محطات في سيرة الفقيد الشيخ محفوظ نحناح
الشهاب
27 جانفي (يناير) 1942: ولد الشيخ محفوظ نحناح في مدينة البليدة، وتعلم في مدارس الرشاد التابعة لحزب الشعب الجزائري.
1966: التحق بالجامعة الجزائرية، حيث تخرج في علم النفس الصناعي والأدب العربي.
آواخر الستينات بدا نشاطه الدعوي، وانظم إلى مسجد الجامعة بالمركزية، وكان له نشاط ملحوظ في الأوساط الطلابية والشعبية. وقد عمل إلى جانب نخبة من الرواد الأوائل نذكر منهم الشيخ الشهيد محمد بوسليماني، الذي رافقه في أهم المحطات الدعوية، والدكتور محمد بوجلخة والدكتور بن شيكو وغيرهم من رواد العمل الإسلامي في الجزائر.
في مطلع السبعينات شكل الشيخ محفوظ النحناح تنظيما إسلاميا سمي "الموحدون" وبادر بتوزيع مناشير مناهضة لحكم الرئيس الراحل هواري بومدين وللتوجه الاشتراكي الذي كان يتبناه.
1976: لجأ هذا التنظيم إلى أعمال استعراضية تعبيرا عن رفض الدستور الجزائري الذي عرضه بومدين، وألقي عليه القبض متلبسا بقطع أعمدة الأسلاك الهاتفية، وحكم عليه 15 سنة سجنا بتهمة تدبير انقلاب والإخلال بالأمن العام.
1980: خرج من السجن في إطار العفو العام الذي اقره الرئيس السابق الشاذلي بن جديد.
1982: ساهم في أحداث الجامعة المركزية بتاريخ 12 نوفمبر 1982، والتي تعتبر منعطفا مهما في مسيرة العمل الإسلامي في الجزائر.
تبنى منهج الإخوان المسلمين وارتبط بالتنظيم الدولي وأصبح بمثابة المراقب العام في الجزائر.
11 ديسمبر 1988: قاد أول تجمع شعبي إسلامي علني في قاعة حرشة، وتم الإعلان عن تأسيس جمعية الإرشاد والإصلاح التي اعتمدت في 1989.
في بداية التعددية السياسية عارض فكرة إنشاء حزب إسلامي يتعاطى السياسة، ودخل في جدل عنيف مع أنصار العمل السياسي العلني ومع الجبهة الإسلامية للإنقاذ تحديدا، مما أدى إلى مضاعفات سلبية خصوصا بعد أن قرر الدخول في العمل السياسي منفصلا، وذلك عبر المشاركة بقوائم حرة في أول انتخابات للمجالس المحلية في 12 جوان (يونيو) 1990، ولم يدع إلى مؤازرة الحزب الإسلامي الوحيد آنذاك والذي فاز بالأغلبية رغم ذلك. وبعدها اضطر إلى تأسيس حزب سياسي وهو حركة المجتمع الإسلامي (حماس) في ديسمبر 1990، مخالفا الاستراتيجية التي روج لها في مطلع التعددية بأنه لن يمارس السياسية وسيركز على العمل الدعوي والخيري. مما جعل الكثير من الشكوك تحوم حول الدوافع وراء تأسيس الحزب وقد روج بعض قدماء الإخوان الجزائريين ومنهم جمعة عياد أحد رفاق الشيخ نحناح قبل أن تعصف بهم الخلافات وأحد مؤسسي حزب حماس والذي عارض الخط السياسي لمحفوظ نحناح فيما بعد أن حركة حماس تأسست بإيعاز من دوائر في السلطة لقطع الطريق أمام الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
شارك في الجهود الحثيثة التي بذلت لترتيب البيت الداخلي الإسلامي وذلك عبر مظلة رابطة الدعوة الإسلامية كإطار جامع لفصائل العمل الإسلامي في الجزائر، ولكن تلك الجهود لم يكتب لها النجاح وتفككت الرابطة.
ساند الشيخ محفوظ نحناح الانقلاب العسكري الأبيض الذي أطاح بالشاذلي بن جديد في 11 جانفي (يناير) 1992 وحرم الجبهة الإسلامية من تشكيل أول حكومة تعددية بعد أن حازت الأغلبية في الدور الأول، وقال كلمته المشهورة :"الجيش خرج ليحمي الديمقراطية" مما أثار موجة من السخط والامتعاض في الأوساط الإسلامية محليا وعالميا.
