حدثني أبي
محمد عمران
إن نظرة فاحصة مدققة لكثير من بيوت المسلمين اليوم ، ستطلعنا علي استقالة تربوية تُدمي القلوب ، سنري أن كثير من الآباء قد ظن أن الوظيفة المُثلي له في البيت أنه مُمثل لوزارة المالية ، بمعني أنه يسأل الزوجة ، كم تحتاجين من المال ؟ فتقول كذا وكذا ، فيعطيها عن طيب خاطر ، ولكنه قد تخلي عن أبوة التوجيه والتعليم ، لانشغاله بالتجارة والسفر ، بل وإن وجد بعض الوقت فإنه يقتله قتلاً بالجلوس أمام وسائل الإعلام الخائنة المُضللة التي لا ترقب في المؤمنين إلاً ولا ذمة ، التي تشيع الفاحشة في المؤمنين والمسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويزداد الألم والكمد عندما تُضاف إلي استقالة الأب استقالة أخري خطيرة ألا وهي استقالة الأم ، فتخرج الزوجة هي الأخري للعمل الذي لا تحتاج إليه أصلاً ، ولكن فقط لتخرج من البيت ، بدعوى أن البيت سجن مُؤبد والزوج سجانٌ قاهر ، فتخرج هي الأخرى ويترك كلاً منهم الأولاد ليقتاتوا قوتهم التربوي من وسائل التعليم ، ثم ينطلق الأولاد إلي الشوارع والطرقات وإلي أصحاب السوء ، فيشعر الأبناء باليتم التربوي :
إذ ليس اليتيم من أنتهي أبواه *** وخلفاه في هم الحياة ذليلاً
إن اليتيم من تري له أماً *** تخلت أو أبــاً مشغـــولاً
فهل حدّثت ولدك عن الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أي هل تكلمت مع ولدك عن الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعن السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً ، هل وضحت لولدك هذا المنهج الذي تحتاج إليه الأمة الآن .
فقم الآن - الآن الآن – وأملأ قلبك وقلب زوجتك وقلوب أولادك بعقيدة التوحيد وبالخوف والحب للعزيز المجيد وبالإتباع والطاعة النبي الحبيب الحميد ، فجميلٌ أن تجلس مع زوجتك وأولادك وأنتم تتناولون الطعام فتحدثهم عن قدرة الله عز وجل ، وتربط السبب (الطعام) بالمُسبب (الله عز وجل) .
إن النبي صلي الله عليه وسلم قد ربي أصحابه علي هذا المنهج الأصيل ، فانظروا عندما أردف الغلام الصغير خلفه ، أي أركبه خلفه علي ناقة واحدة ، وبدأه بالنصح والتوجيه ، ولم يستصغر سنه ؛ بل هو - بأبي هو وأمي – صلي الله عليه وسلم مربي وأسوة وقدوة وإمام ، بل ولخص للغلام المبارك ابن عباس العقيدة في تلك الكلمات المختصرة في حديث :" أحفظ الله يحفظك " الذي رواه الترمذي وأحمد وصححه شيخنا الألباني .
بل هي سمة المؤمنين والصالحين أجمعين ، انظروا إلي وصية يعقوب وهو علي فراس الموت كما قال تعالي :" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي " انظروا وهو علي فراش الموت يَطمئن علي عقيدة أولاده من بعده التي لطالما علَمهُم إياها ، فقَالُوا: " نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " ثم انظروا إلي الخليل عليه السلام أيضاً :" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " .
وانظروا إلي قوله عز وجل :" وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " أي والله إن الشرك لظلمٌ عظيم .
وكتب عمر إلى ابنه عبد الله :" أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنه من اتقاه وقاه ومن أقرضه جزاه ومن شكره زاده واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك " .
فأرجع الآن فحدث ولدك عن الله وعن رسول الله حتى نمشي خطوة نحو نصر الأمة ، فإن الأمة لن تُنصر بعد إذن الله ؛ إلا بالرجال الصادقون الأبطال ، الذين همهم بالنهار ذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ، وهمهم بالليل الوقوف بين يديه والتضرع إليه ، حتى إذا أفترش الناس فراشهم ، قاموا هم وافترشوا بين يدي الله جباههم ، وتقربوا إلي ربهم ببكائهم ، ثم بعد دعائهم وصلاتهم وبكائهم ، يقولون : ربنا أصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراماً ، إنها ساءت مستقراً ومُقاماً ، فهم في خوفهم من ربهم ، كحال أهل الغفلة في أمنهم ، يتألمون لما حلّ بأمتهم ، ويتحسرون عما نزل بأهلهم وأقاربهم ، ولسان حال كل منهم : أنا السبب ، لو مِت لاستراح الناس ، فيسعون لنصر أمتهم ، ولطلب عزتهم أو شهادتهم ، يقولون : إما أن نملك رقابكم (أي الأعداء) أو نموت أعزاء ، فالمؤمن الحق لا يرضي بالذل إلا لله وحده عز وجلّ ، فحريٌ بهؤلاء أن يأتوا بالنصر لأمتهم وبالعزة لأنفسهم ، وبالمعذرة إلي ربهم ، فكانوا بالنهار فرسان ، وبالليل رهبان وكما قال الشيخ صفوت نور الدين – رحمه الله تعالي – في وصفهم :" فانتصروا علي شهواتهم وشيطانهم ، فقطعوا نهارهم في الجهاد فرساناً ، والليل في المحراب رهباناً ، فكان أُنسهم بربهم في ليلهم إذا هجعت الأصوات ، والتف الناس في البيوت نياماً ، صاروا هم لله قائمين يأنسون بصحبته ومناجاته . القرآن الكريم وِرْدُهم ، والصلاة بالليل شغلهم ، والبكاء بالليل شغلهم ، والبكاء متذكرين القيامة والحساب والدعاء خائفين من يوم اللقاء ، كل ذلك هو حالهم ، فإذا أصبح عليهم النهار خرجوا من ديارهم يأخذون من الدنيا بقدر المتزود في سفره ، إن كانوا في شغلها كانوا مع الشرع دائرين ، ولما أحل الله ملازمين ، وعن الحرام بل كل الشبهات متباعدين ، يخافون من أن يلوثوا صفحة بيضوها في ليلهم بالطاعات ، فيخافون من نظرة أو طرفة ، ويخافون من كلمة أو خطرة ، فإذا وقع منهم شيء من ذلك أسرعوا قائلين : رب قد أذنبت فاغفر لي . فإذا دعا داعي الجهاد بالسيف والقتال فهم في الجهاد وحلقاته ، خرجوا مسرعين يريدون ملاقاة رب أنسوا به الليل كله ، وحرصوا علي العمل في مرضاته وشرعه النهار كله ".
فهيا آبائي وأمهاتي ؛ بالسعي لتنالون شرف أبوة وأمومة هؤلاء الأبطال ، ولتحققون النصر لهذه الأمة ، ليُضاعف الله لكم الأجر ، ويجزيكم كثير الخير .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
94 وسيلة لتربية الأبناء
إلى كل مربي فاضل ، إلى كل أب ، إلى كل أم ، اهدي هذه الحصيلة الرائعة من تجارب بعض أهل الفضل في التربية ، وقد تم تلخيصها على فقرات ليسهل قراءتها والاستفادة منها ، أرجو أن تكون خالصة لله ، وأن ينفع بها الجميع ، ولاتنسونا من دعائكم الصالح ...
94 وسيلة لتربية الأبناء:
1- ارتياد المساجد بصحبة الأبناء في سن السابعة .
2- القيام مع الأولاد بصلة الأرحام ، والإحسان الى الجيران .
3- تعليم البنات حب الحجاب منذ الصغر .
4- التخطيط لشغل فراغ الأبناء .
5- تعليم البنات الخياطة أو مايناسبها .
6- تنسيق الرحلات المناسبة للأسرة والاهتمام بالمكان والبرنامج .
7- الذكر بصوت مسموع أمام الأولاد .
8- ربط الأولاد بالمسلمين وقضايا المسلمين .
9- اصطحابهم عند فعل الخير ( توزيع الصدقات – جمع التبرعات ) .
10- إلحاقهم بحلقات تحفيظ مع المراقبة والمتابعة .
11- تعليمهم الأمثال العربية والشعر العربي .
