دورة تربوية .......الدافعية والتشويق
ضمن سلسه تربوية وضمن مفاهيم تربوية وضعت فى الركن هنا فهذه دورة تربوية تحت عنوان
الدافعية والتشويق
وتضم العناصر التالية :
مدخل عام
عوامل التشويق الخارجية
الدوافع الداخلية
تصنيف الحاجات الإنسانية
دور الدوافع في عملية التربية
مفاتيح إثارة الدافعية
مدخل عام:
يعد هذا الموضوع من المواضيع الأساسية والمهمة في عملية التربية إذ أن وجود الدافعية لدى الإخوة ووجود عناصر التشويق يساهم في نجاح العملية التربوية بشكل مميز ويسهل عملية التطور التربوي وتعديل السلوك ويؤدي إلى استمرارية الفعل وثباته.
واندفاع الإخوة لحضور الحلقة والالتزام وتنفيذ التوجيهات يقوم على عاملين رئيسيين:-
عوامل التشويق الخارجية المتمثلة في نوعية النشاط وطريقة الأداء التربوي ومستواه.
عوامل اندفاع داخلية وحوافز تنبع من نفوس الإخوة وهي ما تسمى الدوافع.
وفي ضوء فهم هذين العاملين وحسن تعامل المربي معهما يكون نجاحه في تربية الإخوة واستثارة حماسهم واستمراريتهم وتفاعلهم مع المفاهيم. وستتعرف في هذا الموضوع على أسس التعامل مع هذه العوامل
تمرين بداية :
يقوم المدرب بإثارة الانتباه بحركة غير مألوفة :
•مثال: يطلب إلى كل واحد من الحضور تغيير المكان
•يطلب منه أن يغير في مظهره تغييراً جديداُ
•يرسم رسما ويطلب منهم التعليق عليه
•يذكر قصة من التحضير للتدريب.
أولا: عوامل التشويق الخارجية:-
وهي عوامل توجد في طريقة إعطاء المربي للدرس أو إدارته للنشاط وتساهم في حدوث أكبر تفاعل ممكن معه وعدم حصول الملل والضجر أثناء النشاط وتساهم في استمرارية حضور الإخوة واستفادتهم من الأنشطة والدروس التربوية.
وفي ما يلي إشارة إلى بعض هذه العوامل:-
1-. اختيار أسلوب العرض المناسب للموضوع والحالة النفسية والوقت والجو العام على نحو ما بينا في موضوع الأساليب التربوية: إلقاء، تلقين، حوار ونقاش، حل المشكلات، تدريس المفهوم.. الخ "........ وكل من هذه الأساليب يساهم إذا وضع في مكانه الصحيح في إثارة عوامل التشويق فالمحاضرة مثلا إذا كانت في معلومات مكرورة قديمة تؤدي إلى الملل والحوار في معلومات لا توجد عنها خلفيات لدى الطلبة تفشل اللقاء وتسبب الفوضى ومن هنا لا بد من التنويع في الأساليب."
2-. أسلوب الإلقاء أو إدارة الحوار والنقاش أو توجيه الأسئلة وهو أحد العوامل ويعتمد في الغالب على القدرات الذاتية للمربي وتراكم الخبرات وقد سبق الحديث في كيفية إعطاء الدرس في موضوع إدارة الدرس في إدارة الحلقة.
3-. إثارة الانتباه ( الدهشة ) وإيجاد ردود فعل لدى المستمعين بحيث تجعلهم متواصلين مع المحاضر باستمرار ويبذلون جهدا في التركيز ومن طرق ذلك:-
· أمثلة: بجملة، مقولة، سؤال له أهميته لدى أفراد الحلقة أو إثارة مشكلة معينة، قصة مناسبة، أسئلة قصيرة محددة وهادفة. أمثلة : ( أتدرون من المفلس؟ ) ، ( من يشتري هذا بدرهم؟) ، ( ما هو سبب النجاح في الحياة ) ، ... الخ.
· أن ينتظر حتى يصمت الجميع وخاصة إذا حصلت فوضى أو حديث في الأنشطة العامة والاستعانة بالصيحات.
· تغيير أسلوب الخطاب من القوة إلى الضعف ومن انخفاض الصوت إلى ارتفاعه .
· التحرك وعدم الوقوف في مكان واحد.
· النظرات المتكررة المليئة بالثقة في عيون الحاضرين.
· استخدام الأمثلة والقصص لتوضيح أفكار الموضوع.
· دفع الجميع للمشاركة أثناء اللقاء حتى لو لم يكن مكلفا بذلك.
4-. التحدث بفاعلية وتغيير سرعة الحديث بحيث يبقى السامع متابعا ومنتبها.
5-. الوضوح واستخدام الكلمة الشائعة المناسبة.
6-. الإعداد الجيد وترتيب الفقرات وعدم وجود فترات فراغ أو تأخر البداية خاصة في الأنشطة الكبيرة كالمسابقات والرحلات فوجود هذا الفراغ من أكبر عوامل قتل الدافعية أو تأجيل هذه الأنشطة باستمرار.
7-. ضبط الأنشطة الكبيرة وعدم حصول الفوضى فيها وتوفير ما يلزم من الأدوات كالصوتيات والطاولات واللوازم الأخرى.
8-. استخدام نبرة الصوت القوية ولكن بصورة غير مزعجة.
9-. التصرفات والحركات بدون تصنع وعليه أن يتوقع دائما تصرفات غريبة أو يقوم أحيانا بتصرفات غير مألوفة لجذب الانتباه واستعادة التشويق مثل ( الوقوف والجلوس، تغيير المكان... إدخال لعبة خفيفة صحية ، قصة نكتة ، وإدخال روح المرح..""
10-. محاولة الاتصال بالجميع بالبصر فرداً فرداً وكأنك في حديث شخصي مع كل واحد منهم وهذا يشعرك بالألفة وبأنك لست منعزلا عنهم وبالتالي يكون العطاء بشكل أفضل ومثمراً.
11-. مراعاة الفروق الفردية أثناء الحديث بحيث يتناسب الحديث مع المتفوق الذي يطمح بمعلومات ذات مستويات عالية ومع المحدود والذكاء الضعيف الذي يطمح بمعلومات تناسب فهمه ويخشى المعلومات التي لا يستوعبها.
12-. التجديد والتنويع في الأساليب والوسائل والأنشطة وترك الرتابة والتكرار الممل واستخدام الصوتيات والمرئيات.
13-. تنويع شكل الحلقة والجلسة والتنويع في مكانها وطريقة إعطائها ضمن المسجد، دار القرآن ، الخلاء ، على كراسي ، جلسة العلم ، مجموعات ، فردية ... الخ.
14-. تجنب السلوك النمطي المشتت كالطرق على الطاولة أو الحديث دون النظر إليهم أو بصوت عال.
15-. استعمال التعابير غير اللفظية كحركات الرأس واليدين وتعابير الوجه.
16-. أسلوب الاستثارة الصادقة ( أو العصف الذهني ) يوضع الطالب موضع الحائر المتسائل؟
17-. توضيح أهمية الحلقة وتذكر الطالب بين الفينة والأخرى بالفائدة الأخروية المترتبة على الحلقة من الأجر والثواب ومن الفائدة الدنيوية من التطور وقوة الشخصية... الخ.
18-. عدم تكرار الأنشطة بشكل يزيل التشويق منها ويوصل الطالب إلى حالة إشباع مثل تكرار المسابقات الثقافية أو الألعاب .. حتى يستنفذ الطالب حاجاته تجاهها.
ثانيا: الدوافع الداخلية:-
وهي عوامل داخل نفس الإنسان تحفزه للحضور والتفاعل مع العملية التربوية وهي مهمة جدا ولها علاقة بالميول واتجاهات وانتباهات الإخوة إلى بعض الأنشطة دون غيرها وتؤثر في حاجتهم فتحفزها
فالبعض ينجذب إلى الجو المسجدي بفعل العلاقات والاحترام الذي يلقاه والبعض ينجذب بسبب الأنشطة الحركية التي يجد فيها ذاته ويعبر فيها عن وجوده والبعض بفعل المسابقات والجو التنافسي الذي يشعره بالتميز والنجاح ومن هنا تكمن أهمية معرفة المربي لهذه الدوافع وتصنيفاتها وكيفية اكتشفها ومن ثم تفعيلها واستثارتها.
وهذا الموضوع من المواضيع الخلافية بين علماء النفس ويوجد فيه عدد من النظريات ( سلوكية، معرفية، إنسانية ).
