يكون من المفيد توضيح الرؤية الإستراتيجية لجماعة الإخوان المسلمين وسبل تحقيقها وهذه الرؤية من وضع د. محمد عبد الفتاح دهيم الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة أسيوط
كنت وضعت فى المدونة تدوينات حول الإدارة الإستراتيجية وتطبيقات على العمل الدعوى لذا فنربط هذا الموضوع بما سبق من تدوينات
تتكون الرؤية الإستراتيجية من أربعة مقومات: القيم والمبادئ، الرسالة، الأهداف، والرؤية.
ونبدأ أولاً بموجز عن الوضع الراهن:
موجز الوضع الراهن وتحليل الواقع
على المستوى المحلي
تفشِّي الظلم والفساد على كافة المستويات، استبداد النظام، تخلف مزرٍ في كافة أنظمة المجتمع؛ شاملةً التربية والتعليم، الاقتصاد والإنتاج، الخدمات والمرافق، الصحة والدواء والعلاج، الزراعة واستصلاح الأراضي، الأسرة والنظام الاجتماعي، الثقافة والإعلام، التبعية السلبية الكاملة للقوى الكبرى، زيادة مساحة التغريب في المجتمع، معاناة الشعب وصعوبة العيش، تهميش القوى الفنية والعلمية الوطنية وعزلها عن قضايا المجتمع والأمة، موالاة الأعداء، وغير ذلك من الأمور والقضايا.
على المستوى الإقليمي
محاولات القوى العالمية لتصفية قضية فلسطين وحصار الشعب الفلسطيني والتنكيل به، احتلال وانتهاك حرمات العراق، محاولات تفتيت السودان، انتشار القواعد الأمريكية وغير الأمريكية في دول المنطقة، النهب الاقتصادي المنظم لثروات دول المنطقة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، نضيف إلى هذا تفشِّي الظلم والفساد في دول المنطقة (الدول العربية)، وتعاظم الاستبداد والتخلُّف المزري في كافة المجالات.
على المستوى العالمي
انتهاك حرمات الدول الإسلامية واحتلالها عسكريًّا، ومنها: أفغانستان، الصومال. وقضايا العالم الإسلامي التي يتم تناولها للكيد للمسلمين وإذلالهم؛ مثل: كشمير، البوسنة، كوسوفو، ومناطق أخرى في العالم، ومحاربة كل مد إسلامي نحو التقدم ممثلاً في إيران.
فالعالم العربي الذي يبلغ تعداده قرابة 300 مليون نسمة والعالم الإسلامي الذي يبلغ تعداده قرابة 1400 مليون نسمة، في حال من الشقاق والفرقة والتبعية للقوى الصليبية العالمية، وفي حال من التخلف المزري في كافة المجالات، مرجعية الكتاب والسنة لهذه الأقطار أصبحت باهتةً أو غير موجودة، وجسم العالم العربي والإسلامي عليل أصابته الأمراض.
وكل هذا على غير ما جاء في الكتاب والسنة من توصيف للأمة الإسلامية، وأن مكانها دائمًا في الصدارة، وأن العلم دعامة من دعائمها، والتفوق فيه واجب على الأمة.
ومن هنا توجد فجوة واسعة بين هذا الواقع الأليم والمأمول الذي توضحه الرؤية الإستراتيجية للجماعة.
الرؤية الإستراتيجية
أولاً: القيم والمبادئ:
القيم والمبادئ هي قواعد حاكمة وأطر سلوكية لتعامل الجماعة مع أفرادها ومع المجتمع، وتنطلق هذه القيم والمبادئ بمرجعية الكتاب والسنة، ويلتزم بها في كافة مستويات الجماعة.
والمنظومة القيمية تمثل الهوية، والالتزام بالقيم والمبادئ يؤتي ثماره في تحقيق الرسالة والأهداف والرؤية، وخصوصًا تحقيق الأهداف والغايات الكبرى التي تعمل لأجلها الجماعة.
ومن المهام الأساسية لإدارة الجماعة متابعة ومراقبة وتفعيل الالتزام والعمل بهذه القيم والمبادئ، ومنها:
1- في عموم الدعوة (القيم والمبادئ العليا للدعوة): الله غايتنا، القرآن دستورنا، الرسول قدوتنا، الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
2- في أركان البيعة: الفهم، الإخلاص، العمل، الجهاد، التضحية، الطاعة، الثبات، التجرد، الأخوة، الثقة.
