حين أراد الغرب نشر أفكاره وقيمه في مجتمعاتنا لم يجد أفضل من الأمم المتحدة ومؤتمراتها وتوصياتها ومقرراتها ليدخل بها علينا، ثم يجعل تلك المصطلحات والتوصيات في قوة القانون الملزم، ومن أبرز تلك المصطلحات وأخطرها مصطلح "الجنس الآمن" الذي ورد في مؤتمر "بكين" عام 2005 والقاهرة ونيويورك وغيرها، والذي يهدف من ورائه لحزمه كبيرة من عمليات الفساد والإفساد والتي لا يعلم أحد مداها إلا الله، وهذا ما يجعلنا نلقي الضوء حول هذا المصطلح، ونبين الهدف المقصود من وراء إدراجه بهذه الصورة الكبيرة في معظم مؤتمرات الأمم المتحدة المختصة بالمرأة.
مفهوم الجنس الآمن
من المصطلحات الخطيرة مصطلح الجنس الآمن، والصحة الجنسية sexual health و التي فسرتها وثيقة مؤتمر القاهرة للسكان 1994م بكونها حق لجميع الأفراد (و ليس الأزواج)! مما يعني إمكانية ممارسة الجنس دون الزواج؛ بشرط أن يكون مأمونا بتوفير حبوب منع الحمل للإناث، والواقيات للذكور، وتوفير الثقافة الجنسية لكل الناشطين جنسيًا من المراهقين، و دعم المراهقات الحوامل بتوفير خدمات رعاية الطفولة المبكرة.
كما أوصى تقرير خبراء الأمم المتحدة في الفقرات 27، 82، 130 بتوفير "معلومات الصحة الجنسية sexual "health للطفلة وتوفير "احتياجات الصحة الإنجابية للمراهقين reproductive health" لتعليمهم - ما أسماه التقرير في الفقرة 124- "ممارسة الجنس الآمن to promote safe sex". مما يصب في صالح تشجيع الممارسات الجنسية خارج الإطار الشرعي "الزواج".
كما التحق بهذا المصطلح مصطلح آخر ورد في الفقرة 115 وهو حق الطفلة (أقل من 18 سنة) في تحديد متى وكيف تصبح "ناشطة جنسيًّا "sexually active على حد تعبير التقرير.
وتؤكد مواثيق مؤتمرات المرأة في الأمم المتحدة على حق المرأة (في أن تتحكم وأن تبت بحرية ومسؤولية في المسائل المتصلة بحياتها الجنسية، بما في ذلك صحتها الجنسية والإنجابية، وذلك دون إكراه أو تمييز أو عنف- بكين: بند 96) كما تشدد على إدراج تعليم الجنس الآمن safe sex في المناهج التعليمية بالنسبة للأطفال.
كذلك أوصى تقرير خبراء الأمم المتحدة، بتوفير معلومات الصحة الجنسية للطفلة وتوفير احتياجات الصحة الإنجابية للمراهقين لتعليم الأطفال والمراهقين كيفية ممارسة العلاقة الجنسية مع توقي الحمل والأخطار المرضية أثناء ذلك، ويؤكد على ضرورة تعليمهم بتوزيع وسائل منع الحمل في المدارس خاصة للفتيات لتكون ممارسة الجنس الحر عندهم أيسر، ومن ثم توفير خدمة الإجهاض بشكل معلن وقانوني وأعطوه اسم "الإجهاض الآمن" في المستشفى والممارسة التي تأخذ في اعتبارها الجنس الآمن تتبناها اليونسكو وتضع لنا برامج " الجنس الآمن " وخدمات الصحة الإنجابية" في بلادنا.
كما تكرر في التقرير نفسه 11 مرة اعتبار الزواج المبكر -الأقل من 18 سنة- شكلا من أشكال العنف ضد الفتاة، وشدد على المطالبة بسن قوانين صارمة لتجريمه.
واعتبر في الفقرة (48) أن التركيز الشديد على عذرية الفتاة وخصوبتها (كبتاً جنسياً repression of female sexuality)، وعدّه شكلاً من أشكال التمييز ضد الطفلة الأنثى.
تعليم الجنس الآمن (تنزانيا نموذجًا):
وإن كان مصطلح "الجنس الآمن" وما أحيط بها من تعريفات وتوصيات تسهل ممارسة الفاحشة، إلا أن قضية تعليم الأطفال في المدارس "الجنس الآمن" استوقفتني بشدة، ولنا أن نرى نموذجًا عمليًا لطريقة تدريس هذه الثقافة قبل الحكم عليها.
