المحلل السياسي نيكولاي ستاريكوف: واشنطن تخطط لحرب جديدة وقودها العالم العربي
نيكولاي ستاريكوف كيف سيؤثر مقتل ابن لادن على الأوضاع في الشرق الأوسط وهل تصدق الرواية الأمريكية حول مقتله؟
انا من المتشككين بالرواية الامريكية ولا اصدق ان الامريكان صفوا بن لادن. والحقيقة التي لامراء فيها ان هذا الشخص صناعة اميركية وعميل للاستخبارات كما ان الاميركان لم يعرضوا اية ادلة لابصورة ولا بصوت تؤكد رواية تصفية بن لادن . والتصريحات الغريبة عن دفنه وفقا لاعراف الشريعة الاسلامية محض هراء حسب معرفتي فان المسلمين لايدفنون مواتهم بالقاء جثثهم في عرض البحر . ووفق قناعتي فان المسالة لاتتعدى امرين ، اما ان تكون الولايات المتحدة صفت بن لادن منذ زمن طويل وفق مبدا انه يعرف الكثير ويجب التخلص منه وجرى الاعلان عن موته في وقت مناسب لغاية محددة وفي سياق خطة استخبارية واسعة احد عناصرها المهمة الاعلام. او ان بن لادن يقضي بقية سنوات حياته في ضاحية بلندن مثلا وبعملية تجميل تخفي ملامحه المعروفة . وسيلتقيه الكادر الشاب المنتسب لاجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية او يعرض لهم فلم عن حياته.
الآن يبدو أن الأحداث تتجه نحو مزيد من الاشتعال في اليمن وليبيا وسورية، كيف ترون الأوضاع من وجهة نظركم؟
قبل شهرين تحدثت الى قناتكم . وللاسف فان الاحداث تجري وفق السيناريو القاتم الذي تحدثنا عنه. الغرب والولايات المتحدة الغرب والولايات المتحدة يواصلون خطة زعزعة الأمن في المنطقة وتحديدا في سورية وليبيا واليمن ولكن باساليب وطرق مختلفة. في ليبيا العملية سافرة وبدون قناع . طائرات الناتو تواصل قصف المنشآت المدنية والبنى التحتية واخرها مبنى التلفزيون الليبي. اريد ان اسأل ماعلاقة التلفزيون بمنطقة الحظر الجوي فوق ليبيا التي نص عليها قرار الأمم المتحدة لم نسمع من قبل ان مجمعا تلفزيونيا يعيق الحظر الجوي. مايجري في ليبيا عمليات قذرة ووقحة لحلف شمال الاطلسي يذهب ضحيتها المدنيون الليبيون. اما في اليمن فان الاحداث تتطور بشكل ماساوي ووفقا للسيناريو الامريكي. واشنطن تخطط لفوضى شاملة في هذا البلد. يوم الجمعة الماضية حصل امر غريب اثناء الصلاة يقصف مسجد بصواريخ موجهة ويجرى الحديث ان الفاعلين هم مسلحون قبليون الامر الذي لانستطيع تصديقه. كيف لمسلم ان يقصف مسجدا واثناء صلاة الجمعة . ثم انني اتسائل من اين لهذه القبائل البدوية صواريخ تصيب اهدافها بدقة ودون ان تخطيء ولو لبضعة امتار. ترى هل لدى هذه القبائل البدوية اقمارا صناعية ترصد حركة الرئيس والمسؤولين الكبار وتختار اهداف القصف بدقة ؟ بالطبع فأن العملية واضحة وارتكبت على ايدي اجهزة استخبارية غربية تعمل بنشاط في اليمن. في سورية رأينا ان الامور بدأت تتجه نو الاستقرار ثم فجأة يظهر مسلحون في المدن ويوجهون اسلحتهم ضد قوات الامن واخر ماسمعنا به هو مقتل اكثر من مئة وعشرين عسكريا في عملية بشعة. باعتقادي فان على السلطات السورية ان تضرب بيد من حديد للقضاء قضاءا مبرما على المسلحين ولحد علمنا فان الرئيس بشار الاسد اعلن العفو العام وقدم مبادرة طيبة تظهر ارادة للتغيير ولتجنيب البلاد الوقوع في المآزق ووفر العفو العام الفرصة للجميع للخروج من الازمة سالما . ارى انه يتعين على السلطات الروسية تأسيس المحاكم العسكرية الميدانية كما حصل في روسيا مطلع القرن العشرين عندما كان المخربون يحاربون في الشارع ما ان يتم القاء القبض عليهم مباشرة ويخضعون لمحاكمة عسكرية تصدر حكما ينفذ على الفور وقد تمكنت السلطات من القضاء على الارهاب وعلى التمرد المسلح في غضون بضعة شهور اعتقد انه ينبغي على السلطات السورية الاقتداء بهذه التجربة.
