية الحسابات التاريخية
( للمرشحين فقط ) مشكلات الخطاب الإنتخابي : الرسالة والوسيلة (1)
كتب / وائل الحديني :
في حال تساوت الجهود الإعلامية للحملات الانتخابية للمرشحين ، تبقى قدرة ـ حزب ما ـ على الاتصال الشخصي هي عامل الحسم ، ووسيلة استثارة الجوانب الإيجابية للناخبين للتصويت لمرشحيه أكبر.
حتى وإن تعرض حزب ما لحملات إعلامية مضادة ، وفشل في إدارة حملة إعلانية في الوسائل المقرؤة والمرئية لصالح منافسيه ، فأنه سيتمكن من الفوز الحاسم ، في حال استطاع حشد أعداد ( أكبر ) من المتطوعين وأدار حملة طرق أبواب ( متنوعة ) بنجاح .
لكن يبقى أن لغة الخطاب ( الرسالة ) سواء كان ( جماهيرياً ) مباشراً أو في شكل بيان انتخابي هي الأصعب ، في حال افتقاد المرشح عقل (السياسي ) وعين (الإعلامي ) في رؤية الواقع ومتطلباته وموازناته ، والجنوح ( المستمر ) إلى الماضي بمرراته ومبرراته .
الانتخابات التركية نموذجاً :
1ـ تعرض حزب العدالة والتنمية التركي للكثير من المصاعب في الانتخابات الأخيرة ، بينها هجوم متواصل من وسائل الإعلام خاصة المقرءوة .
2ـ نزل منافسه حزب الشعب الجمهوري بزعامة كمال كليغدار أوغلو برسائل إقناعية ( ناجحة ) إلى المناطق الكردية ، التي كانت تمثل مرتكزا ( هاماً ) في حملات العدالة.
3ـ تركيز الإعلام على الاستقرار النفسي لكليجدار مقابل الانفعال والمزاج المتقلب لأردوغان .
في مواجهة ذلك : لجأ حزب العدالة والتنمية لحملة طرق أبواب بحشد أكثر من 26 ألف متطوع في إسطنبول وحدها نصفهم من النساء يتحركون في مجموعات من 9 أشخاص بشكل مدورس ومنظم ، لم يتركوا باب منزل ولا متجر إلا طرقوا بابه وأدارو حواراً حول الحزب وجهوده ورؤيته المستقبلية لنهضة تركيا ، ثم أنهى الحزب الحملة بحشد مليوني أعلن فيه عن فكرة تشييد قناة اسطنبول ( حلم أردوغان المجنون )
النتيجة : حصل الحزب على نسبة تصويت غير مسبوقة 50% .
ويدعم ذلك أن نظرية من نظريات الاتصال ( القديمة ) كانت تعتقد أن كلمة وسائل الإعلام للناخبين بمثابة حقنة تحت الجلد ، (أثبتت فشلها الذريع ) ، لصالح نظرية آخري : قدرة عملية الاتصال الشخصي ، والاتصال على مرحلتين بالاعتماد على قادة الرأي ـ في الحسم الانتخابي .
مع مراعاة أنه لا يعرف ـ بشكل مؤكد ـ الأوزان الحقيقية للوسائل ، والتي تختلف أيضاً باختلاف الشرائح ، لذا ينظر إلى الاتصال الشخصي والمباشر على أنه الوسيلة الأقل تكلفة والأكثر فاعلية وإقناعاً .
الاتصال المباشر
(1) الربط الانتخابي :
يظل قدرة حزب الحرية والعدالة على تفعيل ( الربط الانتخابي ) عامل قوة يفوق قدرة كل المنافسين مجتمعين على الحشد والتصويت .
محاذير ومخاوف :
•أصبح المسمى رويتنياً يرتبط في الذاكرة ، بورقة تسجيل أسماء المحيطين كأرقام ، دون متابعة حدوث اتصال حقيقي بهؤلاء أم لا ، و الانشغال بتفاصيل ومتطلبات ومراحل وتنوعات الحملة الانتخابية .
•عجز الإفراد عن الحصول على رسائل أو وسائل ( إبداعية ) أو (إقناعية) تسهل إدارة نقاش وحوار حول الأهداف المرجوة .
• تشتت أهداف ـ الحملة الانتخابية ـ وعدم وضوحها لدى الأفراد .
