جون ستيوارات هو مقدم برنامج "دا ديلي شو" الكوميدي وقد علق على المظاهرات في البلدان العربية قائلاً:
"لو كنا نعلم أن خطابين وموقعا اجتماعيا هو كل ما نحتاجه لنشر الديمقراطية في العالم لما قمنا باحتلال العراق عسكريا لإسقاط نظام صدام حسين كان علينا محاولة محاربته من خلال موقع الفيسبوك".
هناك في العالم الآن قوة يطلق عليها "المواقع الاجتماعية" على شبكة الإنترنت، جاءت لتحاول التغيير وبطرق جديدة لم يرها العالم من قبل، والغريب أن هذه القوة التي تستخدمها الشعوب لم تفكر الأنظمة الحاكمة حتى الآن في التعامل معها، ولا تؤمن بخطورتها.
الأحداث في تونس الشهر الماضي كانت الشرارة التي انطلقت منها المظاهرات في عدد من البلدان العربية، وذلك باتباعها نفس الطريقة التي أطلق عليها اسم "ثورة التويتر" والتي كان مسرح أحداثها الأولى في إيران عام 2009، وأطلق عليها هذا الاسم لأن المحتجين كانوا يستخدمون الموقع الإلكتروني "تويتر" في تنظيم الأحداث. فبعد أن تعلمت الحكومات من التجربة الإيرانية، كان أول ما فعلته هو منع الاتصال بشبكة الإنترنت، وذلك في محاولة للسيطرة على الوضع والحد من احتجاجات الشعب. وتقوم مجموعات من الشباب المتمرس تكنولوجيا من الالتفاف على محاولات الأنظمة لقطع الاتصال بالشبكة العنكبوتية وذلك بإيجاد وسائل جديدة للتواصل من خلال المواقع الاجتماعية "الفيس بوك" و"التويتر" و"يوتيوب" والمواقع الأخرى. وبدأت تظهر على المواقع رسائل ترشد مستعملي الشبكة إلى الطرق التي يمكن استخدامها للإفلات من الرقابة الحكومية.
فقرات الفيديو التي أوجدها المشاركون في التظاهرات على شبكة الإنترنت على موقع "يوتيوب" كانت مصدر معلومات مهم ينقل الأحداث على الأرض كما حصل عندما ظهر هذا الفيديو عن طريق أحد المشاركين على موقع الإنترنت والذي يظهر وقوف أحد الأشخاص بتحد تام أمام إحدى المدرعات العسكرية.
في الوقت نفسه كان "تويتر" يستخدم بطريقة أكبر لتنظيم حركة المتظاهرين على الأرض وتنظيم المكان والزمان الذي سيتم فيه الانطلاق وفي رسائل قصيرة أخرى "تويتس" كان هناك شرح لحظي للأحداث.
عندما حجبت خدمات آخر مزود محلي لشبكة الإنترنت قامت شركتا "جوجل" و"تويتر" بالاتفاق معا لتوفير 3 أرقام هواتف دولية، حيث أصبح بالإمكان الاتصال عن طريق الخط الثابت بهذه الأرقام وتسجيل رسائل صوتية قصيرة على موقع "تويتر" حيث يقوم المستخدم بالدخول إلى الموقع وسماع هذه الرسائل بدلا من قراءتها وهذا ما أعطى هذه الرسائل سمة أكثر شخصية وأكثر إنسانية حيث يمكن سماع صوت الشخص المرسل وسماع الأجواء التي حوله والتفاعل معها بشكل أكبر بكثير من مجرد قراءتها مكتوبة.
قرار حجب الاتصال بالشبكة العنكبوتية وبالهواتف النقالة دفع العديد من الناس إلى النزول للشارع لإسماع أصواتهم لعدم قدرتهم على التواصل من داخل بيوتهم.
لعبت المواقع الاجتماعية دورا مهما في انتشار الخبر ونستطيع التماس ذلك حيث كانت هذه المواقع تنصح المتظاهرين بالتوجه إلى مكان محدد وفي ساعة محددة وتقديم معلومات أخرى مثل كيفية تجنب مواقع تفتيش الشرطة في الشوارع.
