الولوج الى الفكر المتطرف
مقالات للغوص فى فكر الجماعات المتطرفة و كيفية تفكير الجماعات المسلحة
الجماعات المسلحة في دول شمال إفريقيا
الجماعات المسلحة في دول شمال إفريقيا تتوزع على مساحة 5 ملايين كيلو متر مربع )
الخلايا الإرهابية في الصحراء الكبرى تضم 4 آلاف عنصر من الجزائر والمغرب وليبيا وتونس وموريتانيا
الجزائر: محمد جمال عتابي، إدريس عبد الباقي، خالد سلام
منذ نشوء الدولة ونظم الحكم الحديثة، ظهرت الحركات المسلحة ضمن سياق التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يشهده العالم مع تعاقب الحقب والأزمان. وانتشر العمل المسلح في كافة أرجاء المعمورة بمسمياته المختلفة التي حاز عليها حسب أهدافه ومحمولاته السياسية والفكرية والأيديولوجية.
والناظر في جذور ونشأة تلك الحركات يلحظ تباين الرؤى والأفكار والعقائد التي تحركها، حيث إن نشوءها وقع في ظروف زمانية ومكانية مغايرة ومن ثم كان من الصعب إيجاد قواسم مشتركة بينها. وهكذا ظل الحال قائما حتى نهاية القرن العشرين.
وفي مطلع القرن الـ21 وقع زلزال 11 سبتمبر 2001 الذي استهدف الولايات المتحدة بهجمات مدمرة غيرت بشكل جذري من منظومة القيم السياسية والعلاقات الدولية، وفصمت عرى التحالفات السياسية التقليدية. وانطلقت إثر ذلك ما عرف بـ"الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب" بعد اتهام تنظيم القاعدة بتدبير تلك الهجمات.
وهزت إجراءات حملة مكافحة الإرهاب بعنف شجرة الجماعات الأصولية المسلحة على وجه التحديد، فانشطرت تلك المجموعات على نفسها وتبعثرت في رقعة جغرافية واسعة امتدت من شمال إفريقيا والمغرب العربي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، ومن شرق آسيا الى غرب إريقيا وصولا إلى القرن الإفريقي.
"الوطن" تفتح ملف أبرز هذه الجماعات المعاصرة وتنظر في بنيتها التنظيمية والفكرية ومستقبل ديمومتها، كما تستطلع آراء مجموعة من الخبراء في هذا المجال.
" الجماعات المسلحة في شمال إفريقيا ( الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وليبيا
تشير التقديرات الحالية لأجهزة الأمن في دول المغرب العربي وسلطات مكافحة الإرهاب الأوروبية وخاصة الفرنسية إلى أن عدد المنتسبين للجماعات المسلحة في شمال إفريقيا ،يتراوح بين 3 إلى 4 آلاف عنصر على شكل خلايا إرهابية مشكلة من جنسيات جزائرية، ومغربية، وليبية، وتونسية، وموريتانية، وجنسيات إفريقية من مالي، والنيجر، ونيجيريا، وتشاد بالإضافة إلى عدد غير محدد من جنسيات يمنية، ومصرية، ،وأفغانية موزعة عبر خلايا صغيرة أو تجمعات كبيرة على مساحة 5.5 ملايين كيلومتر مربع أغلبها في الصحراء الكبرى التي تتلاقى مع حدود مجموعة دول المغرب العربي ودول الساحل الإفريقي بطول أكثر من 10 آلاف كيلومتر.
وقال الباحث في شؤون الإرهاب سليم بوعلام لـ "الوطن" إن الجماعة السلفية للدعوة والقتال خفضت من هدفها الأصلي وهو الإطاحة بالحكومة لصالح استهداف
الغربيين والترويج لعملياتها من خلال مهارات جديدة على الإنترنت، محاولة كسب حيز وهدف للوجود
.
الجزائر
يتزعم أبو مصعب عبد الودود المعروف بـ (عبدالمالك دوركال) أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال خلفا لأميرها نبيل صحراوي الذي قتل في صيف 2004 على يد قوات الجيش الجزائري.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن الجزائر ذات الـ 32 مليون نسمة ، يتواجد فيها ما يزيد عن 400 عنصر تابعين للجماعة السلفية ،فيما تتحدث تقارير أمريكية وفرنسية عن أن هناك ما بين 800 إلى 1000 عنصر في الجزائر فقط ، بعد شطب أسماء آلاف انخرطوا في تدابير ميثاق السلم والمصالحة. وتتمركز هذه الجماعات في منطقة القبائل والشرق الجزائري إضافة إلى الصحراء الكبرى، حسبما ذكر وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني.
ويوضح الباحث في شؤون الإرهاب عبدالعالي رزافي لـ "الوطن" أن الحالة الاجتماعية لعناصر الجماعة بوصفها معزولة، عادة ما تكون أمية وذات ثقافة دينية محدودة ، فضلا عن كونها شريحة مهمشة لوقت طويل من قبل قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، بالنظر إلى مستواها العلمي أو التعليمي المحدود من جهة، وصغر أعمار عناصرها بين 16 و30 عاما، من جهة ثانية.
وتشير التقديرات إلى أن أغلب سلاح المقاتلين الإسلاميين الوحيد هو العنف الذي بدأ يُصَدّر تدريجيا إلى بقية الحركات السلفية في تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا، فضلا عن شكوك باستقطاب عناصر لها في أوروبا موجودة كخلايا نائمة، وفقا لما أعلنته مصالح الأمن الفرنسية والاستخبارات الأمريكية لا سيما مع تحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية مؤخرا وبشكل رسمي من جماعة محلية تنشط في إطار حدود مرسومة إلى منظمة إقليمية يتوزع نشاطها في 5 دول عربية مغاربية بالإضافة إلى دول جنوب الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي وإطلاق تسمية تعبر عن استراتيجيتها الجديدة وهو "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وما يحمله هذا الاسم من دلالات عاطفية ووحدوية بين أعضاء التنظيم الجديد وقيادات أعضاء تنظيم القاعدة الدولي ،الذي سبقه أيضا اتصالات مع زعيم القاعدة في بلاد الرافدين أبي مصعب الزرقاوي الذي قُتل العام الماضي
.
المغرب
يضم المغرب (30 مليون نسمة) ما لا يقل عن 300 إلى 500 متشدد ينتمون بشكل أو بآخر إلى تنظيمات متطرفة ومتأثرين بمن سبقهم من عناصر قُتلوا أو سُجنوا من المغاربة الذين تخرجوا من مدارس ومعسكرات طالبان في أفغانستان.
وتؤكد تقارير رسمية في الوقت الحالي أن أغلب خلايا التطرف في المغرب والمنتمية لـ "السلفية الجهادية" متواجدون ضمن المد الدولي لتنظيم القاعدة ومن قبله الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتتمحور عناوينها حول تأثر عناصرها بفكر الجهاد في العراق ونشاط السلفية الجزائرية .
وأبدت قيادات أمنية مغربية مخاوفها من تنامي أنشطة الجماعات المسلحة على امتداد الحدود بين الجنوب الشرقي للمغرب وشمال موريتانيا وجنوب الجزائر.
