الدعوة الفردية -عبد الناصر رابي
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة الفردية
بقلم عبد الناصر رابي
الحمد لله الذي أكرمنا بالإيمان وأعزنا بالإسلام والصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الحق وعلى اله وصحبه ومن والاه 0
إخوتي الدعاة التقي وإياكم في هذه النشرة حول موضوع الدعوة الفردية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كتب فيها قبلي أكثر من داعية حيث سأقسم هذه النشرة إلى عدة محاور عمليه مسترشدا بالتجارب العملية والكتابات السابقة, علها تشكل نواة يمكن البناء عليها وتطويرها
مفهوم الدعوة إلى الله : هي التعريف بالله ودينه وتبليغ أوامره والحث على التمسك بها وفق ما أمر الله به,وللدعوة أصول أربعة هي موضوعها والداعي والمدعو والوسائل.
حكمها : الوجوب فهي فرض عين على كل مسلم ومسلمة كل حسب استطاعته ومن أوجهها القدوة الحسنة , ومن الأدلة على هذا الوجوب
ا- قول رب العزة ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) النحل 25 وقولة جل علاه في سورة المائدة أية 66 (( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين )) صدق الله العظيم وهذا التكليف ينتقل حكمه إلى كافة المسلمين.
ب- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فليغيره بلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان)), والأدلة على ذلك نقليه كانت أم عقلية متعددة وكثيرة ومما ورد في سير أعلام النبلاء ما قاله طاووس اليماني مخاطبا أبا نجيح (( يا أبا نجيح من قال واتقى خير ممن صمت واتقى )) وهذا عبد الله المزني البصري يقول ( لو قيل لي خذ بيد خير أهل هذا المسجد يوم الجمعة لقلت دلوني على انصحهم لعامتهم فإذا قيل هذا أخذت بيده ).
أهمية الدعوة للفرد الداعي
1-اكتساب الأجر العظيم قال عليه السلام ( فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) البخاري
2-اكتساب الداعية لأجر مماثل لأجر من يهتدي على يديه عند اكتساب الأخير لأي اجر جراء عملة ( الدال على الخير كفاعله ) مسلم
3-هي دافع لتطوير الذات دعويا وخلقيا وعلميا وسلوكيا ليكون الداعية قدوة حسنة مما يجعله عميق الأثر في نفس المتلقي ومالكا لمهارات كسب القلوب ومفاتيح التأثير التي لا بد منها لنجاح العمل الدعوي
4- السكون يعني التأخر المتسارع جراء التقدم العام وتسرب الإمكانات الذاتية على عكس الحركة التي تعين على التقدم والتطور والإبداع وتزيل العقبات وتحقق الانجاز وتجسد الالتزام بأمر الله عز وجل القائل ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم من هنا كان لا بد من ممارسة الدعوة الفردية ليكون العمل والتحرك والأجر والانجاز0
أهمية الدعوة بالنسبة للمجتمع
1- استنقاذا للمهتدي من النار.
2- تقوية معسكر الدعاة إلى الله وإضعاف معسكر الغافلين والمقصرين والأعداء.
3- إشاعة الجو الإيماني والأخوي والتكافلي بين أفراد المجتمع وشرائحه.
4- محاصرة وإضعاف مظاهر الفساد وبالتالي تحقيق السلم الأهلي والطهارة المجتمعية.
5- استحقاق نصر الله حيث قال الله جل وعلا ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )صدق الله العظيم.
6- النهوض العام بالمجتمع في شتى المجالات .
الأصناف التي تستهدفهم الدعوة
1- الكافرين من خلال دعوتهم للدخول في دين الله على اختلاف مللهم.
2- الغافلين وذلك بالعمل على تنبيههم وتذكير ألعصاه والمقصرين وحضهم على الالتزام بأحكام الإسلام ونظمه.
3- الملتزمين دينيا من خلال دعوتهم للانضمام للعمل المنظم لكي تنتظم جهودهم وتثمر بشكل اكبر.
4- من اجل تقويم وتطوير مسلكيات أبناء الحركة وإكسابهم المعارف ألازمه.
5- لكي يتم إعداد بعض أبناء التنظيم وتأهيلهم للعمل في جوانب محددة من جوانب العمل الحركي .
صفات الداعية
مفهوم الداعية :الداعية هو كل مسلم ملتزم بإسلامه وعامل على نشر وتبليغ دينه ,ومن أهم صفاته:
1- الالتزام بأداء الفرائض والعبادات التزاما بقول الله عز وجل ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون )صدق الله العظيم.
