hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    كيف تتصرف الداعية في مثل هذه المواقف

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    كيف تتصرف الداعية في مثل هذه المواقف Empty كيف تتصرف الداعية في مثل هذه المواقف

    مُساهمة  Admin السبت 21 مايو 2011 - 20:31

    تمر الداعية بمواقف تحار في التصرف حيالها، خاصة في هذه الأوقات الصعبة مع انتشار الفتن والعولمة.. إلا أن حرص الداعية ورغبتها في الاستمرار بدورها المهم والكبير يجعلها تسأل وتستشير أهل الاختصاص ليساعدنها على تجاوز المصاعب وتحقيق أهدافها..
    في هذا الموضوع نورد لكم نماذج من أسئلة وردت قسم الاستشارات لداعيات ومهتمات في هذا المجال ورد المستشارين على استفساراتهن.

    كيف أساعد طالباتي على التوبة؟
    تقول منيرة: أنا معلمة ومشرفة على مصلى.. وأريد مساعدتكم بعد الله سبحانه لأن عندي طالبات منهم تتوب ثم ترجع وهكذا والآن تقول أنا ضعت ولن أتوب، ألاحظ أنها يئست من التوبة فما الطريق لمساعدتها علما أني تكلمت معها كثيرا
    طالبة أخرى تريد ترك الأغاني ولا تعلم كيف؟ وأخرى جلست تبكي عندي وتقول أنا ما عمري صليت جلست معها محاولة تهدئتها وعلمتها بعض الخطوات للثبات والرجوع للحق
    أريد استشاراتكم لمساعدتهن ولكم صادق شكري ودعائي دمتم بسعادة.

    تقول المستشارة الأستاذة عواطف العبيد في ردها على هذا السؤال:
    أولاً: أهنئك على عملك في الدعوة إلى الله، فهي من أجلّ الأعمال ومهام الرسل، سائلة الله لك التوفيق والسداد، واعلمي يا أخيتي أن الفتيات في المرحلة المتوسطة والثانوية ينتقلن من حال إلى حال في الوقت الواحد، كما أنّ مواقفهم غير ثابتة وتتنازعهن أمور كثيرة ورغبات داخلية، هوى، ضغوط، تغيرات نفسية تجعل تصرفاتهن من الصعب التنبؤ بها، فهي كالبحر بين مد وجزر، وخاصة في المرحلة المتوسطة والأول ثانوي، ثم بعد ذلك تتشكل الشخصية.
    والداعية الناجحة هي التي يفترض أن تعرف هذه الخصائص لهذه المرحلة وتضع في اعتبارها الأوضاع الاجتماعية المحيطة سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع المدرسي والبيئة بشكل عام، فيتنوع أسلوب دعوتها تبعاً للحاجة، كما يلزمك أختي الداعية أن تكوني على اطلاع جيد بفقه الدعوة وطريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في التعامل مع الآخرين والصبر عليهم، ومكتبتنا الإسلامية ـ سواء السمعية أو المقروءة ـ تحتوي على الكثير والكثير من هذه المعلومات، بل إن هناك حقائب دعوية بإمكانك الاستماع إليها لتكوين حصيلة دعوية جيدة لك، فإذا جمعت أخيتي بين معرفتك بخصائص المرحلة التي تدعينها مع معرفتك بالأساليب والطرق الدعوية، وسألت الله الإخلاص في العمل، فتأكدي أنك ستنجحين إن شاء الله في دعوتك، وتأكدي أنّ ما يخرج من القلب يدخل القلب، ولكن عليك بالصبر والاحتساب والتنويع في أساليبك، وتعليق البنات بالله ورسوله لا بشخصك، وحتماً سأسمع منك أخباراً طيبة.
    أسأل الله لك التوفيق والسداد.

