hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    العماد أول مصطفى طلاس : التعاون التركي- الإسرائيلي

    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    العماد أول مصطفى طلاس : التعاون التركي- الإسرائيلي Empty العماد أول مصطفى طلاس : التعاون التركي- الإسرائيلي

    مُساهمة  alhdhd45 الخميس 2 يونيو 2011 - 16:45

    - تتضح يوماً بعد آخر أبعاد التحالف التركي- الاسرائيلي ولم يعد الحديث عن المخاطر الاستراتيجية المترتبة على التعاون بين البلدين مجرد استنتاج أو مجرد سيناريو، وإن المتتبع لتطور هذا التعاون المستوعب لدلالاته- ثم الراصد لميادينه ومجالاته- لا بد وأنه مدرك أن هذا التعاون لم يدخل فقط مرحلة التجسيد والانجاز وإنما دخل مرحلة الخطر والتهديد للعرب وللأمن القومي العربي حيث تنزاح الستائر بشكل تدريجي عن تفاصيل هذا التحالف الخطير والغريب في آنٍ معاً لتدلّ بوضوح على النوايا العدائية التي يبيتها هذا التحالف ضد العرب والتي باتت واضحة على الرغم من كل المحاولات التركية الفاشلة في التغطية على خفايا ومضامين هذا التحالف العدائي.

    مقدمة:

    - تتضح يوماً بعد آخر أبعاد التحالف التركي- الاسرائيلي ولم يعد الحديث عن المخاطر الاستراتيجية المترتبة على التعاون بين البلدين مجرد استنتاج أو مجرد سيناريو، وإن المتتبع لتطور هذا التعاون المستوعب لدلالاته- ثم الراصد لميادينه ومجالاته- لا بد وأنه مدرك أن هذا التعاون لم يدخل فقط مرحلة التجسيد والانجاز وإنما دخل مرحلة الخطر والتهديد للعرب وللأمن القومي العربي حيث تنزاح الستائر بشكل تدريجي عن تفاصيل هذا التحالف الخطير والغريب في آنٍ معاً لتدلّ بوضوح على النوايا العدائية التي يبيتها هذا التحالف ضد العرب والتي باتت واضحة على الرغم من كل المحاولات التركية الفاشلة في التغطية على خفايا ومضامين هذا التحالف العدائي.

    - ويأتي هذا التعاون بكافة مجالاته اِفصاحاً عن رغبة تركية كانت مكبوتة وكان يغذيها سياسيون ومثقفون وفعاليات اقتصادية تركية وأعضاء في محافل ماسونية كانوا جميعاً يتحينون الفرص لإقامة علاقات متينة مع اسرائيل التي لها أيضاً خططها الخاصة بها من خلال هذه العلاقات.

    إن هذا التعاون هو طموح لرسم خريطة سياسية اقتصادية مائية للمنطقة ببندقية اسرائيلية- تركية تحظى بدعم أمريكي، وهو طموح يعيد المنطقة إلى عصر التمزق بالأحلاف والمحاور خصوصاً وإنّ التحالف مع جيران العرب للضغط من الأجناب على الكتلة العربية ومحاصرتها بالمواقف العدائية وتناقضات المصالح مع هؤلاء الجيران هو استراتيجية ثابتة في السياسة الخارجية لاسرائيل.


    أولاً: مراحل التعاون التركي- الاسرائيلي:

    - كانت تركيا أول دولة مسلمة تعترف باسرائيل في العام 1948. ومع ذلك لم تصل العلاقات التركية الاسرائيلية إلى مستوى عال من التنسيق السياسي والتعاون العسكري والتبادل التجاري. فقد كان ضغط الرأي العام الداخلي (الاسلامي) والازمات الاقتصادية والظروف الاقليمية يكبح أي ظهور لتركيا بمظهر الحليف لاسرائيل ضد العرب.

    - وبعد الانقلاب العسكري الذي وقع في /12/ ايلول/1980 برز في الدوائر السياسية والبدلوماسية التركية اتجاهان ازاء سياسية الدولة نحو اسرائيل والعرب:

    *الاتجاه الاول: كان مع تطوير التعاون مع اسرائيل والثاني: كان مع قطع هذه العلاقات أو على الأقل خفضها إلى الحد الأدنى وكان اصحاب الاتجاه الثاني وعلى رأسهم وزير الخارجية التركية آنذاك “ايلتير توركمان” يرون أن العلاقات مع العرب تحقق الحصول على حاجة تركيا من النفط بسعر رخيص وتؤمن صادراتها إلى الدول العربية بصورة كبيرة كما تضمن لتركيا تأييد العرب في موقفها من الأزمة القبرصية ويرون أيضاً أن النفوذ اليهودي في واشنطن مبالغ فيه كما أن اسرائيل تتعاطف مع تأسيس دولة كردية مستقلة في الشرق الأوسط . وفيما بعد تم تخفيض درجة التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل إلى مستوى سكرتير ثان.

    - بذلك يمكن القول إن فترة الثمانينات وحتى أواخرها قد شهدت جموداً في العلاقات التركية الاسرائيلية على الرغم من زيارة "ارييل شارون" السرية4 إلى استانبول صيف 1986.