2- الإلمام بالعلم الشرعي المتعلق بتلك العبادات والشرائع ليؤديها بالشكل الصحيح ويكون قادرا على تبليغها ,قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )صدق الله العظيم وقال عليه السلام ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ), ومن لوازم ذلك اقتران العلم بالعمل0
إن حركة الحياة وتشعب مجالاتها وتعدد اهتمامات أفرادها وسيل المعارف المتدفق عبر وسائل الإعلام والتعلم لم يُبقِ لضعيفي المعرفة مكانا للتأثير والتغيير في الغير بل أحالهم إلى متأثرين أو منعزلين أو منفرين, ورحم الله الشاعر الذي قال :
العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم
3- أن يسعى لأن يكون ملما بأساليب الدعوة إلى الله من خلال الممارسة والقراءة والسماع ليحوز الحد الازم من ذلك, وما هذه النشرة إلا وسيلة لتحقيق هذا البند , قال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ), صدق الله العظيم.
ولعل من أهم تلك الوسائل كما ذكرها زيدان في أصول الدعوة:
ا-التبليغ بالقول الواضح والبعيد عن التكلف والتنطع وكلمات الاستعلاء على السامع. وأي لفظ منفر.
ب-التبليغ بالعمل ويقصد بها إزالة المنكر أو عمل خير ومعروف كبناء مسجد أو مساعدة محتاج . ويشير كذلك إلى قواعد إزالة المنكر والتي من أهمها الاستطاعة دون إحداث ضرر اكبر من المنكر الموجود .
ج- التبليغ بالسيرة الحسنة 0
وستجد أخي القارئ العديد من الوسائل التفصيلية في ثنايا هذا الكتّيب0
4- الاتصاف بالأخلاق الإسلامية الأساسية كالصبر والصدق والحلم والحياء وغض البصر ولين الجانب والإيثار وترك الغيبة والنميمة 0
5- أن يلتزم قدر استطاعته بما يدعو الناس إلية , على أن عدم القدرة على التقيد التام بكل ما يدعو إليه الداعية لا يسوّغ ترك الدعوة لان مثل هذا الترك من تلبيس ابلسيس على الدعاة من اجل صرفهم عن أداء مهماتهم مما سيقود اى انتشار الرذيلة, فالخطأ من سنة الحياة, والتوبة وعدم المجاهرة بالخطأ والاستمرار بالدعوة تشكل دافعا قويا على تجنب الأخطاء وتعين على عدم تكرارها وتساعد على إزالة أثارها وتعتبر الوسائل الأنجع والأسلم للإنسان المسلم وان وجدت الأخطاء, على عكس ترك الدعوة بسبب عدم القدرة على التقيد التام بما ندعو إليه لان العمل والتحرك يعمل على الإصلاح الذاتي للأخطاء وتصويب المسار والارتقاء بالنفس وتهذيبها وإكسابها مهارات وسمات جديدة لازمة للنجاح ,وهذا أبو الدر داء يقول: إني لآمر بالمعروف وما افعله ولكن لعل الله يأجرني فيه ) وما أصدق الشاعر عندما قال من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط ) لفتات للمبصرين – ص14 – مريم النعيمي -99 –دار بن حزم بيروت
لماذا الدعوة الفردية
إن العمل الارتجالي والسلوك العفوي غير قادر على النهوض بواقع العمل الاسلامي او حشد الانصار واعداد النخب لتكون بمثابة الرواحل التي تحمل الاعباء وتحقق الانتصار وما الدعوة الفردية إلا ركنا أصيلا من أركان العمل المتخصص المنتج وان إغفال هذا الجانب يعد من أهم الأسباب التي تضعف المد الجماهيري للحركة في بعض المواقع الحساسة فالدعوة الفردية تضمن