فنحن الآن أمام تجربة حية مجربة بالفعل وليس من محض الخيال أو الأوهام، فقد تم تصميم برنامج لتعليم الجنس الآمن للأطفال في تنزانيا، ومن المفترض أن يتم تعميم هذا البرنامج على دول إقليم المتوسط.. ويطبق هذا البرنامج على تلاميذ المدارس في تنزانيا منذ نهاية عام 2003 كما ورد في الدليل التدريبي الصادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بعنوان: "العمل مع الشباب.. دليل تدريبي":
أولا: للطلبة.. للمرحلة السنية من (6-9) سنوات:
الأهداف: تعريف الأعضاء التناسلية، ووظائف كل عضو، وشرح التغيرات المختلفة للجسد، والأمراض التناسلية.
طريقة التدريس: تعرض المدرسة صورا للأعضاء التناسلية للفتى والفتاة أمام الأطفال، ثم تسألهم عما رأوه.. وتطلب من ولد وبنت خلع ملابسهما الداخلية.
المرحلة السنية من (10-12) سنة:
الأهداف: التوعية بالجسد، وتعليم العلاقات الجنسية المبكرة.
الطريقة: تأمر المدرسة التلاميذ بإغماض أعينهم والتفكير في الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة.
- تكليف تلميذة برسم الأعضاء التناسلية للرجل، وتلميذ برسم الأعضاء التناسلية للمرأة، مع تمييز الأجزاء على الرسم.
- التعليق على الصور، ووصف الأعضاء التناسلية، ووضع صور مقارنة لصغار وصغيرات وبالغين وبالغات، وسؤال التلاميذ عن الاختلافات في بنية كل منهم.
- عقد المدرسة حوارا حول الأشياء التي تشارك في إثارة الأطفال جنسيا، وكيف يتم الإغواء الجنسي؟
- حوار مفتوح حول كيفية تجنب الحمل المبكر.
ثانيا: للمعلمين: ورشة لتعليم المعلمين كيفية تدريس المنهج، وشرح مصطلحات الجنس الآمن، والعازل الطبي، والشريك، وغيرها من التفاصيل.
مفارقة عجيبة:
اعتبار تقارير ومواثيق الأمم المتحدة "الزواج المبكرearly marriage (أقل من 18 سنة) شكلاً من أشكال العنف ضد الفتاة وتشدد على المطالبة بسن قوانين صارمة لتجريمه.
وفي الوقت الذي تشدد على تعليم الجنس في المدارس وتوصي بتقديم الوسائل التي تجعل ممارسته آمنة لمن هن دون الثامنة عشر، فتلك فمفارقة عجيبة.
فإذا كانت الفتاة دون الثامنة عشر غير مهيأة للزواج، ويعد زواجها في تلك السن نوعًا من أنواع العنف ضدها، فكيف تكون ممارستها للزنا شكلاً من أشكال الحرية، وكيف يسهل لها ممارسته ويتم توعيتها بكيفية تجنب الحمل والأمراض.
ولنا أن نتخيل فتاة عمرها ستة عشر عامًا تطبق ما تعلمته في برنامج الجنس الآمن، وتؤمن بتعاليم الأمم المتحدة بأنها حرة في جسدها، ولها أن تحدد لنفسها متى تصبح ناضجة جنسيًا، فتمارس الزنا وهي في تلك العمر، فتقدم لها الحماية والرعاية حتى لا تصاب بالأمراض، فإذا حملت وجدت العناية من الأطباء والمستشفيات، وتمتعت بحريتها في "إجهاض آمن" !!! لجنينها.
وعلى المقابل فإن فتاة أخرى في عمر ستة عشر عامًا نشأت على الفضيلة والعفاف ثم تزوجت زواجًا شرعيًا بإذن وليها، فكان نتاج هذا الزواج أن حملت، فإن هذه الطريقة في شريعة الأمم المتحدة علاقة مجرمة قانونًا. كما أنها تعد نوعًا من أنواع العنف ضد المرأة. وبينما تعتبر حمل الفتاة العفيفة خطرًا على حياتها، فإن حمل الفتاة الأولى شيئًا عاديًا ولا بد أن تحظى بالرعاية.وكم في مواثيق الأمم المتحدة من المضحكات.