فالأولى تعامل الإنسان كالآلة والثانية تهتم بالفعل وتعامله كالحاسوب والثالثة تهتم بعواطفه وللمزيد تراجع كتب علم النفس التربوي ولن نستطيع التفصيل هنا
مفهوم الدافع أو الحاجة:
إن الأساس الذي يقوم عليه السلوك الإنساني هو وجود ( حاجات ) أودعها الله سبحانه وتعالى في النفس الإنسانية تدفع هذه الحاجة الإنسان إلى القيام بسلوك معين لإشباعها فإذا تم إشباع الحاجة حصل توازن في النفس الإنسانية ثم تستجد حاجة جديدة تؤدي إلى عدم التوازن فتدفع الإنسان إلى القيام بسلوك وهكذا، وهذا مخطط السلوك الإنساني وهذه الحاجات بعضها لا شعورية تكمن وراء السلوك
وباختصار : الحاجة ؛ تدفع الفرد للقيام بسلوك معين يعيد السلوك النفسية إلى حالة التوازن ، و الدافعية هي مجموعة الحالات الداخلية للنفسية والتي تحرك السلوك وتوجهه نحو هدف معين وتحافظ على استمراريته حتى تحقيق هذا الهدف.
مثال:
الجوع حاجة إنسانية تدفع الإنسان إلى الأكل وبعد أن يشبع الإنسان تنطفئ هذه الحاجة ويحدث توازن وبعد ذلك تتولد حاجة الراحة فتدفع الإنسان إلى سلوك الاستراحة وبعد التوازن تنشأ حاجة الترفيه.. وهكذا فالحاجات متجددة.
ومثال من التربية الحركية:
الإنسان فيه حاجة لتقدير الذات والشعور بالإنجاز فإذا وفر له الجو المسجدي هذا الحافز تراه يحضر ويتميز في النشاط وأجواء التنافس هذه تدفع الأخ في المرحلة التمهدية أثناء الدعوة الفردية إلى الحضور ومن هنا يجب التركيز عليها.......
وإذا ما أشبعت هذه الحاجة لدى الأخ تجده في الحلقة العامة ينجذب للحضور بدافع حاجة أخرى هي الحاجة إلى الحب والانتساب فالطالب يحب الشلة في هذه المرحلة وجو الحلقة يوفر هذا الأمر ومن هنا على المربي إذا أراد أن يندفع الطالب إلى الحضور أن يوفر أجواء الانتساب والأخوة وبعد ذلك يحدث توازن في هذه الحاجة خلال مرحلتي العامة والربط في حين نجد أن الطالب يندفع في الحلقة الخاصة تحت ضغط حاجة حب الاستطلاع لما بعد ذلك وإثبات الذات ولهذا ينجح مربي الحلقة الخاصة في إثارة الدافعية إذا أكثر من الحديث عن المراحل القادمة وإن هناك أمراً ما سيصل إليه..
وهكذا وبعد المفاتحة تلاحظ إشباع هذه الحاجة ولذلك على المربي أن يستغل هناك حاجة أخرى هي الحاجة إلى تحقيق الذات ومن هنا يندفع الطالب تحت هذه الحاجة ليتطور في عمل الجماعة وتبني أفكارها وإذا نجح المربي في تهويل أمر التنظيم نجح في إثارة دافعية الطالب وهكذا...
ومثال من التربية الإيمانية:-
في كل إنسان حاجة للأمن ولذلك إذا وقع في معصية وتحدث المربي في موضوع الترهيب تحركت هذه الحاجة فدفعت الطالب إلى سلوك التوبة وهذا تلاحظه في بدايات الالتزام ولذلك تلاحظ أن بعض الجهات الإعلامية تركز فى حملتها على إثاره الخوف من المستقبل والقلق لمنع الإخوة وإثاره خوفهم من الإنضمام للعمل لذا إذا أتقن المربي التعامل مع حاجة الأمن ثبت الطالب وتحسن ثم تتولد حاجة التقوى فتجد التركيز في الخاصة على الطاعات والعبادات ثم تتولد حاجة حب الله ... الخ وهكذا.
حقائق حول الدوافع والحاجات:
1- الدافع أو الحاجة قد تسبب أكثر من نوع من السلوك فدافع الانتماء والحب قد يولد سلوك التعلق بين الإخوة أو سلوك المشاكسة لإشباع هذا الدافع والشعور بكثرة التوجيهات أو سلوك الالتزام وهو الحالة الأفضل وهذا ينبني على كيفية تعامل المربي مع هذا الدافع.
2- السلوك الواحد قد ينجم عن أكثر من دافع فمثلا سلوك الالتزام والحضور قد يكون بدافع الاستطلاع في البداية ثم بدافع الشعور بالانتماء والحب ثم بدافع تقدير الذات وذلك حسب طبيعة الشخص والمرحلة والعمر ولذلك على المربي أن يلاحظ السلوك الذي يرغب في إنشائه وتطويره ويحرص على إثارة الدافع من خلال الحاجة المناسبة عند الطالب.
3- الدرجة المفضلة من الدافعية هي الدرجة المتوسطة إذ أن الدرجة العالية من الدافعية تؤدي إلى نتيجة عكسية مثل ضعفها إما بسبب استنفاذ الحاجات وإشباعها وفقدان الدوافع أو ظهور استجابات دخيلة غير مرغوبة أو القلق الزائد.
مثال:
كثرة الحديث في الترهيب وذكر الخوف والتركيز عليه تسبب مشكلة اليأس أمام المعاصي وزيادة القلق ومن ثم فقدان الالتزام. وكثرة التحبب من المربى تؤدي إلى تعلق الأخ به وكثرة الأنشطة والجوائز تؤدي إلى الملل وكثرة العقوبة تؤدي إلى التبلد.. الخ.
4- الشخص السوي يحقق توازنا بين أنواع الدوافع ولكن يختلف الإخوة عن بعضهم في درجات التأثر بالدوافع فبعضهم يؤثر فيه دافع الإنجاز والتحصيل والتنافس والبعض يأتي مدفوعا بحاجة الشعور بالإنتساب والحب وهكذا.
5- قياس الدافع ومعرفته يتم من خلال ملاحظة الأخ في الأنشطة والمواقف التربوية ومع أي الدوافع يستجيب بشكل أفضل فزيادة تأثر الأخ عند التركيز على دافع معين معناه أنه يستجيب لهذا الدافع ، ومن وسائل القياس : تنويع علاقة المربي بالأخ (قبول ورفض) ، إجراءات الحرمان، تنويع علاقة الأخ بالعمل التربوي (ثواب وعقاب) ، (ملاحظة سلوك الأخ)
تصنيف الحاجات والدوافع:
انطلاقا من خلاف علماء النفس حول مفهوم الدوافع اختلفوا في تصنيفها ومن أكثر التصنيفات شيوعا ( هرم ماسلو للحاجات ).
وتنقسم الدوافع والحاجات بشكل عام إلى قسمين رئيسيين:
1- الدوافع الأساسية ( الحيوية ).
أ- الحشوية : ( الطعام والشراب ، الأوكسجين الدفء ، النوم ).
ب- السلامة والأمن وتجنب الأذى وحماية الجسم.
ج- الحاجة للاستثارة والنشاط والحركة والعمل وتشغيل الحواس..
د- الحاجة الجنسية.
وتمثل هذه الحاجات الأساس في الحاجات الإنسانية ولكن الإنسان
يتجاوزها إلى أعلى مرتبة وهي الحاجات النفسية ولذلك ترى الإنسان
يصير على الجوع في سبيل فكرة الصيام بدافع حاجة نفسية في الحاجة
إلى النظام والمعنى والترتيب التي تولد التدين والالتزام. وهذه الحاجات واضحة يمكن الشعور بها ويسهل تعامل المربي معها وخاصة في إجراءات العقاب وملاحظة أسباب انحراف السلوك وتعديله.
2- الدوافع النفسية الثانوية :
حب الاستطلاع والفضول :
تتمثل هذه الحاجة بالرغبة الشديدة لدى الفرد بالحصول على المعلومة وكشف كل شيء جديد وتكون هذه الحاجة أشد كلما كان العمر أصغر ويمكن استغلال هذه الحاجة بإثارة دافعية الاستمرار والتميز بالإشارة إلى ما ينتظر الأخ في الدروس القادمة
يترك معلومات دائما في نهاية كل درس لاستثارة الأخ يتم الكشف عنها في الدرس السابق ( مثل نظام قصة ألف ليلة وليلة ) إضافة إلى تهويل المراحل القادمة وأن هناك معلومات وأنشطة لمن يستمر وهذا يتعزز بشكل أكبر في الربط و المتقدمة ويصل القمة في الأخلاق ويحتاج إلى التجديد الدائم والبحث عن معلومات مهمة يحتاجها الفرد وتثير فضوله واستطلاعه . وتمثل حالات الإدمان على المخدرات والوقوع في المشاكل الجنسية ومشاكل الأفلام و بعض السلوكات السلبية انعكاساً سلبياً لهذه الحاجة .
