لقد تعددت وتنوعت التجارب والحركات الشبابية المصرية التي قامت بتعبئة الشباب المصري خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011 بما يعبر عن قدر كبير من الحيوية والنشاط فيما بين الأجيال الجديدة.وفي حين يتميز بعض هذه التجارب بأنه جديد تماماً وغير معروف للكثيرين، فإن البعض الآخر يتسم بالقدم والجدة معاً.
وبصفة عامة يتحرك نشطاء الحركات الجديدة أو ما يعرف بنشطاء الفيس بوك برشاقة بين العالمين "الحقيقي" و"الافتراضي"، وقد نجحت حركتهم في حشد المصريين من جميع الأعمار والخلفيات.
ويمكن القول أن الجماعات الرئيسية التي دعت وشاركت بقوة في فعاليات يوم 25 يناير/كانون الثاني أول أيام الثورة هي حركة 6 إبريل ومجموعة كلنا خالد سعيد وشباب الإخوان و"معا سنغير" (حملة دعم الدكتور محمد البرادعي)، وحركة شباب من أجل العدالة والحرية (حنغير)، وشباب كل من حزبي الجبهة الديمقراطية والغد.
ثم التحق بهم العديد من الحركات الشبابية الأخرى تفاعلاً مع التطورات على الأرض، مثل اتحاد شباب التجمع والناصري، وحركة شعبية ديمقراطية للتغيير (حشد)، وشباب حزبي العمل والوفد وجبهة الشباب القبطي.
وهذه المجموعات غير متجانسة فكريا ولكنها تمتلك مهارات التعامل مع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي الحديثة إلى جانب الروح الوطنية والإصرار على الانجاز والتمسك بحلم النهضة المصرية.
وقد نجحوا في تطوير قدراتهم التنظيمية والحركية وقاموا بتطوير وعيهم السياسي والثقافي خارج الأطر التقليدية لمؤسسات التنشئة السياسية القائمة في مصر، فاستطاعوا أن يفاجئوا الجيل القديم والمراقبين بقدرتهم على إحداث هذه الثورة المصرية التي أربكت الجميع.
وفيما يلي نتناول هذه الحركات والتجمعات بقدر من التحليل والاختصار: شباب الفيس بوك: فضح النظام جاءت ثورة 25 يناير نتيجة تخلّق الكثير من مصادر الطاقة الجديدة في المجتمع المصري والتي تعبر عنها مجموعات من الناشطين الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر والمدونات.
فعلى الفيس بوك يمكن لأي شاب أن ينشأ أو ينضم لمجموعة مسجلة فيه أو ينشر فيديو أو صورة معينة ذات طابع سياسي، ولذلك فالسمة الرئيسية للناشطين على الانترنت هي عدم وجود مركزية أو هرمية صارمة، حيث يفضل الناشطون الجدد استخدام الشبكات بدلا من المنظمات الكبيرة.
وهذه التقنيات والشبكات الاجتماعية ساهمت بشكل لا بأس به في القيام بعملية تعبئة الشباب وتنظيمهم بسبب تعطل هذا الدور في الحياة الحقيقية نتيجة الضغوط الأمنية، فجماعة مثل "كلنا خالد سعيد" نجح في استقطاب حوالي 400 ألف شاب، وساهم بقوة في تنظيم العديد من الفعاليات الاحتجاجية خلال عام 2010 وصولا ليوم الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني.
كما استقطبت المجموعة التي تدعم ترشيح البرادعي لرئاسة مصر حوالي 300 ألف من الأعضاء.
وهناك المئات من المجموعات على الفيس بوك التي تهتم بالقضايا السياسية في المجتمع المصري وهي تساهم في تعبئة الشباب لأسباب سياسية كثيرة، مثل دعم الإضرابات العمالية ونقد رموز النظام.
كما تقوم بالدعوة لتنظيم المظاهرات والاحتجاجات، وفضح عمليات التزوير في الانتخابات البرلمانية في نهاية 2010.
ولعل من أبرز جوانب التميز في دور الشبكات الاجتماعية هو قدرتها على تطوير خطاب سياسي يتحدى الخطاب السياسي الرسمي، بصورة دعت أحد الباحثين في هذا المجال، وهو فيليب هوارد، ليقول أنه "إذا جرت الانتخابات على الإنترنت، ستخسر النخب الحاكمة في مصر بصورة ساحقة".
ويشير تقرير التنمية البشرية 2010 إلى أن وجود الحكومة على الإنترنت يتسم بالضعف الشديد، وهو ما يؤشر على عدم وجود قنوات اتصال بين الشباب والنخبة الحاكمة، حيث تتسم مجموعات الحزب الوطني على الفيس بوك بالركود والخمود وقلة العضوية.
وقد مارس شباب الفيس بوك أدوارا رقابية هامة فضحت سوء استخدام السلطة والتعذيب في العديد من القضايا مثل قضية خالد سعيد وعماد الكبير وسمية أشرف.
كما قام النشطاء باستخدام موقع اليوتيوب من أجل بث اللقطات والفيديوهات التي تكشف المستور وسلبيات أجهزة الدولة مما ساهم بصورة كبيرة في فضح تزوير الانتخابات البرلمانية.
وهناك مجموعات كبيرة من المستقلين والنشطاء الذين برز دورهم في الأحداث الأخيرة مثل وائل غنيم وعبد الرحمن فارس وأحمد دومة ...الخ.
كما برز دور الشباب المصريين خارج مصر في دعم الانتفاضة الشعبية عندما قررت السلطات عزل مصر عن العالم، فتم إنشاء مجموعة رصد على الفيس بوك التي قامت بعرض تطورات الأحداث أولا بأول، واعتمد عليها كثير من وسائل الإعلام في الحصول على الأخبار، كما تحولت صفحات الشباب الشخصية إلى صفحات إخبارية وإعلامية لعرض الأخبار والفيديوهات والدخول في مناقشات وحوارات لتبادل وجهات النظر.
أنواع الحركات الشبابية: تيارات مختلفة " وهناك المئات من المجموعات على الفيس بوك التي تهتم بالقضايا السياسية في المجتمع المصري وهي تساهم في تعبئة الشباب لأسباب سياسية كثيرة، مثل دعم الإضرابات العمالية ونقد رموز النظام.
" تتمثل أبرز الحركات الشبابية الاحتجاجية التي برز دورها في السنوات الأخيرة وفي انتفاضة الخامس والعشرين من يناير في حركة السادس من أبريل -مجموعات الفيس بوك- الغد –كفاية– الناصريين –الاشتراكيين– حزب العمل- شباب الإخوان المسلمين.
وهناك مجموعات شبابية أخرى مختلفة ليس لها صلة مباشرة بالعمل السياسي ولكن كثيرا من شبابها شاركوا في الأحداث سواء بموافقة قادتهم أو رغما عنهم مثل الطلاب السلفيين، وشباب الأقباط وشباب صناع الحياة (عمرو خالد).
وفي حين حافظ شباب الإخوان على قدر كبير من الاستمرارية والتطور خلال العقدين الآخرين، فإن طلبة اليسار والناصريين عانوا من تراجع كبير حتى جاءت أحداث الانتفاضة وغزو العراق ومظاهرات الحراك السياسي فدفعت بقدر من الحيوية والنشاط في قوى اليسار الماركسي والناصري في السنوات الأخيرة، كما ظهرت قوى شبابية جديدة مثل الغد وشباب كفاية والاتحاد الطلابي الحر.