• عدم توعية الأفراد بطبيعة المرحلة ، وأن رسائلنا في مرحلة ما قبل الثورة ( كمعارضين ) تختلف عن رسائلنا المفترضة فى مرحلة ما بعد الثورة ( كمنافسين على الحكم ) .
• اعتقاد البعض أن برنامج الحزب هو هدف عملية الاتصال ، وكأن الدعاية للبرنامج ، وليس لمرشحي الحزب
توصيات :
• تغيير مسمى ( الاتصال ) إلى حملة طرق الأبواب ، كنوع من تنشيط وتحفيز الذهن .
•تفرعات حملة طرق الأبواب وتنوعاتها تشمل كأدوات : الأكشاك والخيام والشاحنات (الإعلامية والتعريفية أو الدعائية ) ، وتشمل كأعمال : الجولات والمسيرات والوقفات وزيارات المنازل والمقاهي والمتاجر و......
• أهمية التكامل بين حملة طرق الأبواب وفكرة تنظيم وجذب إطار للمتطوعين ، وفرق وضع رسائل ووسائل إقناعية وإبداعية ، ( عمادهم أولاً ) منتسبي الحزب من غير الإخوان .
• أهمية التفريق كفكر بين ما ( كان ) قبل الثورة وما ( يجب ) بعدها فى الخطاب الإعلامي والرسائل الاتصالية .
•أهمية التفريق بين برنامج الحزب والوعد الانتخابي ( الحلم ) المحلي والمركزي .
المحلي :
ـ القضاء على البطالة عن طريق مشروعات عمل استيعابية.
ـ بناء مساكن لمحدودي الدخل وتخفيض القيمة الإيجارية .
ـ رعاية صحية أفضل .
المركزي : وعد كبير ( هدف قومي ) : مثال :
1ـ في تركيا ( موعدنا 2023 ) :
وهو العام الذي وعد أردوغان بتحويل العاصمة اسطنبول ـ فيه ـ إلى واحدة من ضمن أفضل 10 اقتصاديات في العالم ، مع الفارق أن النموذج التركي سبق وقدم نجاحات كبيرة ، لذا تحظى وعوده بمصداقية ، وهذا يختلف عن حزب يخوض التجربة للمرة الأولى .
2ـ يمكن الترويج لخطة لزراعة 4 مليون (اكتشاف ) د / خالد عوده ( فى حال التأكد من واقعيته ) بما يغير الخريطة السكانية لمصر ( كمثال ) ، مع مراعاة لغة الخطاب تبعاً للشرائح والمناطق .
ملاحظة : أهمية تحديد هدف كبير للحملة ( بذاتها ) : ( التصويت لناخبينا بشكل يؤهلهم للفوز ) ، وتنحية باقي الأهداف والقيم ( جانباً ) في فترة الحملة ، حتى لا تصرف عن الهدف المرحلي الكبير
(2) رصد تجربة الميادين:
تكوين مجموعات شبابية من 20 فرد ، بينهم 6 من الفتيات والنساء لحملة طرق أبواب .
الأداء : حملات متنقلة في الميادين الرئيسي بالبانرات ( يحملها أطفال أحياناً ) ، للتعريف ببرنامج الحزب ووسائله وأهدافه .
الأدوات : بانرات وسماعات وداتا شو ، وأوراق تحمل ملخص لبرنامج الحزب .
الإنجاز : 6 جولات ، توزيع 7000 ورقة .
المدة الزمنية : أسبوعين .
التعرض : 7 آلاف شخص .
إيجابيات :
وجود أطفال وسيدات .
التكرار والملاحقة والتنوع فى العرض حال ضعف التجاوب .
طرح أسئلة فورية حول ورقة البرنامج ، وتقديم جوائز .
الوجود الشبابي اللافت .
الاستعانة بسياسيين محنكين مرتين على الأقل والاستفادة من طريقة طرحهم .
سلبيات :
الافتقاد لرسائل إبداعية .
عدم التأهيل الجيد سياسياً للأفراد .
ضعف الأعداد والجولات مقابل الفترة الزمنية الطويلة نسبياً .
الابتعاد عن الهدف الكبير ( التصويت ) والتركيز على البرنامج والحزب ( فقط ) .
ليس هناك وعود انتخابية ( حلم ) .
عدم المتابعة والتقويم السريع للأداء ووضع بدائل واقتراحات .
