من يملك حركة مجتمع السلم ؟
من يملك حركة مجتمع السلم ؟
نحن روح يسري في جسد هذه الأمة فيحييه بالقرآن
الإمام الشهيد حسن البنا
كتب فاروق أبو سراج الذهب
من يملك حركة مجتمع السلم ؟ ومن يتحكم في موقفها وقراراتها ؟ وكيف يصنع القرار داخل هياكلها ؟هل يملك القرار داخل الحركة تلكم الأسماء التي نقرأ عنها في الصحافة كل يوم ؟ وكيف يمكن قراءة التصريحات والمواقف على لسان كل هؤلاء ام ان هؤلاء مجرد ظاهرة صوتية اعلامية ولسان حال أكثر من كونها صاحبة قرار ؟وهل فعلا كما يذهب بعض المراقبين الى ان حركة مجتمع السلم أصبحت حزبا ثالثا للنظام السياسي ايضافة الى الجبهة والتجمع ،تستطيع السلطة ان تعطي الايعاز لاي من هذه الاحزاب فتتحرك خاصة بعد دخولها الى التحالف الرئاسي ؟ام ان حركة مجتمع السلم حركة مستقلة في قرارها ولها كامل السيادة في اتخاذ القرار الذي يناسب التوجهات السياسية التي تختارها القيادات ؟هل تملك فعلا حركة مجتمع السلم قرارها ام ينتازع القرار فيها إرادات سياسية منها ما له علاقة بالسلطة ،ومنها ما يمثل الاستقلالية والسيادة ,ومنها ماهو خارجي كما يحلو لبعض من القراءات؟ماهي المؤثرات والمحددات التي تتحكم في قرارات حركة مجتمع السلم الآن وغدا؟
هل يملك المناضلون في حركة مجتمع السلم القرار عبر مختلف المؤسسات ام أنهم مجرد مريدين ملتزمين منضبطين بالقرارات التي لايشاركون في صنعها ؟ماهو السر الذي يقف وراء بقاء حركة مجتمع السلم موحدة رغم انكسار وانشقاق اغلب الحركات الاسلامية وغيرها بما فيها احزاب السلطة ؟ماهو السبب التي يقف وراء استعصاء الحركة على ارادات الانقسام والانشطار رغم بروز اراء ومواقف تتناقض احيانا بين قياداتها ؟ثم هل حركة مجتمع السلم تمثل الحزب الوحيد المؤسس على الشورى والديمقراطية والتعبير الحر عن الآراء ثم يتم الاحتكام الى الصندوق و رأي الأغلبية في كل الأحيان ؟وذلك هو السر في نجاح الحركة في مواجهة كل اشكال التمرد والانشطار الداخلي ؟هل يعود السبب في التماسك هو وحدة القيادة ام وحدة القاعدة ام في القرارات الشورية الملزمة بالمفهوم الشرعي ؟ام ان السبب وراء كل ذلك هو المنهج التربوي الذي تحرص حركة مجتمع السلم على تطبيقه عبر اسر محلية في كل الاحياء ،يقوم على أساس الإيمان والعمل والإخلاص والثقة والطاعة والتجرد والثبات والأخوة والفهم والتضحية والجهاد وهي الأركان التي تحفظ على الحركة تماسكها ووحدتها الفكرية و التنظيمية ثم السياسية؟
ان الايجابة على مثل هكذا أسئلة مهم جدا لمعرفة المخرجات السياسية والقرارات التي تتخذها حركة مجتمع السلم بين الحين والآخر خاصة في الحالات الصعبة عندما يراهن الجميع سياسيين وإعلاميين وحتى قيادات على الانكسار فتخرج قوية متماسكة منظبطة يلتزم الجميع بالقرارات المتخذة حتى لو خالف ذلك رأيه ،ذلك ان الاطلاع على وجهات النظر المختلفة اليوم حول حركة مجتمع السلم ،على اعتبار انها الحركة الوحيدة التي اخترقت كل الملفات واصبح لها رأي في كل القضايا العام منها والخاص ،بل وصارت اليوم بكل موضوعية مثار جدل لدى النخب والشعب .