1- تركيز الجهد مع عدم إرهاق الداعي وصرفه عن واجبات أخرى
2- تسهيل عملية قياس تحقق الأهداف الكلية المتعلقة بإحصائيات الأتباع وحصر مستوياتهم
3- تؤدي إلى قياس أدق لتحقق الأهداف المرحلية والجزئية المتعلقة بالشخص المدعو وبجهود الداعية نفسه
4- كونها أوقع أثرا في نفس الفرد المستهدف بالدعوة فمن طبيعة البشر حبهم بالاعتناء بهم وإشعارهم بقدرهم
5- تضمن تفعيل كافة الدعاة وعدم تواكلهم على بعضهم
6- لان أذواق ومفاصل التأثير ليست واحدة لدى الجميع 0
لا بد للحركة أن تعمل على استقطاب الشخصيات المؤثرة والتجميعية حتى الأطفال وبعد ذلك ادعاهم وإفرازهم للعمل الدعوي ألاستقطابي وعدم إقحامهم في أعمال تنظيمية تؤدي إلى إضعاف تأثيرهم بعد صبغهم بالصبغة الحزبية والمتشددة أحيانا أو اعتقالهم فاحترام مبدأ التخصص والقدرات الذاتية وتسخيرها في مجالها أمر مهم وحيوي وفي المقابل إبعاد الشخصيات المنفرة عن واجهة العمل الدعوي المكشوف إضافة إلى اختيار مواضيع الوعظ بالشكل المناسب والسليم 0
خطة العمل
1- تحديد الإنسان المستهدف بالدعوة الفردية ودراسة حالته وظروفه واهتماماته وتوجهاته
2- تحديد الأهداف المتوخاة من دعوته ليتم وضع الاستراتيجيات لذلك
3- وضع تفاصيل الخطة للوصول إلى تحقيق الأهداف
4- إخلاص النية لله وحدة
5- الاستعانة بالدعاء من اجل اكتساب عون الله في مسعاه
6- إيجاد صلة التعارف مع الشخص المستهدف
7- كسب ثقة وقلب ذلك الشخص
8- الدخول في الموضوع المراد الدعوة إليه حسب الخطة المرسومة
9- التقييم المستمر لمراحل العمل
10-لتدرج في الخطوات وطول النفس
مرحل الدعوة الفردية
المرحلة الأولى : إيجاد صلة تعارف بمن تريد دعوته وهي مرحلة رغم أهميتها إلا أننا قلما نحتاجها لكثرة عوامل التعارف المتاحة لنا كالقرابة والمصاهرة والعمل والدراسة وغيرها والمهم هنا أن نوسع دائرة معارفنا حتى لو لم يكن كل من سنتعرف عليهم على قائمة المستهدفين بالدعوة الفرية لدينا في المرحلة الحالية ولقد أرشدنا الإمام ألبنا قائلا (( تعرف إلى من تلقاه حتى وان لم يطلب منك ذلك لان أساس دعوتنا الحب والتعارف )
المرحلة الثانية : مرحلة كسب ثقة الفرد المستهدف وتعد هذه المرحلة مفتاح النجاح أو الفشل ويعتمد عليها مقدار تأثيرنا في الشخص المدعو ( المستهدف ) وهناك العديد من الوسائل العملية التي توصلنا إلى ذلك سأرتبها حسب أنواع الثقة المطلوبة ومنها
1-الثقة بحسن خلق الداعية ويكون ذلك بتجسيد الأخلاق الإسلامية واقعا عمليا فلا كذب ولا غيبة ولا نميمة ولا تجسس ولا تتبع للعورات تكن مؤثرا في غيرك
2- الثقة بطهارة ونبل الدافع الدعوي فلايكن تقربك من المدعو لأجل منفعة خاصة أو حزبية أو انتخابية وليظهر حرصك على هداية الناس من اجل إبعادهم عن النار ولكي يدخلوا الجنة وينالوا رضى الله وليكن شعارك ما يخرج من القلب يصل الى القلب.
