تحتاج الدعوات دائمًا إلى وقفاتٍ تبصر بها مواقع أقدامها وتصحح مسارها وتُقوِّم أخطاءها، وتُجدد خطابها.. من هذا المنطلق تأتي أهمية كتاب "معالم منهج الإخوان المسلمين من رسائل الإمام البنا" للدكتور محيي حامد عضو مكتب الإرشاد، الصادر عن دار النشر الجامعات، يعرض فيه منهج الإخوان والأصول التي تحكم وتضبط العمل الإسلامي الذي تضطلع به الحركة الإسلامية.
يؤكد المؤلف أن للإخوان المسلمين منهاجًا محددًا يتابعون السير عليه، مشيرًا إلى وضوح رؤية الإخوان للمنهاج والوسائل التي تحمي من الانحراف والتجاوز، ويوضح أن تحديد أسلوب التربية والتدرج في الخطوات وإعداد الأمة بدءًا من الفرد والبيت والمجتمع إلى تحرير الوطن وإصلاح الحكومة وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية وأستاذية العالم من أهم المهام المناطة بها الجماعة.
ويقرر الكتاب حقيقةً أن الغاية من الأمور الأساسية التي يجب أن تكون واضحةً؛ لأي جماعةٍ وهي تسير على طريق الدعوة، وهي بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين كما حددها الإمام البنا: "إن غاية الإخوان تنحصر في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح، يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الكاملة في كل مظاهر حياتها"، ويشير الكتاب إلى أن الباعث أو الدافع لتحقيق هذه الغاية هو الاعتقاد الجازم للإخوان بأن رضا الله يوجب على كل مسلم العمل والتكاتف الموحد لأداء التكاليف الشرعية عامة وإعلاء كلمة الله وفق الفهم السليم والصحيح للإسلام، كما عبَّر عنه الإمام البنا.
والرسالة التي يحملها الإخوان ويسعون لتحقيقها من أجل ذلك يوضحها الكتاب في أنها إرشاد الإنسانية إلى نظم الإسلام الصالحة وتعاليمه التي لا يمكن بغيرها أن يسعد الإنسان، وقد استخلص الإمام البنا مهمة الإخوان في الوقوف في وجه الموجة الطاغية من مدينة المادة وحضارة المتع والشهوات التي جرفت الشعوب الإسلامية وأخَّرت تقدمها مئات السنين بنشر الخير ومحاربة الرذائل والمنكرات، وتحرير الوطن بتخليصه من كل سلطانٍ أجنبي، وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلاميةً بحقٍّ، وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية، ثم أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه.
ويؤكد الكاتب أن الإمام البنا اعتمد لتحقيق هذه الأهداف التدرج والاعتماد على التربية، ومراحل التدرج تبدأ بالتعريف، ونشر الفكرة العامة بين الناس، والتكوين باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد، والتنفيذ والعمل والإنتاج.
ويحدد خصائص دعوة الإخوان التي تميزها وتجعلها ذات تأثير قوي وفعَّال في كثيرٍ من المجتمعات رغم اختلاف الأجناس واللغات: بالربانية حيث غايتها إرضاء الله عز وجل، وإسلامية فكرتها؛ حيث تسعى لتعميق الفكرة الإسلامية في نفوس أبناء الأمة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
وتتميز دعوة الإخوان بشمولية منهجها فيقول الإمام البنا عنها: "تستطيع أن تقول ولا حرج إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.
ومن خصائصها كذلك التجرد للفكرة الإسلامية عما سواها من المبادئ والأشخاص، والتسامي عن المطامع الشخصية والمنافع المادية حتى يكون كل فردٍ من الإخوان جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة.
وقد أدَّى حرص دعوة الإخوان على وحدة المسلمين وترابطهم، بأن لا تكون موجهة إلى قطرٍ دون آخر أو جنس دون آخر، إلى نجاحها.
