عندما ننتهي من الدراسة
عندما ننتهي من العمل
عندما ننتهي من مشروع
نمنح لأنفسنا فرصة اسمها الأجازة
ومن أجمل وأحلى الأجازات في كل عام ( أجازة الصيف )
أولاً : كيف نقضي أحلى صيف ؟
حركاتنا وأعمالنا وأقوالنا وممارساتنا , تنطلق من المفهوم الذي يستقر في أذهاننا , وهذا المفهوم قد ينحرف أو يتبدل أو يتغير إن لم يكن على ثوابت , وهذه المفاهيم تتغير بالاختلاط بالمجتمع , والامتزاج بالثقافات , والتعرف على الأفكار , ولذلك لابد أن نقرر ونتفق ونقول بأن هناك مجتمعات غير مجتمعاتنا , وثقافات غير ثقاقاتنا , وأفكاراً غير أفكارنا , وهذا هو سبب ميل بعض الناس منا إلى السير وفق مفاهيم خاطئة مع فصل الصيف .
فأحلى صيف : هل هو فيما أطلقنا عليه ( عطلة الصيف ) ؟ مع إن التعطل هو البقاء بلا عمل أي البطالة , فماذا لو قضينا أياما وشهوراً وسنين بلا عمل ؟ وكم تساوي ؟ على الأقل إنها تساوي ربع عمرنا ! فهل هذا مفهوم صحيح ؟ .
ويقولون : ( الإجازة الصيفية ) , وجاز وجزت الطريق أي انتهي من مرحلة إلى أخري , ومعني الدعاء : اللهم تجاوز عنا , أي انقلنا من حال المؤاخذة إلى الطاعة , والجائزة أي العطية في مقابل ما قطع من مرحلة , وسؤالنا ما هي مرحلة المسلم في الحياة ؟ إنها مرحلة واحدة تحوي كل أقوال وأفعال وتصرفات ومواقف الفرد في حياته , وهي العبودية , يقول تعالي : ( واعبد ربك حتي يأتيك اليقين ) .
ثانياً : كيف نجعل الصيف فرصة للعمل ؟
1 - معني الراحة :
نتفق أولاً على معني الراحة التي ينشدها كل أفراد الأسرة , فقد قيل لبعض العارفين إلى متي تتعب نفسك ؟ قال : راحتها أريد , ( أي راحتها في في العمل والجد وفي الطاعة ) . إذن الراحة هي أي ترويح , في أي وقت , في أي مكان , مادام في إطار الشرع .
وفي الحديث : ( لكل نفس شرة وفترة ) , شرة أي جد وعزم , وفترة أي فتور وضعف , وفي الحديث : ( فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدي ) , وهذا هو العلاج , ففي أحوال الضعف التي هي من طبيعة البشر , لا يخرج الفرد عن الطاعة والايمان والسنة النبوية .
2 - الفراغ :
يقول تعالي : ( فإذا فرغت فانصب ) , إذا فرغت من شأن الدنيا فانصب للعبادة , فليس هناك فراغ أصلاً في حياة المسلم , فكل وقت , وكل لحظة , وكل ينبغي أن نشغلها بعمل وجد :
قد هيئوط لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهمل
3 - نعمتان :
يقول صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) , سمي فراغاً لأنه فرصة للعمل والاكتساب , لكن القعود والتخلف , فوقته يمر , ولا يجني من ورائه منفعة , فالفراغ : ليس له وجود في حياة العقلاء , فكل لحظة ينبغي شغلها بعمل واجتهاد .
4 - منافسة :
يقول تعالي : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) , فلم يكن في حس المسلم أو قاموس الإسلام , قضاء الوقت فيما لا ينفع , أو في كسل وقعود وخمول , لقد قسم الإمام الشافعي ليله أثلاثاً : ثلث يكتب , وثلث يصلي , وثلث ينام , يقول الإمام الذهبي : صارت أفعاله الثلاثة عبادة .
5 - غنيمة :
يقول تعالي : ( وهو الذي جعل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ) , خلفة : أي يخلف بعضه بعضاً , لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً أي يغتنم هذا الوقت .
وفي الحديث : ( أعذر الله إلى امرئ أخر الله عمره حتي بلغ الستين ) , أي مد الله في عمره , وانقطعت حجته , وفرط في عمره , وأضاع وقته , لا عذر له عند عقاب الله إياه .
6 - مرافقة :
يقول ابن عقيل : عصمني الله في شبابي بنوع من من العصمة , وقصر محبتي على العلم , وما خالطت لعاباً قط .
وكان أبو عبيد يفكر في المسألة فإذا فتح عليه قفز من شدة الفرح .
يقول أبو بكر محمد من سلالة كعب بن مالك : ما علمت أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب ساعة .
حتي في النزهة كان ابن عساكر يشتغل منذ أربعين عاماً بالجمع والتبويب والترتيب والتسميع , حتي في نزهته و خلواته .
ولذلك لابد من التخطيط لأحلى صيف , لكل أفراد الأسرة :
من الالتحاق بالمراكز الشبابية , أو الأعمال التطوعية , أو العمل والكسب , أو السفر مع الأهل والأصدقاء , أو تنمية المهارات , أوالاشتراك في الدورات التنموية .
ثالثاً : دروس وعبر الصيف
الصيف رحلة وآية :
سماه القرآن رحلة , في قوله تعالي :
( لإيلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف)
ثم تكون مع الرحلة التذكرة والموعظة , فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( اشتكت النار إلى ربها , فقالت يارب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف , فأشد ما تجدون من الحر سموم جهنم , وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ) , وقد سماه لذلك النبي صلي الله عليه وسلم : آية الصيف , في قوله لأحد الصحابة : ( ألا تكفيك آية الصيف ) , وقوله : ( شدة الحر من فيح جهنم ( .
وكان الصيف فرصة الأسرة الصالحة , ففي وصية أبي الدرداء لأبنائه : صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور , وقد سئلت إحدي الصالحات : لماذا تصوم الصيف ؟ , فقالت : إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد .
وقد قيل : تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس , قبل الردي لم تخلقي عبثاً , الشمس تدنو من رءوس العباد , يوم القيامة ويزاد في حرها , ينبغي لمن عاني من شدة الحر , أن يتذكر حر الشمس في الموقف .
دعا ابن عمر أحد الرعاة ليأكل معهم في سفر فقال : إني صائم ,فقال ابن عمر : في مثل هذا الحر ؟ , فقال : أبادر أيامي هذه الخالية , فاختبره ابن عمر في أخذ شاة من بدون إذن صاحبها , فقال : أين الله ؟ .
مواليد الصيف أكثر حظاً
مسح شمل 40 ألف بريطاني : تبين أن الأشخاص المولودين في الصيف أوفر حظاً عن الشتاء , بالطبع ليس ذلك دائم فيهم ولكن المعني أنهم يحتاجون إلى بذل الجهد في تغيير نظرتهم إلى الحياة والتفاؤل , فقد توصل باحثون إلى أن المولودين في شهر مايو أكثر نجاحاً من المولودين في اكتوبر , وكل واحد منا يحاول أن يغير التشاؤم إلى تفاؤل بالجهد , ولكن فرص التغيير تكون أسهل للمولودين في الصيف , وهذا هو معني هذه الدراسات للأسباب الثلاثة التالية كما يقول الخبراء :
1 - التعرض لأشعة الشمس والحرارة
2 - الصيف يؤثر على أجهزة الجسم بيولوجياً
3 - طريقة التعامل من الآباء تختلف في الصيف مع الأبناء
وقد وصل الباحثون فعلاً إلى أن 50 % من مواليد مايو يعتبرون أنفسهم سعداء , بينما 43 % لمواليد اكتوبر .
الصيف فرصة ذهبية
لصحة الأسرة !
1 - الصيف فرصة ذهبية لصحة قوية
فقضاء 15 دقيقة يومياًمع أشعة الشمس يعتبرعلاجاً للجلد ودواءً لحساسية الجهاز المناعي , وممارسة 20 دقيقة يومياً مشي سريع أو سباحة يفوق كل برامج الرشاقة , وشرب 2 لتر يومياً معناه تحسين عملية الهضم والتخلص من السموم , والتعرض لضوء الشمس من 7 – 9 صباحاً يومياً في الفترة الصباحية يساعد على التوازن العاطفي وتنظيم أنماط النوم .
2 - وقاية العين في الصيف
من أكثر أمراض العيون الإصابة بحساسية العين نتيجة التعرض لأشعة الشمس , فالعين تصاب بالجفاف على شواطئ البحر وحمامات السباحة , خاصة عند إطالة المكوث فيها , مع وجود الكلور المضاف إلى حمامات السباحة .
أعراض حساسية العين :
- الشعور بحكة شديدة
- بعض الاحمرار في بياض العين
- قليل من الافراز المخاطي
- إفراز العيون
طرق العلاج :
- تجنب مهيج الحساسية
- القطرات والمراهم
- النظارة الواقية على الشاطئ
- غسل الوجه بعد الاستحمام
3 - أسرار شرب الماء في الصيف
من فوائد شرب الماء في الصيف , يقول الأطباء :يؤدي إلى نضارة الجسم , ويمنحه الرطوبة , ويكسب الجلد الليونة , ويحفظ للعينين البريق , ويجدد الحيوية , وينظم حرارة الجسم , ويخلص سموم الدم , وينشط جهاز الهضم , وينشط الإخراج , ويلين ويرطب المفاصل , ويحميها من الكدمات , ويعوض فاقد السوائل , التي تخرج مع البول والعرق .
ومن حكمة شرب الماء أن يكون معتدلا وليس كما يظن البعض :
فماذا لو زاد الماء ؟
يؤدي إلى انتفاخ في البطن و الشعور بالثقل , وكثرة الغازات
وماذا لو قل الماء ؟
يؤدي إلى الجفاف و الإمساك و الغضب وقلة النشاط وحصي الكلي وتخبط الحرارة والنسيان وفقدان التوازن وجفاف العين والفم والجلد .
متي نشرب ؟
يقول تعالي : ( وخلقنا من الماء كل شيئ حي ) , قال الأطباء : لتران من الماء يومياً أي 8 أكواب من الماء , هذا ما يحتاجه الجسم في اليوم الواحد , وتوزع كالتالي :
1 - كوب عند الاستيقاظ بعد فراغ المعدة لتحضيرها للهضم
2 - كوب قبل الوجبة بساعة حتي لا نعطل العصارات الهاضمة
3 - كوب بعد الوجبة بساعتين لنفس السبب السابق
4 - كوب قبل النوم
تحذيرات عند شرب الماء :
1 - وقت الشعور بالحر لا تشرب ماءً مثلجاً لالتهاب الغشاء المبطن للمعدة
2 - الماء المثلج أثناء الوجبات يعوق افرازات المعدة والهضم
3 - الماء أثناء الوجبات يؤخر الهضم ويشعرك بالثقل
4 - عند شرب الماء لأصحاب السمنة تتحول الأغذية إلى طبقات بدلاً من احتراقها .
4 - الصيف عيادة مجانية
1 - عيادة القلب
يقل الخطر من الإصابة بالأزمات القلبية , والسبب في ذلك : ما أظهرته البحوث العلمية من أن معدلات الوفاة أقل لأشعة الشمس المسئولة عن فيتامين د الذي يقي من أمراض القلب , وضوء الشمس يقي من الأمراض المزمنة والتعرض للشمس يقلل من سرطان الإمعاء .
والنصيحة انتهاز فرصة الصيف عن الشتاء
2 - عيادة التغذية
إقبال الناس على تناول الخضروات والفاكهة لارتفاع درجة الحرارة وتوفرها في الصيف , تعمل على التقليل من الإصابة بالأمراض المزمنة خاصة السرطان , لأنها غنية بفيتامين سي , وتحتوي على مركبات نباتية مضادة للأكسدة , والنصيحة : الاهتمام بتناول الخضروات والفاكهة .