الحاجة إلى النظام والمعنى والترتيب:-
تتمثل هذه الحاجة برغبة الفرد بأن تكون حياته ذات معنى ويمكن استغلال هذه الحاجة بتحميل الطالب المسؤولية والأهداف السامية والفكر وبالتالي يتقبل منظومة الفكر والحركة وأفكارها مثل المرجعية والطاعة وحمل غايات وأهداف في الحياة فيقدر هذا الالتزام ويندفع باتجاه الحلقة التي توجد عنده الشعور بمعنى الحياة وأنها غاية وكذلك يمكن استغلال هذه الحاجة في تعديل السلوك بطريقة تدريجية وعلى شكل خطوات مثل صفات شباب المسجد، واجب شباب المسجد، أركان الأسرة ، حقوق الأخوة ... وأمثال هذه المواضيع.
التقبل الاجتماعي:-
أي الحاجة إلى الأمن والكفاية والأهلية ضمن جماعة أو أسرة معينة ويمكن استغلال هذه الحاجة بتعزيز فكرة الولاء لدار القرآن وللمسجد وترك الصحبة السيئة والتميز بالسلوك واللباس والمظهر ولذلك مثلا تجد أصحاب هذا النوع من الحاجات يبدأ بحمل المسبحة والمسواك والمصحف ولبس الثوب بشكل تلقائي ، كما يمكن استغلال هذه الحاجة لعلاج حالات الانطواء والانعزال والمثالية وضعف الشخصية.
حاجة الحب والانتساب:-
وهي الحاجة إلى تكوين علاقات طيبة ضمن البعد العاطفي والوجداني حيث يحب الإنسان أن يشعر أنه مقبول ومرغوب فيه ومحبوب. وكثير من حالات التمرد والعصيان والانحراف سببها فقدان هذا الشعور، وهذا النوع من الحاجات عند بعض الناس أهم من دافع الإنجاز فهو يفضل تكوين العلاقات الطيبة ولو على حساب كفاية العمل ويفضل الاقتراب والولاء فيعمل على جلب أفراد إلى الحلقة مهما كان مستواهم
ويمكن أن يستثمر هذا الدافع في بناء الأخوة والتركيز على حقوقها والحب في الله ويتطور هذا الشعور إلى أن يصل إلى الانتماء إلى جماعة أو أكثر للقبول الاجتماعي وهو بالنسبة لنا مهم جدا لتركيز الإسلام عليه ولأنه من خلاله نصل إلى التنظيم. ويمكن فقد أصحاب هذه الحاجة إذا ركز المربي على العقوبة أو قلل من علاقته مع أصحاب هذه الحاجة وكان الحاجز سميكاً.
احترام الذات وتقديرها :-
وهي رغبة الفرد في تحقيق قيمته كإنسان مميز من خلال إشباع مشاعر القوة والثقة والجدارة والتحصيل ولذلك يجب على المربي التركيز على أصحاب هذه الحاجات بمرور الطالب بمثل هذه المشاعر من خلال قيادة المجموعة والطليعة، المرور بخبرات النجاح في مهارات التحدي كالتنافس في المسابقات للصغار والفوز والإنجاز وللكبار ألعاب المخاطرة والنشاطات الحركية والتكاليف الحركية الصعبة ومجاهدة النفس والإيمانيات العالية للمتميزين وتعزيز الأخ لأهمية الحلقة والالتزام والمقارنة بينها وبين عدمها والشباب المهمل. وينبغي الحذر من شعور الفرد بنقص الثقة وانعدامها وشعوره بالدونية والعجز والضعف،
من التوبيخ واللوم ووجوده في بيئات تسخر من شخصيته الملتزمة لأن ذلك يؤدي إلى هروبه ولجوءه إلى قيادة شلة وزعامة
الحاجة إلى تطوير القيم والمثل العليا ( تحقيق الذات ) / الحاجات الجمالية.
وهو نزوع الإنسان إلى تحقيق ذاته بالطريقة التي تنبع من مبادئه وقيمة وهنا يأتي دور الانتظام واستغلال هذا الدافع من خلال تفريغ طاقات الطلاب الصغار بأنشطة تتعلق بالمسجد من خلال الطاعات والخدمة في دار القرآن وللكبار بممارسة الدعوة الفردية ومجالس الطلبة والإذاعة ... الخ
ويجب الحذر من كبت مبادرات الطلاب لأننا تحارب هذه الحاجة ويتوجه الطالب عندها لغيرنا.
دوافع أخرى: المعرفة – النجاح – التحصيل – الإنجاز – التنافس والحاجة للتقدير.
أهمية الدافعية ودورها في عملية التعليم ((وظائف الدافعية )):
يتبين لنا مما سبق أهمية الدوافع في عملية التعليم ووظائفها:-
1- تحريك السلوك بعد حالة الاتزان النفسي مثل ضعف الحضور في الحلقة أو روتينية الحلقة ليأتي النشاط المرافق أو التكليف أو المحاسبة ليشكل عاملا محركا.
والدافع في الحقيقة لا يسبب السلوك وإنما يستثير الفرد للقيام بالسلوك ولذلك إذا مثل النشاط التربوي مثل : ( حضور الحلقة ، والنشاط ، عمل اليوم والليلة ) تحديا معينا للفرد اندفع له ولذا فإن الأخ إذا تأكد بأن أدائه سوف يتم تقييمه فإنه سيندفع باتجاهه تحسين الأداء. والعكس صحيح ولذلك فإن الطالب ينبغي أن يلاحق بالاختبارات والتقييم بشكل سافر وواضح.
2- توجيه السلوك نحو وجهة معينة بحيث تساعد الفرد على اختيار وسائل إشباع الحاجات فمثلا يمكن أن تكون الشلة أو الحلقة والدوافع توجه إلى وسيلة الحلقة والإقدام والابتعاد عن الشلة والإحجام عنها إذا كانت الحلقة تمثل تحديا أفضل وتشجع الحاجات بشكل أفضل فالشلة تشبع دافع الحب والانتساب وتحقيق الذات ولكن يجب أن تتفوق عليها الحلقة بدافع التقبل وتقدير الذات والقيم والإنجاز والترتيب المعنى ... الخ وإذا تم التعامل بشكل جيد مع الحاجات فإنها تؤدي إلى ديمومة السلوك ويسمى عند ذلك حافزا ولذلك ينبغي تجديد الحوافز والدوافع وتفعيلها.
3- الوظيفة التوقعية ( مستوى التحدي ):
وهي من خلال توقع أن ناتجا معينا سينتج من هذا السلوك ووضع طموح معين يخبر الطالب به مثل : ( من يثبت سيصل إلى الترفيع – من يلتزم سيكون إلى الجنة ... السمع والطاعة دليل الرجولة ).
ومما يساعد على هذه الوظيفة:-
أ- خبرات الطالب في النجاح والفشل فيما سبق من أنشطة ومسابقات فضعف الطالب المتكرر في الأنشطة وفي المسابقة وتكرر الفشل يؤدي إلى انخفاض مدى توقعه النجاح في المستقبل وبالتالي تنخفض دافعيته ويشعر بالدونية ويتراجع أداؤه. ولذا يجب أن تعزز الطالب وتبرز لديه إنجازاته ومروره بخبرة النجاح والتميز في المتابعات والحضور والأنشطة المختلفة.
ب- طبيعة المستوى المطلوب فالخاصة مستوى طموحها مرتفع أكثر من العامة والربط ولذلك تلاحظ فيها اندفاعية أكبر ولذلك يجب على المربي أن يرفع مستوى التحدي في العامة والربط بما يناسب مستوى الطالب.
ج- الطبيعة الشخصية من حيث توفر دافع الإنجاز والتقدم عند الطالب أو سذاجته وعدم اهتمامه. لذلك قد يكون عدم توفر الدافعية سببه مشكلة في شخصية الطالب يجب حلها أولاً.
د- العوامل الانفعالية: مثل عدم الطمأنينة وعدم الشعور بالأمن في الخاصة يؤدي إلى مستوى أكبر من الطموح والدافعية لذلك يجب دائما إثارة مشاعر التحدي والقلق لكن بتوازن.
ه- ضغط الجماعات التي ينتمي إليها ( الحلقة ، الشيخ ، البيت ، وخاصة الحلقة ) ولذلك يجب على المربي استثمار العلاقات بين أفراد الحلقة في إثارة دافعية من تنخفض دافعيته.
وإذا شعر الطالب بالفشل بشكل متكرر فإنه يفقد الطموح وبالتالي يفقد الدافعية.
4- الوظيفة الباعثية.
بمعنى أن يتوفر نتيجة السلوك غاية معينة تشبع الحاجات والدوافع فإذا تم ترتيب زيادة علامات في المسابقة مثلا للمجموعة المنضبطة فإن ذلك سيعزز سلوك الانضباط ويبعث عليه.
ومن أبرز ما يساعد على إبراز الوظيفة الباعثية للدوافع ما يلي:-
(1) حصول الفرد على شيء مرغوب فيه بعد السلوك (جائزة ، علامة ، مركز ، ترفيع ) .
(2) حصول الفرد على شيء غير مرغوب فيه بعد السلوك ( خصم علامة، عقوبة، رفض).