وباستثناء بعض فترات النشاط المؤقتة فإن أحزاب المعارضة الرسمية تعاني من انفصال واضح عن الحركة الشبابية.
ويلاحظ أن الأحزاب لا تقوم بالتنشئة السياسية لشبابها، وهي تحافظ على الشباب بصعوبة نظراً لطبيعته الثورية والحماسية فيتسرب منها إلى فضاءات أوسع مثل الفيس بوك.
شباب الاحتجاج غير الحزبي: غياب الإيديولوجية والقيادة لقد ظهرت أنماط جديدة من التعبئة والمشاركة السياسية في مصر، حيث يلاحظ أن الحركات الشبابية تتسم بقدر عالي من المرونة والسيولة وضعف التنظيم، وسرعة انتقال النشطاء فيما بينها، نظراً لغياب إيديولوجيات واضحة أو رؤوس جامدة.
فالنشطاء الشباب يتحركون بين المنظمات والأحزاب بحرية ودونما قيود.
وبينما التف كثير من النشطاء حول حزب الغد وحركة كفاية باعتبارهما نقطة جذب أساسية للنشطاء أثناء الحراك السياسي في 2005 و2006، فقد ظهرت مراكز أخرى لجذب الشباب مثل شباب من أجل التغيير ثم حركة السادس من إبريل، وصولاً إلى الحملة الشعبية لدعم البرادعي.
وفي بعض الأحيان يفضل الشباب التخلي عن يافطة الأحزاب السياسية التي ينتمون لها ويبادرون إلى الانضمام إلى حركات جديدة، ولكنهم قد يعودون مرة أخرى إلى تنظيماتهم إذا تعثر الكيان الجديد.
وفي الحقيقة فإن بعض الناشطين ربما يفضل العمل عبر المجموعات والحركات الشبابية.
1- شباب السادس من أبريل تعرف حركة السادس من أبريل نفسها بأنها "مجموعة من الشباب المصري الذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي ويسعون لإحداث تغيير سياسي".
وقد ولدت الحركة في عام 2008 من خلال صفحتها على الفيس بوك التي ضمت أكثر من 75 ألف شاب، ودعت إلى تنظيم إضراب السادس من إبريل الشهير 2008 حينما تظاهر عمال مصانع المحلة بمشاركة الأهالي وحدثت مواجهات كبيرة مع قوات الشرطة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات بجراح.
لقد قامت حركة السادس من إبريل كإطار واسع وفضفاض يضم شباب مؤطرين ومستقلين كأعضاء من حركة شباب من أجل التغيير وكفاية وإتحاد شباب الغد إلى جانب مشاركة مجموعات من الناصريين وشباب حزب العمل.
ولكن سرعان ما خرجت منها المجموعتان الأخيرتان بسبب الاختلافات السياسية والإيديولوجية، وفشلت الدعوة إلى إضراب إبريل 2009.
وقد واصلت المجموعة الرئيسية استخدام الفريق الرئيسي للحركة على الفيس بوك، وأخذت تنشط في أوساط الشباب في الجامعات والأندية وتقوم بتطوير أدواتها الإعلامية من خلال موقعها على الانترنت وإنتاج المواد الإعلامية التي تساهم في تطوير أساليب الاحتجاج وصولاً للحظة مشاركتهم بقوة في أحداث الخامس والعشرين من يناير، ثم اشتراكهم في تأسيس ائتلاف الثورة بالتعاون مع شباب الإخوان والجبهة والعدالة والحرية.
والمنسق العام لحركة هو أحمد ماهر وهو من ناشطي حزب الغد وشباب من أجل التغيير سابقاً، كما تضم الحركة بعض الوجوه البارزة الأخرى مثل إسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ ومحمد عادل وإنجي حمدي إلخ....
2- شباب كفاية كفاية هي تحالف لجماعات المعارضة وهي شبكة فضفاضة تضم مجموعات من الناصريين والإسلاميين واليساريين.
وقد انضم الشباب إلى فعاليات حركة كفاية منذ بدايتها في نهاية 2004 وشاركوا بفعالية وقوة مما جعلهم يفكرون في إنشاء كيان جديد في إطار الحركة يمثل الشباب.
وتم تأسيس شباب من أجل التغيير كفاية في مارس 2005، وشارك فيه شباب من كل التيارات والأحزاب بصفتهم الشخصية.
وتم الاتفاق على أن تكون قيادة الحركة ممثلة من خلال الانتخابات، وليس من خلال تيارات متساوية.
وقد تراجع الأداء الشبابي للحركة بسبب حدوث نوع من التوتر بين شباب وقادة كفاية بسبب ما اعتبره الشباب رغبة من جيل السبعينات مؤسس حركة كفاية في فرض وصاية على الشباب.
وتعددت بالفعل حالات الشباب الذين قرروا الانفصال عن كفاية، ومعظمهم من المستقلين، ولكن ما زالت الحركة موجودة وخطابها يجد قدرا من القبول بين الشباب.
وكانت كفاية من بين الحركات التي ساهمت في الدعوة للثورة، وأكدت التزامها بنفس مطالبها وشاركت في لجنة العشرة الداعمة لثورة الشباب.
3- شباب الإخوان المسلمين " يلاحظ أن الأحزاب لا تقوم بالتنشئة السياسية لشبابها، وهي تحافظ على الشباب بصعوبة نظراً لطبيعته الثورية والحماسية فيتسرب منها إلى فضاءات أوسع مثل الفيس بوك.
" على مدى ثلاثة عقود تقريباً استمر دور شباب الإخوان المسلمين باعتبارهم القوة الأكثر تنظيمياً على الرغم من سعي الحكومة إلى تقليل وتحجيم حضورهم في الاتحادات الطلابية بكل الطرق.
وبصفة عامة يتسم نشاط طلاب الإخوان بالاستمرارية والتراكم على مدى عشرات السنين.
ويقومون بتقديم العديد من الخدمات الطلابية إلى جانب دعوتهم إلى استقلال الجامعة وإجراء انتخابات طلابية حرة، كما أنهم يتبنون مطالب الإخوان فيما يتعلق بالإصلاح السياسي.
وأظهر شباب الإخوان منذ منتصف التسعينات أن في إمكانهم أن يحشدوا أعداداً كبيرة من الطلبة قد تصل إلى عشرات الآلاف من الإخوان ومؤيديهم إلا أنهم يعملون وفق تعليمات واضحة بألا يشتبكوا مع الشرطة.
ويلاحظ أن نشاط شباب الإخوان شديد التعقيد والتركيب، فهناك الطلبة أعضاء الإخوان، وهناك قادة كليات منتخبون من قبل طلبة الإخوان، وهناك مسئولون ومشرفون يمثلون المستويات الوسيطة، وهناك قيادة الإخوان، وهناك قيادات الاتحاد الحر، وهناك منسقون مع القوى الأخرى.
ويبدو أن طلاب الإخوان كانوا في طريقهم للحصول على قدر أكبر من الاستقلالية عن القيادة ولكن أزمة طلاب جامعة الأزهر، والنقد الذي وجه من القيادة للطلاب بسبب العرض الرياضي شبه القتالي الذي نظمه الطلاب أدى إلى تراجع مؤقت في نشاط الشباب ولكن سرعان ما استعادوا زمام المبادرة مرة أخرى من خلال التنسيق والتعاون مع جماعات الفيس بوك والحركات الشبابية الجديدة.