نثير مثل هكذا أسئلة حتى نقترب من معرفة فلسفة هذه الحركة في العمل والتغيير ،ونحاول ان نتلافى كل عوائق التفكير السليم ،وعقبات التشويش والتشويه ،خاصة ان الحركة مقدمة على مؤتمرها الرابع ،وهو مؤتمر له من الأهمية البالغة ينبغي على كل المراقبين ان يقفوا عند تداعياته السياسية والفكرية والتنظيمية والثقافية ,على اعتبار ان حركة مجتمع السلم من خلال الرؤية الموضوعية تمثل وقفا للامة لايملكه احد ،لاتملكه لا القيادة المركزية ،ولا السلطة ،ولا الرئاسة ،ولا الخارج ،انما يملكه جميع من انخرط في حركة الحياة ومشروع صناعة الحياة منذ ان تاسس مشروع حركة مجتمع السلم أي منذ جماعة الموحدين في سنوات 1968الى جمعية الارشاد والاصلاح سنوات نهاية الثمانينات الى حركةة المجتمع الاسلامي سنوات التسعينات الى حركة مجتمع السلم مع نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين ،حركة اسس لها وانفق من وقته وجهده وماله وروحه الكثيرون من امثال الشيخ محمد بوسليماني والدكتور حمود حنبلي والاستاذ علي العايب ،والاخوان لحسن بن سعد الله ومحمد شنوف ،وامثال هؤلاء الشهداء بلغ عددهم الخمسمئة شهيد ،فضلا على ارقام عديدة من الذين تركوا الحركة لاسباب مختلفة ولكنهم مازالو الى اليوم يتابعون مساراتها وتطوراتها ويترقبون اخبارها كلما جاءت فرصة اومناسبة كبرى كمناسبة المؤتمر ، كما ان الملاحظ عند الشعب الجزائري وانا اتحدث اليوم من خلال تجربة عشتها في حركة مجتمع السلم حيث زرت على الاقل اكثر من 35 ولاية واحتككت بالمواطنين فاكتشفت ان حتى المواطن العادي يراهن على حركة مجتمع السلم ،وقد يصل الى النقد اللاذع لها وسبها احيانا ليس لانه يكرهها ويكره منهجها وقيادتها ولكنه لا يريد للحركة ان تقف ذلك الموقف او لا يريد لقيادتها ان تتكلم بذلك التصريح ،فهو يريدها دائما في المقدمة ودائما محافظة على خطها ومنهاجها ويرى في بعض الاحيان انها اخطأت او ناورت او هادنت او داهنت في هذا الموقف او ذاك ،ويتمنى ان تصحح المسار وتعدل على مايراه هو غير صحيح وسرعان مايعترف لها بالصدقية عندما يرى نتائج الموقف والامثلة على ذلك كثيرة ومتعددة .
قد نختلف او نتفق حول اهمية الحديث عن الحركات السياسية الجزائرية ولاسيما الاسلامية منها ،وقد نتشارك في وجهة النظر القائلة ان التيار الاسلامي في الجزائر اصبح واقع لامفر منه ينبغي التعامل معه بواقعية وبعد نظر على اعتبار ان هذا التيار له الحضور المميز في الساحة الجزائرية ،سواء الذين اختاروأ المعارضة او الذين اختاروا الجبال او الذين اختاروا منزلة بين المنزلتين ،وشاركوا في بناء البلاد والعودة الى الاستقرار ،والذي يهمنا في هذا المقال هو بحث اهمية التيار الذي اختار المشاركة والمساهمة في بناء البلاد والعودة الى الاستقرار وهو يتمثل في حركة مجتمع السلم التي اسس لها الشيخ محفوظ نحناح ونأ بها عن المغامرات والقفز على الحقائق ،وجعل منها حركة فاعلة ايجابية تتفاعل مع كل الاحداث برؤية شورية مؤسسية تعتبر رهان داخلي مهم في الخروج من أي ازمة قد تحدث في حين من الاحيان .