(3) انتهاء وضع غير مرغوب فيه نتيجة السلوك ( القبول / السماح بحضور النشاط).
( 4) انتهاء وضع مرغوب فيه نتيجة السلوك ( حرمان من الحلقة، النشاط... الخ ).
التعزيز الإيجابي والسلبي.
ملاحظات عامة:-
· التشجيع المتتابع يزيد الأداء واللوم المتتابع بنقص الداء / مثال كثرة العقوبات تقلل المستوى الإيماني و الدافعية.
· التشجيع أحسن أثرا من اللوم لأن نتائجه أكثر ديمومة.
· التشجيع واللوم أفضل من الوقف بشكل محايد.
· التشجيع لا ينفع مع الضعفاء / فالطالب فاقد الإنجاز لا يصلح معه التشجيع لأنه لا يثير حاجة.
· اللوم لا يؤثر كثيرا في المتفوقين جدا وخاصة المراهقين.
· يجب إعطاء نتائج البواعث بشكل سريع فتأخير الباعث يقلل الدافعية مثل تأخير نتائج المسابقة.
· وجود رسائل تربوية مرافقة يساهم بشكل أحسن ( كلمة توجيهية، رسالة ورقية... ).
مفاتيح إثارة الدافعية :-
1- تشجيع الطلاب وإثارتهم للاهتمام بالحلقة والنشاط المسجدي من خلال مجموعة من الأمور:
· إظهار حماس المربي واهتمامه بالقضية أولا.ً
· إيجاد صلة بين ما يتعلمه الطالب في الحلقة والنشاط المسجدي وبين حياته العملية والربط بين النظرية والتطبيق ، وذكر التجارب الشخصية.. دائما نسأل أنفسنا لماذا يحتاج الطالب هذه المادة التربوية .
· إثارة الحماس والاكتشاف لدى الطلبة باستخدام الأسئلة الاستثارة وتزويدهم بالمراجع.
· استخدام أسلوب إشراك الطالب في الوصول إلى المعلومة وفعالية الحلقة ( النشاط الفعال ).
· التركيز على الأنشطة المرافقة التي تثير حماس الطالب .
· التأكد من التزام الطلبة وأنهم جميعا يحضرون بدافع التطور وليس مجرد الحضور والاستطلاع.
· تطوير علاقات الطلاب الأخوية ليكون الاندفاع عاطفيا داخليا.
· إيجاد جو من التقبل والاحترام والانتماء لدار القرآن واستغلال حاجات تقدير الذات.
استثارة حب الاستطلاع من خلال البداية بقصة مثيرة أو وضع غير مألوف أو مشكلة تثير التحدي وتأسر اهتماماتهم بشرط أن تكون وثيقة الصلة بالمادة التربوية.
ملاحظات في التعامل مع الطلاب غير المبالين وإثارة الدافعية لديهم:
· محاولة إنشاء علاقة مع المربي ومعرفة سبب عدم المبالاة.
· استخدام أسماء الطلاب والتركيز على مناداتهم ضمن الحلقة لإشعارهم بالاهتمام.
· الجلسة الفردية لمساعدة الطالب على حل مشاكله وإشعاره بالاهتمام.
· معرفة مدى التقدم التربوي مبكرا ومتابعتهم باستمرار قبل حصول المشكلة وتراكمها .
· إيجاد صلة بين المواضيع التربوية وحياة الطالب وربطها بالواقع الذي نعيشه.
· إشراك الطلاب بحماس المربي وإخبارهم لماذا يحب دار القرآن واستضافة مربين آخرين وإدخال مشوقات.
2- إبراز الصلة بين المادة التربوية وحاجات الطالب وظروفه ولتحقيق ذلك:-
· اختيار أهداف وأنشطة لها معنى في نفس الطالب تعالج مشكلات معاصرة وحيوية لدى الطالب. مثل الدخان، الأغاني، الجنس، الاستهزاء بالتدين.
· العمل على ضبط الموضوع التربوي بالخبرات المعرفية عن الطلبة والانطلاق من أمور يعايشونها ويتعاملون معها.
· لفت انتباه الطالب إلى فوائد الموضوع المُتعلم وبمقدار شعور الطالب بأهمية الموضوع تزيد إمكانية توفر الدافعية.
· الربط بين السابق واللاحق في التعليم.
3- جعل الطلبة يحتفظون بتوقعات من النجاح واستثارة حاجة النجاح والإنجاز.
· وضع أنشطة تربوية ومطلوبات مناسبة لمختلف المستويات ويحقق كل أنماط الطلاب منها نجاح معين، إلقاء محاضرة، قيادة نشاط ورشة عمل... الخ.
· وضع حوافز توفر نشاطات ذات أهداف فردية المدى يحققها الطالب ويشارك في صياغتها ( دعوة خمس من أفراد صفه، مسابقة اليوم، زاوية الطلبة). تطوير عملية التعليم الذاتي ومساعدة الطلاب في التقييم الذاتي لأدائهم.
· أن يعطي الطلبة درجة من السيطرة على ما يتعلمون باختيار الوقت والطريقة والموازنة بين دورهم ودور المربي ثم اقتراح أنشطة مرافقة، مبادرات وتشجيعها ).
· التركيز على نجاحات الطلبة ولفت الانتباه لها . حتى لو كان النجاح بسيطا .
· بناء ثقة الطالب بنفسه بحيث يشعر بالأمن وهو يعمل لتحقيق الهدف ( أنتم لها، شباب المساجد، رجال الغد).
4- العمل على إثارة الحماس للمحتوى التربوي:·
تزويد الطالب بنموذج للحصول على المعلومة من الحلقة لإثارة الحماس / مسابقة حول مادة الحلقة بحيث تكون هي المصدر الوحيد.
· تزويد الطالب بنماذج خاصة من أنماط حل المشكلات مثل ورشة عمل حوار بحيث يكون الطالب منتج للمعرفة وليس مجرد متلقي لها فقط.
مساعدة الطلاب و تزويدهم بالحماس للقيام بمشاريع تخدم المادة التربوية / والتعبير عما يتعلموه، مجلة حائط، دعوة).
· إخبار الطلاب بأن من الممكن إجراء مسابقة حول المادة التربوية وإجراؤها أحيانا.
· تلخيص الطلاب للمادة أثناء الحديث ومقارنة التلاخيص شفهيا أو كتابيا.
5-تطوير إعطاء الحلقة بحيث يبقى الطلبة في حالة دائمة من الاهتمام.
· وضع التوقعات والأهداف المطلوبة في الدرس وذكرها في بداية الدرس.
· تنويع وإبداع في طرق التدريس بشكل يثير الاهتمام.
· التخطيط للأنشطة بشكل جيد حتى تقدم الحافز المطلوب.
· اختيار المثيرات والأمثلة والتكليفات والأنشطة المرافقة بشكل مناسب.
· القيام أحيانا بأمور غير متوقعة ويضع في اعتباره حدوث أمر غير متوقع.
· استخدام الأمثلة المألوفة والمعروفة لدى الطلاب في البداية ثم غيرها لاستدعاء المعرفة.
· ترتيب التكاليف بما يناسب مع حاجات الطلاب واهتماماتهم.
· التواصل بين المربي والطالب للتعرف على التوقعات والسلوك.
· توفير جو عام وتدعيمه بحيث يكون هناك انسجام بين أفراد الحلقة من حيث شعور الأفراد بالأمن وتحقيق الذات والحب والانتماء بتخفيف حدة التنافس وعدم تكثير العقوبات ... الخ بحيث يقل الشعور بالقلق ويصبح الجو المسجدي ممتعاً.
· التقليل من قلق الطالب وشعوره بالضعف وتشجيعه على المشاركة .
· إثارة شعور الطلبة بأنهم أصحاب قرار فيما يتعلموه ومسئوليتهم في دار القرآن والحلقة...
6- التزويد بتغذية راجعة ومراجعة تعزيز الأداء:-
· إعطاء الطالب فرص متكررة للإجابة والمشاركة والقيام بمهمات و تكاليف.
· تقويم أداء الطلبة في جدول المحاسبة وسجل التقدم وتزويدهم بملاحظات عن تقدمهم.
· استخدام معززات مناسبة لتحسين سلوكهم. ويجب أن يكون التقدير مباشرا.
· مساعدة الطلبة على الثقة بأنفسهم وعزو إنجازاتهم لأنفسهم وليس لعوامل خارجية.
· إشعارهم بأنهم في تطور متزايد ومستمر.
تزويد الطالب بمجاملات اجتماعية في حالات الإخفاق وإعطاء فرص أخرى.
والمربي هو صاحب الدور الأهم في استثارة الدافعية للطلاب وتوفير الجو المناسب بالعدل بين الطلاب وإبقاء الطالب على قدر من الحماس ، يتحسس حاجاتهم ويثير الحماس فيهم كلما خبا ويدفعهم إلى الحلقة والالتزام ويساعدهم.
