hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


2 مشترك

    المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا Empty المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا

    مُساهمة  Admin الأربعاء 22 يونيو 2011 - 19:10

    ذكرى المولد النبوي..

    د. محمد سليم العوا

    عبر القناة الفضائية المصرية الأولى عن ذكرى المولد النبوي، فقلت للذين اقترحوا الموضوع: إنني لست من وعاظ المناسبات الذين يحفظون لكل مناسبة عدداً من القصص والأحاديث والآيات ويرددونها على أسماع الجمهور ليقدموا إليه شحنة عاطفية تبقى في القلوب والعقول فترة من الزمان ثم تنسى، ولكن المناسبة الغالية على كل مسلم تقتضي ألا يرفض القادرون على البيان القول فيها. ولذلك قبلت وأنا مستشعر مسؤولية القول في هذه المناسبة الجليلة.
    فقلت - أول ما قلت - إننا نحتفي بذكرى المولد، ولا نحتفل بها. لأن لفظ الاحتفال الذي يجري في هذه المناسبة وأمثالها معناه الاجتماع، يقال:"احتفل القوم أي اجتمعوا". أما الاحتفاء فهو "إظهار السرور والفرح، والمبالغة في الإكرام". ولا شك أن المسلمين عندما تحل ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم يُسرُّون ويفرحون، وهذا هو الاحتفاء بالذكرى.

    وورد ذكر يوم المولد، والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم ولد في يوم التاسع من ربيع الأول الموافق ليوم عشرين من إبريل فذلك هو يوم الاثنين الواقع في ذلك الأسبوع من أسابيع شهر ربيع أما اليوم الثاني عشر من ربيع الأول في سنة المولد النبوي فكان يوم خميس. ومن طرائف ما ذكرتني به هذه المسألة أن صديقاً جليلاً من المشتغلين بالمعارف الفلكية اتخذ لنفسه عادة أن يصوم يوم 20 إبريل من كل سنة ميلادية احتفاءً بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم(!)

    وسأل كثير من المشاهدين، كما سأل المذيعان النابهان عن الاحتفاء بالمولد النبوي وهل هو سنة أم بدعة؟!

    وللناس في كل سنةٍ جدال عريض وبحث متكرر في هذه المسألة. وهم فريقان: فريق يقول الاحتفال سُنَّة يدل عليها الحديث الذي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم الاثنين قال:"هذا يوم ولدت فيه فأنا أصومه". ويستدل هؤلاء بالآيات القرآنية الموجبة حب الرسول صلى الله عليه وسلم، والأحاديث النبوية في هذا المعنى، ومنها حديث عمر رضي الله عنه لما قال للنبي إنه أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فقال له النبي "ونفسك يا عمر" قال عمر:"لا يا رسول الله" قال رسول الله "فلا إذن"! فقال عمر:"والله لأنت أحب إليّ من نفسي يا رسول الله" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الآن إذن"! يعني الآن عبَّرت عن كمال الإيمان وتمامه الذي شَرْطه أن يكون الله ورسوله أحب إلى المسلم ممن سواهما.

    وفريق يرى أن الاحتفاء بذكرى المولد بدعة محدثة، لم يأت بها نص عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلها الصحابة والتابعون وهم خير القرون، فلا يجوز للمسلمين أن يحتفوا بهذه الذكرى!

    والواقع أن الفريقين يتجادلان في غير موضع النزاع. فالذين يقولون إن الاحتفاء بالذكرى بدعة لا يجادلون في وجوب محبته صلى الله عليه وسلم ولا في صحة الأحاديث التي يستدل بها المجيزون للاحتفاء.

    والذين يحتفون بالذكرى النبوية لا يُنْشِئون عبادة جديدة لم يأت بها نص، ولا يُحْدِثون في "الدين" أمراً ليس منه. وهذه هي البدعة: أن يُحْدِثُ فرداً أو جماعة في "الدين" أمراً لا يدل عليه القرآن ولا السنة.

    والاحتفاء بالذكرى النبوية أمر من أمور العادات لا من أمور العبادات. ومن أمور الدنيا لا من أمور الدين. فما الذي يقع فيه، وبمناسبته؟.. إن كان من الواجبات أو المستحبات أو المباحات فحكمه حكمها. وإن كان من المحرمات فحكمه كذلك. والناس يتفاوتون في طريقة الاحتفاء بهذه الذكرى. فمنهم من يدعو إلى ندوة علمية، أو حلقة قرآنية، أو احتفال (أي اجتماع) تلقى فيه الكلمات والدروس الحاضة على العودة إلى صحيح التدين والاقتباس من هَديْ النبوة... وذلك كله خير محض لا شر فيه. والفاعلون له يأتون بسنة حسنة يثابون عليها.

    ومنهم من يحتفي بالذكرى بالتوسعة على الأهل والولد في أنواع المطاعم والملابس، والتوسعة على هؤلاء مستحبة دائماً، وإذا كان الناس لا يستطيعونها كل يوم فلا بأس أن يتخيروا لها المناسبات ـ ولو سمَّوها دينية ـ ليدخلوا السرور على أهليهم وأبنائهم.

    وفي هذه المناسبات يجري رواج تجاري يستفيد منه أهل الأسواق، وفائدتهم فائدة للمجتمع بعامة، وسبيل من سبل تداول الأموال وهي من ضرورات الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وقد امتن الله تبارك وتعالى على عباده فذكر أنهم يذهبون إلى الحج ـ أحد أركان الإسلام ـ "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات" فبدأ بذكر المنافع من التجارات والتعارف والتعلّم ونحوها، ثم أتى بذكر الله الذي هو المقصد الأسمى من الحج كله. ولما ذكر ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من الأنعام قال سبحانه "لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق" فأخَّر في الذكر المقصود الأصلي وقدَّم عليه انتفاع الناس بالهدي في أثناء رحلة الحج... وليقرأ من أراد الآيات المتتاليات من سورة الحج (من 27 إلى 37) ليقف على هذه الحقيقة مجلوَّة ببيان القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

    فليس الأمر أمر بدعة أو سنة، لأننا لسنا في مجال العبادة أصلاً. ولكنه أمر الطريقة الحسنة أو الطريقة السيئة لأننا في مجال من مجالات العادات التي قال في مثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" ولا مراء في أن المراد بالسنة هنا الطريقة والعادة، لا المصدر التشريعي الثاني (أي سنة الرسول) ولا العبادة.

    فليتق الله إخواننا الذين يضيقون الواسع، ويمنعون الناس من فعل المباحات التي تدلُّهم على الواجبات والمستحبات من الشريعة، وعلى مواضع التأسي والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتدعوهم إلى مكارم الأخلاق وتنهاهم عن سيئها، وتدفعهم إلى إحياء السنة الصحيحة وإماتة البدعة القبيحة... وكل ذلك واقع في صور الاحتفاء المشروع بذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وليكن سبيل الرشد هو الدلالة على الخير وتبيين الخطأ والشر فيما يجري من الناس بمناسبة الذكرى النبوية، ليُفْعَل الأول ويُجَتَنب الثاني.