وقد كانت تجربة تأسيس اتحاد الطلاب الحر في الجامعات المصرية إطارا أساسياً للتعاون مع المجموعات الأخرى مثل شباب الفيس بوك والسادس من إبريل وغيرها مما أسهم في نسج نمط من العلاقات الشخصية بين النشطاء وتولد قدر من الثقة بين جميع الأطراف.
على الرغم من أن فكرة الكيانات الموازية ليست إبداعاً لطلبة الإخوان وحدهم - فهناك الكثير من النماذج والتنظيمات المستقلة أو الموازية في عدد من دول العالم ومصر - إلا أن طلبة الإخوان كانوا العنصر الأساسي في رعاية الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع، وشاركهم فيها طلبة الاتجاهات الأخرى خصوصاً من الاشتراكيين الثوريين واليسار وحركة كفاية والغد.
وقد بدأ تطبيق التجربة في عام 2005 حيث تشكل عدد من اتحادات الطلبة الحرة في سبع جامعات، ثم اتسعت الظاهرة في عام 2006 لتشمل حوالي معظم الجامعات المصرية الحكومية.
ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه على الرغم من كون شباب الإخوان جزءاً من جماعة الإخوان ويلتزمون بقرارات مكتب الإرشاد إلا أن لديهم قدرا أعلى من الحرية، حيث تترك لهم قيادة الجماعة حرية النشاط والحركة مع التجمعات الشبابية الأخرى والتنسيق من أجل إقامة الكثير من الفعاليات الاحتجاجية.
وقد تجلى ذلك في مبادرة الشباب إلى المشاركة في أحداث الخامس والعشرين من يناير، حيث أكد شباب الإخوان أنهم سيشاركون بالتعاون مع الحركات والتجمعات الأخرى مثل الجمعية الوطنية للتغيير.
وبرر الإخوان عدم مشاركتها بأنه رغبة في عدم الإضرار بالتحرك، فلو اتخذت الجماعة قرارا بالمشاركة فسيضر ذلك بالحدث نفسه لأن الاعتقالات ستكون كبيرة وتلجأ الحكومة لاستخدام فزاعة الإخوان.
وفي أعقاب نجاح الشباب في الوصول لميدان التحرير والاعتصام فيه قررت الجماعة المشاركة بكل قوة في أحداث جمعة الغضب في الثامن والعشرين من يناير.
وتتراوح التقديرات حول نسبة مشاركة الإخوان في اعتصام التحرير ومظاهراته المليونية بين نحو 20%، في حين يرفع آخرون النسبة إلى حوالي 30 في المائة.
ومن الملاحظ أن شباب الإخوان المسلمين ينشطون على الفيس بوك بأسمائهم الحقيقية على الرغم من حظرهم قانوناً ويدخلون في حوارات ومناظرات مستمرة مع باقي القوى والنشطاء.
ويلاحظ عدم وجود مركزية أو هرمية بين شباب الإخوان على الفيس بوك.
كما يختلف شباب الإخوان عن شباب الفيس بوك في أمر مهم وهو أنه في حين أن نشطاء خالد سعيد مثلاً يستخدمون الانترنت في الدعوة لتنظيم المظاهرة، يقوم شباب الإخوان بفعاليتهم دون إعلان على النت.
4- الحملة الشعبية لدعم البرادعي أعلن محمد البرادعي تأييده دعوة الشعب للتظاهر السلمي في الخامس والعشرين من يناير من مقره في الخارج واضطر للعودة سريعاً إلى مصر بعد يومين من الأحداث بعدما تصاعد النقد لغيابه عن الداخل.
وقد ساهمت جماعة حملة دعم البرادعي رئيساً لمصر 2011 على الفيس بوك في تبني الدعوة للتظاهر، ولأول مرة قامت الجماعة بتغيير الصورة المميزة له ووضعت مكانها صورة علم مصر مكتوب عليه ” 25 يناير هأرجع حق بلدي ..
كلنا فداكي يا مصر".
وقد تم اعتقال مصطفي النجار المنسق العام للحملة في اليوم الأول للأحداث ثم أفرج عنه بعد ذلك، وكان النجار والشاعر عبد الرحمن يوسف المنسق العام السابق للحملة قد شاركا في لقاء مع السيد عمر سليمان ولكنهما رفضا تسميته حواراً وإنما مجرد تبليغ رسائل للنظام.
وقد حرصت الحركة على تزويد النشطاء بهواتف محامي جبهة الدفاع عن متظاهري مصر لتقديم الدعم القانوني لهم في حالة احتجازهم، أو الاعتداء عليهم.
5- شباب الحركات اليسارية تعد الحركة الاشتراكية من أكثر الجماعات الشبابية تشظياً وانقساماً، فهي تضم: يسار مستقل- طلاب الاشتراكيين الثوريين- طلاب اليسار الديمقراطي- الحزب الاجتماعي الديمقراطي.
وتأخذ الحركة الاشتراكية شكل منحنى أو دورات من الصعود والهبوط وفقاً للسياق والأحداث السياسية الهامة، ويرتبط التراجع بوجود أزمات داخلية، حيث كانت هناك أزمة خاصة بالاشتراكيين، ودمج التنظيمات بعضها البعض.
وأبرز الحركات الفاعلة الآن في الحركة الاشتراكية هي حركة 20 مارس والاشتراكيين الثوريين.
وتتكون حركة 20 مارس من طلبة وشباب وأعضاء هيئة التدريس، وكانت بدأت خارج الجامعة بمبادرة من أعضاء هيئة التدريس.
وقد شاركت في مؤتمر القاهرة لمناهضة 2004.
وقد وصل عدد أعضائها في جامعة القاهرة نحو 15 عشر ناشطاً.
ويمكن القول أن حركة 20 مارس هي إطار واسع يضم نشطاء اليسار بمختلف توجهاتهم إلا أن القوة الأساسية داخلها هي الاشتراكيون الثوريون، ومن أبرز نشاطائها خالد عبد الحميد من الشباب والقيادي كمال خليل من جيل السبعينات.
الحركات الشبابية الحزبية: جسر نحو التغيير 1- اتحاد شباب الغد (أيمن نور) " في بعض الأحيان يفضل الشباب التخلي عن يافطة الأحزاب السياسية التي ينتمون لها ويبادرون إلى الانضمام إلى حركات جديدة، ولكنهم قد يعودون مرة أخرى إلى تنظيماتهم إذا تعثر الكيان الجديد.
" تم تكوين اتحاد شباب الغد في 2005 في ظل الحضور القوي حينها لزعيم الحزب أيمن نور، وتم جمع أكثر من مائة من طلاب وشباب الغد، وأصبحت حركة قوية داخل الجامعة وداخل حركة شباب من أجل التغيير، وكان التيار الثاني بعد الإخوان من حيث العدد.
واستمر النشاط قوياً حتى نهاية 2006.
وقد وصلت العضوية خلال هذه الفترة إلي ما بين 50- 80 في كل محافظة، وفي القاهرة حوالي 200 شاب.
وقام الاتحاد بتنظيم العديد من دورات إعداد القادة.
ويلاحظ أن بعض الشباب كانوا يحرصون على إبراز نوع من الإيديولوجية الليبرالية، وفي المقابل يتبني آخرون ما عرف بالطريق الثالث بين الليبرالية والاشتراكية.