3- في الترابط: الحب في الله، سلامة الصدر، الأخوَّة، وحدة الهدف، وحدة السبل والوسائل، الصلة الوثيقة بالكتاب والسنة.
4- في المنهج والثوابت الدعوية: إلزامية الشورى، التربية سبيل الإعداد والتكوين والطريق للتغيير، الأسرة هي المحضن التربوي، الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، التنسيق مع الآخر في المساحات المشتركة، التداول السلمي للسلطة والشعب مصدر السلطات من خلال الانتخاب الحر المباشر، وجوب العمل الجماعي.
5- في أنظمة المجتمع:
في النظام السياسي: تكريم الإسلام للإنسان وحقوقه الشرعية، الحرية والعبودية لله، العدل ومواجهة الظلم، المساواة، الشورى.
وفي النظام الاجتماعي: التكافل الاجتماعي، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إيثار العفو والصفح.
وفي النظام الاقتصادي: مشروعية الوسائل، الملكية الفردية، الإرث، حرية العمل، توفير الحاجات الأصلية (الأساسية) لكل عاجز عن توفيرها.
وغير ذلك من الأنظمة وما يحكمها من قيم ومبادئ.
ثانيًا: الرسالة
جماعة الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة؛ تعمل في مجال الدعوة إلى الله بالفهم الصحيح لمنهج النبوة ومهمتها:
1- توصيل رحمة الله للعالمين، وإرشاد الناس إلى الحق والخير، وأن ينعم العالم بنور الإسلام.
2- تحكيم شرع الله والتمكين لدين الله في أرضه؛ كنظام شامل يحكم كافة شئون الحياة للأفراد والجماعات والدول والأمم، وذلك من خلال العناصر المتميزة بالإخلاص والفقه في الدين وحسن الصلة بالله والهمة العالية، والذين تم إعدادهم وتربيتهم إيمانيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا وحركيًّا، والملتزمون بمنظومة القيم والمبادئ الإسلامية، وبناءً على إستراتيجية لها أهداف كلية واضحة منها:
1- تخليص الأقطار العربية والإسلامية من الاحتلال والسيطرة الأجنبية والقيود السياسية؛ سعيًا للنهضة الشاملة والتكامل بين هذه الأقطار.
2- أن تكون جماعة الإخوان ملاذًا للأفراد والهيئات والدول ضد الظلم والفساد والاستبداد.
ثالثًا: الأهداف
تتدرَّج الأهداف حسب برامج وخطط الجماعة كالآتي:
1- إصلاح الفرد.
2- بناء الأسرة الصالحة.
3- إرشاد وإصلاح المجتمع.
4- إصلاح الحكومة.
5- إعادة الخلافة.
6- تحقيق السيادة.
7- أستاذية العالم.
رابعًا: الرؤية
أن تصبح الجماعة نموذجًا عصريًّا لمنهج النبوة بمرجعية الكتاب والسنة، وأن تسود الفكرة الإسلامية أرجاء المجتمع إيمانًا وتطبيقًا، وأن تزداد قوة الجماعة بالانتشار وإرشاد المجتمع، وأن يتحقق البرنامج الإصلاحي للجماعة وينحسر الظلم والفساد والاستبداد، وأن تزداد منعة الجماعة في الأقطار المختلفة على مستوى العالم، وخصوصًا الأقطار العربية والإسلامية، وذلك عن طريق تطبيق شرع الله والتمكين لدين الله في الأرض وأستاذية العالم.
من سبل تحقيق الرؤية الإستراتيجية
هناك أسس تعتبر من الضرورات الحرجة لتحقيق الرؤية الإستراتيجية، منها:
1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى: أن يقصد المرء بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، والمرء يحتاج إلى مجاهدة نفسه لتصفيتها من الشوائب الدنيوية.
2- حسن الصلة بالله: وذلك باتباع الأوامر واجتناب النواهي، والعمل الصالح ملازم للإيمان ومصدق له، والإيمان والعمل الصالح طريق التمكين، ومن العمل الصالح أداء العبادات؛ الفرائض والنوافل، السعي لقضاء حوائج الناس، حسن الخلق، قوة ودوام الصلة بالقرآن الكريم والعمل بأحكامه، العمل في مجال الدعوة إلى الله من أجل التمكين لدين الله وإقامة دولة الإسلام.
3- الفقه في الدين والتزود بالعلم النافع؛ مما يؤدي إلى صحة الفهم، والفهم الصحيح يعين على سلامة العمل وحسن التطبيق.