    - مع انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي وبدء حرب الخليج الثانية ومن بدء محادثات السلام العربية - الاسرائيلية في مدريد خريف 1991 بدت الظروف مواتية لكسر الجمود في علاقات أنقرة مع تل أبيب حيث اتبعت تركيا سياسة متوازية بين العرب واسرائيل وحرصت على عدم الظهور بمظهر المندفع لتطوير علاقاتها مع اسرائيل بل أن هذه العلاقات كانت تتحسن بوتيرة توازي وتيرة التقارب العربي- الاسرائيلي.

    -لقد جاء تبادل الاعتراف بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بتاريخ 31/9/1993 وكذلك مع الأردن ومع احتمال أن يشمل ذلك دولاً عربية أخرى ليسقط حواجز هامة كانت تعيق تطوير التعاون بين تركيا واسرائيل ولا سيما على الصعيد الاقتصادي ولينهي "الازدواجية" في المواقف التركية ويريح صانعي السياسة الخارجية التركية من إجراء حسابات دقيقة ومطوّلة لكل خطوة يخطونها أزاء الشرق الأوسط وليضع الدبلوماسية التركية أمام توازنات شرق أوسطية جديدة وبالتالي أمام مهمة سَبِر غَوْرِ أفاق المرحلة المقبلة ومدى انعكاساتها على الدور التركي في المنطقة وفي النظام الاقليمي الجديد.

    - إن قراءة متأنية لسجل الزيارات لكبار المسؤولين في تركيا واسرائيل خلال الفترة الماضية يعطينا المؤشر الأكيد والدليل الساطع على المدى الذي وصلت إليه المرحلة من التعاون بين البلدين:
    أ- من الجانب الاسرائيلي:

    -24/1/1994 زيارة الرئيس الاسرائيلي/ عيزرا وايزمن/ لأنقرة مصطحباً معه فريق عمل مؤلف من خبراء اقتصاديين مهتمين بشؤون المياه وخبراء أمنيين يمسكون بملفات الحركات الاصولية وحزب العمال الكردستاني وقد قال وايزمن عندما سُئِل عن إمكانية إقامة كيان كردي مستقل:

    "ليس في استطاعة المنطقة أن تتحمل دولة فلسطينية... فهل نزيد على ذلك دولة كردية؟!"

    وهو بهذا يطمئن سامعيه على طريقة سياسة المراحل.:

    -10/4/1994 زيارة وزير الخارجية الاسرائيلية/ شمعون بيريز/ لتركيا.

    -1993-1994-1995-1996-زيارات قائد سلاح الجو الاسرائيلي /هرتسل بودينغر/ إلىتركيا وفي الاسبوع الاول من شباط 1996 وأثناء زيارته لتركيا حلّق بطائرة خاصة فوق الحدود التركية مع سورية والعراق وإيران.

    - أيلول 1995 زيارة مدير عام وزارة الدفاع الاسرائيلية /دافيد عفري/ الى تركيا حيث تم بحث مشاريع أمنية مشتركة في معرض للأسلحة في أنقرة.

    -5/6/1996 زيارة نائب رئيس الأركان الاسرائيلي /متان فلفائي/ إلى تركيا،-حزيران 1996زيارة الرئيس الاسرائيلي /عيزرا وايزمن/ إلى تركيا وفي حديثه أمام مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الاسكان والبيئة قال:"إنّ العلاقات الدافئة التي تعززت بين زعماء اسرائيل وتركيا تشكل انعكاساً دقيقاً للعلاقات بين شعبينا وبلدينا، لقد تحسنت العلاقات بيننا خلال السنوات الأخيرة بسرعة، فالزعامة السياسية في البلدين تلتقي في أوقات متقاربة وتحافظ على حوار دائم".

    ونظم الاتراك لوايزمن زيارة لمنطقة مشروع" غاب" على نهر الفرات حيث وصفه بأنه" مشروع خارق أرفع قبعتي تحية لتركيا.

    -28/8/1996 زيارة مدير عام وزارة الدفاع الاسرائيلية /دافيد عفري/ إلى تركيا التقى خلالها مع وزير الدفاع التركي / نورهان تايان/ ووقع مع نائب وزير الدفاع التركي على اتفاق للتعاون بين البلدين في مجالات الصناعات الأمنية والتكنولوجية العسكرية.

    -28/4/1997 زيارة وزير الخارجية الاسرائيلية/ دافيد ليفي/ إلىتركيا التقى خلالها مع رئيس الحكومة التركية نجم الدين أربكان التركية مع وزيرة الخارجية التركية تانسوتشلر ومع رئيس الأركان التركي وبحث معهم مواضيع مختلفة تتعلق بالتعاون الامني والاقتصادي بين الجانيين.

    -12/10/1997 زيارة رئيس الأركان الاسرائيلي / أمنون شحاك/ إلى تركيا حيث بحث مع الجانب التركي إمكانية انتاج مشترك للصورايخ (أرض- أرض) وإنشاء نظام اتصالات متطور عبر الأقمار الصناعية لتبادل المعلومات العسكرية والتجسسية والأمنية بين كلا الطرفين والبحث في تطوير صفقة تحديث/ 50/ طائرة اسرائيلية جديدة مع وضع أساس مشروع شراء تركيا لأكبر صفقة دبابات في العالم من اسرائيل.
    ب- من الجانب التركي:

    -13/11/1994 زيارة رئيسة الوزراء التركية/ تانسو تشيلر/ إلى إسرائيل وكانت رئيس الوزراء الوحيد في العالم التي أطلقت على الأراضي المحتلة اسم(الأرض الموعودة).