    أحببت الدعوة إلى الله.. ولكن فوجئت بعدم التجاوب معي
    تقول صاحبة الاستشارة: أنا طالبة في ثالث ثانوي... أحببت الدعوة إلى الله فاتخذته منهجيتي في الحياة.. وسلكت مسلكه.. فأخذت اطرق أبواب الخير ولكن فوجئت بعدم الإجابة.. مثلا في يوم أردت توزيع الملابس على الفقراء ولكن سد الباب في طريقي، ليس من الأهل.. ولكن من عدة جهات... ومرة أردت جمع الحقائب المدرسية المستعملة ومن ثم توصيلها لمن يحتاجون إليها... ولكن كلما أخبر أحدا عن هذا المشروع ـ وأنا لا أذكر أنني أنا التي أجمعها كي لا يدخل الشيطان ـ يتحمس في البداية.. ولكن مثلا يصاب بالعجز، وكنت احرص على تذكيره فأبوء بالفشل..

    وحصل معي هذا عدة مرات، فعلمت إنه يجب علي إخلاص النية، ولكن الشيطان يدخل علي من حيث لا أحتسب، وأتعوذ وأدعو ربي أن أكون صادقه معه.. فتعبت مع نفسي الأمارة بالسوء، وأيضا في رمضان كنت لا أبكي أثناء الصلاة إلا قليلا فيضيق صدري ضيقا عظيما، وأيضا أدعو ربي أن أكون بكاءه من خشيته.. ولكن حينما أصلي بجانب صديقتي أو من أعرف فإني أبكي بكاء متواصلا لدرجه أنك تقولين لي حينما ترينني: هذه "إنسانة" تقية..! فأرى الرياء قد سيطر على قلبي، وجاهدت نفسي مرارا وتكرارا، فكيف أتخلص من ذلك؟!

    ورداً على استفسار السائلة يقول يوسف بن عبد الله بن عبد العزيز الحميدان:

    ما أجمل أن يكون الإنسان داعياً إلى الخير؛ لأننا لا نريد أن نعيش في هذه الحياة لأنفسنا واهتماماتنا فقط، بل نريد أن تكون أعمارنا عامرة بفعل الخيرات لله رب العالمين.. إنَّ الإحسان إلى الفقراء دليل خير على صدق الدعوة إلى الله، وهذا يبشر بامرأة قادمة تنتظر الأمة منها الخير الكثير، لكن تحتاجين إلى أن تكوني متفائلة ومستفيدة من خبرات الغير في أعمال الخير بهذا المجال، بما في ذلك مجالسة صاحبات الهمم، ويصاحب ذلك خطوات في التنفيذ حتى لا تكون الفكرة أسيرة في ذواتنا، لأنَّ هناك فرق بين من يفكر ومن ينفذ، وتذكري أنَّ ربّ همة أحيت أمة.

    أختي: أوافقك في الرأي بأنَّ النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي؛ لأنَّ النفوس بطبعها تحتاج إلى غسل النوايا من حين إلى حين (اللّهمّ آتِ نُفوسَنا تَقواها، وزكّها أنتَ خيرُ من زكّاها،).. ولكن ثقي بأنَّ الإنسان متى ما صدق مع ربه أتاه التمكين ولو بعد حين، وكثيراً ما يحرمنا الخوف من الرياء من الخيرات، ولو أننا خفناه لما كتبت إليك هذه السطور، وخير معين في هذا "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم".
    وأما الضيق الذي تجدينه فهو دليل على صدق العمل مع الله..
    أختي المباركة: إننا في هذه الحياة كعابري سبيل، فأوقدي شمعة ضياؤها حب الدعوة إلى الله في هذه الأمة.