نجاح هذه المواقع الاجتماعية بمساعدة المتظاهرين أو فشلها هي نقطة جدال، لكن النقطة الأهم هي أن الأحداث أظهرت بشكل بارز أهمية هذه المواقع الاجتماعية للطرفين وأن الجميع يقوم باستخدام مثل هذه الطرق في منطقة الشرق الأوسط للإعلان عن القضايا والمواضيع المهمة وهي أصبحت تلعب دورا أساسيا في إيصال وجهة النظر إلى العالم.
المصدر: صحيفة "ريا نوفوستي" الروسية
الحملات الإلكترونية.. وصناعة التاريخ (حوار)
قد لا يختلف اثنان من رواد الشبكة العنكبوتية والخبراء في مجال الإنترنت على الدور الكبير الذي تلعبه الحملات الإلكترونية في تغيير مجرى الكثير من الأحداث على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات بل وصناعة التاريخ في بعض الأحيان، ولا أدل على ذلك من الثورة التي شهدتها تونس مؤخرا وأطاحت بالنظام الحاكم وتلك المستمرة في مصر حاليا؛ حيث أن كلتا الثورتين انطلقت بصورة أساسية من خلال الحملات الإلكترونية على الشبكات الاجتماعية مثل "فيسبوك" و"تويتر".
في هذا الحوار التقت "رسالة الإسلام" الأستاذ عمر مشوح، المتخصص في تقنية المعلومات ومؤسس ورئيس تحرير موقع "التقانة العربية" للمقالات التقنية، الذي تحدث عن ماهية الحملات الإلكترونية، وأهم مقومات وشروط نجاحها، وسلط الضوء على مدى تأثير هذه الحملات في حدوث التغيير في الوقت الراهن.
ما هو تعريفك للحملات الإلكترونية؟.. وما هو الفرق بينها وبين الحملات الإعلامية التقليدية التي تضطلع بها جهة معينة على أرض الواقع؟
إن الحملة الإلكترونية - أو ما يسمى في بعض الأحيان بـ "النشاط الرقمي" - هي سلسلة من الأنشطة المتواصلة يقوم بها مجموعة أفراد من خلال الإنترنت، وتستخدم فيها أدوات الإعلام الجديد من أجل إحداث تغيير ما أو التأثير في الرأي العام بشأن قضية معينة.
والفرق الرئيس بين الحملات الإلكترونية والحملات الإعلامية التقليدية هو الأدوات؛ فأدوات الحملات الإلكترونية تقنية وساحتها الإنترنت، أما الحملات الإعلامية التقليدية فأدواتها الإعلام التقليدي (صحف، مجلات، تلفزيون، راديو)، وساحتها قد تمتد إلى الواقع من خلال المؤتمرات أو الندوات حسب برنامج وهدف الحملة.
ما هي عوامل وشروط نجاح الحملات الإلكترونية في تحقيق التغيير والـتأثير المطلوب؟
إن الحملات الإلكترونية مثلها مثل بقية الحملات، تتطلب شروط ومواصفات خاصة حتى تنجح في تحقيق أهدافها من تغيير وتأثير:
- فهي سلسلة متواصلة من الأنشطة، وليست نشاطا واحدا مؤقتا مهما كانت النتيجة.
- وهي محددة بهدف وفترة زمنية محددة.
- وهي تخاطب فئات محددة تخص غرض الحملة وهدفها.
- وهي تستخدم أدوات حديثة يستخدمها أو يتعامل معها جمهور الإنترنت.
- وهي تحمل رسالة واضحة لجمهورها لكي يعرف ماذا تريد منه.
- وهي تستعين بمتطوعين يؤمنون بفكرتها وهدفها.
- وهي تملك موردا ماديا يلبي احتياجاتها البشرية والتقنية والإعلانية.
- وهي أولا وأخيرا يقودها فريق عمل متمكن.. مؤمن بها.. مضحي لأجلها.. فاهم لتفاصيلها.. فاهم لرسالته.. متصالح مع واقعه لكي تسير حملته بكل سلاسة وسلامة.