    -21/2/1996 زيارة نائب رئيس الأركان التركي/ تشفيك بير /إلى اسرائيل حيث وقع مع الجانب الاسرائيلي على اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين.

    11/3/1996 زيارة الرئيس التركي / سليمان ديميريل/ إلى اسرائيل على رأس وفد كبير حيث شارك في مؤتمر شرم الشيخ ووقع مع اسرائيل على أربع اتفاقيات اقتصادية وعلى رأسها اتفاق إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين.

    -20/5/1996 زيارة قائد سلاح البحرية التركية /الادميرال جوفان اركايا/ الى اسرائيل.

    -24/3/1997 زيارة رئيس الأركان التركي الفريق اسماعيل حقي كاراداي إلى اسرائيل، التقى خلالها مع الرئيس الاسرائيلي /عيزرا وايزمن/ الذي أخبره أنه يتكلم التركية وإن والده خدم في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى حيث كان طبيباً برتبة نقيب كما التقى مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ومع وزيرالدفاع ومع رئيس الأركان الاسرائيلي وفي هذه الزيارة أعرب رئيس الأركان التركي عن استعداده لإجراء مناورات بحرية وجوية مشتركة مع اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية.

    -30/4/1997 زيارة وزير الدفاع التركي /تورهان تايان / إلى اسرائيل بحث خلالها مع وزير الدفاع الاسرائيلي/ اسحق مردخاي/ موضوع التعاون الأمني بين البلدين بالإضافة لموضوع الحماية من الصواريخ البالستية من جانب الدول المجاورة.

    -أيار 1997 زيارة نائب رئيس الاركان التركي / تشفيك بير/إلى اسرائيل على رأس وفد عسكري يضم/32/ ضابطاً من كبار ضابط الجيش التركي التقى خلالها مع وزير الدفاع الاسرائيلي ومع مستشاره دافيد عفري وتم خلالها أجراء محادثات حول المناورات العسكرية المشتركة وتعميق التعاون الصناعي والعسكري بين البلدين وزار المصانع الحربية الإسرائيلية.


    ثانياً- أهداف التعاون التركي - الاسرائيلي:

    - لقد طرح البروفسور/ دوغو أرغيل/ أستاذ العلوم السياسية في جامعة أنقرة والمعروف بتأييده لاسرائيل أهمية التعاون بين تركيا واسرائيل من وجهة نظر سياسية قائلاً : "إن اسرائيل هي حليف طبيعي لتركيا لأن خصوم تركيا هم في نفس الوقت خصوم اسرائيل "وأبدى تخوفه من السلام العربي-الاسرائيلي من حيث انعكاسه سلباً على تركيا إذْ ستصبح هي العدو الأول للعرب بدلاً من اسرائيل وذلك بسبب مشكلة المياه مع سوريا والعراق حيث تمسك تركيا- حسب رأيه- بزمام الامور لأنها تمتلك مصادر المياه.

    أما المصدر العسكري التركي فقد صرح "قائلاً:" ...إننا نقع في منطقة ساخنة ونولي اهتماماً بالغاً بضرورة اختراق حلقة الرعب التي تحيط بنا ورأينا أن اسرائيل هي أفضل خيار في هذا الموضوع ".

    وترى تركيا أنها تتشابه في كثير من السمات مع اسرائيل فكلا الدولتين تنخرطان في علاقات تصارعية مع دول الجوار كما أن كلاً منهما تقع في الشرق ولكنها تتجه إلى الغرب ويختلف النسق القيمي لكل منهما عن النسق القيمي السائد في منطقة الشرق الأوسط على الأقل من الناحية الثقافية أي أنهما دولتان غربيتان في المنشأ والعرق والثقافة . من هنا أرادت كلتاهما أنْ تحقق من خلال هذا التعاون جملة من الأهداف والمصالح وهذه حسب وجهة النظر التركية تتمثل فيما يلي:

    -إن الشرق الأوسط مقبل على قلاقل جديدة وفي هذا المناخ المضطرب ينظر إلى اسرائيل على أنها الحليف الأكثر ضمانة لتركيا في المنطقة.

    -إن اسرائيل حليف طبيعي لتركيا في مواجهة التيارات الاسلامية الراديكالية التي تهدد النظام العلماني في تركيا.

    -يشكل الدعم التكنولوجي العسكري والاستخباراتي الاسرائيلي أهمية كبيرة لتركيا التي تطمح لأن تكون قوة عسكرية اقليمية فاعلة في المنطقة.

    -تأملُ تركيا أنْ يحقق هذا التعاون زيادة في حجم تدفق الرساميل اليهودية للاستثمار في تركيا وزيادة عدد السياح الاسرائيليين إلى تركيا.

