hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال Empty مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال

    مُساهمة  Admin الخميس 19 مايو 2011 - 20:50

    الموضوعات :
    1. تمهيد
    2. وقائع مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال في عصر الرسالة
    • تبادل التحية بين الرجال والنساء
    • في المسجد
    • في طلب العلم
    • في الحج
    • في الجهاد
    • خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    • عند طلب المعروف وتقديم المعروف
    • في الاحتفالات والولائم
    • في الزيارة
    • خلال بذل المودة وحسن الرعاية
    • لطلب الدعاء والبركة
    • خلال الضيافة
    • تبادل الهدايا بين الرجال والنساء
    • في عيادة المرضي
    • علي الطعام والشراب
    • في شئون الوفاة
    • في الوعظ والإرشاد
    • في الدعوة إلي دين الله
    3. آداب اشتراك المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية
    • آداب مشتركة بين الرجال والنساء
    • آداب خاصة بالنساء
    • ما العمل عند غياب بعض آداب المشاركة واللقاء؟
    4. ظواهر اجتماعية جديدة تقتضي المشاركة واللقاء (نظرة إلي الواقع)
    5. حوارات مع المعارضين
    أولا : حوار حول اعتراضاتهم علي أدلة المشاركة واللقاء
    ( أ ) يقولون : النصوص الورادة بشأن فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم هي من خصوصياته ولا مجال لإعطائها صفة العموم.
    (ب) يقولون : إن المجمتع علي عهد رسول الله كان مجتمعا صالحا تؤمن فيه الفتنة بعكس مجتمعاتنا التي يكثر فيها الانحلال الخلقي وتشتد فيها الفتنة.
    ثانيا : حوار حول أدلة تساق لحظر المشاركة واللقاء
    • حديث (إياكم والدخول علي النساء)
    • حديث (أفعمياوان أنتما)
    • حديث (أي شئ خير للمرأة)
    • حديث (خير صفوف النساء آخرها)
    • حديث أم حميد
    • قوله تعالي (وقرن في بيوتكن)
    • حديث (إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)
    • قول عائشة: (لو أدرك النبي صلي الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن)
    • حديث (علي النساء جهاد؟)
    • الآية الكريمة :{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }
    • أثر أم سلمة رضي الله عنها، قالت:" لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلّمني بيني وبينه حجاب".
    ثالثا : حوار حول بعض أقوال للمعارضين
    ( أ ) يقولون : إن العفاف خلق له مكانة سامية في ديننا , وإن مشاركة المرأة في مجالات الحياة بحضور الرجال يجرح عفافها.
    (ب) هل هناك حقا لقاء جاد بين الرجال والنساء ويهدف إلي الخير؟
    6. حوار مع المعارضين لمشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية حول الحجاب الوارد في قوله تعالي : {فاسألوهن من وراء حجاب} وإثبات خصوصيتة بنساء النبي صلي الله عليه وسلم
    7. غلو الخلف في أمر سد الذريعة
    8. سوء فهم فتنة المرأة
    9. دعوي فساد الزمان
    10. طلب العلم
    11. تنمية شخصية المرأة
    12. الغيرة المريضة
    13. ذكر إسم المرأة
    14. ذكر وصف المرأة
    15. معالم شرعية لعمل المرأة المهني في عصرنا


    تمهيد
    المرأة المسلمة شريكة الرجل في تعمير الأرض لذا كان لابد لها من المشاركة بجد واحتشام في مجالات الحياة. ولما كانت مجالات الحياة بطبيعتها لاتخلو من وجود الرجال بل للرجال في معظمها الدور الأكبر لم تحرج شريعة الله علي المرأة أن تلقي الرجال فتراهم ويرونها وقد يتبادلون الحديث معها وقد يتعاونون علي عمل من الأعمال مادامت تلتزم بالآداب الشرعية ويتم هذا اللقاء الجاد في رصانة دون تكلف أو تعقيد أوحساسية.
    وإن انطلاق المرأة ومشاركتها في الحياة الاجتماعية وما يترتب عليه من لقاء الرجال هو نهج قررته الشريعة وسنة رسول الله وهو يعلم ما فيه من تيسير ومن عون علي الخير ويعلم ما في خلافه من تضييق وحرج فضلا عن حرمان من الخير في أحيان كثيرة.
    علي أن هذا الإنطلاق ما كان ليعوق المرأة المسلمة عن أداء مسؤليتها الأولي نحو بيتها وولدها بل كان معينا علي إنضاج شخصيتها ومن ثم علي كمال أداء تلك المسؤلية والمسؤليات الأخري التي يمكن أن تقع علي عاتق المرأة وتفرضها حاجة الأسرة وحاجة المجتمع.
    وقد كانت مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال سمتاً عاماً للمجتمع المسلم في المجالات العامة والخاصة.فمن المجالات العامة,كانت المرأة تشهد الجماعة والجمعة في مسجد رسول الله وكان عليه الصلاة والسلام يحثهن علي أن يتخذن مكانهن في الصفوف الأخيرة خلف صفوف الرجال ولم يكن بين الرجال والنساء أي حائل من بناء أو خشب أو نسيج أو غيره.... وكان النساء يحضرن كذلك صلاة العيدين ويشاركن في هذا المهرجان الإسلامي الكبير الذي يضم الكبار والصغار والرجال والنساء.
    وكان النساء يحضرن دروس العلم مع الرجال عند النبي صلي الله عليه وسلم وتجاوز هذا النشاط إلي المشاركة في المجهود الحربي في خدمة الجيش من تمريض وإسعاف ورعاية للجرحي والمصابين بجوار الخدمات الأخري من الطهي والسقي ....
    وفي الحياة الاجتماعية شاركت المرأة داعية إلي الخير, آمرة بالمعروف, ناهية عن المنكر. ومن الوقائع المشهورة رد احدي المسلمات علي عمر في المسجد في قضية المهور ورجوعه إلي رأيها علنا وقوله ( أصابت المرأة وأخطأ عمر ). وقد عين عمر في خلافته الشفاء بنت عبد الله العدوية محتسبة علي السوق. وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية التي انتهت إليها رواية الحديث النبوي في عهد عمر بن عبد العزيز, وفاطمة السمرقندية انتهت إليها رواية مسلم,و كريمة أم الخير انتهت إليها رواية البخاري.
    وأما عن المجالات الخاصة فكثيرا ما يلقي الرجال النساء وكثيرا ما يتحدث الرجال مع النساء سواء في البيوت خلال زيارة أو ضيافة علي طعام أو طلب معروف أو شفاعة أو تقديم هدية أو عيادة مريض أو تعزية ومواساة.أو خارج البيت في استفتاء أو أمر بمعروف أو تقديم معروف أو عرض زواج أو عمل مهني أو نشاط سياسي.
    والمتأمل في القرآن الكريم وحديثه عن المرأة في مختلف العصور وفي حياة الرسل والأنبياء لا يشعر بهذا الستار الحديدي الذي وضعه بعض الناس بين الرجل والمرأة.
    فنجد موسي- وهو في ريعان شبابه وقوته- يحادث الفتاتين إبنتي الشيخ الكبير ويسألهما وتجيبانه بلا تأثم ولاحرج ويعاونهما في شهامة ومروءة , وتأتيه إحداهما بعد ذلك مرسلة من أبيها تدعوه أن يذهب معها إلي والدها ثم تقترح علي أبيها بعد ذلك أن يستخدمه عنده , لما لمست فيه من قوة وأمانة.
    وفي قضية مريم نجد زكريا يدخل عليها المحراب ويسألها عن الرزق الذي يجده عندها.
    وفي قصة ملكة سبأ نراها تجمع قومها تستشيرهم في أمر سليمان وكذلك تحدثت مع سليمان عليه السلام وتحدث معها.
    ولا يقال أن هذا شرع من قبلنا فلا يلزمنا , فإن القرآن لم يذكره لنا إلا لأن فيه هداية وذكري وعبرة لأولي الألباب , ولهذا كان القول الصحيح : أن شرع من قبلنا المذكور في القرآن والسنة هو شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه وقد قال تعالي لرسوله : { أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتده }.
    إن نصوص السنة التي سنوردها توضح كيف لقي نساء المؤمنين الرجال علي عهد رسول الله في مجالات الحياة المختلفة دون حجاب أي دون ستر يفصل بين الرجال والنساء.
    وفي الختام نحسب أنه من المفيد عرض تراجم أبواب صحيح البخاري (أي عناوين الأبواب) ففيها تقريرات فقهية بيَّنة تثبت أن هذه المشاركة من السنة.ورحم الله الإمام البخاري فقد كان كما يقول العلماء فقهه في تراجمه.
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال Empty عرض تراجم أبواب صحيح البخاري المتعلقة بمشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية

    مُساهمة  Admin الخميس 19 مايو 2011 - 20:58

    كتاب العلم :
    - باب : عظة الإمام النساء.
    - باب : هل يجعل للنساء يوماً علي حده في العلم؟
    كتاب الصلاة :
    - باب : نوم المرأة في المسجد.
    - باب : خروج النساء إلي المساجد بالليل والغلس.
    - باب : صلاة النساء خلف الرجال.
    - باب : سرعة إنصراف النساء من الصبح.
    - باب : إستئذان المرأة زوجها بالخروج إلي المسجد.
    كتاب الجمعة :
    - باب : هل علي من يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان وغيرهم؟
    كتاب العيدين :
    - باب : خروج النساء والحيض إلي المصلي.
    - باب : موعظة الإمام النساء يوم العيد.
    - باب : إذا لم يكن لها جلباب يوم العيد.
    - باب : إعتزال الحيض المصلي.
    أبواب الكسوف :
    - باب : صلاة النساء مع الرجال في الكسوف.
    أبواب العمل في الصلاة :
    - باب : التصفيق للنساء.
    كتاب الجنائز :
    - باب : قول الرجل للمرأة عند القبر : اصبري.
    - باب : اتباع النساء الجنائز.
    كتاب الحج :
    - باب : طواف النساء مع الرجال.
    - باب : حج المرأة عن الرجال.
    كتاب صلاة التراويح :
    - باب : إعتكاف النساء.
    - باب : إعتكاف المستحاضة.
    - باب : زيارة المرأة زوجها في اعتكافه.
    كتاب البيوع :
    - باب : الشراء والبيع مع النساء.
    كتاب الشهادات :
    - باب : شهادة النساء وقوله تعالي { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان }
    - باب : شهادة المرضعة.
    - باب : تعديل النساء بعضهن بعض.
    كتاب الجهاد :
    - باب : الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء.
    - باب : جهاد النساء.
    - باب : غزو المرأة في البحر.
    - باب : حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه.
    - باب : غزو النساء وقتالهن مع الرجال.
    - باب : حمل النساء القرب إلي الناس في الغزو.
    - باب : مداواة النساء الجرحي.
    - باب : رد النساء الجرحي والقتلي.
    - باب : إرداف المرأة خلف أخيها.
    - باب : دواء الجرح بإحراق الحصير وغسل المرأة عن أبيها الدم عن وجهه.
    كتاب فرض الخمس :
    - باب : أمان النساء وجِوَارُهن.
    كتاب التفسير :
    - باب : { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات }
    - باب : { إذا جاءك المؤمنات يبايعنك }
    كتاب النكاح :
    - باب : قول الرجل لأخيه : أنظر أي زوجتي شئت.
    - باب : عرض المرأة نفسها علي الرجل الصالح.
    - باب : الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس وللعروس.
    - باب : النسوة يهدين المرأة إلي زوجها.
    - باب : ذهاب النساء والصبيان إلي العرس.
    - باب : قيام المرأة علي الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس.
    - باب : لايخلون رجل بامرأة إلا مع ذو محرم والدخول علي المغيبة.
    - باب : ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس.
    - باب : نظر المرأة إلي الحبش ونحوهم من غير ريبة.
    - باب : خروج النساء لحوائجهن.
    كتاب الطلاق :
    - باب : إذا قال لامرأته وهو كاره : هذه أختي فلا شئ عليه .
    - باب : شفاعة النبي صلي الله عليه وسلم في زوج بريرة.
    - باب : الظهار وقوله تعالي { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها }
    - باب : التلاعن في المسجد.
    - باب : قول الإمام للمتلاعنين : ( إن أحدكما كاذب فهل منكما من تائب )
    كتاب المرضي :
    - باب : عيادة النساء الرجال .
    كتاب الطب :
    - باب : هل يداوي الرجل المرأة والمرأة الرجل؟
    - باب : المرأة ترقي الرجل.
    كتاب الأدب :
    - باب : الساعي علي الأرملة.
    كتاب الاستئذان :
    - باب : تسليم الرجال علي النساء والنساء علي الرجال.
    كتاب الحدود :
    - باب : الرَجْم بالمصلي.
    - باب : رجم الحبلي من الزنا إذا أُحصنت.
    - باب : البكران يُجلدان وينفيان.
    كتاب الديات :
    - باب : قتل الرجل بالمرأة.
    - باب : القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات.
    كتاب الأحكام :
    - باب : من قضي ولاعن في المسجد.
    - باب : بيعة النساء.
    كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة :
    - باب : تعليم النبي صلي الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس رأي ولا تمثيل.
    وقائع مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعيةولقاؤها الرجال في عصر الرسالة
    تبادل التحية بين الرجال و النساء
    • عن أم هانئ ابنة أبي طالب قالت : ذهبت إلي رسول الله عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمه ابنته تستره فسلمت عليه....( رواه البخاري ومسلم )
    • عن أبي حازم عن سهل قال : كنا نفرح يوم الجمعة, قلت لسهل ولما؟ قال : كانت لنا عجوز ترسل إلي بضاعة فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر وتكركر حبات من شعير, فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله, وما كنا نقيل ولا نتغذي إلا بعد الجمعة. ( رواه البخاري )
    بضاعة: اسم موضع بستان
    تكركر: تطحن
    • عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله ذات ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا الجوع يا رسول الله , قال... قوموا , فقاموا معه حتي أتي رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأه قالت : مرحبا وأهلا....
    قال النووي : في الحديث استحباب إكرام الضيف بهذا القول وشبهه وإظهار السرور بقدومه, وفيه جواز سماع كلام الأجنبية ومراجعتها الكلام للحاجة , وجواز إذن المرأة في دخول منزل زوجها لمن علمت علما محققا أنه لا يكرهه , بحيث لا يخلو بها الخلوة المحرمة.
    • عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : خرجت مع عمر بن الخطاب إلي السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغار...فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب... ( رواه البخاري )
    حديث المرأة مع الرجل للحاجة وفي الأمور والمصالح العامة بجدية وأدب ووقار مشروع غير محظور.
    • حديث : كان رسول الله يمر بنساء فيسلم عليهن.(رواه أحمد)
    • عن أسماء بنت يزيد قالت: "مر علينا النبي صلي الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا.(رواه أبو داود)
    في المسجد
    المسجد كان علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم مركز إشعاع عبادي وثقافي واجتماعي للرجل والمرأة علي السواء.ولا يجوز لأحد سلب حقها في غشيان المسجد , إذ إجبارها علي الصلاة في البيت بدعوي أنها الأفضل فيه اقتراف معصية وذلك بمخالفة نهي رسول الله عن منع النساء المساجد.وإن قصدت المرأة بغشيان المسجد سماع القرآن أو سماع العظة أو حضور اجتماع عام أو لقاء المؤمنات لتوثيق عري المودة أو للتعاون علي معروف , فهي وما قصدت من خير. وهذا الخير قد يكون مندوبا وقد يكون واجبا.
    وإن غشيان المرأة المسجد لم يقتصر علي مسجد رسول الله لفضيلته , بل قد امتد إلي مساجد الأحياء في أطراف المدينة وخارج المدينة وهذه بعض الشواهد :
    • عن عبد الله بن عمر قال : بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جائهم آت فقال : إن رسول الله قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها, وكانت وجوههم إلي الشام فاستداروا إلي الكعبة. ( رواه البخاري )
    قال الحافظ ابن حجر:وقع بيان التحول في حديث ثويلة بنت أسلم عند ابن أبي حاتم..وقالت فيه: (فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء فصلينا السجدتين الباقيتين إلي البيت الحرام)
    • عن عمرو بن سلمه عن أبيه قال : ...جئتكم والله من عند النبي صلي الله عليه وسلم حقا فقال : صلوا صلاة كذا في حين كذا...فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا, فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني...وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني , فقالت امرأة من الحي ألا تغطون عنا أست قارئكم... ( رواه البخاري )
    بُردة: كساء مضلع يلتحف به
    أست قارئكم : أي عورته
    وقد حرص رسول الله علي تأكيد حق المرأة في غشيان المسجد وصيانة هذا الحق من أي عدوان :
    • فعن عبد الله بن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلي المساجد فأذنوا لهن.( رواه البخاري ومسلم)
    • وعن عبد الله بن عمر قال : كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد فقل لها : لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت : وما يمنعه أن ينهاني؟ قال : يمنعه قول رسول الله : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله. ( رواه البخاري )
    ولاً : أداء الصلاة :
    • عن عائشة قالت:كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلي بيوتهن حين يقضين الصلاة لايعرفهن أحد من الغلس.( رواه البخاري ومسلم )
    الغلس : ظلمة آخر الليل
    • عن عائشة قالت : أعتم رسول الله بالعتمة حتي ناداه عمر : نام النساء والصبيان, فخرج صلي الله عليه وسلم فقال : ماينتظرها أحد غيركم من أهل الأرض ولايصلي يومئذٍ إلا بالمدينة , وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق الي ثلث الليل الأول. ( رواه البخاري ومسلم )
    أعتم : دخل في ظلمة الليل
    ما دام قد انتفي الحجاب بين صفوف الرجال و صفوف النساء فالرؤية العابرة حاصلة مع غض الأبصار.
    • عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أخت لعمرة قالت : أخذت {ق والقرآن المجيد} من في رسول الله يوم الجمعة وهو يقرأ بها علي المنبر في كل جمعة. ( رواه مسلم )
    • عن أنس بن مالك قال : دخل النبي صلي الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين, فقال : ما هذا الحبل؟ قالوا هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت, فقال النبي صلي الله عليه وسلم : لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد..( رواه البخاري ومسلم )
    قال الحافظ بن حجر : وفي الحديث جواز تنفل النساء في المسجد, وقال أيضا : ...روي أن عمر جمع الناس في قيام رمضان علي أبي بن كعب فكان يصلي بالرجال وكان تميم الداري يصلي بالنساء.
    وأورد النووي في "المجموع" عن عرفجة الثقفي قال : كان علي بن أبي طالب يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماما وللنساء إماما فكنت أنا إمام النساء. (رواه البيهقي)
    • عن جابر قال : انكسفت الشمس في عهد رسول الله ... ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتي انتهينا ( وقال أبو بكر- شيخ مسلم- حتي انتهينا إلي النساء )...( رواه مسلم )
    في الحديث جواز صلاة الكسوف للنساء في المسجد مع الإمام , وفيه حضورهن وراء الرجال.
    • عن أسماء بنت أبي بكر قالت : دخلت علي عائشة والناس يصلون...فأطال رسول الله جدا حتي تجلاني الغشي... ولغط نسوة من الأنصار فانكفأت إليهن لأسكتهن... وفي رواية : قام رسول الله خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة. ( رواه البخاري ومسلم )
    تجلاني الغشي : أي علاني مرض قريب من الإغماء لطول الوقوف
    انكفأت إليهن: رجعت إليهن
    وقد ساقه النسائي والإسماعيلي من الوجه الذي أخرجه البخاري فزاد بعد قوله ضجة : ( حالت بيني وبين أن أفهم آخر كلام رسول الله فلما سكت ضجيجهم قلت لرجل قريب مني أي بارك الله فيك ماذا قال رسول الله في آخر كلامه؟...
    • عن عبد الله بن عمر: (أن النساء والرجال كانوا يتوضؤون على عهد رسول الله من الإناء الواحد)، وفي لفظ آخر (ويُشرعون فيه جميعاً).(رواه أبو داود)
    فيه جواز وضوء الرجال مع غير محارمهم من النساء، ولا يلزم منه رؤية ما لا يجوز من المرأة.
    1. وقد ذكر بعض المفسرين أن القصد من هذا الحديث هو الرجل وزوجه فقط , ولكن هناك أحاديث تنقض هذا التفسير، كحديث عبد الله بن عمر: (كانوا يتوضؤون جميعاً، قلت لمالك: الرجال والنساء؟ قال: نعم. قلت: زمن النبي؟ قال نعم)، أي أن وجه الاستغراب يدعو للقول بخلاف التفسير.ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الرد علي هذا الحديث : ( والأولي في الجواب أن يقال:لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب,وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم )
    2. أخرج البخاري من طريق مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه قال: "كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله جميعاً", ورواه أبو داود من طريق حماد عن أيوب عن نافع، بزيادة: من الإناء الواحد جميعا . ومن طريق عبيد الله عن نافع، بلفظ : كنا نتوضأ نحن والنساء على عهد رسول الله من إناء واحد ندلي فيه أيدينا.
    دلالة السياق اللغوية في قوله (الرجال والنساء) فإن "أل" هنا (للجنس) تفيد العموم والاستغراق للجنس.وقوله (نحن والنساء) دليل ذلك، فلم يقل نحن ونساءنا.
    3. أن ما صح عن أم صبية رضي الله عنها قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله في الوضوء من إناء واحد. قال العراقي في طرح التثريب: وليست أم صبية هذه زوجة ولا محرما.
    فهاتان قرينتان إحداهما لغوية والأخرى شرعية وكلتاهما تدل على العموم مع عدم الدليل على التخصيص.
    4. أما القول أن الرجال كانوا يتوضأون ثم النساء , فهو اعتراض لا يصح لقوله ( جميعاً) والجميع ضد المتفرق..! وقد وقع مصرحا بوحدة الإناء في صحيح ابن خزيمة في هذا الحديث، من طريق معتمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أنه أبصر النبي وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناء واحد كلهم يتطهر منه. و واو العطف في قول أم صبية رضي الله عنها (اختلفت يدي ويد رسول الله ) تفيد مطلق الجمع والاشتراك بين المعطوف وما عطف عليه، وهي في الأصل لا تفيد التعاقب أو الترتيب. وهذا كله يرد دعوى أن الحكم خاص بالمحارم..!
    5. وأما القول أن هذا كان قبل الحجاب، لا يصح لأمرين:
    الأول: أن الحجاب خاص بأمهات المؤمنين.
    الثاني : أن قول ابن عمر (في زمان رسول الله) دليل على سريانه طيلة عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، ولو كان قبل الحجاب، لقال: ثم منعوا من ذلك، فإن تأخير البيان عن وقته لا يجوز. ولا يخفى هذا على صحابي جليل فقيه حريص على التأسي برسول الله مثل ابن عمر..!
    ثانياً : الاعتكاف :
    • عن عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتي توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده. ( رواه البخاري ومسلم )
    ورد في المدونة الكبري للإمام مالك :
    قلت لابن القاسم : ما قول مالك في المرأة تعتكف في مسجد الجماعة؟ قال : نعم.قلت : أتعتكف في قول مالك في مسجد بيتها فقال : لا يعجبني ذلك وإنما الاعتكاف في المساجد التي توضع لله.. قلت : أرأيت من أذن لعبده أو لامرأته أو لأمته في اعتكاف فلما أخذوا فيه أراد قطع ذلك عليهم؟ فقال : ليس ذلك له.قيل : وهذا قول مالك.قال : نعم هو قوله.
    ثالثاً : سماع العلم :
    • عن زينب امرأة عبد الله قالت : كنت في المسجد فرأيت النبي صلي الله عليه وسلم فقال : تصدقن ولو من حليكن.( رواه البخاري ومسلم )
    • عن فاطمة بنت قيس : ... فخرجت إلي المسجد فصليت مع رسول الله...فلما قضي رسول الله صلاته جلس علي المنبر وهو يضحك وفي رواية : فقال : ( أيها الناس حدثني تميم الداري أن أناساً من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم فركب بعضهم علي لوح من ألواح السفينة فخرجوا إلي جزيرة في البحر...)
    • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدتُّ صلاة الفطر مع نبيِّ الله ... قال: فنزل نبي الله كأنِّي أنظر إليه حين يُجلِس الرجال بيده، ثمَّ أقبل يشقَّهم حتى جاء النساء فقال: "يا أيُّها النبيُّ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك...."الآية، ثمَّ قال حين فرغ منها: "آنتنَّ على ذلك؟"، فقالت امرأةٌ واحدةٌ منهنّ، لم يجبه غيرها: نعم. (البخاري ومسلم)
    رابعاً : زيارة المعتكف :
    • عن صفية زوج النبي صلي الله عليه وسلم أنها جائت رسول الله تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحد ثت عنده ساعة... ( رواه البخاري ومسلم )
    قال الحافظ بن حجر : وفي الحديث من الفوائد...إباحة خلوة المعتكف بالزوجة وزيارة المرأة للمعتكف.
    خامساً : تلبية الدعوة لاجتماع عام :
    • عن فاطمة بنت قيس...فلما انقضت عدتي سمعت المنادي ينادي : الصلاة جامعة...وفي رواية : فنودي في الناس أن الصلاة جامعة فانطلقت فيمن انطلق من الناس فكنت في الصف المقدم من النساء وهو يلي المؤخر من الرجال. ( رواه مسلم )
    سادساً : عرض المرأة نفسها علي الرجل الصالح :
    • عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت رسول الله فقالت : يارسول الله جئت لأهب إليك نفسي, فنظر إليها رسول الله فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه, فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست. ( رواه البخاري ومسلم )
    قال الحافظ بن حجر : ... وفي رواية سفيان الثوري عند الإسماعيلي : جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وسلم وهو في المسجد... فأفاد تعيين المكان الذي وقعت فيه القصة.
    • عن ثابت البناني قال : كنتُ عند أنس بن مالك وعنده ابنة له قال أنس : جاءت امرأة إلى رسول الله تَعرض عليه نفسها ، قالت : يا رسول الله ألك بي حاجة ؟ فقالت بنت أنس : ما أقلَّ حياءها ، وا سوأتاه ، وا سوأتاه ، قال : هي خير منكِ ، رغبت في النبي صلي الله عليه وسلم فعرضتْ عليه نفسَها . (رواه البخاري)
    عرض المرأة نفسها على رجل ترى فيه الصلاح والأخلاق الفاضلة لا حرج فيه ، ولا ينقص من قدرها,فقد قال ابن حجر في شرح هذا الحديث والذي بعده " و في الحديثين جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه وأنه لا غضاضة عليها في ذلك "
    سابعاً : حضور مجلس القضاء :
    • عن سهل بن سعد أن رجلا ً قال : يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع أمرأته رجلا ً أيقتله؟ فتلاعنا في المسجد وأنا شاهد. ( رواه البخاري ومسلم )
    ثامناً : النوم في المسجد :
    • عن عائشة أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فجاءت إلي رسول الله فأسلمت, قالت عائشة : فكان لها خباء في المسجد أو حفش, قالت : فكانت تأتيني فتحدث عندي. ( رواه البخاري )
    خباء: خيمة من وبر أو صوف
    حفش: بيت من الشعر صغير ضئيل الإرتفاع
    قال الحافظ : وفي الحديث إباحة المبيت والمقيل في المسجد لمن لا مسكن له من المسلمين رجلا ً كان أو امرأة عند أمن الفتنة.
    تاسعاً : تمريض الجرحي :
    • عن عائشة قالت : أصب سعد يوم الخندق في الأكْحَل فضرب النبي صلي الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلم يَرُعْهم – وفي المسجد خيمة من بني غفار – إلا الدم يسيل إليهم فقالوا : يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟فإذا سعد يغذو جُرْحُه دما فمات فيها.
    الأكحل : عرق في وسط الذراع
    قال الحافظ ابن حجر : قوله (خيمة من بني غفار) تقدم أن ابن إسحاق ذكر أن الخيمة كانت لرفيدة الأسلمية فيحتمل أن تكون لها زوج من بني غفار...وقال ابن إسحاق كان رسول الله جعل سعدا في خيمة رفيدة عند مسجده وكانت امرأة تداوي الجرحي فقال اجعلوه في خيمتها لأعوده من قريب.
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال Empty آداب حضور النساء المسجد :

    مُساهمة  Admin الخميس 19 مايو 2011 - 21:04

    آداب حضور النساء المسجد :
    1. اجتناب النساء الطيب :
    • عن بسر بن سعيد أن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله أنه قال : إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة. (رواه مسلم )
    • عن زينب امرأة عبد الله قالت : قال لنا رسول الله : إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا.( رواه مسلم )
    2. صفوف النساء خلف صفوف الرجال ولا حجاب بينها :
    • عن فاطمة بنت قيس: إنه نودي في الناس أن الصلاة جامعة ، قالت : فانطلقت فيمن انطلق
    من الناس، قالت : فكنت في الصف المقدم من النساء وهو يلي المؤخر من الرجال...
    إن صلاة النساء خلف الرجال دون حاجز يعتبر من هدي النبي صلي الله عليه وسلم في هيئة صلاة الجماعة في المسجد.وهذا الهدي مرجعه أولا:غياب الحساسية المفرطة إزاء اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد إذ يكفي أن يكن متميزات بصفوفهن عن الرجال وثانيا:حتي يتمكن النساء من حسن الائتمام.أي اتباع الإمام في ركوعه وسجوده , ولا يغني عن ذلك سماع تكبيره.
    قال الألباني : ينبغى أن يكون هناك مكان لصلاة النساء لكن هذا المكان ليس من الضرورى أن يكون محجوب عن الرجال بستارة أو بجدار لأن اللباس الشرعى الذى يفترض أن يكون من ملبوسات النساء هو الحجاب ولأن النساء يحسن بهن أن يشاركن الرجال فى رؤية الإمام وحركات المقتدين من خلفه وهذا كله من هديه عليه السلام وسيرته.
    ورد في المدونة الكبري : قال بن القاسم : سألت مالكا عن قوم أتو المسجد فوجدوا الرحبة- رحبة المسجد- قد امتلأت من النساء وقد امتلأ المسجد من الرجال فصلي الرجال خلف النساء بصلاة الإمام؟ قال : صلاتهم تامة ولا يعيدون.
    3. خير صفوف النساء آخرها :
    • عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها.
    فيه حث الرجال على الصف الأول، وإرشاد النساء بالتباعد عن صفوف الرجال ، تجنبا لأسباب الفتنة بين الجنسين في الصلاة ، فضلا عما في الوقوف بين يدي الله في الصلاة من لزوم التخلي عما قد يقطع المصلي عن الخشوع وهذا ما تفيده لفظة (خير) ولا تفيد تحريم الاختلاط، كما زعم من احتج بهذا على المنع . ومفردة "الشر" في الحديث "نسبية"، وأن الصلاة خير كلها للرجال والنساء فإنهم بلا شك مأجورون في الصلاة كلهم وليس منهم آثم.
    4. تأخير النساء رفع رؤوسهن من السجود حيث لا حجاب بين الرجال والنساء :
    • عن سهل بن سعد قال : كان الناس يصلون مع النبي صلي الله عليه وسلم وهم عاقدوا أزرهم من الصغر علي رقابهم... فقيل للنساء:لاترفعن رؤوسكن حتي يستوي الرجال جلوسا.( رواه البخاري ومسلم )
    قال الحافظ : وإنما نهي النساء عن ذلك لئلا يلمحن عند رفع رؤوسهن من السجود شيئاً من عورات الرجال.
    5. التسبيح للرجال والتصفيق للنساء :
    • عن سهل بن سعد الساعدي...فقال رسول الله : مالي رأيتكم أكثرتم التصفيق, من نابه شيء في صلاته فليسبح , فإنه إذا سبح التفت إليه, وإنما التصفيق للنساء. ( رواه البخاري ومسلم )
    ال الزركشي : وقد أطلقوا التصفيق للمرأة ، ولا شك أن موضعه إذا كانت بحضرة رجال أجانب ، فلو كانت بحضرة النساء أو الرجال المحارم فإنها تسبح كالجهر بالقراءة بحضرتهم .
    6. تخفيف الإمام الصلاة رفقاً بالنساء :
    • عن أنس بن مالك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه. ( رواه البخاري ومسلم )
    7. افساح المجال ليخرج النساء قبل الرجال :
    • عن هند بنت الحارث أن أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم أخبرتها أن النساء في عهد رسول الله كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله ومن صلي من الرجال ما شاء الله , فإذا قام رسول الله قام الرجال. وفي رواية قالت : كان رسول الله إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم. ( رواه البخاري )
    رسول الله لاحظ أن الرجال الذين يسرعون الانصراف بعد الصلاة مباشرة يزاحمون النساء عند الخروج من المسجد , وفي ذلك فتنة للرجال والنساء سواء , فأشار بهذا التدبير الهين لأمن الفتنة ولم يمنع النساء من المسجد لتجنب لقاء النساء الرجال.