لماذا تعتبر الحملات الإلكترونية سلاح للمقيدين والمكممة أفواههم؟
يجب أن نتعرف أن التقنية الحديثة وخاصة الانترنت فتحت آفاقا واسعة للعمل والحركة خاصة في عالمنا العربي والإسلامي؛ حيث لا توجد فرصة للتعبير عن الرأي، ولا توجد مساحة للحركة، ولا يوجد منبر للعمل والإبداع، فأصبحت الشعوب مقيدة تماما إلا من الجري وراء لقمة العيش فقط حتى لا تهتم ببقية الأمور!
وفي ظل هذه الظروف كان الإنترنت المتنفس الوحيد لهذه الشعوب للتعبير عن رأيها وفكرها؛ لذلك أصبح الجميع يعبر عن رأيه من خلالها سواء بقناع أو بدون قناع، وأصبح الجميع يكتب ما يريد ويقول ما يريد، لأنه لا يوجد رقيب عليه عندما يكتب أو يعبر.
ورغم كل المضايقات على الانترنت والمواقع الإلكترونية، لكنها مازالت السبيل الوحيد للتعبير عن الرأي بكل حرية وشفافية.
وقد ظهرت الحملات الإلكترونية لتؤكد أن الشعوب لم تفقد بعد سلاحها في محاربة الظلم والاستبداد والطغيان؛ وتبين للجميع أن تأثير هذه الحملات لا يقل عن تأثير الحملات الإعلامية التقليدية بل يزيد عليه في كثير من الأحيان.
هل ساهم تنوع مصادر انطلاق الحملات الإلكترونية - بدءً من المنتديات الإلكترونية والمواقع العامة مروراً بالشبكات الاجتماعية بالتدوين كإعلام جديد - في زيادة التأثير الناجم من هذه الحملات؟
بالطبع؛ فتنوع المصادر وتطورها أيضا شكل عاملا إيجابيا في نجاح الحملات، فقبل ظهور الشبكات الاجتماعية وأدوات الإعلام الجديد كان الأمر مقتصرا على المنتديات والمواقع العامة، وهذا كان يعني: عدم وصول الحملة إلى شرائح كثيرة، وبطئها، وصعوبة التخطيط لها وقياس مدى التأثير.
لكن الآن ومع استخدام الشبكات الاجتماعية وأدوات الإعلام الجديد، أصبحت الحملات أسرع ظهورا وأسرع نقلا للمعلومة، وتوسعت شرائح المستخدمين والفئات المستهدفة في الحملات.
ولا ننسى أن تزايد عدد المستخدمين للإنترنت كان عاملا مساعدا أيضا، وقيام وسائل الإعلام التقليدية بالاعتماد على وسائل الإعلام الجديد كمنبع من منابع أو مصادر الأخبار أيضا له دور مهم في زيادة التأثير الإيجابي للحملات.
هل تعتقد أن الحملات الإلكترونية اليوم أصبحت وسيلة أكثر جذباً للمتلقي العربي ويمكن لها التأثير المشاهد على أرض الواقع؟
إن الحملات الإلكترونية أعتبرها حلقة في سلسلة وخطوة من مجموعة خطوات للتأثير أو التغيير، فلا يمكن أن نعتبرها مشروعا كاملا للتأثير أو التغيير، لكنها خطوة أولى ومهمة، بعدها نحتاج إلى خطوات عملية وعلى الواقع أو حملات إلكترونية، لكنها مستمرة لتحقيق أهداف أخرى تصب في نفس الدائرة التي نريد التغيير فيها.
لذلك أعتقد أن الحملات الإلكترونية مؤثرة جدا في عالمنا العربي والإسلامي، والحكومات أو الأنظمة تتابعها وتهتم بها وقد تغير قراراتها إذا كانت الحملة قوية ومؤثرة. لكن ليس كل الحملات تنتهي بالتغيير أو التأثير، فهذا يعتمد على طبيعة الحملة وهدفها، وهل تحتاج إلى تحرك على الواقع لإكمال عملية التغيير أم لا، كل ذلك يؤخذ بعين الاعتبار عند مقياس مستوى التأثير أو التغيير.