ضمن سلسه تربوية وضمن مفاهيم تربوية وضعت فى الركن هنا فهذه دورة تربوية تحت عنوان
الدافعية والتشويق
وتضم العناصر التالية :
مدخل عام
عوامل التشويق الخارجية
الدوافع الداخلية
تصنيف الحاجات الإنسانية
دور الدوافع في عملية التربية
مفاتيح إثارة الدافعية
مدخل عام:
يعد هذا الموضوع من المواضيع الأساسية والمهمة في عملية التربية إذ أن وجود الدافعية لدى الإخوة ووجود عناصر التشويق يساهم في نجاح العملية التربوية بشكل مميز ويسهل عملية التطور التربوي وتعديل السلوك ويؤدي إلى استمرارية الفعل وثباته.
واندفاع الإخوة لحضور الحلقة والالتزام وتنفيذ التوجيهات يقوم على عاملين رئيسيين:-
عوامل التشويق الخارجية المتمثلة في نوعية النشاط وطريقة الأداء التربوي ومستواه.
عوامل اندفاع داخلية وحوافز تنبع من نفوس الإخوة وهي ما تسمى الدوافع.
وفي ضوء فهم هذين العاملين وحسن تعامل المربي معهما يكون نجاحه في تربية الإخوة واستثارة حماسهم واستمراريتهم وتفاعلهم مع المفاهيم. وستتعرف في هذا الموضوع على أسس التعامل مع هذه العوامل
تمرين بداية :
يقوم المدرب بإثارة الانتباه بحركة غير مألوفة :
•مثال: يطلب إلى كل واحد من الحضور تغيير المكان
•يطلب منه أن يغير في مظهره تغييراً جديداُ
•يرسم رسما ويطلب منهم التعليق عليه
•يذكر قصة من التحضير للتدريب.
أولا: عوامل التشويق الخارجية:-
وهي عوامل توجد في طريقة إعطاء المربي للدرس أو إدارته للنشاط وتساهم في حدوث أكبر تفاعل ممكن معه وعدم حصول الملل والضجر أثناء النشاط وتساهم في استمرارية حضور الإخوة واستفادتهم من الأنشطة والدروس التربوية.
وفي ما يلي إشارة إلى بعض هذه العوامل:-
1-. اختيار أسلوب العرض المناسب للموضوع والحالة النفسية والوقت والجو العام على نحو ما بينا في موضوع الأساليب التربوية: إلقاء، تلقين، حوار ونقاش، حل المشكلات، تدريس المفهوم.. الخ "........ وكل من هذه الأساليب يساهم إذا وضع في مكانه الصحيح في إثارة عوامل التشويق فالمحاضرة مثلا إذا كانت في معلومات مكرورة قديمة تؤدي إلى الملل والحوار في معلومات لا توجد عنها خلفيات لدى الطلبة تفشل اللقاء وتسبب الفوضى ومن هنا لا بد من التنويع في الأساليب."
2-. أسلوب الإلقاء أو إدارة الحوار والنقاش أو توجيه الأسئلة وهو أحد العوامل ويعتمد في الغالب على القدرات الذاتية للمربي وتراكم الخبرات وقد سبق الحديث في كيفية إعطاء الدرس في موضوع إدارة الدرس في إدارة الحلقة.
3-. إثارة الانتباه ( الدهشة ) وإيجاد ردود فعل لدى المستمعين بحيث تجعلهم متواصلين مع المحاضر باستمرار ويبذلون جهدا في التركيز ومن طرق ذلك:-
· أمثلة: بجملة، مقولة، سؤال له أهميته لدى أفراد الحلقة أو إثارة مشكلة معينة، قصة مناسبة، أسئلة قصيرة محددة وهادفة. أمثلة : ( أتدرون من المفلس؟ ) ، ( من يشتري هذا بدرهم؟) ، ( ما هو سبب النجاح في الحياة ) ، ... الخ.
· أن ينتظر حتى يصمت الجميع وخاصة إذا حصلت فوضى أو حديث في الأنشطة العامة والاستعانة بالصيحات.
· تغيير أسلوب الخطاب من القوة إلى الضعف ومن انخفاض الصوت إلى ارتفاعه .
· التحرك وعدم الوقوف في مكان واحد.
· النظرات المتكررة المليئة بالثقة في عيون الحاضرين.
· استخدام الأمثلة والقصص لتوضيح أفكار الموضوع.
· دفع الجميع للمشاركة أثناء اللقاء حتى لو لم يكن مكلفا بذلك.
4-. التحدث بفاعلية وتغيير سرعة الحديث بحيث يبقى السامع متابعا ومنتبها.
5-. الوضوح واستخدام الكلمة الشائعة المناسبة.
6-. الإعداد الجيد وترتيب الفقرات وعدم وجود فترات فراغ أو تأخر البداية خاصة في الأنشطة الكبيرة كالمسابقات والرحلات فوجود هذا الفراغ من أكبر عوامل قتل الدافعية أو تأجيل هذه الأنشطة باستمرار.
7-. ضبط الأنشطة الكبيرة وعدم حصول الفوضى فيها وتوفير ما يلزم من الأدوات كالصوتيات والطاولات واللوازم الأخرى.
8-. استخدام نبرة الصوت القوية ولكن بصورة غير مزعجة.
9-. التصرفات والحركات بدون تصنع وعليه أن يتوقع دائما تصرفات غريبة أو يقوم أحيانا بتصرفات غير مألوفة لجذب الانتباه واستعادة التشويق مثل ( الوقوف والجلوس، تغيير المكان... إدخال لعبة خفيفة صحية ، قصة نكتة ، وإدخال روح المرح..""
10-. محاولة الاتصال بالجميع بالبصر فرداً فرداً وكأنك في حديث شخصي مع كل واحد منهم وهذا يشعرك بالألفة وبأنك لست منعزلا عنهم وبالتالي يكون العطاء بشكل أفضل ومثمراً.
11-. مراعاة الفروق الفردية أثناء الحديث بحيث يتناسب الحديث مع المتفوق الذي يطمح بمعلومات ذات مستويات عالية ومع المحدود والذكاء الضعيف الذي يطمح بمعلومات تناسب فهمه ويخشى المعلومات التي لا يستوعبها.
12-. التجديد والتنويع في الأساليب والوسائل والأنشطة وترك الرتابة والتكرار الممل واستخدام الصوتيات والمرئيات.
13-. تنويع شكل الحلقة والجلسة والتنويع في مكانها وطريقة إعطائها ضمن المسجد، دار القرآن ، الخلاء ، على كراسي ، جلسة العلم ، مجموعات ، فردية ... الخ.
14-. تجنب السلوك النمطي المشتت كالطرق على الطاولة أو الحديث دون النظر إليهم أو بصوت عال.
15-. استعمال التعابير غير اللفظية كحركات الرأس واليدين وتعابير الوجه.
16-. أسلوب الاستثارة الصادقة ( أو العصف الذهني ) يوضع الطالب موضع الحائر المتسائل؟
17-. توضيح أهمية الحلقة وتذكر الطالب بين الفينة والأخرى بالفائدة الأخروية المترتبة على الحلقة من الأجر والثواب ومن الفائدة الدنيوية من التطور وقوة الشخصية... الخ.
18-. عدم تكرار الأنشطة بشكل يزيل التشويق منها ويوصل الطالب إلى حالة إشباع مثل تكرار المسابقات الثقافية أو الألعاب .. حتى يستنفذ الطالب حاجاته تجاهها.
ثانيا: الدوافع الداخلية:-
وهي عوامل داخل نفس الإنسان تحفزه للحضور والتفاعل مع العملية التربوية وهي مهمة جدا ولها علاقة بالميول واتجاهات وانتباهات الإخوة إلى بعض الأنشطة دون غيرها وتؤثر في حاجتهم فتحفزها
فالبعض ينجذب إلى الجو المسجدي بفعل العلاقات والاحترام الذي يلقاه والبعض ينجذب بسبب الأنشطة الحركية التي يجد فيها ذاته ويعبر فيها عن وجوده والبعض بفعل المسابقات والجو التنافسي الذي يشعره بالتميز والنجاح ومن هنا تكمن أهمية معرفة المربي لهذه الدوافع وتصنيفاتها وكيفية اكتشفها ومن ثم تفعيلها واستثارتها.
وهذا الموضوع من المواضيع الخلافية بين علماء النفس ويوجد فيه عدد من النظريات ( سلوكية، معرفية، إنسانية ).