    في طلب العلم
    • عن أبي سعيد الخدري جاءت امرأة إلي رسول الله فقالت : يارسول الله ذهب الرجال بحديثك ( وفي رواية : غلبنا عليك الرجال ) فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله , فقال: اجتمعن يوم كذا و كذا في مكان كذا و كذا.( رواه البخاري ومسلم )
    قال ابن حجر: ... و في الحديث ما كان عليه نساء الصحابة من الحرص علي تعلم أمور الدين.
    ولنكن علي ذكر أن طلب النساء يوما لهن خاصة لم يكن إعراضا منهن عن تلقي العلم مع الرجال في مجلس واحد إنما كان حرصا منهن علي أن ينعمن بفرصة أوسع ومجال أرحب بجوار المجال المشترك مع الرجال في المسجد. وقد ظللن بعد تقرير هذا اليوم الخاص بهن يغشين المسجد ومصلي العيد يستمعن العلم وينصتن إلي العظة مع الرجال.
    • عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلي الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم , فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف علي بعيره فشربه.( رواه البخاري ومسلم )
    تماروا : إختلفوا
    قال الحافظ : وفي الحديث من الفوائد ... المناظرة في العلم بين الرجال والنساء.
    • عن عائشة , أن أسماء بنت شَكَل سألت النبي صلي الله عليه وسلم عن غسل المحيض ... فقالت عائشة : نعم نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. ( رواه مسلم )
    • عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه أن أباه كتب إلى عمر بن عبدالله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل إلى سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعن ما قال لها رسول الله حين استفتته ، فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبه يخبره أن سبيعه بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد ابن خوله وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفى عنها في حجة الوداع...( رواه البخاري ومسلم )
    • عن أبي بكر بن أبي الجهم قال : دخلت أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن علي فاطمة بنت قيس فسألناها فقالت : كنت عند أبي عمرو بن عمرو بن حفص بن المغيرة فخرج في غزوة نجران ...(رواه مسلم)
    • عن مسلم القري قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن مُتْعة الحج فرخص فيها وكان ابن الزبير ينهي عنها. فقال : هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله رخص فيها فادخلوا عليها فاسألوها. قال : فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء فقالت : قد رخص رسول الله فيها.(رواه مسلم)
    كان النساء يأتين رسول الله كلما عنَّ لهن سؤال , أو بدت لهن حاجة , دون اللجوء إلي زوج أو محرم ليقوم هو بسؤال رسول الله , فقد لا يتيسر هذا للرجل وقد لا يستجيب بسهولة وقد يرفض وقد يبطيء وقد لا يحسن فهم السؤال والجواب ونقلهما , إلي غير ذلك من الاحتمالات. فالأيسر إذن أن تذهب صاحبة الحاجة لتحقيق حاجتها من أقرب طريق , ولو اقتضي الأمر لقاء الرجال أي رسول الله وصحبه وهذه بعض النماذج :
    • عن بريدة رضي الله عنه قال:بينا أنا جالس عند رسول الله إذ أتته امرأة فقالت : إني تصدقت علي أمي بجارية وإنها ماتت.قال:وجب أجرك وردها عليك الميراث ... (رواه مسلم)
    • عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من جهينة جاءت إلي رسول الله فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتي ماتت أفأحج عنها؟ قال : نعم حجي عنها ... (رواه البخاري)
    وهناك قصة من خارج الصحيحين فيها بعض طرافة وغرابة , ذلك أن رجلا من الأنصار بعث امرأته لتسأل رسول الله عن أمر نحسب أنه هو أولي بالسؤال عنه منها , وإذ لم يكتف الرجل بجواب الرسول الكريم بعثها لتسأل للمرة الثانية وكل ذلك حدث دون حرج لا من الرجل ولا من المرأة. ثم إن رسول الله لم ينكر كيف تسأل المرأة وتعيد السؤال وزوجها مقيم غير مسافر. وهذا نص الحديث :
    • عن عطاء أن رجلا من الأنصار قبّل امرأته علي عهد رسول الله وهو صائم فأمر امرأته فسألت النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك فقال النبي صلي الله عليه وسلم : إن رسول الله يفعل ذلك. فأخبرته امرأته فقال : إن النبي يرخَّص له في أشياء , فارجعي إليه فقولي له. فرجعت إلي النبي فقالت : قال إن النبي يرخص له في أشياء فقال : أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدود الله .. (رواه أحمد)

    في الحج
    • عن بن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم : لقي ركباً بالروحاء فقال:من القوم؟ قالوا: المسلمون فقالوا: من أنت؟ قال:رسول الله , فرفعت إليه امرأة صبياً فقالت:ألهذا حج؟ قال:نعم ولك أجر.(رواه البخاري ومسلم)
    • عن عبد الله بن عباس قال : كان الفضل رديف رسول الله فجاءت امرأة من خثعم تستفتي رسول الله ... وذلك في حجة الوداع... ( رواه البخاري ومسلم )
    أردف : حمل خلفه
    خثعم : اسم قبيلة مشهورة
    قال ابن بطال : وفيه دليل علي أن نساء المؤمنين ليس عليهن من الحجاب ما يلزم أزواج النبي صلي الله عليه وسلم إذ لو يلزم ذلك جميع النساء لأمر النبي صلي الله عليه وسلم الخثعمية بالاستتار ولما صرف وجه الفضل.
    • عن بن جريج قال : أخبرنا عطاء إذ منع بن هشام النساء الطواف مع الرجال قال : كيف تمنعهن وقد طاف نساء النبي صلي الله عليه وسلم مع الرجال ؟ قلت : بعد الحجاب أو قبل ؟ قال : أي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب , قلت كيف يخالطن الرجال ؟ قال لم يكن يخالطن, كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم , فقالت أمرأة: إنطلقي نستلم يا أم المؤمنين , قالت : إنطلقي عنك , وأبت. فكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتي يدخلن وأخرج الرجال, وكنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير, قلت وما حجابها ؟ قال : هي قبة تركية لها غشاء وما بيننا وبينها غير ذلك,ورأيت عليها درعا موردا. ( رواه البخاري)
    حجرة : ناحية و تطوف حجرة أي تطوف معتزلة
    متنكرات : مستترات
    درعا موردا : قميصا لونه لون الورد
    بوب عليه البخاري بقوله «باب طواف النساء مع الرجال» استنباطا من ذلك الحديث.
    يلاحظ هنا تميز حج نساء النبي صلي الله عليه وسلم عن حج نساء المؤمنين بمزيد من البعد عن الرجال , وذلك بسبب فرض الحجاب عليهن, فيطفن بالليل متنكرات ومعتزلات عن الرجال,بينما عامة النساء يطفن بالليل والنهار ويستلمن الحجر الأسود إذا تيسر لهن ذلك ويخالطن الرجال خلال مناسك الحج.فعائشة رضي الله عنها رفضت أن تطوف مع الرجال بينما في المقابل قالت للمرأة أن تذهب وتستلم الحجر.
    والحديث يؤيد أن الاختلاط كان يراد به القرب الشديد ، وليس فقط اجتماع النساء بالرجال في المكان الواحدة لمقصد مشروع أو حسن مطلوب.
    • عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت : شكوت إلي رسول الله أني أشتكي فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله حينئذ يصلي إلي جنب البيت وهو يقرأ والطور وكتاب مسطور. (رواه البخاري )
    و ذلك ليس إلا إرشادها لما كانت شاكية أي مريضة أن تطوف راكبة من وراء الناس , لئلا تؤذيهم بدابتها.

    في الجهاد
    • عن الربيع بنت معوذ قالت:كنا نغزو مع النبي صلي الله عليه وسلم فنسقي القوم ونخدمهم ونرد الجرحي والقتلي إلي المدينة.( رواه البخاري )
    • عن أنس أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرًا، فكان معها، فرآها أبو طلحة زوجها فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر فقال لها رسول الله :"مَا هَذَا الْخِنْجَر" ؟ قالت: اتخذته، إن دنا منى أحد المشركين بقرت به بطنه فجعل رسول الله يضحك.( رواه مسلم )
    • عن أنس بن مالك : كان رسول الله يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا , فيسقين الماء ويداوين الجرحي. ( رواه مسلم )
    • عن أم سنان الأسلمية قالت : لما أراد رسول الله الخروج جئته فقلت : يا رسول الله أخرج معك في وجهك هذا ، أخرز السقاء وأداوي المرضى والجريح إن كانت جراح - ولا يكون - وأنظر الرحل . فقال رسول الله اخرجي على بركة الله فإن لك صواحب قد كلمنني وأذنت لهن من قومك ومن غيرهم فإن شئت فمع قومك وإن شئت فمعنا . قلت : معك قال فكوني مع أم سلمة زوجتي . قالت فكنت معها .(الطبقات الكبري لابن سعد)
    أخرز السقاء : أخيط السقاء
    أبصر الرحل : أحرس الخيام والأمتعة
    الجهاد ليس واجب علي النساء ولكن لهن أن يتطوعن ولو توافر الرجال.
    • عن حفصة بنت سيرين : ... فجاءت امرأة ... فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي ثنتي عشرة غزوة فكانت أختها معه في ست غزوات قالت : فكنا نقوم علي المرضي ونداوي الكَلْمي ... (رواه البخاري)
    الكلمي : الجرحي
    يلاحظ هنا كيف شاركت إحدي النساء زوجها في ست غزوات مع رسول الله وكيف كان النساء يقمن بأعمال تقتضي مخالطة الرجال.
    قال الحافظ بن حجر : في هذا الحديث من الفوائد جواز مداواة المرأة الرجال الأجانب إذا كانت بإحضار الدواء مثلا والمعالجة من غير مباشرة إلا إن احتيج إليها عند أمن الفتنة.
    كلام ابن حجر هنا عام سواء في الجهاد وغيره وقد بوب البخاري بقوله : "باب: مداواة النساء الجرحي", "باب: هل يداوي الرجل المرأة والمرأة الرجل؟"
    • اشتركت أم عمارة رضي الله عنها في حرب الردة ضد مسيلمة الكذاب ورجعت وفيها عشر جراحات. (صفوة الصفوة لابن الجوزي)
    وقال ابن حجر: شهدت أم عمارة قتال مسيلمة الكذاب , وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة , وقطعت يدها , وقتل ابنها خبيب.(الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر)
    • خرجت أم حكيم بنت الحارث مع زوجها عكرمة بن أبي جهل إلي غزوة الروم فاستشهد زوجها , وتزوجها بعده خالد بن سعيد بن العاص وقاتل الروم حتي قتل , فلما رأت ذلك شدت عليها ثيابها فقتلت يومئذ بعمود فسطاط سبعة من الروم. (الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر)

    خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    • عن جابر أن النبي صلي الله عليه وسلم دخل علي أم مبشر الأنصارية في نخل لها فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم : من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر؟ فقالت : بل مسلم فقال : لايغرس مسلم غرساً ولا زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة. ( رواه مسلم )
    • عن أنس بن مالك قال : مر النبي صلي الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال : اتقي الله واصبري , قالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها : إنه النبي , فأتت باب النبي صلي الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولي.(رواه البخاري ومسلم )
    أورد البخاري هذا الحديث مختصرا في باب ( قول الرجل للمرأة عند القبر اصبري )
    قال الحافظ : قال الزين بن المنير ما محصله : عبر بقوله الرجل ليوضح أن ذلك لايختص بالنبي صلي الله عليه وسلم... وموضع الترجمة من الفقه جواز مخاطبة الرجال النساء في مثل ذلك بما هو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو موعظة أو تعزية وأن ذلك لا يختص بعجوز دون الشابة لما يترتب عليه من المصالح الدينية.
    • جاء في كتاب "الاستيعاب" لابن عبد البر أن سمراء بنت نهيك الأسدية أدركت النبي صلي الله عليه وسلم وعمّرت , وكانت تمر في الأسواق تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر , وتضرب الناس علي ذلك بسوط كان معها.
    • عن جابر بن عبد الله قال: طُلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلي الله عليه وسلم فقال: بلي فجدي نخلك فإنه عسي أن تصدقي أو تفعلي معروفاً.(رواه مسلم )
    تجد نخلها : تجمع ثمار نخلها
    • عن قيس بن أبي حازم قال : دخل أبو بكر علي امرأة من أحمس يقال لها زينب بنت المهاجر فرآها لا تكلم فقال : ما لها لا تكلم ؟ قالوا : حجت مصمتة, قال لها : تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية , فتكلمت فقالت : من أنت؟ قال : امرؤ من المهاجرين... ( رواه البخاري )

    عند طلب المعروف وتقديم المعروف
    • عن أنس بن مالك قال:كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت.(رواه البخاري )
    • عن أسماء قالت: .. فجاءني رجل فقال: يا أم عبد الله ، إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك. قالت: إني إن رخصت لك أبىَ ذلك الزبير، فتعال فاطلب إليَّ والزبير شاهد. فجاء الرجل فقال: يا أم عبد الله، إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك. فقالت: ما لك بالمدينة إلا داري! فقال لها الزبير: ما لك أن تمنعي رجلاً فقيرًا يبيع.فكان يبيع إلى أن كسب. (رواه مسلم)
    هنا نرى أسماء تعمل الحيلة لمعالجة غيرة زوجها ، ونرى الزبير في الوقت نفسه يغلب حب عمل المعروف على مشاعر الغيرة.
    • عن خارجة بن زيد بن ثابت : أن أم العلاء ( امرأة من نسائهم ) بايعت النبي صلي الله عليه وسلم أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكني حين اقترعت الأنصار علي سكني المهاجرين قالت أم العلاء : فاشتكي عثمان عندنا فَمَرَّضْتُه حتي توفي ... (رواه البخاري)
    طار لهم : خرج من القرعة لهم
    نموذج من تقديم المعروف في القرآن الكريم
    {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقي لهما ثم تولي إلي الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير * فجاءته إحداهما تمشي علي استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين } . ...القصص
    هذه الآيات الكريمة تشتمل علي عدة مجالات للمشاركة واللقاء وليس مجالا واحدا فحسب وهي:
    1. العمل المهني أي رعي الأغنام {ووجد من دونهم امرأتين تذودان}
    2. السؤال وتحري الآحوال {قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء}
    3. تقديم المعروف {فسقي لهما ثم تولي إلي الظل}
    4. المكافئة علي المعروف {قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا }
    الحياء هو ذاك الخلق الذي يبعث علي اجتناب القبيح من الفعال , وهو صفة للرجال والنساء وليست مقصورة على النساء , وهو غير الخجل المرضي الذي يحول بين الفرد رجلا كان أو امرأة وبين قول الحق في موقف أو يصرفه عن فعل الخير في موقف , وذلك لأدني ملابسة أوعارض يحيط بهذا الموقف أو ذاك , كأن يكون هناك حشد كبير , أو يكون الفرد حديث عهد بالأشخاص الحضور, أو يكون أصغرهم سنا أو مكانة , أو يكون الحضور من الجنس الآخر بعضهم أو كلهم , أو يكون موضوع قول الحق أو عمل المعروف له علاقة بالجنس الآخر.
    قال تعالي : {فجاءته إحداهما تمشي علي استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} فهذه فتاة تخرج للقاء رجل غريب , ومن الطبيعي بل ومحمود أن يصيبها قدر من الحياء , لكن أن يبلغ بها الحياء درجة تمنعها من الخروج لهذا اللقاء وتحقيق مصلحة واجبة أو مندوبة , فهذا هو المرفوض المذموم.
    ولنتأمل موقف موسي عليه السلام , إنه ينزل مدين غريبا , والغريب عادة يتحفظ في أموره , خاصة في تعامله مع نساء البلد الجديد. ولكنه ما أن يلمح {امرأتين تذودان} بينما {أمة من الناس يسقون} حتي يشعر بواجبه تجاه المرأتين فيتقدم نحوهما ويخاطبهما , وهو رجل فيه فتوة وهما فتاتان في مقتبل العمر. فما دخل هذا الرجل الغريب؟ وكيف يجرؤ علي مخاطبة الفتاتين , وأهل بلدتهما حضور , وهم أعرف بهما وبحاجتهما؟ ولكن موسي عليه السلام تدفعه المروءة ليقدم المعروف. ولا فرق أن يقدم المعروف لرجال أو لفتاتين في مقتبل العمر. إنها سنة الحياة يعيش فيها الرجال والنساء , ويلقي فيها الرجال النساء , فيتبادلون المعروف دونما حرج أو تكلف.
    لم يتحرج موسي عليه السلام من سؤالهما : ما خطبكما ؟ ولم تتحرج الفتاتان من التحدث مع رجل غريب يريانه في البلدة لأول مرة , بل أجابتا علي الفور : {لا نسقي حتي يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير} ثم لم تستنكفا من قبول المعروف من الرجل الغريب. وأخيرا ما بال الوالد الشيخ الكبير يرسل إحدي الفتاتين تستدعي رجلا فتيا غريبا؟ نعم لا حرج فلابد من شكر الرجل علي مروءته. وجاءت الفتاة تمشي علي استحياء مما يشير إلي أنها شريفة عفيفة وليست من أولئك المائلات المميلات اللاتي يرحبن بلقاء الرجال لأغراض مريبة. ولكن الحياة تفرض علي الشريفات أحيانا لقاء الرجال. وهكذا كان اللقاء في البداية لتقديم المعروف وفي النهاية للشكر علي المعروف وفي كل الأحوال كان جادا خيرا.
    إذا كانت هناك مشاهد لعمل المعروف المادي , فهناك مشاهد أخري لعمل المعروف المعنوي , مثل تكريم أهل الفضل والتهنئة في المسرات والعيادة في المرض والمواساة عند المصائب وكل هذه من صالح الأعمال التي يدعو إليها الشارع الحكيم و يحض عليها. وهل من سبيل لأن يتم تبادل هذه المشاعر النبيلة بين الرجال والنساء بغير حدوث لقاء؟ لماذا نعطل هذه المشاعر ونحجر عليها وكأنها عمل شائن بدعوي أمن الفتنة؟ ألا يكفي أن نذكر الناس بتقوي الله عز وجل ونحذرهم من الفتنة ثم ندعهم بعد ذلك يظهرون مشاعرهم النبيلة إذا أمنوا الفتنة؟
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال Empty تابع مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية

    مُساهمة  Admin الخميس 19 مايو 2011 - 21:10

    في الإحتفالات والولائم
    • عن أبي بكر الصديق قال :.. فقدمنا المدينة ليلا (يوم الهجرة) فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله فقال : أنزل علي بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك.فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون : يا محمد يا رسول الله يا محمد يا رسول الله. (رواه مسلم)
    • عن خالد بن ذكوان قال : قالت الربيع بنت معوذ : جاء النبي صلي الله عليه وسلم يدخل حين بني علي فجلس علي فراشي كمجلسك مني فجعلت جويرات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت احداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد , فقال : دعي هذا وقولي بالذي كنت تقولين. ( رواه البخاري )
    ورد في فتح الباري : قال المهلب : في هذا الحديث إعلان النكاح بالدف وبالغناء المباح وفيه إقبال الإمام إلي العرس وإن كان فيه لهو مالم يخرج عن حد المباح.
    وورد فيه أيضا : أخرج الطبراني بإسناد حسن من حديث عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم مر بنساء من الأنصار في عرس لهن وهن يغنين :
    وأهدي لها كبشا تنحنح في المربد.....وزوجك في البادي وتعلم ما في غد
    فقال : لا يعلم ما في غد إلا الله.
    • عن أنس قال : رأي النبي صلي الله عليه وسلم النساء والصبيان مقبلين من عرس فقام النبي صلي الله عليه وسلم مُمْثَلا فقال : اللهم أنم من أحب الناس إليّ.قالها ثلاث مرات. (رواه البخاري ومسلم)
    • عن عامر بن سعد قال : دخلت علي قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس , فإذا جوار يغنين فقلت : أي صاحبي رسول الله وأهل بدر يفعل هذا عندكم؟ فقالا : اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت فاذهب فإنه قد رخص لنا في اللهو عند العرس.(رواه النسائي)
    • عن سهل قال : لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاماً ولا قدمه إليهم إلا امرأته أم أسيد, بلّت (وفي رواية: أنقعت) تمرات في تور من حجارة من الليل، فلما فرغ النبي صلي الله عليه وسلممن الطعام أماثته له فسقته تتحفه بذلك(فكانت امرأته يومئذ خادمهم وهي العروس).(رواه البخاري ومسلم)
    أماثته : مرسته بيدها وأذابته
    أورد البخاري هذا الحديث في باب : ( قيام المرأة علي الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس ).وقال الحافظ : وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفي أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر.
    وذكر الألباني من آداب الزفاف قيام العروس علي خدمة الرجال : ( ولا بأس من أن تقوم على خدمة المدعوين العروس نفسها إذا كانت متسترة وأمنت الفتنة).
    • عن أيوب عن حفصة قالت : كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف فحدثت عن أختها وكان زوج أختها غزا مع النبي صلي الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة وكانت أختي معه في ست قالت كنا نداوي الكلمى ونقوم على المرضى فسألت أختي النبي صلي الله عليه وسلم أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج قال لتلبسها صاحبتها من جلبابها ولتشهد الخير ودعوة المسلمين فلما قدمت أم عطية سألتها أسمعت النبي صلي الله عليه وسلم قالت بأبي نعم وكانت لا تذكره إلا قالت بأبي سمعته يقول يخرج العواتق وذوات الخدور أو العواتق ذوات الخدور والحيض وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين ويعتزل الحيض المصلى قالت حفصة فقلت الحيض فقالت أليس تشهد عرفة وكذا وكذا. ( رواه البخاري )
    قال الحافظ : ( قوله : من جلبابها ) أي تعيرها من ثيابها ما لا تحتاج اليه... وكأنهم كانوا يمنعون العواتق من الخروج لما حدث بعد العمر الأول من الفساد ولم تلاحظ الصحابة ذلك بل رأت استمرار الحكم علي ما كان عليه في زمن النبي صلي الله عليه وسلم.

    في الزيارة
    • عن مولي ابن عباس... فقالت أم سلمة رضي الله عنها : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم ينهي عن الركعتين ( أي الركعتين بعد العصر ) ثم رأيته يصليهما حين صلي العصر, ثم دخل علي وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار..(رواه البخاري ومسلم)
    ورد في فتح الباري : ... وفيه زيارة النساء المرأة ولو كان زوجها عندها.
    • عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك قالت: فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا،وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي...(رواه البخاري)
    وفيه جواز دخول الرجل على المرأة إذا كان زوجها معها.
    • عن عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة, قال : من هذه ؟ قالت فلانه تذكر من صلاتها, قال : مه ! عليكم بما تطيقون, فوالله لا يمل الله حتي تملوا.(رواه البخاري ومسلم)
    • عن عائشة:... فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهراً والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك... فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار, فأذنت لها فجلست تبكي معي, قالت : فبينا نحن علي ذلك , دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم علينا فسلم ثم جلس...(رواه البخاري ومسلم)
    • عن عبد الله بن عمرو بن العاص:... أن نفراً من بني هاشم دخلوا علي أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك, فذكر ذلك لرسول الله وقال : لم أر إلا خيراً, فقال رسول الله : إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله علي المنبر فقال : (( لايدخلن رجل بعد يومي هذا علي مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان )).(رواه مسلم)
    وهي تحته : أي زوجه
    مغيبة : التي غاب عنها زوجها
    النبي صلي الله عليه وسلم اشترط في جواز الدخول وجود ما يزيل الخلوة, إبعادا للريبة, وتحقيقا للأمن من الفتنة.
    ** أبا بكر الصديق تزوج أسماء بنت عميس سنة 8 للهجرة أي بعد فرض الحجاب.
    • عن أبي موسي قال : بلغنا مخرج النبي صلي الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه... فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلي النجاشي فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتي قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلي الله عليه وسلم حين فتح خيبر
    ( سنة 7 هـ) وكان أناس من الناس يقولون لنا سبقناكم بالهجرة, ودخلت أسماء بنت عميس, وهي ممن قدم معنا, علي حفصة زوج النبي زائرة وقد كانت هاجرت إلي النجاشي فيمن هاجر, فدخل عمر علي حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأي أسماء : من هذه؟ قالت : أسماء بنت عميس , قال عمر : الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟ قالت أسماء : نعم , قال سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم, فغضبت.... فلما جاء النبي صلي الله عليه وسلم قالت : يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا ....قال : ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان. قالت: فلقد رأيت أبا موسى، وأهل السفينة، يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم، مما قال لهم النبي صلي الله عليه وسلم.قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.( رواه البخاري ومسلم )
    هنا لاحرج أن يدخل عمر علي حفصه وأسماء عندها ولا حرج أيضاً في أن يكلم أسماء وتكلمه.
    وفي الحديث طلب الرجال العلم من النساء.
    • عن عون أبي جحيفة عن أبيه قال : آخي النبي صلي الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء, فزار سلمان أبا الدرداء فرأي أم الدرداء متبذلة فقال لها : ماشأنك؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا, فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال : كل فإني صائم , قال : ما أنا بآكل حتي تأكل, فأكل, فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال : نم, فنام ثم ذهب يقوم فقال : نم, فلما كان آخر الليل قال سلمان : قم الآن, قال: فصليا فقال سلمان : إن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه, فأتي النبي صلي الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي : صدق سلمان... ( رواه البخاري )
    متبذلة : أي لابسة ثياب البذلة وهي المهنة والمراد أنها تاركة ثياب الزينة
    هنا يدخل (في غير خلوة) صحابي جليل علي امرأة أخيه في الله ثم إنه حين يراها متبذلة يتحري منها السبب وهي من جانبها تصارحه دونما حرج.
    قال الحافظ بن حجر: وفي الحديث من الفوائد مشروعية المؤاخاة في الله وزيارة الإخوان والمبيت عندهم وجواز مخاطبة الأجنبية للحاجة والسؤال عما يترتب عليه المصلحة وإن كان في الظاهر لا يتعلق بالسائل.
    • عن أبي بردة قال دخلت على أبي موسى وهو في بيت بنت الفضل بن عباس فعطست فلم يشمتني وعطست فشمتها فرجعت إلى أمي فأخبرتها فلما جاءها قالت عطس عندك ابني فلم تشمته وعطست فشمتها فقال إن ابنك عطس فلم يحمد الله فلم أشمته وعطست فحمدت الله فشمتها سمعت رسول الله يقول إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه.(رواه مسلم)
    وفيه تشميت الرجل المرأة.
    خلال بذل المودة وحسن الرعاية
    • عن أنس قال : كان النبي صلي الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير, وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير؟ نغير كان يلعب به, فربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا ( بيت أم سليم ) فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.( رواه البخاري ومسلم )
    النغير : طائر يشبه العصفور
    جاء في فتح الباري:... وفي الحديث جواز زيارة الرجل للمرأة الأجنبية إذا لم تكن شابة وأمنت الفتنة... وفيه جواز قيلولة الشخص في بيت غير بيت زوجته ولو لم تكن فيه زوجته ومشروعية القيلولة, وجواز قيلولة الحاكم في بيت بعض رعيته ولو كانت أمرأة وجواز دخول الرجل بيت المرأة وزوجها غائب ولو لم يكن محرما إذا أمنت الفتنة...
    لطلب الدعاء والبركة
    • عن السائب بن يزيد قال : ذهبت بي خالتي إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن ابن أختي وقع, فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره , فنظرت إلي خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجله. ( رواه البخاري ومسلم )
    • عن عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلي الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلي رسول الله فقالت يا رسول الله بايعه فقال : هو صغير, فمسح رأسه ودعا له. ( رواه البخاري )
    • عن أم قيس بنت محصن أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلي رسول الله فأجلسه رسول الله في حجره فبال علي ثوبه فدعا بماء فنضحه.(رواه البخاري ومسلم)
    • عن أبي هريرة قال : أتت امرأة النبي صلي الله عليه وسلم بصبي لها فقالت : يا نبي الله ادع لي الله له ( وفي رواية إنه يشتكي وإني أخاف عليه ) فلقد دفنت ثلاثة.قال : دفنت ثلاثة؟ قالت : نعم.قال : لقد احْتَظَرْت بحظار شديد من النار.(رواه مسلم)

    اللقاء خلال الضيافة
    • عن فاطمة بنت قيس :... فأمرها رسول الله أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال : تلك امرأة يغشاها أصحابي إعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمي تضعين ثيابك عنده , وفي رواية : فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيري القوم منك بعض ما تكرهين... ( رواه مسلم )
    يغشاها : يمرون عليها
    هذه القصة وقعت في آخر حياته صلي الله عليه وسلم ، لأن فاطمة بنت قيس ذكرت أنها بعد انقضاء عدتها سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يحدث بحديث تميم الداري ، وأنه جاء وأسلم.وقد ثبت في ترجمة تميم أنه أسلم سنة تسع ، فدلَّ ذلك على تأخر القصة عن آية الحجاب.
    1. أم شريك امرأة من الأنصار غنية عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان , ولم يكن هناك حاجز بين مكان نزول الضيفان ومكان إقامة أم شريك وإلا لما قال رسول الله ( فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيري القوم منك بعض ما تكرهين )
    2. إن رسول الله لم ينه فاطمة عن بيت أم شريك لتجنب لقاء الرجال لأن المخالطة حاصلة علي كل حال بين أم شريك ومن معها من أهلها وبين الضيفان, ثم هي قد وقعت بين فاطمة وبين ابن أم مكتوم مدة العدة كلها وليس ساعة أو بعض ساعة فتبصره ولا شك دون حرج .إنما أراد رسول الله الرفق بفاطمة فلا تظل مثقلة بثيابها السابغة مع الخمار طول اليوم , فإن حركة الرجال لا تنقطع في بيت أم شريك , فوجهها إلي بيت ابن أم مكتوم حتي إذا تخففت من ثيابها لم يرها الرجل.الأمر إذن يتعلق بالتخفف من الثياب أي يتعلق بالتيسير ولا يتعلق بتجنب لقاء الرجال.
    إذن هو بيت واحد يخالط الرجال فيه النساء ولاحرج علي فاطمة أن تري ابن أم مكتوم ولاحرج علي الضيفان أن يرو فاطمة وتراهم, وإنما الحرج في أن تظل مثقلة بالثياب السابغة طول اليوم.
    • عن الشعبي قال : دخلنا علي فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب بن طاب وأسقتنا سويق سلت فسألتها عن المطلقة ثلاث أين تعتد؟( رواه مسلم )
    تتحفه : تخصه أو تضيفه
    سويق سلت : نقيع نوع من الحبوب يشبه القمح
    • قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم : فقال صلي الله عليه وسلم : من يُضيف هذا الليلة رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى أهله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني. قال فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل: فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. قال فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح، غدا على النبي صلي الله عليه وسلم فقال:قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة.( رواه مسلم )
    قال الحافظ بن حجر في فتح الباري : هذا نص صريح في أن الصحابي جلس هو وزوجته مع الضيف كما يجتمع الأكلة على الطعام من التقارب وقد أقر رسول الله ذلك.
    قال النووي في شرحه لهذا الحديث: "هذا الحديث مشتمل على فوائد كثيرة.. منها الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه ,أي من الأكل، رفقًا بأهل المنزل لقوله: أطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فإنه لو رأي قلة الطعام وأنهما لا يأكلان معه، لامتنع من الأكل".ومعنى ذلك أن الأنصاري وامرأته جلسا مع ضيفهما للأكل معه وإن لم يأكلا فعلاً ؛ إيثارًا للضيف على نفسيهما،فأنزل الله تعالى فيهما في كتابه العزيز  ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة وهذا كله يدل على جواز أكل الزوجة وزوجها مع الضيف،وإنما جاز هذا الاختلاط لحاجة إكرام الضيف والقيام بواجب ضيافته.
    • عن قتادة قال: أخذ عليهن (أي أخذ رسول الله علي النساء في البيعة) ان لا يَنُحْنَ ولا يحدثن الرجال، فقال عبد الرحمن بن عوف: ان لنا اضيافا وانا نغيب عن نسائنا فقال رسول الله :ليس أولئك عنيت.( أخرجه الطبري)
    لاحرج عند غياب الأزواج استقبال نسائهم للضيفان الذين يعرفهم الأزواج ويثقون بهم.

    تبادل الهدايا بين الرجال والنساء
    • عن أم الفضل بنت الحارث أن ناساً تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلي الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم , فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف علي بعيره فشربه. ( رواه البخاري ومسلم )
    قال الحافظ : في الحديث قبول الهدية من المرأة
    • عن سهل بن سعد قال : جاءت امرأة ببردة قال : أتدرون ما البردة؟ فقيل له : نعم هي الشملة منسوجة في حاشيتها قالت : يارسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها فأخذها النبي صلي الله عليه وسلم محتاجاً إليها فخرج إلينا وإنها إزاره... ( رواه البخاري )
    حاشية : جانب الشئ وطرفه
    شملة : كساء يتغطي به ويتلفف
    • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أهديت أم حفيد خالة ابن عباس إلى النبي صلي الله عليه وسلم أقِطا وسمنا وأضُبَّا فأكل النبي صلي الله عليه وسلم من الأقط والسمن وترك الأضب تقذرا. ( رواه البخاري ومسلم )
    • عن عروة بن الزبير قال سمعت عائشة، رضي الله تعالى عنها، تقول: أهدت أم سنبلة لرسول الله لبنا فدخلت علي به فلم تجده فقلت لها إن رسول الله نهانا أن نأكل طعام الأعراب فدخل رسول الله وأبو بكر فقال يا أم سنبلة ما هذا معك فقالت يارسول الله لبن أهديته لك قال اسكبي يا أم سنبلة فناول أبا بكر ثم قال اسكبي يا أم سنبلة فتناول رسول الله فشرب قالت فقلت يا بردها على الكبد قالت عائشة يا رسول الله حدثتنا إنك نهيت عن طعام الأعراب فقال يا عائشة إنهم ليسوا بأعراب هم أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم، وإذا دعوا أجابوا، فليسوا بأعراب.(المستدرك على الصحيحين)

    في عيادة المرضي
    1- عيادة النساء الرجال
    أورد البخاري الحديث الآتي تحت ( باب عيادة النساء الرجال ) وقال : وعادت أم الدرداء رجلا ًمن أهل المسجد من الأنصار.
    وذلك مشروط بالتستر وأمن الفتنة وعدم الخلوة وعلى ذلك يحمل كل ما ورد في مثل هذا , والذي ينظر الى هذا الحديث يجد أن أم الدرداء رضي الله عنها تعود رجلاً مريضًا كان من أهل المسجد ولم تجد في ذلك حرجًا مادام الأمر بضوابط , ومعلوم أن هذه الزيارة تتطلب لقائها معه ومع غيره من أهل الدار .
    • عن عائشة أنها قالت : لما قدم رسول الله المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت : فدخلت عليهما فقلت : يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟...( رواه البخاري )
    قال الحافظ : قوله باب عيادة النساء الرجال أي لو كانوا أجانب بالشرط المعتبر ( أي شرط الفتنة )... وقد اعترض عليه بأن ذلك قبل الحجاب, وأجيب بأن ذلك لا يضر فيما ترجم له من عيادة المرأة الرجل فإنه يجوز بشرط التستر والذي يجمع بين الأمرين ما قبل الحجاب وما بعده الأمن من الفتنة.
    ومن الشواهد علي عيادة النساء الرجال عيادة أم مبشر بنت البراء لكعب بن مالك لما حضرته الوفاة فإنها دخلت عليه وقالت : يا أبا عبد الرحمن اقرأ علي ابني السلام ( تعني مبشرا ) فقال : يغفر الله لك يا أم مبشر أو لم تسمعي ما قال رسول الله : (( إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة يرجعها الله عز وجل إلي جسده يوم القيامة )) , قالت : صدقت فأستغفر الله.(سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني)
    2- عيادة الرجال النساء
    • عن جابر بن عبد الله أن رسول الله دخل علي أم السائب فقال : مالك يا أم السائب تزفزفين قالت : الحمي لا بارك الله فيها, فقال : لا تسبي الحمي فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد. ( رواه مسلم )
    تزفزفين : ترتعدين
    • عن عائشة قالت : دخل رسول الله علي ضباعة بنت الزبير فقال لها : لعلك أردت الحج ؟ قالت والله لا أجدني إلا وجعه, فقال لها : حجي واشترطي قولي: اللهم محلي حيث حبستني, وكانت تحت المقداد بن الأسود.( رواه البخاري ومسلم )
    3- عيادة الرجال إخوانهم في حضور النساء
    • عن عبد الله بن عمر قال : اشتكي سعد بن عبادة شكوي له فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود, فلما دخل عليه وجده في غاشية أهله فقال : قد قضي؟ قالوا : لا يا رسول الله , فبكي النبي فلما رأي القوم بكاء رسول الله بكوا فقال : ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا,وأشار إلي لسانه,أو يرحم.(رواه البخاري ومسلم)
    غاشية أهله : أي الذين يغشونه للخدمة من أهله
    • عن قيس بن أبي حازم قال : دخلنا علي أبي بكر في مرضه فرأيت عنده امرأة بيضاء موشومة اليدين تذب عنه وهي أسماء بنت عميس ( زوجه ). ( رواه الطبراني )
    موشومة اليدين : منقوشة اليدين بالحناء
    تذب عنه : تدفع عنه الذباب
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال Empty تابع مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية

    مُساهمة  Admin الخميس 19 مايو 2011 - 21:18

    اللقاء علي الطعام والشراب
    • عن يزيد بن الأصم قال : .. فقال بن عباس... ان رسول الله بينما هو عند ميمونة وعنده الفضل بن العباس وخالد بن الوليد وامرأة أخري إذ قرب إليهم خوان عليه لحم فلما أراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يأكل قالت له ميمونة : إنه لحم ضب فكف يده وقال : هذا لحم لم آكله قط وقال لهم : كلوا, فأكل منه الفضل وخالد بن الوليد والمرأة وقالت ميمونة : لا آكل من شئ إلا شيئ يأكل منه رسول الله. ( رواه مسلم )
    خوان : ما يجعل عليه الطعام
    • عن أنس بن مالك قال : أمر أبو طلحة أم سليم أن تصنع للنبي صلي الله عليه وسلم طعاماً لنفسه خاصة ثم أرسلتني إليه... فوضع النبي يده وسمي ثم قال : إئذن لعشرة فأذن لهم فدخلوا فقال كلوا وسموا الله فأكلوا حتي فعل ذلك بثمانين رجلا ً ثم أكل النبي صلي الله عليه وسلم بعد ذلك وأهل البيت وتركوا سؤرا.( وفي رواية : ثم أكل رسول الله وأبو طلحة وأم سليم وأنس بن مالك وفضلت فضلة فأهديناها لجيراننا. ( رواه مسلم )
    سؤراً : أي بقية من ذلك الطعام
    قال الشيخ أبو نعمة الله الأنقروي ( صاحب حاشية علي صحيح مسلم ) : وأما أكله مع أم سليم فأجاز العلماء أن تأكل المرأة مع الأجنبي ...لأن الوجه والكفين منها ليسا بعورة فيباح نظرهما للأجنبي لغير لذة ولا لمداومة لتأمل المحاسن.
    وجاء في الموطأ : سئل مالك : هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها أو مع غلامها؟ فقال مالك : ليس بذلك بأس إذا كان علي وجه ما يعرف للمرأة أن تأكل معه من الرجال ( يعني إذا كان علي طريق متعارف بينهم ), وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يؤاكله , أو مع أخيها علي مثل ذلك.
    فالمرأة يجوز لها أن تأكل مع زوجها ومع من اعتاد أن يأكل معه، وكذلك يجوز لها أن تأكل مع من عرف عن المرأة أنها تأكل معه، كما لو كانت تأكل مع قريب لها غير ذي محرم منها.
    • عن أم هانئ ابنة أبي طالب : قالت : لما كان يوم الفتح جاءت فاطمة فجلست علي يسار رسول الله وأم هانئ عن يمينه, فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب فناولته فشرب منه ثم ناوله أم هانئ فشربت منه ثم قالت : يارسول الله لقد أفطرت وكنت صائمة , فقال لها أكنت تقضين شيئا؟ قالت : لا, قال : فلايضيرك إن كان تطوعاً. (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني)
    • عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له فأمسى عند النبي صلي الله عليه وسلم فلما جاء قالت له أمي احتبست عن ضيفك أو عن أضيافك الليلة قال ما عشيتهم فقالت عرضنا عليه أو عليهم فأبوا أو فأبى فغضب أبو بكر فسب وَجَدَّعَ وحلف لا يطعمه فاختبأت أنا فقال يا غُنْثَرُ فحلفت المرأة لا تطعمه حتى يطعمه فحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعمه أو يطعموه حتى يطعمه فقال أبو بكر كأن هذه من الشيطان فدعا بالطعام فأكل وأكلوا فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها فقال يا أخت بني فراس ما هذا فقالت وقرة عيني إنها الآن لأكثر قبل أن نأكل فأكلوا وبعث بها إلى النبي صلي الله عليه وسلم فذكر أنه أكل منها.(رواه البخاري)
    • عن سفينة أبو عبد الرحمن:أن رجلا أضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعاما فقالت فاطمة لو دعونا النبي صلي الله عليه وسلم فأكل معنا. فدعوه فجاء...(رواه أبو داود)
    في شئون الوفاة
    • عن أم عطية قالت : نهينا عن اتباع الجنائز ولم يُعْزَم علينا. ( رواه البخاري ومسلم )
    قال الحافظ : فكأنها قالت : كره لنا اتباع الجنائز من غير تحريم.
    في الوعظ والإرشاد
    • عن ابن عباس : أنه شهد العيد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنه عليه السلام خطب بعد أن صلي , ثم أتي النساء ومعه بلال فوعظهن وذكرهن وأمرهن أن يتصدقن ، قال: فرأيتهن يهوين بأيديهن يقذفنه في ثوب بلال. (رواه البخاري)
    النبي صلي الله عليه وسلم وعظ النساء ومعه سيدنا بلال رضي الله عنه.
    في الدعوة إلي دين الله
    • عن عمران قال كنا في سفر مع النبي صلي الله عليه وسلم... فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا ... ودعا عليا ، فقال اذهبا فابتغيا الماء فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين من ماء على بعير لها ... قالا لها فانطلقي فجاءا بها إلى ... ودعا النبي صلي الله عليه وسلم بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين ... ونودي في الناس اسقوا واستقوا ...وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم اجمعوا لها فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها قال لها تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا فأتت أهلها وقد احتبست عنهم قالوا ما حبسك يا فلانة قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ ففعل كذا وكذا فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض أو إنه لرسول الله حقا فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت يوما لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام فأطاعوها فدخلوا في الإسلام... وفي رواية : فهدي الله ذاك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا.. (رواه البخاري ومسلم)
    احتبست : أبطأت
    قالت بأصبعها : أي أشارت
    الصرِّم : القوم , أبيات مجتمعة من الناس
    وهكذا من خلال لقاء اضطراري مع مجتمع المسلمين تتم دعوة امرأة إلي الإسلام. وربما دون حديث مباشر عن الإسلام , إنما دعاها ما شاهدت من أخلاق المسلمين مثل اصطحابها إلي معسكر المسلمين دون عنف , وتعاون من مختلف ألوان الطعام , مع أنهم لم ينقصوا من مائها شيئا.ودعاها أيضا ما رأت من معجزة باهرة للنبي صلي الله عليه وسلم. ثم من خلال لقاء مقصود من تلك المرأة مع قومها رجالا ونساء أعلمتهم ما شهدت.وشاء الله أن تكون خير سفير لقومها وداعية لهم إلي الإسلام. وصدق راوي الحديث : (فهدي الله ذاك الصرم بتلك المرأة)


    آداب مشتركة بين الرجال والنساء

    1. جدية مجال اللقاء:
    قال تعالي: {وقلن قولا معرفا}
    إن الآية تشير إلي أن موضوع الحديث ينبغي أن يكون في حدود المعروف ولا يتضمن منكرا, و لهذا قلنا (جدية اللقاء) فالجِدّ بين الرجال والنساء معروف أما اللهو واللعب فمنكر. ولا يتنافي مع جدية المجال كلمة فيها تبسط ومثال ذلك:
    • عن أبي موسي قال:.... ودخلت أسماء بنت عميس..., علي حفصة زوج النبي صلي الله عليه وسلم زائرة وقد كانت هاجرت إلي النجاشي فيمن هاجر, فدخل عمر علي حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأي أسماء : من هذه؟ قالت : أسماء بنت عميس , قال عمر : الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟ قالت أسماء : نعم , قال سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم.
    ( رواه البخاري ومسلم )
    كذلك لا يتنافي مع جدية المجال أن يكون هناك بعض حديث فيه مؤانسة ومثال ذلك:
    • عن مسروق دخلنا علي عائشة رضي الله عنها وعندها حسان ابن ثابت ينشدها شعرا يُشَبِّب بأبيات له وقال:
    حَصان رَزَان ما تُزَنُّ بريبة....وتصبح غَرْثَي من لحوم الغوافل
    فقالت عائشة: لكنك لست كذلك.قال مسروق: فقلت: لم تأذنين له أن يدخل عليك وقد قال الله تعالي: {والذي تولي كبره منهم له عذاب عظيم}؟ فقالت:وأي عذاب أشد من العمي ؟ قالت له: إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله .( رواه البخاري ومسلم )
    يشبب بأبيات:يذكر أبياتا من الشعر فيها ذكر النساء
    حصان: أي محصنة عفيفة
    رزان: كاملة العقل
    ماتزن: ما تتهم
    غرثي من لحوم الغوافل: الغرثي الجائعة والغوافل جمع غافلة وهي العفيفة الغافلة عن الفاحشة.
    والمعني أن عائشة كانت جائعة لأنها لم تغتب الغوافل وهذا من فضلها ولو اغتابتهن لشبعت من لحومهن.
    لكنك لست كذلك: يعني أنه لم يصبح غرثان من لحوم الغوافل حيث شارك في حديث الإفك.
    ينافح:يدافع

    2. الغض من البصر
    قال تعالي: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
    والغض من البصر يعني منع الاسترسال في النظر مخافة الفتن.
    قال القرضاوي : الغض من البصر ليس معناه إقفال العين عن النظر، ولا إطراق الرأس إلى الأرض، فليس هذا بمراد ولا مستطاع. كما أن الغض من الصوت في قوله تعالى: {واغضض من صوتك}ليس معناه إغلاق الشفتين عن الكلام ، وإنما معنى الغض من البصر خفضه، وعدم إرساله طليق العنان يلتهم الغاديات والرائحات أو الغادين والرائحين. فإذا نظر إلى الجنس الآخر لم يغلغل النظر إلى محاسنه ، ولم يطل الالتفات إليه والتحديق به. ولهذا قال الرسول عليه السلام لعلي بن أبي طالب: "يا علي! لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة".
    قال ابن كثير: هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهن ، فلا ينظرون إلا إلى ما أباح النظر إليه….
    قال الحافظ ابن القطان : وقد قدمنا أنه جائز للمرأة إبداء وجهها وكفيها، فإذن النظر إلى ذلك جائز لكن بشرط أن لا يخاف الفتنة، وأن لا يقصد اللذة ، وأما قصد اللذة ، فلا نزاع في التحريم.
    وقال ابن القطان أيضا: لا خلاف أعلمه في جواز نظر المرأة إلى وجه الرجل ما كان ، وإذا لم تقصد اللذة ، ولم تخف الفتنة.
    قال عياض : غض البصر يجب علي كل حال في أمور العورات وأشباهها ويجب مرة علي حال دون حال فيما ليس بعورة.
    وقال ابن عبد البر: وجائز أن ينظر إلي ذلك منها( أي الوجه والكفين ) كل من نظر إليها بغير ريبة ولامكروه , وأما النظر للشهوة فحرام تأملها من فوق ثيابها لشهوة , فكيف بالنظر إلي وجهها مسفرة.
    ورد في فتح الباري خلال شرح حديث الخثعمية الذي ورد فيه ((فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها, فالتفت النبي صلي الله عليه وسلم والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها)) قال ابن بطال: ( في الحديث الأمر بغض البصر خشية الفتنة , ومقتضاه أنه اذا أمنت الفتنة لم يمتنع..... وفيه دليل علي أن ستر المرأة وجهها ليس فرضا....وأن قوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} علي الوجوب في غير الوجه).
    وورد في فتح الباري:... وعند ابن أبي حاتم من طريق ابن عباس في قوله تعالي:{يعلم خائنة الأعين} قال: هو الرجل ينظر إلي المرأة الحسناء تمر به ويدخل بيتا هي فيه فإذا فطن له غض بصره.
    • عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري. (رواه مسلم)
    نظر الفجاءة : أن يقع نظره علي الأجنبية من غير قصد.
    • عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلمقال: إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر, وزنا اللسان النطق , والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
    والحديث صريح في أن النظر بشهوة هو المحظور.

    3. التمييز بين النساء والرجال واجتناب المزاحمة

    • عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم.قال ابن شهاب:فأري والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.(رواه البخاري)

    قال الزهري : ( نرى(والله أعلم) أنّ ذلك كان لكي ينصرف النساءُ قبل أن يدركهن أحدٌ من الرجال).

    ويؤكد هذا المعني قوله (لو تركنا هذا الباب للنساء...)

    وكذلك ما ورد عن رسول الله أنه خرج ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق، فقال رسول الله :استأخرن فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْن الطريق عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتي إن ثوبها ليتعلق بالجدار من يصنقها به.(رواه أبو داود)

    وهذا الفعل نظرا لضيق الأزقة ومزيد حياء من قبل بعض النساء , ولا يؤخذ منه حكما فقهيا.

    وفي رواية:ليس للنساء وسط الطريق.
    يقول الإمام ابن حبان في صحيحه بعد أن أخرج الحديث :
    (قوله صلي الله عليه وسلم : ( ليس للنساء وسط الطريق ) لفظة إخبار مرادها الزجر عن شيء مضمر فيه وهو مماسة
    النساء الرجال في المشي إذ وسط الطريق الغالب على الرجال سلوكه والواجب على النساء أن يتخللن الجوانب حذر ما يتوقع من مماستهم إياهن).

    وكما تجتنب المزاحمة في الطريق تجتنب كذلك في أماكن الاجتماعات العامة,علي أن ذلك لا يعني اشتراط الأماكن الخلفية للنساء كما هو الحال في المسجد فإن تأخر صفوف النساء أمر خاص بالصلاة سواء في المسجد أو في البيت مع الأجانب أو مع الزوج والمحارم.أما في غير الصلاة فالأدب المطلوب هو التمييز بين الرجال والنساء واجتناب المزاحمة سواء بتخصيص حيز للنساء في جانب من جوانب مكان الاجتماع أو بعمل أي ترتيب آخر يصون المزاحمة, أي تقارب الأبدان والأنفاس التي يسهل فيها أن يلمس رجل امرأة.وفي هذا المعني يقول الإمام السرخسي: وكذلك لا تستلم المرأة الحجر(الأسود) إذا كان هناك جمع لأنها ممنوعة عن مماسة الرجال والزحمة معهم فلا تستلم الحجر إلا إذا وجدت ذلك الموضع خاليا من الرجال.
    3 . التمييز بين النساء والرجال واجتناب المزاحمة
    • عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم.قال ابن شهاب:فأري والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.(رواه البخاري)
    قال الزهري : ( نرى(والله أعلم) أنّ ذلك كان لكي ينصرف النساءُ قبل أن يدركهن أحدٌ من الرجال).
    ويؤكد هذا المعني قوله (لو تركنا هذا الباب للنساء...)
    وكذلك ما ورد عن رسول الله أنه خرج ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق، فقال رسول الله :استأخرن فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْن الطريق عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتي إن ثوبها ليتعلق بالجدار من يصنقها به.(رواه أبو داود)
    وهذا الفعل نظرا لضيق الأزقة ومزيد حياء من قبل بعض النساء , ولا يؤخذ منه حكما فقهيا.
    وفي رواية:ليس للنساء وسط الطريق.
    يقول الإمام ابن حبان في صحيحه بعد أن أخرج الحديث :
    (قوله صلي الله عليه وسلم : ( ليس للنساء وسط الطريق ) لفظة إخبار مرادها الزجر عن شيء مضمر فيه وهو مماسة
    النساء الرجال في المشي إذ وسط الطريق الغالب على الرجال سلوكه والواجب على النساء أن يتخللن الجوانب حذر ما يتوقع من مماستهم إياهن).
    وكما تجتنب المزاحمة في الطريق تجتنب كذلك في أماكن الاجتماعات العامة,علي أن ذلك لا يعني اشتراط الأماكن الخلفية للنساء كما هو الحال في المسجد فإن تأخر صفوف النساء أمر خاص بالصلاة سواء في المسجد أو في البيت مع الأجانب أو مع الزوج والمحارم.أما في غير الصلاة فالأدب المطلوب هو التمييز بين الرجال والنساء واجتناب المزاحمة سواء بتخصيص حيز للنساء في جانب من جوانب مكان الاجتماع أو بعمل أي ترتيب آخر يصون المزاحمة, أي تقارب الأبدان والأنفاس التي يسهل فيها أن يلمس رجل امرأة.وفي هذا المعني يقول الإمام السرخسي: وكذلك لا تستلم المرأة الحجر(الأسود) إذا كان هناك جمع لأنها ممنوعة عن مماسة الرجال والزحمة معهم فلا تستلم الحجر إلا إذا وجدت ذلك الموضع خاليا من الرجال.

    4 . اجتناب الخلوة

    • عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.(رواه البخاري)

    قال الحافظ ابن حجر: ... فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع,لكن اختلفوا هل يقوم غير المحرم مقامه في هذا كالنسوة الثقات؟ والصحيح الجواز لضعف التهمة به..

