ناقشت الندوة السياسية الشبابية المنظمة من طرف أمانتي الشباب والطلبة، موضوع أحداث الخامس من أكتوبر 1988 ومدى التحول الذي حملته تلك الأحداث، بحضور الصحافة الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية، ومن تأطير رئيس الحركة الشيخ أبوجرة سلطاني.
وفي كلمة شاملة، عرض الشيخ أبو جرة سلطاني مسحا تاريخيا من عشية الأحداث وما رافقها إلى الذكرى الـ 24 عشية الاحتفالات بخمسين سنة من الاستقلال.
أبوجرة سلطاني : مكونات الأحداث مازالت متوفرة في يومنا هذا
بعد تعريجه على الظروف التي رافقت أحداث أكتوبر 1988 واعتبار ذلك القشة التي قسمت ظهر البعير أسقط ذلك على واقع الحياة السياسية والاجتماعية اليوم معتبرا أن البلاد تمر بنفس الظروف خاصة ما تعلق بالبيروقراطية والتعسف في استعمال السلطة، وكذا صراع الأجنحة الذي برز للعلن آنذاك.
مضيفا أن من بين أهم المكونات هو تدهور أسعار النفط التي وصلت إلى عشر دولارات للبرميل الواحد وهو ما أعجز الدولة -حسبه- عن شراء السلم الاجتماعي، مؤكدا مساهمة الصحوة الإسلامية في قيادة الشباب الذي لم يجد سبلا للحوار مع الأطراف الرسمية.
وقال رئيس الحركة أنه إضافة إلى ذلك، تفاقم الأمر اليوم بغياب روح المسؤولية وانعدام الرقابة على الفساد ومحاسبة المفسدين الذين تتداول أسماءهم اليوم صفحاتُ الجرائد.
الأحداث : انفجار اجتماعي - سياسي أججها صراع الأجنحة
وانتقد رئيس حمس الذين ينعتون الأحداث بشغب الأطفال متسائلا : "كيف لشغب الأطفال أن يغيّر مسار دولة من الأحادية إلى التعددية ويعجّل بدستور 89؟؟" كما تسائل في ذات الشأن - في ردّه على من ينعت الأحداث بربيع الجزائر - : "إن كانت أحداث 5 أكتوبر ربيع الجزائر كما تقولون، فأين أزهار الربيع وثماره؟؟" مضيفا : "هل علينا الانتظار ربع قرن لنقطف الثمار؟؟"
وخلص رئيس الحركة أن الأحداث هي انفجار اجتماعي وسياسي أججها صراع الأجنحة داخل مؤسسة الحكم، وكان يمكن لأي سبب آخر أن يثوّر الشعب خاصة ما تعلّق بتوريث السلطة للعائلة أو الزمرة والعشيرة، أو "بولسة الدولة" أين تتحول الدولة من نظام المؤسسات إلى النظام البوليسي، وتكرّس عقلية الزعيم الذي يملك الحلّ والعقد.
الدولة الوطنية ليس تماما بحجم ثورة نوفمبر 1954
وختم الشيخ أبو جرة كلامه بتحية للشعب الجزائري الذي نجح في الحفاظ على وحدته الترابية والدينية والثقافية خلال سنوات الأزمة، معبرا عن ابتهاجه بقطع مسار المصالحة الوطنية أزيد من 80 بالمائة من التنفيذ مطالبا الجهات الوصية باستكمال هذا المسعى النبيل، واستخلاص الدروس من أحداث أكتوبر للخروج من المراحل الانتقالية وإعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، واجتناب مآلات المرحلة الحالية التي تشبه في مكوناتها مرحلة ما قبل 88، والدعوة للمضي نحو دولة الحق والقانون لأن الدولة الوطنية ليست بحجم ثورة الأول من نوفمبر 1954.
جذور الصراع في الجزائر يوزع على الصحفيين
وزّع ديوان رئيس الحركة كتاب الشيخ أبو جرة سلطاني الموسوم بـ : "جذور الصراع في الجزائر" في طبعته الثانية على الصحفيين الحاضرين وهو ما استحسنه أصحاب مهنة المتاعب، ما دفع بعضهم للحصول على توقيع شخصي من رئيس الحركة على هذا الكتاب الهام الذي يحكي قصة الصراع في الجزائر