دعونا نقارن بين فتاة تزوجت وهي في الثانية عشر من عمرها، وأقرت بموافقتها على الزواج أمام المحكمة وهي فتاة عربية مسلمة، وبين أخرى مارست الزنا وحملت وهي في نفس السن تقريبًا، وكيف تعامل الإعلام سواء العربي أم الأجنبي مع القضية ولن أورد التفاصيل لكني سأكتفي بالإشارة إلى خبر الفتاة البريطانية النصرانية التي حملت سفاحًا وكيف نقل الإعلام هذا الخبر.
قالت صحيفة صن داي تاميز: في حادثة فريدة من نوعها كسرت طفلة بريطانية كل الموازين وهي في عمر الثانية عشر و9 أشهر لتصبح أصغر أم في العالم.
وقالت والدة الطفلة إنها تعتز بابنتها الفتاة، وتفخر بأنها لم تلجأ، كبقية الصغيرات، إلى الإجهاض. وزادت بالإعراب عن سعادتها أنها (الأم الكبيرة) ستصير جدّة شابة في الرابعة والثلاثين من عمرها.
ومن الجدير بالذكر إن والد الجنين المنتظر في الخامسة عشر من عمره، وأشارت الأم إلى أن الطفلة حدث لها الحمل في أول معاشرة كاملة معه.
ومن جانبها أعربت الطفلة عن سرورها بأنها ستضع مولودًا في ظرف شهر، مؤكدة أنها لم تفكر مطلقًا في التخلص من حملها بإجراء عملية لإجهاضه.
وإذا وضعت الصغيرة حملها الشهر المقبل، كما قال الأطباء، فإنها ستسجل كأصغر أم في المملكة المتحدة، إذ ستبلغ من العمر حينها 12 عاما و8 أشهر.
السعادة تملأ قلوب الجميع بهذه الممارسة، وهذا الحمل من السفاح!
بينما فتاة بريدة المسلمة الطاهرة التي تزوجت بإذن وليها وبمحض إرادتها، الجميع حزين عليها وغاضب من أجلها، وترفع القضايا لفسخ زواجها.!!!
وبينما يوصف فعل البريطانية بأنه قمة الحرية والحضارة، يوصف تزويج الفتاة عندنا بقمة الرجعية والتخلف.
والخلاصة:
أننا أمة لها دينها وقيمها وتصوراتها الخاصة للحياة النابعة من تمسكها بإسلامها الذي وضع لها منهجًا كاملاً للحياة اهتم فيه بتكوين المسلم منذ ميلاده وحتى وضعه في قبره، ومن استيقاظه صباحًا حتى نومه ليلاً.
بل إن جميع القضايا التي تطرحها مواثيق الأمم المتحدة، لا تفتقدها التربية الإسلامية، بل على العكس فالطفل المسلم يتعلم منذ صغره آداب لمس الجسد واحترامه، وحدود العورة، وآداب قضاء الحاجة وآداب النوم، وآداب اللعب مع الصغار.
وعندما يكبر الصغار قليلا هناك آداب اللباس، وآداب الاستئذان وآداب اختلاط الجنسين وآداب التفريق في المضاجع..كما أن هناك إجابات واضحة وعلمية عن الأسئلة والمخاوف والفضول المرتبط بالجنس تعطى للطفل حسب سنه ومدركاته.
كما يهتم الفقه الإسلامي بالطفل إذا وصل سن البلوغ؛ ليتعلم حينها شرح لوظائف جسم الإنسان والتغيرات التي ستطرأ عليه بشكل علمي ومبسط وطبيعي ليتقبل الطفل هذه التغيرات بشكل طيب، ويعلم الأحكام الشريعة من طهارة وتكاليف المترتبة عليها.
وعندما يقبل الفتى أو الفتاة على الزواج:
توفر لهم التربية الإسلامية المعرفة بالحقوق والواجبات المشتركة، ويتعرفان على آداب تلك الصحبة والمعاشرة بالمعروف والإحسان؛ لتبقى العلاقة الزوجية محفوفة بالعفة والطهارة.