    الخلوة المحرمة هي أن يخلو الرجل بامرأة أجنبية عنه في مكان لا يطلع فيه أحد على ما يمكن أن يجري بينهما ,ويخرج عن مفهوم الخلوة المحظورة ما يأتي:

    ( أ ) الخلوة في حضرة الناس: وذلك بدليل ما أورده البخاري تحت "باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس"

    • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلي الله عليه وسلم فخلا بها فقال: "والله إنكن لأحب الناس إلي".(رواه البخاري ومسلم)

    قال الحافظ ابن حجر: (... لايخلو بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم (أي الناس) بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس)... وقال أيضا(... وفي الحديث أن مفاوضة المرأة الأجنبية سراً لا يقدح في الدين عند أمن الفتنة).

    (ب) خلوة الرجلين والثلاثة بالمرأة: وذلك بدليل الحديث التالي:

    • عن عبد الله بن عمرو بن العاص:... أن نفراً من بني هاشم دخلوا علي أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك, فذكر ذلك لرسول الله وقال : لم أري إلا خيراً, فقال رسول الله : إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله علي المنبر فقال : (( لايدخلن رجل بعد يومي هذا علي مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان )).(رواه مسلم)
    وهي تحته : أي زوجه
    مغيبة : التي غاب عنها زوجها
    قال النووي: إن ظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية والمشهور عند أصحابنا تحريمة, فيتأول الحديث علي جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم علي الفاحشة لصلاحهم أو مروئتهم أو غير ذلك وقد أشار القاضي إلي نحو هذا التأويل.
    والصحابي عبد الله بن عمرو قال بعد حديث رسول الله :لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه غيره. ((قال عبد الله بن عمرو فما دخلت بعد ذلك المقام على مغيبة إلا ومعي واحد أو اثنان)). (رواه الإمام أحمد في مسنده)

    (ج) خلوة الرجل بمجموعة من النساء:

    وذلك أن الخلوة المحظورة هي خلوة رجل واحد بامرأة واحدة. أما إذا تعدد الرجال أو تعدد النساء زال المحظور. وقد قال النووي:... إن أمَّ الرجل بأجنبية وخلا بها حرم ذلك عليه وعليها...وإن أم بأجنبيات وخلا بهن فطريقان, قطع الجمهور بالجواز... ودليله الحديث : (لايدخلن رجل بعد يومي هذا علي مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان) ولأن النساء المجتمعات لا يُتمكن في الغالب الرجل من مفسدة ببعضهن في حضرتهن.

    5 . اجتناب اللقاء الطويل المتكرر:

    ومن أمثلة هذا النوع من اللقاء تبادل الزيارات - في مرات جد متقاربة - بين الأقارب والأصدقاء واستمرارها ساعات طويلة. ومن أمثلته أيضا العمل المهني اليومي الذي من شأنه أن يجتمع الرجال والنساء في مكان واحد طول مدة العمل رغم انفراد كل منهم بعمل.
    وهذا الأدب وإن لم يكن منصوصا عليه لكنه مما تجب مراعاته لأنه يصعب في مثل هذا اللقاء تحقيق كثير من الآداب كالغض من البصر واستمرار الجدية في التخاطب والوقار في الحركة.فهو في غالب الأحيان يضعف درجة الاحتشام والرصانة الواجب توافرها عند الرجال والنساء جميعا وقت اللقاء. وعلي ذلك نري اجتناب هذا النوع من اللقاء, اللهم إلا إذا كانت طبيعة العمل تقتضي اللقاء المتكرر للتعاون وتبادل الرأي أو لغير ذلك من المصالح ,فلا حرج مع الحذر,ما دامت هناك حاجة ماسة.ثم إن العمل الجاد غالبا ما يشغل العقول والقلوب, ويعين علي الاحتفاظ بالاحتشام.

    6. اجتناب مواطن الريبة:

    • عن عمر رضي الله عنه قال :... قلت : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب. ( رواه البخاري )
    من أجل الفاجر دعا عمر رسول الله أن يحجب نساءه.ويؤخذ منه أن علي المرأة المسلمة أن تحتجب من الفاجر,وهذا يعني أن تنأي بنفسها عن مخالطة كل موطن من مواطن الريبة.

    • عن ابن عباس في قوله تعالى‏:‏ ‏‏ولا يعصينك في معروف‏‏ قال‏:‏ إنما هو شرط شرطه اللّه للنساء.(رواه البخاري)
    قال الحافظ ابن حجر: (قوله إنما هو شرط شرطه الله للنساء) أي علي النساء...واختلف في الشرط ... فأخرج الطبري عن قتاده قال : أخذ الله عليهن أن لا ينحن ولا يحدثن الرجال. فقال عبد الرحمن بن عوف:... إن لنا أضيافا وإنا نغيب عن نسائنا فقال:ليس أولئك عنيت.
    وهذا يعني نهي النساء عن محادثة الرجال من أهل الريبة , أما الموثوق بهم كالضيفان المعروفين فلا حرج.ويؤكد هذا الأمر قوله :"دع ما يريبك إلي ما لا يريبك"

    7. اجتناب ظاهر الإثم وباطنه:
    قال تعالي : ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن

    ومن ظاهر الإثم التقصير في تطبيق آداب اللقاء.ومن باطن الإثم الاشتهاء والاستمتاع بالحرام والتطلع إلي المزيد منه. ومن الشواهد علي ذلك ما رواه خوات بن جبير قال:
    نزلت مع رسول الله بالظهران (الظهران واد قرب مكة، والنزول بمكان معناه إقامة معسكر للاستقرار فيه يوما أو بعض يوم أو أكثر). قال: فخرجت من خبائى (أى خرج من خيمة فى المعسكر) فإذا نسوة جوالس يتحدثن؛ فأعجبننى؛ فرجعت إلى خبائى فاستخرجت حلة لى من عيبة لى (العيبة حقيبة الثياب) فلبستها (لبسها ليتجمل)؛ ثم أتيتهن فجلست إليهن؛وخرج رسول الله من قبته ؛ فقال: يا عبد الله؛ ما أجلسك إليهن؟. - قال خوات: فهبته صلي الله عليه وسلم حين رأيته.. وقلت: يارسول الله جمل لى شرود؛ وأنا أبتغى له قيدا. قال: ثم ارتحلنا فجعل النبى صلي الله عليه وسلم لا يلحقنى فى المسير إلا قال: يا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ فتعجلت إلى المدينة فاجتنبت المسجد و مجالسة النبى صلي الله عليه وسلم, فلما طال ذلك حتى تحينت ساعة خلوة المسجد فدخلت وجعلت أصلى؛ وخرج رسول الله من بعض حجره؛ فصلى ركعتين خفيفتين؛ ثم جلس، وطولت رجاء أن يذهب ويدعنى. فقال: طول أبا عبد الله ما شئت؛ فلست قائما حتى تنصرف. فقلت فى نفسى: لأعتذرن إلى رسول الله فلأبرئن صدره، فانصرفت (أى أنهى صلاته) . فقال له النبى: السلام عليك يا أبا عبد الله مافعل شراد ذلك الجمل؟. فقال خوات يا رسول الله والذى بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت (أى لم يفعل خوات مثل فعلته السابقة منذ أسلم). - فقال له النبى: رحمك الله. قال خوات: ثم أمسك عني فلم يعد.

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال Empty تابع مشاركة المراة المسلمة فى الحياة الاجتماعية ولقاءها الرجات

    مُساهمة  Admin الخميس 19 مايو 2011 - 21:31

    آداب خاصة بالنساء

    1. الزي المحتشم
    قال تعالي {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ
    وقال تعالي {يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ}
    • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( صنفان من أهل النار لم أرهما … ونساء كاسيات عاريات .) (رواه مسلم)
    قال ابن عبد البر : (( أراد النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر، فهن كاسيات بالإسم، عاريات في الحقيقة )) .
    • عن أم عطية في خروج النساء يوم العيد إلى المصلى (...قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها)
    الجلباب ليس غاية في ذاته، ولكن المهم هو اللباس السابغ الساتر، لكل ما أمر الله بستره، أيًّا كان اسمه أو شكله ، فهذه وسيلة تختلف باختلاف البيئات والأزمان.
    • قال أُسامة بن زيد : (( كساني رسول الله قبطيةً كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال : ما لك لم تلبس القبطية ؟ قلت : كسوتها امرأتي ، فقال : مُرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها )) .(رواه أحمد والبيهقي بسند حسن )
    المقصود "بالعظام" البدن, فعن نافع عن ابن عمر أن تميما الداري قال لرسول الله لما كثر لحمه : ألا نتخذ لك منبرا يحمل عظامك ؟
    • عن فاطمة بنت قيس :... قال رسول الله : (فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيري القوم منك بعض ما تكرهين... ( رواه مسلم )
    خمارك : غطاء رأسك

    2. اجتناب الطيب
    • عن زينب امرأة عبد الله قالت : قال لنا رسول الله : إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا .(رواه مسلم)
    يحظر علي المرأة خروجها من بيتها تفوح منها رائحة الطيب وتنتشر.

    3. الجدية في التخاطب
    قال تعالي: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا}
    فلا تخضعن بالقول: لاتلن في القول

    4. الوقار في الحركة
    قال تعالي: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}
    • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( صنفان من أهل النار لم أرهما … قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. (رواه مسلم)
    مائلات مميلات : يتمايلن بمشيتهن وهيئتهن حتى يملن الأنظار إليهن.
    والمائلة بالمعنى العام كل مائلة عن السراط المستقيم ، بلباسها أو هيئتها أو كلامها أو غير ذلك
    ، والمميلات: اللاتي يملن غيرهن وذلك باستعمالهن لما فيه الفتنة ، حتى يميل إليهن من يميل من
    عباد الله.

    ما العمل عند غياب بعض آداب المشاركة واللقاء؟

    إن آداب المشاركة واللقاء التي مر ذكرها ينبغي أن يتحراها المسلم والمسلمة ويلتزم بها, ولكن ما الموقف الواجب عند تخلف تلك الآداب أو بعضها ؟
    إنه بقدر تخلف الآداب يكون فساد ويكون الحرج الذي ينبغي أن يستشعره المسلم عند إقدامه علي المشاركة واللقاء.وعلي المسلم عند تخلف بعض الآداب أن يزن المصالح المرجوة والمفاسد المحتملة , وينظر أيهما أرجح ويختار المشاركة عند رجحان المصلحة والاعتزال عند رجحان المفسدة.هذا علي وجه الإجمال وفيما يأتي بعض التفصيل.وعلي المسلم أن ينظر في كل حال من الأحوال بإمعان:
    ( أ ) إذا كان هناك حرج عل المسلم في تجنب مجال اللقاء –حرج عليه في معاشه أو في قضاء مصالحه أو حرج أدبي– فعلي المسلم والمسلمة قبول الأمر الواقع بالقدر الضروري الذي يرفع الحرج فحسب والله عز وجل يقول: وما جعل عليكم في الدين من حرج.
    (ب) إذا كانت مشاركة المسلم أو المسلمة تنمي خيرا أو تكفكف شرا.كأن يكون بحضوره آمرا بمعروف ناهيا عن منكر مانعا بعض الشرور أو مقدما علما لقوم يجهلون,أو يكون مجرد حضوره بشخصيته المعروفة بالصلاح دافعا القوم إلي اجتناب بعض المخالفات.فعلي المسلم والمسلمة في هذه الحال الإقدام علي المشاركة متوكلين علي الله مستعينين به عاقدين العزم علي بذل الجهد لعمل بعض الصالحات.وهذا الإقدام يتأكد إذا كان التفريط في الآداب هو ديدن الناس في مجتمع ما ولا سبيل إلي إرشادهم إلا من خلال مشاركتهم في مجالات لقائهم.
    (ج) أما إذا خاف المرء علي نفسه الفتنة أو الوقوع في أمر محظور أو كان في المقاطعة زجر للمخالفين للآداب الشرعية , والمقاطعة الزاجرة هي التي تؤدي إلي مراجعة النفس ولومها علي المخالفة , فعندها يجب علي المسلم والمسلمة مقاطعة مجال اللقاء.

    نظرة إلي الواقع
    نشير هنا إلي بعض الأوضاع الاجتماعية الجديدة ذات الارتباط الوثيق بالواقع والتي تؤثر فيه تأثيرا كبيرا :
    1. حاجة المجتمع وكذلك حاجة المرأة في عصرنا دفعت كثيرا من النساء إلي المشاركة في العمل المهني وهذا يؤدي إلي خروج المرأة ولقائها الرجال.
    2. حاجة المجتمع المعاصر إلي إسهام المرأة في النشاط الاجتماعي والسياسي تؤدي كذلك إلي خروج المرأة ولقائها الرجال.
    3. تعقد المجتمع المعاصر وكثرة المؤسسات سواء مؤسسات التعليم أو التطبيب أو الخدمات أو إدارات الحكومة , وخاصة ما يتصل اتصالا مباشرا بالأفراد رجالا ونساء,مثل ( إدارة السجل المدني والبطاقات الشخصية والجوازات والشهر العقاري ومراكز الشرط والمرور), بينما كان المجتمع القديم لا يعرف كثيرا من هذه المؤسسات,وكثرة المؤسسات مع حاجة الأفراد للتعامل معها تقتضي خروج المرأة ولقاءها الرجال.
    4. غياب الخدم من البيوت في الآونة الأخيرة زاد من مسئولية المرأة في قضاء حاجاتها اليومية وغير اليومية خارج البيت.كما زاد من مسئوليتها داخل البيت وإلزامها القيام ببعض الأعمال التي تقتضي لقاء الرجال مثل خدمة الضيوف أحيانا واستقبال بعض العمال الذين يقدمون لإصلاح أو صيانة بعض أدوات المنزل.
    5. تعقد المجتمع وتباعد المسافات بين أحياء المدينة أثقل كاهل رب البيت وجعله لا يجد الوقت الكافي لتقديم خدمات يحتاجها البيت مثل مراجعة مدارس الأولاد أو مراجعة الأطباء والمستشفيات لعلاج الأولاد أو لرعاية بعض الأقارب أو لتدبير المشتريات اللازمة... كل هذا يلقي عبئا جديدا علي ربة البيت ويضطرها للخروج ولقاء الرجال.
    6. إن نظام البناء الحديث في طوابق وشقق متراصّة لا يدخلها الهواء ولا الشمس إلا قليلا مما يزيد من حاجة المرأة إلي الخروج للترويح في أماكن خلوية مع زوجها وأطفالها.
    7. نظام البيت الكبير , الذي يضم معظم أفراد الأسرة حتي بعد أن يكبروا ويتزوجوا ,كان يجعل الحاجة إلي مغادرة البيت لزيارة قريب يسكن بعيدا أمرا نادرا.فزوال هذا النظام وحلول الأسرة الصغيرة مع كبر المدينة وتعدد الأحياء وتباعدها كل هذا جعل صلة المرأة لأي من الأقارب والأرحام لا تتم إلا بمغادرة البيت واستخدام المواصلات العامة.