12- التحدث أمامهم بالفصحى ماأمكن .
13- استثمار الأحداث التي تقع في الأسرة .
14- توطيد العلاقات بالعائلات الطيبة لإيجاد البيئة المناسبة .
15- ملاحظة أن أفعال وأقوال الكبار تنعكس على الصغار .
16- التركيز على موضوع الحب فهو خيط التربية الأصيل .
17- معرفة أصدقاء الأولاد بطريقة مناسبة .
18- توحيد الطريقة بين الوالدين .
19- تكوين وتعزيز العادات الطيبة .
20- تدريبهم على العمل النافع .
21- أن يعوّد الأبناء على الأكل مما هو موجود على المائدة .
22- تعوديهم على عدم السهر ، وعدم النوم في مكان مظلم .
23- غرس الأخلاق الحميدة في نفوسهم ( الكرم – الشجاعة )
24- تكوين مكتبة خاصة للأولاد وحبذا لو أضيف اليها جهاز الحاسوب مع بعض البرامج النافعة.
25- غرس شيم إكرام الضيف في سن مبكرة بتعويدهم على استقبال الضيوف .
26- التركيز على قراءة قصص الأنبياء ( أشرطة السيرة للشيخ محمد المنجد ) .
27- تعليمهم السنن الربانية كسنة الأسباب مربوطه بمسبباتها وأنه لكي يأتيك الرزق لابد من العمل .
28- تعليمهم معنى العبادة الشامل ، وعدم الفصل بين أعمال الدنيا والآخرة .
29- تعليمهم أداء الصلاة بخشوع وأناة وعدم العجلة فيها .
30- تعليمهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدريجياً .
31- عدم إهمال الأخطاء دون معالجة .
32- زرع القناعة في نفوس الأولاد .
33- الصبر وعدم الشكوى من تربية الأولاد والإستعانة بالله والدعاء لهم بالصلاح .
34- ضرورة العدالة في المعاملة والأعطيات بين الأولاد .
35- إيجاد المحفزات لأعمال الخير .
36- إيجاد الدروس في المنزل .
37- الإستفادة من الوقت في السيارة .
38- الإكثار من ذكر المصطلحات الشرعية .
39- التدرج والصبر وطول النفس .
40- ايجاد القدوة ، وتنويع الأساليب .
41- ربط القلب بالله عزوجل في التربية .
42- التركيز على الولد الأكبر في تربيته
43- إيضاح دور الأم للبنات ( وهو دور المرأة في الإسلام ) .
44- اهتمام الأب بالجديد في التربية من دراسات وغيرها .
45- ملاحظة الفروق الفردية بين الأولاد .
46- التركيز على فعل الخير والطاعات بنفس التركيز على المنع من الشر والمعاصي .
47- التوازن في التربية
48- الشمول في التربية .
49- إذا أمرت الأبن بشيء فتابع تنفيذه .
50- القدرة على التحكم في الشخصية .
51- توجيه انفعالات الغضب والحب لله عزوجل
52- تنمية الطموحات وتوجيهها .
53- عدم تلبية رغبات الولد كلما طلب شيئاً .
54- تربية البنات بما يناسبهن .
55- خطورة الإطراء بوصف الجمال أو غيره من الصفات الخلقية أو الخُلقية لدى الاولاد .
56- عدم تعليمهم الفرق بين الذكر والأنثى التي وردت في الشرع .
57- ربط التوجيهات والأوامر والنواهي بالله عز وجل وليس بالعادات والتقاليد .
58- تحبيبهم لله عزوجل بذكر صفاته ، ونسبة النعم الى خالقها .
59- توجيه الطفل بالترغيب أكثر من الترهيب .
60- اختيار المدرسة والحي .
61- حاول أن تعرف رأي ابنك في مسائل معينة حتى تتمكن من توجيهه التوجيه الصحيح .
62- إيجاد الجو الملائم والمرح داخل الأسرة .
63- الدعاء للأولاد وعدم الدعاء عليهم وتلمس أوقات الإجابة .
64- احضارهم في مجالس الكبار بالنسبة للذكور .
65- التكليف بمسؤوليات صغيرة والتدرج في ذلك .