عارض الشيخ محفوظ نحناح مشروع العقد الوطني الذي وقعه أقطاب المعارضة الجزائرية في العاصمة الإيطالية روما بعد أن منعوا من الالتقاء داخل الجزائر وذلك في جانفي 1995، رغم انه حضر الجلسات التمهيدية، واتهم من طرف جماعة العقد الوطني بأنه كان عين "الجنرالات الانقلابيين" في تلك الاجتماعات التي توجت بأول وثيقة جادة وتاريخية.. ولم يفهم الرأي العام الإسلامي سبب تلك المعارضة لوثيقة العقد الوطني التي اعتبرت بكل المقاييس أول وثيقة جادة ومسؤولة وتم تزكيتها من العديد من العلماء والمنظمات العالمية والشخصيات العامة في مختلف بقاع العالم.
شارك الشيخ محفوظ النحناح في أول انتخابات رئاسية إلى جانب كل من ليامين زروال مرشح الجيش ونور الدين بوكروح وسعيد سعدي. ووصف المرشحين الثلاثة بأنهم مجموعة أرانب لتهيئة الجو أمام مرشح النواة الصلبة داخل النظام الجزائري حتى يكتسب الشرعية اللازمة التي يفتقدها، وحاز على المرتبة الثانية بثلاثة ملايين صوت في انتخابات وصفت بأنها مرتبة مسبقا.
19 أبريل 1999: منع من الدخول في الانتخابات الرئاسية الجديدة بحجة انه ليس "مجاهد" واضطر إلى تزكية ترشيح بوتفليقة بعد أن كان يكيل له الاتهامات وأوصاف التحقير.
تراجعت حركته كثيرا في آخر انتخابات تعددية في كل من البرلمان والمجالس المحلية سنة 2002 وتم إيعاز السبب إلى المواقف المتقلبة لزعيم الحركة والتي وصفت بأنها براغماتية وعلى حساب الطرح الإسلامي الأصيل مما أدى إلى حدوث تصدعات وانشقاقات داخل تنظيم الإخوان بالجزائر، وانسحاب كثير من القيادات الدعوية.
هذا وعرف الشيخ نحناح كداعية للسلم ورفض العنف حتى ولو أدى الأمر إلى إيذائه هو شخصيا وكان نموذجا في تقديم خطاب التسامح والدعوة إلى حقن دماء الجزائريين، وتجاوز الصفحة الحمراء من عشرية الدماء والدموع.
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه.
الشهاب
27 جانفي (يناير) 1942: ولد الشيخ محفوظ نحناح في مدينة البليدة، وتعلم في مدارس الرشاد التابعة لحزب الشعب الجزائري.
1966: التحق بالجامعة الجزائرية، حيث تخرج في علم النفس الصناعي والأدب العربي.
آواخر الستينات بدا نشاطه الدعوي، وانظم إلى مسجد الجامعة بالمركزية، وكان له نشاط ملحوظ في الأوساط الطلابية والشعبية. وقد عمل إلى جانب نخبة من الرواد الأوائل نذكر منهم الشيخ الشهيد محمد بوسليماني، الذي رافقه في أهم المحطات الدعوية، والدكتور محمد بوجلخة والدكتور بن شيكو وغيرهم من رواد العمل الإسلامي في الجزائر.
في مطلع السبعينات شكل الشيخ محفوظ النحناح تنظيما إسلاميا سمي "الموحدون" وبادر بتوزيع مناشير مناهضة لحكم الرئيس الراحل هواري بومدين وللتوجه الاشتراكي الذي كان يتبناه.
1976: لجأ هذا التنظيم إلى أعمال استعراضية تعبيرا عن رفض الدستور الجزائري الذي عرضه بومدين، وألقي عليه القبض متلبسا بقطع أعمدة الأسلاك الهاتفية، وحكم عليه 15 سنة سجنا بتهمة تدبير انقلاب والإخلال بالأمن العام.
1980: خرج من السجن في إطار العفو العام الذي اقره الرئيس السابق الشاذلي بن جديد.
1982: ساهم في أحداث الجامعة المركزية بتاريخ 12 نوفمبر 1982، والتي تعتبر منعطفا مهما في مسيرة العمل الإسلامي في الجزائر.
تبنى منهج الإخوان المسلمين وارتبط بالتنظيم الدولي وأصبح بمثابة المراقب العام في الجزائر.
11 ديسمبر 1988: قاد أول تجمع شعبي إسلامي علني في قاعة حرشة، وتم الإعلان عن تأسيس جمعية الإرشاد والإصلاح التي اعتمدت في 1989.