وما يزيد من خطر هذا الارتباط والتنسيق بين الجماعات المغاربية الطبيعة الجيوسياسية للمنطقة الممتدة من جنوب غرب ليبيا وحتى شمال شرق موريتانيا حيث تتم عمليات تهريب السلاح والبشر في ظل انعدام المراقبة وغياب السلطة
.
موريتانيا وليبيا وتونس
وفي ضوء تقديرات عدد عناصر الجماعات المسلحة في كل من الجزائر والمغرب تبقى موريتانيا (3 ملايين نسمة) وليبيا (5 ملايين نسمة) وتونس (10 ملايين نسمة) ضبابية في أعداد المنتمين في ساحاتها إما لحداثتها كما في تونس أو للتنقلات الكثيرة بين جنوبي الجزائر وشمال موريتانيا ومالي بشكل سريع.
وفي الوقت الذي تبذل فيه واشنطن وحلفاؤها جهودا كبيرة لاحتواء التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي عبر القيام بمناورات مشتركة وتزويد البلدان المعرضة لخطر الإرهاب بكل أنواع الدعم المالي واللوجستي، إلا أن الجيل الجديد من مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بدأ بتعزيز نشاطاته وتحركاته إلى درجة أن شبح الزرقاوي الجديد المعروف بـ (عبد المالك دوركال)المكنى تنظيميا بأبي مصعب عبد الودود بدأ يشغل بشدة بال أجهزة الاستخبارات المغاربية والغربية.
وقال رزافي إن الأحداث التي شهدتها تونس مطلع العام الجاري تدل على أن خطر عنف الجماعات الأصولية لم يعد قاصرا فقط على الجزائر، وإنما أصبح ممتدا في كل دول المغرب العربي ، مع أن أحد أهدافها الرئيسية سيكون أوروبا، وأهدافها ذات طابع أجنبي في منطقة المغرب العربي السياحية والأمنية والعسكرية والنفطية الأمريكية.
نشأة الجماعات في الجزائر
تعود أولى معالم نشأة الجماعات المسلحة في الجزائر إلى ما خلفه الاحتقان السياسي بين جبهة الإنقاذ بزعامة عباسي مدني ومن بعده علي بلحاج والنظام آنذاك، حيث برزت كمنظمة تتبنى العنف كرد على قرار السلطات إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بأغلبية المقاعد في يناير 1992.
ومرت الجماعة منذ تأسيسها عام 1989 وحتى 1994 بمراحل تميزت بالوحدة التنظيمية التي لم تدم طويلا، بعد أن برزت الخلافات والانشقاقات داخلها وصولا إلى الاغتيالات. وترأس (عنتر الزوابري) - الذي قُتل لاحقا- بنهجه التكفيري العنيف أعمال القتل تجاه أفراد السلطة الجزائرية وخصوم الجماعة، والصدام مع المدنيين المعارضين لتوجه الجماعة.
وتتهم الجبهة الإسلامية للإنقاذ من خلال جناحها العسكري (جيش الإنقاذ) بممارسة العنف، كتحول في مسارها بعد أن كانت تتبنى النضال السياسي وترفض العنف أو الصدام مع السلطة تحت قيادة عباس مدني.
يضاف إلى ذلك تأزم الأوضاع الذي ساهم في ازدياد أعداد المنخرطين في العمل المسلح وظهرت جماعات كالجماعة المسلحة (الجيا) والحركة المسلحة (الميا).
وفي ضوء تنامي تلك التنظيمات المسلحة خلال منتصف التسعينات ومع ازدياد الاحتقان والصراع على الساحة، بدأت تتشكل مجموعات فيما يُعرف بـ "الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية" الذي قال عنها محللون لـ "الوطن"إنه لا يمكن مقارنتها بمثيلاتها التونسية والمغربية والموريتانية، كونها خرجت غاضبة عام 1998 من أدغال الجماعة الإسلامية، حاملة لراية الذبح والقتل ضد المدنيين والعسكريين وكل ما له صلة بالنظام القائم.
وتتكون عناصرها من الذين حاربوا في أفغانستان والبوسنة، ومن الشباب المنحدرين من الطبقات الاجتماعية الدنيا، إلى جانب المنشقين عن جبهة الإنقاذ،وُقدر عدد أفرادها في وقت أوجها بنحو 20000 إلى 25000 موزعين عبر نظام "الإمارة" تمركزوا في جبال أطلس شرقي وغربي الجزائر، ومناطق من الشرق الجزائري كبومرداس والبويرة وجيجل وبجاية إضافة إلى مناطق من الصحراء.
وقد عجل صدى تنظيمها في القوة وعدد منتسبيها في انتشار الجماعة السلفية الجهادية في أرجاء المغرب العربي كافة حيث ضربت تباعا في المغرب عبر تفجيرات الدار البيضاء التي أودت بحياة 45 شخصا في 16 مايو 2003، وفي ليبيا من خلال الجماعات المقاتلة وفي الصحراء الموريتانية ثم أخيرا في تونس.
وكان لإعلان الجماعة الانضمام الرسمي إلى " تنظيم القاعدة" من خلال المسمى الجديد الذي أطلقته على نفسها "قاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربي الإسلامي" مؤخرا، الدور في استقطاب منتمين جدد.
الجماعات المغربية
منذ اعتقال ما سمي وقتها بـ"خلية جبل طارق" صيف عام 2002 بتهمة التحضير للقيام بعمليات إرهابية في مضيق جبل طارق ، ثم حدوث تفجيرات الدار البيضاء ، تكشفت أولى الخلايا ذات الارتباط والتنسيق مع الجماعات المتطرفة في الجزائر وموريتانيا من خلال خلية تُدعى "جماعة أنصار المهدي"، بقيادة شخص يدعى (حسن حطاب) ويلقب بـ "أبي أسامة" من مدينة سلا، اعتقل سابقا في قضية تفجيرات الدار البيضاء وأفرج عنه بعد عامين ليعاود تجميع بعض العناصر المتطرفة وإنشاء جماعة تحت قيادته.
وتوالت أنباء تفكيك الخلايا المتطرفة تباعا حيث شهد المغرب في الفترة ما بين تفجيرات 2003 ويناير 2006 تقديم ما يزيد على 1174 شخصا للمحاكمة، و نحو 30 شخصا منذ بداية العام الجاري 2007 بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي صادق عليه البرلمان المغربي.
الجماعات التونسية
شهدت تونس في23 ديسمبر 2006 و3 يناير 2007 مواجهات خلفت نحو 14 قتيلا ، ألقت بظلالها أيضا حول امتداد جماعات التطرف ،و لا سيما المنتمية فكرا وعملا إلى السلفية الجزائرية ، استنادا إلى تأكيدات وزارتي داخليتي تونس والجزائر، بظهور تنظيم "شباب التوحيد والجهاد" كفرع من القطب الجديد الذي تسعى السلفية الجهادية لترسيخه وبتزكية من "القاعدة".
