(الثورة القادمة)
الثورة تعني إلغاء نظام الحكم واستبداله بنظامٍ آخر من خلال تغيير حاد لمؤسسات الحكم, وتغيير في قوى الطبقات والطوائف التي تشكّل فسيفساء المجتمع.
الثورة الناجحة يلتفّ حولها الشعب كما تلتفّ العائلة حول الأب والجنود حول قائدها لتحقيق النصر المؤزَّر ، ونجاح الثورة متعلق بعدة عوامل منها :
• وجود قائد مُوجّه يُلهب حماس الجماهير .
• تنظيم السكان قُبَيْل الثورة أيدلوجية متطورة لإنارة الطريق لتبديد الظلام ولنشر الأفكار ولتشجيع حملة السيف .
• تنشر الأيدلوجية الثورة عن طريق وسائل الإعلام, ورجال الدين, والمناشير, والمحادثات السريّة . والأدب والكتب الممنوعة .
• تتفاوت إنجازات الثورات من ثورة لأخرى.
في كتابنا الجديد تناولتُ الثورات التي فجَّرتْ صمتَ التاريخ الإسلامي, وقلبَتْ الأمور رأساً على عقب. بعض الثورات حاولتْ تغيير مجرى التاريخ الإسلامي بشكل سلبي وثورات أخرى حاولتْ تصحيح الانحراف والانحطاط لدى ملوك ودول بقوة السيف وسلطة اللسان, والشعب الذي سئم وقع السياط على جلده سُرْعان ما ينضمّ إلى طبول الثورة, وصليل السيوف يحمل روحه على رمحه .
حرصتُ من خلال هذا البحث على عرض الثورات التي اشتعلت وأشْغَلَتْ وأنهكتْ وأهلكتْ العديد من المسلمين في كل حقبة مُبَيِّناً دوافعها وأسبابها ونتائجها وأثرها على تطور التاريخ الإسلامي.
واليوم في هذا الزمن الأصفر, زمن الذل والهوان والانحطاط الثقافي والأخلاقي والسياسي والعسكري, على وقع سقوط عاصمة الرشيد بغداد, "عِقْد الأمة" وإذلال سيّدها, على الملأ استخفافاً بأمة اتكأت يوماً على سور الصين وشربت خيولها من أنهار اسبانيا, ودانت لها إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس.
نحن أحوج إلى أم الثورات, لا ثورة فيها نحطم أصنامنا, أو نبيد بعضنا, أو نحرق ما تبقّى من تراثنا, بل ثورة تبدأ بصدورنا, بقلوبنا, نعيد للإنسان كرامته المصادرة في كل مكان. نحترم بعضنا, نصغي للآخر المختلف.
إن اختفى أحدنا لا ننام قبل عودته إلى حضن عائلته, إن جاع طفل في موريتانيا أو الصومال أو فلسطين لا نأكل ملء بطوننا قبل إن يشبع كلّ أطفال العرب, لنعيد للكتاب بريقه ومجده لأن الأمة تُتَوج بإكليل العلم, بلا كتابٍ وعلم, نَظَلُ أضْيَعُ من الأيتام على مائدة اللئام, لنعطي لأصحاب العلم دورهم الريادي, في الإبحار بنا بعيداً عن جزر الظلام وشواطئ الخمول والإذلال.
ثورة في تعاملنا مع جيراننا مع زملائنا مع أصدقائنا, مع أهلنا, مع أنفسنا, مع أولادنا, مع ثقافتنا, مع تراثنا, مع تاريخنا.
عندها تسقط كل الدُمى لكونها لا تلائم عالمنا التقدمي, ويكفّ العالم عن نهش لحومنا واقتطاع أرضنا, وهضم حقوقنا, وافتراس ثرواتنا, ودوس كرامتنا, ورمينا في مستنقع الإرهاب ومحيط الفقر والتخلّف.
نتوق لثورة حقيقية تعيد للعروبة كرامتها وللإسلام مجده وللإنسانية لونها.
الفصل الأول
حروب الردَّة
كانت حروب الردّة هي أول ثورة وتمرّد على الحكم الإسلامي المركزي , والتي شكَّلت خطراً جسيماً على الخليفة الأول أبي بكر الصديق وعلى الدولة الإسلامية الفتية.
