Admin الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 11:47
| عن النصر |
الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 الموافق ل 736 محرم 1432 العدد: 13978
تجديد شاق للمجالس المحلية
الجمعة, 07 ديسمبر 2012
انحاز لصالح تحالف حمس مع جبهة المستقبل
تصويــت مرشح للأفــلان ضد حزبه يفجر احتجاجــات ببلديــة عين بوزيــان في سكيكــدة
تسبب تصويت مرشح في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني ببلدية عين بوزيان بولاية سكيكدة الفائزة بالأغلبية بسبعة مقاعد، لصالح التكتل الأخضر الذي تمثله حركة مجتمع السلم بأربعة مقاعد والمتحالفة مع جبهة المستقبل بمقعدين، في اندلاع احتجاجات عارمة لأنصار الحزب العتيد الذين تجمعوا مساء أول أمس أمام مقر البلدية قبل أن يقرروا اقتحامها بالمئات منددين بما سموه "بالخيانة الحزبية" للمرشح(ق.ح) الذي انسلخ حسبهم عن مبادئ الحزب وباع صوته لمرشحي القائمتين المذكورتين وصادر بذلك أصوات مناضلي وأنصار الحزب بالبلدية الذين وضعوا ثقتهم في مرشحي القائمة التي يتصدرها حسان بوهزة، مطالبين في ذات السياق أن يكون هذا الأخير رئيسا للمجلس.
حسب ما استقته النصر التي تنقلت إلى البلدية فور اندلاع الاحتجاج ومن خلال حديثها مع المرشحين بقاعة الاجتماعات، فإن القضية بدأت خلال عملية التصويت السري الذي جرت بالبلدية تحت إشراف رئيس دائرة سيدي مزغيش حيث اكتشف مرشحو الأفلان بعد انتهاء عملية التصويت وجود ست أوراق فقط لصالح الحزب، حينها استغربوا عن وجهة الصوت السابع وحامت شكوك حول المرشح الثاني في القائمة على اعتبار أن باقي المرشحين الستة أظهروا الأوراق التي صوتوا بها ليعترف بعدها بأن صوته ذهب لفائدة قائمتي التكتل الأخضر وجبهة المستقبل لتعود الأغلبية النسبية فيما بعد لصالحهما بسبعة مقاعد. وتحجج لهم بكونه حر ومارس حقه الانتخابي وفق قناعته الشخصية الأمر الذي أثار حفيظة مرشحي الأفلان الذين أعربوا في تصريحهم للنصر عن استيائهم الشديد من تصرف زميلهم الذي لم يحترم التزاماته . كما ابدوا استغرابهم لهذه الخرجة غير المنتظرة لا سيما وأن المعني قام قبل إجراء التصويت السري بتزكية متصدر القائمة لأن يكون رئيسا للبلدية وهذا في محضر رسمي.
وجرى حديث وسط المحتجين وأنصار الحزب بأن منطق "الشكارة" لعب لعبته فيما سموها "المؤامرة" التي دبرت للإطاحة بالحزب . و رجحت بعض المصادر التحاق العضو المنشق من الأفلان بالحزبين المذكورين رغبة في تولي رئاسة المجلس بعد أن تلقى وعودا بذلك، غير أن المعني في رده على زملائه وكل من كان في المكتب وبحضور النصر فند ذلك، وأكد بأنه لم يطمع أبدا في هذه المسؤولية وهو الشيء الذي حير المرشحين والمناضلين عن السبب الحقيقي الذي جعله يقدم على هذا التصرف ما دفع أحد مناضلي الأفلان أن يطرح عليه سؤال عن الجهة المستفيدة من الانشقاق غير أنه التزم الصمت ورفض الإجابة وهو ما استدعى حضور مجموعة من إطارات الحزب بولاية سكيكدة يتقدمهم نائب البرلمان هشام رحيم الذي باشر مع المرشح المنشق سلسلة من المفاوضات من أجل إقناعه بالعدول عن موقفه لصالح الحزب لينجح بعد أزيد من ساعة من الزمن في إقناعه غير أن المعني ربط حل المشكلة بضرورة الاجتماع مع محافظ الحزب بسكيكدة الطيب بوساليع. وفي هذا الخصوص علمنا بأن هذا الأخير هو من فرض المرشح المغضوب عليه ثانيا في قائمة مرشحي الحزب بالبلدية على اعتبار أنه أبن خالته والدافع الحقيقي لذلك هو ضمان التصويت لصالحة في انتخابات "السينا".
وقام بعدها العديد من المناضلين بمحاولات أخرى مع المعني للعدول عن قراره حيث طلب منهم إجراء بعض المكالمات الهاتفية قبل اتخاذ القرار لكن في الأخير رفض القبول، وأكد بأن القضية لا تعنيه وحده وإنما هناك أطرافا أخرى تتحكم في القرار من بينها محافظ الحزب بسكيكدة بوساليع الطيب في وقت رفض فيه مرشحو الحزب الموافقة على الذهاب إلى الدور الثاني على اعتبار أن الحزب تحصل على الأغلبية بفارق أكثر من ألف صوت بين باقي الأحزاب الأخرى بنسبة تفوق 50 في المائة، وأشاروا في هذا الخصوص إلى أن حالة بلدية عين بوزيان تعتبر استثنائية ولم تشر إليها المادة30 من القانون العضوي للانتخابات التي تسمح فقط للحاصلين على نسبة 35بالمائة فما فوق للذهاب إلى الدور الثاني.
وقد ظلت البلدية مطوقة بالمحتجين الذين هتفوا مطولا بمتصدر القائمة بوهزة حسان رئيسا للبلدية وقد حاولوا في تلك الأثناء اقتحام مكتب رئيس البلدية أين كان يتواجد المرشح المعني حيث قاموا بتحطيم وتهشيم زجاج البوابة الخارجية وعدد من النوافذ وأكاليل الزهور التي بعثروها في الأرض كما هددوا بحرق منزله قبل أن يتدخل بعض العقلاء ونائب البرلمان هشام رحيم ، حيث تمكنوا من تهدئة المحتجين الذين ظلوا يحاصرون مقر البلدية ، فيما تم استدعاء قوات مكافحة الشغب التي تموقعت في مختلف أنحاء البلدية تراقب الوضع تحسبا لأي طاريء إلى حدود الساعة الحادية عشر من ليلة الخميس إلى الجمعة قبل أن يتفرقوا في هدوء ليخرج بعدها المرشح المغضوب عليه تحت حراسة أمنية مشددة باتجاه منزله. و علمنا أن مناصري الحزب العتيد واصلوا مساء أمس تجمهرهم أمام مقر البلدية لانتظار الجديد الذي وعدوا به.
كمال واسطة