    -إنّ هذا التعاون يوسع مجال المناورة التركية إزاء الدول العربية وبنفس الوقت تأمل تركيا أنْ تحظى بدعم اسرائيلي في مسألة المياه التي يحتمل أن تأخذ أبعاداً جديدة بين تركيا والدول العربية.

    -إنّ التعاون مع اسرائيل قديفيد في مواجهة اللوبيين الأرمني واليوناني في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم يضمن لها مكاناً محترماً في استراتيجية امريكا في الشرق الأوسط، وكان وزير الدفاع الأسرائيلي اسحق مرداخاي قد صرح خلال زيارته الأخيرة لامريكا قائلاً: "يجب تزويد الجيش التركي بما يطلبه حتى لا يختلّ التوازن الداخلي في تركيا من جهة وبين تركيا ومحيطها من جهة أخرى".

    -إنّ التعاون مع اسرائيل سيدعم طموح تركيا الذي لم يتحقق بعدُ للقيام باستثمارات كبيرة في أسيا الوسطى ويمكن لتركيا أنْ تتعاون مع اسرائيل لمواجهة ألمانيا التي تريد أنْ تستحوذ على بترول أذربيجان وقازاخستان عبر إيران ولانّ تدفق البترول الآذري عبر تركيا إلى البحر الأبيض المتوسط يحقق الفائدة لتركيا واسرائيل في أنٍ معاً.

    -تستفيد تركيا من التطور التكنولوجي الاسرائيلي في المجالات الطبية والزراعية والدفاعية.

    -أما الأهداف بالنسبة للجانب الاسرائيلي وإن كانت لا تتقاطع مع الاهداف التركية إلاّ أن لها طموحات كبيرة وبعيدة في آن معاً وقد عبرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن ذلك بقولها "إنّ الذي يحدث هو ببساطه إعادة انتشار استراتيجية مهمه في الشرق الأوسط- أسيا" وهو ما طالب اللوبي اليهودي الامريكي المؤيد لنتنياهو حين زار انقرة الشهر الماضي.

    -إن التحالف سيضع الاسرائيليين على "خط الفتنه" من خلال التلاعب بخيوط المسألة الكرديه المتشابكة كما سيضعهم على "خط النفط" إن وجودهم على تخوم منابع النفط العربي وفي اواسط أسيا سيعطيهم موقعاً مؤثرا على هذا الصعيد. كما أن هذا التعاون يندرج في اطار استراتيجية اسرائيل التقليدية الرامية إلـى بناء علاقات مع دول متاخمة لأعدائها المجاورين.

    -لقد عبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية عن أبعاد اتفاقية التعاون العسكري التي يسمح بموجبها للطيران الاسرائيلي بالتدريب في الاجواء التركية بقولها: "إنه يعطي فرصة نادرة لسلاح الجو الاسرائيلي للتحليق في الساحة الخلفية لسوريا".

    -تسعى اسرائيل من خلال هذا التعاون إلى إكمال مشروع إقامة سوق شرق أوسطية تكون المستفيدة الكبرى منه وقطع الطريق على سوق عربية يستفيد منها كل العرب. كما تمهد إسرائيل لصناعة أسلحة اسرائيلية واسعة في تركيا ولتحقيق خرق في سوق تجارة السلاح العالمية لتخليص صناعة السلاح الإسرائيلية من المقاطعة التي تفرضها العديد من الدول على اسرائيل، كما تأمل إسرائيل بتضييق الخناق على سورية واجبارها على تقليص الاحتياطي الاستراتيجي السوري على اتجاه الجولان والتوقيع على معاهدة سلام بالشروط التي تضعها اسرائيل وتتبناها وتدافع عنها امريكا.

    وهكذا التقى كَهَنة النظام الدولي الجديد اللاعبون بنار الفوضى والمدفوعون بجموح التوسع والهيمنة على أهداف ومطامح تحقق لهم تأدية دور اقليمي على حساب الأمن القومي العربي، وما مصطلح المنطقة الأمنية في شمال العراق إلا البداية ودق ناقوس الخطر.


    ثالثاً- مجالات التعاون التركي- الاسرائيلي:

    -يمكن القول إنّ التعاون التركي - الاسرائيلي قد شمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية وسنحاول أن نوجز أهم ما تم رصده في هذه المجالات.
    1- في المجال السياسي:

    جرى رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلىمستوى السفراء عام /1992/ وعبرت الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين الاسرائيليين والأتراك والتي استعرضناها أنفاً عن مرحلة جديدة في العلاقات القائمة بينهما.

    ولدى سؤال رجل الشارع التركي عن العلاقات التركية- الاسرائيلية كان جوابه "نلعنها... ولكنها تحقق مصالح تركيا" وهي إجابة مثلتْ- واقعياً- حتى موقف نجم الدين أربكان زعيم حزب الرفاه الاسلامي خلال رئاسته للحكومة التركية ليوفر من خلال التنازلات التي قدمها للمؤسسة العسكرية أكبر غطاء للتعاون العسكري بين تركيا واسرائيل حيث كان أربكان الذي نظم عام /1980/ اجتماعاً شعبياً تحت شعار__أنقذوا القدس)) غير أربكان- الباشبكان "رئيس الحكومة ".