ولم ينطلق من تونس بعد النشاط المسلح باستثناء عملية جربة في 2002. وكان نشاط الجماعات المتطرفة بدأ باتجاه تونس بفترة تمهيدية وتكوينية لشباب تونسي في معسكرات جماعة "الجيا" في الجزائر منذ بداية 1997، حيث ألقي القبض على خلايا تونسية على الأراضي الجزائرية في أكثر من مناسبة.
الجماعات الموريتانية
بالنظر إلى الجماعات المتطرفة الموريتانية فإنها تعد تكملة وامتدادا للجماعات الجزائرية وعلى رأسها تنظيم الدعوة والقتال، وكشف مسؤول موريتاني مؤخرا، عن وجود تنظيم يدعى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بموريتانيا ذي ارتباطات بالجزائرية، تلقوا تدريبهم على يد هذه الجماعة في معسكرات على أراضي مالي.
وتعود نقطة الانطلاق وبدايات التواصل بين التنظيمين إلى مارس 2004 حيث كانت مجموعة من الطلبة مشبعة بالفكر السلفي تلقت تدريباتها على يد تنظيم الجماعة السلفية حول استخدام الأسلحة وفنون القتال استعدادا للرحيل إلى ساحات الجهاد في العراق قبل إقناعهم من زعيم السلفية عبد الرزاق البارا صاحب عملية خطف السياح الألمان 2003 بالمكوث لتقوية تنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى لإخراج التنظيم من "القطرية" الضيقة إلى "التدويل"، مما جعل التنظيم لاحقا يستقطب جزائريين وموريتانيين وجنسيات من مالي والنيجير وتشاد.
الجماعات الليبية
بالنسبة إلى ليبيا فإن الجماعات المتطرفة المرتبطة بها تنحصر في الجماعة الإسلامية المقاتلة ، التي تعود إلى بداية التسعينات ويقبع عدد كبير من قادتها في السجون الليبية ومنهم أميرها (عبدالله الصادق) ونائبه (أبوحازم) والمسؤول الشرعي للجماعة الشيخ (أبوالمنذر الساعدي).
وهناك عدد آخر من القياديين خارج السجون منضوين تحت لواء القاعدة، بعضهم يقود جماعات تخوض معارك ضد القوات الأمريكية في أفغانستان وعلى رأسهم ( أبوالليث القاسمي) و(أبويحيى الليبي) أحد 4 سجناء عرب في (قاعدة باجرام) استطاعا الفرار في عام 2005 وظهر كلاهما في أشرطة فيديو، أعلنا فيها مسؤوليتهما عن هجمات ضد قوات التحالف في أفغانستان.
ولا تستبعد مصادر موثوقة قيام القيادات المقاتلة في الداخل من خلال خلايا منتشرة في مناطق ليبية، ومن الخارج في الفترة المقبلة بإعلان انضمام التنظيم رسميا الى القاعدة كرد قوي على تسويق النظام الليبي فكرة أن الجماعة في طريقها للتسوية ومراجعة أفكارها وتخليها عن السلاح - حسب بيانها الأخير- الرافض للمصالحة وأن معركتها ضد المرتدين.
الوضع القانوني و التمويلي
تتفق آراء ووجهات نظر ومواقف الرسمية ومسؤولو الأحزاب و المعارضة في دول المغرب العربي حول "عدم شرعية تلك التنظيمات" ولا سيما المُسلحة التي تنتهج العنف والتكفير. فعلى صعيد الجزائر يُفسر التنامي الدموي للجماعة كرد فعل للعزلة التي تواجهها بعد بدء قانون المصالحة والعفو عقب انتخاب عبدالعزيز بوتفليقة رئيسا في أبريل 1999 ، حيث عُد ذلك بمثابة نقطة تحول في الحرب الداخلية التي نشبت في يناير 1992.
وبعد وقف إطلاق النار الذي أعلنه جيش الإنقاذ أصدر بوتفليقة عفوا عن 2300 سجين وقدم للبرلمان قانون الوئام المدني للعفو عن أعضاء ومؤيدي جيش الإنقاذ.
ونالت المقترحات تأييدا كبيرا في استفتاء 16 سبتمبر 1999، لتُستكمل باستفتاء سبتمبر 2005 حول ميثاق السلم والمصالحة في نجاح أثمر عن توبة الآلاف من المسلحين، وترك الباب مفتوحا لدخول من يشاء. وأصبح عمل المسلحين الآخرين مقتصرا على بعض الكمائن في الطرق البعيدة عن المدن، أو شن هجمات على مناطق ريفية نائية، أو على معسكرات معزولة للجيش و قوات الأمن الجزائرية.
وفيما تحظر سلطات دول المغرب العربي نشاط الجماعات المتطرفة فان مثالها الأكبر في الجزائر ينطبق بأشكال مختلفة في ساحاتها من خلال ضرب وتفكيك خلايا الجماعات النائمة والنشطة ولا سيما في المغرب وموريتانيا وملاحقة ما من شأنه دعم تلك الجماعات دعائيا وماليا وفكريا وبالانسجام مع الحملة العالمية ضد الإرهاب.
وقال باحثون ومختصون في شؤون الجماعات المسلحة لـ "الوطن" إن الجماعات تحصل على التمويل والدعم بعدة طرق منها التقليدية والمُبتكرة، عبر التشريعات الدينية كالزكاة والصدقات، وإن تصنيعها للقنابل والمتفجرات من مواد محلية لا يحتاج إلى إمكانيات كبيرة.
ففي المغرب تستقطب الأموال من المُتعاطفين والمؤيدين لسياساتها ونهجها ، ومن المغاربة المُنتشرين في أوروبا، إضافة إلى الدعم والإسناد من عتاد وسلاح والتموين الغذائي والطبي من جماعة الدعوة في الداخل الجزائري. إضافة إلى أموال تجمعها كتائب خاصة تابعة للسلفية جراء السلب والنهب والابتزاز من قاطني القرى ، وعبر تجارة السلاح في الصحراء الكبرى وإعادة بيعه لصالح مجموعات أخرى من دول إفريقية، ومن تجارة وتهريب المخدرات.
وكان لعملية اختطاف السياح الألمان عام 2003 من قبل جماعة البارا زعيم السلفية في الصحراء عامل كبير في دعم الجماعة بعد دفع الحكومة الألمانية مبلغ 5 ملايين يورو مقابل إطلاق سراح مواطنيها بواسطة مشايخ من الطوارق ومن مالي آنذاك.
ويرى البعض أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية لها الدور القيادي في الدعم المالي لشبكات وخلايا التطرف الجديد في منطقة المغرب العربي.