4- الهمة العالية: فهمَّة العبد إذا تعلَّقت بالحق تعالى طلبًا صادقًا خالصًا فتلك هي الهمة العالية، والهمم العالية لا تعطي الدنية ولا ترضى إلا بمعالي الأمور، وعالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة، وإن في طليعة أصحاب الهمم العالية الأنبياء والمرسلين، وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل، وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وعلو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى لازمة، وكبير الهمة يحمل هم الأمة، ولِعلو الهمة أثر كبير في إصلاح الفرد والأمة، والهمة العالية أساس لتحقيق رسالة وأهداف الجماعة.
5- الشورى وتحقيقها وتفعيلها على جميع المستويات: الشورى مبدأ شرعي يستمد قوته ووجوبه من القرآن، والشورى منهج للمشاركة الجماعية في الرأي والقرار، ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة في التزامه بالشورى تحت كل الظروف.
6- المؤسسية وتفعيلها: حيث يجب تفعيل كافة مؤسسات الجماعة وتنشيطها من خلال ممارسة صلاحياتها، وهذا يدعم نجاح الجماعة في تحقيق الرسالة والأهداف.
7- مرونة آليات تفعيل المؤسسية: حتى يمكن تجاوز عقبات الطريق؛ سواءٌ كانت عارضةً أو شبه دائمة، وحتى يمكن التغلب على المكائد التي تحاك للجماعة، سواءٌ كانت محلية أو إقليمية أو عالمية.
8- المضي بإصرار على طريق إرشاد المجتمع ونشر الفكرة الإسلامية في أرجائه، وتحقيق برنامج الإصلاح والتغيير دون أدنى مهادنة للظلم والفساد والاستبداد.
هذه أهم السبل لتحقيق الرؤية الإستراتيجية لجماعة بهذا الوزن وهذا الانتشار؛ تعمل ابتغاء مرضاة الله وجهادًا في سبيله، وتحمل أمانةً كبرى تجاه العالمين، ولها أهداف وغايات عظيمة.
وتزداد أهمية تعميق هذه السبل الرئيسية في الوقت الذي تزداد فيه شراسة القوى التي تكيد للإسلام والمسلمين، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصهيونية العالمية، والأنظمة العربية والإسلامية المتخلِّفة والتابعة والمتواطئة مع هذه القوى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كنت وضعت فى المدونة تدوينات حول الإدارة الإستراتيجية وتطبيقات على العمل الدعوى لذا فنربط هذا الموضوع بما سبق من تدوينات
تتكون الرؤية الإستراتيجية من أربعة مقومات: القيم والمبادئ، الرسالة، الأهداف، والرؤية.
ونبدأ أولاً بموجز عن الوضع الراهن:
موجز الوضع الراهن وتحليل الواقع
على المستوى المحلي
تفشِّي الظلم والفساد على كافة المستويات، استبداد النظام، تخلف مزرٍ في كافة أنظمة المجتمع؛ شاملةً التربية والتعليم، الاقتصاد والإنتاج، الخدمات والمرافق، الصحة والدواء والعلاج، الزراعة واستصلاح الأراضي، الأسرة والنظام الاجتماعي، الثقافة والإعلام، التبعية السلبية الكاملة للقوى الكبرى، زيادة مساحة التغريب في المجتمع، معاناة الشعب وصعوبة العيش، تهميش القوى الفنية والعلمية الوطنية وعزلها عن قضايا المجتمع والأمة، موالاة الأعداء، وغير ذلك من الأمور والقضايا.
على المستوى الإقليمي
محاولات القوى العالمية لتصفية قضية فلسطين وحصار الشعب الفلسطيني والتنكيل به، احتلال وانتهاك حرمات العراق، محاولات تفتيت السودان، انتشار القواعد الأمريكية وغير الأمريكية في دول المنطقة، النهب الاقتصادي المنظم لثروات دول المنطقة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، نضيف إلى هذا تفشِّي الظلم والفساد في دول المنطقة (الدول العربية)، وتعاظم الاستبداد والتخلُّف المزري في كافة المجالات.
على المستوى العالمي
انتهاك حرمات الدول الإسلامية واحتلالها عسكريًّا، ومنها: أفغانستان، الصومال. وقضايا العالم الإسلامي التي يتم تناولها للكيد للمسلمين وإذلالهم؛ مثل: كشمير، البوسنة، كوسوفو، ومناطق أخرى في العالم، ومحاربة كل مد إسلامي نحو التقدم ممثلاً في إيران.