    لماذا الناس بهذا الزمن لا يهتمون بالنصيحة
    تقول محبة الدعوة: لا أعرف كيف ابدأ رسالتي وكلي حزن فأنا كنت أعيش في مجتمع محافظ وبعد تخرجي من الكلية ودخولي التحفيظ تأثرت باستقامة الأخوات هناك وهذا بفضل الله أثر على حياتي وعلى أسرتي ومحافظتي لتلك القيم الدينية لكن بعد انفتاح الناس أكثر واحتكاكي ببعض أقاربي غير المحافظين شعرت بتصادم بين ما تربيت عليه وصقلته بانضمامي للتحفيظ وبين ما يحصل من بعض أقاربي، وصدمتي هذه جعلتني عاجزة عن النصح من جهة، ومن جهة أخرى لقيت بعض السخرية من أقرب الناس لي بسبب استقامتي واصفيني بالتشدد، فبدأت بالانسحاب من المجتمعات غير المحافظة، وخفت على نفسي من التأثر أو الانكسار رغم أني من المفترض أن أكون أقوى لأني على طريق الحق، ولكن كان ينقصني المعرفة بالأسلوب الأمثل للدعوة.
    بعدما شعرت أني قويت ودخلت مجالس التدريس صار عندي قوه للمواجهة والمناصحة، لكن للأسف أحس أني إذا نصحت تكون البيئة حول البنات أقوى من تأثيري على قريباتي وخاصة من ناحية اللباس والأغاني.
    وإذا تناقشت مع بنات خالتي قالوا لي إن الأمر طبيعي، والناس انفتحت على العالم لماذا يصدمك ما نعمل ولماذا تبالغين بالاعتراض، كلامهم هذا جعلني أشعر بالإحباط فاكتفيت بالمحافظة على أختي الصغيرة وأعمل جاهدة لأرسخ فيها القيم وأحميها من من ما يمكن أن يؤثر عليها في بيئة المدرسة والحمد لله أختي عمرها 13 وصارت لا تستيجب للمؤثرات السلبية من حولها.
    سؤالي لماذا الناس بهذا الزمن لا يهتمون بالنصيحة؟؟
    وهل علي أن أخاف على مشاعرهم بالدنيا ولا أخاف عليهم من النار في الآخرة؟؟
    لماذا يقولون عيشي حياتك واتركي الناس يرتدون ما يريدون ؟؟
    هذا الموضوع يسبب لي أرق أعطوني حل جزاكم الله الفردوس..

    تقول المستشارة الأستاذة هالة بنت محمد صادق شموط رداً على السؤال:
    الحمد لله رب العالمين الذي أرسل رسوله داعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً والصلاة والسلام على من كلفه ربه بأشق عمل وأفضله, وهو الدعوة إلى دينه ومنهاجه, وعلى آله الذين اتبعوه, وصحابته الأوفياء على تراثه.

    الأخت / محبة الدعوة / من السعودية..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... وبعد: أختي الكريمة, أحمد الله أولاً على أن جعلك من هذه الكوكبة الطيبة من الداعيات إلى دينه, الحريصات على إنقاذ الناس من الظلمة إلى النور, وأشكرك على هذه الحماسة المتوقدة الغيور على حرمات الله تعالى, وأحب أن أؤكد لك أن حزن الداعية على أحوال المدعوين صفة مشتركة بين الدعاة؛ وهي صفة تدل على حب الداعية دعوته وإخلاصه في تبليغها, وبذل أقصى جهده كي يصل خيره إلى الناس, وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عندما أعرض عنه أهل الطائف, أوى إلى حائط ( بستان ) لشيبة وعتبة ابني ربيعة وكانا كافرين, ودعا ربه دعاءً خاشعاً حزيناً لجأ فيه إلى الله واستمد منه العون, وبث شكواه إلى خالقه مما ألم به, وبيّن فيه أنه ماضٍ في الطريق ما دام الله راضياً عنه, وهو دعاء يعد زاداً لكل داعية إلى الله يعتريه الحزن من صدود الناس عنه, ومن نتائجه هبوط جبريل - عليه السلام - عليه, فبلغه رسالة ربه بأنه إن شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطبق على أهل مكة الأخشبين, لاستجاب الله دعاءه, ولكنه آثر أن يقول: لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله. إنه الأمل والنظر إلى المستقبل, والصبر على تكاليف الدعوة ومطالبها, والرحمة بالناس والرفق بهم, وحرصه على هدايتهم أكثر من حرصه على عقابهم, وهو لنا قدوة حسنة صلى الله عليه وسلم .