66- الإتزان في العقوبة .
67- الاعتدال بين الإسترضاء والقسوة .
68- استثمار جلسة العائلة في التوجيه والإرشاد .
69- استئصال عادة الحلف دائماً بالله .
70- أن يطالع الأب ويقرأ ولا داعي على أن يأمرهم مباشرة ( عدم التوجيه مباشرة وإنما يقوم الأب بعمل شيء كالقراءة ونحوها ويتابعه الابناء بعد ذلك ) .
71- تعمد الحديث الإيجابي عن الجيران والأقارب والأصدقاء وتجنب الحديث السلبي .
72- الحذر من الغلو في قضايا معينة .
73- كثرة التحذير يولد الخوف .
74- كثرة الإحتياط تولد الوسوسة .
75- كثرة التدخل تفسد العلاقة .
76- استثمار فرص الأم في العمل .
77- اصطحاب الاولاد في حلقات العلم والمحاضرات .
78- التعليق على كلام الأولاد بما يقتضيه الوجه الشرعي .
79- تعليمهم عادة الشكر للناس عموماً وللأب وللأم خصوصاً .
80- تعليمهم كلمات في محبة بعضهم لبعض .
81- التربية على الاعتماد على النفس ، وقضاء الأمور بنفسه .
82- التربية على عدم انقلاب الوسائل الى غايات مثل الرياضة ونيل الشهادة .
83- قراءة وشرح الحكم والأمثال الجوامع .
84- عدم المقارنة بين الأولاد .
85- عدم إظهار شجار الأبوين بين الأولاد .
86- الوقاية خير من العلاج
87- التربية على التواضع وقبول الحق وعدم الكبر .
88- التربية على التوافق بين حالتي الأولاد الفكرية والتربوية .
89- توجيه الأبناء من منطلق شرعي وليس عاطفي .
90- الإستشارة لأهل العلم والتخصص .
91- معرفة التركيبة النفسيه لكل إبن .
92- لاعب إبنك سبعاً ( 1- 7 )
93- أدّبه سبعاً ( 7-14 )
94- صاحبه سبعاً ( 14-21 ) .
محمد عمران
إن نظرة فاحصة مدققة لكثير من بيوت المسلمين اليوم ، ستطلعنا علي استقالة تربوية تُدمي القلوب ، سنري أن كثير من الآباء قد ظن أن الوظيفة المُثلي له في البيت أنه مُمثل لوزارة المالية ، بمعني أنه يسأل الزوجة ، كم تحتاجين من المال ؟ فتقول كذا وكذا ، فيعطيها عن طيب خاطر ، ولكنه قد تخلي عن أبوة التوجيه والتعليم ، لانشغاله بالتجارة والسفر ، بل وإن وجد بعض الوقت فإنه يقتله قتلاً بالجلوس أمام وسائل الإعلام الخائنة المُضللة التي لا ترقب في المؤمنين إلاً ولا ذمة ، التي تشيع الفاحشة في المؤمنين والمسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويزداد الألم والكمد عندما تُضاف إلي استقالة الأب استقالة أخري خطيرة ألا وهي استقالة الأم ، فتخرج الزوجة هي الأخري للعمل الذي لا تحتاج إليه أصلاً ، ولكن فقط لتخرج من البيت ، بدعوى أن البيت سجن مُؤبد والزوج سجانٌ قاهر ، فتخرج هي الأخرى ويترك كلاً منهم الأولاد ليقتاتوا قوتهم التربوي من وسائل التعليم ، ثم ينطلق الأولاد إلي الشوارع والطرقات وإلي أصحاب السوء ، فيشعر الأبناء باليتم التربوي :
إذ ليس اليتيم من أنتهي أبواه *** وخلفاه في هم الحياة ذليلاً
إن اليتيم من تري له أماً *** تخلت أو أبــاً مشغـــولاً
فهل حدّثت ولدك عن الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أي هل تكلمت مع ولدك عن الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعن السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً ، هل وضحت لولدك هذا المنهج الذي تحتاج إليه الأمة الآن .