فالعالم العربي الذي يبلغ تعداده قرابة 300 مليون نسمة والعالم الإسلامي الذي يبلغ تعداده قرابة 1400 مليون نسمة، في حال من الشقاق والفرقة والتبعية للقوى الصليبية العالمية، وفي حال من التخلف المزري في كافة المجالات، مرجعية الكتاب والسنة لهذه الأقطار أصبحت باهتةً أو غير موجودة، وجسم العالم العربي والإسلامي عليل أصابته الأمراض.
وكل هذا على غير ما جاء في الكتاب والسنة من توصيف للأمة الإسلامية، وأن مكانها دائمًا في الصدارة، وأن العلم دعامة من دعائمها، والتفوق فيه واجب على الأمة.
ومن هنا توجد فجوة واسعة بين هذا الواقع الأليم والمأمول الذي توضحه الرؤية الإستراتيجية للجماعة.
الرؤية الإستراتيجية
أولاً: القيم والمبادئ:
القيم والمبادئ هي قواعد حاكمة وأطر سلوكية لتعامل الجماعة مع أفرادها ومع المجتمع، وتنطلق هذه القيم والمبادئ بمرجعية الكتاب والسنة، ويلتزم بها في كافة مستويات الجماعة.
والمنظومة القيمية تمثل الهوية، والالتزام بالقيم والمبادئ يؤتي ثماره في تحقيق الرسالة والأهداف والرؤية، وخصوصًا تحقيق الأهداف والغايات الكبرى التي تعمل لأجلها الجماعة.
ومن المهام الأساسية لإدارة الجماعة متابعة ومراقبة وتفعيل الالتزام والعمل بهذه القيم والمبادئ، ومنها:
1- في عموم الدعوة (القيم والمبادئ العليا للدعوة): الله غايتنا، القرآن دستورنا، الرسول قدوتنا، الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
2- في أركان البيعة: الفهم، الإخلاص، العمل، الجهاد، التضحية، الطاعة، الثبات، التجرد، الأخوة، الثقة.
3- في الترابط: الحب في الله، سلامة الصدر، الأخوَّة، وحدة الهدف، وحدة السبل والوسائل، الصلة الوثيقة بالكتاب والسنة.
4- في المنهج والثوابت الدعوية: إلزامية الشورى، التربية سبيل الإعداد والتكوين والطريق للتغيير، الأسرة هي المحضن التربوي، الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، التنسيق مع الآخر في المساحات المشتركة، التداول السلمي للسلطة والشعب مصدر السلطات من خلال الانتخاب الحر المباشر، وجوب العمل الجماعي.
5- في أنظمة المجتمع:
في النظام السياسي: تكريم الإسلام للإنسان وحقوقه الشرعية، الحرية والعبودية لله، العدل ومواجهة الظلم، المساواة، الشورى.
وفي النظام الاجتماعي: التكافل الاجتماعي، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إيثار العفو والصفح.
وفي النظام الاقتصادي: مشروعية الوسائل، الملكية الفردية، الإرث، حرية العمل، توفير الحاجات الأصلية (الأساسية) لكل عاجز عن توفيرها.
وغير ذلك من الأنظمة وما يحكمها من قيم ومبادئ.
ثانيًا: الرسالة
جماعة الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة؛ تعمل في مجال الدعوة إلى الله بالفهم الصحيح لمنهج النبوة ومهمتها:
1- توصيل رحمة الله للعالمين، وإرشاد الناس إلى الحق والخير، وأن ينعم العالم بنور الإسلام.
2- تحكيم شرع الله والتمكين لدين الله في أرضه؛ كنظام شامل يحكم كافة شئون الحياة للأفراد والجماعات والدول والأمم، وذلك من خلال العناصر المتميزة بالإخلاص والفقه في الدين وحسن الصلة بالله والهمة العالية، والذين تم إعدادهم وتربيتهم إيمانيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا وحركيًّا، والملتزمون بمنظومة القيم والمبادئ الإسلامية، وبناءً على إستراتيجية لها أهداف كلية واضحة منها:
1- تخليص الأقطار العربية والإسلامية من الاحتلال والسيطرة الأجنبية والقيود السياسية؛ سعيًا للنهضة الشاملة والتكامل بين هذه الأقطار.
2- أن تكون جماعة الإخوان ملاذًا للأفراد والهيئات والدول ضد الظلم والفساد والاستبداد.