    ولا يجوز لنا أن ننشغل بأصل هذه العادة، ومن الذي بدأها، وهل هم الفاطميون أم سواهم من طوائف الأمة... فكل ذلك تاريخ يهم المؤرخين والباحثين في علم التاريخ، لكنه لا يهم المُرَبّين ولا الدعاة لأن هؤلاء يجب أن تتجه عنايتهم إلى الإنسان المعاصر وما ينفعه ويقوِّم سلوكه ويجعل منه إضافة صالحة إلى القوة الإسلامية - مهما يكن مذهبه ومنهجه- فإن الإسلام لا يملك ترف التفريط في بعض أبنائه، واستبعادهم من حسابه لأنهم يخالفون آخرين من المسلمين في بعض التصرفات الجزئية أو المواقف الفكرية.

    وكل عام والأمة المسلمة في حال أفضل من حالها في سابقه.

    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا Empty لشيخ العوني: الاحتفال بـ«المولد النبوي» حلال

    مُساهمة  alhdhd45 الثلاثاء 1 مايو 2012 - 21:05

    المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا 16433

    العوني: الاحتفال بـ«المولد النبوي» حلال

    04-03-1433 08:15
    " ميثاق " متابعة ما إن انتهى الدكتور حاتم العوني الشريف من معركة «السلفية الحقة» حتى فتح ملف «المولد» الذي ربما انقلب إلى غزوة أخرى. وفي نقاش عن الموضوع، اعتبر الاحتفال بالمولد النبوي الذي يحتفل به بعض المسلمين وسط الأسبوع المقبل، يكون حلالاً بشروط. فيما يختلف معه آخرون من المدرسة السلفية التي ينتمي إليها، يرون في الاحتفال بدعة محضة لا ريب فيها. وفي ما يأتي نص فكرته:


    أولاً: يجب أن يكون الحديث عن حكم المولد بعلم وعدل، وألا ننكر اختلاف العلماء فيه، وأن هناك بعض جلة العلماء حكى استحبابه بشروط.


    بل هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم)، مع حكمه على المولد بأنه بدعة؛ إلا أنه عذر مقيميه بل اعتقد حصول الأجر العظيم لهم فيه، فقال (رحمه الله): (فتعظيم المولد، واتخاذه موسماً، قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قدمته لك: أنه قد يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد).


    ثانياً: أما لتفصيل حكمه:


    فأقول: من استثمر يوم المولد للتذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين من غير غلو (كاستغاثة) ولا مصاحبة منكرات (كاختلاط) ولا خرافات (كدعوى حضوره صلى الله عليه وسلم يقظة) ومن غير اعتقاد فضل خاص لهذا التذكير في يوم محدد وإنما هو من باب استثمار تاريخ الحدث الجليل في استحضاره في النفس كما يستحضر الخطباء يوم بدر في السابع عشر من رمضان ويوم الفتح في العشرين منه ويوم الهجرة في بداية السنة الهجرية، فهو حلال لأنه لم يعد يرتبط به اعتقاد عبادة مبتدعة، وانتقل بهذه الشروط من البدعة إلى المصلحة المرسلة، فهو لا يتضمن إلا مجرد اتخاذ للوسائل المبلغة لمصلحة شرعية وهي: التذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين.


    وأجد أنه من الضروري لتصحيح الحكم بالإباحة: التأكيد دائماً على من يحضرون الموالد ويقيمونها على أمور:


    - أن إقامة تلك الدروس والاحتفالات (الخالية من المنكرات) ليس لأن إقامة المولد عبادة، وإنما لأنه مجرد استثمار لوقت الحدث من أجل تحقيق مصلحة شرعية منه.


    - أنه ليس ليوم المولد السنوي خاصية ولا فضيلة ثابتة.


    - بيان منكرات الاعتقادات والأقوال والأفعال المقطوع ببطلانها التي تنتشر في كثير من الموالد.


    فمع هذه الشروط لا أجد في المولد بدعة ولا ما يدعو فيه للإنكار عليه وعلى مقيميه.


    كما أنني لا أجد حرجاً في قول من امتنع من إقامته امتناعاً مطلقاً من باب مدافعة الخلل الكبير الذي يحصل فيه وسداً لذرائع المنكرات المنتشرة فيه؛ إذا كان صاحب هذا القول الممانع لا يبالغ في ممانعته فلا ينكر على من أباحه بتلك الشروط ويجيز اختلاف الاجتهاد فيه ما دام ملتزماً بتلك الشرائط. فهذا القول بهذا الشرط قول سائغ، له ما يجعل له حظاً من النظر. والواقع أن شبه هذا يحصل عندنا في السعودية من دون نكير، فعامة خطب الجمعة وكثير من مواعظ المساجد عندنا تتحدث عن المولد بإنكاره قرب موعده السنوي (في آخر خطبة قبله، أو عشية ليلته)، وهي ربما بدأت بذكر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقه على أمته، ثم تختم بذكر منكرات الموالد. فهي أقامت المولد الذي أرى إباحته لكنها لم تسمه بالمولد.


    ونحوه: ما كتبه ويكتبه علماؤنا في مجالس شهر رمضان ككتاب الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) الذي فيه تذكير بغزوتي بدر والفتح في يوميهما من رمضان. وأراد الشيخ (رحمه الله) أن يقرأه الناس في المساجد كل سنة ويرجو هو (رحمه الله) ومن يريد له استمرار الأجر به: ألا تنقطع قراءة هذه المجالس في كل رمضان من كل سنة وأن يعمّ وينتشر بين المسلمين، وكثيراً ما يحصل ذلك في مساجدنا ويتكرر كل سنة. فتكرار قراءة خبر هاتين الغزوتين في يومين محددين من كل سنة لم يجعل هذا الفعل بدعة؛ لأن هذا التحديد لم يقع على وجه التعبّد به؛ وإنما على وجه استثمار تاريخه في زيادة التأثير به وفي ترسيخ تاريخه وفي تذكّر نعمة الله تعالى علينا بهذين اليومين العظيمين في تاريخ الإسلام.


    وكحل وسط: أصبح كثير من مقيمي الموالد لا يلتزمون بالموعد السنوي المحدّد، فيقيمون مجالس تذكير بفضائله صلى الله عليه وسلم في عرض العام ومرات عدة فيه. وهذا المولد إذا خلا من بقية منكرات بعض الموالد فلا إشكال فيه البتة بشرط عدم اعتقاد كونه عبادةً مقصودة لذاتها.


    الخلاصة:


    ومن هذا يتضح أنه يجب التفريق بين صورتين للمولد:


    - صورة يكون فيها المولد من المصالح المرسلة: وذلك إذا كان بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم أو لإذكاء جذوة محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب من غير اعتقاد فضيلة خاصة لليوم تجيز تخصيصه بعبادة أو باعتقاد لا دليل عليه.