ومع قمع السلطات للحزب وسجن أيمن نور ظهرت مشاكل كثيرة، فأصبح العمل مجرد نشاط فردي وعشوائي.
وقد حدث كثير من المشكلات التنظيمية والخلافات الشخصية بين الشباب أنفسهم وبين قيادة الحزب حول قضايا مثل دور اتحاد الشباب ومدى استقلاليته عن القيادة وطريقة اختيار القيادات الشبابية.
وقد عاد الحزب إلى النشاط بعد خروج زعيمه أيمن نور من السجن حيث أخذ يشارك بفعالية في كثير من الأحداث بالتنسيق مع الحركات الاحتجاجية الأخرى، وبرز دور شباب مثل أحمد بدوي وكريم الشاعر وباسم سمير في الدعوة إلى أحداث الخامس والعشرين من يناير.
2- رابطة شباب العمل الإسلامي كان لحزب العمل وجريدة الشعب تأثير واضح على الطلبة والشباب في التسعينات، وكانت مقرات الحزب تلفت النظر بالاعتصامات والمؤتمرات.
وبعد أزمة تجميد الحزب حدث خفوت في نشاطه بسبب النضال القانوني لاستعادة الشرعية.
وجاءت أحداث الانتفاضة وغزو العراق والحراك السياسي بقدر من الحيوية لنشاط شباب الحزب.
فظهرت رابطة العمل الإسلامي، وازداد عدد الطلبة نسبياً حيث أصبح مكتب جامعة القاهرة يتكون من 14 فرداً.
وكان هناك تركيز على دعوة الشباب إلى مظاهرات ومؤتمرات الجامع الأزهر الأسبوعية التي ينظمها الحزب يوم الجمعة.
ومن أبرز قيادات اتحاد الشباب ضياء الصاوي وأكرم الإيراني ومديحة قرقر.
وقد شارك شباب حزب العمل في حركة كفاية وشباب من أجل التغيير والسادس من إبريل ولكنهم احتفظوا بكيانهم المستقل من الذوبان.
وهم يحرصون على المشاركة في مختلف الفعاليات الاحتجاجية في الشارع المصري بما فيها أحداث الخامس والعشرين من يناير.
3- شباب الوفد السمة الأساسية في شباب الوفد هي عدم تبنى أيديولوجية واضحة مما يؤدي إلى بعض الانقسامات، بين من يتبنون الليبرالية الجديدة، وبين الاتجاهات التقليدية، والتي لا تجد مشكلة مع التوجهات الإسلامية والاشتراكية.
وقد مر الحزب بفترة طويلة تم فيها تغييب أمانة الشباب بسبب أزمات الحزب المتكررة.
ويركز شباب الحزب على إستراتيجية اكتساب عناصر جديدة مهمة من حيث الكيف وليس الكم، أي محاولة استقطاب النخبة.
وقد واجه شباب الوفد أزمة شديدة تمثلت في طلب العديد من شباب الوفديين تأسيس جمعيات أهلية يمكن أن تتلقى الدعم الأجنبي.
وهو ما كان يهدد دوما بحدوث انشقاقات في الحزب، ومن أبرز هذه الجمعيات: جمعية "النداء الجديد" و"تنمية الديمقراطية" و"الأندلس" و"رعاية اللاجئين" و"الحرة" و"النقيب"، وغيرها من الجمعيات.
ومن أبرز الأنشطة التي تقوم بها دعم التدريب على الانتخابات ومراقبتها وبرامج إعداد قادة المستقبل.
وقد قرر حزب الوفد المشاركة في يوم الغضب من خلال شبابه بمختلف المحافظات مع توفير الدعم اللازم لهم ، وذلك تحت وطأة ضغط الشباب المتحمسين، كمجموعة وفديون ضد التزوير ومنسقها محمد صلاح الشيخ.
لكن الحزب يتأرجح عادة بين حركته كحزب سياسي يعتبر جزءاً من النظام السياسي القائم، وبين رغبته في التواجد في الشارع وفي أوساط الشباب، ولذلك فقد دخل في الحوار السياسي مع نائب الرئيس عمر سليمان.
4- شباب التيار الناصري " يفضل الناشطون الجدد استخدام الشبكات بدلا من المنظمات الكبيرة.
وهذه التقنيات والشبكات الاجتماعية ساهمت بشكل لا بأس به في القيام بعملية تعبئة الشباب وتنظيمهم بسبب تعطل هذا الدور في الحياة الحقيقية نتيجة الضغوط الأمنية.
" يتسم تيار الشباب الناصري بالانقسام الشديد بين مجموعات عدة، بعضها تابع لحزب الكرامة وأخرى للحزب الناصري الذي شهد بدوره انقسامات بين مجموعتي أحمد حسن وسامح عاشور.
وفي حين تحمس البعض للكرامة، تحمس آخرون للحزب الناصري.
وبرنامج الكرامة يعبر عن حركة وطنية جامعة، ويراه بعض الناصريين حزبا غير ناصري.
وقد شارك الحزب الناصري بصفة رسمية في الكثير من مظاهرات العراق 20 و21 مارس/آذار في ميدان التحرير.
وعلى الرغم من وجود أسر وجمعيات تابعة للحزب الناصري، ولكن منذ التسعينات على الأقل وهي لا تشارك في الانتخابات.
فهناك قرار بمقاطعة الانتخابات الطلابية كتنظيم.
وقد بدأت إحدى المجموعات التابعة للحزب تنشط في جامعة القاهرة تحت شعار مجلس الطلاب العربي الناصري.
ويقدر عدد الأعضاء بالعشرات حيث وصل عددهم في أمانة شباب القاهرة إلى نحو 30- 35 عضوا.
ولكن هناك خلافا حول القدرة على الالتزام التنظيمي، كما أن هناك العضوية غير الرسمية أو من لديهم ميولا للحزب.
ويلاحظ أن الوضع الراهن يشير إلى تراجع دور ونشاط التيارات الناصرية كثيراً في الوقت الراهن مقارنة بعقد التسعينات حينما كانت تنشط تحت اسم أندية الفكر الناصري.
وقد أعلن سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري مقاطعة الحزب للمشاركة في الاحتجاجات لأنه لا يعرف منظميها الحقيقيين.
وفي المقابل أعلنت حملة دعم حمدين صباحي على الانترنت عن مشاركتها رغم ترددها بسبب عدم الإعداد الجيد.
ويعد حزب الكرامة أبرز القوى الناصرية المشاركة في الأحداث رغم عدم الاعتراف به رسمياًَ.
5- اتحاد شباب التجمع يعاني حزب التجمع من ضعف حضوره السياسي في الأوساط الشبابية بسبب مواقفه المتقاربة مع النظام خصوصاً أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وقد مر اتحاد الشباب بالعديد من مراحل الهيكلة حيث تحرص قيادة الحزب على حل الاتحاد وإعادة تشكيله من أجل ضمان ولائه.
ومن أبرز قادته عبد الناصر قنديل وهشام بيومي.
يصل عدد أعضاء اتحاد شباب القاهرة إلى عشرات فقط كما أن الفاعل منهم قليل.
ويلاحظ أن مشاركة شباب الحزب في الفعاليات الاحتجاجية يتم عادة بصفة شخصية.
وفي حين رفض رئيس الحزب المشاركة على اعتبار أن يوم 25 يناير غير مناسب للاحتجاجات كونه عيد الشرطة، فإن شباب التجمع وأمانات المحافظات أكدت مشاركتها ودعت لنقل الحركة من المستوى النخبوي إلى المستوى الجماهيري.