3- الثقة برجاحة العقل وسعة المعرفة وخذا جانب مهم لا بد من الاهتمام به لان طبيعة البشر تحب سماع كلام ورأي وتوجيهات ذوي العلم والعقل الراجح وكلامهم له وقع وتأثير اكبر فكثيرا ما نسمع من يقول معجبا (( قال الأستاذ او الشيخ او الدكتور )في إشارة إلى شدة الإعجاب والتدليل على رجاحة الراي وضرورة الالتزام بالرأي المسموع , وعلى الجهة المقابلة نسمع من يقول (( هذا جاهل وشو بعرفوا )في إشارة تحمل في ثناياها نوع من الازدراء او التقليل من الأهمية والرغبة في عدم إنفاذ الكلام المسموع وليس المطلوب إن تكون عالما ولكن عليك امتلاك القدر الكافي من المعارف والعلوم وبالذات حول الموضوع الذ تتصدى للحديث فيه مع ضرورة عدم إظهار تفوقك على غيرك وبالذات على من يفوقونك او يماثلونك حتى لا تكون لديهم ردة فعل عكسية
المرحلة الثالثة
مرحلة كسب القلب كون المحب لمن أحب مطيع وحتى نصل إلى درجة مقبولة من ذلك يجدر بنا
1- إفشاء السلام قال عليه السلام (( ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشو السلام بينكم ))
2- طلاقة الوجه والابتسامة في وجه إخوانك (( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
3- تكريم الاخ وذويه وإظهار الاحترام لهم ولا ضير في مدح بعض فعالهم الطيبة باعتدال
4- ذكره بخير في حال عدم وجوده وتجنب غيبته وغيبة غيره
5- اصنع له معروفا وقدم له ولذويه مساعدة مهما صغرت دون مَن أو مقابل دنيوي
6- قدم الهدية فلها وقع عظيم ولو قل ثمنها وتخير المناسبات لذلك
7- زيارته باعتدال مع مراعاة خفة الظل في ذلك
8- اسمعه باهتمام اذا تحدث وأصغ له ولا تقاطعه واتركه يكمل كلامه وبعد ذلك حدثه متجنبا المراء والجدل
9- تعاطف مع مشاكله واحترم مشاعره وتقلبات أوضاعه واظهر الاهتمام به وباهتماماته إن أمكن
10- صل رحمك وتودد إليهم
11- ناد الآخرين بأحب الأسماء إليهم
12- اعترف بخطاك ولا تكابر
13- الفت نظر غيرك إلى أخطاءه من طرف خفي دون أن تفضحه أو تحرجه
14- ابتعد عن مواطن الشبهات
15- العفو عن المسيء رجاء صلاحه وتغير حاله
16- التسهيل واللين والبعد عن التكلف والتشدد , عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال (( نهينا عن التكلف ) البخاري
17- التضرع إلى الله كي يوفقك في عملك
18- لا تنازع الناس دنياهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا .
المرحلة الرابعة
ايقاذ الإيمان المخدر في المدعو كما يقول الأستاذ مصطفي مشهور ,فالإيمان إذا تمكن من قلب للإنسان بشكل حي ( يقود للعمل ) فانه سيكون الموجه الحقيقي للفعل والمهذب للسلوك والمؤدب للجوارح والمطهر للقلب مما سيسهل على الداعية تحريك الإيمان وايقاذه في القلب هو السلامة الفطرية عند المجتمعات المسلمة وخاصة الطبقات التي لم يلوث فكرها الغزو الأجنبي على أن يكون هذا التحرك ليس من حوار واضح التوجه حتى لا تحدث ردة فعل عكسية عند المتلقي إذا اعتقد انه متهم بضعف اوجمود العقيدة والإيمان ومن الجيد استغلال أية فرصة لبدء الحديث في إشارات قصيرة متراكمة مستمرة مواكبة لأية مراحل متقدمة أخرى , فمن الممكن استغلال مرور طائر أو وردة جميلة أو أي نعمة من نعم الله التي لا تحصى علينا للحديث عن قدرة الله ورحمته وشدة عقابه للكفار أو الكلام عن الإيمان ومن المفيد حفظ العديد من القصص القصيرة التي تدعم الغرض وعند بدا الإيمان بالتحرك ننتقل إلى المرحلة اللاحقة
المرحلة الخامسة
وتتمحور حول إعانة المدعو على تدارك حاله وإعانته على طاعة الله وأداء الفرائض وممارستها بانتظام وحتى يكتب النجاح لهذه المرحلة فمن المفيد والضروري إبعاد الأخ المدعو عن أماكن وأصدقاء السوء من خلالا إشغاله بما هو مفيد وتوفير البدائل له ويمكن إهدائه التسجيلات الصوتية والمرئية والكتب والنشرات واصطحابه للمساجد والأندية والمواقع المفيدة ومثل هذا الجهد بحاجة إلى صبر وإخلاص وحكمة والإكثار من الدعاء من اجل التوفيق
المرحلة السادسة
توضيح المعني الشمولي للعبادة وعدم قصره على الصلاة والصيام فقط لان الالتزام بهذا المعنى يدخل المدعو في حالة طاعة وعمل متكاملة تعينه على الاستمرار في أداء العبادات والفرائض والتزود بالعلم الشرعي , إن هذه المرحلة تعني إن الشخص قد بدئ بأداء العبادات والفرائض وهذا هو الهدف الأول والاهم الذي نسعى لتحقيقه في الدعوة الفردية للأشخاص الغافلين ويحسن استخدام أساليب الترغيب والترهيب التي استخدمها القران في عرض الثواب والعقاب وأسلوب القصص والاستعانة بأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع العلم إن تحقيق أهداف الداعية قد يطول إلى أسابيع وربما أشهر ولهذا فالصبر طريق للانجاز
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة الفردية
بقلم عبد الناصر رابي
الحمد لله الذي أكرمنا بالإيمان وأعزنا بالإسلام والصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الحق وعلى اله وصحبه ومن والاه 0
إخوتي الدعاة التقي وإياكم في هذه النشرة حول موضوع الدعوة الفردية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كتب فيها قبلي أكثر من داعية حيث سأقسم هذه النشرة إلى عدة محاور عمليه مسترشدا بالتجارب العملية والكتابات السابقة, علها تشكل نواة يمكن البناء عليها وتطويرها
مفهوم الدعوة إلى الله : هي التعريف بالله ودينه وتبليغ أوامره والحث على التمسك بها وفق ما أمر الله به,وللدعوة أصول أربعة هي موضوعها والداعي والمدعو والوسائل.