تفاصيل وحقائق أغرب من الخيال حول دموية "الجيا"
زوابري" أفتى بقتل المواطنين واغتصاب النساء و"حكيم الأربيجي" قتل زوجته وأولاده
قضية خطيرة تحوي تفاصيل مرعبة وتسرد وقائع مخيبة عن سنوات الجمر بالجزائر، هي قضية عادت بنا للسنوات الممتدة بين 1995 و2005 أيام الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) تحت إمرة "عنتر زوابري" و"نور الدين بوضيافي" المكنى "حكيم الآربيجي" المتهم الوحيد فيها (ڤ.ج) المكنى "أبو حُيثامة" .[LIST][*]* اعترافات إرهابي قتل 100 مواطن واغتصب 6 نساء متزوجات ثم قتلهن[*][*] الذي اعترف سابقا بأنه قتل رفقة جماعته حوالي 100 مواطن و5 من أفراد الجيش الوطني الشعبي طيلة 10 سنوات من النشاط الإرهابي بمنطقة خميس مليانة وما جاورها، واغتصاب 6 نساء بين متزوجات ومراهقات بعد خطفهن من المساكن ثم قتلهن.[*] محكمة جنايات العاصمة أجلت أول أمس النظر في هذه القضية، نظرا لتمسك المتهم بحضور دفاعه، رغم أن المحكمة عيّنت له محامية تدافع عنه، لكنه رفضها، في حين غصت القاعة بعديد الضحايا الذين حضروا من منطقة مليانة بولاية عين الدفلى للمطالبة بحقوق قتلاهم في المجزرة البشعة التي اهتزت لها منطقة سيدي سبع بمليانة في ليلة 13 / 09 / 1998 بعد اغتيال 12 مواطنا، وبعد المداولة أجلت القضية إلى الدورة الجنائية المقبلة، فالملف متعلق بجنايات خطيرة هي الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، بث الرعب وسط السكان، حيازة أسلحة حربية، نشر التقتيل والتخريب والاختطاف والاغتصاب، متابع فيها شخص واحد (ڤ.ج) المكنى "أبو حيثامة" (48 سنة) من منطقة بومدفع ولاية عين الدفلى، متزوج وأب لأربعة أطفال، ألقت عليه قوات الأمن القبض بداية شهر ماي 2005 بالبليدة وبحوزته مسدس بيريطا وكان مرفوقا بإرهابي (ع.ع) يحوز مسدس "ماب"، ومن هنا بدأت التحقيقات معه، حيث صرح لمصالح الأمن أنه التحق بالجماعات المسلحة النشطة بولاية عين الدفلى في 1994 بعدم ا كانت هذه الأخيرة تأتي لقريتهم طلبا للمال والمؤونة من السكان تحديد التهديد، حيث انتقل إلى مركز الجماعة بحمر العين ولاية تيبازة، وفي 1996 التحق بكتيبة الموت المكونة من 30 إرهابيا تحت إمرة المكنى "مصعب"، حيث اسندت له مهمة جلب المؤونة، وفي أواخر سنة 1997 شارك رفقة إرهابيين في نصب حاجز مزيف أطلقوا خلاله النار على السيارات المارة.. أما في سنة 1998 فكانت انطلاقة لبداية نشاط الجماعة "الجيا" الدموي بعد تحويل المتهم إلى كتيبة "طارق بن زياد" بخميس مليانة والتي تضم 15 إرهابيا، حيث اقتحموا حوالي 7 بيوت بكل من الخميس وجندل وقتلوا جميع أفرادها (من 5 إلى 12 فردا في العائلة الواحدة)، كما وضعوا قنبلة بجليدة أودت بحياة 14 مواطنا. [*][*]مجازر جماعية، اغتصابات، حواجز مزيفة، نهب وتبييض للأموال [*]الحواجز المزيفة كانت كثيرة نصبت معظمها في مداخل مدينة الخميس منها حوالي سبعة أودت سائقي أجرة ومواطنين، ففي حاجزين مزيفين بمليانة والخميس تم ذبح 30 شخصا، وما مجموعه 87 ضحية، كما قامت بالهجوم على مخيمات أفراد الجيش الوطني الشعبي، فبمنطقة حمام ريغة قتلوا 5 أفراد وسلبوا أسلحتهم، كما هجم مائة إرهابي على ثكنة واغتالوا فيها عسكريا، وقتلوا شرطيا، أما أبشع جرائمهم فكانت المجازر الجماعية ،ابشعها مجزرة سيدي سبع بمليانة في سبتمبر 1998 التي خلفت 12 ضحية وحرق كامل البيوت، واختطاف ثلاث نساء، اثنان منهن متزوجات، تم اغتصابهن جماعيا، ثم قتلهن، وخطف ثلاث أخريات من مناطق أخرى. مجزرة قرية سيدي امجاهد هي الأخرى كانت حصيلتها ثقيلة، كل هذه العمليات والتفاصيل الدقيقة ذكرها المكنى أبو خيثامة لمصالح الأمن حسب قرار إحالتهم، وأضاف بأنهم في كل مرة كانوا يتنقلون إلى منطقة تالة عشة، حيث يوجد مركز الأمير الوطني (للجيا) عنتر زوابري من أجل تسليمه الغنيمة من رشاشات وبدلات عسكرية إلى غاية القضاء على هذا الأخير في كمين ببوفاريك، ليعين بعده المكنى "أبو تراب الرشيد" كأمير وطني، ليقبض عليه هو الآخر ليتسلم الإمارة نور الدين بوضيافي المكنى "حكيم الاربيجي" الأكثر دموية والذي يقال أنه قتل زوجته وأولاده حتى لاتصل إليهم مصالح الأمن!! والذي أدين بالإعدام مؤخرا من طرف محكمة جنايات العاصمة، ومن بين العمليات التي تمت تحت إمرته قتل 05 أفراد لعائلة واحدة بخميس مليانة، ذبح 12آخرين في حاجز مزيف، إبادة عائلة أخرى وقتل رجل وزوجته، 22 شخصا قتلوا في حواجز مزيفة..[*]بعد سنة 2004 أين قضت قوات الأمن على كثير من الإرهابيين في الجيا يتقدمهم "الأمراء"، كما حدثت تصفيات كثيرة داخل الجماعة الإرهابية نفسها أودت بالعديد منهم، جعل "الجيا" تتراجع عن عملياتها، حيث اتجه المتهم نحو العاصمة وبالتحديد بباب الزوار، حيث انصب اهتمام الأخير "حكيم الآربيجي" على جلب المؤونة لعناصره وجمع الأموال، فكانت حصيلتهم حوالي 4500غ من الذهب جمعت من مختلف عمليات النهب وسرقة النساء، حيث كانت والدة أحد الإرهابيين ببوفاريك تقوم بتذويبه لدى صائغ وإعادته للجماعة المسلحة على شكل قوالب ذهبية، كما توجهوا إلى عمليات سرقة محلات الهواتف النقالة والشرائح واغتيال أصحابها، غير أن نور الدين بوضيافي وقع في شباك أجهزة الأمن ليتولى الإمارة بعده المكنى "إلياس" من الشلف قُضي عليه في 2005، كما أن أجهزة الأمن توصلت لاكتشاف مركز تمزقيدة الذي يتواجد فيه الأمراء السابقون وتم تحطيمه ففتحت الجماعات المسلحة بالمدية مراكزا جديدا بالرويسو، إلى غاية طلب الأمير الوطني للجيا المكنى "أبو ياسين" من المتهم الحالي (ڤ.ج) والآخر (ع.ع) بالتوجه لولاية البليدة لشراء المؤونة وهناك ألقي عليهما القبض وبحوزتهما مسدسين، لكن المتهم تراجع عن بعض تصريحاته لدى قاضي التحقيق، مؤكدا بأنه شارك في قتل 25 مواطنا "فقط"، وأنه كان "مرغما" على ذلك، وإلا لتمت تصفيته حسب تصريحه.. وأنهم كانوا يداهمون مساكن المواطنين العزل وقتلهم على أساس أنهم مرتدين حسب فتوى عنتر زوابري وأبو المنذر مفتي الجماعة الإرهابية، وأضاف المتهم بأن جماعتهم كانت تحذرهم من تسليم أنفسهم لمصالح الأمن.[*]وعند القاء القبض على المتهم والتحقيق معه، حضر 10 مواطنين من مليانة وتأسسوا كطرف مدني جراء ما أصابهم في مجزرة سيدي سبع، فمنهم من أحرق خمسة من أولاده واختطفت زوجتا إبنيه وآخر اغتال الإرهابيون ابنته ذبحا أمام المسكن، ضحية آخر فقد ثلاثة من أبنائه أكبرهم لا يتعدى الـ 6 سنوات واختطاف زوجته، كما أن عنصر دفاع ذاتي طالب بتعويض جراء ما أصابه من هلع واضطراب نفسي لرؤيته مشاهد الذبح والتنكيل، في حين لم يتأسس كثير من الضحايا الذين أرسلت لهم المحكمة استدعاءات للحضور .