هذا هو التصور الإسلامي الحقيقي لتلك القضايا والمشكلات التي هي بالأخص إفراز لمجتمع آخر وثقافة أخرى ودين آخر، يختلف كليًا عن ديننا وثقافتنا وقيمنا، فنحن لسنا في حاجة أن يضع لنا أحد منهجًا تعليميًا يربي أولادنا، بل هم الذين في حاجة أن يتعلموا من ديننا، فإن كان السفاح والإجهاض والإيدز منتشر في المجتمعات الغربية ويحاولون وضع الحلول له، فتلك مشكلتهم، وإن أرادوا الحل ففي الإسلام الكفاية.
ا
مفهوم الجنس الآمن
من المصطلحات الخطيرة مصطلح الجنس الآمن، والصحة الجنسية sexual health و التي فسرتها وثيقة مؤتمر القاهرة للسكان 1994م بكونها حق لجميع الأفراد (و ليس الأزواج)! مما يعني إمكانية ممارسة الجنس دون الزواج؛ بشرط أن يكون مأمونا بتوفير حبوب منع الحمل للإناث، والواقيات للذكور، وتوفير الثقافة الجنسية لكل الناشطين جنسيًا من المراهقين، و دعم المراهقات الحوامل بتوفير خدمات رعاية الطفولة المبكرة.
كما أوصى تقرير خبراء الأمم المتحدة في الفقرات 27، 82، 130 بتوفير "معلومات الصحة الجنسية sexual "health للطفلة وتوفير "احتياجات الصحة الإنجابية للمراهقين reproductive health" لتعليمهم - ما أسماه التقرير في الفقرة 124- "ممارسة الجنس الآمن to promote safe sex". مما يصب في صالح تشجيع الممارسات الجنسية خارج الإطار الشرعي "الزواج".
كما التحق بهذا المصطلح مصطلح آخر ورد في الفقرة 115 وهو حق الطفلة (أقل من 18 سنة) في تحديد متى وكيف تصبح "ناشطة جنسيًّا "sexually active على حد تعبير التقرير.
وتؤكد مواثيق مؤتمرات المرأة في الأمم المتحدة على حق المرأة (في أن تتحكم وأن تبت بحرية ومسؤولية في المسائل المتصلة بحياتها الجنسية، بما في ذلك صحتها الجنسية والإنجابية، وذلك دون إكراه أو تمييز أو عنف- بكين: بند 96) كما تشدد على إدراج تعليم الجنس الآمن safe sex في المناهج التعليمية بالنسبة للأطفال.
كذلك أوصى تقرير خبراء الأمم المتحدة، بتوفير معلومات الصحة الجنسية للطفلة وتوفير احتياجات الصحة الإنجابية للمراهقين لتعليم الأطفال والمراهقين كيفية ممارسة العلاقة الجنسية مع توقي الحمل والأخطار المرضية أثناء ذلك، ويؤكد على ضرورة تعليمهم بتوزيع وسائل منع الحمل في المدارس خاصة للفتيات لتكون ممارسة الجنس الحر عندهم أيسر، ومن ثم توفير خدمة الإجهاض بشكل معلن وقانوني وأعطوه اسم "الإجهاض الآمن" في المستشفى والممارسة التي تأخذ في اعتبارها الجنس الآمن تتبناها اليونسكو وتضع لنا برامج " الجنس الآمن " وخدمات الصحة الإنجابية" في بلادنا.
كما تكرر في التقرير نفسه 11 مرة اعتبار الزواج المبكر -الأقل من 18 سنة- شكلا من أشكال العنف ضد الفتاة، وشدد على المطالبة بسن قوانين صارمة لتجريمه.
واعتبر في الفقرة (48) أن التركيز الشديد على عذرية الفتاة وخصوبتها (كبتاً جنسياً repression of female sexuality)، وعدّه شكلاً من أشكال التمييز ضد الطفلة الأنثى.
تعليم الجنس الآمن (تنزانيا نموذجًا):
وإن كان مصطلح "الجنس الآمن" وما أحيط بها من تعريفات وتوصيات تسهل ممارسة الفاحشة، إلا أن قضية تعليم الأطفال في المدارس "الجنس الآمن" استوقفتني بشدة، ولنا أن نرى نموذجًا عمليًا لطريقة تدريس هذه الثقافة قبل الحكم عليها.