3 - عيادة الجلدية
أشعة الشمس علاج للجلد خاصة مما يعانون من حب الشباب والاتهابات الجلدية , والسبب لأن التعرض لأشعة الشمس يحقق أثراً علاجياً لحساسية الجهاز المناعي التي تقل لتعرصها للشمس , ولذلك ينصح الخبراء بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة يومياً .
4 - عيادة العلاج الطبيعي
أفضل وقت لممارسة البرامج والمسابقات الرياضية , والسبب : رقة الثياب الصيفية , والحماس في برامج الرشاقة , كما إن التهاب المفاصل يقل لاحتياجه إلى الطقس الدافئ , ولذلك ينصح الخبراء : بالمشي يومياً لمدة 20 دقيقة , إما مشي سريع أو سباحة .
5 - عيادة الصدرية
تقليل الإصابة بالتجلط والانسداد الرئوي , والسبب في ذلك : الجو الدافئ يعمل على توسيع الأوعية الدموية فتسمح للدم بالمرور والدوران , ووالنصيحة هي ممارسة الرياضة بانتظام .
6 - عيادة السكر
تقليل الإصابة بنوبات الصداع النصفي , لأن الجو الجاف والمشمس والصافي , والتعرض لأشعة الشمس يؤثر على عمل الأنسولين أو الهرمونات التي تنظم إنتاجه , ولذلك كانت نصيحة الخبراء الدائمة في التعرض لأشعة الشمس .
7 - عيادة النفسية
يحقق التوازن العاطفي , فضوء الشمس في وقت معين , يساعد في إعادة تشغيل الساعة البيولوجية الداخلية للجسم , ولذلك ينصح الخبراء بالتعرض للشمس في الفترة الصباحية من 7 – 9 يومياً , وهذا نافع للزوجين والآباء وكذلك الأبناء , خاصة أمام الضغوط الحياتية التي لا تنتهي , وهذا سر المكث بعد صلاة الفجر لإصابة أول شروق للشمس .
8 - عيادة العصبية
التعرض للشمس في الصباح الباكر يساعد في تنظيم أنماط النوم , وبالتالي فالنوم ينصح أن يكون في غرفة مظلمة , لأن الظلام يزيد من إنتاج هرمون الميلانونين المسئول عن النوم , ونصيجة الأطباء من أجل أعصاب هادئة : النوم ساعة علي الأقل في الظلام , وتنظيمه يكون في التعرض للشمس في في باكر كل صباح .
9 - عيادة عامة
الإكثار من شرب الماء الذي هو مصدر الحياة , فإنه يحسن الهضم , وينظم درجة الحرارة , ويحسن صحة الجلد , يخلص الدم من السموم , ولذلك النصيحة : في شرب 2 لتر يومياً ماء من أجل صحة عامة أفضل .
5 - كيف تتعامل مع الحر ؟
يقول تعالي : ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا عليه دليلاً ) , فالحر نتيجة لقرب الشمس , ولو اقتربت أكثر لاحترقنا , ولذلك كان الاتجاه العملي النبوي في التعامل مع الحر في قوله صلي الله عليه وسلم : إذا اشتد الحر أبردوا بالصلاة .
فالشمس آية من آيات الله لا للتعذيب باسم الزهد : فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم رأي رجلاً قائماً في الشمس , فقال : ما هذا ؟ , قالوا : نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم , فقال : مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه .
6 - البطيخ روح كل صيف
هل لطعمه الحلو ؟ أم لكثرة احتوائه على الماء ؟ أم لأنه يساعد على التخلص من شعور التعب والإرهاق في الطقس الحار ؟ أم لأنه يسهم في تعويض سوائل الجسم المفقودة ؟ أم لكل ما سبق ؟ .
قيل لكل ما سبق , وزيادة على ذلك كشفت العديد من الدراسات , أن البطيخ فعال في محاربة الأورام السرطانية , لوجود مادة لايكوبين المضادة للأكسدة .
بل إن هناك فوائد لقشر البطيخ الأخضر, نوقشت في الندوة الوطنية لأبحاث ودراسات الطب الحيوي في بكين , والتي تركزت في علاج أربعة أمراض خطيرة وهي : ارتفاع ضغط الدم , والتهاب الكلي المزمن , و احتباس البول , والاستسقاء .
لقد أصدر الأطباء وفقاً لذلك توصياتهم لأسلوب العلاج : بتجفبف قشر البطيخ الأخضر ثم طحنه حتي يتحول إلى مسحوق , ويقلب جيداً في الماء , ثم يغلي على النار لمدة 5 دقائق , أوإلى قطع صغيرة حتي تتحول إلى عجينة , على أن يحتسيه المريض ملعقة واحدة يومياً على الريق لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع .
لقد دُعيت من أحد أصحاب المزارع على الطريق الصحراوي لزيارة مزرعته , فاسترعي انتباهي تجميع الهالك من البطيخ خاصة القشر , فسألت : ماذا تفعلون به ؟ فقال : إننا اكتشفنا أن الحمار يأكل قشر البطيخ ويترك ما بداخله حيث تقبل على أكله الطيور , فنحن نجمع القشر للحمار , فقلت سبحان الله , من أين علم الحمار فوائد قشر البطيخ ؟ التي يرميها الإنسان ! .
كيف تخطط الأسرة
لأحلي صيف ؟
هيا إلى برامج ميسرة وجادة :
بشرط الحرص على استغلال الوقت , بدلاً من تبديد الأوقات , وإضاعة الساعات , وفوق ذلك كله سؤالنا يوم القيامة من رب العالمين .
وأمامنا الكثير من البرامج : حفظ القرآن , واكتساب المواهب , وزيادة الخبرات وتنمية المهارات , وتقوية العلاقات , وتعلم اللغات والكمبيوتر , وتحصيل الأرزاق , والالتحاق بمراكز الشباب , ومدارس الكرة , ووالأعمال التطوعية , والسفر مع الأهل والأقارب والأصدقاء .