وكذلك من خصائص جماعة الإخوان التي يبينها الكاتب أخذ الجماعة بمبدأ الشورى أساسًا لها واعتمادها كسلوكٍ عملي وتطبيقي في واقعها وتربية الأفراد على كيفية ممارستها.
ويوجز الكتاب مميزات دعوة الإخوان بقوة وتماسك البناء الداخلي، والاستمرارية والنمو والتطور، إضافةً إلى انتشارها، وقوة ارتباط الفروع بالجماعة الأم، وتنبع قوة الجماعة من مقومات بناء الجماعة التي تسعى إلى تحقيق النباء العقدي والإيماني السليم، والبناء الأخلاقي والسلوكي الصحيح، والبناء الفكري والثقافي الواسع، والبناء التنظيمي والحركي الدقيق.
ويوضح المؤلف أن السياسات الحاكمة لجماعة الإخوان هي البعد عن مواطن الخلاف، وهيمنة الكبراء والأعيان، والبعد عن الهيئات والأحزاب، والعناية والاهتمام بالتكوين والتدريخ في الخطوات، وإقبال الشباب على الدعوة، وسرعة انتشار الدعوة في القرى والمدن، والالتفاف حول محور الدعوة ومركزها، والاستغناء عما في أيدي الناس.
ويحرص المؤلف على تـوضيح أهمية معالم منهج الإخوان المسلمين الذي يستمر في إطاره عمل الجماعة تحت كل الظروف والأجواء دون توقف أو انقطاع، مشددًا على أن وضوح الرؤية ووحدة الفهم تؤدي إلى وحدة التصور ووحدة العمل، وتفرز الشخصية القوية والفاعلة.
ويوضح الكتاب أنه في ظل وضوح منهج الإخوان استطاعوا تكوين جيل من المسلمين الملتزمين بالإسلام يستعصي على التذويب برغم تتابع المحن، وتصحيح المفاهيم التي شوَّهت المجتمعات الإسلامية، وإثراء الفكر الإسلامي بالكثير من الاجتهادات، والإسهام الفعَّال في فكر وسلوك حركات النضال الوطني ضد المستعمر الغاصب، والإبقاء على فكرة الخلافة حيةً في النفوس والحفاظ على وحدة الأمة.
هنا تسجيل صوتى ومرئى لمحاضرات دكتور محي حامد حول منهج التغيير عند جماعة الإخوان
يؤكد المؤلف أن للإخوان المسلمين منهاجًا محددًا يتابعون السير عليه، مشيرًا إلى وضوح رؤية الإخوان للمنهاج والوسائل التي تحمي من الانحراف والتجاوز، ويوضح أن تحديد أسلوب التربية والتدرج في الخطوات وإعداد الأمة بدءًا من الفرد والبيت والمجتمع إلى تحرير الوطن وإصلاح الحكومة وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية وأستاذية العالم من أهم المهام المناطة بها الجماعة.
ويقرر الكتاب حقيقةً أن الغاية من الأمور الأساسية التي يجب أن تكون واضحةً؛ لأي جماعةٍ وهي تسير على طريق الدعوة، وهي بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين كما حددها الإمام البنا: "إن غاية الإخوان تنحصر في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح، يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الكاملة في كل مظاهر حياتها"، ويشير الكتاب إلى أن الباعث أو الدافع لتحقيق هذه الغاية هو الاعتقاد الجازم للإخوان بأن رضا الله يوجب على كل مسلم العمل والتكاتف الموحد لأداء التكاليف الشرعية عامة وإعلاء كلمة الله وفق الفهم السليم والصحيح للإسلام، كما عبَّر عنه الإمام البنا.
والرسالة التي يحملها الإخوان ويسعون لتحقيقها من أجل ذلك يوضحها الكتاب في أنها إرشاد الإنسانية إلى نظم الإسلام الصالحة وتعاليمه التي لا يمكن بغيرها أن يسعد الإنسان، وقد استخلص الإمام البنا مهمة الإخوان في الوقوف في وجه الموجة الطاغية من مدينة المادة وحضارة المتع والشهوات التي جرفت الشعوب الإسلامية وأخَّرت تقدمها مئات السنين بنشر الخير ومحاربة الرذائل والمنكرات، وتحرير الوطن بتخليصه من كل سلطانٍ أجنبي، وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلاميةً بحقٍّ، وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية، ثم أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه.