فنحن الآن أمام تجربة حية مجربة بالفعل وليس من محض الخيال أو الأوهام، فقد تم تصميم برنامج لتعليم الجنس الآمن للأطفال في تنزانيا، ومن المفترض أن يتم تعميم هذا البرنامج على دول إقليم المتوسط.. ويطبق هذا البرنامج على تلاميذ المدارس في تنزانيا منذ نهاية عام 2003 كما ورد في الدليل التدريبي الصادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بعنوان: "العمل مع الشباب.. دليل تدريبي":
أولا: للطلبة.. للمرحلة السنية من (6-9) سنوات:
الأهداف: تعريف الأعضاء التناسلية، ووظائف كل عضو، وشرح التغيرات المختلفة للجسد، والأمراض التناسلية.
طريقة التدريس: تعرض المدرسة صورا للأعضاء التناسلية للفتى والفتاة أمام الأطفال، ثم تسألهم عما رأوه.. وتطلب من ولد وبنت خلع ملابسهما الداخلية.
المرحلة السنية من (10-12) سنة:
الأهداف: التوعية بالجسد، وتعليم العلاقات الجنسية المبكرة.
الطريقة: تأمر المدرسة التلاميذ بإغماض أعينهم والتفكير في الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة.
- تكليف تلميذة برسم الأعضاء التناسلية للرجل، وتلميذ برسم الأعضاء التناسلية للمرأة، مع تمييز الأجزاء على الرسم.
- التعليق على الصور، ووصف الأعضاء التناسلية، ووضع صور مقارنة لصغار وصغيرات وبالغين وبالغات، وسؤال التلاميذ عن الاختلافات في بنية كل منهم.
- عقد المدرسة حوارا حول الأشياء التي تشارك في إثارة الأطفال جنسيا، وكيف يتم الإغواء الجنسي؟
- حوار مفتوح حول كيفية تجنب الحمل المبكر.
ثانيا: للمعلمين: ورشة لتعليم المعلمين كيفية تدريس المنهج، وشرح مصطلحات الجنس الآمن، والعازل الطبي، والشريك، وغيرها من التفاصيل.
مفارقة عجيبة:
اعتبار تقارير ومواثيق الأمم المتحدة "الزواج المبكرearly marriage (أقل من 18 سنة) شكلاً من أشكال العنف ضد الفتاة وتشدد على المطالبة بسن قوانين صارمة لتجريمه.
وفي الوقت الذي تشدد على تعليم الجنس في المدارس وتوصي بتقديم الوسائل التي تجعل ممارسته آمنة لمن هن دون الثامنة عشر، فتلك فمفارقة عجيبة.
فإذا كانت الفتاة دون الثامنة عشر غير مهيأة للزواج، ويعد زواجها في تلك السن نوعًا من أنواع العنف ضدها، فكيف تكون ممارستها للزنا شكلاً من أشكال الحرية، وكيف يسهل لها ممارسته ويتم توعيتها بكيفية تجنب الحمل والأمراض.
ولنا أن نتخيل فتاة عمرها ستة عشر عامًا تطبق ما تعلمته في برنامج الجنس الآمن، وتؤمن بتعاليم الأمم المتحدة بأنها حرة في جسدها، ولها أن تحدد لنفسها متى تصبح ناضجة جنسيًا، فتمارس الزنا وهي في تلك العمر، فتقدم لها الحماية والرعاية حتى لا تصاب بالأمراض، فإذا حملت وجدت العناية من الأطباء والمستشفيات، وتمتعت بحريتها في "إجهاض آمن" !!! لجنينها.
وعلى المقابل فإن فتاة أخرى في عمر ستة عشر عامًا نشأت على الفضيلة والعفاف ثم تزوجت زواجًا شرعيًا بإذن وليها، فكان نتاج هذا الزواج أن حملت، فإن هذه الطريقة في شريعة الأمم المتحدة علاقة مجرمة قانونًا. كما أنها تعد نوعًا من أنواع العنف ضد المرأة. وبينما تعتبر حمل الفتاة العفيفة خطرًا على حياتها، فإن حمل الفتاة الأولى شيئًا عاديًا ولا بد أن تحظى بالرعاية.وكم في مواثيق الأمم المتحدة من المضحكات.
دعونا نقارن بين فتاة تزوجت وهي في الثانية عشر من عمرها، وأقرت بموافقتها على الزواج أمام المحكمة وهي فتاة عربية مسلمة، وبين أخرى مارست الزنا وحملت وهي في نفس السن تقريبًا، وكيف تعامل الإعلام سواء العربي أم الأجنبي مع القضية ولن أورد التفاصيل لكني سأكتفي بالإشارة إلى خبر الفتاة البريطانية النصرانية التي حملت سفاحًا وكيف نقل الإعلام هذا الخبر.