    فقد كان وزير الدفاع التركي عضواً في حكومته كما قام عدد من نواب حزب الرفاه بزيارة اسرائيل وهذا يمثل انكشافاً صارخاً للفجوة بين رفع شعار الاسلام وبين التطبيق الفعلي لهذا الشعار في تركيا.

    -ويلاحظ خلال السنوات الأخيرة محاولة أوساط اعلامية مؤثرة في تركيا"تحسين" صورة اليهودي التركي أمام الرأي العام تحت عنوان عريض وهو أن اليهود الأتراك يدافعون عن مصالح تركيا في كل مكان [عدد اليهود في تركيا حوالي 26 ألف] في الوقت الذي تشنُّ فيه أجهزة الاعلام التركية هجومها على العرب وعلى الجامعة العربية لتأييدهم سورية في قضية مياه الفرات حيث تَصِفُ موقف العرب المؤيد لسورية بالموقف المعادي لتركيا وأنه طعنة في الظهر.

    وبين محاولات تلميع صورة اليهودي التركي واليهودي الاسرائيلي تواصل تركيا مسيرة الانقطاع عن محيطها الاسلامي ولا يبقى للعرب من صورة داخل تركيا سوى ذلك الذي سيصل إلى اوربا علىظهر جمل، أو ذاك الباحث في صيدليات استانبول عن غذاء ملكة النحل أو الذي يفتش في أسواق "عثمان بك" عما هو مثير من أزياء.
    2- في المجال الاقتصادي:

    يمكن القول بأن العلاقات التجارية بين تركيا واسرائيل لم تنقطع منذ قيام الكيان الصهيوني في فلسطين، لكن هذه العلاقات كانت تزيد أو تقل تبعا للعلاقات بين الطرفين ففي عام (1986/ كان حجم التبادل التجاري لا يزيد عن /18/ مليون دولار، وفي العام /1996/ تم مضاعفة هذه العلاقات إلى حوالي/25/ ضعفا حيث ارتفع حجم التجارة بين البلدين إلى /450/ مليون دولار وكان الطرفان قد وقعا في ربيع العام الماضي اتفاقية للتجارة الحرة وأخرى لتجنب الازدواج الضريبي وثالثة لتشجيع الاستثمارات المشتركة.

    وبموجب اتفاقية التجارة الحرة سيتم تخفيض الرسوم الجمركية من 40% إلى 10% في بداية سريان مفعولها ثم إلى 4% في المستقبل مما يؤدي تلقائياً إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى معدلات كبيرة حيث يتوقع المسؤولون الأتراك أنه بالإمكان زيادة حجم التبادل التجاري مع اسرائيلي إلى /2/ مليار دولار سنوياً عام /1999/ ويعتبرون بأن هذا يمكن أن يشكل المرحلة الأولى باتجاه إقامة سوق حرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقية وهو نفس ما تدعو إليه اسرائيل بشكل أو بآخر.

    [هنا يشار إلى الشرق أوسطية]

    وفي الوقت الذي يتزايد فيه عدد الشركات الاسرائيلية العاملة في تركيا والتي بلغت مطلع/1991/ "11" شركة فإن شركات مقاولات تركية تنشط في اسرائيل حيث تقوم ببناء مستوطنات جماعية للمستوطنين الجدد ويوجد كذلك نوادٍ ليلية تركية ومحلات بيع الكباب (الكفتة).

    يوجد في اسرائيل/80/ ألف اسرائيلي من أصل تركي كما أن عدد العمال الأتراك في اسرائيل يزيد عن ثلاثة ألاف عامل وقد تم تاسيس مجلس العمل التركي- الإسرائيلي.

    - يعتبر القطاع السياحي مجال التعاون الأكثر بروزاً بين تركيا واسرائيل وفي تموز 1992 تم التوقيع على اتفاقية للتعاون السياحي بين البلدين وقد خصص التلفزيون الاسرائيلي الذي يحتوي على /15/ كابلا /3/ اقنية منها للمحطات التلفزيونية التركية وفي عام 1995 قام أكثر من /500/ ألف اسرائيلي بزيارة تركيا وهذا يعتبر تطوراً ايجابياً بالنسبة للسياحة في تركيا ودخلا إضافياً لتركيا من السياحة الاسرائيلية ويقدر متوسط عدد السياح سنوياً [160-200] ألف في حين لا يقصد اسرائيل من السياح الاتراك أكثر من [5-6] آلاف سائح سنوياً.