    وهذه الصورة هي التي استحسنها كثير من العلماء كأبي شامة وابن ناصر الدين وغيرهما كثير من سادة الأمة.


    - وصورة يكون فيها بدعة حتى لو خلا من الغلو والمنكرات، وهو في ما لو خُصَّ هذا اليوم باعتقاد فضل يخصه وصار يُظن أنه ترتبط به عبادات يزداد أجرها فيه، أو أن مثل تلك الاحتفالات في هذا اليوم المخصوص مقصودة لذاتها، كما تُقصد العبادات المشروعة لذاتها. وهذه الصورة هي التي استنكرها كثير من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من سادة الأمة.


    هذا هو حكم المولد إجمالاً، فإذا أصبح يوم إجازة رسمياً واحتفالاً عاماً كل سنة، فهذا يدخله في مسألة أخرى: وهي هل هذا مما يجعله عيداً فينهى عنه لذلك أم أن العيد الذي ينهى المسلمون عنه هو العيد المرتبط بعبادة فقط دونما كان لا يرتبط بعبادة كاليوم الوطني.


    فالمولد بالشروط المذكورة لا يكون فيه اعتقاد تعبد باليوم المحدد ولا يرتبط بعبادة (كصلاتي عيد الفطر والأضحى وزكاة الفطر والضحية)، وهو بذلك لا يكون محرماً؛ إلا عند من يحرم الاحتفال العام مطلقاً ويلحقه بمجرد اعتياده وعمومه بالأعياد. وفي هذه المسألة (مسألة الاحتفال العام ومتى يلتحق بالأعياد المنهي عنها ومتى لا يلتحق) خلاف معتبر، ووجهتا نظر للعلماء
    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا Empty رد دو فائدة

    مُساهمة  alhdhd45 الثلاثاء 1 مايو 2012 - 21:06

    أدلة جواز الإحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم1/ {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } يونس58
    قال السيوطى : أخرج أبو الشيخ عن إبن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : فضل الله العلم ورحمته محمد  قال الله تعالى Sad وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء الآية 107 ( الدر المنثور / للسيوطى ) .
    ففرحنا برسول  أمرٌ قرآنى ولاشك أن فرحنا بمولده من أعظم الفرح به لأن يوم مولده هو يوم بروز هذه الرحمه الربانيه المُهداه ونعمة الله المُسداه  .
    2 / للفرح بميلاد رسول الله  فوائد ومكافآت ربانيه والدليل على ذلك أن الكافر إنتفع بفرحه بمولد رسول الله  رغم عدم إيمانه به وعداوته للنبى  وموته على ذلك كما جاء فى صحيح البخارى كتاب النكاح باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم : ( قال عروة وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي  فلما مات أبو لهب أُريه بعض أهله بشر حيبة قال له ماذا لقيت قال أبو لهب لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة)
    قال الحافظ إبن حجر فى الفتح فى شرح هذا الحديث : ......... وذكر السهيلي أن العباس قال لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال ما لقيت بعدكم راحة الا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين قال وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فاعتقها ...... وقال بن المنير في الحاشية هنا قضيتان إحداهما مُحال وهي إعتبار طاعة الكافر مع كفره لأن شرط الطاعة أن تقع بقصد صحيح وهذا مفقود من الكافر الثانية إثابة الكافر على بعض الأعمال تفضلاً من الله تعالى وهذا لا يُحيله العقل فإذا تقرر ذلك لم يكن عتق أبي لهب لثويبة قـُربة معتبرة ويجوز أن يتفضل الله عليه بما شاء كما تفضل على أبي طالب والمتبع في ذلك التوقيف نفياً وإثباتاً ، قـُلت وتتمة هذا أن يقع التفضل المذكور إكراماً لمن وقع من الكافر البر له ونحو ذلك والله أعلم / انتـهى كـلام الحافظ ابن حجر رحمه الله مع اختصار /
    فتأمل ما وضعت لك تحته خط من كلام إبن حجر رحمه الله .
    3/ أن رسول الله  ميّز يوم مولده وخصاه بفعل مخصوص بقوله عندما سُئل عن صومه ليوم الاثنين قال  : (( ذاك يوم ولدت فيه )) ( صحيح مسلم / كتاب الصوم )
    ولا يأتنا من يقول أنه  صام فصم فحسب فنقول له بعد أن ثبت أن النبى  ميّز يوم مولده وخصه بخصوص لنا أن نفعل ذلك بكل ماهو مباح شرعاً كما أفتى بذلك الحافظ إبن حجر العسقلانى ، مثل الصدقه وإطعام الطعام وقراءت سيرته ومدحه  ومن قال بعدم جواز ذلك قُلنا له من إدعى المنع يلزمه الدليل فأين دليلك ؟
    4 / أن النبى  علمنا أن الأزمان تتشرف بالحوادث فقال فى حديث فضل يوم الجمعه : ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خـُلق آدم .... )) ( مسلم باب فضل يوم الجمعة )
    وفى مستدرك الحاكم وصححه / كتاب الجمعة : عن أبي هريرة قال قال رسول الله  : سيد الأيام يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة
    هذا حديث صحيح على شرط مسلم .
    فإذا تشرّف يوم الجُمعه بخلق سيدنا آدم عليه السلام حتى قال عنه  : ( خير يوم ) فما بالك باليوم الذى ولد فيه سيد آدم عليه وعلى نبينا المصطفى المجتبى المنتقى الصلاة والسلام.
    5 / سن لنا رسول الله  أن نشكر الله على نِعمّه بتمييّز وتعظيم اليوم الذى حدثت فيه النعمه جاء فى صحيح مسلم / باب صوم يوم عاشوراء : ( عن إبن عباس رضي الله عنه قال : قدم رسول الله  المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك ؟ فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيمًا له فقال النبي  نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه) .
    وفى روايه : ( قدم المدينة رسول الله  فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله  ماهذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شُكراً فنحن نصومه فقال رسول الله  فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله  وأمر بصيامه) .
    فنحن أُمة الإسلام نصوم عاشوراء بأمر النبى  شُكراً لله أن نجى سيدنا موسى عليه السلام وأغرق عدوه فرعون كما فى الروايه الثانيه ، وتعظيماً ليوم نصر الله فيه سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وأظهره على فرعون كما فى الروايه الأولى ألا يُقاس على ذلك جواز تعظيم يوم مولد سيدنا رسول الله  والإحتفال فى شهر ربيع الأول بميلاده  شكراً لله عز وجل على إمتنانه علينا بسيد المرسلين وخاتم النبيين  وتعظيماً ليوم ميلاد نبينا الكريم ، بل يُقاس وأفتى بذلك الحافظ شيخ الإسلام إبن حجر العسقلانى وستجد نص فتواه والمرجع الذى أُخذت منه فى باب عُلماء أفتو بجواز الإحتفال بالمولد . .
    6/ أورد السيوطي في الدر المنثور عند تفسير سورة الجمعة من طريق عبد بن حميد وابن سيرين بسند صحيح : نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله  قالوا : لو نظرنا يوما فاجتمعنا فذكرنا هذا الأمر ، الذي أنعم الله به علينا ، فقالوا : يوم السبت ، ثم قالوا : لا نجامع اليهود في يومهم ، قالوا : الأحد ، قالوا : لا نجامع النصارى في يومهم ، قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد بن زرارة فذبحت لهم شاة فكفتهم** إنتهى .
    وفى هذا الحديث جواز الإجتماع لتذاكر النعم مع الذبح والأكل ونحوه وهو عين مايحدث فى الإحتفال بمولد النبى  فالإحتفال إجتماع لقراءت سيرة النبى الكريم  وسماع مدحه لتشويق القلوب إليه والتعرّف على خصاله وخصائصه مما يورث ويزيد حبه ويصحب ذلك ما تيسرَّ من أكلٍ وشرب ونحوه فأفهم تغنم.
    7/ إحياء الزكريات الحسنه مشروع عندنا فى الإسلام كما فى مناسك الحج ، قال الشيخ علوى المالكى رحمه الله : إن الإحتفال بالمولد إحياء لذكرى المُصطفى  وذلك مشروع عندنا فى الإسلام ، فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هى إحياء لذكريات مشهوده ومواقف محموده فالسعى بين الصفا والمروه ورمى الجمار والذبح بمنى كلها حوادث ماضيه سابقه ، يُحيى المسلمون ذكراها بتجديد صورتها فى الواقع أهـ .
    الإجماع على جواز الإحتفال بالمولد النبوى الشريف
    قال الشيخ عيسى بن عبدالله بن مانع الحميري أما أدلة الإجماع فقد إنعقد على إستحسان الإحتفال بالمولد . فقد ذكر العلماء أن أول من فعل المولد هو الملك المظفر صاحب إربل* وكان يحضر المولد الأكابر من العلماء وغيرهم ...... وقد إستحسنه غير واحد من الأئمة المجتهدين ، فيقول الإمام المجتهد أبو شامة المقدسي في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوداث" : ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل في اليوم الموافق ليوم مولده  من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور فإن في ذلك - مع ما فيه من الإحسان للفقراء - إشعارا بمحبته  . اهـ
    ولم نجد من إعترض على الإحتفال بالمولد النبوي الشريف من معاصري الملك المعظم أو أبي شامة المقدسي ، وقد توفي سنة 665 هـ رحمه الله تعالى . فكان إجماعاً سكوتياً على مشروعية الإحتفال بالمولد وإستحسان العلماء له . وقد صح عن عبد الله إبن مسعود رضي الله عنه أنه قال : "ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن عند الله" . صححه الحاكم في المستدرك / كتاب معرفة الصحابه / أبوبكر الصديق، وأقره الذهبي . وأنظر المقاصد الحسنة وهو موقوف لكن له حُكم الرفع لأنه ليس مما للرأي فيه مجال والله تعالى أعلم . إنتهى كلامه مع تصرف