ولكن بين هؤلاء من يطالب بالاصلاحات، فكيف يمكن التفريق بين من تصفوونهم بالارهابيين وبين أصحاب المطالب؟
كل من يحمل السلاح ويطلق النار على السلطات الامنية يندرج في لائحة الارهاب ومع مثل هؤلاء لايجوز الحديث حول الاصلاح. مصيرهم المحاكم العسكرية فقط والحكم بالاعدام. هؤلاء مرتزقة يسفكون الدماء ويريدون اشعال الحرب الاهلية في سورية. اما المعارضة البناءة فيمكن الحوار والتفاهم معها وحسب معلوماتي فان القيادة السورية تسير على هذا الطريق.
هل توجد امكانية لأن ينتقل السيناريو الليبي الى سورية؟
انا متفائل لان السيناريو الليبي لن يتكرر في سورية واسمح لي ان اختلف معكم في ان الاحداث في ليبيا كما تقولون بدأت في تظاهرت سلمية. التظاهرات السلمية لايمكن ان تتوجه مباشرة الى الثكنات العسكرية فتهاجمها وتستولي على الاسلحة وتقوم بقتل الجنود والشرطة وقوات الامن في غضون ايام قليلة. عن اي تظاهرات سلمية يجري الحديث حينما نرى المشاركين يحملون البنادق الرشاشة؟ آمل في ان تبدي السلطات السورية قدرا اكبر من الصلابة والحزم وتعيد الاستقرار الى البلد باجراءات رادعة . كما انصح القيادة السورية عدم الالتفات الى مايسمى بالمجتمع الدولي لان هذا المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة لايريد الا زعزعة الاستقرار في المنطقة كما يتعين على السلطات السورية تجاهل بيانات وتقارير مايعرف بمنظمات حقوق الانسان والمنظمات الامريكية والاوربية وغيرها . كل هذه التقارير ليست ذات اهمية المهم هو مصير ومستقبل سورية والحفاظ على سكانها نلاحظ ان السلطات السورية وان كانت لم تتخذ اجراءات قاسية الا ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ادرج شخصيات سورية كبيرة في قائمة العقوبات ومهما فعلت القيادة السورية فانها ستبقى في نظر الامريكان ضمن قائمة العقوبات.
هل من الممكن ان يصلح الوضع في ليبيا في ظل الوساطة الروسية الحالية؟
لست متفائلا ولا ارى مخرجا سلميا قريبا للوضع الغرب يسعى الى تقسيم ليبيا وجعلها رأس جسر لعبور القاعدة وزعزعت الاستقرار في شمال افريقيا. الغرب مصر على تدمير ليبيا وتصفية القذافي ومن يوصفون بالثوار او المتمردين فانهم يقفزون من مدينة الى اخرى بفضل الدعم اللوجستي العسكري والسياسي والاعلامي لحلف شمال الاطلسي هؤلاء المتمردون يحتمون بالناتو ولم يقبلوا على الاطلاق التفاوض مع القذافي. لقد ارتكبت روسيا والصين وعدد من الدول الاخرى خطأ فادحا حينما سمحت بمرور قرار مجلس الامن الذي يقضي بفرض حظر جوي على ليبيا كان يجب على روسيا والصين استخدام حق الفيتو ورغم ان عمليات القصف اليومي على ليبيا تجاوزت صلاحيات القرار فان العالم باجمعه يصمت على هذه الانتهاكات الامر الذي يؤكد ان السياسة عملية قذرة وقبيحة وحين يقف مايسمى بالمجتمع الدولي مكتوف اليدين يراقب تدمير دولة باكملها فان هذا منتهى الانحطاط.
اذا لماذا تذهب الدبلوماسية الروسية الى ليبيا وهل مرد ذلك الى الشعور بالذنب أم رغبة في الحصول على حصة من الكعكة؟
روسيا واحدة من الدول الكبرى الطليعية في العالم وعليها ان تتدخل ولايمكن ان تكون خارج الاحداث وليبيا اليوم مركز هام للنشاط الدولي وواقع الحال فان ثمة مفهوم في الدبلوماسية يقضي بان ليس المهم النتيجة بل المهم الحركة بحد ذاتها فقد تشارك الدول في هذا النشاط الدبلوماسي او ذاك رغم علمها المسبق بانه نشاط لايثمر.
هل تعتقدون أن قيام الدويلات الاسلامية في العالم العربي - اذا تحقق هذا التصور- هو في صالح الولايات المتحدة واسرائيل؟
الولايات المتحدة تخطط على المستوى المنظور لاشعال حرب جديدة وللاسف فقد اختارت واشنطن العالم العربي ساحة لهذه الحرب بعد ان فشلت مساعيها في اشعال حرب بين الكوريتين واتضح ان الحرب مع ايران لن تقع . خطط الولايات المتحدة اليوم ان تندلع الحرب بين اسرائيل ومحيطها العربي وبما ان قادة الدول العربية يتمتعون بالحصافة ولايريدون جر بلدانهم الى الحرب لذلك فانه جرى التخطيط لمسلسل الثورات في المنطقة لتغيير الحكام . حينما سمعت ان باراك واوباما يتحدث عن عملية السلام في الشرق الاوسط بحدود عام سبعة وستين ايقنت تماما بان واشنطن تحضر للحرب في المنطقة واتوقع ان تندلع هذه الحرب الاسرائيلية العربية الجديدة في وقت ليس بالبعيد