حركة مجتمع السلم كثر الكلام حول مشروعها وبرنامجها ومواقفها ،واختلف الناس حول مصداقية الاستراتيجية التي تنتهجها ،والمسارات السياسية والاجتماعية والفكرية والاعلامية التي تسير فيها ،وحتى من ابنائها ومؤسسيها ،وهي اليوم بعد سبعة عشر سنة من التاسيس الرسمي ،تستشرف مؤتمرها الرابع ،بما يحمله من اهمية سياسية وفكرية وتنظيمية ،من حق كل مواطن وباحث ومفكر ومثقف جزائري ان يكتب حول حركة مجتمع السلم لانها ليست ملكا لنفسها بل هي ملك للامة جمعاء ،ولايجب ابدا ان تتبرم قيادتها من النقد والتقويم والنصائح التي يجب ان تتعدد وتختلف حتى تستطيع الحركة ان تتلمس المستقبل القريب والبعيد برؤية استشرافية نابعة من عواطف وعقول كل الجزائريين اذا ارادت ان تكون فعلا ناطقا باسم الضمير الجمعي للمجتمع الجزائري .
ولا خوف على حركة مجتمع السلم من ابنائها ولا من خصومها ،اذا عملت بمنهجية الاستفادة والتصحيح من كل هؤلاء تحت شعار خذوا الحكمة من أي وعاء خرجت ،اقول لاخوف عليها من ابنائها سواء كانوا قيادات مركزية خاصة عندما يعلنون على ارائهم ومواقفهم المتعلقة بالسياسات والاسترتيجيات لان واجب الوقت اليوم ان نقيم ونفكر بصوت مرتفع في القضايا العامة ،وبصوت مؤسسي في القضايا الخاصة ،لاخوف من القيادات التي تتطلع الى القيادة والريادة حتى لو اعلنت ذلك بصوت مرتفع لانها في النهاية ستثري الحركة وتكشف على صدقيتها وثباتها او العكس وستصل الى المؤسسات النابعة من المؤتمر ويكون الصندوق هو الفيصل ،لكن عليها ان تلتزم بشروط اللعبة ،واخلاقيات العمل وشرعية المواقف والبعد عن تسفيه الاراء والاحتكار الحقيقة والمس باصول العمل الجماعي ،ووحدة الحركة وكفالة الحريات التي تنتهي عندما تبدأ حرية الاخر ،كما ان التشهير والتشويه والقذف والتشخيص ليس من الادبيات العامة المتفق عليها ،لان سقف النقاش لابد ان يرتفع الى المقامات العالية المتعلقة بالسياسيات والرؤية المستقبلية ولايجب ان ينحدر الى السفالات واثارة القضايا الثانوية ،وخلق مراكز قوى وجماعات ضغط وشلل وجيوب هنا وهناك ،او المساهمة في ميلاد نوادي نجوى تتناجى بالاثم والعدوان .
ونختم حديث لم يكتمل بالاشارة الى ان حركة مجتمع السلم من وجهة نظري على الاقل تمثل تراث مشترك للمناضلين والمواطنين ،ساعدها ذلك على مقاومة كل اشكال الانكسار والانشطار والتحجيم والتقليص من هوامش الحركة والتغيير ،لانها حركة واعدة بما تحمله من تركيبة اجتماعية شبابية من ابناء الاستقلال والصحوة الاسلامية ،بما تحمله من اطارات متعلمة واعية بالظروف الفكرية القلقة ،مدركة لحجم التحديات والعقبات ،وواضعة في حسبانها ان مستقبلها في وحدة قيادتها وتماسك مناضليها وتناغم مواقفها مع المنهج والمنهجية ،دلك ان القاعدة العامة في الضمير الجمعي لابناء حركة مجتمع السلم قيادات وقواعد هو انه مسموح للجميع ان يتحدث ان يصرح ان يكتب ان ينقد ولكن غير المسموح الى درجة القداسة وهو سر البقاء والتماسك في حركة مجتمع السلم ،هو ان يتعرض أي من القيادات الى ثلاثة قضايا اساسية وهي :
1- ان يمس احد بوحدة الحركة تحت أي مبرر ومهما كانت الاسباب واذا ماوقع احد في ذلك فقد شطب من قوائم الثقة عند الجميع
2- ان يمتهن احد الحركة ويجعلها سجلا تجاريا شخصيا فيكون من وقع في ذلك من ابناء الحركة سواء كان قياديا او مناضلا بسيطا قد شطب نفسه كذلك من قائمة التضحية والتجرد عند الجميع .