ثالثًا: الأهداف
تتدرَّج الأهداف حسب برامج وخطط الجماعة كالآتي:
1- إصلاح الفرد.
2- بناء الأسرة الصالحة.
3- إرشاد وإصلاح المجتمع.
4- إصلاح الحكومة.
5- إعادة الخلافة.
6- تحقيق السيادة.
7- أستاذية العالم.
رابعًا: الرؤية
أن تصبح الجماعة نموذجًا عصريًّا لمنهج النبوة بمرجعية الكتاب والسنة، وأن تسود الفكرة الإسلامية أرجاء المجتمع إيمانًا وتطبيقًا، وأن تزداد قوة الجماعة بالانتشار وإرشاد المجتمع، وأن يتحقق البرنامج الإصلاحي للجماعة وينحسر الظلم والفساد والاستبداد، وأن تزداد منعة الجماعة في الأقطار المختلفة على مستوى العالم، وخصوصًا الأقطار العربية والإسلامية، وذلك عن طريق تطبيق شرع الله والتمكين لدين الله في الأرض وأستاذية العالم.
من سبل تحقيق الرؤية الإستراتيجية
هناك أسس تعتبر من الضرورات الحرجة لتحقيق الرؤية الإستراتيجية، منها:
1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى: أن يقصد المرء بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، والمرء يحتاج إلى مجاهدة نفسه لتصفيتها من الشوائب الدنيوية.
2- حسن الصلة بالله: وذلك باتباع الأوامر واجتناب النواهي، والعمل الصالح ملازم للإيمان ومصدق له، والإيمان والعمل الصالح طريق التمكين، ومن العمل الصالح أداء العبادات؛ الفرائض والنوافل، السعي لقضاء حوائج الناس، حسن الخلق، قوة ودوام الصلة بالقرآن الكريم والعمل بأحكامه، العمل في مجال الدعوة إلى الله من أجل التمكين لدين الله وإقامة دولة الإسلام.
3- الفقه في الدين والتزود بالعلم النافع؛ مما يؤدي إلى صحة الفهم، والفهم الصحيح يعين على سلامة العمل وحسن التطبيق.
4- الهمة العالية: فهمَّة العبد إذا تعلَّقت بالحق تعالى طلبًا صادقًا خالصًا فتلك هي الهمة العالية، والهمم العالية لا تعطي الدنية ولا ترضى إلا بمعالي الأمور، وعالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة، وإن في طليعة أصحاب الهمم العالية الأنبياء والمرسلين، وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل، وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وعلو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى لازمة، وكبير الهمة يحمل هم الأمة، ولِعلو الهمة أثر كبير في إصلاح الفرد والأمة، والهمة العالية أساس لتحقيق رسالة وأهداف الجماعة.
5- الشورى وتحقيقها وتفعيلها على جميع المستويات: الشورى مبدأ شرعي يستمد قوته ووجوبه من القرآن، والشورى منهج للمشاركة الجماعية في الرأي والقرار، ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة في التزامه بالشورى تحت كل الظروف.
6- المؤسسية وتفعيلها: حيث يجب تفعيل كافة مؤسسات الجماعة وتنشيطها من خلال ممارسة صلاحياتها، وهذا يدعم نجاح الجماعة في تحقيق الرسالة والأهداف.
7- مرونة آليات تفعيل المؤسسية: حتى يمكن تجاوز عقبات الطريق؛ سواءٌ كانت عارضةً أو شبه دائمة، وحتى يمكن التغلب على المكائد التي تحاك للجماعة، سواءٌ كانت محلية أو إقليمية أو عالمية.
8- المضي بإصرار على طريق إرشاد المجتمع ونشر الفكرة الإسلامية في أرجائه، وتحقيق برنامج الإصلاح والتغيير دون أدنى مهادنة للظلم والفساد والاستبداد.
هذه أهم السبل لتحقيق الرؤية الإستراتيجية لجماعة بهذا الوزن وهذا الانتشار؛ تعمل ابتغاء مرضاة الله وجهادًا في سبيله، وتحمل أمانةً كبرى تجاه العالمين، ولها أهداف وغايات عظيمة.
وتزداد أهمية تعميق هذه السبل الرئيسية في الوقت الذي تزداد فيه شراسة القوى التي تكيد للإسلام والمسلمين، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصهيونية العالمية، والأنظمة العربية والإسلامية المتخلِّفة والتابعة والمتواطئة مع هذه القوى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.