_________________ باحث في شئون الحركات الاجتماعية والشبابية- جامعة درهام- المملكة المتحدة.
وبصفة عامة يتحرك نشطاء الحركات الجديدة أو ما يعرف بنشطاء الفيس بوك برشاقة بين العالمين "الحقيقي" و"الافتراضي"، وقد نجحت حركتهم في حشد المصريين من جميع الأعمار والخلفيات.
ويمكن القول أن الجماعات الرئيسية التي دعت وشاركت بقوة في فعاليات يوم 25 يناير/كانون الثاني أول أيام الثورة هي حركة 6 إبريل ومجموعة كلنا خالد سعيد وشباب الإخوان و"معا سنغير" (حملة دعم الدكتور محمد البرادعي)، وحركة شباب من أجل العدالة والحرية (حنغير)، وشباب كل من حزبي الجبهة الديمقراطية والغد.
ثم التحق بهم العديد من الحركات الشبابية الأخرى تفاعلاً مع التطورات على الأرض، مثل اتحاد شباب التجمع والناصري، وحركة شعبية ديمقراطية للتغيير (حشد)، وشباب حزبي العمل والوفد وجبهة الشباب القبطي.
وهذه المجموعات غير متجانسة فكريا ولكنها تمتلك مهارات التعامل مع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي الحديثة إلى جانب الروح الوطنية والإصرار على الانجاز والتمسك بحلم النهضة المصرية.
وقد نجحوا في تطوير قدراتهم التنظيمية والحركية وقاموا بتطوير وعيهم السياسي والثقافي خارج الأطر التقليدية لمؤسسات التنشئة السياسية القائمة في مصر، فاستطاعوا أن يفاجئوا الجيل القديم والمراقبين بقدرتهم على إحداث هذه الثورة المصرية التي أربكت الجميع.
وفيما يلي نتناول هذه الحركات والتجمعات بقدر من التحليل والاختصار: شباب الفيس بوك: فضح النظام جاءت ثورة 25 يناير نتيجة تخلّق الكثير من مصادر الطاقة الجديدة في المجتمع المصري والتي تعبر عنها مجموعات من الناشطين الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر والمدونات.
فعلى الفيس بوك يمكن لأي شاب أن ينشأ أو ينضم لمجموعة مسجلة فيه أو ينشر فيديو أو صورة معينة ذات طابع سياسي، ولذلك فالسمة الرئيسية للناشطين على الانترنت هي عدم وجود مركزية أو هرمية صارمة، حيث يفضل الناشطون الجدد استخدام الشبكات بدلا من المنظمات الكبيرة.
وهذه التقنيات والشبكات الاجتماعية ساهمت بشكل لا بأس به في القيام بعملية تعبئة الشباب وتنظيمهم بسبب تعطل هذا الدور في الحياة الحقيقية نتيجة الضغوط الأمنية، فجماعة مثل "كلنا خالد سعيد" نجح في استقطاب حوالي 400 ألف شاب، وساهم بقوة في تنظيم العديد من الفعاليات الاحتجاجية خلال عام 2010 وصولا ليوم الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني.
كما استقطبت المجموعة التي تدعم ترشيح البرادعي لرئاسة مصر حوالي 300 ألف من الأعضاء.
وهناك المئات من المجموعات على الفيس بوك التي تهتم بالقضايا السياسية في المجتمع المصري وهي تساهم في تعبئة الشباب لأسباب سياسية كثيرة، مثل دعم الإضرابات العمالية ونقد رموز النظام.
كما تقوم بالدعوة لتنظيم المظاهرات والاحتجاجات، وفضح عمليات التزوير في الانتخابات البرلمانية في نهاية 2010.
ولعل من أبرز جوانب التميز في دور الشبكات الاجتماعية هو قدرتها على تطوير خطاب سياسي يتحدى الخطاب السياسي الرسمي، بصورة دعت أحد الباحثين في هذا المجال، وهو فيليب هوارد، ليقول أنه "إذا جرت الانتخابات على الإنترنت، ستخسر النخب الحاكمة في مصر بصورة ساحقة".
ويشير تقرير التنمية البشرية 2010 إلى أن وجود الحكومة على الإنترنت يتسم بالضعف الشديد، وهو ما يؤشر على عدم وجود قنوات اتصال بين الشباب والنخبة الحاكمة، حيث تتسم مجموعات الحزب الوطني على الفيس بوك بالركود والخمود وقلة العضوية.
وقد مارس شباب الفيس بوك أدوارا رقابية هامة فضحت سوء استخدام السلطة والتعذيب في العديد من القضايا مثل قضية خالد سعيد وعماد الكبير وسمية أشرف.
كما قام النشطاء باستخدام موقع اليوتيوب من أجل بث اللقطات والفيديوهات التي تكشف المستور وسلبيات أجهزة الدولة مما ساهم بصورة كبيرة في فضح تزوير الانتخابات البرلمانية.
وهناك مجموعات كبيرة من المستقلين والنشطاء الذين برز دورهم في الأحداث الأخيرة مثل وائل غنيم وعبد الرحمن فارس وأحمد دومة ...الخ.
كما برز دور الشباب المصريين خارج مصر في دعم الانتفاضة الشعبية عندما قررت السلطات عزل مصر عن العالم، فتم إنشاء مجموعة رصد على الفيس بوك التي قامت بعرض تطورات الأحداث أولا بأول، واعتمد عليها كثير من وسائل الإعلام في الحصول على الأخبار، كما تحولت صفحات الشباب الشخصية إلى صفحات إخبارية وإعلامية لعرض الأخبار والفيديوهات والدخول في مناقشات وحوارات لتبادل وجهات النظر.
أنواع الحركات الشبابية: تيارات مختلفة " وهناك المئات من المجموعات على الفيس بوك التي تهتم بالقضايا السياسية في المجتمع المصري وهي تساهم في تعبئة الشباب لأسباب سياسية كثيرة، مثل دعم الإضرابات العمالية ونقد رموز النظام.
" تتمثل أبرز الحركات الشبابية الاحتجاجية التي برز دورها في السنوات الأخيرة وفي انتفاضة الخامس والعشرين من يناير في حركة السادس من أبريل -مجموعات الفيس بوك- الغد –كفاية– الناصريين –الاشتراكيين– حزب العمل- شباب الإخوان المسلمين.
وهناك مجموعات شبابية أخرى مختلفة ليس لها صلة مباشرة بالعمل السياسي ولكن كثيرا من شبابها شاركوا في الأحداث سواء بموافقة قادتهم أو رغما عنهم مثل الطلاب السلفيين، وشباب الأقباط وشباب صناع الحياة (عمرو خالد).
وفي حين حافظ شباب الإخوان على قدر كبير من الاستمرارية والتطور خلال العقدين الآخرين، فإن طلبة اليسار والناصريين عانوا من تراجع كبير حتى جاءت أحداث الانتفاضة وغزو العراق ومظاهرات الحراك السياسي فدفعت بقدر من الحيوية والنشاط في قوى اليسار الماركسي والناصري في السنوات الأخيرة، كما ظهرت قوى شبابية جديدة مثل الغد وشباب كفاية والاتحاد الطلابي الحر.
وباستثناء بعض فترات النشاط المؤقتة فإن أحزاب المعارضة الرسمية تعاني من انفصال واضح عن الحركة الشبابية.