    أختي الكريمة, إن اتهام الناس لك بالتشدد والتزمت!!!! أهون من اتهام الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون وساحر وكذاب و و و و .....- وحشا الله أن يكون ذلك- وتلكم سنة الناس الغافلين مع الأنبياء والدعاة منذ القدم, فلا تلتفتي إلى هذا الهراء, والحمد لله أنك لم تُؤْذَي ولم تُرْمَي ولم يقل عنك كذا وكذا, فأنت في أول الطريق يا أختاه, وربما ينتظرك المزيد من الإعراض والاستهزاء والأذى.... فتزودي من التقوى والذكر, وحفظ القرآن والدعاء, ولزوم فتيات طيبات وداعيات مؤمنات طاهرات زاكيات تتقوين بهن بعد استقوائك بالله جل في علاه, لا يجوز للداعية الهروب من الواقع الزائف بذريعة أنه يلاقي منه كذا وكذا؛ بل إن مواجهة هذا الواقع بالحكمة والموعظة الحسنة هي الطريق السليم, ولو أن الدعاة كلما تعرضوا لمثل ما تعرضت له أو أشد, تخلوا عن رسالتهم, لما انتشر الخير, وعم فضله أطراف الأرض, وإن أعداءنا حريصون على أن ننزوي في بيوتنا, ونتركهم يعبثون في الأرض, يتخطفون الناس.

    نصائح للمضي في طريق الدعوة
    تتابع المستشارة الأستاذة هالة بنت محمد صادق شموط ردها على السائلة بتقديم النصح لها، تقول:" من خلال ما سبق أرجو منك ألا تصابي بالإحباط, وألا يؤثر حزنك على الناس فيدعك تتركين الدعوة وأنصحك بما يلي:
    1 – بالنسبة لشخصك..... عليك أن تتفقهي في الدين, وتتحلي بالأخلاق الحسنة, وأن يكون فعلك يسبق قولك, وأن تكوني هينة لينة محبة لمن هن بحاجة إليك مبتسمة في وجوههن, تقضين حوائجهن, وتتفقدين أحوالهن, وتبحثين عما يقع فيهن موقع الدواء من المريض, فالناس مرضى وأنت الطبيبة, فكيف يتعامل الطبيب مع مرضاه. والله تعالى يقول: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة...... ) والحكمة هي الوسطية بلا إفراط ولا تفريط, ولها تعاريف كثيرة.....
    2 – بالنسبة للمدعوات ..... يجب عليك أن تتفهمي أحوالهن بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ثم تختارين لهن أو لبعضهن ما يناسب من أسلوب الدعوة, ويمكنك أن تستفيدي من خبرات الأخوات الداعيات, ولا سيما أنك مدرسة, ويمكنك أن تتحركي في هذا الاتجاه, وتتصلي بذوات الخبرة وهن كثيرات ولله الحمد.
    3 – هناك أسئلة طرحتها في آخر الاستشارة, وقد أجبتُ عنها في أول الجواب وأؤكد لك مرة أخرى: إن ما تسمعين من أقاويل من فلانة وفلانة شيء غير جديد, وهي طبيعة كل من بعد عن دين الله, ويزداد عنف الكلام, كلما اتسعت الهوة بين العباد ودين الله تعالى, وهذا خلق قديم من المعرضين, ولكن تختلف ردودهم في أشكالها باختلاف العصور و الأمكنة. ألا تعلمين أن النبي يبعث يوم القيامة وليس معه أحد آمن به وبعضهم معه رجلان أو .....

    أختي الكريمة, الداعية يعمل ولا يركد, لأن الركود يقتل الهمة كما أنه يغير الماء, فيأسن... إنك قد وفقت في العمل مع أختك ولو ثبتها الله تعالى على يديك, فهو خير لك من الدنيا وما فيها أو من خير النعم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها ) وفي رواية ( من حمر النعم ). نحن نواجه واقعاً أليماً, وأفعالاً جاهلية متنوعة, وتصورات باطلة ومواقف محرجة من الناس وتصرفات يستغرب المسلم أن تصدر عن مسلمين ( كما ذكرت مما قيل لك من قريباتك .... ) كل هذا لا يدعونا إلى القعود, فالحركة بركة ولكن يجب أن تنضبط بضوابط الدين ثم العقل ( الحكمة ) وأن يكون هدفنا من الدعوة التأثير بالناس لا أن ننفرهم منا, وليكن حرصنا على هدايتهم كحرصنا على تزويدهم بالهواء والماء والدواء.
    ولا تنسي أختي الكريمة, أن الغرب وجه إلينا كل ما يملك من وسائل الفساد, ومعه جيوش من وسائل الإعلام, فعلينا أن نتصدى لها بالأسلوب نفسه فالحديد لا يفله إلا الحديد ويد واحدة لا تصفق, فلا بد من تعاون أهل الخير في مجال الدعوة إلى الله, وألا نطلب على عملنا أجراً أو مدحاً أو ترقية, فالإخلاص مطلوب هنا, والعلم والحلم وسعة الصدر وغير ذلك.