فقم الآن - الآن الآن – وأملأ قلبك وقلب زوجتك وقلوب أولادك بعقيدة التوحيد وبالخوف والحب للعزيز المجيد وبالإتباع والطاعة النبي الحبيب الحميد ، فجميلٌ أن تجلس مع زوجتك وأولادك وأنتم تتناولون الطعام فتحدثهم عن قدرة الله عز وجل ، وتربط السبب (الطعام) بالمُسبب (الله عز وجل) .
إن النبي صلي الله عليه وسلم قد ربي أصحابه علي هذا المنهج الأصيل ، فانظروا عندما أردف الغلام الصغير خلفه ، أي أركبه خلفه علي ناقة واحدة ، وبدأه بالنصح والتوجيه ، ولم يستصغر سنه ؛ بل هو - بأبي هو وأمي – صلي الله عليه وسلم مربي وأسوة وقدوة وإمام ، بل ولخص للغلام المبارك ابن عباس العقيدة في تلك الكلمات المختصرة في حديث :" أحفظ الله يحفظك " الذي رواه الترمذي وأحمد وصححه شيخنا الألباني .
بل هي سمة المؤمنين والصالحين أجمعين ، انظروا إلي وصية يعقوب وهو علي فراس الموت كما قال تعالي :" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي " انظروا وهو علي فراش الموت يَطمئن علي عقيدة أولاده من بعده التي لطالما علَمهُم إياها ، فقَالُوا: " نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " ثم انظروا إلي الخليل عليه السلام أيضاً :" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " .
وانظروا إلي قوله عز وجل :" وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " أي والله إن الشرك لظلمٌ عظيم .
وكتب عمر إلى ابنه عبد الله :" أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنه من اتقاه وقاه ومن أقرضه جزاه ومن شكره زاده واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك " .
فأرجع الآن فحدث ولدك عن الله وعن رسول الله حتى نمشي خطوة نحو نصر الأمة ، فإن الأمة لن تُنصر بعد إذن الله ؛ إلا بالرجال الصادقون الأبطال ، الذين همهم بالنهار ذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ، وهمهم بالليل الوقوف بين يديه والتضرع إليه ، حتى إذا أفترش الناس فراشهم ، قاموا هم وافترشوا بين يدي الله جباههم ، وتقربوا إلي ربهم ببكائهم ، ثم بعد دعائهم وصلاتهم وبكائهم ، يقولون : ربنا أصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراماً ، إنها ساءت مستقراً ومُقاماً ، فهم في خوفهم من ربهم ، كحال أهل الغفلة في أمنهم ، يتألمون لما حلّ بأمتهم ، ويتحسرون عما نزل بأهلهم وأقاربهم ، ولسان حال كل منهم : أنا السبب ، لو مِت لاستراح الناس ، فيسعون لنصر أمتهم ، ولطلب عزتهم أو شهادتهم ، يقولون : إما أن نملك رقابكم (أي الأعداء) أو نموت أعزاء ، فالمؤمن الحق لا يرضي بالذل إلا لله وحده عز وجلّ ، فحريٌ بهؤلاء أن يأتوا بالنصر لأمتهم وبالعزة لأنفسهم ، وبالمعذرة إلي ربهم ، فكانوا بالنهار فرسان ، وبالليل رهبان وكما قال الشيخ صفوت نور الدين – رحمه الله تعالي – في وصفهم :" فانتصروا علي شهواتهم وشيطانهم ، فقطعوا نهارهم في الجهاد فرساناً ، والليل في المحراب رهباناً ، فكان أُنسهم بربهم في ليلهم إذا هجعت الأصوات ، والتف الناس في البيوت نياماً ، صاروا هم لله قائمين يأنسون بصحبته ومناجاته . القرآن الكريم وِرْدُهم ، والصلاة بالليل شغلهم ، والبكاء بالليل شغلهم ، والبكاء متذكرين القيامة والحساب والدعاء خائفين من يوم اللقاء ، كل ذلك هو حالهم ، فإذا أصبح عليهم النهار خرجوا من ديارهم يأخذون من الدنيا بقدر المتزود في سفره ، إن كانوا في شغلها كانوا مع الشرع دائرين ، ولما أحل الله ملازمين ، وعن الحرام بل كل الشبهات متباعدين ، يخافون من أن يلوثوا صفحة بيضوها في ليلهم بالطاعات ، فيخافون من نظرة أو طرفة ، ويخافون من كلمة أو خطرة ، فإذا وقع منهم شيء من ذلك أسرعوا قائلين : رب قد أذنبت فاغفر لي . فإذا دعا داعي الجهاد بالسيف والقتال فهم في الجهاد وحلقاته ، خرجوا مسرعين يريدون ملاقاة رب أنسوا به الليل كله ، وحرصوا علي العمل في مرضاته وشرعه النهار كله ".