3- ان يحترف احد مهمة كسف الاسرار الداخلية والاستقواء بوسائل الاعلام على قيادة الحركة مهما كان الرئيس ،او يمتهن احد الارجاف والأشاعة وكشف استار العيوب وكسر اسوار البيوت والحديث عن قضايا تخص الاشخاص ،فيكون من فعل ذلك قد اقصى نفسه من قائمة الاخوة والثبات والطاعة عند الجميع .
هذه المقدسات ان صح التعبير هي الاصول التي تحفظ على الحركة وحدتها وانسجامها ويبرز ذلك كلما تعرضت الحركة للخطر او الاختلاف ولكم ان تتذكروا احداث المؤتمر الثالث بعد وفاة رئيس الحركة الاول الشيخ المرحوم محفوظ نحناح ،او عند بروز انياب الفتنة في قضية الترشح لرئاسة الجمهورية سنة 2004او في قضية ماعرف باستوزار رئيس الحركة او في قضية مباردة الفساد قف ،هذه الاحداث وغيرها تعبر عن مخرجات طبيعية للقرارات في مؤسسات حركة مجتمع السلم ،لكن هذا لاينفي ان تتعرض الحركة في غضون التحضيير للمؤتمر الرابع الى اخطار وفتن تحتاج الى تريث وروية وبعد نظر وحسم حقيقي ومشاركة نضالية قوية لفرض خيارات ايجابية تتعلق بالسياسات والرؤية والمواصفات والنقد البناء وتبتعد عن المجاملات والتملق والاستتباع والاستحمار بلغة الشريعتي تحاول القاعدة انتتدافع مع القيادة المركزية ،من خلال عدم الاستجابة لما قد يتشكل من شلل وجيوب هنا وهناك .
| كتب فاروق أبو سراج الذهب
www.hmsalgeria.net
من يملك حركة مجتمع السلم ؟
نحن روح يسري في جسد هذه الأمة فيحييه بالقرآن
الإمام الشهيد حسن البنا
كتب فاروق أبو سراج الذهب
من يملك حركة مجتمع السلم ؟ ومن يتحكم في موقفها وقراراتها ؟ وكيف يصنع القرار داخل هياكلها ؟هل يملك القرار داخل الحركة تلكم الأسماء التي نقرأ عنها في الصحافة كل يوم ؟ وكيف يمكن قراءة التصريحات والمواقف على لسان كل هؤلاء ام ان هؤلاء مجرد ظاهرة صوتية اعلامية ولسان حال أكثر من كونها صاحبة قرار ؟وهل فعلا كما يذهب بعض المراقبين الى ان حركة مجتمع السلم أصبحت حزبا ثالثا للنظام السياسي ايضافة الى الجبهة والتجمع ،تستطيع السلطة ان تعطي الايعاز لاي من هذه الاحزاب فتتحرك خاصة بعد دخولها الى التحالف الرئاسي ؟ام ان حركة مجتمع السلم حركة مستقلة في قرارها ولها كامل السيادة في اتخاذ القرار الذي يناسب التوجهات السياسية التي تختارها القيادات ؟هل تملك فعلا حركة مجتمع السلم قرارها ام ينتازع القرار فيها إرادات سياسية منها ما له علاقة بالسلطة ،ومنها ما يمثل الاستقلالية والسيادة ,ومنها ماهو خارجي كما يحلو لبعض من القراءات؟ماهي المؤثرات والمحددات التي تتحكم في قرارات حركة مجتمع السلم الآن وغدا؟
هل يملك المناضلون في حركة مجتمع السلم القرار عبر مختلف المؤسسات ام أنهم مجرد مريدين ملتزمين منضبطين بالقرارات التي لايشاركون في صنعها ؟ماهو السر الذي يقف وراء بقاء حركة مجتمع السلم موحدة رغم انكسار وانشقاق اغلب الحركات الاسلامية وغيرها بما فيها احزاب السلطة ؟ماهو السبب التي يقف وراء استعصاء الحركة على ارادات الانقسام والانشطار رغم بروز اراء ومواقف تتناقض احيانا بين قياداتها ؟ثم هل حركة مجتمع السلم تمثل الحزب الوحيد المؤسس على الشورى والديمقراطية والتعبير الحر عن الآراء ثم يتم الاحتكام الى الصندوق و رأي الأغلبية في كل الأحيان ؟وذلك هو السر في نجاح الحركة في مواجهة كل اشكال التمرد والانشطار الداخلي ؟