حكمها : الوجوب فهي فرض عين على كل مسلم ومسلمة كل حسب استطاعته ومن أوجهها القدوة الحسنة , ومن الأدلة على هذا الوجوب
ا- قول رب العزة ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) النحل 25 وقولة جل علاه في سورة المائدة أية 66 (( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين )) صدق الله العظيم وهذا التكليف ينتقل حكمه إلى كافة المسلمين.
ب- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فليغيره بلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان)), والأدلة على ذلك نقليه كانت أم عقلية متعددة وكثيرة ومما ورد في سير أعلام النبلاء ما قاله طاووس اليماني مخاطبا أبا نجيح (( يا أبا نجيح من قال واتقى خير ممن صمت واتقى )) وهذا عبد الله المزني البصري يقول ( لو قيل لي خذ بيد خير أهل هذا المسجد يوم الجمعة لقلت دلوني على انصحهم لعامتهم فإذا قيل هذا أخذت بيده ).
أهمية الدعوة للفرد الداعي
1-اكتساب الأجر العظيم قال عليه السلام ( فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) البخاري
2-اكتساب الداعية لأجر مماثل لأجر من يهتدي على يديه عند اكتساب الأخير لأي اجر جراء عملة ( الدال على الخير كفاعله ) مسلم
3-هي دافع لتطوير الذات دعويا وخلقيا وعلميا وسلوكيا ليكون الداعية قدوة حسنة مما يجعله عميق الأثر في نفس المتلقي ومالكا لمهارات كسب القلوب ومفاتيح التأثير التي لا بد منها لنجاح العمل الدعوي
4- السكون يعني التأخر المتسارع جراء التقدم العام وتسرب الإمكانات الذاتية على عكس الحركة التي تعين على التقدم والتطور والإبداع وتزيل العقبات وتحقق الانجاز وتجسد الالتزام بأمر الله عز وجل القائل ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم من هنا كان لا بد من ممارسة الدعوة الفردية ليكون العمل والتحرك والأجر والانجاز0
أهمية الدعوة بالنسبة للمجتمع
1- استنقاذا للمهتدي من النار.
2- تقوية معسكر الدعاة إلى الله وإضعاف معسكر الغافلين والمقصرين والأعداء.
3- إشاعة الجو الإيماني والأخوي والتكافلي بين أفراد المجتمع وشرائحه.
4- محاصرة وإضعاف مظاهر الفساد وبالتالي تحقيق السلم الأهلي والطهارة المجتمعية.
5- استحقاق نصر الله حيث قال الله جل وعلا ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )صدق الله العظيم.
6- النهوض العام بالمجتمع في شتى المجالات .
الأصناف التي تستهدفهم الدعوة
1- الكافرين من خلال دعوتهم للدخول في دين الله على اختلاف مللهم.
2- الغافلين وذلك بالعمل على تنبيههم وتذكير ألعصاه والمقصرين وحضهم على الالتزام بأحكام الإسلام ونظمه.
3- الملتزمين دينيا من خلال دعوتهم للانضمام للعمل المنظم لكي تنتظم جهودهم وتثمر بشكل اكبر.
4- من اجل تقويم وتطوير مسلكيات أبناء الحركة وإكسابهم المعارف ألازمه.
5- لكي يتم إعداد بعض أبناء التنظيم وتأهيلهم للعمل في جوانب محددة من جوانب العمل الحركي .
صفات الداعية
مفهوم الداعية :الداعية هو كل مسلم ملتزم بإسلامه وعامل على نشر وتبليغ دينه ,ومن أهم صفاته:
1- الالتزام بأداء الفرائض والعبادات التزاما بقول الله عز وجل ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون )صدق الله العظيم.