ويلاحظ أن الأحزاب لا تقوم بالتنشئة السياسية لشبابها، وهي تحافظ على الشباب بصعوبة نظراً لطبيعته الثورية والحماسية فيتسرب منها إلى فضاءات أوسع مثل الفيس بوك.
شباب الاحتجاج غير الحزبي: غياب الإيديولوجية والقيادة لقد ظهرت أنماط جديدة من التعبئة والمشاركة السياسية في مصر، حيث يلاحظ أن الحركات الشبابية تتسم بقدر عالي من المرونة والسيولة وضعف التنظيم، وسرعة انتقال النشطاء فيما بينها، نظراً لغياب إيديولوجيات واضحة أو رؤوس جامدة.
فالنشطاء الشباب يتحركون بين المنظمات والأحزاب بحرية ودونما قيود.
وبينما التف كثير من النشطاء حول حزب الغد وحركة كفاية باعتبارهما نقطة جذب أساسية للنشطاء أثناء الحراك السياسي في 2005 و2006، فقد ظهرت مراكز أخرى لجذب الشباب مثل شباب من أجل التغيير ثم حركة السادس من إبريل، وصولاً إلى الحملة الشعبية لدعم البرادعي.
وفي بعض الأحيان يفضل الشباب التخلي عن يافطة الأحزاب السياسية التي ينتمون لها ويبادرون إلى الانضمام إلى حركات جديدة، ولكنهم قد يعودون مرة أخرى إلى تنظيماتهم إذا تعثر الكيان الجديد.
وفي الحقيقة فإن بعض الناشطين ربما يفضل العمل عبر المجموعات والحركات الشبابية.
1- شباب السادس من أبريل تعرف حركة السادس من أبريل نفسها بأنها "مجموعة من الشباب المصري الذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي ويسعون لإحداث تغيير سياسي".
وقد ولدت الحركة في عام 2008 من خلال صفحتها على الفيس بوك التي ضمت أكثر من 75 ألف شاب، ودعت إلى تنظيم إضراب السادس من إبريل الشهير 2008 حينما تظاهر عمال مصانع المحلة بمشاركة الأهالي وحدثت مواجهات كبيرة مع قوات الشرطة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات بجراح.
لقد قامت حركة السادس من إبريل كإطار واسع وفضفاض يضم شباب مؤطرين ومستقلين كأعضاء من حركة شباب من أجل التغيير وكفاية وإتحاد شباب الغد إلى جانب مشاركة مجموعات من الناصريين وشباب حزب العمل.
ولكن سرعان ما خرجت منها المجموعتان الأخيرتان بسبب الاختلافات السياسية والإيديولوجية، وفشلت الدعوة إلى إضراب إبريل 2009.
وقد واصلت المجموعة الرئيسية استخدام الفريق الرئيسي للحركة على الفيس بوك، وأخذت تنشط في أوساط الشباب في الجامعات والأندية وتقوم بتطوير أدواتها الإعلامية من خلال موقعها على الانترنت وإنتاج المواد الإعلامية التي تساهم في تطوير أساليب الاحتجاج وصولاً للحظة مشاركتهم بقوة في أحداث الخامس والعشرين من يناير، ثم اشتراكهم في تأسيس ائتلاف الثورة بالتعاون مع شباب الإخوان والجبهة والعدالة والحرية.
والمنسق العام لحركة هو أحمد ماهر وهو من ناشطي حزب الغد وشباب من أجل التغيير سابقاً، كما تضم الحركة بعض الوجوه البارزة الأخرى مثل إسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ ومحمد عادل وإنجي حمدي إلخ....
2- شباب كفاية كفاية هي تحالف لجماعات المعارضة وهي شبكة فضفاضة تضم مجموعات من الناصريين والإسلاميين واليساريين.
وقد انضم الشباب إلى فعاليات حركة كفاية منذ بدايتها في نهاية 2004 وشاركوا بفعالية وقوة مما جعلهم يفكرون في إنشاء كيان جديد في إطار الحركة يمثل الشباب.
وتم تأسيس شباب من أجل التغيير كفاية في مارس 2005، وشارك فيه شباب من كل التيارات والأحزاب بصفتهم الشخصية.
وتم الاتفاق على أن تكون قيادة الحركة ممثلة من خلال الانتخابات، وليس من خلال تيارات متساوية.
وقد تراجع الأداء الشبابي للحركة بسبب حدوث نوع من التوتر بين شباب وقادة كفاية بسبب ما اعتبره الشباب رغبة من جيل السبعينات مؤسس حركة كفاية في فرض وصاية على الشباب.
وتعددت بالفعل حالات الشباب الذين قرروا الانفصال عن كفاية، ومعظمهم من المستقلين، ولكن ما زالت الحركة موجودة وخطابها يجد قدرا من القبول بين الشباب.
وكانت كفاية من بين الحركات التي ساهمت في الدعوة للثورة، وأكدت التزامها بنفس مطالبها وشاركت في لجنة العشرة الداعمة لثورة الشباب.
3- شباب الإخوان المسلمين " يلاحظ أن الأحزاب لا تقوم بالتنشئة السياسية لشبابها، وهي تحافظ على الشباب بصعوبة نظراً لطبيعته الثورية والحماسية فيتسرب منها إلى فضاءات أوسع مثل الفيس بوك.
" على مدى ثلاثة عقود تقريباً استمر دور شباب الإخوان المسلمين باعتبارهم القوة الأكثر تنظيمياً على الرغم من سعي الحكومة إلى تقليل وتحجيم حضورهم في الاتحادات الطلابية بكل الطرق.
وبصفة عامة يتسم نشاط طلاب الإخوان بالاستمرارية والتراكم على مدى عشرات السنين.
ويقومون بتقديم العديد من الخدمات الطلابية إلى جانب دعوتهم إلى استقلال الجامعة وإجراء انتخابات طلابية حرة، كما أنهم يتبنون مطالب الإخوان فيما يتعلق بالإصلاح السياسي.
وأظهر شباب الإخوان منذ منتصف التسعينات أن في إمكانهم أن يحشدوا أعداداً كبيرة من الطلبة قد تصل إلى عشرات الآلاف من الإخوان ومؤيديهم إلا أنهم يعملون وفق تعليمات واضحة بألا يشتبكوا مع الشرطة.
ويلاحظ أن نشاط شباب الإخوان شديد التعقيد والتركيب، فهناك الطلبة أعضاء الإخوان، وهناك قادة كليات منتخبون من قبل طلبة الإخوان، وهناك مسئولون ومشرفون يمثلون المستويات الوسيطة، وهناك قيادة الإخوان، وهناك قيادات الاتحاد الحر، وهناك منسقون مع القوى الأخرى.
ويبدو أن طلاب الإخوان كانوا في طريقهم للحصول على قدر أكبر من الاستقلالية عن القيادة ولكن أزمة طلاب جامعة الأزهر، والنقد الذي وجه من القيادة للطلاب بسبب العرض الرياضي شبه القتالي الذي نظمه الطلاب أدى إلى تراجع مؤقت في نشاط الشباب ولكن سرعان ما استعادوا زمام المبادرة مرة أخرى من خلال التنسيق والتعاون مع جماعات الفيس بوك والحركات الشبابية الجديدة.