هل يعود السبب في التماسك هو وحدة القيادة ام وحدة القاعدة ام في القرارات الشورية الملزمة بالمفهوم الشرعي ؟ام ان السبب وراء كل ذلك هو المنهج التربوي الذي تحرص حركة مجتمع السلم على تطبيقه عبر اسر محلية في كل الاحياء ،يقوم على أساس الإيمان والعمل والإخلاص والثقة والطاعة والتجرد والثبات والأخوة والفهم والتضحية والجهاد وهي الأركان التي تحفظ على الحركة تماسكها ووحدتها الفكرية و التنظيمية ثم السياسية؟
ان الايجابة على مثل هكذا أسئلة مهم جدا لمعرفة المخرجات السياسية والقرارات التي تتخذها حركة مجتمع السلم بين الحين والآخر خاصة في الحالات الصعبة عندما يراهن الجميع سياسيين وإعلاميين وحتى قيادات على الانكسار فتخرج قوية متماسكة منظبطة يلتزم الجميع بالقرارات المتخذة حتى لو خالف ذلك رأيه ،ذلك ان الاطلاع على وجهات النظر المختلفة اليوم حول حركة مجتمع السلم ،على اعتبار انها الحركة الوحيدة التي اخترقت كل الملفات واصبح لها رأي في كل القضايا العام منها والخاص ،بل وصارت اليوم بكل موضوعية مثار جدل لدى النخب والشعب .
نثير مثل هكذا أسئلة حتى نقترب من معرفة فلسفة هذه الحركة في العمل والتغيير ،ونحاول ان نتلافى كل عوائق التفكير السليم ،وعقبات التشويش والتشويه ،خاصة ان الحركة مقدمة على مؤتمرها الرابع ،وهو مؤتمر له من الأهمية البالغة ينبغي على كل المراقبين ان يقفوا عند تداعياته السياسية والفكرية والتنظيمية والثقافية ,على اعتبار ان حركة مجتمع السلم من خلال الرؤية الموضوعية تمثل وقفا للامة لايملكه احد ،لاتملكه لا القيادة المركزية ،ولا السلطة ،ولا الرئاسة ،ولا الخارج ،انما يملكه جميع من انخرط في حركة الحياة ومشروع صناعة الحياة منذ ان تاسس مشروع حركة مجتمع السلم أي منذ جماعة الموحدين في سنوات 1968الى جمعية الارشاد والاصلاح سنوات نهاية الثمانينات الى حركةة المجتمع الاسلامي سنوات التسعينات الى حركة مجتمع السلم مع نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين ،حركة اسس لها وانفق من وقته وجهده وماله وروحه الكثيرون من امثال الشيخ محمد بوسليماني والدكتور حمود حنبلي والاستاذ علي العايب ،والاخوان لحسن بن سعد الله ومحمد شنوف ،وامثال هؤلاء الشهداء بلغ عددهم الخمسمئة شهيد ،فضلا على ارقام عديدة من الذين تركوا الحركة لاسباب مختلفة ولكنهم مازالو الى اليوم يتابعون مساراتها وتطوراتها ويترقبون اخبارها كلما جاءت فرصة اومناسبة كبرى كمناسبة المؤتمر ، كما ان الملاحظ عند الشعب الجزائري وانا اتحدث اليوم من خلال تجربة عشتها في حركة مجتمع السلم حيث زرت على الاقل اكثر من 35 ولاية واحتككت بالمواطنين فاكتشفت ان حتى المواطن العادي يراهن على حركة مجتمع السلم ،وقد يصل الى النقد اللاذع لها وسبها احيانا ليس لانه يكرهها ويكره منهجها وقيادتها ولكنه لا يريد للحركة ان تقف ذلك الموقف او لا يريد لقيادتها ان تتكلم بذلك التصريح ،فهو يريدها دائما في المقدمة ودائما محافظة على خطها ومنهاجها ويرى في بعض الاحيان انها اخطأت او ناورت او هادنت او داهنت في هذا الموقف او ذاك ،ويتمنى ان تصحح المسار وتعدل على مايراه هو غير صحيح وسرعان مايعترف لها بالصدقية عندما يرى نتائج الموقف والامثلة على ذلك كثيرة ومتعددة .