    كما يوجد اقتراحات لاستثمارات مشتركة في منطقة الـ/غاب/ جنوب شرق الأناضول والتعاون في مسائل مثل نظم البذار والري والمسح بوساطة الكمبيوتر وخدمات الهندسة ...إلخ.
    3- في المجال الامني:

    -لأول مرة جرت اقامة صلات بين الاجهزة الأمنية السرية الاسرائيلية وهيئة الاستخبارات القومية التركية في عام /1980/ وذلك بأوامر من الرئيس "كنعان ايفرين" بعد الانقلاب العسكري وبتكليف منه شخصياً توجه رئيس جهاز الاستخبارات التركية" ميرام عباس" إلى لبنان لمواجهة تحركات منظمة (الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا) وذلك بالتعاون مع الأجهزة السرية الاسرائيلية ومنذ ذلك الحين أرست الأجهزة الأمنية المذكورة أسس تعاونها حيث استمر هذا التعاون في مجالات تتبع نشاطات حزب العمال الكردستاني سواءكان ذلك في البقاع اللبناني أو في مناطق شمال العراق ولكن هذه العلاقات لم تأخذ الطابع الرسمي حتى الفترة الأخيرة حيث دخل الاتفاق على تبادل المعلومات والخبرات في مجالات الاستطلاع والاستخبارات وحرب العصابات ضمن الاتفاقيات المعقودة بين البلدين حتى وصلت في نيسان /1997/ عندما زار وزير الخارجية الاسرائيلية "دافيد ليفي" تركيا إلى الاتفاق على خطة أطلق عليها اسم :"تقدير المخاطر "لتقدير ما سمي بالمخاطر المحتملة من ايران وسوريا ضد تركيا واسرائيل، ويجري هذا التقدير المشترك كل/3/ شهور على مستوى الفنيين وكل /6/ شهور على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء الأركان.

    وفي الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الأركان الأسرائيلي "أمنون شاحك" إلى تركيا بتاريخ12/10/1997تمّ التخطيط لإقامة نظام اتصال بين البلدين عبر الأقمار الصناعية لتأمين حلقة معلومات موثوقة بين القيادات العسكرية للبلدين.

    وكانت إحدى الاتفاقيات المعقودة بين البلدين تنص على السماح لعناصر الموساد الاسرائيلي باستخدام الأراضي التركية للقيام بعملياته التجسسية والعمل علىالحدود التركية مع كل من سورية والعراق وستقدم تركيا التسهيلات للموساد لتنظيم عملياته الموجهة إلى كل من ايران وسورية انطلاقاً من الأراضي التركية وكانت اسرائيل قد قدمت إلى تركيا نسخة عن التقرير الذي أعده الخبراء الاسرائيليون عن الطائرة /ميغ-29/ ليتم تخزين المعلومات الواردة فيه في الذاكرات الالكترونية لطائرات /ف-4/ التركية بالاضافة إلى تقديم معلومات حول نظام الدفاع الجوي للقطر العربي السوري.
    4- في المجال العسكري:

    لأنّ جموح الهيمنة والتوسع يحرك الحليفين الجديدين لأداء دور اقليمي على حساب الامن القومي العربي فقد كان التعاون في هذا المجال هو الشغل الشاغل لجنرالات تركيا أحفاد اليهود الدونما مع حلفائهم الجدد جنرالات الكيان الصهيوني وقد شملت أوجه التعاون بين البلدين تبادل زيارات المسؤولين العسكريين والخبراء وعقد الصفقات والتوصل إلى اتفاقيات امنية متعددة المضامين، وتتطلع إسرائيل إلى توطيد العلاقات العسكرية مع تركيا خاصة وأن هناك خطة جديدة لتحديث الجيش التركي بكلفة اجمالية تبلغ /67/ مليار دولار خلال السنوات الثماني القادمة حيث تحلم اسرائيل بأنْ يكون لها حصة الأسد من هذه الخطة ومعروف أنّ تركيا تستورد نحو(80%) من احتياجاتها العسكرية، فيما تقوم هي بتصنيع الـ (20%) الباقية من هذه الاحتياجات.

    وقد تم توقيع -14- اتفاقاً ومشروعاً للتعاون العسكري بين البلدين:

    -في ايار/1994/ أجرى سلاحا الجو الاسرائيلي والتركي مناورة جوية مشتركة كانت الاولى من نوعها تمّ خلالها تزويد طائرات تركية بالوقود من طائرة اسرائيلية من طراز بوينغ، وبعد ذلك بنحوِ شهرٍ تقريباً زار قائد سلاح الجو التركي اسرائيل وبحث موضوع تحسين طائرات الفانتوم التركية وفي أواخر أب/1995/ وقعت الصناعة الجوية الاسرائيلية مع تركيا صفقة لتحديث /44/ طائرة فانتوم وتحويلها إلىالطراز المحسن فانتوم /2000/ بمبلغ /630/مليون دولار.

    -بدأت إسرائيل خلال العام /1997/ بتزويد تركيا بصواريخ بوب أي -1 (40صاروخ) حتىنهاية السنة كمرحلة اولى و(60 صاروخ) في السنة القادمة بالاضافة إلى خطة لاقامة خط انتاج في تركيا لانتاج الصاروخ بوب أي -2- وتقدر قيمة الصفقة بحوالي /500/ مليون دولار.

    وسيتم استخدام هذه الصواريخ على طائرات (ف-16-) و(ف-4-) وفي حال توفر معدات الاطلاق الضرورية فإنه سيكون بالامكان استخدام الصواريخ أيضاً كصواريخ جو- أرض ويتم انشاء اتحاد من /3/ شركات لانتاج هذه الصواريخ اثنتان تركيتان بالاضافة إلى شركة رفائيل الاسرائيلية على أن يبدأ الانتاج بعد /30/ شهراً، (مدى الصاروخ الجديد - 150 -كم).