وقد كانت تجربة تأسيس اتحاد الطلاب الحر في الجامعات المصرية إطارا أساسياً للتعاون مع المجموعات الأخرى مثل شباب الفيس بوك والسادس من إبريل وغيرها مما أسهم في نسج نمط من العلاقات الشخصية بين النشطاء وتولد قدر من الثقة بين جميع الأطراف.
على الرغم من أن فكرة الكيانات الموازية ليست إبداعاً لطلبة الإخوان وحدهم - فهناك الكثير من النماذج والتنظيمات المستقلة أو الموازية في عدد من دول العالم ومصر - إلا أن طلبة الإخوان كانوا العنصر الأساسي في رعاية الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع، وشاركهم فيها طلبة الاتجاهات الأخرى خصوصاً من الاشتراكيين الثوريين واليسار وحركة كفاية والغد.
وقد بدأ تطبيق التجربة في عام 2005 حيث تشكل عدد من اتحادات الطلبة الحرة في سبع جامعات، ثم اتسعت الظاهرة في عام 2006 لتشمل حوالي معظم الجامعات المصرية الحكومية.
ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه على الرغم من كون شباب الإخوان جزءاً من جماعة الإخوان ويلتزمون بقرارات مكتب الإرشاد إلا أن لديهم قدرا أعلى من الحرية، حيث تترك لهم قيادة الجماعة حرية النشاط والحركة مع التجمعات الشبابية الأخرى والتنسيق من أجل إقامة الكثير من الفعاليات الاحتجاجية.
وقد تجلى ذلك في مبادرة الشباب إلى المشاركة في أحداث الخامس والعشرين من يناير، حيث أكد شباب الإخوان أنهم سيشاركون بالتعاون مع الحركات والتجمعات الأخرى مثل الجمعية الوطنية للتغيير.
وبرر الإخوان عدم مشاركتها بأنه رغبة في عدم الإضرار بالتحرك، فلو اتخذت الجماعة قرارا بالمشاركة فسيضر ذلك بالحدث نفسه لأن الاعتقالات ستكون كبيرة وتلجأ الحكومة لاستخدام فزاعة الإخوان.
وفي أعقاب نجاح الشباب في الوصول لميدان التحرير والاعتصام فيه قررت الجماعة المشاركة بكل قوة في أحداث جمعة الغضب في الثامن والعشرين من يناير.
وتتراوح التقديرات حول نسبة مشاركة الإخوان في اعتصام التحرير ومظاهراته المليونية بين نحو 20%، في حين يرفع آخرون النسبة إلى حوالي 30 في المائة.
ومن الملاحظ أن شباب الإخوان المسلمين ينشطون على الفيس بوك بأسمائهم الحقيقية على الرغم من حظرهم قانوناً ويدخلون في حوارات ومناظرات مستمرة مع باقي القوى والنشطاء.
ويلاحظ عدم وجود مركزية أو هرمية بين شباب الإخوان على الفيس بوك.
كما يختلف شباب الإخوان عن شباب الفيس بوك في أمر مهم وهو أنه في حين أن نشطاء خالد سعيد مثلاً يستخدمون الانترنت في الدعوة لتنظيم المظاهرة، يقوم شباب الإخوان بفعاليتهم دون إعلان على النت.
4- الحملة الشعبية لدعم البرادعي أعلن محمد البرادعي تأييده دعوة الشعب للتظاهر السلمي في الخامس والعشرين من يناير من مقره في الخارج واضطر للعودة سريعاً إلى مصر بعد يومين من الأحداث بعدما تصاعد النقد لغيابه عن الداخل.
وقد ساهمت جماعة حملة دعم البرادعي رئيساً لمصر 2011 على الفيس بوك في تبني الدعوة للتظاهر، ولأول مرة قامت الجماعة بتغيير الصورة المميزة له ووضعت مكانها صورة علم مصر مكتوب عليه ” 25 يناير هأرجع حق بلدي ..
كلنا فداكي يا مصر".
وقد تم اعتقال مصطفي النجار المنسق العام للحملة في اليوم الأول للأحداث ثم أفرج عنه بعد ذلك، وكان النجار والشاعر عبد الرحمن يوسف المنسق العام السابق للحملة قد شاركا في لقاء مع السيد عمر سليمان ولكنهما رفضا تسميته حواراً وإنما مجرد تبليغ رسائل للنظام.
وقد حرصت الحركة على تزويد النشطاء بهواتف محامي جبهة الدفاع عن متظاهري مصر لتقديم الدعم القانوني لهم في حالة احتجازهم، أو الاعتداء عليهم.
5- شباب الحركات اليسارية تعد الحركة الاشتراكية من أكثر الجماعات الشبابية تشظياً وانقساماً، فهي تضم: يسار مستقل- طلاب الاشتراكيين الثوريين- طلاب اليسار الديمقراطي- الحزب الاجتماعي الديمقراطي.
وتأخذ الحركة الاشتراكية شكل منحنى أو دورات من الصعود والهبوط وفقاً للسياق والأحداث السياسية الهامة، ويرتبط التراجع بوجود أزمات داخلية، حيث كانت هناك أزمة خاصة بالاشتراكيين، ودمج التنظيمات بعضها البعض.
وأبرز الحركات الفاعلة الآن في الحركة الاشتراكية هي حركة 20 مارس والاشتراكيين الثوريين.
وتتكون حركة 20 مارس من طلبة وشباب وأعضاء هيئة التدريس، وكانت بدأت خارج الجامعة بمبادرة من أعضاء هيئة التدريس.
وقد شاركت في مؤتمر القاهرة لمناهضة 2004.
وقد وصل عدد أعضائها في جامعة القاهرة نحو 15 عشر ناشطاً.
ويمكن القول أن حركة 20 مارس هي إطار واسع يضم نشطاء اليسار بمختلف توجهاتهم إلا أن القوة الأساسية داخلها هي الاشتراكيون الثوريون، ومن أبرز نشاطائها خالد عبد الحميد من الشباب والقيادي كمال خليل من جيل السبعينات.
الحركات الشبابية الحزبية: جسر نحو التغيير 1- اتحاد شباب الغد (أيمن نور) " في بعض الأحيان يفضل الشباب التخلي عن يافطة الأحزاب السياسية التي ينتمون لها ويبادرون إلى الانضمام إلى حركات جديدة، ولكنهم قد يعودون مرة أخرى إلى تنظيماتهم إذا تعثر الكيان الجديد.
" تم تكوين اتحاد شباب الغد في 2005 في ظل الحضور القوي حينها لزعيم الحزب أيمن نور، وتم جمع أكثر من مائة من طلاب وشباب الغد، وأصبحت حركة قوية داخل الجامعة وداخل حركة شباب من أجل التغيير، وكان التيار الثاني بعد الإخوان من حيث العدد.
واستمر النشاط قوياً حتى نهاية 2006.
وقد وصلت العضوية خلال هذه الفترة إلي ما بين 50- 80 في كل محافظة، وفي القاهرة حوالي 200 شاب.
وقام الاتحاد بتنظيم العديد من دورات إعداد القادة.
ويلاحظ أن بعض الشباب كانوا يحرصون على إبراز نوع من الإيديولوجية الليبرالية، وفي المقابل يتبني آخرون ما عرف بالطريق الثالث بين الليبرالية والاشتراكية.
ومع قمع السلطات للحزب وسجن أيمن نور ظهرت مشاكل كثيرة، فأصبح العمل مجرد نشاط فردي وعشوائي.