قد نختلف او نتفق حول اهمية الحديث عن الحركات السياسية الجزائرية ولاسيما الاسلامية منها ،وقد نتشارك في وجهة النظر القائلة ان التيار الاسلامي في الجزائر اصبح واقع لامفر منه ينبغي التعامل معه بواقعية وبعد نظر على اعتبار ان هذا التيار له الحضور المميز في الساحة الجزائرية ،سواء الذين اختاروأ المعارضة او الذين اختاروا الجبال او الذين اختاروا منزلة بين المنزلتين ،وشاركوا في بناء البلاد والعودة الى الاستقرار ،والذي يهمنا في هذا المقال هو بحث اهمية التيار الذي اختار المشاركة والمساهمة في بناء البلاد والعودة الى الاستقرار وهو يتمثل في حركة مجتمع السلم التي اسس لها الشيخ محفوظ نحناح ونأ بها عن المغامرات والقفز على الحقائق ،وجعل منها حركة فاعلة ايجابية تتفاعل مع كل الاحداث برؤية شورية مؤسسية تعتبر رهان داخلي مهم في الخروج من أي ازمة قد تحدث في حين من الاحيان .
حركة مجتمع السلم كثر الكلام حول مشروعها وبرنامجها ومواقفها ،واختلف الناس حول مصداقية الاستراتيجية التي تنتهجها ،والمسارات السياسية والاجتماعية والفكرية والاعلامية التي تسير فيها ،وحتى من ابنائها ومؤسسيها ،وهي اليوم بعد سبعة عشر سنة من التاسيس الرسمي ،تستشرف مؤتمرها الرابع ،بما يحمله من اهمية سياسية وفكرية وتنظيمية ،من حق كل مواطن وباحث ومفكر ومثقف جزائري ان يكتب حول حركة مجتمع السلم لانها ليست ملكا لنفسها بل هي ملك للامة جمعاء ،ولايجب ابدا ان تتبرم قيادتها من النقد والتقويم والنصائح التي يجب ان تتعدد وتختلف حتى تستطيع الحركة ان تتلمس المستقبل القريب والبعيد برؤية استشرافية نابعة من عواطف وعقول كل الجزائريين اذا ارادت ان تكون فعلا ناطقا باسم الضمير الجمعي للمجتمع الجزائري .
ولا خوف على حركة مجتمع السلم من ابنائها ولا من خصومها ،اذا عملت بمنهجية الاستفادة والتصحيح من كل هؤلاء تحت شعار خذوا الحكمة من أي وعاء خرجت ،اقول لاخوف عليها من ابنائها سواء كانوا قيادات مركزية خاصة عندما يعلنون على ارائهم ومواقفهم المتعلقة بالسياسات والاسترتيجيات لان واجب الوقت اليوم ان نقيم ونفكر بصوت مرتفع في القضايا العامة ،وبصوت مؤسسي في القضايا الخاصة ،لاخوف من القيادات التي تتطلع الى القيادة والريادة حتى لو اعلنت ذلك بصوت مرتفع لانها في النهاية ستثري الحركة وتكشف على صدقيتها وثباتها او العكس وستصل الى المؤسسات النابعة من المؤتمر ويكون الصندوق هو الفيصل ،لكن عليها ان تلتزم بشروط اللعبة ،واخلاقيات العمل وشرعية المواقف والبعد عن تسفيه الاراء والاحتكار الحقيقة والمس باصول العمل الجماعي ،ووحدة الحركة وكفالة الحريات التي تنتهي عندما تبدأ حرية الاخر ،كما ان التشهير والتشويه والقذف والتشخيص ليس من الادبيات العامة المتفق عليها ،لان سقف النقاش لابد ان يرتفع الى المقامات العالية المتعلقة بالسياسيات والرؤية المستقبلية ولايجب ان ينحدر الى السفالات واثارة القضايا الثانوية ،وخلق مراكز قوى وجماعات ضغط وشلل وجيوب هنا وهناك ،او المساهمة في ميلاد نوادي نجوى تتناجى بالاثم والعدوان .
