بقلم الشيخ ابوجرة سلطاني
الرجولة صفة وليست جنسا، وقد وردت كلمة "ذكَر" واشتقاقاتها، في القرآن الكريم ثمانية عشر (18) مرة دالة على معنى الجنس المذكّر الذي يقابله الجنس المؤنث : "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور" بينما ورد لفظ "رجُل" واشتقاقاته إثنان وخمسون (52) مرة للدّلالة على الموقف، والشهادة، والدعوة، والرشد، والإيمان، والمقاومة، والتبليغ، والطهارة، والصدق، والرسالة..وهو ما يعني أن كثيرا من غير النساء ذكور، ولكن القليل منهم رجال.
إن من إبتلاءات الزمان أن يفاخر الذكور بأوصاف الرجال، ويخلعون على أنفسهم البطولات بعد موت الرجال..ويمارس بعضهم العنصرية ضد المرأة بذريعة أن الله خلقه ذكرا وقال "وليس الذكر كالأنثى" قافزا فوق السياق القرآني الذي وردت فيه هذه الآية (36 من سورة آل عمران) ليفاخر بما ليس له حق أن يفاخر به، لأن "القيمة المضافة" تصنعها المواقف، و"حالة التمايز" تفرضها القدوة، وتصدّر الصفوف دونها تضحيات وإبتلاءات وإمتحانات خطيرة، ولو كان كل الذكور رجالا ما مشي الباطل على قدميه خطوة واحدة، ولو كان للذكور مواقف، مع الحق ضد الباطل، ما عاش جبار فوق الأرض مطمئنا، والذين إستحفهم فرعون كانوا ذكورا فأطاعوه "إنهم كانوا قوما فاسقين" فلما زرع فيهم موسى (عليه السلام) بذور الرجولة قالوا لفرعون – وهو يهددهم بالقتل والصلب في جذوع النخل- أقضِ ما أنت قاض؟؟
- لقد طلبوا الأجر منه بغريزة الذكور لأن الرجولة غائبة.
- فلما حضرت الرجولة تحولت الأطماع إلى مواقف بطولية.
تذكرت هذه المعاني الجليلة والحركة تحتفل بذكرى تأسيسها العشرين (20) وتحي الذكرى الثامنة (08) للمؤسس الشيخ محفوظ نحناح (رحمة الله عليه)، فوجدت من أوكد الواجبات أن أكتب كلمة مختصرة في الرجال، وأخرى أكثر إختصارا في بعض الذكور.
01- أما في الرجال : فيكفي أن الله تعالى ما وصف كل المؤمنين بالرجال فقال : "من المؤمنين رجال" فالإيمان وحده لا تكتمل به الرجولة إلاّ إذا تحول إلى خلق، ولذلك قال الرسول (عليه الصلاة والسلام) : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.." أي أن الدين وحده لا يصنع رجلاً كاملا إلاّ إذا رصّع صاحبه هامته بخلق قويم : "وإنك لعلى خلق عظيم".
وفي مجال البحث عن الرجال تسبق الأخلاقُ الإيمان، فصاحب المروءة رجل ولو لم يكن صاحب دين، بينما صاحب الدين إذا تعرى من المروءة جرى عليه وصف عالم بني إسرائيل الذي قال فيه المولى تبارك وتعالى "وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آيتنا فانسلخ عنها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين"..إلخ. فإذا إجتمع في الإنسان دين متين وخلق قويم كان رجلا كاملا، ودخل فيما تمناه الفاروق (رضي الله عنه) بأن يكون له ملء المسجد رجالاً كالعشرة (10) المبشرين بالجنة. هؤلاء هم الرجال حقا..نسأل الله أن يلحقنا بهم ويجمعنا برجل عرفناه كاملا وفقدناه في لحظة عزّ فيها وجود الرجال، حتى كدنا نردد قول الشاعر :
ما أكثر الإخوان حيت تعدهم * ولكنهم في النائبات قليل
هذه كلمة الرجال : خلقا، ومروءة، ومواقف
02- وأما في الذكور : فحوالي 50% من سكان العالم ذكور بمقياس الجنس وليس بمقياس الصفة، لهم حظ الأنثيين في الميراث، ولكن مواقفهم يصدق عليها قول الشاعر :
أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة * فختاء تنفر من صفير الصافر
لذلك كان إبراهيم أمة، ولذلك جاء من أقصى المدينة "رجل" يسعى، ولذلك قامت الدعوات على أكتاف قلة قليلة من الرجال، بمواصفات الذين "صدقوا ما عاهدوا الله عليه"،
ولست أتحدث هنا عمن قال فيهم المولى تبارك وتعالى : "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهب"، وإنما أتحدث عمن قال فيهم : "والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة..". هؤلاء هم الذين إنتصرت بهم الدعوة، لأنهم عاشوا مع الشيخ رجالاُ وودَّعوه رجالاً، ومازالوا أوفياء للمنهج والمؤسسة والرجال..وهم الذين يصنعون اليوم الفارق بين الذكور والرجال، وهؤلاء هم الذين قال فيهم الفرزدق :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
رحم الله الشيخ المؤسس بما سعى وربىَّ رجالاُ ونساء كالرجال، من الذين ولدوا رجالا وعاشوا بمواقفهم رجالا وماتوا كما يموت الرجال، أما الذكور، فهم الكرارون عند الغنائم الفرارون عند الهزائم، وما "يوم حنين" عنا ببعيد.
http://www.hmsalgeria.net/ar/modules...ticle&sid=2544
الرجولة صفة وليست جنسا، وقد وردت كلمة "ذكَر" واشتقاقاتها، في القرآن الكريم ثمانية عشر (18) مرة دالة على معنى الجنس المذكّر الذي يقابله الجنس المؤنث : "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور" بينما ورد لفظ "رجُل" واشتقاقاته إثنان وخمسون (52) مرة للدّلالة على الموقف، والشهادة، والدعوة، والرشد، والإيمان، والمقاومة، والتبليغ، والطهارة، والصدق، والرسالة..وهو ما يعني أن كثيرا من غير النساء ذكور، ولكن القليل منهم رجال.