    حوار مع المعارضين لمشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال

    أولا : حوار حول اعتراضاتهم علي أدلة المشاركة واللقاء
    يقولون : النصوص الورادة بشأن فعل رسول الله هي من خصوصياته و لا مجال لإعطائها صفة العموم.
    الجواب :
    1. إنه من الطبيعي أن تأتي كثير من النصوص تعرض شواهد من حياة الرسول لأن السنة تعني أقوال الرسول وأفعاله وتقريراته , ولذلك حرص المسلمون – الصحابة ومن بعدهم – علي رواية كل ما يتعلق بسنته لأنها تتضمن تشريعا. أما ما عدا ذلك من أفعال الصحابة فكان يأتي عرضا. أي أن السنة لم تكن بحثا اجتماعيا تاريخيا يتقصي حياة الصحابة في مختلف المجالات.
    2. يقرر علماء الأصول أن لا خصوصية إلا بدليل وأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال , وفي ذلك يقول ابن تيمية : ( ... ما أحله الله لنبيه فهو حلال للأمة ما لم يقم دليل التخصيص ) فأين أدلة الخصوصية في جميع هذه النصوص ؟
    من كتاب " أفعال الرسول "
    محمد سليمان الأشقر
    (( فالأصل في الفعل عدم الخصوصية , وأنه لاتجوز دعوي الخصوصية بغير دليل , وسبب ذلك أن الخصوصية خلاف الأصل , لأنه مبعوث قدوة وداعيا بفعله وقوله , فأفعاله هي للاقتداء , والخصوصية تمنع الاقتداء.
    يقول القرطبي :"الجمهور يرون اتباعه مطلقا حتي يدل دليل واضح علي الخصوص,ولئلا تكون الشريعة قاصرة علي من خوطب".))
    وجاء في كتاب " إشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان"
    د.علي بن عبد الله الصّياح
    1- الأصل في أفعال الرسول وأقواله وأحكامه عدم الخصوصية حتى تثبت بدليل لأنّ الله يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً {
    2- لم أقفْ إلى الآن عَلَى حَدِيثٍ صحيحٍ صريحٍ في خلوة النَّبِيّ صلي الله عليه وسلم وحدَه بامرأةٍ أجنبيةٍ-عدا ما وَرَدَ في حق أُمّ سُلَيْم، وأُمّ حَرَام.
    3- الأحاديثُ التي ذَكَرَ بعضُ العلماء أنّ فيها خلوةً أو استدل بها عَلَى أنّ مِنْ خصائص الرسول الخلوة بالمرأة الأجنبية والنظر إليها ليست صريحة.
    4- عدم وجود نص واحد - قولي أو فعلي- يدل على خصوصية النَّبِيّ صلي الله عليه وسلم بالخلوة أو النظر أو المس كما تقدم.
    قَالَ ابن حَجَر: ( والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي صلي الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها)
    قَالَ المباركفوريّ: ( قلت : لو ثبت بالأدلة القوية أن من خصائص النبي صلي الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها لحصل الجواب بلا تكلف , ولكان شافيا وكافيا , ولكن لم يذكر الحافظ تلك الأدلة القوية ها هنا)
    ومما يضعف هذا الوجه امتناع النَّبِيّ صلي الله عليه وسلم عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام, فهذا الامتناع في هذا الوقت الذي يقتضيه - وهو وقتُ المبايعة- دليلٌ على عدم الخصوصية، وإلاَّ فبماذا يُفسر هذا الامتناع في هذا المقام الذي يقتضي عدم الامتناع؟!.
    وكذلك حَدِيث عَلِيّ بْن الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن صفية زوج النبي صلي الله عليه وسلم جائته تزُورُه في اعتكافِه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدّثتْ عنده ساعة ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلي الله عليه وسلم يقلّبُها حتى إذا بلغت بابَ المسجد عند باب أمّ سلمة، مرّ رجلان من الأنصار فسلّمَا على رسول الله ، فقال لهما النبي صلي الله عليه وسلم: على رَسْلِكُمَا إنما هي صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله و كبُر عليهما، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: إنّ الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم و إني خشيتُ أن يقذِفَ في قلوبكما شيئاً.
    فلو كان مستقراً عند الصحابة هذا المعنى لما احتاج النَّبِيّ صلي الله عليه وسلم أن يقول ما قال.انتهي
    3 . إن علماء الحديث والفقه كالبخاري وابن حجر لم يوجهوا النصوص جهة الخصوصية عند شرحهم لها , واستنبطوا منها ما يؤكد عمومها. وقد مربنا كثير من تراجم البخاري التي تثبت هذا العموم .
    4. إذا فرضنا جدلا أن بعض المشاهد ( وعددها قريب من خمسين ) من خصوصيات الرسول لأنه معصوم , فما بال النسوة اللاتي كان يلقاهن وهن غير معصومات؟ وما بال الرجال الذين كانوا يصاحبونه في كثير من المشاهد (وعددها قريب من سبعين)؟ وما القول في المشاهد التي تعرض فعل الصحابة لا فعل الرسول ( وهذه عددها قريب من مائة وخمسون ) ؟
    5. وهناك عاملان هامان نرجح أنه كان لهما أثر كبير في اطراد نهج اللقاء في حياة الرسول :
    أما العامل الأول : فهو أن الرسول الكريم يمثل حال الإنسان السوي بل حال الكمال الإنساني وكمال الصحة النفسية فلا إفراط ولا تفريط في مجال الغيرة , سواء عند لقاء الرجال لأزواجه قبل فرض الحجاب وبعده ( علي الوجه الذي شرعه الله ) , أو عند لقاء الرسول النساء بصفة عامة. هذا مع كمال التقوي وكمال الحرص علي أعراض المسلمين , وكمال شعوره بأنه الأسوة الحسنة للمؤمنين. ونكتفي هنا بشاهدين :
    الشاهد الأول : موقف الرسول حين عرض علي أسماء بنت أبي بكر أن يردفها خلفه شفقة عليها وهي تحمل النوي من مكان بعيد لكن أسماء تذكر غيرة زوجها فتمضي في طريقها.
    فهل كان الرسول يقدم علي عمل يجرح الغيرة السوية؟ إنما هي غيرة الزبير الزائدة.
    والشاهد الثاني : موقف الرسول حين رأي في المنام أنه في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلي جانب قصر فلما قيل إن القصر لعمر بن الخطاب تذكر غيرته فولي مدبرا.
    أي أنه صلي الله عليه وسلم لم يبتعد تأثما إنما ابتعد مراعاة لغيرة عمر الزائدة.وغيرة عمر هي التي جعلته يكره ذهاب زوجته إلي المسجد ولكن فقهه حفظه من مخالفة قول الرسول : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ).
    وهكذا هَدْيُ رسول الله وهو القائل : ( أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه والله أغير مني ) والقائل : ( ما من أحد أغير من الله ومن أجل ذلك حرم الفواحش ).
    فرسول الله أغير من سعد ومن الناس جميعا ولكنها الغيرة السوية التي تنفر من الفاحشة ومواطن التهمة فحسب.فهل نحتكم في تنظيم مجتمعنا إلي هدي رسول الله أم نحتكم إلي أمزجة الرجال ولو كانوا أفاضل الرجال؟
    وأما العامل الثاني : فهو نظرته صلي الله عليه وسلم إلي المرأة علي أنها إنسان كريم يشارك الرجل الحياة وليست مجرد لعبة جنسية له. وهذا الإنسان تفرض عليه الحياة أن يمارس نشاطات متنوعة كتلك النشاطات التي تفرضها الحياة علي الرجال مع قدر أو أقدرا من الاختصاص والتميز. وحتي هذا القدر من الاختصاص والتميز تختلف درجته من امرأة إلي أخري ومن مجتمع إلي آخر ومن زمن إلي آخر. فهناك فرق كبير بين المرأة المتزوجة والأيٍّم وبين المرأة العقيم والولود. كذلك فرق كبير بين مجتمع الريف ومجتمع المدينة وبين مجتمع الأجداد ومجتمعنا المعاصر.
    إذا لم يتضح في حياة الصحابة قدر من لقاء النساء مثل القدر الذي برز في مواقف رسول الله بوجه عام فإن ذلك قد يرجع إلي بعض الاعتبارات الشخصية التي لا دخل لها في التشريع. ثم إن القدوة هو رسول الله والسنة هي أفعاله لا أفعال غيره. أما الصحابة فقد أخذ كل منهم من هذه القدوة وتلك السنة قدر طاقته وما تحتمله ظروفه. ولكنهم مع ذلك تعاونوا جميعا وتكاتفوا علي حفظ سنة رسول الله وتقصّي جميع حركاته وسكناته فنقلوها لأجيال المسلمين من بعدهم لتكون بيانا للكتاب العزيز كما أراد الله سبحانه. ومع ذلك فإن القدر من النصوص الواردة والمعبرة عن حياة الصحابة فيها الغناء كل الغناء إذا نظر إليها في ضوء ما تقرره سنة رسول الله .

    يقولون : إن المجتمع علي عهد رسول الله كان مجتمعا صالحا تؤمن فيه الفتنة بعكس مجتمعاتنا التي يكثر فيها الانحلال الخلقي وتشتد فيها الفتنة.
    الجواب :
    1.مع تسليمنا بفضل مجتمع الصحابة,إلا أن كل مجتمع لا يخلو من أقوياء وضعفاء.وقد كان في مجتمع المدينة نماذج مختلفة من البشر فمنهم من كان مثل أبي بكر وعمر ومنهم من كان ضعيفا مثل المؤلفة قلوبهم,ومنهم من كان بدويا من الأعراب الذين أسلموا ولما يؤمنوا ومنهم من كان شابا غرا, ومنهم من كان منافقا خالصا ومنهم من كان فيه شعبة من نفاق,وجميع هذه النماذج كانت تؤم المسجد وكانت تحضر موسم الحج.
    2. نحن نتحدث عن لقاء جاد هادف محتشم تتوافر فيه الآداب التي شرعها الله كما أننا نوجه حديثنا إلي المسلمين الحريصين علي الاقتداء برسول الله والذين يقفون بين يدي الله خمس مرات كل يوم وإن كان فيهم الضعيف والقوي,أما الفاسق المتربص بأعراض المسلمين فهو في زماننا علي كل حال يمارس اللقاء العابث الماجن دونما حرج ولاينتظر حديثنا.
    3. وإذا كان لابد من تضييق مجالات اللقاء نظرا لكثرة الفساد والانحلال في المجتمع فليكن التضييق في حدود ما يصون الرجل المسلم والمرأة المسلمة من آثار هذا الفساد ولا نصدر قراراً بالتحريم القاطع الشامل لجميع المجالات.
    ثانيا :حوار حول أدلة تساق لحظر المشاركة واللقاء
    حديث : ( إياكم والدخول علي النساء, فقال رجل من الأنصار: يارسول الله أفرأيت الحمو؟ قال : الحمو الموت ).
    وجوابنا أن الحديث يدل علي النهي عن الخلوة لا النهي عن مجرد الدخول علي النساء في حضرة آخرين. ويؤكد هذه الدلالة ما يأتي :
    1- فهم أئمة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي وأئمة الشراح كابن حجر في شرحه لصحيح البخاري والنووي في شرحه لصحيح مسلم:
    فالبخاري وضع الحديث تحت باب : ( لايخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم والدخول علي المغيبة ) ثم أورد حديث ( إياكم والدخول علي النساء ) وبعده حديث (لايخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ).
    وابن حجر قال في كتابه فتح الباري : ( قوله : الحمو ) قيل : المراد أن الخلوة بالحمو قد تؤدي إلي هلاك الدين إن وقعت المعصية أو إلي الموت حقيقة إن وقعت المعصية ووجب الرجم,أو إلي هلاك المرأة بفراق زوجها إذا حملته الغيرة علي تطليقها .. أشار إلي ذلك كله القرطبي. وقال الطبري : المعني أن خلوة الرجل بامرأة أخيه وابن أخيه تنزل منزلة الموت والعرب تصف الشئ المكروه بالموت.
    والنووي قال في شرحه لصحيح مسلم : (... وأما قوله صلي الله عليه وسلم : (الحمو الموت) فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلي المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي , والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه, فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت, وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم وعادة الناس المساهلة فيه , ويخلو بامرأة أخيه فهذا هو الموت... وقال القاضي معناه : الخلوة بالأحماء مؤدية إلي الفتنة والهلاك في الدين فجعله كهلاك الموت...
    والترمذي قال بعد أن أورد الحديث : حديث عقبة بن عامر حديث حسن صحيح وإنما معني كراهية الدخول علي النساء علي نحو ما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( لايخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) معني قوله : ( الحمو ) أخو الزوج كأنه كره له أن يخلو بها.
    وابن دقيق العيد قال : والحديث دليل علي تحريم الخلوة بالأجانب, وقوله: ( إياكم والدخول علي النساء ) مخصوص بغير المحارم وعام بالنسبة إلي غيرهم , ولابد من إعتبار أمر آخر وهو أن يكون الدخول مقتضيا للخلوة أما إذا لم يقتض ذلك فلا يمتنع.
    2- إنه من اللازم توجيه النهي في الحديث إلي الخلوة وذلك حتي يمكن الجمع بين هذا الحديث وبين أحاديث أخري كثيرة تقرر جواز الدخول علي النساء دون خلوة. ومن هذه الحاديث ما يأتي:
    من السنة القوليه التي تقرر آدابا للدخول علي النساء:
    • عن بن عباس قال:قال رسول الله :لاتسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم.
    • والصحابي عبد الله بن عمرو قال بعد حديث رسول الله :لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه غيره.قال عبد الله بن عمرو(( فما دخلت بعد ذلك المقام على مغيبة إلا ومعي واحد أو اثنان)). رواه الإمام أحمد في مسنده
    من السنة الفعلية التي توضح بعض مجالات الدخول علي النساء:
    • عن الربيع بنت معوذ : جاء النبي صلي الله عليه وسلم يدخل حين بني علي فجلس علي فراشي كمجلسك مني فجعلت جويرات لنا يضربن بالدف...
    • عن قيس بن أبي حازم قال : دخل أبو بكر علي امرأة من أحمس يقال لها زينت بنت المهاجر....
    • عن عائشة قالت : دخل رسول الله علي ضباعة بنت الزبير فقال لها : لعلك أردت الحج ؟ قالت والله لا أجدني الا وجعة..
    • عن أبي موسي قال : بلغنا مخرج النبي صلي الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه... ودخلت أسماء بنت عميس, وهي ممن قدم معنا, علي حفصة زوج النبي صلي الله عليه وسلم زائرة ... فدخل عمر علي حفصة وأسماء عندها ...
    • عن الشعبي قال : دخلنا علي فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب بن طاب وأسقتنا سويق سلت فسألتها عن المطلقة ثلاث أين تعتد؟
    • عن سبيعة بنت الحارث أنها كانت تحت سعد بن خولة... فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك فقال لها: مالي أراك تجملت للخطاب؟
    • عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا علي أبي بكر رضي الله عنه في مرضه فرأيت عنده امرأة بيضاء موشومة اليدين تذب عنه وهي أسماء بنت عميس(زوجه).
    حديث أم سلمة : ( كنت عند رسول الله وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب, فقال النبي صلي الله عليه وسلم : احتجبا منه فقلنا يارسول الله أليس أعمي لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي : أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه؟ ).
    وجوابنا من وجوه:
    1. المرأتان في هذا الحديث من أزواج النبي صلي الله عليه وسلم أي أن الأمر هنا يرجع إلي اختصاص نساء النبي صلي الله عليه وسلم بالحجاب فلا يلقين الرجال في مجلس واحد دون حجاب.
    2. إذا كان رسول الله قد نهي بعض أزواجه عن النظر إلي ابن أم مكتوم بسبب فرض الحجاب عليهن فإنه عليه الصلاة والسلام قال لفاطمة بنت قيس : "اعتدي في بيت ابن عمك ابن أم مكتوم فإنه ضرير البصر". أي تقضي مدة العدة في بيته وتحت سقف واحد.ومعني ذلك مخالطة فاطمة بنت قيس لابن أم مكتوم في بيته مدة العدة كلها وليس ساعة أو بعض ساعة فتبصره ولا شك دون حرج. فدل هذا علي أن النهي في الحديث خاص بأمهات المؤمنين وهذا ظاهر من قول أم سلمة (بعد أن أُمرنا بالحجاب )
    3. أما تخريج الحديث فنجد الرد عليه فيما ذكره بن قدامة في المغني : حيث قال :
    فأما حديث نبهان فقال أحمد : نبهان روي حديثين عجيبين , يعني هذا الحديث وحديث ( إذا كان لإحداكن مكاتب فلتحتجب منه)وكأنه أشار إلي ضعف حديثه,إذ لم يرو إلا هذين الحديثين المخالفين للأصول.
    قال بن عبد البر:نبهان مجهول لايعرف إلا برواية الزهري عنه هذا الحديث , وحديث فاطمة صحيح فالحجة به لازمة.
    وقال القرطبي: هذا الحديث لايصح عند أهل النقل لأن راويه عن أم سلمة نبهان مولاها وهو ممن لايحتج بحديثه.
    حديث : قال رسول الله لابنته فاطمة : ( أي شئ خير للمرأة ؟ قالت : ألا تري رجلا ولا يراها رجل , فضمها إليه وقال : ذرية بعضها من بعض )

    وجوابنا من وجوه:
    1- الحديث ضعيف الإسناد فلا يصلح للإ حتجاج به (سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني ), قال عنه الحافظ العراقي في تخريجه لأحاديث كتاب إحياء علوم الدين : (رواه البزاز والدارقطني في الأفراد من حديث علي بسند ضعيف) وله رواية أخري في مجمع الزوائد قال عنها الحافظ الهيثمي : رواه البزاز وفيه من لم أعرفه.
    2- الحديث يعارض عشرات الأحاديث الصحيحية التي أوردناها نقلا عن صحيحي البخاري ومسلم , وكلها تبين كيف كانت المرأة المسلمة علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم تلقي الرجال فتراهم ويرونها.
    حديث أبي هريرة: (...خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها. وخير صفوف النساء أخرها وشرها أولها)
    يري المعارضون إذا كان الابتعاد عن صفوف الرجال في المسجد فمن باب أولي ينبغي ابتعاد النساء عن أماكن الرجال في مجالات الحياة خارج المسجد.