    أول من أظهر الإحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم من أهل السُنه
    فى ذلك قال السيد الحافظ جلال الدين السيوطى رحمه الله تعالى بعد كلام : ( .... وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد وكان له آثار حسنة وهو الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون ......... )

    وذكر إبن خلكات فى وفياته / ترجمة الحافظ ابن دحية أبو الخطاب عمر بن الحسن فقال : قدم مدينة إربل في 604هـ وهو متوجه إلى خراسان فرأى صاحبها الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين رحمه الله تعالى مولعاً بعمل مولد النبي عظيم الإحتفال به ، فعمل له كتابا سماه كتاب التنوير في مولد السراج المنير وقرأه عليه بنفسه .إنتهى ، وتوفى الملك كوكبرى كما نقل إبن كثير فى البدايه والنهايه والذهبى فى سير أعلام النبلاء عام 630 هـ .
    وقال الذهبى مُتحدثا عن إحتفال كوكبرى بالمُولد عندما ترجم له : ( ... كان يمنع من دخولِ مُنكر بلَدهُ، وبنى للصُّوفية رباطين، وكان ينزل إِليهم لأجل السّماعات ، وأما إحتفاله بالمولد فيقصُر التعبير عنه كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة وتنصب قباب خشب له ولأمرائه وتزين وفيها جوق المغاني واللعب وينزل كل يوم العصر فيقف على كل قبة ويتفرج ويعمل ذلك أياما ويخرج من البقر والإبل والغنم شيئا كثيراً فتـُنحر وتـُطبخ الألوان ويعمل عدة خلع للصوفية ويتكلم الوعاظ في الميدان فينفق أموالاً جزيلة .... وكان متواضعا خيرا سُنياً يحب الفقهاء والمحدثين وربما أعطى الشعراء وما نقل أنه إنهزم في حرب وقد ذكر هذا وأمثاله إبن خلكان ). . قلت : قول الإمام الذهبى : ( كان يمنع من دخولِ منكر بلدهُ ) ثم تحدثه عقب ذلك عن إحتفال كوكبرى بالمولد النبوى الشريف يفيد أنه لايرى أن الاحتفال بمولد النبى  من المنكرات شرعاً ، وقول الامام الذهبى : ( كان
    متواضعا خيرا سُنياً يحب الفقهاء والمحدثين ) بعد وصفه لإحتفال كوكبرى بالمولد يفيد أن الذهبى رحمه الله لا يرى أن الإحتفال بالمولد النبوى مُنكراً ولا المُحتفِل بالمولد النبوى مُبتدع خارج عن أهل السنه فــأفـهـم .
    .ثناء المؤرخين على كوكبرى وما نقلوه عن سيرته : قال الذهبى فى ترجمة كوكبرى فى سير الاعلام : ( أَبان مُظفر الدّين عن شجاعة يوم حطين، وبيّن ...... وكان مُحباً للصّدقة، له كلّ يوم قناطير خبز يفرقها، ويكسو في العام خلقاً ويعطيهم ديناراً ودينارين وبنىّ أَربع خوانك للزّمنى والأضرّاء، وكان يأتيهم كلّ إثنين وخميس ويسأل كل واحد عن حاله، ويتفقده ويُباسِطه ويمزح معه ، وبنى دارا للنساء وداراً للأيتام ودارا للقطاء ورتب بها المراضع ، وكان يدُور على مرضى البيمارستان وله دار مضيف ينزلها كل وارد، ويُعطى كلّ ما ينبغي لهُ ، وبنىّ مدرسة للشافعية والحنفية، وكان يمد بها السماط ، ويحضر السماع كثيراً، لم يكن له لذة في شيءٍ غيره ، وكان يمنع من دخولِ منكر بلَده ....... ) أهـ مع إختصار
    قال إبن كثير : ( أما صاحب إربل فهو : الملك المظفر أبو سعيد كوكبري إبن زين الدين علي بن تبكتكين أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة وقد عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون.... وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به إحتفالا هائلا، وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه ..... وقد كان محاصر عكا وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة ..... وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة، وكانت صدقاته في جميع القرب والطاعات على الحرمين وغيرهما، ويتفك من الفرنج في كل سنة خلقا من الاسارى، حتى قيل إن جملة من استفكه من أيديهم ستون ألف أسير، قالت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب وكان قد زوجه إياها أخوها صلاح الدين، لما كان معه على عكا - قالت: كان قميصه لا يساوي خمسة دراهم فعاتبته بذلك فقال: لبسي ثوبا بخمسة وأتصدق بالباقي خير من أن ألبس ثوبا مثمناً وأدع الفقير المسكين، وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، وعلى دار الضيافة في كل سنة مائة ألف دينار ، وعلى الحرمين والمياه بدرب الحجاز ثلاثين ألف دينار سوى صدقات السر، رحمه الله تعالى، وكانت وفاته بقلعة إربل )
    ــ وذكر الرحالة إبن جبير فى كتابه : رحلة إبن جبير/ طبعة دار صادر بيروت / باب ذكر مكه شرفها الله تعالى وذِكر أثارها الكريمه وأخبارها الشريفه / فصل ذكر بعض مشاهدها المُعظـّمه ، وآثارها المُقدسه : ذكر إحتفال المُسلمين بمولد النبي  بدخولهم مكان مِيلاده للتبرك وإجماع أهل مكة المكرمة على ذلك ولم يذكر لهم إنكار فقال :
    يُفتح هذا الموضع المُبارك فيدخله الناس كافه مُتبركين به فى شهر ربيع الأول ويوم الإثنين منه لأنه كان شهر مولد النبى  ، وفى اليوم المذكور وُلد  ، وتفتح المواضع المُقدسه المذكوره كُلها وهو يوم مشهود بمكة دائماً. . فكان الإحتفال في شهر ربيع الأول في يوم مولد المصطفى  هو عمل المسلمين قبل قدوم إبن جبير إلى مكة والمدينة و كان يحتفل به أهل السنة في أرض الله المُكرمة وقد دخل إبن جبير مكة في ربيع 579هـ .
    ــ وذكر العلماء إحتفال الشيخ الصالح عمر المُلاّ (المتوفى سنة 570 ) فى عهد قاهر الصليبين السلطان نور الدين زنكي بالمولد النبوي الشريف ذكر الحافظ أبو شامة في حوادث سنة 566 من كتاب الروضتين في أخبار الدولتين : قال العماد: وكان بالموصل رجل صالح يعرف بعمر المُلاَّ، سُمىَّ بذلك لأنه كان يملأ تنانير الجص بأجرة يتقوَّت بها، وكل ما عليه من قميص ورداء، وكسوة وكساء، قد ملكه سواه وأستعاره، فلا يملك ثوبه ولا إزاره وكان له شئ فوهبه لأحد مُريديه، وهو يتـّجر لنفسه فيه، فإذا جاءه ضيف قراه ذلك المُريد وكان ذا معرفة بأحكام القرآن والأحاديث النبوية كان العلماء والفقهاء، والملوك والأمراء، يزورونه في زاويته، ويتبركون بهمته، ويتيمنَّون ببركته. وله كل سنة دعوة يحتفل بها في أيام مولد رسول الله  يحضره فيها صاحب الموصل ، ويحضر الشعراء وينشدون مدح رسول في المحفل. وكان نور الدين من أخصَّ مُحبيه يستشيرونه في حضوره، ويكاتبه في مصالح أموره.) إنتهى ، وكذا ذكره إبنُ كثير في حوادث نفس السنة من تاريخه وقال عن الشيخ عمر الملا : وقد كان الملك نور الدين صاحبه وكان يستشيره في أموره، وممن يعتمده في مهماته وهو الذي أشار عليه في مدة مقامه في الموصل بجميع مافعله من الخيرات، فلهذا حصل بقدومه لاهل الموصل كل مسرة، واندفعت عنهم كل مضرة.إنتهى. .