فالأولى تعامل الإنسان كالآلة والثانية تهتم بالفعل وتعامله كالحاسوب والثالثة تهتم بعواطفه وللمزيد تراجع كتب علم النفس التربوي ولن نستطيع التفصيل هنا
مفهوم الدافع أو الحاجة:
إن الأساس الذي يقوم عليه السلوك الإنساني هو وجود ( حاجات ) أودعها الله سبحانه وتعالى في النفس الإنسانية تدفع هذه الحاجة الإنسان إلى القيام بسلوك معين لإشباعها فإذا تم إشباع الحاجة حصل توازن في النفس الإنسانية ثم تستجد حاجة جديدة تؤدي إلى عدم التوازن فتدفع الإنسان إلى القيام بسلوك وهكذا، وهذا مخطط السلوك الإنساني وهذه الحاجات بعضها لا شعورية تكمن وراء السلوك
وباختصار : الحاجة ؛ تدفع الفرد للقيام بسلوك معين يعيد السلوك النفسية إلى حالة التوازن ، و الدافعية هي مجموعة الحالات الداخلية للنفسية والتي تحرك السلوك وتوجهه نحو هدف معين وتحافظ على استمراريته حتى تحقيق هذا الهدف.
مثال:
الجوع حاجة إنسانية تدفع الإنسان إلى الأكل وبعد أن يشبع الإنسان تنطفئ هذه الحاجة ويحدث توازن وبعد ذلك تتولد حاجة الراحة فتدفع الإنسان إلى سلوك الاستراحة وبعد التوازن تنشأ حاجة الترفيه.. وهكذا فالحاجات متجددة.
ومثال من التربية الحركية:
الإنسان فيه حاجة لتقدير الذات والشعور بالإنجاز فإذا وفر له الجو المسجدي هذا الحافز تراه يحضر ويتميز في النشاط وأجواء التنافس هذه تدفع الأخ في المرحلة التمهدية أثناء الدعوة الفردية إلى الحضور ومن هنا يجب التركيز عليها.......
وإذا ما أشبعت هذه الحاجة لدى الأخ تجده في الحلقة العامة ينجذب للحضور بدافع حاجة أخرى هي الحاجة إلى الحب والانتساب فالطالب يحب الشلة في هذه المرحلة وجو الحلقة يوفر هذا الأمر ومن هنا على المربي إذا أراد أن يندفع الطالب إلى الحضور أن يوفر أجواء الانتساب والأخوة وبعد ذلك يحدث توازن في هذه الحاجة خلال مرحلتي العامة والربط في حين نجد أن الطالب يندفع في الحلقة الخاصة تحت ضغط حاجة حب الاستطلاع لما بعد ذلك وإثبات الذات ولهذا ينجح مربي الحلقة الخاصة في إثارة الدافعية إذا أكثر من الحديث عن المراحل القادمة وإن هناك أمراً ما سيصل إليه..
وهكذا وبعد المفاتحة تلاحظ إشباع هذه الحاجة ولذلك على المربي أن يستغل هناك حاجة أخرى هي الحاجة إلى تحقيق الذات ومن هنا يندفع الطالب تحت هذه الحاجة ليتطور في عمل الجماعة وتبني أفكارها وإذا نجح المربي في تهويل أمر التنظيم نجح في إثارة دافعية الطالب وهكذا...
ومثال من التربية الإيمانية:-
في كل إنسان حاجة للأمن ولذلك إذا وقع في معصية وتحدث المربي في موضوع الترهيب تحركت هذه الحاجة فدفعت الطالب إلى سلوك التوبة وهذا تلاحظه في بدايات الالتزام ولذلك تلاحظ أن بعض الجهات الإعلامية تركز فى حملتها على إثاره الخوف من المستقبل والقلق لمنع الإخوة وإثاره خوفهم من الإنضمام للعمل لذا إذا أتقن المربي التعامل مع حاجة الأمن ثبت الطالب وتحسن ثم تتولد حاجة التقوى فتجد التركيز في الخاصة على الطاعات والعبادات ثم تتولد حاجة حب الله ... الخ وهكذا.
حقائق حول الدوافع والحاجات:
1- الدافع أو الحاجة قد تسبب أكثر من نوع من السلوك فدافع الانتماء والحب قد يولد سلوك التعلق بين الإخوة أو سلوك المشاكسة لإشباع هذا الدافع والشعور بكثرة التوجيهات أو سلوك الالتزام وهو الحالة الأفضل وهذا ينبني على كيفية تعامل المربي مع هذا الدافع.
2- السلوك الواحد قد ينجم عن أكثر من دافع فمثلا سلوك الالتزام والحضور قد يكون بدافع الاستطلاع في البداية ثم بدافع الشعور بالانتماء والحب ثم بدافع تقدير الذات وذلك حسب طبيعة الشخص والمرحلة والعمر ولذلك على المربي أن يلاحظ السلوك الذي يرغب في إنشائه وتطويره ويحرص على إثارة الدافع من خلال الحاجة المناسبة عند الطالب.
3- الدرجة المفضلة من الدافعية هي الدرجة المتوسطة إذ أن الدرجة العالية من الدافعية تؤدي إلى نتيجة عكسية مثل ضعفها إما بسبب استنفاذ الحاجات وإشباعها وفقدان الدوافع أو ظهور استجابات دخيلة غير مرغوبة أو القلق الزائد.
مثال:
كثرة الحديث في الترهيب وذكر الخوف والتركيز عليه تسبب مشكلة اليأس أمام المعاصي وزيادة القلق ومن ثم فقدان الالتزام. وكثرة التحبب من المربى تؤدي إلى تعلق الأخ به وكثرة الأنشطة والجوائز تؤدي إلى الملل وكثرة العقوبة تؤدي إلى التبلد.. الخ.
4- الشخص السوي يحقق توازنا بين أنواع الدوافع ولكن يختلف الإخوة عن بعضهم في درجات التأثر بالدوافع فبعضهم يؤثر فيه دافع الإنجاز والتحصيل والتنافس والبعض يأتي مدفوعا بحاجة الشعور بالإنتساب والحب وهكذا.
5- قياس الدافع ومعرفته يتم من خلال ملاحظة الأخ في الأنشطة والمواقف التربوية ومع أي الدوافع يستجيب بشكل أفضل فزيادة تأثر الأخ عند التركيز على دافع معين معناه أنه يستجيب لهذا الدافع ، ومن وسائل القياس : تنويع علاقة المربي بالأخ (قبول ورفض) ، إجراءات الحرمان، تنويع علاقة الأخ بالعمل التربوي (ثواب وعقاب) ، (ملاحظة سلوك الأخ)
تصنيف الحاجات والدوافع:
انطلاقا من خلاف علماء النفس حول مفهوم الدوافع اختلفوا في تصنيفها ومن أكثر التصنيفات شيوعا ( هرم ماسلو للحاجات ).
وتنقسم الدوافع والحاجات بشكل عام إلى قسمين رئيسيين:
1- الدوافع الأساسية ( الحيوية ).
أ- الحشوية : ( الطعام والشراب ، الأوكسجين الدفء ، النوم ).
ب- السلامة والأمن وتجنب الأذى وحماية الجسم.
ج- الحاجة للاستثارة والنشاط والحركة والعمل وتشغيل الحواس..
د- الحاجة الجنسية.
وتمثل هذه الحاجات الأساس في الحاجات الإنسانية ولكن الإنسان
يتجاوزها إلى أعلى مرتبة وهي الحاجات النفسية ولذلك ترى الإنسان
يصير على الجوع في سبيل فكرة الصيام بدافع حاجة نفسية في الحاجة
إلى النظام والمعنى والترتيب التي تولد التدين والالتزام. وهذه الحاجات واضحة يمكن الشعور بها ويسهل تعامل المربي معها وخاصة في إجراءات العقاب وملاحظة أسباب انحراف السلوك وتعديله.
2- الدوافع النفسية الثانوية :
حب الاستطلاع والفضول :
تتمثل هذه الحاجة بالرغبة الشديدة لدى الفرد بالحصول على المعلومة وكشف كل شيء جديد وتكون هذه الحاجة أشد كلما كان العمر أصغر ويمكن استغلال هذه الحاجة بإثارة دافعية الاستمرار والتميز بالإشارة إلى ما ينتظر الأخ في الدروس القادمة
يترك معلومات دائما في نهاية كل درس لاستثارة الأخ يتم الكشف عنها في الدرس السابق ( مثل نظام قصة ألف ليلة وليلة ) إضافة إلى تهويل المراحل القادمة وأن هناك معلومات وأنشطة لمن يستمر وهذا يتعزز بشكل أكبر في الربط و المتقدمة ويصل القمة في الأخلاق ويحتاج إلى التجديد الدائم والبحث عن معلومات مهمة يحتاجها الفرد وتثير فضوله واستطلاعه . وتمثل حالات الإدمان على المخدرات والوقوع في المشاكل الجنسية ومشاكل الأفلام و بعض السلوكات السلبية انعكاساً سلبياً لهذه الحاجة .