    وأخيراً إن أساليب الدعوة كثيرة, وميادينها متنوعة والمخاطبين بها ليسوا من نوع واحد, لذلك فالعمل شاق, والمهمة تحتاج إلى همة.
    أنصحك بقراءة الكتب التالية: تذكرة الدعاة للبهي الخولي, وكيف ندعو الناس لعبد البديع صقر, ورسالة الداعية الناجحة لأحمد القطان.

    يغلبني العجز عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    تقول السائلة: يؤرقني كثيرا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمثلا عندما أكون بأماكن عامة أعجز عن الدعوة ويعلم الله أني أجلس أفكر كيف أتكلم بأسلوب محبب ثم يغلبني العجز واكتفي بالدعاء لصاحب المنكر بالهداية.
    أخشى عقاب الله لكثرة ما أرى من منكرات لا أستطيع النهي عنها وهل سأتحمل وزر كل من رأيته ولم أنصحه؟
    أعلم أننا لن نصل إلى العزة إلا بالدعوة إلى الله ولكن ذنوبنا حالت بيننا وبين الطاعة.
    أرجو الرد

    تقول المستشارة الأستاذة بسمه السعدي في ردها على استفسار السائلة: بدءا سأنقل لك كلاما جميلا عن هذه الفريضة المنسية للشيخ ابن باز رحمه الله :
    ﴿وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ ومن ذلك الدعوة إلى الخير والإرشاد إليه وتعليم الجاهل وإرشاد الضال إلى طريق الصواب كما قال عز وجل: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ فليس هناك أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله وقرن ذلك بالعمل الصالح، ويقول عز وجل: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ وقد بين سبحانه في موضع آخر أنه لابد من العلم؛ لأن الداعي إلى الله لابد أن يكون على علم حتى لا يضر نفسه ولا يضر الناس، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾.
    فالداعي إلى الله والدال على الخير يجب أن يكون على بصيرة فيما يدعو إليه وفيما ينهي عنه. وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الداعي إلى الله له مثل أجور من هداه الله على يديه، وهذا خير عظيم، يقول عليه الصلاة والسلام: (من دل على خير له مثل أجر فاعله) خرجه مسلم في صحيحة ويقول عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلال كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) رواه مسلم أيضا.
    وفي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه لما بعثه إلى خيبر ((ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله تعالى فيه ثم قال له فوالله لأن يهدي بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)) وهذا خير عظيم، والمعنى أن ذلك خير من الدنيا كلها، لكن لما كانت العرب تعظم الإبل الحمر وتراها أفضل أموالها مثل بها عليه الصلاة والسلام.
    فأنتم أيها الإخوة والأبناء في حاجة شديدة إلى الإخلاص في هذا الأمر والنشاط فيه والصبر عليه لهذه النصوص التي سمعتم وغيرها مع الصدق والتحري في الخير والعناية بالأسلوب الحسن والتواضع واستحضار أن العبد على خطر عظيم، فهو يدعو إلى الله وينشر الخير وينصح ويعين على البر والتقوى مع التواضع وعدم التكبر وعدم العجب، ولا يرى نفسه أبدا إلا على خطر ويحثها على كل خير ويراقبها ويحذر من شرها ولا يعجب بعمله ولا يمن به ولا يتكبر بذلك ولا يفخر على الناس، بل يرى أن المنة لله عليه في ذلك، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
    فالتعاون على البر والتقوى والتناصح يقتضي الدعوة إلى الخير والإعانة عليه، فهو أيضا يقتضي التحذير من الشر وعدم التعاون مع أهل الشر، فلا تعين أخاك على ما يغضب الله عليه، ولا تعينه على أي معصية بل تنصح له في تركها وتحذره من شرورها، وهذا من البر والتقوى. وإذا أعنته على المعصية وسهلت له سبيلها كنت ممن تعاون معه على الإثم والعدوان، سواء كانت المعصية عملية أو قولية كالتهاون بالصلاة أو بالزكاة أو بالصيام أو حج البيت أو بعقوق الوالدين أو أحدهما أو بقطيعة الرحم أو بحلق اللحى أو بإسبال الثياب أو بالكذب والغيبة والنميمة أو السباب واللعن أو بغير هذا من أنواع المعاصي القولية والفعلية، عملا بقول الله سبحانه ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ ويدخل في الإثم جميع المعاصي.
    أما العدوان فهو التعدي لحدود الله والتعدي على الناس أو التعدي على ما فرض الله بالزيادة أو النقص، والبدعة من العدوان لأنها زيادة على ما شرع الله، فيسمى المبتدع متعديا والظالم للناس متعديا والتارك لما أنزل الله آثما متعديا لأمر الله، فاقتراف المعاصي إثم، والتعدي على ما فرض الله والزيادة على ما فرض الله والظلم لعباد الله عدوان منهي عنه وداخل في الإثم، كما قال تعالى: ﴿وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ ثم ختم الله الآية بأمره سبحانه وتعالى بالتقوى والتحذير من شدة العقاب، فقال: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ والمعنى احذروا مغبة التعاون على الإثم والعدوان وترك التعاون على البر والتقوى ومن العاقبة في ذلك شدة العقاب لمن خالف أمره وارتكب نهيه وتعدى حدوده.
    نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين للتعاون على البر والتقوى والصدق في ذلك، وأن نبدأ بأنفسنا؛ لأن الداعي إلى الله قدوة وطالب العلم قدوة فعليه أن يحاسب نفسه في كل شيء ويجاهدها في عمل كل خير وترك كل شر حتى يكون ذلك أجدى لدعوته وأنفع لنصحه وأكمل في تلقي الناس لنصيحته والانتفاع بدعوته وإرشاده وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
    هنيئا لك –أختي – حرصك على أداء هذا الفرض الذي غاب إلا من فئة خافت الله ونفذت أمره
    وأرادت أن تبقى عزيزة وتلقى ربها وهو راض عنها
    جميل أن يؤرقك مثل هذا ؛ في حين يؤرق البعض دنياهم والبذل لها