الصيف استراحة المحارب
فلنحذر الآفات :
التي تضيع وقت الأجازة في غير النافع , فويل لمن ضيع الأجازة في غير النافع , يقول سفيان الثوري : لا تغبط أهل الشهوات على بشهواتهم , ولا ما يتقلبون فيه من النعمة فإن أمامهم يوماً تزل فيه الأقدام , أنسوا أن الله يعلم سرهم ونجواهم , وأنهم يأكلون من من رزقه ويعيشون فوق أرضه , ويستظلون بسمائه , وأن أعمالهم مسجلة ومحفوظة .
يقول تعالى : ( يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا , أحصاه الله ونسوه والله على كل شيئ شهيد ) .
فمن الآفات السهر :
فإنه يقتل الأوقات ويؤخر الطاعات , وعلى رأسها الصلاة , فإضاعة الصلاة دليل على اتباع الشهوات , واتباع الشهوات هي الطريق لإضاعة الصلاة , وتأمل قوله تعالي : ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ) , قال الحسن : عطلوا المساجد واشتغلوا بالأسباب والصنائع واتبعوا الشهوات .
وإضاعة الصلاة : قيل تركها بالكلية وقيل هو تأخيرها عن وقتها , يقول سعيد بن المسيب : هو ألا يصلي الظهر حتي يأتي العصر , ولا يصلي المغرب إلى العشاء , ولا يصلي العشاء إلى الفجر , ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس , فمن بات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغي – وهو وادي في جهنم - , وكان الحسن يقول : يا ابن آدم أي شيئ بقي عليك من دينك , إذا هانت عليك صلاتك , وأنت أول ما تسأل عليها يوم القيامة ؟ ! .
ومن الآفات الفراغ :
خلو الإنسان من العمل والشغل سلاح ذو حدين , إن استعمل في في الخير كان خيراً , وإن استعمل في غيره عاد بالحسرات , وقد أجمل أهل السلف استعماله في الخير بثلاث أمور : سلامة الصدور وسخاوة النفس والنصح للأمة .
والحذر من المسميات العصرية تحت عنوان السياحة , كمصائد لأموال الشباب والعائلات , في مهرجانات العري وطشف العورات , مع إن كلمة : ( السائحون ) في القرآن تعني أمراً مرغوباً , وهي بريئة مما يصنعه اللاهون , يقول تعالى : ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) , قيل في تفسيرها : أصلها الذهاب على وجه الأرض كما يسيح الماء .
جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ائذن لي بالساحة , قال النبي : إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله , وقيل بمعني الصيام , وقيل بمعني طلب العلم , وقيل بمعني التفكر في ملكوت الله . وعلى ذلك فالسائحون هم : الصائمون أوالمجاهدون أو طلاب العلم أو التفكر في ملكوت الله تعالي .
كيف نواجه الفراغ في خطوات عملية ؟
من أين يأتي الفراغ ؟ … عندما تغيب الاهتمامات الكبرى , ويحل محلها الأمور الفارغة , من هذه النقطة تتسع دائرة الفراغ , وتتمدد مساحة الوقت الضائع , ثم تنحصر في التالي : طعام وشراب ونوم واسترخاء ومتعة وترفيه وتسالي .
وفي عصر النبوة واجهت الأسرة هذا السرطان بالعمل والانشغال بالاهتمامات الكبيرة النافعة , فالرجال كانوا في حركة الفتوحات والجهاد والحروب , والأمهات في تربية النشئ وتأليف الأسرة , و الأبناء في طلب العلم والمعالي , والابتكار والإبداع , فالكل كان في نهضة المجتمع .
فهيا نجعل من أوقاتنا عبادة :
فنستشعر قيمة الوقت , فالوقت هو حياتنا وعمرنا , ونستشعر كأبناء وآباء مسئولياتنا , فإلى كل أب , وإلى كل أم , وإلى كل ابن , وإلى كل ابنة , نهدي قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( كفي بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ) , ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه الله حفظ أم ضيع حتي يسأل الرجل عن أهل بيته ) .
ويقول تعالي : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) , فمن الأربع التي يسأل كل إنسان عنها يوم القيامة : وعن عمره فيما أفناه ؟ , ومازالت الفرصة أمامنا لاستثمار أوقاتنا , يقول تعالي : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا لا خوف عليهم ولا يحزنون ) .
وهذه برامج منوعة للأسرة في صورة جماعية
تستعين بها الأسر مع فيض تجاربها وجميل برامجها :
برنامج الزيارات , وبرنامج القراءة , وبرنامج الرحلات , وبرنامج بناء الذات واكتساب المهارات , وبرنامج الكمبيوتر , وبرنامج الأسرة المتكاملة , وبرنامج دعاة المستقبل , وبرنامج المسابقات , وبرنامج تحفيظ القرآن الكريم , وبرنامج بيت العيلة .
ولنفعل ستة ولنحذر ستة :
لا بأس من : اللهو المنضبط وزيارة الآثار , وتغيير الأجواء , والمناطق الخضراء , والتنزه الجميل , والجو البارد .
ولنحذر من : مواقع المعصية , والحفلات الماجنة , وإطلاق البصر , والاختلاط السيئ , والإسراف المذموم , والسهر القاتل .
وبذلك يستطيع كل منا أن يكتشف ذاته في الصيف , من خلال : صقل المواهب , وتنمية الابتكار , واستغلال القدرات , وتعلم الحرف , والرحلات الترويحية .
ما هي أولياتك لاستغلال الأجازة ؟
كانت النتيجة لإجابات الشباب على هذا السؤال كالتالي :
5 5 % التحاق بدورات التحفيظ – 12, 8 % السفر والرحلات - 12,3 % تنمية مهارات -10 % لا شيئ - 8,7 % البحث عن عمل - 5,9 % مراكز لغات وكمبيوتر .
فعلينا من الآن اختيار أولوياتنا
وعلى كل أسرة المساعدة في تنفيذ أولويات الأبناء
ولا ننسي أن نقضي معاً أحلى صيف ! .