[*]عن الشروق
«العرب» تحاور أمير القاعدة بشمال العراق «أبو تراب الجزائري»:
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله ورضي الله عن الصحابة و التابعين طرا أجمعين
في منزل متهالك لا تبدو عليه أية علامة من علامات الترف أو الاطمئنان للبقاء فيه طويلا حاله كحال مقرات ومواقع تنظيم القاعدة في العراق منذ انقلاب العشائر السنية عليهم يجلس الشيخ أبوتراب الجزائري (44 عاما) والي ما يعرف بإمارة مدينة سامراء شمال العراق أخطر المطلوبين للجيش الأميركي وأحد المتهمين بإسقاط أسطورة المدرعة الأميركية «سترايكر» التي عول الجيش الأميركي عليها كثيرا منذ دخولها عام 2006 للخدمة في العراق في الحد من عمليات العنف التي تطال قواته في أجزاء مختلفة من بغداد وضواحيها وما تعرف حاليا باسم «حزام بغداد» والتي تعتبرها قوات التحالف في العراق مفتاح استقرار العاصمة وبقية المناطق العراقية.
وبعد أيام من المفاوضات مع الشيخ خالد الأنصاري مسؤول اللجنة الإعلامية لتنظيم دولة العراق الإسلامية تكللت بالنجاح والموافقة على إجراء لقاء مع الشيخ أبوتراب الجزائري والي إمارة سامراء أمير تنظيم القاعدة شمال العراق مع صحيفة «العرب» أحيط بعدة شروط مسبقة لتحقيق اللقاء، منها عدم ذكر اسم المنطقة التي أُجري فيها اللقاء وأن تكون لشخص واحد فقط متمثل بمراسل صحيفة «العرب» وعدم إدخال أي جهاز اتصال أو تسجيل أو كاميرا وكذلك ألا يتم النشر إلا بعد مرور أربع وعشرين ساعة على تحقيق اللقاء وأخيرا الالتزام بجميع ما يقوله الجزائري وعدم حذف أو تحرير كلامه الذي سيدلي به لـ «العرب».
وعلى طول الطريق الزراعية الواصلة بين مدينة الفلوجة غرب العراق ومدينة سامراء المعروفة باسم طريق «ذراع دجلة الترابية» حيث تنتشر هناك نقاط تفتيش تُعرف باللجان الشرعية التابعة لتنظيم القاعدة وتكاد تكون سيطرة القوات الأميركية على تلك المنطقة عبر مروحيات الأباتشي والكوبرا التي تحلق على مستويات منخفضة من الأرض.. كان جل الحديث الذي دار بيننا وبين الشيخ خالد الأنصاري يتحدث عن دور الإعلام في الحرب على العراق وتدخل العاطفة والطائفية والعنصرية لدى الصحافي العراقي في صياغته للخبر أو الحدث الصحافي بينما كان يدفع التهم بجهد عن تنظيم القاعدة ويشكو من ضرب الاستخبارات الأميركية لمواقعهم على الإنترنت بين الحين والآخر.
وسرعان ما نزلت بنا السيارة إلى مدينة غافية على نهر دجلة إحدى مدن سامراء الواقعة إلى الشمال من بغداد والتي تقطنها غالبية سنية مطلقة عُرفت عبر التاريخ بمنارتها الملوية التي بناها الخليفة العباسي المتوكل بالله، وهناك كان باستقبالنا الشيخ أبوتراب الجزائري بلحيته السوداء المختلطة بالشيب وغبار القتال ويعتمر كوفية و «الدشداشة العربية» أعزل إلا من سواك يحمله في يده مع صبي لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره علمنا فيما بعد أنه ابن أحد عناصر القاعدة الذين قتلوا صيف 2007 في إحدى المعارك وثلاثة رجال مسلحين كانوا يقفون حول الشيخ الذي رحب بنا على الطريقة العراقية بعصر الأيادي المتصافحة بقوة دليلا على الترحاب الحار ثم دعوة الماء والشاي ليحل سميرا بيننا خلال اللقاء.
أبوتراب الجزائري لم يتمكن إلا أن يخلط حديثه ببعض الكلمات العامية الجزائرية التي بالكاد كنا نفهمها ونتوصل لمعناها فضلا عن سرده السريع للأحداث خلال إجابته عن الأسئلة.
من هو أبوتراب الجزائري؟
- أنا عبدالله خليل الهلالي جزائري الجنسية ولدت في دائرة «زرالدة» بالجزائر منطقة «سطاوالي» أكملت تعليمي الثانوي ثم التحقت بالجيش وتسرحت منه لأسباب كانت بوقتها إنسانية تربيت على يد أفضل المشايخ والعلماء هناك واكتسبت إجازة علمية منهم، متزوج ولي بنتان ولله الحمد حاليا أنا والي مدينة سامراء شمال العراق أو كما يطلق عليَّ الناس هنا أمير تنظيم القاعدة قاطع الشمال.
هل عائلتكم معكم؟
هناك أسئلة على الصحافي المتمكن ألا يسال عنها فإجابتها بالعادة تكون بلا إجابة وأعتذر عن عدم الإجابة.
إذن ندخل بالأسئلة التي جئنا من أجلها..
- تفضل، نسأل الله تعالى التوفيق بالإجابة.