أسباب حروب الردَّة
1) موت الرسول صلى الله عليه وسلم , فبعض القبائل قالت :-" لو كان نبياً ما مات"(1) , تجاهلوا قوله تعالى :-" إنك ميت وإنهم ميتون ".(2)
2) بعضهم اعتقد أن النبوة ولَّت بموت الرسول .
3) بعض القبائل أسقطت من حساباتها الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام.
قالوا لما استخلف أبو بكر رحمه الله ارتدت طوائف من العرب ومنعت
الصدقة وقال قوم منهم : نقيم الصلاة ولا نؤدي الزكاة , فقال أبو بكر
رضي الله عنه :" لو منعوني عقالاً لقاتلتهم ". (3)
4) رفض خلافة أبي بكر الصديق .
5) انزعاج القبائل العربية من السلطة المركزية في المدينة وخاصة الرسل الدينيين الذين يُعلّمون الناس الدين على أصوله ويجمعون الزكاة . هذه القبائل كانت تمقت الغريب .(4
6) ظهور أشخاص ادَّعوا النبوة وأشهرهم مَسلَمة وقد دعاه المسلمون مُسيلمة من باب التصغير والتحقير وقد تأثر بالأفكار المسيحية وقد اتبعه بنو حنيفة (5), ونجاح التيمية من بني يربوع كانت تدَّعي الكهانة تحالفت مع مالك بن نويرة ثم لقيت مسيلمة وتزوجته (6) وكان مسيلمة قد أرسل إلى الرسول وهو على قيد الحياة رسالة عجيبة :-
" من مُسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله , سلام عليك أما بعد فاني قد أُشركت في الأمر معك , وان لنا نصف الأرض , ولقريش نصف الأرض, لكن قريش قوم يعتدون " .
فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم :- " من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ( السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " . وقد توفي الرسول قبل أن يُسَيِّر له حملة عسكرية للقضاء على أحلامه وافتراءاته .(7)
نتائج وأبعاد حروب الردة
1) انتصار المسلمين على قلتهم على المرتدين .
2) ظهور خالد بن الوليد كفارس عبقري .
3) جرّب المسلمون الأسلحة والخطّة العسكرية .
4) ثبات أبو بكر الصديق وشمولية نظرته بالرغم من تهديد المشركين باحتلال المدينة وخاصة في ظل غياب قوة الإسلام العسكرية بقيادة أسامة بن زيد خارج الجزيرة العربية.
5) استشهاد الكثير من حفظة القرآن الكريم وكبار الصحابة وفي معركة حديقة الموت التي قضى فيها على مسيلمة الكذاب استشهد من الأنصار المهاجرين سبعمائة رجل.(
6) توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام من جديد .
7) لما فرغ أبو بكر الصديق من أمر المرتدين أعدَّ الجيوش إلى الشام , وأخذ يستنفر الناس ويدعوهم للجهاد ويرغبهم بغنائم الحرب .(9)
ظهور الخلاف بين خالد بن الوليد قائد الحملات والصحابي عمر بن الخطاب كبير المستشارين للخليفة أبي بكر الصديق , بسبب مقتل أحد زعماء المرتدين ( مالك بن نويرة ) الذي أعلن عن إسلامه لاحقاً ثم تزوج خالد زوجته , وخالد لم يقتله عمداً ." ولما رأى خالد اختلاف القوم في شأن مالك وأصحابه أمر بحبسهم حتى ينظر في أمرهم. وكان ذلك في ليلة باردة ثم أمر خالد منادياً فنادى دافئوا أسراكم , وهي في لغة كنانة ومعناها القتل , وكان الحراس من بني كنانة , فوقعوا فيهم قتلاً ".(10)
ولما علم أبو بكر الصديق أبى أن يصدق إلا عند عودة خالد بن الوليد, أما عمر بن الخطاب فقال لخالد عند عودته : " ارئاء ! قتلت امرأً مسلماً ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك " .
وظل الأمر في صدر عمر بن الخطاب فلما تولى الخلافة قام بعزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش قبيل معركة اليرموك الفاصلة (11) , وكان رد خالد بن الوليد :" أنا لا أُقاتل من أجل عمر إنما أُقاتل لإرضاء رب عمر" (12) .