جمال ماضي
عندما ننتهي من العمل
عندما ننتهي من مشروع
نمنح لأنفسنا فرصة اسمها الأجازة
ومن أجمل وأحلى الأجازات في كل عام ( أجازة الصيف )
أولاً : كيف نقضي أحلى صيف ؟
حركاتنا وأعمالنا وأقوالنا وممارساتنا , تنطلق من المفهوم الذي يستقر في أذهاننا , وهذا المفهوم قد ينحرف أو يتبدل أو يتغير إن لم يكن على ثوابت , وهذه المفاهيم تتغير بالاختلاط بالمجتمع , والامتزاج بالثقافات , والتعرف على الأفكار , ولذلك لابد أن نقرر ونتفق ونقول بأن هناك مجتمعات غير مجتمعاتنا , وثقافات غير ثقاقاتنا , وأفكاراً غير أفكارنا , وهذا هو سبب ميل بعض الناس منا إلى السير وفق مفاهيم خاطئة مع فصل الصيف .
فأحلى صيف : هل هو فيما أطلقنا عليه ( عطلة الصيف ) ؟ مع إن التعطل هو البقاء بلا عمل أي البطالة , فماذا لو قضينا أياما وشهوراً وسنين بلا عمل ؟ وكم تساوي ؟ على الأقل إنها تساوي ربع عمرنا ! فهل هذا مفهوم صحيح ؟ .
ويقولون : ( الإجازة الصيفية ) , وجاز وجزت الطريق أي انتهي من مرحلة إلى أخري , ومعني الدعاء : اللهم تجاوز عنا , أي انقلنا من حال المؤاخذة إلى الطاعة , والجائزة أي العطية في مقابل ما قطع من مرحلة , وسؤالنا ما هي مرحلة المسلم في الحياة ؟ إنها مرحلة واحدة تحوي كل أقوال وأفعال وتصرفات ومواقف الفرد في حياته , وهي العبودية , يقول تعالي : ( واعبد ربك حتي يأتيك اليقين ) .
ثانياً : كيف نجعل الصيف فرصة للعمل ؟
1 - معني الراحة :
نتفق أولاً على معني الراحة التي ينشدها كل أفراد الأسرة , فقد قيل لبعض العارفين إلى متي تتعب نفسك ؟ قال : راحتها أريد , ( أي راحتها في في العمل والجد وفي الطاعة ) . إذن الراحة هي أي ترويح , في أي وقت , في أي مكان , مادام في إطار الشرع .
وفي الحديث : ( لكل نفس شرة وفترة ) , شرة أي جد وعزم , وفترة أي فتور وضعف , وفي الحديث : ( فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدي ) , وهذا هو العلاج , ففي أحوال الضعف التي هي من طبيعة البشر , لا يخرج الفرد عن الطاعة والايمان والسنة النبوية .
2 - الفراغ :
يقول تعالي : ( فإذا فرغت فانصب ) , إذا فرغت من شأن الدنيا فانصب للعبادة , فليس هناك فراغ أصلاً في حياة المسلم , فكل وقت , وكل لحظة , وكل ينبغي أن نشغلها بعمل وجد :
قد هيئوط لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهمل
3 - نعمتان :
يقول صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) , سمي فراغاً لأنه فرصة للعمل والاكتساب , لكن القعود والتخلف , فوقته يمر , ولا يجني من ورائه منفعة , فالفراغ : ليس له وجود في حياة العقلاء , فكل لحظة ينبغي شغلها بعمل واجتهاد .
4 - منافسة :
يقول تعالي : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) , فلم يكن في حس المسلم أو قاموس الإسلام , قضاء الوقت فيما لا ينفع , أو في كسل وقعود وخمول , لقد قسم الإمام الشافعي ليله أثلاثاً : ثلث يكتب , وثلث يصلي , وثلث ينام , يقول الإمام الذهبي : صارت أفعاله الثلاثة عبادة .
5 - غنيمة :
يقول تعالي : ( وهو الذي جعل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ) , خلفة : أي يخلف بعضه بعضاً , لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً أي يغتنم هذا الوقت .
وفي الحديث : ( أعذر الله إلى امرئ أخر الله عمره حتي بلغ الستين ) , أي مد الله في عمره , وانقطعت حجته , وفرط في عمره , وأضاع وقته , لا عذر له عند عقاب الله إياه .
6 - مرافقة :
يقول ابن عقيل : عصمني الله في شبابي بنوع من من العصمة , وقصر محبتي على العلم , وما خالطت لعاباً قط .
وكان أبو عبيد يفكر في المسألة فإذا فتح عليه قفز من شدة الفرح .
يقول أبو بكر محمد من سلالة كعب بن مالك : ما علمت أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب ساعة .
حتي في النزهة كان ابن عساكر يشتغل منذ أربعين عاماً بالجمع والتبويب والترتيب والتسميع , حتي في نزهته و خلواته .
ولذلك لابد من التخطيط لأحلى صيف , لكل أفراد الأسرة :
من الالتحاق بالمراكز الشبابية , أو الأعمال التطوعية , أو العمل والكسب , أو السفر مع الأهل والأصدقاء , أو تنمية المهارات , أوالاشتراك في الدورات التنموية .
ثالثاً : دروس وعبر الصيف
الصيف رحلة وآية :
سماه القرآن رحلة , في قوله تعالي :
( لإيلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف)
ثم تكون مع الرحلة التذكرة والموعظة , فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( اشتكت النار إلى ربها , فقالت يارب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف , فأشد ما تجدون من الحر سموم جهنم , وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ) , وقد سماه لذلك النبي صلي الله عليه وسلم : آية الصيف , في قوله لأحد الصحابة : ( ألا تكفيك آية الصيف ) , وقوله : ( شدة الحر من فيح جهنم ( .
وكان الصيف فرصة الأسرة الصالحة , ففي وصية أبي الدرداء لأبنائه : صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور , وقد سئلت إحدي الصالحات : لماذا تصوم الصيف ؟ , فقالت : إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد .
وقد قيل : تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس , قبل الردي لم تخلقي عبثاً , الشمس تدنو من رءوس العباد , يوم القيامة ويزاد في حرها , ينبغي لمن عاني من شدة الحر , أن يتذكر حر الشمس في الموقف .
دعا ابن عمر أحد الرعاة ليأكل معهم في سفر فقال : إني صائم ,فقال ابن عمر : في مثل هذا الحر ؟ , فقال : أبادر أيامي هذه الخالية , فاختبره ابن عمر في أخذ شاة من بدون إذن صاحبها , فقال : أين الله ؟ .
مواليد الصيف أكثر حظاً
مسح شمل 40 ألف بريطاني : تبين أن الأشخاص المولودين في الصيف أوفر حظاً عن الشتاء , بالطبع ليس ذلك دائم فيهم ولكن المعني أنهم يحتاجون إلى بذل الجهد في تغيير نظرتهم إلى الحياة والتفاؤل , فقد توصل باحثون إلى أن المولودين في شهر مايو أكثر نجاحاً من المولودين في اكتوبر , وكل واحد منا يحاول أن يغير التشاؤم إلى تفاؤل بالجهد , ولكن فرص التغيير تكون أسهل للمولودين في الصيف , وهذا هو معني هذه الدراسات للأسباب الثلاثة التالية كما يقول الخبراء :
1 - التعرض لأشعة الشمس والحرارة
2 - الصيف يؤثر على أجهزة الجسم بيولوجياً
3 - طريقة التعامل من الآباء تختلف في الصيف مع الأبناء
وقد وصل الباحثون فعلاً إلى أن 50 % من مواليد مايو يعتبرون أنفسهم سعداء , بينما 43 % لمواليد اكتوبر .
الصيف فرصة ذهبية
لصحة الأسرة !
1 - الصيف فرصة ذهبية لصحة قوية
فقضاء 15 دقيقة يومياًمع أشعة الشمس يعتبرعلاجاً للجلد ودواءً لحساسية الجهاز المناعي , وممارسة 20 دقيقة يومياً مشي سريع أو سباحة يفوق كل برامج الرشاقة , وشرب 2 لتر يومياً معناه تحسين عملية الهضم والتخلص من السموم , والتعرض لضوء الشمس من 7 – 9 صباحاً يومياً في الفترة الصباحية يساعد على التوازن العاطفي وتنظيم أنماط النوم .
2 - وقاية العين في الصيف
من أكثر أمراض العيون الإصابة بحساسية العين نتيجة التعرض لأشعة الشمس , فالعين تصاب بالجفاف على شواطئ البحر وحمامات السباحة , خاصة عند إطالة المكوث فيها , مع وجود الكلور المضاف إلى حمامات السباحة .
أعراض حساسية العين :
- الشعور بحكة شديدة
- بعض الاحمرار في بياض العين
- قليل من الافراز المخاطي
- إفراز العيون
طرق العلاج :
- تجنب مهيج الحساسية
- القطرات والمراهم
- النظارة الواقية على الشاطئ
- غسل الوجه بعد الاستحمام
3 - أسرار شرب الماء في الصيف
من فوائد شرب الماء في الصيف , يقول الأطباء :يؤدي إلى نضارة الجسم , ويمنحه الرطوبة , ويكسب الجلد الليونة , ويحفظ للعينين البريق , ويجدد الحيوية , وينظم حرارة الجسم , ويخلص سموم الدم , وينشط جهاز الهضم , وينشط الإخراج , ويلين ويرطب المفاصل , ويحميها من الكدمات , ويعوض فاقد السوائل , التي تخرج مع البول والعرق .
ومن حكمة شرب الماء أن يكون معتدلا وليس كما يظن البعض :
فماذا لو زاد الماء ؟
يؤدي إلى انتفاخ في البطن و الشعور بالثقل , وكثرة الغازات
وماذا لو قل الماء ؟
يؤدي إلى الجفاف و الإمساك و الغضب وقلة النشاط وحصي الكلي وتخبط الحرارة والنسيان وفقدان التوازن وجفاف العين والفم والجلد .
متي نشرب ؟
يقول تعالي : ( وخلقنا من الماء كل شيئ حي ) , قال الأطباء : لتران من الماء يومياً أي 8 أكواب من الماء , هذا ما يحتاجه الجسم في اليوم الواحد , وتوزع كالتالي :
1 - كوب عند الاستيقاظ بعد فراغ المعدة لتحضيرها للهضم
2 - كوب قبل الوجبة بساعة حتي لا نعطل العصارات الهاضمة
3 - كوب بعد الوجبة بساعتين لنفس السبب السابق
4 - كوب قبل النوم
تحذيرات عند شرب الماء :
1 - وقت الشعور بالحر لا تشرب ماءً مثلجاً لالتهاب الغشاء المبطن للمعدة
2 - الماء المثلج أثناء الوجبات يعوق افرازات المعدة والهضم
3 - الماء أثناء الوجبات يؤخر الهضم ويشعرك بالثقل
4 - عند شرب الماء لأصحاب السمنة تتحول الأغذية إلى طبقات بدلاً من احتراقها .
4 - الصيف عيادة مجانية
1 - عيادة القلب
يقل الخطر من الإصابة بالأزمات القلبية , والسبب في ذلك : ما أظهرته البحوث العلمية من أن معدلات الوفاة أقل لأشعة الشمس المسئولة عن فيتامين د الذي يقي من أمراض القلب , وضوء الشمس يقي من الأمراض المزمنة والتعرض للشمس يقلل من سرطان الإمعاء .
والنصيحة انتهاز فرصة الصيف عن الشتاء
2 - عيادة التغذية
إقبال الناس على تناول الخضروات والفاكهة لارتفاع درجة الحرارة وتوفرها في الصيف , تعمل على التقليل من الإصابة بالأمراض المزمنة خاصة السرطان , لأنها غنية بفيتامين سي , وتحتوي على مركبات نباتية مضادة للأكسدة , والنصيحة : الاهتمام بتناول الخضروات والفاكهة .