أين القاعدة اليوم في العراق؟ وما مدى صحة التصريحات الأميركية بشللها؟
- في البداية لا يوجد اليوم في العراق شيء اسمه تنظيم القاعدة فالقاعدة انضمت منذ أكثر من عام إلى دولة العراق الإسلامية الذي تضم تسع مجموعات أو فصائل مسلحة تجمعها السلفية الجهادية لا الوطنية أو القومية مثل بعض الفصائل المسلحة، وهي موجودة تضرب وتقصف وتستهدف أهدافا عسكرية مختلفة تابعة للصليبيين و «المرتدين» الشيعة والأكراد الذين دخلوا مع المحتل وكذلك حزب «الإخوان المفلسين» أو ما يُعرف بالحزب الإسلامي بزعامة طارق الهاشمي الذي أصبح الجسر الذي تمرَّر به القرارات ضد أهل السنة في العراق ومنها الدستور، ونحن اليوم نحارب خمس جهات في وقت واحد حربا شرسة بلا هوادة حربا لا ترحم ولن تنتهي إلا باستشهادنا جميعا أو هلاكهم إن شاء الله تعالى فالصليبيون والمرتدون من الجيش والشرطة العراقية والميليشيات المرتبطة بإيران كجيش المهدي وفيلق بدر وعناصر ما تعرف بالصحوة في مدن السنة ومخابرات الدول المجاورة والدول الإقليمية التي ما تنفك تنهش لحوم المقاتلين العرب في كل فرصة تسنح لها، ومع ذلك نحن أقوياء بحمد الله تعالى ومازلنا نقاتل ونصل إلى الهدف الذي نريده.. صحيح أننا فقدنا مدناً عدة واضطررنا إلى الانسحاب من مدن أخرى بعد ارتداد عدد كبير من زعماء العشائر ضد المجاهدين واحتشاد أبناء القبائل والعشائر ضدنا إلا أننا مازلنا نقاتل، والشلل الذي تحدث عنه الصليبيون هو في مناطق معينة والحرب كر وفر وحتى تلك المناطق لا أسميها شللا بل ظروف حرب.
على من تلقون اللائمة بخسارتكم للقاعدة الشعبية التي كنتم تتمتعون بها في مدن أهل السنة بالعراق؟
- السؤال صعب جدا الإجابة عنه وأفضل ألا أخوض به لكن يمكن أن أقول لك إن أخطاء عدة ارتُكبت في تلك المناطق من قِبَل أفرادنا هناك أدت إلى تلك الحالة التي لم نكن نتوقعها ومع الأسف ما كان هذا ليحدث لو كان الشيخ أبومصعب رحمه الله حيا.
«العرب»: هل تلقون باللائمة على القيادة الجديدة؟
- كلا أبداً ليس هذا ما قصدته مطلقا، لكن أبومصعب كان يدير المعركة في الفلوجة وهو جالس في الرمادي وبالعكس والخبرة تلعب دورا أرجو ألا تحمِّل كلامي شيئاً لم أقصده إطلاقا.
«العرب»: إذن على من تلقون اللائمة وأنتم أمير القاطع الشمالي؟
- في الأنبار على سبيل المثال حدث تجنيد لعراقيين سنة تطوعوا للعمل الجهادي بدافع الحقد والثأر من الأميركيين والمرتدين وليس بدافع الجهاد وبعضهم بدافع المال فتوسعوا بالدماء وأوغلوا فيها وأكثروا من تفجيرات لا طائل منها سقط فيها عدد كبير من المساكين كما لا أنسى المخابرات الأميركية والعراقية وعجلة الإعلام العميل التي ألصقت بنا عمليات لم نكن نحن مسؤولين عنها كتفجير المسجد في الحبانية غرب الفلوجة وغازات الكلور القاتل جنوب الفلوجة وفي الرمادي، وعمليات قتل زعماء العشائر الذين تعاونوا مع المرتدين والصليبيين كان يجب أن تُعالَج بحكمة أكثر مما كانت عليه.
إذن كان هناك توسع في الدماء كما ذكرتم؟
- نعم مع كل الأسف من قِبَل شبان مندفعين لا تحكمهم أي ضوابط شرعية، عزز ذلك صعوبة الاتصال بين القيادة والخلايا والفصائل الموجودة على الأرض.
هل تحاولون إصلاح الأخطاء؟
- الإصلاح يكمن بإخراج العناصر التي أساءت للتنظيم والإبقاء على قاعدة النوعية لا الكمية فنحن اليوم أكثر من تسعة آلاف مقاتل لا يمكن الاعتماد على أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل والآخرون هم في غير محل الثقة كما أنهم يسيؤون ومازالوا للقاعدة كما تسميها أنت أو دولة العراق الإسلامية عزز الله أركانها وثبَّت حدودها.
كم عدد المقاتلين العرب المتواجدين اليوم داخل العراق؟
- لا يتجاوزون العشرات وأغلبهم من استشهاديين وقياديين منتشرين في مناطق عدة من العراق نسأل الله أن يحفظهم بمنه وكرمه
أسلوب القاعدة المعروف بالسيطرة على المدن واتخاذها قاعدة لهم هل انتهى إلى غير رجعة؟
نعم أثبت فشله واليوم نحن في حرب عصابات أو حرب شوارع كما يسميها البعض وأثبتت فاعليتها ونجاحها على مختلف الأصعدة لدينا تعليمات بأن نركز عملياتنا على أهداف لها ثقل معنوي وعسكري على الأعداء مع بداية حرب الانتخابات الأميركية.
هل ضعف تنظيم القاعدة في العراق إلى درجة تخشون منها انهيار التنظيم؟
- لدينا عدة أوراق رابحة لم نستخدمها بعدُ، كما أن الجهاد فكر والفكر لا ينهار ولا يدمر وهذا سر قوتنا.
هل هناك مدن لاتزال القاعدة تنشط فيها من دون غيرها؟
- نعم لدينا صلاح الدين وديالى والموصل وبغداد وكركوك والبقية لدينا فيها خلايا ولا أريد أن أرسم صورة مغايرة لوضعنا أبداً فوضعنا صعب جدا لكننا نقاتل وسنبقى نقاتل بإذن الله تعالى.
البعض يحمِّل القاعدة سبب خسارة المشروع الجهادي أو مشروع المقاومة في العراق!
- اسمع أخي الفاضل: لدينا في الجزائر مدينة اسمها وهران في إحدى السنوات وبالتحديد قبل ما يزيد على سبعين عاما، كما أخبرنا كبار السن هناك، شاع مرض بين الإبل والماشية بسبب شاة واحدة فقيل (كل البلاء من غنم حاج هادي) صاحب تلك الشاة، ونحن اليوم لا نلقي باللائمة على تنظيم القاعدة فقط فلولا القاعدة بالعراق لكان الجهاد متميعا مثلما الحال عليه في فلسطين وحماس، فالقاعدة دخلها أناس مندسون أساؤوا إلى سمعتها كثيرا وشوهوا سيرتها الناصعة بالبياض ولا أخفيك سرا إننا بدأنا بتصفيتهم وطردهم من داخل صفوفنا وسيكون هذا العام عام إصلاح وجهاد فالحرب صعبة والأخطاء تحدث ونحن لا نؤمن بالعصمة مثل الشيعة! وارتداد العشائر كان ليحدث علينا لأتفه الأسباب بسبب وجود مقومات العمالة للصليبيين لديهم.
سمعنا أن هناك تغييرات جذرية في قيادات القاعدة ستحدث قريبا؟
- نعم إن شاء الله تعالى وذلك ضمن برنامج الإصلاح الذي وضعناه في مجلس شورى الدولة.