    وكان ذلك تحت إمرة الملك العادل السُنّي نور الدين محمود زنكي الذي أجمع المؤرخون على ديانته وفضله وحسن سيرته ، قال عنه الذهبى في سير أعلام النبلاء عند ترجمته له : كان نور الدين حامل رايتيّ العدل والجهاد قل أن ترى العيون مثله .... إلى أن قال : وأظهر السُنة بحلب وقمع الرافضة وبنى المدارس بحلب وحمص ودمشق وبعلبك والجوامع والمساجد ..... إلى أن قال : وقال ابن خلكان ضربت السكة والخطبة لنور الدين بمصر وكان زاهداً عابداً متمسكاً بالشرع مجاهداً كثير البرّ والأوقاف له من المناقب ما يستغرق الوصف . وقال : قال ابن الأثير كان أسمر له لحية في حنكه وكان واسع الجبهة حسن الصورة حلو العينين طالعت السير فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته ...إلى ان قال ... وكان عارفاً بمذهب أبي حنيفة لم يترك في بلاده على سعتها مُكساً ... إلى أن قال الذهبى : قلت ـ القائل الذهبى ـ كان ديناً تقياً لا يرى بذل الأموال إلا في نفع . إنتهى . . وبهذا تعلم أخى المسلم :
    1/ أن أول من ذكر أهل التاريخ أنه أقام إحتفالاً بذكرى مولد المُصطفى  من أهل السنه ويحضره العلماء والأمراء والوزراء والشعراء يمدحون النبى  هو عمر الملا الذى قال عنه العلماء كان ذو معرفة بأحكام القرآن والأحاديث النبوية وكان العلماء والفقهاء، والملوك والأمراء، يزورونه في زاويته، ويتبركون بهمته، ويتيمنَّون ببركته وذلك قبل سنة وفاته 570 هـ .
    2/ أن الحاكم العادل نور الدين زنكى من قال عنه العُلماء : مُظهر السُنه قامع الرافضه المتمسك بالشرع الزاهد العادل المجاهد ،لم يُرىّ بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته، قال إبن كثير : أظهر ببلاده السنة وأمات البدعة ، حدث الإحتفال فى عهده ولم ينكره أو يُنقل أنّ أحد العلماء أنكره.
    قد ذكر إبن كثير في تاريخه عن السلطان نور الدين : أنّه كان يقوم في أحكامه بالمَعدلَةِ الحسنة وإتّباع الشرع المطهّر وأنّه أظهر ببلاده السنّة وأمات البدعة وأنّه كان كثير المطالعة للكتب الدينية متّبعًا للآثار النبوية صحيح الاعتقاد قمع المناكير وأهلها ورفع العلم والشرع.)ابن كثير في تاريخه أحداث سنة 568هـ / فصل موت نور الدين زنكى . .
    3/ أنّ إحتفال المسلمين بالمولد النبوى كان عاماً فى بلاد الإسلام كما ذكر إبن جبير إحتفال أهل مكة المكرمه به سنة 579هـ ولاشك أن إحتفالهم سابق لهذا التاريخ إذ أن التاريخ المذكور هو تاريخ دخول إبن جبير مكة شرفها الله تعالى .
    4/ أن أول من أظهرالإحتفالات بمولد المصطفى  من أهل السُنه من الحُكام وتوسع فيه وأعتنى به ودون نكير من علماء زمانه وإستحسان المسلمين لفعله كوكبرى من قال فيه المُؤرخين الحُفاظ الثقات : الملك السُنى العادل المُحب للفقهاء والمُحدثين المانِع للمُنكر أن يدخل دياره ، الشهم الشجاع البطل الفاتك العاقل العالم العادل ، من زوجه القائد صلاح الدين الأيوبى أخته ، مظفر الدين أبو سعيد كوكبرى وإقتداى به فى ذلك محبى النبى من علماء الأمه وعــوامها فى ما سن من سنه حسنه .
    العُلماء الذين أفتوا بجواز الإحتفال بالمولد النبوى الشريف أو أقروا بالجواز بحضورهم الإحتفال
    1/ الحافظ إبن حجر العسقلانى : قال السيوطى : وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبوالفضل بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه : أصل عمل المولد بدعة لم تـُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد إشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا قال وقد ظهر لي تخريجها على أصلٍ ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي  قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكراً لله تعالى فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة  في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يُـتحرى اليوم بعينه حتى يُطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يُلاحظ ذلك لا يُبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه - فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحاً بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به وما كان حراماً أو مكروهاً فيُمنع وكذا ما كان خلاف الأولى إنتهى.
    قلت والحافظ إبن حجر العسقلانى كان يحضر إحتفالات المولد النبوى الشريف كما ذكر ذلك فى كتابه أنباء الغمر بأبناء العمر أحداث 832هـ تجده فى الفقره (Cool الخاصه بالبلقينى .
    2/ الحافظ الكبير والعلم الشهير جلال الدين السيوطى وله رساله سماها حسن المقصد فى عمل المولد وهى من ضمن كتاب الحاوى للفتاوى جاء فى مقدمتها : الحمد لله وسلام على عباده الذين إصطفى وبعد فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع وهل هو محمود أو مذموم وهل يثاب فاعله أولا؟
    الجواب - عندي أن أصل عمل المولد الذي هو إجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي  وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي  وإظهار الفرح والإستبشار بمولده الشريف ..... ثم قال بعد أنّ ذكر نص كلام الحافظ إبن حجر العسقلانى السابق بتمامه : وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي  عقّ عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد وردّ أن جده عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيُحمل ذلك على أن الذي فعله النبي  إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات . إنتهى
    3/ أحمد شهاب الدين بن حجر الهيثمي المكي: جاء فى فتاوى الحديثيه س 90 : وسئل نفع الله به : عن حكم الموالد والأذكار التي يفعلها كثير من الناس في هذا الزمان هل هي سنة أم فضيلة أم بدعة ؟