    وجوابنا من وجوه:
    1. الحديث يقر أدبا خاصا بصلاة الجماعة . والاجتماع للصلاة له خصائص يتميز بها عن سائر الاجتماعات فليس هناك حديث مشترك بين المجتمعين يقتضي قربا ومشافهة.
    2. ويؤكد هذه الدرجة من الابتعاد أن المرأة إذا صلت جماعة مع أبيها أو أخيها أو مع أي من محارمها فإنها تقف في صف مستقل خلف صفوف الرجال.وكذلك ورد النهي عن تسبيح النساء إذا رابهن شيء في الصلاة , وذلك رغم أن التسبيح لا يزيد علي كلمتين اثنتين.هذا في الوقت الذي أذن الشارع للمرأة أن تحدث الرجال بالمعروف , وإن طال الحديث , أي أن الرجال في غير الصلاة يسمعون صوتها و لا حرج.
    يقول السرخسي: ( وهذا لأن حال الصلاة حال المناجاة فلا ينبغي أن يخطر بباله شئ من معاني الشهوة فيه ومحاذاة المرأة إياه لاتنفك عن ذلك عادة).
    3. وأخيرا,لو كان اللقاء بين الرجال والنساء محظورا لوضع الرسول ساترا بين صفوف الرجال وصفوف النساء في المسجد.
    **حديث (باعدوا بين الرجال والنساء) قد نص العلامة الألباني إلى أنه لا أصل له وأورده بلفظ (باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء)

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال Empty تابع مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية ولقاؤها الرجال

    مُساهمة  Admin الخميس 19 مايو 2011 - 21:34

    حديث أم حميد : أنها جاءت إلي رسول الله فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك , قال : قد علمت وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك , وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك , وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك , وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجد الجماعة. (أخرجه أحمد والطبراني)
    البيت : الغرفة الخاصة بالمرأة وفيها تنام
    الحجرة : الغرفة في أسفل الدار
    الدار : المحل يجمع البناء والساحة

    وجوابنا من وجوه:
    ( أ ) الأحاديث التي تأمرنا بالسماح للنساء في الصلاة جماعة في المسجد :
    1- روى أبو داود بسند صحيح عن إبن عمر قال رسول الله ( لا تمنعوا نسائكم المساجـد )
    2- روى البخاري ومسلم من طريق حنظلة قال رسول الله ( إذا استأذنكم نساءكم بالليل إلى المساجد فأذنوا لهن ) .
    3- روى مسلم والنسائي من طريق بسر بن سعيد عن زينب الثقفية قال رسول الله ( إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تتطيب تلك الليلة ) .
    4- روى البخاري عن عائشة أنه صلي الله عليه وسلم ( ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس ) .
    5- روى البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث أم سلمة كان النبي صلي الله عليه وسل ( إذا سلم قام النساء حين يقضي تسلمه ويمكث هو في مقامه يسراً قبل أن يقوم ) .
    6- روى البخاري عن عبدالله بن عمر قول رسول ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) .
    7- روى مسلم عن ابن عمر قال:سمعت رسول الله يقول ( لا تمنعوا نساءكم المساجد فقال بلال والله لنمنعهن فأقبل عليه ابن عمر فسبه سباً ما سمعت مثل ذلك وقال أخبرك عن رسول الله وتقول لتمنعهن) .
    8- حديث أم عطية «أمرنا رسول الله أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين» رواه مسلم .
    9- حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لو تركنا هذا الباب للنساء وهذا أثر صحيح وفي رواية كان عمر ينهي أن يدخل من باب النساء .
    وعندما نوازن بين الأحاديث نجد أن الأحاديث التي تسمح للمرأة الذهاب للمسجد وتحث الرجال على السماح للمرأة بالصلاة في المسجد صحيحة وكثيرة وكذلك انتقل الرسول صلي الله عليه وسلم إلى جوار ربه والنساء يحضرن الصلاة جماعة في المسجد وكذلك الصحابة والتابعين .
    أما الأحاديث التي تفضل الصلاة للمرأة في البيت سنجد حديث واحد حسن ,حديث أم حميد .
    (ب) أن حديث أم حميد ينص : " صلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك , وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك " وفي العادة يكون في الحجرة والدار نساء أو رجال محارم أما الرجال الأجانب فوجودهم قليل أو نادر.وإذا قيل إن هذا القليل النادر هو علة تفضيل البيت علي الحجرة والحجرة علي الدار , قلنا إنه يعني أن الرجال الأجانب يرون المرأة في الحجرة والدار في غير حال الصلاة دون حرج وإنما الحرج فقط أن يروها وهي تصلي.إذن المقصود هو إخفاء الصلاة وليس إخفاء شخص المرأة عن أعين الرجال.
    (ج) لو كان المقصود إبعاد المرأة عن لقاء الرجال وإن كان اللقاء في احتشام ووقار, لما كان مندوبا لها الصلاة معه صلي الله عليه وسلم في مسجده من يوم قدومه المدينة وحتي وفاته صلي الله عليه وسلم , ولا الاعتكاف في المسجد ولا صلاة الجنازة ولا صلاة الكسوف ولا صلاة العيد ولا حضور مجالس العلم .وكان الأفضل لها ألا تزور المعتكف وألا تسعي للقاء المؤمنات في المسجد وألا تتطوع بإقامة نفسها لخدمة المسجد فتنظفه.ولو كان الأمر كذلك ما أمرالشارع بإلحاح علي حضور النساء صلاة العيد حتي الأبكار المخدرات وحتي الحيض,وما حض الشارع علي تكرار المرأة الحج,أي حج النافلة بعد الفريضة.وفي الحج ما فيه من لقاء الرجال بل من مزاحمة الرجال اضطراراً.
    (د) لو كانت أفضلية صلاة البيت مطلقة لكان كرائم الصحابيات أولي بمراعاة هذه الأفضلية وتطبيقها ,ولكان الأولي بالرسول أن يلفت نظر المرأة التي تصحب ولدها للمسجد , ويتجوز الرسول في صلاته التي كان ينوي إطالتها حين يسمع بكاءه.إذ كيف يقبل أن يتجاوز عن فضل إطالة الصلاة من أجل أمر مفضول وهو حضور المرأة الجماعة؟ ولكان الأولي بالرسول أن يلفت نظر النساء اللاتي يحرصن علي صلاة العشاء,إذ كيف يعجل الرسول بإقامتها وهو يري الفضل في تأخيرها حين يقول عمر:"نام النساء والصبيان" أي كيف يتجاوز عن فضل تأخير العشاء من أجل أمر مفضول وهو حضور النساء المسجد؟
    إن وقائع حضور النساء في المسجد النبوي لها دلالات كثيرة منها :
    1. إقرار الرسول صلي الله عليه وسلم النساء علي الصلاة معه في مسجده من يوم قدومه المدينة وحتي وفاته صلي الله عليه وسلم.
    2. اطراد صلاة النساء مع الجماعة حتي في مساجد الأحياء خارج المدينة أي لم يقتصر الأمر علي مسجد رسول الله
    3. نهي الرسول صلي الله عليه وسلم الرجال عن منع النساء حظوظهن من المساجد.
    4. شهود الصحابيات الكريمات لصلاة الجماعة في المسجد أمثال أسماء بنت أبي بكر وأم الفضل وفاطمة بنت قيس وزينب امرأة ابن مسعود وأم الدرداء وعاتكة بنت زيد امرأة عمر بن الخطاب والربيع بنت مهوّذ.
    5. كثرة عدد النساء اللاتي كن يشهدن جماعة المسجد حتي يتم النساء أكثر من صف خلف صفوف الرجال.
    6. تعدد الأغراض التي كان من أجلها يذهب النساء إلي المسجد ومنها الفريضة الجهرية (الفجر والمغرب والعشاء) , صلاة الجمعة , صلاة النافلة (قيام الليل) , صلاة الكسوف , الاعتكاف , زيارة المعتكف , حضور اجتماع عام مع ولي الأمر, تنظيف المسجد , تمضية الوقت مع المؤمنات.
    نحسب أن هذه الدلالات مجتمعة تصلح مسوغا لتخصيص أفضلية البيت لصلاة المرأة بحال تكلفها الجماعة وما يترتب علي ذلك من تضييع بعض مصالح بيتها. وبتعبير آخر حال وجود حاجة لرعاية المرأة بيتها وقت صلاة الجماعة في المسجد.وهذا التخصيص يشبه تخصيص فضل رعاية المرأة بيتها وولدها علي الخروج للجهاد وذلك حال وجود حاجة لهذه الرعاية , فعن أنس قال: أتت النساء رسول الله فقلن : يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل , بالجهاد في سبيل الله , فما لنا عمل ندرك به عمل الجهاد في سبيل الله؟ فقال : مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله . أما إذا لم توجد هذه الحاجة وفرغت المرأة من مسؤليتها عن البيت فلها أن تخرج للجهاد متطوعة طالبه للشهادة كما في حديث أم حرام بنت ملحان حيث دعا لها الرسول بالجهاد والشهادة فركبت البحر زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.
    (و) في موضوع أفضلية صلاة المرأة في بيتها يقول ابن حزم :
    ((فنظرنا في ذلك فوجدنا خروجهن إلي المسجد والمصلي عملا زائدا علي الصلاة وكلفة في الأسحار والظلمة والزحمة والهواجر الحارة , وفي المطر والبرد , فلو كان فضل هذا العمل الزائد منسوخا لم يحل ضرورة من أحد وجهين لا ثالث لهما : إما أن تكون صلاتها في المسجد والمصلي مساوية لصلاتها في بيتها , فيكون هذا العمل كله لغوا وباطلا , وتكلفا وعناء ولا يمكن غير ذلك أصلا, ... أو تكون صلاتها في المساجد والمصلي منحطة الفضل عن صلاتها في بيتها كما يقول المخالفون , فيكون العمل المذكور كله إثما حاطا من الفضل ولابد. إذ لايحط من الفضل في صلاة ما عن تلك الصلاة بعينها عمل زائد إلا وهو محرم , ولا يمكن غير هذا. وليس هذا من باب ترك أعمال مستحبة في الصلاة , فيحط ذلك من الأجر لو عملها , فهذا لم يأت بإثم لكن ترك أعمال بر , وأما من عمل عملا تكلفه في صلاته فأتلف بعض أجره الذي كان يتحصل له لو لم يعمله , وأحبط بعض عمله , فهذا عمل محرم بلا شك, لا يمكن غير هذا. وليس في الكراهة إثم أصلا ولا إحباط عمل بل فيه عدم الأجر والوزر معا , وإنما الإثم وإحباط العمل في الحرام فقط. وقد اتفق جميع أهل الأرض أن رسول الله لم يمنع النساء قط الصلاة معه في مسجده إلي أن مات عليه السلام , ولا الخلفاء الراشدون بعده , فصح أنه عمل غير منسوخ , فإذ لا شك في هذا فهو عمل بر , ولولا ذلك ما أقره عليه السلام , ولا تركهن يتكلفنه بلا منفعة بل بمضرة))
    (ه) لو فرضنا أن المرأة حين تقصد مطلق الصلاة تكون صلاتها في بيتها أفضل , فنحسب أنه حين تقصد سماع القرآن من إمام مطيل للقراءة مجيد للتلاوة أو تقصد سماع العلم بعد الصلاة , أو سماع خطبة الجمعة أو تقصد لقاء المؤمنات للتعاون علي خير , وبخاصة أنها كثيرا ما تحرم من هذه المقاصد الحسنة بسبب ما يشغلها في معظم الأحيان من حمل ورضاعة وحضانة وأعمال البيت , نحسب أنه حين تقصد أمرا من هذه الأمور فهي وما قصدت من خير وما ابتغت من فضل وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم "من أتي المسجد لشيء فهو حظه" رواه أبو داود.

    الآية الكريمة : {وقرن في بيوتكن}

    وجوابنا من وجوه:

    ( أ ) إن الآية مع الآيات السابقة لها واللاحقة لها موجهة لنساء النبي صلي الله عليه وسلم.
    { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً * وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }

    قال الحافظ : " ...قوله تعالي {وقرن في بيوتكن} فإنه أمر حقيقي خوطب به أزواج النبي صلي الله عليه وسلم ولهذا كانت أم سلمة تقول:"لايحركني ظهر بعير حتي ألقي النبي صلي الله عليه وسلم "

    (ب) ومما يؤكد أن أمر القرار في البيوت خاص بنساء النبي صلي الله عليه وسلم أن عمر ابن الخطاب ظل يمنعهن من الحج ولم يأذن لهن إلا في آخر حجة حجها.قال الحافظ ابن حجر: ( ... وفهمت عائشة ومن وافقها من هذا الترغيب- أي قوله صلي الله عليه وسلم : لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج"- إباحة تكرير الحج وخص به عموم قوله: "هذه ثم ظهور الحصر" وقوله تعاليوقرن في بيوتكن وكأن عمر كان متوقفا في ذلك ثم ظهر به قوة دليلها فأذن لهن في آخر خلافته).

    (ج) ولو فرضنا جدلاً أن الآية موجهة لعامة النساء المسلمات أليست السنة مبينة للكتاب؟ وهذه نصوص السنة التي أوردناها عن مشاركة المرأة ولقاؤها الرجال , تبين كيف طبق نساء المؤمنين علي عهد رسول الله الأمر بالقرار في البيوت, وكيف لم يمنعهن القرار في البيوت من المشاركة في الحياة الاجتماعية.

    (د) وأما القول أن قوله تعالي وَأَقِمْنَ ٱلصَّلَـٰوةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَـٰوةَ وَأَطِعْنَ اللهَ ورَسُوله} دليل علي العموم لأن سائر النساء مأمورات أيضا بهذه الأوامر.

    فيناقش هذا أنه أريد بهذه الأوامر الدوام عليها لأنهن متلبسات بمضمونها من قبل ، وليعلم الناس أن المقربين والصالحين لا ترتفع درجاتهم عند الله تعالى عن حق توجه التكليف عليهم.

    قال الدكتور عصام البسير:

    قضية وقرن في بيوتكن ,ويتصور أن هذا المعني هو الأصل .. طبعا وقرن في بيوتكن طبعا إذا كانت هذه الآية المراد بها نساء النبي صلي الله عليه وسلم ونساء النبي صلي الله عليه وسلم لهن من الأخصوصة ما ليس لغيرهن .. إن أذنبت يضاعف لها العذاب ضعفين ويؤديها الله كذلك أجرها مرتين .. وعلى التنزل باعتبار أن هذا للجميع .. فإن الأية تتحدث,فإذا فهم وقرن في بيوتكن على أنه حبس, أن المرأة لا تخرج ولا تشارك .. فالحبس كان عقوبة للمرأة التي كانت تأتي الزنا في أول الإسلام ولا يمكن أن يكون تشريفها باستمرار هذا المعنى الذي كان عقوبة .{ وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }

    والأمر الثاني: أن هذه الآية أشارت إلى آداب متعلقة بحركة الحياة,ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي التبرج .. أين يكون؟ المرأة في بيتها تخلع ثيابها وتكون مع زوجها محارمها بغير الكيفية التي تخرج بها إلي الناس .. إذن هذا أدب يتعلق بحركتها في الحياة .. ولما قال:  فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً .. هذا أدب يتعلق بحركتها في الحياة.

    { وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} .هذا أدب يتعلق بحركتها في الحياة إذاً المرأة تخرج ودواعي الخروج كثيرة جدا .. تتعلم العلم وتصل الرحم تطلب الرزق و تؤدي واجب أو حق أسرتها عليها وحق أمتها عليها وحق وطنها عليها .. وحق دينها عليها حقوق فردية وأسرية وجماعية وحق أمة وحق وطن فتداعي الخروج ,وأبونا شيخ كبير .. عبرت عن داعي الخروج ولكن أيضا لما خرجت لم تنسي الضابط الشرعي الذي تلتزم به .. قالتا لانسقي حتى يصدر الرعاء .. وهنا يأتي دور المجتمع المسلم...فسقى لهما... في أن يعين المرأة على أداء دورها , هو في تكامل بين هذين الدورين الله تعالى يقول الله عز وجل:  {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}.الليل والنهار يشتركان في جنس الزمن ولكل منهما مهمة الليل للخلود والدعة والراحة والنهار للكدح والضرب في الأرض والرزق فلا الليل يغني عن النهار .. ولا النهار يغني عن الليل .. هما يشتركان في جنس الزمن ويكمل أحدهما الأخر المرأة والرجل يشتركان في جنس الإنسان وهناك قدر مشترك ثم تكامل الأداء الوظيفي للرسالة فكلاهما يكمل بعضه الأخر..ولذلك اشتركت المرأة في حركة الحياة.

    وأضاف: فهذا مفهوم خاطئ لمفهوم .. وقرن في بيوتكن.. والدليل على أن المرأة خرجت لكل هذه المقاصد , ثم المبالغة في سد الذرائع خشية أن كذا وكذا لسد الذرائع يراد لها أن تحرم من شهود المساجد لسد الذرائع ,يضيق عليها في العلم لسد الذرائع ,.. يضيق عليها في أن تكون منافحة لقضايا دينها وأمتها في موجة المد العلماني والإباحي والتحليلي وغير ذلك حتى إذا أرادت أن تؤدي دور رسالتها الأساسي ووظيفتها في البيت إذا لم تكن مثقفة ومتعلمة.. إذا لم تكن تعرف حركة الحياة وطبيعة التقدم وطبيعة المشكلات كيف تستطيع أن تريى أبنائها وهي جاهلة,وهي أمية,وهي متخلفة؟! وهي ليس لها وعي حضاري بحركة الحياة من حولها؟!

    قال ابن عاشور في "تفسير التحرير والتنوير" :

    ((هذا أمر خُصِّصْنَ به وهو وجوب ملازمتهن بيوتهن توقيراً لهن، وتقوية في حرمتهن، فقرارهن في بيوتهن عبادة، وأن نزول الوحي فيها وتردد النبي صلي الله عليه وسلم في خلالها يكسبها حرمة)).

    ((وهذه الآية تقتضي وجوب مكث أزواج النبي صلي الله عليه وسلم في بيوتهن وأن لا يخرجن إلا لضرورة، وجاء في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " إن الله أَذِنَ لكُنَّ أن تخرجن لحوائجكن " يريد حاجات الإِنسان. ومحمل هذا الأمر على ملازمة بيوتهن فيما عدا ما يضطر فيه الخروج مثل موت الأبوين. وقد خرجت عائشة إلى بيت أبيها أبي بكر في مرضه الذي مات فيه كما دل عليه حديثه معها في عطيته التي كان أعطاها من ثمرة نخلة وقوله لها: «وإنما هو اليومَ مالُ وارث» رواه في «الموطأ». وكُنّ يخرُجْن للحج وفي بعض الغزوات مع رسول الله لأن مقر النبي صلي الله عليه وسلم في أسفاره قائم مقام بيوته في الحَضَر، وأبت سودة أن تخرج إلى الحجّ والعمرة بعد ذلك. وكل ذلك مما يفيد إطلاق الأمر في قوله: {وقرن في بيوتكن} ولذلك لما مات سعد ابن أبي وقاص أمرت عائشة أن يُمَرّ عليها بجنازته في المسجد لتدعو له، أي لتصلي عليه. رواه في «الموطأ»)).

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل 2024 - 9:29