إذن ستكون هناك تغييرات جذرية في تكتيكات القاعدة؟
- نعم بالتأكيد التغير سيكون في نوع العمليات والتخطيط لها كما أننا سنركز على الأكثر إيلاما للعدو وإرباكا له وهذا سيفتح صفحة جديدة للقتال سترونها مع حلول الذكرى الخامسة لغزو العراق إن شاء الله تعالى.
يقال إن القاعدة أصبحت رجلا مريضا أو شخصا لا يقوى على مواصلة الطريق.. ما مدى حقيقة هذا الوصف؟
- لديك أسئلة مستفزة أصلحك الله هل كان الجهاد في يوم من الأيام رجلا مريضا بل المحتل هو المريض، ووالله لدينا من الرجال والسلاح ما يكفي للقتال سنوات أخرى لكن أرجو منك ألا تستغل سعة صدري بأسئلة لا حقيقة لها على أرض الواقع فنحن في وضع أصعب والجهاد والمجاهدون أصبحوا في منتصف الطريق التي لا رجعة فيها وتمحيص المقاتلين الآن جارٍ والعدو زاد من عدته وعدده وتكالب علينا أصدقاء الأمس مع كل الأسف لكن أعدك أننا باقون بإذن الله ومازلنا شبابا.. يضحك: طبعا الجهاد وليس أنا
ما حقيقة استهدافكم للحزب الإسلامي العراقي؟
- نعم إنها حقيقة فقيادات الحزب الإسلامي أصبحت لنا أهدافا عسكرية مشروعة في كل وقت وزمان وهم عندنا كبدر والمهدي وحزب الله العراقي والصليبيين.
الجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين.. هل هم أهداف أيضا؟
- القيادات القابعة أيضا في فنادق عمان والرياض هم أهداف لنا بسبب التفافهم على مشروع الجهاد، أما الأفراد فهم إخوة وبعضهم انضم إلينا وآخرون أصبحوا ضمن مشاريع الصحوة المرتدة والعملية السياسية الكافرة وهناك جماعة منهم لايزالون يعملون في سبيل الله منفصلين لأمور خاصة بهم نحن نحترمهم ومستعدون للتعاون معهم فيما يريدون من مساعدات عسكرية أو مادية وأبدوا اعتراضهم على موقف قياداتهم من القاعدة.
ما الذي تقوله في قاعدة المغرب العربي، وبالتحديد العمليات التي تجري بالجزائر؟
- لم أرَ بعيني تلك التفجيرات كما لم أتصل بالإخوة هناك واكتفينا بما نقله الإعلام والتلفزيون وبعض الثقات عبر الهاتف كما أنني أكملت عامي الرابع خارج البلاد، لكن بصورة مختصرة أقول لك إن الشعب الجزائري شعب مسلم لكن تغلب عليه العادات والتقاليد الاجتماعية أكثر مما تحكمه الشريعة الإسلامية وهو شعب طيب القلب لاتزال عقدة فقدان الأمن عالقة في ذهنه لذلك تراه يهوِّل من أية حادثة تتفجر داخل الجزائر بدعم من الحكومة المرتدة هناك التي جوعت الناس وأشبعت الحاشية والمنافقين، والتفجيرات التي حدثت هناك أثير حولها جدل واسع هنا في العراق وبرأيي الشخصي لو كنت أنا قائد التنظيم هناك لما حدث هذا، حيث إن أغلب الشبان الذين انخرطوا في القاعدة مازالوا مراهقين تدفعهم عوامل الحقد والثأر والكراهية على النظام الحاكم والأغنياء الذين مصوا دماء الشعب أكثر ما تحكمهم الشريعة بالضبط كما أخبرتك عن حالة مدينة الرمادي غرب العراق التي توسع فيها الأفراد بالدماء، فالجزائر بلاد غير محتلة مثل العراق، والجيش أو الشرطة أفراد من الشعب والشعب مسلم وهناك قاعدة فقهية تقول «ليس كل من ثبت كفره وجب قتله» فكيف بمن يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويخرج من منزله فيقتل من دون وجه حق؟! فهناك كفر مؤكد يصر صاحبه على الكفر ولا رجعة فيه فيقرر القاضي القتل وهناك كفر يعود صاحبه عن غيه فيُستتاب وهناك أحكام أخرى والإخوة في الجزائر ضربوا بعرض الحائط جميع تلك الأحكام، ما أدى إلى تشويه سمعتنا بل وتشويه المذهب السلفي أجمع والمستفيد الوحيد هو النظام المرتد وحاشيته، فوالله لو قيل لي إنهم استهدفوا الرئيس أو أحد أعوانه وحاشيته لقلت: تربت يمينهم. لكن تفجيرات في الشوارع ودماء تسيل حتى الركب وجنودا لا يكفي مرتبهم للأكل في مطاعم درجة ثالثة وليست ثانية أو أولى وآتي فأقتلهم وأعتبر هذا جهادا فهذه والله سفاهة بعينها، أدعوهم للقدوم إلى أرض العز العراق والقتال فيه والجهاد على أرض الرافدين، أما أن يبقوا هكذا متخفين يخططون لعمليات لا تطال إلا الفقير والمسكين والجاهل بأمور الدين والمرتكب المعصية عن جهل فهذا لا يجوز وهم مذنبون.
ليتهم خططوا لقتل وزير الداخلية أو وكيله أو أحد أركان الاضطهاد الجزائري لقلت والله إنهم خططوا ولدعونا لهم بالتمكين، لكن لا أرى ولا أسمع أياً من هذا، أعلم أن كلامي هذا سيقابَل بمعارضة شديدة من قِبَل البعض هنا في العراق وفي خارجه بالجزائر لكن سبق أن رددت هذا الحديث قبل مدة وأنا على رأيي كما يشاطرني فيه عدد من القيادات الأخرى، وإذا لاحظت في سامراء هنا حيث ولايتي نحن لا نستهدف الصليبيين إلا بعيدا عن المسلمين خوفا من ذهاب أرواح معصومة وذلك يكون قدر الإمكان طبعا ولا نضربهم إلا وقد أوجعناهم ولله الحمد.
توقعنا منك حوارا مغايرا جدا، حيث قيل إنكم تتسمون بالشدة والغلظة، وأعتذر عن الوصف؟
- أبداً أنا أسمع هذا من غيرك لكن والله نحن أرق القلوب وأحنها على الإسلام والمسلمين وأشد الناس غلظة على أعداء الدين.. همنا القتال وغايتنا الشهادة في سبيل الله تعالى، نسأل الله أن تكون قريبة المنال.
هل هناك شيء تودون قوله؟
- نعم أوجه رسالتي إلى الإخوة السنة في العراق وأقول لهم ما ضركم ردة رؤوس عشائركم على الجهاد فاتقوا الله ولا تكونوا عونا للصليب فوالله لولا الجهاد والقاعدة لدخل الأميركان على نسائكم ليلا أو نهارا ولسلبوا أعراضكم وأموالكم لكن حكمة الله ورحمته جعلتاه يتخبط في ضرباتنا كالأعمى الذي لا هم له إلا الحفاظ على نفسه، وأقول لهم إن الأشهر المقبلة هي أشهر حاسمة ونحن أعددنا العدة لهم فوالله لقد مرغنا أنف الصليبيين في التراب وجعلنا دماءهم تسيل في الشوارع بفضل الله تعالى والقادم أدهى وأمر وإلى من يقول إننا عجزنا أو شللنا أو أصبحنا كرجل مريض أقول له جوابنا عليك سيكون ما تراه لا ما تسمعه في الأسابيع المقبلة بإذن الله تعالى
شكرا جزيلا لموافقتكم على إجراء اللقاء.