الحاجة إلى النظام والمعنى والترتيب:-
تتمثل هذه الحاجة برغبة الفرد بأن تكون حياته ذات معنى ويمكن استغلال هذه الحاجة بتحميل الطالب المسؤولية والأهداف السامية والفكر وبالتالي يتقبل منظومة الفكر والحركة وأفكارها مثل المرجعية والطاعة وحمل غايات وأهداف في الحياة فيقدر هذا الالتزام ويندفع باتجاه الحلقة التي توجد عنده الشعور بمعنى الحياة وأنها غاية وكذلك يمكن استغلال هذه الحاجة في تعديل السلوك بطريقة تدريجية وعلى شكل خطوات مثل صفات شباب المسجد، واجب شباب المسجد، أركان الأسرة ، حقوق الأخوة ... وأمثال هذه المواضيع.
التقبل الاجتماعي:-
أي الحاجة إلى الأمن والكفاية والأهلية ضمن جماعة أو أسرة معينة ويمكن استغلال هذه الحاجة بتعزيز فكرة الولاء لدار القرآن وللمسجد وترك الصحبة السيئة والتميز بالسلوك واللباس والمظهر ولذلك مثلا تجد أصحاب هذا النوع من الحاجات يبدأ بحمل المسبحة والمسواك والمصحف ولبس الثوب بشكل تلقائي ، كما يمكن استغلال هذه الحاجة لعلاج حالات الانطواء والانعزال والمثالية وضعف الشخصية.
حاجة الحب والانتساب:-
وهي الحاجة إلى تكوين علاقات طيبة ضمن البعد العاطفي والوجداني حيث يحب الإنسان أن يشعر أنه مقبول ومرغوب فيه ومحبوب. وكثير من حالات التمرد والعصيان والانحراف سببها فقدان هذا الشعور، وهذا النوع من الحاجات عند بعض الناس أهم من دافع الإنجاز فهو يفضل تكوين العلاقات الطيبة ولو على حساب كفاية العمل ويفضل الاقتراب والولاء فيعمل على جلب أفراد إلى الحلقة مهما كان مستواهم
ويمكن أن يستثمر هذا الدافع في بناء الأخوة والتركيز على حقوقها والحب في الله ويتطور هذا الشعور إلى أن يصل إلى الانتماء إلى جماعة أو أكثر للقبول الاجتماعي وهو بالنسبة لنا مهم جدا لتركيز الإسلام عليه ولأنه من خلاله نصل إلى التنظيم. ويمكن فقد أصحاب هذه الحاجة إذا ركز المربي على العقوبة أو قلل من علاقته مع أصحاب هذه الحاجة وكان الحاجز سميكاً.
احترام الذات وتقديرها :-
وهي رغبة الفرد في تحقيق قيمته كإنسان مميز من خلال إشباع مشاعر القوة والثقة والجدارة والتحصيل ولذلك يجب على المربي التركيز على أصحاب هذه الحاجات بمرور الطالب بمثل هذه المشاعر من خلال قيادة المجموعة والطليعة، المرور بخبرات النجاح في مهارات التحدي كالتنافس في المسابقات للصغار والفوز والإنجاز وللكبار ألعاب المخاطرة والنشاطات الحركية والتكاليف الحركية الصعبة ومجاهدة النفس والإيمانيات العالية للمتميزين وتعزيز الأخ لأهمية الحلقة والالتزام والمقارنة بينها وبين عدمها والشباب المهمل. وينبغي الحذر من شعور الفرد بنقص الثقة وانعدامها وشعوره بالدونية والعجز والضعف،
من التوبيخ واللوم ووجوده في بيئات تسخر من شخصيته الملتزمة لأن ذلك يؤدي إلى هروبه ولجوءه إلى قيادة شلة وزعامة
الحاجة إلى تطوير القيم والمثل العليا ( تحقيق الذات ) / الحاجات الجمالية.
وهو نزوع الإنسان إلى تحقيق ذاته بالطريقة التي تنبع من مبادئه وقيمة وهنا يأتي دور الانتظام واستغلال هذا الدافع من خلال تفريغ طاقات الطلاب الصغار بأنشطة تتعلق بالمسجد من خلال الطاعات والخدمة في دار القرآن وللكبار بممارسة الدعوة الفردية ومجالس الطلبة والإذاعة ... الخ
ويجب الحذر من كبت مبادرات الطلاب لأننا تحارب هذه الحاجة ويتوجه الطالب عندها لغيرنا.
دوافع أخرى: المعرفة – النجاح – التحصيل – الإنجاز – التنافس والحاجة للتقدير.
أهمية الدافعية ودورها في عملية التعليم ((وظائف الدافعية )):
يتبين لنا مما سبق أهمية الدوافع في عملية التعليم ووظائفها:-
1- تحريك السلوك بعد حالة الاتزان النفسي مثل ضعف الحضور في الحلقة أو روتينية الحلقة ليأتي النشاط المرافق أو التكليف أو المحاسبة ليشكل عاملا محركا.
والدافع في الحقيقة لا يسبب السلوك وإنما يستثير الفرد للقيام بالسلوك ولذلك إذا مثل النشاط التربوي مثل : ( حضور الحلقة ، والنشاط ، عمل اليوم والليلة ) تحديا معينا للفرد اندفع له ولذا فإن الأخ إذا تأكد بأن أدائه سوف يتم تقييمه فإنه سيندفع باتجاهه تحسين الأداء. والعكس صحيح ولذلك فإن الطالب ينبغي أن يلاحق بالاختبارات والتقييم بشكل سافر وواضح.
2- توجيه السلوك نحو وجهة معينة بحيث تساعد الفرد على اختيار وسائل إشباع الحاجات فمثلا يمكن أن تكون الشلة أو الحلقة والدوافع توجه إلى وسيلة الحلقة والإقدام والابتعاد عن الشلة والإحجام عنها إذا كانت الحلقة تمثل تحديا أفضل وتشجع الحاجات بشكل أفضل فالشلة تشبع دافع الحب والانتساب وتحقيق الذات ولكن يجب أن تتفوق عليها الحلقة بدافع التقبل وتقدير الذات والقيم والإنجاز والترتيب المعنى ... الخ وإذا تم التعامل بشكل جيد مع الحاجات فإنها تؤدي إلى ديمومة السلوك ويسمى عند ذلك حافزا ولذلك ينبغي تجديد الحوافز والدوافع وتفعيلها.
3- الوظيفة التوقعية ( مستوى التحدي ):
وهي من خلال توقع أن ناتجا معينا سينتج من هذا السلوك ووضع طموح معين يخبر الطالب به مثل : ( من يثبت سيصل إلى الترفيع – من يلتزم سيكون إلى الجنة ... السمع والطاعة دليل الرجولة ).
ومما يساعد على هذه الوظيفة:-
أ- خبرات الطالب في النجاح والفشل فيما سبق من أنشطة ومسابقات فضعف الطالب المتكرر في الأنشطة وفي المسابقة وتكرر الفشل يؤدي إلى انخفاض مدى توقعه النجاح في المستقبل وبالتالي تنخفض دافعيته ويشعر بالدونية ويتراجع أداؤه. ولذا يجب أن تعزز الطالب وتبرز لديه إنجازاته ومروره بخبرة النجاح والتميز في المتابعات والحضور والأنشطة المختلفة.
ب- طبيعة المستوى المطلوب فالخاصة مستوى طموحها مرتفع أكثر من العامة والربط ولذلك تلاحظ فيها اندفاعية أكبر ولذلك يجب على المربي أن يرفع مستوى التحدي في العامة والربط بما يناسب مستوى الطالب.
ج- الطبيعة الشخصية من حيث توفر دافع الإنجاز والتقدم عند الطالب أو سذاجته وعدم اهتمامه. لذلك قد يكون عدم توفر الدافعية سببه مشكلة في شخصية الطالب يجب حلها أولاً.
د- العوامل الانفعالية: مثل عدم الطمأنينة وعدم الشعور بالأمن في الخاصة يؤدي إلى مستوى أكبر من الطموح والدافعية لذلك يجب دائما إثارة مشاعر التحدي والقلق لكن بتوازن.
ه- ضغط الجماعات التي ينتمي إليها ( الحلقة ، الشيخ ، البيت ، وخاصة الحلقة ) ولذلك يجب على المربي استثمار العلاقات بين أفراد الحلقة في إثارة دافعية من تنخفض دافعيته.
وإذا شعر الطالب بالفشل بشكل متكرر فإنه يفقد الطموح وبالتالي يفقد الدافعية.
4- الوظيفة الباعثية.
بمعنى أن يتوفر نتيجة السلوك غاية معينة تشبع الحاجات والدوافع فإذا تم ترتيب زيادة علامات في المسابقة مثلا للمجموعة المنضبطة فإن ذلك سيعزز سلوك الانضباط ويبعث عليه.
ومن أبرز ما يساعد على إبراز الوظيفة الباعثية للدوافع ما يلي:-
(1) حصول الفرد على شيء مرغوب فيه بعد السلوك (جائزة ، علامة ، مركز ، ترفيع ) .
(2) حصول الفرد على شيء غير مرغوب فيه بعد السلوك ( خصم علامة، عقوبة، رفض).