    فأجاب بقوله : الموالد والأذكار التي تفعل عندنا أكثرها مشتمل على خير ، كصدقة ، وذكر ، وصلاة وسلام على رسول الله ومدحه ، وعلى شرّ بل شرور لو لم يكن منها إلا رؤية النساء للرجال الأجانب ، وبعضها ليس فيها شرّ لكنه قليل نادر ، ولا شكّ أن القسم الأول ممنوع للقاعدة المشهورة المقررة أنَّ درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ، والقسم الثاني سنَّة تشمله الأحاديث الواردة في الأذكار المخصوصة والعامة ، كقوله  : ( لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفَّتهم الملائكةُ ، وغَشِيَتْهُم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله تعالى فيمن عنده ) رواه مسلم ، وروى أيضاً أنه  قال لقوم جلسوا يذكرون الله تعالى ويحمدونه على أن هداهم للإسلام ( أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن الله تعالى يُباهي بكم الملائكة ) وفي الحديثين أوضح دليل على فضل الاجتماع على الخير والجلوس له ، وأن الجالسين على خَيْر كذلك ، يُباهي الله بهم الملائكة ، وتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة ، ويذكرهم الله تعالى بالثناء عليهم بين الملائكة فأيّ فضائل أجل من هذه ؟ وقول السائل نفع الله به : وهل الاجتماع للبدع المباحة جائز ؟ جوابه : نعم جائز ....ألخ
    4/ إمام القراء الحافظ شمس الدين بن الجزري : نقل الحافظ السيوطى عنه : قال في كتابه المسمى عرف التعريف بالمولد الشريف ما نصه قد رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له ما حالك فقال في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا- وأشار لرأس أصبعه- وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي  وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي  به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي  يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته  لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم. وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في كتابه المسمى مورد الصادي في مولد الهادي قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي  ثم أنشد:
    إذا كـان هذا كافرا جاء ذمه * وتبت يداه في الجحيم مُخلدا
    أتى أنه في يوم الاثنين دائما * يخفف عنه للسرور بأحمدا فما الظن بالعبد الذي طول عمره * بأحمد مســرورا ومات مُوحــدا
    5/ أبا الطيب محمد بن إبراهيم السبتي المالكي المتوفى 695هـ : نقل عنه الحافظ جلال الدين السيوطى : قال الكمال الأدفوي في الطالع السعيد حكى لنا صاحبنا العدل ناصر الدين محمود ابن العماد أن أبا الطيب محمد بن إبراهيم السبتي المالكي نزيل قوص أحد العلماء العاملين كان يجوز بالمكتب في اليوم الذي فيه ولد النبي  فيقول يا فقيه هذا يوم سرور إصرف الصبيان فيصرفنا، وهذا منه دليل على تقريره وعدم إنكاره وهذا الرجل كان فقيها مالكيا متفنناً في علوم متورعاً أخذ عنه أبو حيان وغيره ومات سنة خمس وتسعين وستمائة.
    6/ الإمام شهاب الدين المعروف بأبي شامة الشافعي رحمه الله قال في كتابه الباحث على إنكار البدع والحوادث / فصل في تقسيم الحوادث الى بدع مستحسنة والى بدع مستقبحة : "ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق من مولده  من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور ، فإن ذلك – مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء – مُشعر بمحبته  ، وتعظيمه في قلب فاعل ذلك ، وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله، الذي أرسله رحمة للعالمين  وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين وبه اقتدى في ذلك صاحب أربل وغيره رحمهم الله تعالى".
    قال الشيخ تاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي فى كتابه طبقات الشافعيه فى ترجمته للامام أبو شامه : (عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان الشيخ الإمام المفنن شهاب الدين المقدسي الدمشقي أبو شامة وأبو شامة لقب عليه كان أحد الأئمة تلا على السخاوي وعني بالحديث فسمع بنفسه من داود إبن ملاعب وأحمد بن عبد الله العطار والشيخ الموفق وطائفة وبرع في فنون العلم وقيل بلغ رتبة الإجتهاد وأختصر تاريخ الحافظ إبن عساكر وصنف كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية وله أرجوزة حسنة في العروض ونظم مفصل الزمخشري ومن محاسنه كتاب البسملة الأكبر وكتاب البسملة الأصغر والباعث على إنكار البدع والحوادث وكتاب ضوء القمر الساري إلى معرفة الباري وكتاب نور المسرى في تفسير آية الإسراء ..... ) أهـ
    7/ الإمام شمس الدين الذهبى :
    8/ الإمام إبن كثير صاحب التفسير : وقد ألف مولد
    قلت : ويُستشهد للذهبى وإبن كثير بما نقلوا عن إحتفال كوكبرى بالمولد النبوى كما أسلفت لك فى مطلع هذه الرساله ولم يُنكرا ذلك أو يعترضا عليه بل مدحا كوكبرى ورفعا من شأنه وهو لذلك أهل ، فيستفاد من ذلك أنهما ليس من المُعترضين على عمل المولد ولا من الذين يقولون ببدعيته فأفهم تغنم .
    9/ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوى المتوفى 902هـ: قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي فى كتابه سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد / الباب 13 في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له وما يحمد من ذلك وما يذم قال : قال أبو الخير السخاوي - رحمه الله تعالى - في فتاويه : عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويزيدون في المبرات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. انتهى. وذكر نحوه عن السخاوى برهان الدين فى سيرته الحلبيه .
    10/الشيخ جمال الدين بن عبد الرحمن بن عبد الملك : قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي فى المرجع السابق نفس الباب : قال الشيخ الإمام جمال الدين بن عبد الرحمن بن عبد الملك الشهير بالمخلص الكتابي - رحمه الله تعالى - مولد رسول الله  مبجل مكرم، قدس يوم ولادته وشرف وعظم، وكان وجوده صلى الله عليه وسلم مبدأ سبب النجاة لمن اتبعه وتقليل حظ جهنم لمن أعد لها لفرحه بولادته  وتمت بركاته على من اهتدى به، فشابه هذا اليوم يوم الجمعة من حيث أن يوم الجمعة لا تسعر فيه جهنم، هكذا ورد عنه  فمن المناسب إظهار السرور وإنفاق الميسور وإجابة من دعاه رب الوليمة للحضور.