3 - عيادة الجلدية
أشعة الشمس علاج للجلد خاصة مما يعانون من حب الشباب والاتهابات الجلدية , والسبب لأن التعرض لأشعة الشمس يحقق أثراً علاجياً لحساسية الجهاز المناعي التي تقل لتعرصها للشمس , ولذلك ينصح الخبراء بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة يومياً .
4 - عيادة العلاج الطبيعي
أفضل وقت لممارسة البرامج والمسابقات الرياضية , والسبب : رقة الثياب الصيفية , والحماس في برامج الرشاقة , كما إن التهاب المفاصل يقل لاحتياجه إلى الطقس الدافئ , ولذلك ينصح الخبراء : بالمشي يومياً لمدة 20 دقيقة , إما مشي سريع أو سباحة .
5 - عيادة الصدرية
تقليل الإصابة بالتجلط والانسداد الرئوي , والسبب في ذلك : الجو الدافئ يعمل على توسيع الأوعية الدموية فتسمح للدم بالمرور والدوران , ووالنصيحة هي ممارسة الرياضة بانتظام .
6 - عيادة السكر
تقليل الإصابة بنوبات الصداع النصفي , لأن الجو الجاف والمشمس والصافي , والتعرض لأشعة الشمس يؤثر على عمل الأنسولين أو الهرمونات التي تنظم إنتاجه , ولذلك كانت نصيحة الخبراء الدائمة في التعرض لأشعة الشمس .
7 - عيادة النفسية
يحقق التوازن العاطفي , فضوء الشمس في وقت معين , يساعد في إعادة تشغيل الساعة البيولوجية الداخلية للجسم , ولذلك ينصح الخبراء بالتعرض للشمس في الفترة الصباحية من 7 – 9 يومياً , وهذا نافع للزوجين والآباء وكذلك الأبناء , خاصة أمام الضغوط الحياتية التي لا تنتهي , وهذا سر المكث بعد صلاة الفجر لإصابة أول شروق للشمس .
8 - عيادة العصبية
التعرض للشمس في الصباح الباكر يساعد في تنظيم أنماط النوم , وبالتالي فالنوم ينصح أن يكون في غرفة مظلمة , لأن الظلام يزيد من إنتاج هرمون الميلانونين المسئول عن النوم , ونصيجة الأطباء من أجل أعصاب هادئة : النوم ساعة علي الأقل في الظلام , وتنظيمه يكون في التعرض للشمس في في باكر كل صباح .
9 - عيادة عامة
الإكثار من شرب الماء الذي هو مصدر الحياة , فإنه يحسن الهضم , وينظم درجة الحرارة , ويحسن صحة الجلد , يخلص الدم من السموم , ولذلك النصيحة : في شرب 2 لتر يومياً ماء من أجل صحة عامة أفضل .
5 - كيف تتعامل مع الحر ؟
يقول تعالي : ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا عليه دليلاً ) , فالحر نتيجة لقرب الشمس , ولو اقتربت أكثر لاحترقنا , ولذلك كان الاتجاه العملي النبوي في التعامل مع الحر في قوله صلي الله عليه وسلم : إذا اشتد الحر أبردوا بالصلاة .
فالشمس آية من آيات الله لا للتعذيب باسم الزهد : فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم رأي رجلاً قائماً في الشمس , فقال : ما هذا ؟ , قالوا : نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم , فقال : مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه .
6 - البطيخ روح كل صيف
هل لطعمه الحلو ؟ أم لكثرة احتوائه على الماء ؟ أم لأنه يساعد على التخلص من شعور التعب والإرهاق في الطقس الحار ؟ أم لأنه يسهم في تعويض سوائل الجسم المفقودة ؟ أم لكل ما سبق ؟ .
قيل لكل ما سبق , وزيادة على ذلك كشفت العديد من الدراسات , أن البطيخ فعال في محاربة الأورام السرطانية , لوجود مادة لايكوبين المضادة للأكسدة .
بل إن هناك فوائد لقشر البطيخ الأخضر, نوقشت في الندوة الوطنية لأبحاث ودراسات الطب الحيوي في بكين , والتي تركزت في علاج أربعة أمراض خطيرة وهي : ارتفاع ضغط الدم , والتهاب الكلي المزمن , و احتباس البول , والاستسقاء .
لقد أصدر الأطباء وفقاً لذلك توصياتهم لأسلوب العلاج : بتجفبف قشر البطيخ الأخضر ثم طحنه حتي يتحول إلى مسحوق , ويقلب جيداً في الماء , ثم يغلي على النار لمدة 5 دقائق , أوإلى قطع صغيرة حتي تتحول إلى عجينة , على أن يحتسيه المريض ملعقة واحدة يومياً على الريق لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع .
لقد دُعيت من أحد أصحاب المزارع على الطريق الصحراوي لزيارة مزرعته , فاسترعي انتباهي تجميع الهالك من البطيخ خاصة القشر , فسألت : ماذا تفعلون به ؟ فقال : إننا اكتشفنا أن الحمار يأكل قشر البطيخ ويترك ما بداخله حيث تقبل على أكله الطيور , فنحن نجمع القشر للحمار , فقلت سبحان الله , من أين علم الحمار فوائد قشر البطيخ ؟ التي يرميها الإنسان ! .
كيف تخطط الأسرة
لأحلي صيف ؟
هيا إلى برامج ميسرة وجادة :
بشرط الحرص على استغلال الوقت , بدلاً من تبديد الأوقات , وإضاعة الساعات , وفوق ذلك كله سؤالنا يوم القيامة من رب العالمين .
وأمامنا الكثير من البرامج : حفظ القرآن , واكتساب المواهب , وزيادة الخبرات وتنمية المهارات , وتقوية العلاقات , وتعلم اللغات والكمبيوتر , وتحصيل الأرزاق , والالتحاق بمراكز الشباب , ومدارس الكرة , ووالأعمال التطوعية , والسفر مع الأهل والأقارب والأصدقاء .