- لا شكر على واجب نحن لم نغلق أبوابنا لأي إعلام صادق محايد مهما كان اتجاهه أو انتماؤه لكن أتمنى أن تلتزم بما قلته خشية أن تحمله ما لم أقُل فيكون ذنبا عليك وعاقبة غير محمودة على المعنيين من جندنا في الساحة حفظهم وحفظكم الله.
نعم الوهم مصيطر على أصحاب الأوهام!
لقد أكد هذا الخبر محامي الجماعات الإسلامية الأستاذ منتصر الزيات.
بقلم الأستاذ منتصر الزيات
بينما كنت اركب طائرتي عائدا من الدوحة الأسبوع الماضي, تصفحت صحيفة " العرب" القطرية التي عاودت الصدور بعد طول غياب, فوجدت بها حوارا مثيرا مع أحد أبرز قادة دولة العراق الإسلامية أو قادة الجهاد في بلاد الرافدين يدعى " أبو تراب الجزائري" فمشين بعيوني على سطوره حتى أتممته ولم أشعر إلا بدموعي تنساب على إثر فراغي من قراءته.
الحوار به علامات مضيئة واعترافات شجاعة لقائد في مثل الظروف التي وجد بها هذا الجزائري الذي لم يتجاوز الـ 44 عاما ولم يقض داخل العراق أكثر من أربعة أعوام !! , عادة لا تستهويني مثل هذه الحوارات لأنني لا أثق بها, ولا أضمن حقيقة ما تضمنته مع شخصيات تتقن السرية ويدفع الأمريكان لقاء رؤوسهم أموالا طائلة, لكنى لم أكد لأعدو بنظراتي على سطوره حتى استشعرت صدقه, " في منزل متهالك لا تبدو عليه أية علامة من علامات الترف أو الاطمئنان للبقاء فيه طويلا حاله كحال مقرات ومواقع تنظيم القاعدة في العراق منذ انقلاب العشائر السنية عليهم يجلس الشيخ أبو تراب الجزائري (44 عاما) والي ما يعرف بإمارة مدينة سامراء شمال العراق أخطر المطلوبين للجيش الأمير كي وأحد المتهمين بإسقاط أسطورة المدرعة الأمير كية «سترا يكر» التي عول الجيش الأمير كي عليها كثيرا منذ دخولها عام 2006 للخدمة في العراق " هكذا وصف الصحفي الذي التقى أبا تراب الرجل في صدر اللقاء, وهو وصف ينبئ عن حال التنقل وعدم الاستقرار والعيش في أوساط خطرة, ووجدت نفسي متسائلا ما الذي دفع مثل هذا الشاب إلى خوض غمار الحروب والمعارك في العراق بعيدا عن بلده الجزائر ؟
ما الذي دفع لاحتضان المخاطر والمهالك وعرضه الخيانة والنخاسة ؟
تنظيم القاعدة الآن أصبح اسمه في العراق "دولة العراق الإسلامية " ويضم في صفوفه تضم تسع مجموعات أو فصائل مسلحة تجمعها السلفية الجهادية لا الوطنية أو القومية والأهداف التي يسعى إلى ضربها واستهدافها حسبما أورد أبا تراب هي " الأهداف العسكرية المختلفة التابعة للصليبيين و «المرتدين» الشيعة والأكراد الذين دخلوا مع المحتل وكذلك حزب «الإخوان المفلسين» أو ما يُعرف بالحزب الإسلامي بزعامة طارق الهاشمي الذي أصبح الجسر الذي تمرَّر به القرارات ضد أهل السنة في العراق ومنها الدستور، ونحن اليوم نحارب خمس جهات في وقت واحد حربا شرسة بلا هوادة حربا لا ترحم ولن تنتهي إلا باستشهادنا جميعا أو هلاكهم".
من الأمور التي استوقفني في ذلكم الحوار الصعب تحدث الرجل عن أمور مهمة يحتاج المواطن العربي القابع بعيد عن مجريات ما يجرى في العراق وتطوراته أن يعرفها وأن يلم بها مثل أسباب انقلاب عشائر الانبار على القاعدة وتراجع دور هذا التنظيم في العراق مؤخرا فتميز الرجل بفضيلة الاعتراف بالخطأ وهى تنقص بالتأكيد قادة بعض التنظيمات خاصة التي تعمل في مثل هذه الظروف, رغم أن النقد الذاتي فضيلة تنقى المسيرة من أخطائها وتعين على استلهام أسباب النصر "يمكن أن أقول لك إن أخطاء عدة ارتُكبت في تلك المناطق من قِبَل أفرادنا هناك أدت إلى تلك الحالة التي لم نكن نتوقعها" واستطرد قائلا " في الأنبار على سبيل المثال حدث تجنيد لعراقيين سنة تطوعوا للعمل الجهادي بدافع الحقد والثأر من الأمير كيين والمرتدين وليس بدافع الجهاد وبعضهم بدافع المال فتوسعوا بالدماء وأوغلوا فيها وأكثروا من تفجيرات لا طائل منها سقط فيها عدد كبير من المساكين كما لا أنسى المخابرات الأمير كية والعراقية وعجلة الإعلام العميل التي ألصقت بنا عمليات لم نكن نحن مسئولين عنها كتفجير المسجد في الحبانية غرب الفلوجة وغازات الكلور القاتل جنوب الفلوجة وفي الرمادي، وعمليات قتل زعماء العشائر الذين تعاونوا مع المرتدين والصليبيين كان يجب أن تُعالَج بحكمة أكثر مما كانت عليه" وعندما سأله محاوره سؤالا مباشرا وجود توسع في الدماء كما ذكرتم؟ جاء جوابه أكثر صراحة ووضوحا نعم مع كل الأسف من قِبَل شبان مندفعين لا تحكمهم أي ضوابط شرعية، عزز ذلك صعوبة الاتصال بين القيادة والخلايا والفصائل الموجودة على الأرض, تحدث الرجل عن الإصلاح وهذه أول مرة فيما أعلم يتحدث فيها قائدا من قيادات القاعدة عن الإصلاح داخليا فأبان أنه يمكن بإخراج العناصر التي أساءت للتنظيم والإبقاء على قاعدة النوعية لا الكمية, تحدث أيضا عن فشل أسلوب القاعدة المعروف بالسيطرة على المدن واتخاذها قاعدة لهم واعتمادهم سياسة حرب العصابات, لكن أكثر مواضع الحوار حرجا كان الخاص بمأزومية العلاقة بين القاعدة والحزب الإسلامي في العراق المعروف بانتماءاته للإخوان المسلمين حينما أوضح بجلاء أنهم باتوا يستهدفونه ويعتبرونه هدفا عسكريا مثلما يستهدفون ميليشيات بدر والمه