"لو كنا نعلم أن خطابين وموقعا اجتماعيا هو كل ما نحتاجه لنشر الديمقراطية في العالم لما قمنا باحتلال العراق عسكريا لإسقاط نظام صدام حسين كان علينا محاولة محاربته من خلال موقع الفيسبوك".
هناك في العالم الآن قوة يطلق عليها "المواقع الاجتماعية" على شبكة الإنترنت، جاءت لتحاول التغيير وبطرق جديدة لم يرها العالم من قبل، والغريب أن هذه القوة التي تستخدمها الشعوب لم تفكر الأنظمة الحاكمة حتى الآن في التعامل معها، ولا تؤمن بخطورتها.
الأحداث في تونس الشهر الماضي كانت الشرارة التي انطلقت منها المظاهرات في عدد من البلدان العربية، وذلك باتباعها نفس الطريقة التي أطلق عليها اسم "ثورة التويتر" والتي كان مسرح أحداثها الأولى في إيران عام 2009، وأطلق عليها هذا الاسم لأن المحتجين كانوا يستخدمون الموقع الإلكتروني "تويتر" في تنظيم الأحداث. فبعد أن تعلمت الحكومات من التجربة الإيرانية، كان أول ما فعلته هو منع الاتصال بشبكة الإنترنت، وذلك في محاولة للسيطرة على الوضع والحد من احتجاجات الشعب. وتقوم مجموعات من الشباب المتمرس تكنولوجيا من الالتفاف على محاولات الأنظمة لقطع الاتصال بالشبكة العنكبوتية وذلك بإيجاد وسائل جديدة للتواصل من خلال المواقع الاجتماعية "الفيس بوك" و"التويتر" و"يوتيوب" والمواقع الأخرى. وبدأت تظهر على المواقع رسائل ترشد مستعملي الشبكة إلى الطرق التي يمكن استخدامها للإفلات من الرقابة الحكومية.
فقرات الفيديو التي أوجدها المشاركون في التظاهرات على شبكة الإنترنت على موقع "يوتيوب" كانت مصدر معلومات مهم ينقل الأحداث على الأرض كما حصل عندما ظهر هذا الفيديو عن طريق أحد المشاركين على موقع الإنترنت والذي يظهر وقوف أحد الأشخاص بتحد تام أمام إحدى المدرعات العسكرية.
في الوقت نفسه كان "تويتر" يستخدم بطريقة أكبر لتنظيم حركة المتظاهرين على الأرض وتنظيم المكان والزمان الذي سيتم فيه الانطلاق وفي رسائل قصيرة أخرى "تويتس" كان هناك شرح لحظي للأحداث.
عندما حجبت خدمات آخر مزود محلي لشبكة الإنترنت قامت شركتا "جوجل" و"تويتر" بالاتفاق معا لتوفير 3 أرقام هواتف دولية، حيث أصبح بالإمكان الاتصال عن طريق الخط الثابت بهذه الأرقام وتسجيل رسائل صوتية قصيرة على موقع "تويتر" حيث يقوم المستخدم بالدخول إلى الموقع وسماع هذه الرسائل بدلا من قراءتها وهذا ما أعطى هذه الرسائل سمة أكثر شخصية وأكثر إنسانية حيث يمكن سماع صوت الشخص المرسل وسماع الأجواء التي حوله والتفاعل معها بشكل أكبر بكثير من مجرد قراءتها مكتوبة.
قرار حجب الاتصال بالشبكة العنكبوتية وبالهواتف النقالة دفع العديد من الناس إلى النزول للشارع لإسماع أصواتهم لعدم قدرتهم على التواصل من داخل بيوتهم.
لعبت المواقع الاجتماعية دورا مهما في انتشار الخبر ونستطيع التماس ذلك حيث كانت هذه المواقع تنصح المتظاهرين بالتوجه إلى مكان محدد وفي ساعة محددة وتقديم معلومات أخرى مثل كيفية تجنب مواقع تفتيش الشرطة في الشوارع.