افتقاد رؤية التواصل مع الشرائح المختلفة . ( يمكن تفعيل التواصل مع الشرائح وكأننا مقبلين على انتخابات مهنية ) بالحديث مع كل شريحة عن قدرة الحزب في حال الفوز على تحقيق مطالبها .
(3) رصد تجربة المربعات وحملة طرق أبواب المنازل :
تم تقسيم الحيز السكني إلي مربعات سكنية ، مثلا : (3) مربعات سكنية ، يجهز لها (3) فرق عمل .
يقوم الفريق بتغطيه المربع السكني ـ10 شوارع ـ ( بالكامل ) بالمرور علي كل البيوت وكل الشقق ، على مدار 3ـ 4 أيام خلال الشهر .
تم تجهيز مواد دعوية أو دعائية لتوزيعها علي البيوت والشقق (تحمل قيم وموقعة باسم الحزب أو الجماعة ) .
تم التحرك في مجموعات ، مع كل مجموعه شخصية معروفه من أهل الشارع .
تكرار نفس الحملة من اجل توصيل برنامج المرشحين للانتخابات .
الإيجابيات
تجاوز روتين الربط الانتخابي وعيوبه وسلبياته .
الأهالي شعروا بسعادة بالغه ، لأن هناك من يهتم بهم ، والاستقبال يتم بحفاوة بالغه..
صناعة جو عام ( إيجابي ) في الشوارع مع رؤية العدد .
أعطت دفعة نفسيه للأفراد ، وأزالت حاجز الرهبة من التعامل مع المجتمع ، مع تدريبهم علي التواصل المجتمعي .
السلبيات :
عدم وضوح الفرق بين الجو الانتخابي واحتياجاته ، وصناعة صورة ذهنية عن الجماعة ، تتطلب أوقات وأدوات مغايرة .
النساء لم يكن لهم دور .
هي حملة طرق أبواب للتعريف وليس للدعوة للانتخاب والتصويت ، تقبل في حال كانت ممهدة للحملة الرئيسية .
عدم وجود حلم جذاب لاستثارة مشاعر الناخب .
الخلط بين الدعوي والانتخابي ، تبعاً للرسائل والمطبوعات المتاحة ، مع عدم التركيز في الأهداف .
احتياجات :
تأهيل رموز يجيدون التحدث .
توفير رسائل مركزة .
رصد التجربة بأبعادها وإيجابياتها وسلبياتها ، وكيفية تجاوز الأخطاء مستقبلاً .
عمل رسائل توعيه مبسطه لأفراد الصف بطبيعة المرحلة وطبيعة الرسالة التي يجب أن نحملها وبما يناسب المرحلة والأهداف المطلوبة .
التأكيد على أن المسيرات (فقط ) ليست مناسبة كوسيلة طرق أبواب لأنه لا يتاح فيها حوارات مباشره .
ختاماً :
ربما تكاد الثورة تفقد التعاطف الجماهيري الكبير بسبب ( إصرار ) ـ طرف ما ـ على طول الفترة الزمنية المؤقتة ، مع تقنين الفوضى وتأخر أو تلاشي المكتسبات .
الإغراق في الماضي بتفاصيله ، مع عدم القدرة على صياغة رسالة تطمينية واقعية ( للجماهير ) تحمل استشرافاً لمستقبل واعد ( حلم ) فشل كبير .
اللجوء لخطاب قيمي لا يلبي احتياجات الجماهير بمثابة عزلة شعورية ، لا يقطعها إلا رسالة واضحة وبرنامج طموح ينطق بمتطلباتهم .
ربما عانينا في الانتخابات الماضية من شعور ( قوي ) بعدم القدرة على استخلاص مقاعد من بين براثن التزوير ، وهذا آثر سلبياً على الدعاية والحركة والتسويق : فكيف اقنع غيري وأنا ( أساساً ) غير مقتنع ( تماماً ) بقدرتي على الفوز ، لا يجب أن يتبدل الشعور ( هنا) بقدرتي على الحسم ، لأن العائد في الحالتين متشابه يورث : خمول وزهد وكسل .
هذه هي المرة الأولى التي تتاح فيها فرصة للمشاهد (الجاد) للانتقال من شرفة المتفرج ( الناقد ) ، لتأدية دور الممثل الواعد ، وانتقال الجمهور ( غير المهتم ) من خارج الإطار الكبير ، إلى داخل حدود المسرح ، تجربة نتمنى أن يكتب لها النجاح