إن من إبتلاءات الزمان أن يفاخر الذكور بأوصاف الرجال، ويخلعون على أنفسهم البطولات بعد موت الرجال..ويمارس بعضهم العنصرية ضد المرأة بذريعة أن الله خلقه ذكرا وقال "وليس الذكر كالأنثى" قافزا فوق السياق القرآني الذي وردت فيه هذه الآية (36 من سورة آل عمران) ليفاخر بما ليس له حق أن يفاخر به، لأن "القيمة المضافة" تصنعها المواقف، و"حالة التمايز" تفرضها القدوة، وتصدّر الصفوف دونها تضحيات وإبتلاءات وإمتحانات خطيرة، ولو كان كل الذكور رجالا ما مشي الباطل على قدميه خطوة واحدة، ولو كان للذكور مواقف، مع الحق ضد الباطل، ما عاش جبار فوق الأرض مطمئنا، والذين إستحفهم فرعون كانوا ذكورا فأطاعوه "إنهم كانوا قوما فاسقين" فلما زرع فيهم موسى (عليه السلام) بذور الرجولة قالوا لفرعون – وهو يهددهم بالقتل والصلب في جذوع النخل- أقضِ ما أنت قاض؟؟
- لقد طلبوا الأجر منه بغريزة الذكور لأن الرجولة غائبة.
- فلما حضرت الرجولة تحولت الأطماع إلى مواقف بطولية.
تذكرت هذه المعاني الجليلة والحركة تحتفل بذكرى تأسيسها العشرين (20) وتحي الذكرى الثامنة (08) للمؤسس الشيخ محفوظ نحناح (رحمة الله عليه)، فوجدت من أوكد الواجبات أن أكتب كلمة مختصرة في الرجال، وأخرى أكثر إختصارا في بعض الذكور.
01- أما في الرجال : فيكفي أن الله تعالى ما وصف كل المؤمنين بالرجال فقال : "من المؤمنين رجال" فالإيمان وحده لا تكتمل به الرجولة إلاّ إذا تحول إلى خلق، ولذلك قال الرسول (عليه الصلاة والسلام) : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.." أي أن الدين وحده لا يصنع رجلاً كاملا إلاّ إذا رصّع صاحبه هامته بخلق قويم : "وإنك لعلى خلق عظيم".
وفي مجال البحث عن الرجال تسبق الأخلاقُ الإيمان، فصاحب المروءة رجل ولو لم يكن صاحب دين، بينما صاحب الدين إذا تعرى من المروءة جرى عليه وصف عالم بني إسرائيل الذي قال فيه المولى تبارك وتعالى "وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آيتنا فانسلخ عنها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين"..إلخ. فإذا إجتمع في الإنسان دين متين وخلق قويم كان رجلا كاملا، ودخل فيما تمناه الفاروق (رضي الله عنه) بأن يكون له ملء المسجد رجالاً كالعشرة (10) المبشرين بالجنة. هؤلاء هم الرجال حقا..نسأل الله أن يلحقنا بهم ويجمعنا برجل عرفناه كاملا وفقدناه في لحظة عزّ فيها وجود الرجال، حتى كدنا نردد قول الشاعر :
ما أكثر الإخوان حيت تعدهم * ولكنهم في النائبات قليل
هذه كلمة الرجال : خلقا، ومروءة، ومواقف
02- وأما في الذكور : فحوالي 50% من سكان العالم ذكور بمقياس الجنس وليس بمقياس الصفة، لهم حظ الأنثيين في الميراث، ولكن مواقفهم يصدق عليها قول الشاعر :
أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة * فختاء تنفر من صفير الصافر
لذلك كان إبراهيم أمة، ولذلك جاء من أقصى المدينة "رجل" يسعى، ولذلك قامت الدعوات على أكتاف قلة قليلة من الرجال، بمواصفات الذين "صدقوا ما عاهدوا الله عليه"،
ولست أتحدث هنا عمن قال فيهم المولى تبارك وتعالى : "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهب"، وإنما أتحدث عمن قال فيهم : "والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة..". هؤلاء هم الذين إنتصرت بهم الدعوة، لأنهم عاشوا مع الشيخ رجالاُ وودَّعوه رجالاً، ومازالوا أوفياء للمنهج والمؤسسة والرجال..وهم الذين يصنعون اليوم الفارق بين الذكور والرجال، وهؤلاء هم الذين قال فيهم الفرزدق :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
رحم الله الشيخ المؤسس بما سعى وربىَّ رجالاُ ونساء كالرجال، من الذين ولدوا رجالا وعاشوا بمواقفهم رجالا وماتوا كما يموت الرجال، أما الذكور، فهم الكرارون عند الغنائم الفرارون عند الهزائم، وما "يوم حنين" عنا ببعيد.
http://www.hmsalgeria.net/ar/modules...ticle&sid=2544