(3) انتهاء وضع غير مرغوب فيه نتيجة السلوك ( القبول / السماح بحضور النشاط).
( 4) انتهاء وضع مرغوب فيه نتيجة السلوك ( حرمان من الحلقة، النشاط... الخ ).
التعزيز الإيجابي والسلبي.
ملاحظات عامة:-
· التشجيع المتتابع يزيد الأداء واللوم المتتابع بنقص الداء / مثال كثرة العقوبات تقلل المستوى الإيماني و الدافعية.
· التشجيع أحسن أثرا من اللوم لأن نتائجه أكثر ديمومة.
· التشجيع واللوم أفضل من الوقف بشكل محايد.
· التشجيع لا ينفع مع الضعفاء / فالطالب فاقد الإنجاز لا يصلح معه التشجيع لأنه لا يثير حاجة.
· اللوم لا يؤثر كثيرا في المتفوقين جدا وخاصة المراهقين.
· يجب إعطاء نتائج البواعث بشكل سريع فتأخير الباعث يقلل الدافعية مثل تأخير نتائج المسابقة.
· وجود رسائل تربوية مرافقة يساهم بشكل أحسن ( كلمة توجيهية، رسالة ورقية... ).
مفاتيح إثارة الدافعية :-
1- تشجيع الطلاب وإثارتهم للاهتمام بالحلقة والنشاط المسجدي من خلال مجموعة من الأمور:
· إظهار حماس المربي واهتمامه بالقضية أولا.ً
· إيجاد صلة بين ما يتعلمه الطالب في الحلقة والنشاط المسجدي وبين حياته العملية والربط بين النظرية والتطبيق ، وذكر التجارب الشخصية.. دائما نسأل أنفسنا لماذا يحتاج الطالب هذه المادة التربوية .
· إثارة الحماس والاكتشاف لدى الطلبة باستخدام الأسئلة الاستثارة وتزويدهم بالمراجع.
· استخدام أسلوب إشراك الطالب في الوصول إلى المعلومة وفعالية الحلقة ( النشاط الفعال ).
· التركيز على الأنشطة المرافقة التي تثير حماس الطالب .
· التأكد من التزام الطلبة وأنهم جميعا يحضرون بدافع التطور وليس مجرد الحضور والاستطلاع.
· تطوير علاقات الطلاب الأخوية ليكون الاندفاع عاطفيا داخليا.
· إيجاد جو من التقبل والاحترام والانتماء لدار القرآن واستغلال حاجات تقدير الذات.
استثارة حب الاستطلاع من خلال البداية بقصة مثيرة أو وضع غير مألوف أو مشكلة تثير التحدي وتأسر اهتماماتهم بشرط أن تكون وثيقة الصلة بالمادة التربوية.
ملاحظات في التعامل مع الطلاب غير المبالين وإثارة الدافعية لديهم:
· محاولة إنشاء علاقة مع المربي ومعرفة سبب عدم المبالاة.
· استخدام أسماء الطلاب والتركيز على مناداتهم ضمن الحلقة لإشعارهم بالاهتمام.
· الجلسة الفردية لمساعدة الطالب على حل مشاكله وإشعاره بالاهتمام.
· معرفة مدى التقدم التربوي مبكرا ومتابعتهم باستمرار قبل حصول المشكلة وتراكمها .
· إيجاد صلة بين المواضيع التربوية وحياة الطالب وربطها بالواقع الذي نعيشه.
· إشراك الطلاب بحماس المربي وإخبارهم لماذا يحب دار القرآن واستضافة مربين آخرين وإدخال مشوقات.
2- إبراز الصلة بين المادة التربوية وحاجات الطالب وظروفه ولتحقيق ذلك:-
· اختيار أهداف وأنشطة لها معنى في نفس الطالب تعالج مشكلات معاصرة وحيوية لدى الطالب. مثل الدخان، الأغاني، الجنس، الاستهزاء بالتدين.
· العمل على ضبط الموضوع التربوي بالخبرات المعرفية عن الطلبة والانطلاق من أمور يعايشونها ويتعاملون معها.
· لفت انتباه الطالب إلى فوائد الموضوع المُتعلم وبمقدار شعور الطالب بأهمية الموضوع تزيد إمكانية توفر الدافعية.
· الربط بين السابق واللاحق في التعليم.
3- جعل الطلبة يحتفظون بتوقعات من النجاح واستثارة حاجة النجاح والإنجاز.
· وضع أنشطة تربوية ومطلوبات مناسبة لمختلف المستويات ويحقق كل أنماط الطلاب منها نجاح معين، إلقاء محاضرة، قيادة نشاط ورشة عمل... الخ.
· وضع حوافز توفر نشاطات ذات أهداف فردية المدى يحققها الطالب ويشارك في صياغتها ( دعوة خمس من أفراد صفه، مسابقة اليوم، زاوية الطلبة). تطوير عملية التعليم الذاتي ومساعدة الطلاب في التقييم الذاتي لأدائهم.
· أن يعطي الطلبة درجة من السيطرة على ما يتعلمون باختيار الوقت والطريقة والموازنة بين دورهم ودور المربي ثم اقتراح أنشطة مرافقة، مبادرات وتشجيعها ).
· التركيز على نجاحات الطلبة ولفت الانتباه لها . حتى لو كان النجاح بسيطا .
· بناء ثقة الطالب بنفسه بحيث يشعر بالأمن وهو يعمل لتحقيق الهدف ( أنتم لها، شباب المساجد، رجال الغد).
4- العمل على إثارة الحماس للمحتوى التربوي:·
تزويد الطالب بنموذج للحصول على المعلومة من الحلقة لإثارة الحماس / مسابقة حول مادة الحلقة بحيث تكون هي المصدر الوحيد.
· تزويد الطالب بنماذج خاصة من أنماط حل المشكلات مثل ورشة عمل حوار بحيث يكون الطالب منتج للمعرفة وليس مجرد متلقي لها فقط.
مساعدة الطلاب و تزويدهم بالحماس للقيام بمشاريع تخدم المادة التربوية / والتعبير عما يتعلموه، مجلة حائط، دعوة).
· إخبار الطلاب بأن من الممكن إجراء مسابقة حول المادة التربوية وإجراؤها أحيانا.
· تلخيص الطلاب للمادة أثناء الحديث ومقارنة التلاخيص شفهيا أو كتابيا.
5-تطوير إعطاء الحلقة بحيث يبقى الطلبة في حالة دائمة من الاهتمام.
· وضع التوقعات والأهداف المطلوبة في الدرس وذكرها في بداية الدرس.
· تنويع وإبداع في طرق التدريس بشكل يثير الاهتمام.
· التخطيط للأنشطة بشكل جيد حتى تقدم الحافز المطلوب.
· اختيار المثيرات والأمثلة والتكليفات والأنشطة المرافقة بشكل مناسب.
· القيام أحيانا بأمور غير متوقعة ويضع في اعتباره حدوث أمر غير متوقع.
· استخدام الأمثلة المألوفة والمعروفة لدى الطلاب في البداية ثم غيرها لاستدعاء المعرفة.
· ترتيب التكاليف بما يناسب مع حاجات الطلاب واهتماماتهم.
· التواصل بين المربي والطالب للتعرف على التوقعات والسلوك.
· توفير جو عام وتدعيمه بحيث يكون هناك انسجام بين أفراد الحلقة من حيث شعور الأفراد بالأمن وتحقيق الذات والحب والانتماء بتخفيف حدة التنافس وعدم تكثير العقوبات ... الخ بحيث يقل الشعور بالقلق ويصبح الجو المسجدي ممتعاً.
· التقليل من قلق الطالب وشعوره بالضعف وتشجيعه على المشاركة .
· إثارة شعور الطلبة بأنهم أصحاب قرار فيما يتعلموه ومسئوليتهم في دار القرآن والحلقة...
6- التزويد بتغذية راجعة ومراجعة تعزيز الأداء:-
· إعطاء الطالب فرص متكررة للإجابة والمشاركة والقيام بمهمات و تكاليف.
· تقويم أداء الطلبة في جدول المحاسبة وسجل التقدم وتزويدهم بملاحظات عن تقدمهم.
· استخدام معززات مناسبة لتحسين سلوكهم. ويجب أن يكون التقدير مباشرا.
· مساعدة الطلبة على الثقة بأنفسهم وعزو إنجازاتهم لأنفسهم وليس لعوامل خارجية.
· إشعارهم بأنهم في تطور متزايد ومستمر.
تزويد الطالب بمجاملات اجتماعية في حالات الإخفاق وإعطاء فرص أخرى.
والمربي هو صاحب الدور الأهم في استثارة الدافعية للطلاب وتوفير الجو المناسب بالعدل بين الطلاب وإبقاء الطالب على قدر من الحماس ، يتحسس حاجاتهم ويثير الحماس فيهم كلما خبا ويدفعهم إلى الحلقة والالتزام ويساعدهم.