2- الإلمام بالعلم الشرعي المتعلق بتلك العبادات والشرائع ليؤديها بالشكل الصحيح ويكون قادرا على تبليغها ,قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )صدق الله العظيم وقال عليه السلام ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ), ومن لوازم ذلك اقتران العلم بالعمل0
إن حركة الحياة وتشعب مجالاتها وتعدد اهتمامات أفرادها وسيل المعارف المتدفق عبر وسائل الإعلام والتعلم لم يُبقِ لضعيفي المعرفة مكانا للتأثير والتغيير في الغير بل أحالهم إلى متأثرين أو منعزلين أو منفرين, ورحم الله الشاعر الذي قال :
العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم
3- أن يسعى لأن يكون ملما بأساليب الدعوة إلى الله من خلال الممارسة والقراءة والسماع ليحوز الحد الازم من ذلك, وما هذه النشرة إلا وسيلة لتحقيق هذا البند , قال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ), صدق الله العظيم.
ولعل من أهم تلك الوسائل كما ذكرها زيدان في أصول الدعوة:
ا-التبليغ بالقول الواضح والبعيد عن التكلف والتنطع وكلمات الاستعلاء على السامع. وأي لفظ منفر.
ب-التبليغ بالعمل ويقصد بها إزالة المنكر أو عمل خير ومعروف كبناء مسجد أو مساعدة محتاج . ويشير كذلك إلى قواعد إزالة المنكر والتي من أهمها الاستطاعة دون إحداث ضرر اكبر من المنكر الموجود .
ج- التبليغ بالسيرة الحسنة 0
وستجد أخي القارئ العديد من الوسائل التفصيلية في ثنايا هذا الكتّيب0
4- الاتصاف بالأخلاق الإسلامية الأساسية كالصبر والصدق والحلم والحياء وغض البصر ولين الجانب والإيثار وترك الغيبة والنميمة 0
5- أن يلتزم قدر استطاعته بما يدعو الناس إلية , على أن عدم القدرة على التقيد التام بكل ما يدعو إليه الداعية لا يسوّغ ترك الدعوة لان مثل هذا الترك من تلبيس ابلسيس على الدعاة من اجل صرفهم عن أداء مهماتهم مما سيقود اى انتشار الرذيلة, فالخطأ من سنة الحياة, والتوبة وعدم المجاهرة بالخطأ والاستمرار بالدعوة تشكل دافعا قويا على تجنب الأخطاء وتعين على عدم تكرارها وتساعد على إزالة أثارها وتعتبر الوسائل الأنجع والأسلم للإنسان المسلم وان وجدت الأخطاء, على عكس ترك الدعوة بسبب عدم القدرة على التقيد التام بما ندعو إليه لان العمل والتحرك يعمل على الإصلاح الذاتي للأخطاء وتصويب المسار والارتقاء بالنفس وتهذيبها وإكسابها مهارات وسمات جديدة لازمة للنجاح ,وهذا أبو الدر داء يقول: إني لآمر بالمعروف وما افعله ولكن لعل الله يأجرني فيه ) وما أصدق الشاعر عندما قال من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط ) لفتات للمبصرين – ص14 – مريم النعيمي -99 –دار بن حزم بيروت
لماذا الدعوة الفردية
إن العمل الارتجالي والسلوك العفوي غير قادر على النهوض بواقع العمل الاسلامي او حشد الانصار واعداد النخب لتكون بمثابة الرواحل التي تحمل الاعباء وتحقق الانتصار وما الدعوة الفردية إلا ركنا أصيلا من أركان العمل المتخصص المنتج وان إغفال هذا الجانب يعد من أهم الأسباب التي تضعف المد الجماهيري للحركة في بعض المواقع الحساسة فالدعوة الفردية تضمن