نجاح هذه المواقع الاجتماعية بمساعدة المتظاهرين أو فشلها هي نقطة جدال، لكن النقطة الأهم هي أن الأحداث أظهرت بشكل بارز أهمية هذه المواقع الاجتماعية للطرفين وأن الجميع يقوم باستخدام مثل هذه الطرق في منطقة الشرق الأوسط للإعلان عن القضايا والمواضيع المهمة وهي أصبحت تلعب دورا أساسيا في إيصال وجهة النظر إلى العالم.
المصدر: صحيفة "ريا نوفوستي" الروسية
الحملات الإلكترونية.. وصناعة التاريخ (حوار)
قد لا يختلف اثنان من رواد الشبكة العنكبوتية والخبراء في مجال الإنترنت على الدور الكبير الذي تلعبه الحملات الإلكترونية في تغيير مجرى الكثير من الأحداث على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات بل وصناعة التاريخ في بعض الأحيان، ولا أدل على ذلك من الثورة التي شهدتها تونس مؤخرا وأطاحت بالنظام الحاكم وتلك المستمرة في مصر حاليا؛ حيث أن كلتا الثورتين انطلقت بصورة أساسية من خلال الحملات الإلكترونية على الشبكات الاجتماعية مثل "فيسبوك" و"تويتر".
في هذا الحوار التقت "رسالة الإسلام" الأستاذ عمر مشوح، المتخصص في تقنية المعلومات ومؤسس ورئيس تحرير موقع "التقانة العربية" للمقالات التقنية، الذي تحدث عن ماهية الحملات الإلكترونية، وأهم مقومات وشروط نجاحها، وسلط الضوء على مدى تأثير هذه الحملات في حدوث التغيير في الوقت الراهن.
ما هو تعريفك للحملات الإلكترونية؟.. وما هو الفرق بينها وبين الحملات الإعلامية التقليدية التي تضطلع بها جهة معينة على أرض الواقع؟
إن الحملة الإلكترونية - أو ما يسمى في بعض الأحيان بـ "النشاط الرقمي" - هي سلسلة من الأنشطة المتواصلة يقوم بها مجموعة أفراد من خلال الإنترنت، وتستخدم فيها أدوات الإعلام الجديد من أجل إحداث تغيير ما أو التأثير في الرأي العام بشأن قضية معينة.
والفرق الرئيس بين الحملات الإلكترونية والحملات الإعلامية التقليدية هو الأدوات؛ فأدوات الحملات الإلكترونية تقنية وساحتها الإنترنت، أما الحملات الإعلامية التقليدية فأدواتها الإعلام التقليدي (صحف، مجلات، تلفزيون، راديو)، وساحتها قد تمتد إلى الواقع من خلال المؤتمرات أو الندوات حسب برنامج وهدف الحملة.
ما هي عوامل وشروط نجاح الحملات الإلكترونية في تحقيق التغيير والـتأثير المطلوب؟
إن الحملات الإلكترونية مثلها مثل بقية الحملات، تتطلب شروط ومواصفات خاصة حتى تنجح في تحقيق أهدافها من تغيير وتأثير:
- فهي سلسلة متواصلة من الأنشطة، وليست نشاطا واحدا مؤقتا مهما كانت النتيجة.
- وهي محددة بهدف وفترة زمنية محددة.
- وهي تخاطب فئات محددة تخص غرض الحملة وهدفها.
- وهي تستخدم أدوات حديثة يستخدمها أو يتعامل معها جمهور الإنترنت.
- وهي تحمل رسالة واضحة لجمهورها لكي يعرف ماذا تريد منه.
- وهي تستعين بمتطوعين يؤمنون بفكرتها وهدفها.
- وهي تملك موردا ماديا يلبي احتياجاتها البشرية والتقنية والإعلانية.
- وهي أولا وأخيرا يقودها فريق عمل متمكن.. مؤمن بها.. مضحي لأجلها.. فاهم لتفاصيلها.. فاهم لرسالته.. متصالح مع واقعه لكي تسير حملته بكل سلاسة وسلامة.