فهيا آبائي وأمهاتي ؛ بالسعي لتنالون شرف أبوة وأمومة هؤلاء الأبطال ، ولتحققون النصر لهذه الأمة ، ليُضاعف الله لكم الأجر ، ويجزيكم كثير الخير .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
94 وسيلة لتربية الأبناء
إلى كل مربي فاضل ، إلى كل أب ، إلى كل أم ، اهدي هذه الحصيلة الرائعة من تجارب بعض أهل الفضل في التربية ، وقد تم تلخيصها على فقرات ليسهل قراءتها والاستفادة منها ، أرجو أن تكون خالصة لله ، وأن ينفع بها الجميع ، ولاتنسونا من دعائكم الصالح ...
94 وسيلة لتربية الأبناء:
1- ارتياد المساجد بصحبة الأبناء في سن السابعة .
2- القيام مع الأولاد بصلة الأرحام ، والإحسان الى الجيران .
3- تعليم البنات حب الحجاب منذ الصغر .
4- التخطيط لشغل فراغ الأبناء .
5- تعليم البنات الخياطة أو مايناسبها .
6- تنسيق الرحلات المناسبة للأسرة والاهتمام بالمكان والبرنامج .
7- الذكر بصوت مسموع أمام الأولاد .
8- ربط الأولاد بالمسلمين وقضايا المسلمين .
9- اصطحابهم عند فعل الخير ( توزيع الصدقات – جمع التبرعات ) .
10- إلحاقهم بحلقات تحفيظ مع المراقبة والمتابعة .
11- تعليمهم الأمثال العربية والشعر العربي .
12- التحدث أمامهم بالفصحى ماأمكن .
13- استثمار الأحداث التي تقع في الأسرة .
14- توطيد العلاقات بالعائلات الطيبة لإيجاد البيئة المناسبة .
15- ملاحظة أن أفعال وأقوال الكبار تنعكس على الصغار .
16- التركيز على موضوع الحب فهو خيط التربية الأصيل .
17- معرفة أصدقاء الأولاد بطريقة مناسبة .
18- توحيد الطريقة بين الوالدين .
19- تكوين وتعزيز العادات الطيبة .
20- تدريبهم على العمل النافع .
21- أن يعوّد الأبناء على الأكل مما هو موجود على المائدة .
22- تعوديهم على عدم السهر ، وعدم النوم في مكان مظلم .
23- غرس الأخلاق الحميدة في نفوسهم ( الكرم – الشجاعة )
24- تكوين مكتبة خاصة للأولاد وحبذا لو أضيف اليها جهاز الحاسوب مع بعض البرامج النافعة.
25- غرس شيم إكرام الضيف في سن مبكرة بتعويدهم على استقبال الضيوف .
26- التركيز على قراءة قصص الأنبياء ( أشرطة السيرة للشيخ محمد المنجد ) .
27- تعليمهم السنن الربانية كسنة الأسباب مربوطه بمسبباتها وأنه لكي يأتيك الرزق لابد من العمل .
28- تعليمهم معنى العبادة الشامل ، وعدم الفصل بين أعمال الدنيا والآخرة .
29- تعليمهم أداء الصلاة بخشوع وأناة وعدم العجلة فيها .
30- تعليمهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدريجياً .
31- عدم إهمال الأخطاء دون معالجة .
32- زرع القناعة في نفوس الأولاد .
33- الصبر وعدم الشكوى من تربية الأولاد والإستعانة بالله والدعاء لهم بالصلاح .
34- ضرورة العدالة في المعاملة والأعطيات بين الأولاد .
35- إيجاد المحفزات لأعمال الخير .
36- إيجاد الدروس في المنزل .