الصيف استراحة المحارب
فلنحذر الآفات :
التي تضيع وقت الأجازة في غير النافع , فويل لمن ضيع الأجازة في غير النافع , يقول سفيان الثوري : لا تغبط أهل الشهوات على بشهواتهم , ولا ما يتقلبون فيه من النعمة فإن أمامهم يوماً تزل فيه الأقدام , أنسوا أن الله يعلم سرهم ونجواهم , وأنهم يأكلون من من رزقه ويعيشون فوق أرضه , ويستظلون بسمائه , وأن أعمالهم مسجلة ومحفوظة .
يقول تعالى : ( يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا , أحصاه الله ونسوه والله على كل شيئ شهيد ) .
فمن الآفات السهر :
فإنه يقتل الأوقات ويؤخر الطاعات , وعلى رأسها الصلاة , فإضاعة الصلاة دليل على اتباع الشهوات , واتباع الشهوات هي الطريق لإضاعة الصلاة , وتأمل قوله تعالي : ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ) , قال الحسن : عطلوا المساجد واشتغلوا بالأسباب والصنائع واتبعوا الشهوات .
وإضاعة الصلاة : قيل تركها بالكلية وقيل هو تأخيرها عن وقتها , يقول سعيد بن المسيب : هو ألا يصلي الظهر حتي يأتي العصر , ولا يصلي المغرب إلى العشاء , ولا يصلي العشاء إلى الفجر , ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس , فمن بات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغي – وهو وادي في جهنم - , وكان الحسن يقول : يا ابن آدم أي شيئ بقي عليك من دينك , إذا هانت عليك صلاتك , وأنت أول ما تسأل عليها يوم القيامة ؟ ! .
ومن الآفات الفراغ :
خلو الإنسان من العمل والشغل سلاح ذو حدين , إن استعمل في في الخير كان خيراً , وإن استعمل في غيره عاد بالحسرات , وقد أجمل أهل السلف استعماله في الخير بثلاث أمور : سلامة الصدور وسخاوة النفس والنصح للأمة .
والحذر من المسميات العصرية تحت عنوان السياحة , كمصائد لأموال الشباب والعائلات , في مهرجانات العري وطشف العورات , مع إن كلمة : ( السائحون ) في القرآن تعني أمراً مرغوباً , وهي بريئة مما يصنعه اللاهون , يقول تعالى : ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) , قيل في تفسيرها : أصلها الذهاب على وجه الأرض كما يسيح الماء .
جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ائذن لي بالساحة , قال النبي : إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله , وقيل بمعني الصيام , وقيل بمعني طلب العلم , وقيل بمعني التفكر في ملكوت الله . وعلى ذلك فالسائحون هم : الصائمون أوالمجاهدون أو طلاب العلم أو التفكر في ملكوت الله تعالي .
كيف نواجه الفراغ في خطوات عملية ؟
من أين يأتي الفراغ ؟ … عندما تغيب الاهتمامات الكبرى , ويحل محلها الأمور الفارغة , من هذه النقطة تتسع دائرة الفراغ , وتتمدد مساحة الوقت الضائع , ثم تنحصر في التالي : طعام وشراب ونوم واسترخاء ومتعة وترفيه وتسالي .
وفي عصر النبوة واجهت الأسرة هذا السرطان بالعمل والانشغال بالاهتمامات الكبيرة النافعة , فالرجال كانوا في حركة الفتوحات والجهاد والحروب , والأمهات في تربية النشئ وتأليف الأسرة , و الأبناء في طلب العلم والمعالي , والابتكار والإبداع , فالكل كان في نهضة المجتمع .
فهيا نجعل من أوقاتنا عبادة :
فنستشعر قيمة الوقت , فالوقت هو حياتنا وعمرنا , ونستشعر كأبناء وآباء مسئولياتنا , فإلى كل أب , وإلى كل أم , وإلى كل ابن , وإلى كل ابنة , نهدي قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( كفي بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ) , ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه الله حفظ أم ضيع حتي يسأل الرجل عن أهل بيته ) .
ويقول تعالي : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) , فمن الأربع التي يسأل كل إنسان عنها يوم القيامة : وعن عمره فيما أفناه ؟ , ومازالت الفرصة أمامنا لاستثمار أوقاتنا , يقول تعالي : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا لا خوف عليهم ولا يحزنون ) .
وهذه برامج منوعة للأسرة في صورة جماعية
تستعين بها الأسر مع فيض تجاربها وجميل برامجها :
برنامج الزيارات , وبرنامج القراءة , وبرنامج الرحلات , وبرنامج بناء الذات واكتساب المهارات , وبرنامج الكمبيوتر , وبرنامج الأسرة المتكاملة , وبرنامج دعاة المستقبل , وبرنامج المسابقات , وبرنامج تحفيظ القرآن الكريم , وبرنامج بيت العيلة .
ولنفعل ستة ولنحذر ستة :
لا بأس من : اللهو المنضبط وزيارة الآثار , وتغيير الأجواء , والمناطق الخضراء , والتنزه الجميل , والجو البارد .
ولنحذر من : مواقع المعصية , والحفلات الماجنة , وإطلاق البصر , والاختلاط السيئ , والإسراف المذموم , والسهر القاتل .
وبذلك يستطيع كل منا أن يكتشف ذاته في الصيف , من خلال : صقل المواهب , وتنمية الابتكار , واستغلال القدرات , وتعلم الحرف , والرحلات الترويحية .
ما هي أولياتك لاستغلال الأجازة ؟
كانت النتيجة لإجابات الشباب على هذا السؤال كالتالي :
5 5 % التحاق بدورات التحفيظ – 12, 8 % السفر والرحلات - 12,3 % تنمية مهارات -10 % لا شيئ - 8,7 % البحث عن عمل - 5,9 % مراكز لغات وكمبيوتر .
فعلينا من الآن اختيار أولوياتنا
وعلى كل أسرة المساعدة في تنفيذ أولويات الأبناء
ولا ننسي أن نقضي معاً أحلى صيف ! .
جمال ماضي