لماذا تعتبر الحملات الإلكترونية سلاح للمقيدين والمكممة أفواههم؟
يجب أن نتعرف أن التقنية الحديثة وخاصة الانترنت فتحت آفاقا واسعة للعمل والحركة خاصة في عالمنا العربي والإسلامي؛ حيث لا توجد فرصة للتعبير عن الرأي، ولا توجد مساحة للحركة، ولا يوجد منبر للعمل والإبداع، فأصبحت الشعوب مقيدة تماما إلا من الجري وراء لقمة العيش فقط حتى لا تهتم ببقية الأمور!
وفي ظل هذه الظروف كان الإنترنت المتنفس الوحيد لهذه الشعوب للتعبير عن رأيها وفكرها؛ لذلك أصبح الجميع يعبر عن رأيه من خلالها سواء بقناع أو بدون قناع، وأصبح الجميع يكتب ما يريد ويقول ما يريد، لأنه لا يوجد رقيب عليه عندما يكتب أو يعبر.
ورغم كل المضايقات على الانترنت والمواقع الإلكترونية، لكنها مازالت السبيل الوحيد للتعبير عن الرأي بكل حرية وشفافية.
وقد ظهرت الحملات الإلكترونية لتؤكد أن الشعوب لم تفقد بعد سلاحها في محاربة الظلم والاستبداد والطغيان؛ وتبين للجميع أن تأثير هذه الحملات لا يقل عن تأثير الحملات الإعلامية التقليدية بل يزيد عليه في كثير من الأحيان.
هل ساهم تنوع مصادر انطلاق الحملات الإلكترونية - بدءً من المنتديات الإلكترونية والمواقع العامة مروراً بالشبكات الاجتماعية بالتدوين كإعلام جديد - في زيادة التأثير الناجم من هذه الحملات؟
بالطبع؛ فتنوع المصادر وتطورها أيضا شكل عاملا إيجابيا في نجاح الحملات، فقبل ظهور الشبكات الاجتماعية وأدوات الإعلام الجديد كان الأمر مقتصرا على المنتديات والمواقع العامة، وهذا كان يعني: عدم وصول الحملة إلى شرائح كثيرة، وبطئها، وصعوبة التخطيط لها وقياس مدى التأثير.
لكن الآن ومع استخدام الشبكات الاجتماعية وأدوات الإعلام الجديد، أصبحت الحملات أسرع ظهورا وأسرع نقلا للمعلومة، وتوسعت شرائح المستخدمين والفئات المستهدفة في الحملات.
ولا ننسى أن تزايد عدد المستخدمين للإنترنت كان عاملا مساعدا أيضا، وقيام وسائل الإعلام التقليدية بالاعتماد على وسائل الإعلام الجديد كمنبع من منابع أو مصادر الأخبار أيضا له دور مهم في زيادة التأثير الإيجابي للحملات.
هل تعتقد أن الحملات الإلكترونية اليوم أصبحت وسيلة أكثر جذباً للمتلقي العربي ويمكن لها التأثير المشاهد على أرض الواقع؟
إن الحملات الإلكترونية أعتبرها حلقة في سلسلة وخطوة من مجموعة خطوات للتأثير أو التغيير، فلا يمكن أن نعتبرها مشروعا كاملا للتأثير أو التغيير، لكنها خطوة أولى ومهمة، بعدها نحتاج إلى خطوات عملية وعلى الواقع أو حملات إلكترونية، لكنها مستمرة لتحقيق أهداف أخرى تصب في نفس الدائرة التي نريد التغيير فيها.
لذلك أعتقد أن الحملات الإلكترونية مؤثرة جدا في عالمنا العربي والإسلامي، والحكومات أو الأنظمة تتابعها وتهتم بها وقد تغير قراراتها إذا كانت الحملة قوية ومؤثرة. لكن ليس كل الحملات تنتهي بالتغيير أو التأثير، فهذا يعتمد على طبيعة الحملة وهدفها، وهل تحتاج إلى تحرك على الواقع لإكمال عملية التغيير أم لا، كل ذلك يؤخذ بعين الاعتبار عند مقياس مستوى التأثير أو التغيير.