ويؤكد الكاتب أن الإمام البنا اعتمد لتحقيق هذه الأهداف التدرج والاعتماد على التربية، ومراحل التدرج تبدأ بالتعريف، ونشر الفكرة العامة بين الناس، والتكوين باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد، والتنفيذ والعمل والإنتاج.
ويحدد خصائص دعوة الإخوان التي تميزها وتجعلها ذات تأثير قوي وفعَّال في كثيرٍ من المجتمعات رغم اختلاف الأجناس واللغات: بالربانية حيث غايتها إرضاء الله عز وجل، وإسلامية فكرتها؛ حيث تسعى لتعميق الفكرة الإسلامية في نفوس أبناء الأمة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
وتتميز دعوة الإخوان بشمولية منهجها فيقول الإمام البنا عنها: "تستطيع أن تقول ولا حرج إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.
ومن خصائصها كذلك التجرد للفكرة الإسلامية عما سواها من المبادئ والأشخاص، والتسامي عن المطامع الشخصية والمنافع المادية حتى يكون كل فردٍ من الإخوان جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة.
وقد أدَّى حرص دعوة الإخوان على وحدة المسلمين وترابطهم، بأن لا تكون موجهة إلى قطرٍ دون آخر أو جنس دون آخر، إلى نجاحها.
وكذلك من خصائص جماعة الإخوان التي يبينها الكاتب أخذ الجماعة بمبدأ الشورى أساسًا لها واعتمادها كسلوكٍ عملي وتطبيقي في واقعها وتربية الأفراد على كيفية ممارستها.
ويوجز الكتاب مميزات دعوة الإخوان بقوة وتماسك البناء الداخلي، والاستمرارية والنمو والتطور، إضافةً إلى انتشارها، وقوة ارتباط الفروع بالجماعة الأم، وتنبع قوة الجماعة من مقومات بناء الجماعة التي تسعى إلى تحقيق النباء العقدي والإيماني السليم، والبناء الأخلاقي والسلوكي الصحيح، والبناء الفكري والثقافي الواسع، والبناء التنظيمي والحركي الدقيق.
ويوضح المؤلف أن السياسات الحاكمة لجماعة الإخوان هي البعد عن مواطن الخلاف، وهيمنة الكبراء والأعيان، والبعد عن الهيئات والأحزاب، والعناية والاهتمام بالتكوين والتدريخ في الخطوات، وإقبال الشباب على الدعوة، وسرعة انتشار الدعوة في القرى والمدن، والالتفاف حول محور الدعوة ومركزها، والاستغناء عما في أيدي الناس.
ويحرص المؤلف على تـوضيح أهمية معالم منهج الإخوان المسلمين الذي يستمر في إطاره عمل الجماعة تحت كل الظروف والأجواء دون توقف أو انقطاع، مشددًا على أن وضوح الرؤية ووحدة الفهم تؤدي إلى وحدة التصور ووحدة العمل، وتفرز الشخصية القوية والفاعلة.
ويوضح الكتاب أنه في ظل وضوح منهج الإخوان استطاعوا تكوين جيل من المسلمين الملتزمين بالإسلام يستعصي على التذويب برغم تتابع المحن، وتصحيح المفاهيم التي شوَّهت المجتمعات الإسلامية، وإثراء الفكر الإسلامي بالكثير من الاجتهادات، والإسهام الفعَّال في فكر وسلوك حركات النضال الوطني ضد المستعمر الغاصب، والإبقاء على فكرة الخلافة حيةً في النفوس والحفاظ على وحدة الأمة.
هنا تسجيل صوتى ومرئى لمحاضرات دكتور محي حامد حول منهج التغيير عند جماعة الإخوان