قالت صحيفة صن داي تاميز: في حادثة فريدة من نوعها كسرت طفلة بريطانية كل الموازين وهي في عمر الثانية عشر و9 أشهر لتصبح أصغر أم في العالم.
وقالت والدة الطفلة إنها تعتز بابنتها الفتاة، وتفخر بأنها لم تلجأ، كبقية الصغيرات، إلى الإجهاض. وزادت بالإعراب عن سعادتها أنها (الأم الكبيرة) ستصير جدّة شابة في الرابعة والثلاثين من عمرها.
ومن الجدير بالذكر إن والد الجنين المنتظر في الخامسة عشر من عمره، وأشارت الأم إلى أن الطفلة حدث لها الحمل في أول معاشرة كاملة معه.
ومن جانبها أعربت الطفلة عن سرورها بأنها ستضع مولودًا في ظرف شهر، مؤكدة أنها لم تفكر مطلقًا في التخلص من حملها بإجراء عملية لإجهاضه.
وإذا وضعت الصغيرة حملها الشهر المقبل، كما قال الأطباء، فإنها ستسجل كأصغر أم في المملكة المتحدة، إذ ستبلغ من العمر حينها 12 عاما و8 أشهر.
السعادة تملأ قلوب الجميع بهذه الممارسة، وهذا الحمل من السفاح!
بينما فتاة بريدة المسلمة الطاهرة التي تزوجت بإذن وليها وبمحض إرادتها، الجميع حزين عليها وغاضب من أجلها، وترفع القضايا لفسخ زواجها.!!!
وبينما يوصف فعل البريطانية بأنه قمة الحرية والحضارة، يوصف تزويج الفتاة عندنا بقمة الرجعية والتخلف.
والخلاصة:
أننا أمة لها دينها وقيمها وتصوراتها الخاصة للحياة النابعة من تمسكها بإسلامها الذي وضع لها منهجًا كاملاً للحياة اهتم فيه بتكوين المسلم منذ ميلاده وحتى وضعه في قبره، ومن استيقاظه صباحًا حتى نومه ليلاً.
بل إن جميع القضايا التي تطرحها مواثيق الأمم المتحدة، لا تفتقدها التربية الإسلامية، بل على العكس فالطفل المسلم يتعلم منذ صغره آداب لمس الجسد واحترامه، وحدود العورة، وآداب قضاء الحاجة وآداب النوم، وآداب اللعب مع الصغار.
وعندما يكبر الصغار قليلا هناك آداب اللباس، وآداب الاستئذان وآداب اختلاط الجنسين وآداب التفريق في المضاجع..كما أن هناك إجابات واضحة وعلمية عن الأسئلة والمخاوف والفضول المرتبط بالجنس تعطى للطفل حسب سنه ومدركاته.
كما يهتم الفقه الإسلامي بالطفل إذا وصل سن البلوغ؛ ليتعلم حينها شرح لوظائف جسم الإنسان والتغيرات التي ستطرأ عليه بشكل علمي ومبسط وطبيعي ليتقبل الطفل هذه التغيرات بشكل طيب، ويعلم الأحكام الشريعة من طهارة وتكاليف المترتبة عليها.
وعندما يقبل الفتى أو الفتاة على الزواج:
توفر لهم التربية الإسلامية المعرفة بالحقوق والواجبات المشتركة، ويتعرفان على آداب تلك الصحبة والمعاشرة بالمعروف والإحسان؛ لتبقى العلاقة الزوجية محفوفة بالعفة والطهارة.
هذا هو التصور الإسلامي الحقيقي لتلك القضايا والمشكلات التي هي بالأخص إفراز لمجتمع آخر وثقافة أخرى ودين آخر، يختلف كليًا عن ديننا وثقافتنا وقيمنا، فنحن لسنا في حاجة أن يضع لنا أحد منهجًا تعليميًا يربي أولادنا، بل هم الذين في حاجة أن يتعلموا من ديننا، فإن كان السفاح والإجهاض والإيدز منتشر في المجتمعات الغربية ويحاولون وضع الحلول له، فتلك مشكلتهم، وإن أرادوا الحل ففي الإسلام الكفاية.
ا