في بداية التعددية السياسية عارض فكرة إنشاء حزب إسلامي يتعاطى السياسة، ودخل في جدل عنيف مع أنصار العمل السياسي العلني ومع الجبهة الإسلامية للإنقاذ تحديدا، مما أدى إلى مضاعفات سلبية خصوصا بعد أن قرر الدخول في العمل السياسي منفصلا، وذلك عبر المشاركة بقوائم حرة في أول انتخابات للمجالس المحلية في 12 جوان (يونيو) 1990، ولم يدع إلى مؤازرة الحزب الإسلامي الوحيد آنذاك والذي فاز بالأغلبية رغم ذلك. وبعدها اضطر إلى تأسيس حزب سياسي وهو حركة المجتمع الإسلامي (حماس) في ديسمبر 1990، مخالفا الاستراتيجية التي روج لها في مطلع التعددية بأنه لن يمارس السياسية وسيركز على العمل الدعوي والخيري. مما جعل الكثير من الشكوك تحوم حول الدوافع وراء تأسيس الحزب وقد روج بعض قدماء الإخوان الجزائريين ومنهم جمعة عياد أحد رفاق الشيخ نحناح قبل أن تعصف بهم الخلافات وأحد مؤسسي حزب حماس والذي عارض الخط السياسي لمحفوظ نحناح فيما بعد أن حركة حماس تأسست بإيعاز من دوائر في السلطة لقطع الطريق أمام الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
شارك في الجهود الحثيثة التي بذلت لترتيب البيت الداخلي الإسلامي وذلك عبر مظلة رابطة الدعوة الإسلامية كإطار جامع لفصائل العمل الإسلامي في الجزائر، ولكن تلك الجهود لم يكتب لها النجاح وتفككت الرابطة.
ساند الشيخ محفوظ نحناح الانقلاب العسكري الأبيض الذي أطاح بالشاذلي بن جديد في 11 جانفي (يناير) 1992 وحرم الجبهة الإسلامية من تشكيل أول حكومة تعددية بعد أن حازت الأغلبية في الدور الأول، وقال كلمته المشهورة :"الجيش خرج ليحمي الديمقراطية" مما أثار موجة من السخط والامتعاض في الأوساط الإسلامية محليا وعالميا.
عارض الشيخ محفوظ نحناح مشروع العقد الوطني الذي وقعه أقطاب المعارضة الجزائرية في العاصمة الإيطالية روما بعد أن منعوا من الالتقاء داخل الجزائر وذلك في جانفي 1995، رغم انه حضر الجلسات التمهيدية، واتهم من طرف جماعة العقد الوطني بأنه كان عين "الجنرالات الانقلابيين" في تلك الاجتماعات التي توجت بأول وثيقة جادة وتاريخية.. ولم يفهم الرأي العام الإسلامي سبب تلك المعارضة لوثيقة العقد الوطني التي اعتبرت بكل المقاييس أول وثيقة جادة ومسؤولة وتم تزكيتها من العديد من العلماء والمنظمات العالمية والشخصيات العامة في مختلف بقاع العالم.
شارك الشيخ محفوظ النحناح في أول انتخابات رئاسية إلى جانب كل من ليامين زروال مرشح الجيش ونور الدين بوكروح وسعيد سعدي. ووصف المرشحين الثلاثة بأنهم مجموعة أرانب لتهيئة الجو أمام مرشح النواة الصلبة داخل النظام الجزائري حتى يكتسب الشرعية اللازمة التي يفتقدها، وحاز على المرتبة الثانية بثلاثة ملايين صوت في انتخابات وصفت بأنها مرتبة مسبقا.
19 أبريل 1999: منع من الدخول في الانتخابات الرئاسية الجديدة بحجة انه ليس "مجاهد" واضطر إلى تزكية ترشيح بوتفليقة بعد أن كان يكيل له الاتهامات وأوصاف التحقير.
تراجعت حركته كثيرا في آخر انتخابات تعددية في كل من البرلمان والمجالس المحلية سنة 2002 وتم إيعاز السبب إلى المواقف المتقلبة لزعيم الحركة والتي وصفت بأنها براغماتية وعلى حساب الطرح الإسلامي الأصيل مما أدى إلى حدوث تصدعات وانشقاقات داخل تنظيم الإخوان بالجزائر، وانسحاب كثير من القيادات الدعوية.
هذا وعرف الشيخ نحناح كداعية للسلم ورفض العنف حتى ولو أدى الأمر إلى إيذائه هو شخصيا وكان نموذجا في تقديم خطاب التسامح والدعوة إلى حقن دماء الجزائريين، وتجاوز الصفحة الحمراء من عشرية الدماء والدموع.
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه.