الإستيعاب نوعان:
إستيعاب خارجى ويقصد به ...... استيعاب من هم خارج الدعوة والحركة والتنظيم أي قبل مرحلة الانتماء والانتظام
إستيعاب داخلى ....... استيعاب الناس داخل التنظيم أي استيعاب المنتظمين والملتحقين بالعمل الإسلامي والحركة
فإذا كان الاستيعاب الخارجي يحقق اجتذاب الناس إلى الإسلام وإلى الدعوة والحركة وهو مهم فإن الاستيعاب الداخلي هو الذي يحقق حسن الاستفادة من هؤلاء في عمل الدعوة والحركة
وسوف يكون الحديث هنا عن الإستعياب الداخلى حتى لا يتشعب بنا الموضوع
يشمل الإستعياب الداخلى الاستعياب العقائدى والتربوى والاستعياب الحركى
1- الإستعياب العقائدى والتربوى
يعنى به صياغة المنتسبين للدعوة صياغة نوعية جديده تنقيهم من رواسب الماضى وتصحح عقيدتهم وتقوم سلوكهم وأخلاقهم وتوضح أهدافهم وغاياتهم
وهذه الصياغة أو التكوين أمر فى غاية الأهميه والتفريط فيه يؤدى إلى وجود أفراد لا تحمل الصبغة الإسلاميه ويؤدى إلى مشكلات وإنقسامات وتساقط للأفراد خلال السير والعمل .
يجب أن يكون الاستعياب التربوى قويا متينا قائما على إدراك سليم لأحكام الشريعه ومعالم الحلال والحرام ومن ثم إلتزام بذالك كله
يجب الا يتوقف ذالك على المبتدئين فقط بل يشمل جميع من بالصف مبتدئين ومتقدمين
يجب أن يراعى فيه طبيعة الأفراد والمتغيرات التى يمرون بها فلا يكون النمط واحدا للكبار والصغار للمتزوجين وغير المتزوجين للطلاب والعمال لمحدودى الثقافة وأصحاب الإختصاصات والخريجيين
يجب الا يكون الاستعياب فكريا فحسب أو روحيا فقط وإنما يسد كافة الإحتياجات الفطريه لدى الإنسان
يجب أن يكون الإستيعاب موزونا ومحكوما بمقاييس الشرع اخذا بعزائمه ورخصه وليس وليد إنفعلات وتحكمات شخصيه حتى لا تتصدع الجماعة ويتمزق الوصف
وأنقل هنا بعض ما جاء فى كتاب الاستاذ فتحى يكن الإستعياب فى حياه الدعوه والداعيه :
إن هذه المرحلة هي أهم المراحل على الإطلاق لأنها بمثابة الأساس الذي سيبنى عليه العمل كله ويقوم عليه البناء كله ..
فإن حصل استيهان في هذه المرحلة وما أكثر ما يحصل فيترتب عليه خطر كبير وشر مستطير على صعيد الفرد والجماعة ..
فالذي يكبر من غير تربية والذي يرتفع من غير التزام والذي يتبوأ المسئوليات بغير جدارة وأهلية يكون عبئاً على الدعوة وبلاءاً عليها في كثير من الأحيان ..
إن مهمة (القيادة) في هذه المرحلة أن تضع وتهي كافة الأسباب والأدوات والمناهج اللازمة لعملية الاستيعاب العقائدي هذه وأن تكون ساهرة مراقبة دقيقة في إجراء هذه العملية ..
أعرف إنساناً تسلق جدار الدعوة بدون جدارة وأصبح داعية قبل الأوان .. وكان يشكو ويعانى من علل وأمراض شتى ((أقلها العجب ومنها الصلف والفظاظة .. ولما علت منزلته وارتفعت درجته وارتفع معها عجبه وصلفه وفظاظته لم يعد من الممكن السيطرة عليه وضبطه مما أدى أخيراً إلى سقوطه وخسارته ...
وأعرف غيره ساعدت الدعوة على قتله حين دفعته في طريق وعر قبل أن تعده لسلوكه ورشحته لأمر لم يكن أهلاً له واختصرت به مراحل قبل الأوان فلنتصور كيف كانت النتيجة ؟؟
فعملية التصنيع إن لم تأخذ مداها الكافي وتتوفر لها كافة الاحتياجات كانت عملية فاشلة وأدت إلى بروز صناعات مشوهة مما يتسبب بكساد البضاعة والإساءة إلى سمعة المصنع وبالتالي إلى فشله وانهياره ؟؟
- الإستيعاب الحركى
والمقصود بالإستيعاب الحركى جانبان:
الأول: قدرة الحركة على إستيعاب أفرادها والمنتظمين فيها والمنتمين إليها حركيا
الثانى: استيعاب الحركة وأفرادها للشئون والأصول والقواعد الحركية
أولا: ما يتعلق بقدرة الحركة على إستيعاب أفرادها والمنتمين إليها حركيا
هذا هو الشرط الأول لنجاح الدعوة......فكم من حركة تضم الاف من الناس ولكن من غير إستيعاب لهم واستفادة من طاقتهم وإمكانيتهم مما يجعلها عديمة الأثر محدودة السير ......بينما يوجد فى المقابل حركات تضم بضع عشرات من الأفراد مستوعبين بالكلية لحركاتهم ومن حركاتهم أصبحت ذات شأن وأثر وفاعلية فى المجتمع
ما هى الشروط التى تمكن الحركة من إستيعاب أفرادها
1- أن تكون قد نجحت أبتداء فى عملية التكوين ومرحلة التربية لأن استيعابها للأفراد حركيا يجب أن يسبقة الإستيعاب التربوى ....والبناء الحركى يجب أن يسبقه بناء تربوى فإن لم يتحقق أصبح البناء الحركى عملية غير مضمونة النتائج والعواقب
2- أن تكون الحركة قد أكتملت لديها الطاقات والإمكانيات اللازمة لعملية الإستيعاب كالقدرات التنظيمية والفكرية والسياسية والتخطيطية
3- أن تعى حقية أفرادها وأن تعرفهم حق المعرفة ........هذه المعرفة التى تكشف لها طاقتهم وميولهم مواطن القوة والضعف عندهم والتى من خلالها يمكنها أن تصنفهم وأن تعين لهم وتحدد مهامتهم ومسئولياتهم وأن تضعهم فى المكان المناسب
إن حسن التوظيف هو الذى يؤدى إلى الإثمار والنماء والعطاء أما إذا كان التوظيف عفويا وكيفيا فإن إنتاجه لن يكون موفورا ولا مشكورا
4- أن تقوم بتوظيف جميع الأفراد فى العمل وليس فريقا منهم أو المتفوقين
فيهم .......إن إيجاد عمل معين لكل فرد مهما كان بسيطا ومحدود من شأنه أن يضاعف الإنتاج وأن يجنب الدعوة الفتن والمشكلات الناجمة عن العاطلين الذين ليس لهم دور ومهمة والذين يصبحون بؤرة ضعيفة يدخل من خلالها البلاء إلى الجسد كله .....كما أنه يحول دون توفر البدائل وبدل أن تكسبهم الأيام خبرة وتجربة وقدرة على تحمل المسئولية يصابون بالبلادة فى الحركة والتفكير ويصحبون كلا وعبئا على الدعوة بدل أن يحملوا أعبائها وأثقالها
5- من المهم جدا أن تقوم الحركة بتوظيف القدرات بشكل جماعى وليس بشكل فردى .....قيام العمل على كاهل الافراد لا الأجهزة من أخطر الامراض التى تعانيها الحركه ......فهنا يكون العمل مرتبطا بالفرد وأمكانيته محكوما بتصوراته وأفكارة مما يعرضه للتوقف والتعثر ......كما يعرض القائم به للإنتفاخ والغرور لشعورة بأنه على ثغرة لا يسدها غيرة وأنه لا عوض عنه ولا بديل
ثانيا : إستيعاب الحركة وأفرادها للشؤون والأصول والقواعد الحركية
1- الإستيعاب الكامل والصحيح للأهداف والوسائل
كل لبس أو تشوة أو تناقض فى التصور للأهداف والوسائل يترتب علية خلاف بين العاملين وتباين فى تقدير الأمور وخروج عن الخط وانحراف عن الهدف
كما أن تقييم ودراسة الأمور –كل الأمور أهمها وأبسطها والحكم عليها وتحديد المواقف منها- يختلف بين أن ينظر إليها بهذا المنظار أو ذالك ولهذا كان لا بد من تحديد واستيعاب
وهذا الموضوع هنا مهم جدا الإنتباة إليه فى إطار المواضيع المطروحة للنقاش الان فى الملتقى أو المدونات فهذه المهمة منوط بها المسئولون والنقباء فهم من على إتصال مباشر بالإفراد ويقع على عاتقهم هذا المهمة
2- الاستعياب الكامل والصحيح للتنظيم وطبيعته
عدم وضوح الشؤون التنظيمية يؤدى إلى عدم معرفة الحقوق والواجبات وإلى عدم التعامل وفق القواعد والأصول وإلى التجاوزات والفرديات .....وإلى تصادم الصلاحيات وإلى نشوء الحساسيات
من المهم جدا أن يكون هذا الإستيعاب بتطبيق وتنفيذ وليس فقط نظريا ......التنفيذ هو الذى يجعل حركة التنظيم فاعلة فتتلاشى التجاوزات وما يترتب على ذالك كله
أيضا من فوائد هذا الإستيعاب أنه إذا عرف طبيعة وصلاحية جهاز من الأجهزة أصبح من الخطأ الكبير طرح ما ليس من طبيعتة وصلاحيتة للتنفيذ
وإذا ما اتضحت صلاحية فرد أصبح من الخطأ تجاوزها منه أو عدم إلتزامها من سواه .......
يذكر الاستاذ فتحى يكن بعض التجارب العملية فى كتابه الإستيعاب :
أذكر أن منطقة من مناطق العمل كانت تعانى جموداً كبيراً بينما تشهد المناطق الأخرى نمواً وانتشاراً ملحوظين ..
وبعد البحث والتدقيق تبين أن الجهاز المشرف على العمل والمسئول عن المنطقة يعانى مشكلة تنظيمية تتمثل في (تجاوزه لصلاحياته) فبدل أن يكون اهتمامه بشؤون منطقته كان يتجاوز ذلك إلى الاهتمام بشؤون العالم الإسلامي كله فينسى ما هو مسئول عنه ويترك ما هو واقع ضمن صلاحيته ومهمته لينساق وراء العاطفة الإسلامية التي تشده بعيداً عما يجب أن يشد إليه
وأذكر أن مكتباً إدارياً تشكل من أفراد لم يسبق لهم أن اطلعوا على النظام الداخلي أو اللوائح التنظيمية للأقسام والتي تحدد طبيعة العمل في كل مجال من المجالات ..
وبعد البحث والتدقيق تبين أن هؤلاء لم يمروا عبر القنوات التنظيمية المحددة ولم يترقوا في التنظيم وفقاً للقواعد والأصول إلى تؤهلهم لمثل هذه المسئوليات وعندما حصل فراغ قيادي لظرف من الظروف سيقوا إلى الهيجا بدون سلاح ..
والامثله كثيره وممكن الرجوع إليها من كتاب الأستاذ فتحى يكن
الثالث : الاستيعاب الكامل لطبيعة الأصدقاء والأعداء ولما يقتضيه ذلك :
إن من الخطأ الشنيع والخطورة البالغة لي الدعوة وعلى الداعية الجهل وعدم المعرفة بطبيعة الأصدقاء والأعداء وبما يميز الصديق من العدو وبأهداف كل منهما ووسائله ومبادئه وأدواته وخططه وتحركاته وسياساته ورجاله قيادة وأفراداً ..
فالحركة التي لا تعرف ما يجرى حولها ولا تحسن تصنيف الناس من حولها حركة فاشلة مكتوب عليها الإخفاق معرضة للتصفية والسحق من قبل أعدائها ..
الرابع : الاستيعاب الكامل لمختلف جوانب العمل وطبائعها واحتياجاتها :
وهذه نقطه بالغة الأهميه
فالذي يحقق نفاذ الدعوة إلى كافة قطاعات المجتمع استيعاب الدعاة لطبيعة هذه الجوانب وتحديدهم للنهج والأسلوب الذي يصلح لكل جانب .
فلا بد من دراسة وتحليل وتفكير وابتكار وتجديد وتنويع ولا بد من الاستفادة من الظرف والحدث والمناسبة .. ولا بد من المراجعة والمحاسبة ونقد الذات واستكشاف العيوب والأخطاء ..
صحيح أن المبادئ التي يجب أن تعطى وتلقن للجميع يجب أن تكون بالنتيجة واحدة ولكن لبلوغ هذه النتيجة الواحدة يحتاج الدعاة إلى سلوك سبل مختلفة وإتباع أساليب متعددة ..
والداعية الناجح هو الذي يعرف كيف يبدأ ومن أين يبدأ مع ضمان الوصول إلى النتيجة المطلوبة
فى ظل الحراك الإعلامى الذى نشهده الأن عبر وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت أصبح إستيعاب الأفراد لمختلف جوانب العمل بالنقاط السابقة من الأهميه بمكان
والقطاعات المجتمعية أصبح لكل منها في عصرنا هذا خصائص ومعطيات وبالتالي شؤون ومشكلات بعضها خاص وبعضها مشترك فالقطاع الطلابي له شؤونه ومشكلاته وقضاياه .. والقطاع العمالي له ما يختص به ويميزه .. وكذلك قطاع النساء والخريجين والعلماء والسياسيين ورجال الأعمال وغيرهم .... والمدخل إلى كل قطاع من هذه القطاعات قد يتقارب وقد يتباعد ، أو قد يتقارب في جانب ويتباعد في آخر ...
وهذا كله يحتاج من الدعوة و الداعية إلى دراسة وتمحيص واستيعاب كلى لشئون كل قطاع ومشكلاته ، ليتحدد بنتيجة ذلك النهج والأسلوب الذي يحتاجه ويصلح له ... وبغير ذلك يصبح عمل الدعوة خبط عشواء
كانت هذه النقاط الاساسية التى يجب أن يقوم بها المربين تجاه الأفراد بهدف إستيعابهم ضمن الجماعة وفى صفوفها والآن نستعرض بعض المواقف والمداخلات حول هذا الموضوع فالمواقف العمليه والاسئله تعطى زخم للموضوع وتزيد من قيمته
إستيعاب خارجى ويقصد به ...... استيعاب من هم خارج الدعوة والحركة والتنظيم أي قبل مرحلة الانتماء والانتظام
إستيعاب داخلى ....... استيعاب الناس داخل التنظيم أي استيعاب المنتظمين والملتحقين بالعمل الإسلامي والحركة
فإذا كان الاستيعاب الخارجي يحقق اجتذاب الناس إلى الإسلام وإلى الدعوة والحركة وهو مهم فإن الاستيعاب الداخلي هو الذي يحقق حسن الاستفادة من هؤلاء في عمل الدعوة والحركة
وسوف يكون الحديث هنا عن الإستعياب الداخلى حتى لا يتشعب بنا الموضوع
يشمل الإستعياب الداخلى الاستعياب العقائدى والتربوى والاستعياب الحركى
1- الإستعياب العقائدى والتربوى
يعنى به صياغة المنتسبين للدعوة صياغة نوعية جديده تنقيهم من رواسب الماضى وتصحح عقيدتهم وتقوم سلوكهم وأخلاقهم وتوضح أهدافهم وغاياتهم
وهذه الصياغة أو التكوين أمر فى غاية الأهميه والتفريط فيه يؤدى إلى وجود أفراد لا تحمل الصبغة الإسلاميه ويؤدى إلى مشكلات وإنقسامات وتساقط للأفراد خلال السير والعمل .
يجب أن يكون الاستعياب التربوى قويا متينا قائما على إدراك سليم لأحكام الشريعه ومعالم الحلال والحرام ومن ثم إلتزام بذالك كله
يجب الا يتوقف ذالك على المبتدئين فقط بل يشمل جميع من بالصف مبتدئين ومتقدمين
يجب أن يراعى فيه طبيعة الأفراد والمتغيرات التى يمرون بها فلا يكون النمط واحدا للكبار والصغار للمتزوجين وغير المتزوجين للطلاب والعمال لمحدودى الثقافة وأصحاب الإختصاصات والخريجيين
يجب الا يكون الاستعياب فكريا فحسب أو روحيا فقط وإنما يسد كافة الإحتياجات الفطريه لدى الإنسان
يجب أن يكون الإستيعاب موزونا ومحكوما بمقاييس الشرع اخذا بعزائمه ورخصه وليس وليد إنفعلات وتحكمات شخصيه حتى لا تتصدع الجماعة ويتمزق الوصف
وأنقل هنا بعض ما جاء فى كتاب الاستاذ فتحى يكن الإستعياب فى حياه الدعوه والداعيه :
إن هذه المرحلة هي أهم المراحل على الإطلاق لأنها بمثابة الأساس الذي سيبنى عليه العمل كله ويقوم عليه البناء كله ..
فإن حصل استيهان في هذه المرحلة وما أكثر ما يحصل فيترتب عليه خطر كبير وشر مستطير على صعيد الفرد والجماعة ..
فالذي يكبر من غير تربية والذي يرتفع من غير التزام والذي يتبوأ المسئوليات بغير جدارة وأهلية يكون عبئاً على الدعوة وبلاءاً عليها في كثير من الأحيان ..
إن مهمة (القيادة) في هذه المرحلة أن تضع وتهي كافة الأسباب والأدوات والمناهج اللازمة لعملية الاستيعاب العقائدي هذه وأن تكون ساهرة مراقبة دقيقة في إجراء هذه العملية ..
أعرف إنساناً تسلق جدار الدعوة بدون جدارة وأصبح داعية قبل الأوان .. وكان يشكو ويعانى من علل وأمراض شتى ((أقلها العجب ومنها الصلف والفظاظة .. ولما علت منزلته وارتفعت درجته وارتفع معها عجبه وصلفه وفظاظته لم يعد من الممكن السيطرة عليه وضبطه مما أدى أخيراً إلى سقوطه وخسارته ...
وأعرف غيره ساعدت الدعوة على قتله حين دفعته في طريق وعر قبل أن تعده لسلوكه ورشحته لأمر لم يكن أهلاً له واختصرت به مراحل قبل الأوان فلنتصور كيف كانت النتيجة ؟؟
فعملية التصنيع إن لم تأخذ مداها الكافي وتتوفر لها كافة الاحتياجات كانت عملية فاشلة وأدت إلى بروز صناعات مشوهة مما يتسبب بكساد البضاعة والإساءة إلى سمعة المصنع وبالتالي إلى فشله وانهياره ؟؟
- الإستيعاب الحركى
والمقصود بالإستيعاب الحركى جانبان:
الأول: قدرة الحركة على إستيعاب أفرادها والمنتظمين فيها والمنتمين إليها حركيا
الثانى: استيعاب الحركة وأفرادها للشئون والأصول والقواعد الحركية
أولا: ما يتعلق بقدرة الحركة على إستيعاب أفرادها والمنتمين إليها حركيا
هذا هو الشرط الأول لنجاح الدعوة......فكم من حركة تضم الاف من الناس ولكن من غير إستيعاب لهم واستفادة من طاقتهم وإمكانيتهم مما يجعلها عديمة الأثر محدودة السير ......بينما يوجد فى المقابل حركات تضم بضع عشرات من الأفراد مستوعبين بالكلية لحركاتهم ومن حركاتهم أصبحت ذات شأن وأثر وفاعلية فى المجتمع
ما هى الشروط التى تمكن الحركة من إستيعاب أفرادها
1- أن تكون قد نجحت أبتداء فى عملية التكوين ومرحلة التربية لأن استيعابها للأفراد حركيا يجب أن يسبقة الإستيعاب التربوى ....والبناء الحركى يجب أن يسبقه بناء تربوى فإن لم يتحقق أصبح البناء الحركى عملية غير مضمونة النتائج والعواقب
2- أن تكون الحركة قد أكتملت لديها الطاقات والإمكانيات اللازمة لعملية الإستيعاب كالقدرات التنظيمية والفكرية والسياسية والتخطيطية
3- أن تعى حقية أفرادها وأن تعرفهم حق المعرفة ........هذه المعرفة التى تكشف لها طاقتهم وميولهم مواطن القوة والضعف عندهم والتى من خلالها يمكنها أن تصنفهم وأن تعين لهم وتحدد مهامتهم ومسئولياتهم وأن تضعهم فى المكان المناسب
إن حسن التوظيف هو الذى يؤدى إلى الإثمار والنماء والعطاء أما إذا كان التوظيف عفويا وكيفيا فإن إنتاجه لن يكون موفورا ولا مشكورا
4- أن تقوم بتوظيف جميع الأفراد فى العمل وليس فريقا منهم أو المتفوقين
فيهم .......إن إيجاد عمل معين لكل فرد مهما كان بسيطا ومحدود من شأنه أن يضاعف الإنتاج وأن يجنب الدعوة الفتن والمشكلات الناجمة عن العاطلين الذين ليس لهم دور ومهمة والذين يصبحون بؤرة ضعيفة يدخل من خلالها البلاء إلى الجسد كله .....كما أنه يحول دون توفر البدائل وبدل أن تكسبهم الأيام خبرة وتجربة وقدرة على تحمل المسئولية يصابون بالبلادة فى الحركة والتفكير ويصحبون كلا وعبئا على الدعوة بدل أن يحملوا أعبائها وأثقالها
5- من المهم جدا أن تقوم الحركة بتوظيف القدرات بشكل جماعى وليس بشكل فردى .....قيام العمل على كاهل الافراد لا الأجهزة من أخطر الامراض التى تعانيها الحركه ......فهنا يكون العمل مرتبطا بالفرد وأمكانيته محكوما بتصوراته وأفكارة مما يعرضه للتوقف والتعثر ......كما يعرض القائم به للإنتفاخ والغرور لشعورة بأنه على ثغرة لا يسدها غيرة وأنه لا عوض عنه ولا بديل
ثانيا : إستيعاب الحركة وأفرادها للشؤون والأصول والقواعد الحركية
1- الإستيعاب الكامل والصحيح للأهداف والوسائل
كل لبس أو تشوة أو تناقض فى التصور للأهداف والوسائل يترتب علية خلاف بين العاملين وتباين فى تقدير الأمور وخروج عن الخط وانحراف عن الهدف
كما أن تقييم ودراسة الأمور –كل الأمور أهمها وأبسطها والحكم عليها وتحديد المواقف منها- يختلف بين أن ينظر إليها بهذا المنظار أو ذالك ولهذا كان لا بد من تحديد واستيعاب
وهذا الموضوع هنا مهم جدا الإنتباة إليه فى إطار المواضيع المطروحة للنقاش الان فى الملتقى أو المدونات فهذه المهمة منوط بها المسئولون والنقباء فهم من على إتصال مباشر بالإفراد ويقع على عاتقهم هذا المهمة
2- الاستعياب الكامل والصحيح للتنظيم وطبيعته
عدم وضوح الشؤون التنظيمية يؤدى إلى عدم معرفة الحقوق والواجبات وإلى عدم التعامل وفق القواعد والأصول وإلى التجاوزات والفرديات .....وإلى تصادم الصلاحيات وإلى نشوء الحساسيات
من المهم جدا أن يكون هذا الإستيعاب بتطبيق وتنفيذ وليس فقط نظريا ......التنفيذ هو الذى يجعل حركة التنظيم فاعلة فتتلاشى التجاوزات وما يترتب على ذالك كله
أيضا من فوائد هذا الإستيعاب أنه إذا عرف طبيعة وصلاحية جهاز من الأجهزة أصبح من الخطأ الكبير طرح ما ليس من طبيعتة وصلاحيتة للتنفيذ
وإذا ما اتضحت صلاحية فرد أصبح من الخطأ تجاوزها منه أو عدم إلتزامها من سواه .......
يذكر الاستاذ فتحى يكن بعض التجارب العملية فى كتابه الإستيعاب :
أذكر أن منطقة من مناطق العمل كانت تعانى جموداً كبيراً بينما تشهد المناطق الأخرى نمواً وانتشاراً ملحوظين ..