1- تركيز الجهد مع عدم إرهاق الداعي وصرفه عن واجبات أخرى
2- تسهيل عملية قياس تحقق الأهداف الكلية المتعلقة بإحصائيات الأتباع وحصر مستوياتهم
3- تؤدي إلى قياس أدق لتحقق الأهداف المرحلية والجزئية المتعلقة بالشخص المدعو وبجهود الداعية نفسه
4- كونها أوقع أثرا في نفس الفرد المستهدف بالدعوة فمن طبيعة البشر حبهم بالاعتناء بهم وإشعارهم بقدرهم
5- تضمن تفعيل كافة الدعاة وعدم تواكلهم على بعضهم
6- لان أذواق ومفاصل التأثير ليست واحدة لدى الجميع 0
لا بد للحركة أن تعمل على استقطاب الشخصيات المؤثرة والتجميعية حتى الأطفال وبعد ذلك ادعاهم وإفرازهم للعمل الدعوي ألاستقطابي وعدم إقحامهم في أعمال تنظيمية تؤدي إلى إضعاف تأثيرهم بعد صبغهم بالصبغة الحزبية والمتشددة أحيانا أو اعتقالهم فاحترام مبدأ التخصص والقدرات الذاتية وتسخيرها في مجالها أمر مهم وحيوي وفي المقابل إبعاد الشخصيات المنفرة عن واجهة العمل الدعوي المكشوف إضافة إلى اختيار مواضيع الوعظ بالشكل المناسب والسليم 0
خطة العمل
1- تحديد الإنسان المستهدف بالدعوة الفردية ودراسة حالته وظروفه واهتماماته وتوجهاته
2- تحديد الأهداف المتوخاة من دعوته ليتم وضع الاستراتيجيات لذلك
3- وضع تفاصيل الخطة للوصول إلى تحقيق الأهداف
4- إخلاص النية لله وحدة
5- الاستعانة بالدعاء من اجل اكتساب عون الله في مسعاه
6- إيجاد صلة التعارف مع الشخص المستهدف
7- كسب ثقة وقلب ذلك الشخص
8- الدخول في الموضوع المراد الدعوة إليه حسب الخطة المرسومة
9- التقييم المستمر لمراحل العمل
10-لتدرج في الخطوات وطول النفس
مرحل الدعوة الفردية
المرحلة الأولى : إيجاد صلة تعارف بمن تريد دعوته وهي مرحلة رغم أهميتها إلا أننا قلما نحتاجها لكثرة عوامل التعارف المتاحة لنا كالقرابة والمصاهرة والعمل والدراسة وغيرها والمهم هنا أن نوسع دائرة معارفنا حتى لو لم يكن كل من سنتعرف عليهم على قائمة المستهدفين بالدعوة الفرية لدينا في المرحلة الحالية ولقد أرشدنا الإمام ألبنا قائلا (( تعرف إلى من تلقاه حتى وان لم يطلب منك ذلك لان أساس دعوتنا الحب والتعارف )
المرحلة الثانية : مرحلة كسب ثقة الفرد المستهدف وتعد هذه المرحلة مفتاح النجاح أو الفشل ويعتمد عليها مقدار تأثيرنا في الشخص المدعو ( المستهدف ) وهناك العديد من الوسائل العملية التي توصلنا إلى ذلك سأرتبها حسب أنواع الثقة المطلوبة ومنها
1-الثقة بحسن خلق الداعية ويكون ذلك بتجسيد الأخلاق الإسلامية واقعا عمليا فلا كذب ولا غيبة ولا نميمة ولا تجسس ولا تتبع للعورات تكن مؤثرا في غيرك
2- الثقة بطهارة ونبل الدافع الدعوي فلايكن تقربك من المدعو لأجل منفعة خاصة أو حزبية أو انتخابية وليظهر حرصك على هداية الناس من اجل إبعادهم عن النار ولكي يدخلوا الجنة وينالوا رضى الله وليكن شعارك ما يخرج من القلب يصل الى القلب.