    - تعاون لانتاج طائرة بدون طيار لصالح الجيش التركي قادرة على التحليق /8/ ساعات متواصلة ومخصصة لأعمال التجسس والمراقبة.

    - برنامج لتحديث الحوامات التركية خصوصاً من أنواع (سيكورسكي)و(بل209) .

    -في ايار/1994/ أجرى سلاحا الجو الاسرائيلي والتركي مناورة جوية مشتركة كانت الاولى من نوعها تمّ خلالها تزويد طائرات تركية بالوقود من طائرة اسرائيلية من طراز بوينغ، وبعد ذلك بنحوِ شهرٍ تقريباً زار قائد سلاح الجو التركي اسرائيل وبحث موضوع تحسين طائرات الفانتوم التركية وفي أواخر أب/1995/ وقعت الصناعة الجوية الاسرائيلية مع تركيا صفقة لتحديث /44/ طائرة فانتوم وتحويلها إلىالطراز المحسن فانتوم /2000/ بمبلغ /630/مليون دولار.
    -بدأت إسرائيل خلال العام /1997/ بتزويد تركيا بصواريخ بوب أي -1 (40صاروخ) حتىنهاية السنة كمرحلة اولى و(60 صاروخ) في السنة القادمة بالاضافة إلى خطة لاقامة خط انتاج في تركيا لانتاج الصاروخ بوب أي -2- وتقدر قيمة الصفقة بحوالي /500/ مليون دولار.
    وسيتم استخدام هذه الصواريخ على طائرات (ف-16-) و(ف-4-) وفي حال توفر معدات الاطلاق الضرورية فإنه سيكون بالامكان استخدام الصواريخ أيضاً كصواريخ جو- أرض ويتم انشاء اتحاد من /3/ شركات لانتاج هذه الصواريخ اثنتان تركيتان بالاضافة إلى شركة رفائيل الاسرائيلية على أن يبدأ الانتاج بعد /30/ شهراً، (مدى الصاروخ الجديد - 150 -كم).
    - تعاون لانتاج طائرة بدون طيار لصالح الجيش التركي قادرة على التحليق /8/ ساعات متواصلة ومخصصة لأعمال التجسس والمراقبة.
    - برنامج لتحديث الحوامات التركية خصوصاً من أنواع (سيكورسكي)و(بل 209) .
    - برنامج لتحديث الدبابات التركية من طراز (م 47/48 باتون) و(م 60) بقيمة مليار دولار .
    -برنامج للتصنيع المشترك للعربات المدرعة.
    -التفاوض حول مشاركة تركيا ببرنامج تطوير الصاروخ (حتس) بهدف الحصول عليه مستقبلاً .
    - السعي للحصول على طائرة الانذار الجوي الإسرائيلية الصنع (فالكون).
    -بيع ستة زوارق دورية بحرية اسرائيلية لتركيا.
    - خطة لتبديل بنادق الجيش التركي بالبنادق الإسرائيلية طراز (غاليلي).
    - شراء تركيا لأجهزة الكترونية خاصة بمراقبة الحدود ورادارات لطائرات (ف-4-) من اسرائيل بالاضافة إلى صورايخ جو- جو طراز (بيتون)وقنابل (بيراميد).
    - اهداء شحنات أسلحة اسرائيلية إلى تركيا منها منظومات دفاع جوي من طراز "مخبيط" (نظام دفاع جوي اسرائيلي عبارة عن عربة تحمل /4/ صواريخ "ستنغر" +رشاش "فولكان" عيار /20/ ملم).
    - تعرض اسرائيل على الجيش التركي شراء الدبابة "مركافا م ك-3" وجعلها الدبابة الرئيسية لسلاح المدرعات التركي حيث أن تركيا تسعى لشراء دبابة متطورة لسلاحها المدرع بعدد قد يصل في المرحلة الاولى إلى /1000/ دبابة، وقد وُصفتْ الصفقة بأنها الأكبر في تجارة الدبابات.
    - يتم تواجد مجموعة من العناصر القيادية في الجيش الاسرائيلي داخل الأراضي التركية من أجل إنشاء شبه -غرفة عمليات جاهزة- مع قيادات الجيش التركي وقد تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، مثل تحديد المطارات ومواقع تخزين السلاح والذخيرة وإقامة أنظمة رادارية ومراكز توجيه وتشويش وتنصت.
    =تضمنت اتفاقية التدريب للقوات الجوية اجراء تدريبات للطيران الاسرائيلي في الاجواء التركية أربع مرات في السنة وكانت أول مرة في نيسان /1996/ حيث وصلت (Cool طائرات اسرائيلية من النوع ف-16- إلى القاعدة الجوية رقم /4/ بالقرب من أنقرة حيث تسمح هذه التدريبات للطيارين الاسرائيليين باكتساب خبرات ومهارات الطيران بمهمات طويلة المدى فوق المناطق الجبلية وخلق الانسجام القتالي وقت الحرب كما تسمح هذه الاتفاقية للطائرات الاسرائيلية المصابة بالهبوط في القواعد الجوية التركية وكذلك التزود بالوقود، بالاضافة إلى القيام بعمليات البحث عن الطيارين المفقودين.. الخ كما يتم دراسة إنشاء مطار عسكري بالتعاون بين تركيا واسرائيل قرب مدينة اسكندرون بحيث يتواجد فيه زوج من الطائرات الاسرائيلية باستمرار وبنفس الوقت تتمركز وحدة عسكرية تركية اسرائيلية مشتركة على مفرق مدينة اسكندرون - قرقخان. ويتم السماح للطائرات الاسرائيلية باستخدام القاعدة الجوية بالقرب من مدينة قونية للقيام بالطيران التدريبي.
    =كما قامت القوات التركية في شمال قبرص بالتعاون والتنسيق مع شركة اسرائيلية وخبراء اسرائيليين في إنشاء مرفأ حربي جديد بالقرب من مدينة فما غوستا القريبة من منطقة كارباسيا.
    = تم الاتفاق بين اسرائيل وتركيا على انشاء مصنع لمعالجة المعادن الخاصة بالصناعات الحربية برأسمال قدره /4/ ملايين دولار في مدينة قونية حيث تتواجد مصانع للذخيرة.
    = بتاريخ 27/4/1997 استلمت أجهزة الشرطة والأمن التركية دفعة من الأسلحة الفردية تتضمن /15/ ألف رشاش من نوع - عوزي- كهدية من اسرائيل يُحْتمل أنْ يتم توزيعها على مؤيدي الجيش والشرطة والعلمانيين في تركيا.
    = بتاريخ 26/6/1997 وصلت إلى ميناء حيفا أربع سفن حربية وغواصة تركية لإجراء مناورات مع قطع بحرية اسرائيلية وكانت المناورات المشتركة لقوات بحرية اسرائيلية وتركية وامريكية والمقرر اجراؤها في الفترة من /15-20/ تشرين الثاني في شرق البحر الأبيض المتوسط قد تأجلت إلى وقت لاحق.
    وكانت الأنباء قد ذكرت أنّ القطع البحرية التركية التي ستشترك في هذه المناورة هي سفينة سطحية تدعى"قوجه تبه" وأخرى "اسكي تبه" وعدد من الغواصات وعدد من سفن كاسحات الألغام بالاضافة إلىعدد من الحوامات . إن اشتراك هذه القطع الحربية في تلك المناورة ينفي ادعاءات تركيا بأنّ المناورات ذات هدف إنساني وإنها تتضمن تدريبات على أعمال البحث والانقاذ وكانت الصحف التركية قد وصفت المناورات البحرية التي جرت في ايار الماضي والتي كانت بمثابة (بروفة) للمناورات القادمة "بأنّ الهدف منها هو التمهيد لاقامة تحالف بين الدول الثلاث في حال نشوب أزمة في منطقة الخليج".
    كما ذكرت الصحف الاسرائيلية " أنّ هذه المناورات ليست سوى جزء من تدريبات واسعة برية وجوية بين جيوش الدول الثلاث وتوجيه رسالة في نفس الوقت إلى دول المنطقة بأنّ ثمة جبهة قوية تقف أمام هذه الدول".
    ويمكن القول بأنّ هذه المناورات أعادت للمنطقة أجواء الخمسينات التي أعادت إلى المنطقة سياسة المحاور والأحلاف واستحيتْ الارتباط بالدول لفرض شروطها وتأمين مصالحها في المنطقة وهي هنا تنصب على استخدام القوة العسكرية ضد سورية العرب التي تقف الآن بعزمٍ وصلابةٍ في وجه مثل هذه التوجهات والتي وقفت في الماضي بطلائعها الثورية القومية ضد سياسة مشاريع الأحلاف العسكرية الاستعمارية .
    والتي شهدت عدم الاستقرار والتوتر وتصاعد رائحة البارود والحروب والتهديد باستخدام القوة ضد سورية العربية التي وقفت أنذاك بصلابة ضد سياسة المشاريع والأحلاف العسكرية الاستعمارية.