    11/ الشيخ ظهير الدين جعفر التزمنتي : قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي فى المرجع السابق نفس الباب : قال الإمام العلامة ظهير الدين جعفر التزمنتي - رحمه الله تعالى - هذا الفعل ( يعنى الإحتفال بالمولد ) لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له إعظاما ومحبة لا يبلغ جمعنا الواحد منهم ولا ذرة منه، وهي بدعة حسنة إذا قصد فاعلها جمع الصالحين والصلاة على النبي  وإطعام الطعام للفقراء والمساكين، وهذا القدر يثاب عليه على القوال بمروديته وحسن صوته فلا يندب بل يقارب أن يذم، ولا خير فيما لم يعمله السلف الصالح، فقد قال  : " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ".
    12/ نصير الدين المبارك الشهير بابن الطباخ المتوفى 667 هـ : قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي فى المرجع السابق نفس الباب: قال الشيخ الإمام العلامة نصير الدين المبارك الشهير باب الطباخ في فتوى بخطه: إذا أنفق المنفق تلك الليلة وجمع جمعا أطعمهم ما يجوز إطعامه وأسمعهم ما يجوز سماعه ودفع للمسمع المشوق للآخرة ملبوسا، كل ذلك سرورا بمولده صلى الله عليه وسلم فجميع ذلك جائز ويثاب فاعله إذ أحسن القصد، ولا يختص ذلك بالفقراء دون الأغنياء، إلا أن يقصد مواساة الأحوج فالفقراء أكثر ثوابا، نعم إن كان الاجتماع كما يبلغنا عن قراء هذا الزمان من أكل الحشيش واجتماع المردان وإبعاد القوال إن كان بلحية وإنشاد المشوقات للشهوات الدنيوية وغير ذلك من الخزي والعياذ بالله تعالى فهذا مجمع آثام..... وقال الشيخ نصير الدين أيضا: ليس هذا من السنن، ولكن إذا أنفق في هذا اليوم وأظهر السرور فرحا بدخول النبي  في الوجود واتخذ السماع الخالي عن اجتماع المردان وإنشاد ما يثير نار الشهوة من العشقيات والمشوقات للشهوات الدنيوية كالقد والخد والعين والحاجب، وإنشاد ما يشوق إلى الآخرة ويزهد في الدنيا فهذا اجتماع حسن يثاب قاصد ذلك وفاعله عليه، إلا أن سؤال الناس ما في أيديهم بذلك فقط بدون ضرورة وحاجة سؤال مكروه، واجتماع الصلحاء فقط ليأكلوا ذلك الطعام ويذكروا الله تعالى ويصلوا على رسول الله  يضاعف لهم القربات والمثوبات. إنتهى ، وقال السيوطى فى حسن المحاضره عن إبن الطباخ (كان إماماً متبحراً في الفروع) .
    13/ موهوب بن عمر بن موهوب بن إبراهيم الجزري665هـ : قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي فى المرجع السابق نفس الباب: قال الشيخ الإمام العلامة صدر الدين موهوب بن عمر الجزري الشافعي رحمه الله تعالى: هذه بدعة لا بأس بها ولا تكره البدع إلا إذا راغمت السنة، وأما إذا لم
    تراغمها فلا تكره، ويثاب الإنسان بحسب قصده في إظهار السرور والفرح بمولد النبي  .
    14/ أحمد بن محمد القسطلانى : قال فى كتابه المواهب اللدنيه / المقصد الأول / فصل الإحتفال بمولده : ولازال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام ويعملون الولائم ، ويتصدقون فى لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرور ويزيدون المبرات ، ويعتنون بقراءت مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم .
    ومما جُرّبَ من خواصه أنه أمان فى ذلك العام ، وبشرى عاجله بنيل البغيه والمرام ، فرحم الله إمرءًا إتخذ ليالى شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من فى قلبه مرض وإعياء داء .
    15/ شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان البلقينى : قال الحافظ إبن حجر العسقلانى فى أنباء الغمر / حوادث سنة 832هـ :عمل المولد السلطاني على العادة في اليوم الخامس عشر ، فحضره البلقيني والتفهني وهما معزولان ، وجلس القضاة المسفزون على اليمين وجلسنا على اليسار والمشايخ دونهم ...
    قلت والبلقينى قال عنه السيوطى فى حسن المحاضره : مجتهد عصره، وعالم المائة الثامنة ، وقال : وبرع في الفقه والحديث والأصول، وانتهت إليه رياسة المذاهب والإفتاء، وبلغ رتبة الاجتهاد .
    والتفهنى هو القاضى محمد بن عبد الرحمن بن علي التفهني الحنفي قال إبن حجر فى أنباء الغمر : ولي في حياة والده قضاء العسكر وإفتاء دار العدل وتدريس الحديث بالشيخونية ، وولي بعد وفاة والده تدريس الفقه بها ومشيخة البهائية الرسلانية بمنشة المهراني وتدريس القانبيهية بالرميلة. إنتهى، قلت وحضورهما إحتفال المولد بعد عزلهما عن القضاء بإختيارهما يُعد إقراراً منهما بجوازه فأفهم تغنم .
    16/ الشيخ الشعراوى رحمه الله :
    جاء فى كتاب الفتاوى كل مايهم المسلم فى حياته يومه وغده / طبعة المكتبه التوفيقيه / إعداد وتعليق د. سيد الجميلى : والحق أن مناسبة ميلاد المصطفى  أضخم حدث في الكون كله، أضخم من ميلاد هذا الكون ذاته لأن محمداً  جاء بالمنهج للإنسان ليتوج به هذا الكون كله. وميلاد النبي هو نظرة الخير للوجود كله ، ويجب ألا يظلم الإنسان نفسه، وكيف يظلم الإنسان نفسه ؟ وذلك بأن يتمكن من الخير ولا ينفعل به وأن يدل على النور ولا يهتدي إليه ، لذلك يجب أن نلفت إلى الميلاد بما يحبه صاحب الميلاد وبما يحبه من خلق صاحب الميلاد. والإسلام ليس بحاجة إلى تغليفه بمظاهر تجعل النفس تقبل عليه لأن لبه شهي، والشهوة في اللب حقيقة الجواهر النفيسة، وشهوة السطح سمة الجواهر المزيفة ، ويجب ألا تنعزل حفاوتنا بمولد الرسول عن منهجه ولتتجمع أحداث الدين لما يعين على تطبيق منهج الدين، ولا مانع من أن تغلف بشرع نلفت به أنظار الصغار الذين لم يعرفوا بعد قيمة المناهج لنربطهم بحب هذه الذكرى ، وندعم كل ذكرى من هذه الذكريات بشرع توضحه الأحداث قبل أن يوجد لها العقل الماكر المبرر، وحين يوجد العقل الماكر المبرر يصعب علينا أن نغرس الطباع ، ولكن علينا أن نغرسها في العقل الفطري الذي لا تلويه شهوة ولا يلويه غرور حينئذ يكبر الناشئ وفي نفسه الخميرة الدينية حتى وإن عصفت به الأحداث فسنجد مرداً نهائياً إلى فطرة الإنسان.
    17/ وأورد الشيخ حامد بابكر فى كتابه مفهوم البدعه فى الاسلام وجواز الإحتفال بمولد سيد ولد عدنان بأن من المالكيه الذين قالوا بجواز الإحتفال بمولد النبى  فذكر منهم :
    أ / القاضى أحمد بن محمد العزفى من تلاميذ القاضى ابا بكر ابن العربى وله مولد سماه الدر المنظم بمولد النبى الأعظم .
    ب / الشيخ زروق وقد وردت فتواه بجواز الاحتفال بالمولد فى رسائله الكبرى .
    ج / الشيخ الدرديرى فى الشرح الكبير . د / الشيخ الدسوقى فى حاشيته على الشرح الكبير .
    هـ / محمد عليش فى شرحه لمختصر خليل . و / محمد البنانى فى حاشية على الزرقانى .
    ز / الشيخ الصاوى فى حاشيته على الشرح الصغير .
    ح / العلامه الشيخ محمد طاهر بن عاشور وله كتاب أسماه ( قصة المولد )