    لنتوجه الآن إلى وضعك عزيزتي:
    ما سبب العجز ؟؟
    إن كان العلم ؛ فاطلبيه ؛ فهو اليوم يسير ومتوفر
    وإن كان الأسلوب فتعلميه ؛ فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم
    وإن كانت الشجاعة ؛ فحققيها لأن الأمر والنهي واجب وفريضة !!
    ولنتعاون لإعادة العزة وتمكينها ..
    وسائل عدة للدعوة إلى الله
    تتابع المستشارة الأستاذة بسمه السعدي كلامها مشيرة إلى وسائلد عدة للدعوة إلى الله ناصحة باستخدامها، تقول: هناك وسائل عدة للدعوة ؛ وليس الكلام هو الوسيلة الوحيدة !!
    منها :
    1. البطاقات المتميزة.
    2. الهدايا البسيطة اللطيفة.
    3. استغلال رقة القلوب ووقتها ببيان الواجب وطلبه والمحرم واجتنابه.
    هناك قصة بسيطة أحب أن أذكرها ؛ ولي معرفة بصاحبها ..هناك شاب ضاق به وضع المقاهي فطبع بطاقة بسيطة رقيقة فيها عبارة : حبيبي : وقتك أغلى من أن يضيع بهذا > محبك
    ووضعها على الزجاج الأمامي للسيارات التي تقف أمام كل مقهى وأقر الله عينه برؤية من تأثر ببساطة كلماته ؛ لكن صدقها أوصل هدفها
    أنصحك بقراءة كتاب : الأمر بالمعروف للشيخ خالد السبت وسماع دورة الحسبة للشيخ يوسف الأحمد، وقراءة أفكار للدعوة من موقع صيد الفوائد
    وأرجو أن أسمع عنك كل خير يدفع عنك إثم منكر ترينه بإنكاره رزقك الله حسن الدعوة ونعيم نفعها

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 7:37