    خاتمة:
    تطورت العلاقات التركية- الاسرائيلية في السنوات الأخيرة وتوثقت وتعمقت في مختلف المجالات بسرعة ملفتة للانتباه ولا يخفي الجانبان استهدافهما القطر العربي السوري فيما يعقدان من اتفاقيات وفيما يجريان من محادثات كوجه صامد للأمن القومي العربي وكطليعة مقاتلة للأمة العربية. وبذلك يقدم جنرالات تركيا خدمات مجانية لإسرائيل مستغلين تعثرَ محادثات السلام متحدين كلّ جيرانهم وأصدقائهم في المنطقة مجاناً ومن أجل عيون اسرائيل التي ما زالت تحتل أراضي الغير بالقوة والتي تعيق محادثات السلام، ويبدو أن جنرالات تركيا لا تعنيهم مصالحهم في المنطقة وهم يعتقدون أنّ إرضاء بعض الأطراف الدولية على حساب جيرانهم وأصدقائهم في المنطقة هو خيارهم الوحيد.
    ولعل ما قاله : بن غوريون: الذي درس في إحدى جامعات استانبول: "لقد نظر الأتراك إلينا دائماً على أننا خليلات وليس شريكات عقد زواج طبيعي "قد بدأ يتغير جذرياً وحصلت تغيرات وتبدلات كثيرة في العلاقات التركية - الاسرائيلية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 9:17