    بُشرى النبى للمُحتفلين
    قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي فى كتابه سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد / الباب الثالث عشر قال إبن ظفر: سمعت شيخنا أبا عبد الله بن أبي محمد النعمان يقول: سمعت الشيخ أبا موسى الزرهوني يقول: رأيت النبي  في النوم فذكرت له ما يقوله الفقهاء في عمل الولائم في المولد فقال  : " من فرح بنا فرحنا به " وفى الرؤيا الصالحه عن أَبا هريرة قَال سمعتُ رَسول اللَّهِ  يَقُولُ لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ". وفى البخارى / : عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ  مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَخَيَّلُ بِي وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ " . فرؤيا المؤمن الصالحه من أجزاء النبوه وبقاياها ورؤياه  حق لايتمثل ولا يتخيل به الشيطان ،فاللهم أجعلنا ممن يفرح بالنبىّ  وممن يفرح به النبىّ .
    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا Empty ولد الددو يؤكد أن الاحتفال بمولد النبي(ص) له جذور وأصول في عقيدة أهل السنة

    مُساهمة  alhdhd45 الثلاثاء 8 مايو 2012 - 18:43

    المولد النبوي لا بدعة ولا سنة... للدكتور محمد سليم العوا Images-stories-----0daw-200x150
    قال العلامة الموريتاني محمد الحسن ولد الددو، على هامش اختتام الندوة العلمية الدولية يوم أمس بالعاصمة نواكشوط، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف "له ما يسنده في العقيدة الإسلامية وذلك استنباطا من السيرة النبوية الشريفة".


    وأضاف ولد الددو بأن "الإيمان بقصة الإسراء والمعراج وما جاء في تفاصيلها من أحداث يعطي دلالة قطعية على أن الاحتفاء بالرسول الأعظم هو جزء من إتباع سنة الرسل والأنبياء عليهم السلام الذين اجتمعوا في بيت المقدس للاحتفال بقدومه صلى الله عليه وسلم بعد أن أسري به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى".
    وأكد العلامة الموريتاني المشهور على أن "الاقتداء بهذا الاحتفال العظيم الذي أقيم تكريما له صلى الله عليه وسلم، يعتبر جزء لا يتجزأ من إتباع سنة الرسل والأنبياء"، مشيراً إلى أنه "سواء طبقت تلك السنة في مولده صلى الله عليه وسلم أو في أي مناسبة أخرى عظيمة عند المسلمين"، على حد تعبيره.
    وأضاف بأن شهر ربيع الأول يحظى بمكانة خاصة في حياة الرسول لأن فيه ولد وفيه فطم وفيه كانت البداية الأولى للدولة الإسلامية، مشدداً في نفس السياق على أن "الوقوف عند تلك المحطات والتذكير بها أمر مرغوب شرعا لأنه يبعث في النفوس علو الهمة ويحث على التلاحم والتعاضد والجهاد ونصرة المسلمين بعضهم لبعض، كما أن فيه أيضا إحياء دائم ومستمر للسنة النبوية الشريفة حتى ترسخ في النفوس وتبقى حاضرة في سلوك الأمة جيلا بعد جيل".
    وجاءت تصريحات ولد الددو بخصوص الجدل الذي تشهده الساحة الإسلامية بشأن تخليد ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، في مداخلته ليلة البارحة خلال حفل اختتام أعمال الندوة العلمية الدولية 24 التي نظمها التجمع الثقافي الإسلامي.
    وكانت الندوة قد استمرت على مدى ثلاثة أيام، جرت فيها نقاشات وحوارات مكثفة بين عدد من العلماء والمثقفين حول موضوع الحراك الشبابي الجاري حاليا في العالم العربي والإسلامي.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 22:45