ونختم حديث لم يكتمل بالاشارة الى ان حركة مجتمع السلم من وجهة نظري على الاقل تمثل تراث مشترك للمناضلين والمواطنين ،ساعدها ذلك على مقاومة كل اشكال الانكسار والانشطار والتحجيم والتقليص من هوامش الحركة والتغيير ،لانها حركة واعدة بما تحمله من تركيبة اجتماعية شبابية من ابناء الاستقلال والصحوة الاسلامية ،بما تحمله من اطارات متعلمة واعية بالظروف الفكرية القلقة ،مدركة لحجم التحديات والعقبات ،وواضعة في حسبانها ان مستقبلها في وحدة قيادتها وتماسك مناضليها وتناغم مواقفها مع المنهج والمنهجية ،دلك ان القاعدة العامة في الضمير الجمعي لابناء حركة مجتمع السلم قيادات وقواعد هو انه مسموح للجميع ان يتحدث ان يصرح ان يكتب ان ينقد ولكن غير المسموح الى درجة القداسة وهو سر البقاء والتماسك في حركة مجتمع السلم ،هو ان يتعرض أي من القيادات الى ثلاثة قضايا اساسية وهي :
1- ان يمس احد بوحدة الحركة تحت أي مبرر ومهما كانت الاسباب واذا ماوقع احد في ذلك فقد شطب من قوائم الثقة عند الجميع
2- ان يمتهن احد الحركة ويجعلها سجلا تجاريا شخصيا فيكون من وقع في ذلك من ابناء الحركة سواء كان قياديا او مناضلا بسيطا قد شطب نفسه كذلك من قائمة التضحية والتجرد عند الجميع .
3- ان يحترف احد مهمة كسف الاسرار الداخلية والاستقواء بوسائل الاعلام على قيادة الحركة مهما كان الرئيس ،او يمتهن احد الارجاف والأشاعة وكشف استار العيوب وكسر اسوار البيوت والحديث عن قضايا تخص الاشخاص ،فيكون من فعل ذلك قد اقصى نفسه من قائمة الاخوة والثبات والطاعة عند الجميع .
هذه المقدسات ان صح التعبير هي الاصول التي تحفظ على الحركة وحدتها وانسجامها ويبرز ذلك كلما تعرضت الحركة للخطر او الاختلاف ولكم ان تتذكروا احداث المؤتمر الثالث بعد وفاة رئيس الحركة الاول الشيخ المرحوم محفوظ نحناح ،او عند بروز انياب الفتنة في قضية الترشح لرئاسة الجمهورية سنة 2004او في قضية ماعرف باستوزار رئيس الحركة او في قضية مباردة الفساد قف ،هذه الاحداث وغيرها تعبر عن مخرجات طبيعية للقرارات في مؤسسات حركة مجتمع السلم ،لكن هذا لاينفي ان تتعرض الحركة في غضون التحضيير للمؤتمر الرابع الى اخطار وفتن تحتاج الى تريث وروية وبعد نظر وحسم حقيقي ومشاركة نضالية قوية لفرض خيارات ايجابية تتعلق بالسياسات والرؤية والمواصفات والنقد البناء وتبتعد عن المجاملات والتملق والاستتباع والاستحمار بلغة الشريعتي تحاول القاعدة انتتدافع مع القيادة المركزية ،من خلال عدم الاستجابة لما قد يتشكل من شلل وجيوب هنا وهناك .
| كتب فاروق أبو سراج الذهب
www.hmsalgeria.net