وقد حدث كثير من المشكلات التنظيمية والخلافات الشخصية بين الشباب أنفسهم وبين قيادة الحزب حول قضايا مثل دور اتحاد الشباب ومدى استقلاليته عن القيادة وطريقة اختيار القيادات الشبابية.
وقد عاد الحزب إلى النشاط بعد خروج زعيمه أيمن نور من السجن حيث أخذ يشارك بفعالية في كثير من الأحداث بالتنسيق مع الحركات الاحتجاجية الأخرى، وبرز دور شباب مثل أحمد بدوي وكريم الشاعر وباسم سمير في الدعوة إلى أحداث الخامس والعشرين من يناير.
2- رابطة شباب العمل الإسلامي كان لحزب العمل وجريدة الشعب تأثير واضح على الطلبة والشباب في التسعينات، وكانت مقرات الحزب تلفت النظر بالاعتصامات والمؤتمرات.
وبعد أزمة تجميد الحزب حدث خفوت في نشاطه بسبب النضال القانوني لاستعادة الشرعية.
وجاءت أحداث الانتفاضة وغزو العراق والحراك السياسي بقدر من الحيوية لنشاط شباب الحزب.
فظهرت رابطة العمل الإسلامي، وازداد عدد الطلبة نسبياً حيث أصبح مكتب جامعة القاهرة يتكون من 14 فرداً.
وكان هناك تركيز على دعوة الشباب إلى مظاهرات ومؤتمرات الجامع الأزهر الأسبوعية التي ينظمها الحزب يوم الجمعة.
ومن أبرز قيادات اتحاد الشباب ضياء الصاوي وأكرم الإيراني ومديحة قرقر.
وقد شارك شباب حزب العمل في حركة كفاية وشباب من أجل التغيير والسادس من إبريل ولكنهم احتفظوا بكيانهم المستقل من الذوبان.
وهم يحرصون على المشاركة في مختلف الفعاليات الاحتجاجية في الشارع المصري بما فيها أحداث الخامس والعشرين من يناير.
3- شباب الوفد السمة الأساسية في شباب الوفد هي عدم تبنى أيديولوجية واضحة مما يؤدي إلى بعض الانقسامات، بين من يتبنون الليبرالية الجديدة، وبين الاتجاهات التقليدية، والتي لا تجد مشكلة مع التوجهات الإسلامية والاشتراكية.
وقد مر الحزب بفترة طويلة تم فيها تغييب أمانة الشباب بسبب أزمات الحزب المتكررة.
ويركز شباب الحزب على إستراتيجية اكتساب عناصر جديدة مهمة من حيث الكيف وليس الكم، أي محاولة استقطاب النخبة.
وقد واجه شباب الوفد أزمة شديدة تمثلت في طلب العديد من شباب الوفديين تأسيس جمعيات أهلية يمكن أن تتلقى الدعم الأجنبي.
وهو ما كان يهدد دوما بحدوث انشقاقات في الحزب، ومن أبرز هذه الجمعيات: جمعية "النداء الجديد" و"تنمية الديمقراطية" و"الأندلس" و"رعاية اللاجئين" و"الحرة" و"النقيب"، وغيرها من الجمعيات.
ومن أبرز الأنشطة التي تقوم بها دعم التدريب على الانتخابات ومراقبتها وبرامج إعداد قادة المستقبل.
وقد قرر حزب الوفد المشاركة في يوم الغضب من خلال شبابه بمختلف المحافظات مع توفير الدعم اللازم لهم ، وذلك تحت وطأة ضغط الشباب المتحمسين، كمجموعة وفديون ضد التزوير ومنسقها محمد صلاح الشيخ.
لكن الحزب يتأرجح عادة بين حركته كحزب سياسي يعتبر جزءاً من النظام السياسي القائم، وبين رغبته في التواجد في الشارع وفي أوساط الشباب، ولذلك فقد دخل في الحوار السياسي مع نائب الرئيس عمر سليمان.
4- شباب التيار الناصري " يفضل الناشطون الجدد استخدام الشبكات بدلا من المنظمات الكبيرة.
وهذه التقنيات والشبكات الاجتماعية ساهمت بشكل لا بأس به في القيام بعملية تعبئة الشباب وتنظيمهم بسبب تعطل هذا الدور في الحياة الحقيقية نتيجة الضغوط الأمنية.
" يتسم تيار الشباب الناصري بالانقسام الشديد بين مجموعات عدة، بعضها تابع لحزب الكرامة وأخرى للحزب الناصري الذي شهد بدوره انقسامات بين مجموعتي أحمد حسن وسامح عاشور.
وفي حين تحمس البعض للكرامة، تحمس آخرون للحزب الناصري.
وبرنامج الكرامة يعبر عن حركة وطنية جامعة، ويراه بعض الناصريين حزبا غير ناصري.
وقد شارك الحزب الناصري بصفة رسمية في الكثير من مظاهرات العراق 20 و21 مارس/آذار في ميدان التحرير.
وعلى الرغم من وجود أسر وجمعيات تابعة للحزب الناصري، ولكن منذ التسعينات على الأقل وهي لا تشارك في الانتخابات.
فهناك قرار بمقاطعة الانتخابات الطلابية كتنظيم.
وقد بدأت إحدى المجموعات التابعة للحزب تنشط في جامعة القاهرة تحت شعار مجلس الطلاب العربي الناصري.
ويقدر عدد الأعضاء بالعشرات حيث وصل عددهم في أمانة شباب القاهرة إلى نحو 30- 35 عضوا.
ولكن هناك خلافا حول القدرة على الالتزام التنظيمي، كما أن هناك العضوية غير الرسمية أو من لديهم ميولا للحزب.
ويلاحظ أن الوضع الراهن يشير إلى تراجع دور ونشاط التيارات الناصرية كثيراً في الوقت الراهن مقارنة بعقد التسعينات حينما كانت تنشط تحت اسم أندية الفكر الناصري.
وقد أعلن سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري مقاطعة الحزب للمشاركة في الاحتجاجات لأنه لا يعرف منظميها الحقيقيين.
وفي المقابل أعلنت حملة دعم حمدين صباحي على الانترنت عن مشاركتها رغم ترددها بسبب عدم الإعداد الجيد.
ويعد حزب الكرامة أبرز القوى الناصرية المشاركة في الأحداث رغم عدم الاعتراف به رسمياًَ.
5- اتحاد شباب التجمع يعاني حزب التجمع من ضعف حضوره السياسي في الأوساط الشبابية بسبب مواقفه المتقاربة مع النظام خصوصاً أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وقد مر اتحاد الشباب بالعديد من مراحل الهيكلة حيث تحرص قيادة الحزب على حل الاتحاد وإعادة تشكيله من أجل ضمان ولائه.
ومن أبرز قادته عبد الناصر قنديل وهشام بيومي.
يصل عدد أعضاء اتحاد شباب القاهرة إلى عشرات فقط كما أن الفاعل منهم قليل.
ويلاحظ أن مشاركة شباب الحزب في الفعاليات الاحتجاجية يتم عادة بصفة شخصية.
وفي حين رفض رئيس الحزب المشاركة على اعتبار أن يوم 25 يناير غير مناسب للاحتجاجات كونه عيد الشرطة، فإن شباب التجمع وأمانات المحافظات أكدت مشاركتها ودعت لنقل الحركة من المستوى النخبوي إلى المستوى الجماهيري.
_________________ باحث في شئون الحركات الاجتماعية والشبابية- جامعة درهام- المملكة المتحدة.