37- الإستفادة من الوقت في السيارة .
38- الإكثار من ذكر المصطلحات الشرعية .
39- التدرج والصبر وطول النفس .
40- ايجاد القدوة ، وتنويع الأساليب .
41- ربط القلب بالله عزوجل في التربية .
42- التركيز على الولد الأكبر في تربيته
43- إيضاح دور الأم للبنات ( وهو دور المرأة في الإسلام ) .
44- اهتمام الأب بالجديد في التربية من دراسات وغيرها .
45- ملاحظة الفروق الفردية بين الأولاد .
46- التركيز على فعل الخير والطاعات بنفس التركيز على المنع من الشر والمعاصي .
47- التوازن في التربية
48- الشمول في التربية .
49- إذا أمرت الأبن بشيء فتابع تنفيذه .
50- القدرة على التحكم في الشخصية .
51- توجيه انفعالات الغضب والحب لله عزوجل
52- تنمية الطموحات وتوجيهها .
53- عدم تلبية رغبات الولد كلما طلب شيئاً .
54- تربية البنات بما يناسبهن .
55- خطورة الإطراء بوصف الجمال أو غيره من الصفات الخلقية أو الخُلقية لدى الاولاد .
56- عدم تعليمهم الفرق بين الذكر والأنثى التي وردت في الشرع .
57- ربط التوجيهات والأوامر والنواهي بالله عز وجل وليس بالعادات والتقاليد .
58- تحبيبهم لله عزوجل بذكر صفاته ، ونسبة النعم الى خالقها .
59- توجيه الطفل بالترغيب أكثر من الترهيب .
60- اختيار المدرسة والحي .
61- حاول أن تعرف رأي ابنك في مسائل معينة حتى تتمكن من توجيهه التوجيه الصحيح .
62- إيجاد الجو الملائم والمرح داخل الأسرة .
63- الدعاء للأولاد وعدم الدعاء عليهم وتلمس أوقات الإجابة .
64- احضارهم في مجالس الكبار بالنسبة للذكور .
65- التكليف بمسؤوليات صغيرة والتدرج في ذلك .
66- الإتزان في العقوبة .
67- الاعتدال بين الإسترضاء والقسوة .
68- استثمار جلسة العائلة في التوجيه والإرشاد .
69- استئصال عادة الحلف دائماً بالله .
70- أن يطالع الأب ويقرأ ولا داعي على أن يأمرهم مباشرة ( عدم التوجيه مباشرة وإنما يقوم الأب بعمل شيء كالقراءة ونحوها ويتابعه الابناء بعد ذلك ) .
71- تعمد الحديث الإيجابي عن الجيران والأقارب والأصدقاء وتجنب الحديث السلبي .
72- الحذر من الغلو في قضايا معينة .
73- كثرة التحذير يولد الخوف .
74- كثرة الإحتياط تولد الوسوسة .
75- كثرة التدخل تفسد العلاقة .
76- استثمار فرص الأم في العمل .
77- اصطحاب الاولاد في حلقات العلم والمحاضرات .
78- التعليق على كلام الأولاد بما يقتضيه الوجه الشرعي .
79- تعليمهم عادة الشكر للناس عموماً وللأب وللأم خصوصاً .
80- تعليمهم كلمات في محبة بعضهم لبعض .
81- التربية على الاعتماد على النفس ، وقضاء الأمور بنفسه .
82- التربية على عدم انقلاب الوسائل الى غايات مثل الرياضة ونيل الشهادة .
83- قراءة وشرح الحكم والأمثال الجوامع .
84- عدم المقارنة بين الأولاد .
85- عدم إظهار شجار الأبوين بين الأولاد .
86- الوقاية خير من العلاج
87- التربية على التواضع وقبول الحق وعدم الكبر .
88- التربية على التوافق بين حالتي الأولاد الفكرية والتربوية .
89- توجيه الأبناء من منطلق شرعي وليس عاطفي .
90- الإستشارة لأهل العلم والتخصص .
91- معرفة التركيبة النفسيه لكل إبن .
92- لاعب إبنك سبعاً ( 1- 7 )
93- أدّبه سبعاً ( 7-14 )
94- صاحبه سبعاً ( 14-21 ) .