3- الثقة برجاحة العقل وسعة المعرفة وخذا جانب مهم لا بد من الاهتمام به لان طبيعة البشر تحب سماع كلام ورأي وتوجيهات ذوي العلم والعقل الراجح وكلامهم له وقع وتأثير اكبر فكثيرا ما نسمع من يقول معجبا (( قال الأستاذ او الشيخ او الدكتور )في إشارة إلى شدة الإعجاب والتدليل على رجاحة الراي وضرورة الالتزام بالرأي المسموع , وعلى الجهة المقابلة نسمع من يقول (( هذا جاهل وشو بعرفوا )في إشارة تحمل في ثناياها نوع من الازدراء او التقليل من الأهمية والرغبة في عدم إنفاذ الكلام المسموع وليس المطلوب إن تكون عالما ولكن عليك امتلاك القدر الكافي من المعارف والعلوم وبالذات حول الموضوع الذ تتصدى للحديث فيه مع ضرورة عدم إظهار تفوقك على غيرك وبالذات على من يفوقونك او يماثلونك حتى لا تكون لديهم ردة فعل عكسية
المرحلة الثالثة
مرحلة كسب القلب كون المحب لمن أحب مطيع وحتى نصل إلى درجة مقبولة من ذلك يجدر بنا
1- إفشاء السلام قال عليه السلام (( ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشو السلام بينكم ))
2- طلاقة الوجه والابتسامة في وجه إخوانك (( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
3- تكريم الاخ وذويه وإظهار الاحترام لهم ولا ضير في مدح بعض فعالهم الطيبة باعتدال
4- ذكره بخير في حال عدم وجوده وتجنب غيبته وغيبة غيره
5- اصنع له معروفا وقدم له ولذويه مساعدة مهما صغرت دون مَن أو مقابل دنيوي
6- قدم الهدية فلها وقع عظيم ولو قل ثمنها وتخير المناسبات لذلك
7- زيارته باعتدال مع مراعاة خفة الظل في ذلك
8- اسمعه باهتمام اذا تحدث وأصغ له ولا تقاطعه واتركه يكمل كلامه وبعد ذلك حدثه متجنبا المراء والجدل
9- تعاطف مع مشاكله واحترم مشاعره وتقلبات أوضاعه واظهر الاهتمام به وباهتماماته إن أمكن
10- صل رحمك وتودد إليهم
11- ناد الآخرين بأحب الأسماء إليهم
12- اعترف بخطاك ولا تكابر
13- الفت نظر غيرك إلى أخطاءه من طرف خفي دون أن تفضحه أو تحرجه
14- ابتعد عن مواطن الشبهات
15- العفو عن المسيء رجاء صلاحه وتغير حاله
16- التسهيل واللين والبعد عن التكلف والتشدد , عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال (( نهينا عن التكلف ) البخاري
17- التضرع إلى الله كي يوفقك في عملك
18- لا تنازع الناس دنياهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا .
المرحلة الرابعة
ايقاذ الإيمان المخدر في المدعو كما يقول الأستاذ مصطفي مشهور ,فالإيمان إذا تمكن من قلب للإنسان بشكل حي ( يقود للعمل ) فانه سيكون الموجه الحقيقي للفعل والمهذب للسلوك والمؤدب للجوارح والمطهر للقلب مما سيسهل على الداعية تحريك الإيمان وايقاذه في القلب هو السلامة الفطرية عند المجتمعات المسلمة وخاصة الطبقات التي لم يلوث فكرها الغزو الأجنبي على أن يكون هذا التحرك ليس من حوار واضح التوجه حتى لا تحدث ردة فعل عكسية عند المتلقي إذا اعتقد انه متهم بضعف اوجمود العقيدة والإيمان ومن الجيد استغلال أية فرصة لبدء الحديث في إشارات قصيرة متراكمة مستمرة مواكبة لأية مراحل متقدمة أخرى , فمن الممكن استغلال مرور طائر أو وردة جميلة أو أي نعمة من نعم الله التي لا تحصى علينا للحديث عن قدرة الله ورحمته وشدة عقابه للكفار أو الكلام عن الإيمان ومن المفيد حفظ العديد من القصص القصيرة التي تدعم الغرض وعند بدا الإيمان بالتحرك ننتقل إلى المرحلة اللاحقة
المرحلة الخامسة
وتتمحور حول إعانة المدعو على تدارك حاله وإعانته على طاعة الله وأداء الفرائض وممارستها بانتظام وحتى يكتب النجاح لهذه المرحلة فمن المفيد والضروري إبعاد الأخ المدعو عن أماكن وأصدقاء السوء من خلالا إشغاله بما هو مفيد وتوفير البدائل له ويمكن إهدائه التسجيلات الصوتية والمرئية والكتب والنشرات واصطحابه للمساجد والأندية والمواقع المفيدة ومثل هذا الجهد بحاجة إلى صبر وإخلاص وحكمة والإكثار من الدعاء من اجل التوفيق
المرحلة السادسة
توضيح المعني الشمولي للعبادة وعدم قصره على الصلاة والصيام فقط لان الالتزام بهذا المعنى يدخل المدعو في حالة طاعة وعمل متكاملة تعينه على الاستمرار في أداء العبادات والفرائض والتزود بالعلم الشرعي , إن هذه المرحلة تعني إن الشخص قد بدئ بأداء العبادات والفرائض وهذا هو الهدف الأول والاهم الذي نسعى لتحقيقه في الدعوة الفردية للأشخاص الغافلين ويحسن استخدام أساليب الترغيب والترهيب التي استخدمها القران في عرض الثواب والعقاب وأسلوب القصص والاستعانة بأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع العلم إن تحقيق أهداف الداعية قد يطول إلى أسابيع وربما أشهر ولهذا فالصبر طريق للانجاز