وبعد البحث والتدقيق تبين أن الجهاز المشرف على العمل والمسئول عن المنطقة يعانى مشكلة تنظيمية تتمثل في (تجاوزه لصلاحياته) فبدل أن يكون اهتمامه بشؤون منطقته كان يتجاوز ذلك إلى الاهتمام بشؤون العالم الإسلامي كله فينسى ما هو مسئول عنه ويترك ما هو واقع ضمن صلاحيته ومهمته لينساق وراء العاطفة الإسلامية التي تشده بعيداً عما يجب أن يشد إليه
وأذكر أن مكتباً إدارياً تشكل من أفراد لم يسبق لهم أن اطلعوا على النظام الداخلي أو اللوائح التنظيمية للأقسام والتي تحدد طبيعة العمل في كل مجال من المجالات ..
وبعد البحث والتدقيق تبين أن هؤلاء لم يمروا عبر القنوات التنظيمية المحددة ولم يترقوا في التنظيم وفقاً للقواعد والأصول إلى تؤهلهم لمثل هذه المسئوليات وعندما حصل فراغ قيادي لظرف من الظروف سيقوا إلى الهيجا بدون سلاح ..
والامثله كثيره وممكن الرجوع إليها من كتاب الأستاذ فتحى يكن
الثالث : الاستيعاب الكامل لطبيعة الأصدقاء والأعداء ولما يقتضيه ذلك :
إن من الخطأ الشنيع والخطورة البالغة لي الدعوة وعلى الداعية الجهل وعدم المعرفة بطبيعة الأصدقاء والأعداء وبما يميز الصديق من العدو وبأهداف كل منهما ووسائله ومبادئه وأدواته وخططه وتحركاته وسياساته ورجاله قيادة وأفراداً ..
فالحركة التي لا تعرف ما يجرى حولها ولا تحسن تصنيف الناس من حولها حركة فاشلة مكتوب عليها الإخفاق معرضة للتصفية والسحق من قبل أعدائها ..
الرابع : الاستيعاب الكامل لمختلف جوانب العمل وطبائعها واحتياجاتها :
وهذه نقطه بالغة الأهميه
فالذي يحقق نفاذ الدعوة إلى كافة قطاعات المجتمع استيعاب الدعاة لطبيعة هذه الجوانب وتحديدهم للنهج والأسلوب الذي يصلح لكل جانب .
فلا بد من دراسة وتحليل وتفكير وابتكار وتجديد وتنويع ولا بد من الاستفادة من الظرف والحدث والمناسبة .. ولا بد من المراجعة والمحاسبة ونقد الذات واستكشاف العيوب والأخطاء ..
صحيح أن المبادئ التي يجب أن تعطى وتلقن للجميع يجب أن تكون بالنتيجة واحدة ولكن لبلوغ هذه النتيجة الواحدة يحتاج الدعاة إلى سلوك سبل مختلفة وإتباع أساليب متعددة ..
والداعية الناجح هو الذي يعرف كيف يبدأ ومن أين يبدأ مع ضمان الوصول إلى النتيجة المطلوبة
فى ظل الحراك الإعلامى الذى نشهده الأن عبر وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت أصبح إستيعاب الأفراد لمختلف جوانب العمل بالنقاط السابقة من الأهميه بمكان
والقطاعات المجتمعية أصبح لكل منها في عصرنا هذا خصائص ومعطيات وبالتالي شؤون ومشكلات بعضها خاص وبعضها مشترك فالقطاع الطلابي له شؤونه ومشكلاته وقضاياه .. والقطاع العمالي له ما يختص به ويميزه .. وكذلك قطاع النساء والخريجين والعلماء والسياسيين ورجال الأعمال وغيرهم .... والمدخل إلى كل قطاع من هذه القطاعات قد يتقارب وقد يتباعد ، أو قد يتقارب في جانب ويتباعد في آخر ...
وهذا كله يحتاج من الدعوة و الداعية إلى دراسة وتمحيص واستيعاب كلى لشئون كل قطاع ومشكلاته ، ليتحدد بنتيجة ذلك النهج والأسلوب الذي يحتاجه ويصلح له ... وبغير ذلك يصبح عمل الدعوة خبط عشواء
كانت هذه النقاط الاساسية التى يجب أن يقوم بها المربين تجاه الأفراد بهدف إستيعابهم ضمن الجماعة وفى صفوفها والآن نستعرض بعض المواقف والمداخلات حول هذا الموضوع فالمواقف العمليه والاسئله تعطى زخم للموضوع وتزيد من قيمته