9) أسباب فشل حركة المرتدين تعود لعدم توحيد صفوفهم وكثرة زعمائهم وانعدام العقيدة , ضعف الخطة العسكرية وعدم استغلالهم لخلو المدينة من الجيش الإسلامي , الارتكاز على القبلية بينما بالمقابل المسلمين , ميزهم التفافهم حول الخليفة أبو بكر الصديق , وعمق العقيدة الصادقة والشجاعة الباسلة .
(1)- محمد أحمد باشميل , حروب الردة , ص 24 .
(2) - سورة الزمر , القرآن الكريم , آية 30 .
(3) - البلاذري , فتوح البلدان , ص 103 .
(4) - كارل بروكلمان , تاريخ الشعوب العربية , ص 83 .
(5) - ن.م , ص 85 .
(6) - محمد أبو الفضل إبراهيم, أيام العرب في الإسلام , ص 161 .
(7) - حروب الردة , ص 104 .
(- تاريخ الشعوب الإسلامية , ص 87 .
(9) - فتوح البلدان , ص 115 .
(10) - أيام العرب في الإسلام , ص 163 .
(11) - ن.م , ص10 .
الفصل الثاني
الفتنة الأولى في الإسلام
ومقتل عثمان بن عفان
مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان والثورة التي سبقت الاغتيال والفتن التي تلت مقتله وما زالت آثارها تنخر بهيكل الأمة الإسلامية حتى يومنا هذا.
أسباب الفتنة
1. قيام عبد الله بن سبأ وهو من أصل يهودي أسلم إلا أنه آثر بنشر الفتن لتقويض أركان الدولة الإسلامية وشرعية خلافة عثمان بن عفان ,كان يقول :-" عجبت ممن يقول برجعة المسيح ولا يقول برجعة محمد ... يكون فيكم أهل بيت نبيكم ثم يُقصون عن أمركم " .(13)
ثم قال أن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وأخذ يكاتب الناس ويطعن في أمراء الناس في الأمصار .
2. اتهام عثمان بن عفان بالميل إلى أقاربه وتقليدهم للمناصب الرفيعة , مثل معاوية بن أبي سفيان في الشام , وعبد الله بن عامر بن كريز , ومروان بن الحكم . قال ابن حجر دفاعاً عن معاوية :-
"معاوية بن سفيان رضي الله عنه , صحب النبي (ص) وكتب له, وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقرّه عمر ".(14)
3. كان الخليفة عمر قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين ومنعهم من الخروج إلى الأمصار بإذن مسبق خوفاً من أن ينشغلوا عن العبادة بجمع المال أما عثمان فسمح لهم .(15)
4. إجلائه لأبي ذر الغفاري وهو صحابي جليل من السابقين للإسلام بسبب إنتقاده لمعاوية وعماله ودعوتهم للاجتهاد والاقتصاد ومساعدة الفقراء .(16)
5. غناه وثروته الهائلة التي لم تلحظها على الخلفاء أبي بكر وعمر , يوم قتل كان له عند خازنه من المال خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم , وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرها مائة ألف دينار , وخلف خيلاً كثيراً وإبلاً".(17) والصحيح أن عثمان كان كريم النفس يجود بالكثير في سبيل رفع راية الإسلام خفاقة . "أخرج الترمذي عن أنس والحاكم وصححه , عن عبد الرحمن بن سمرة قال:- جاء عثمان إلى النبي (ص) بألف دينار حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجره , وجعل رسول الله (ص) يقلبها ويقول : ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين".(18)
6. جمعه للقرآن الكريم وإحراقه للنسخ المتبقية , وهو عمل جبار يستحق عليه الثناء لأن كارثة ضياعه كانت تحلق في الأفق بسبب حروب الردة. قال زيد بن ثابت :-" أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال :- إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن , وإني أخشى أن يستحر بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن".(19)
7. رده الحكم بعد أن كان قد أساء للرسول , لكن هنالك من يقول إنه أخذ الإذن وكان الحكم أتهم بتجسسه على حجر أزواج النبي .(20)
8. أبطل سنة القصر في الصلوات في السفر , اجتهاداً منه .(21)
9. وزع الأموال الطائلة على بني أمية.
10. رفض تسليم مروان بن الحكم لأنه زور على لسان عثمان كتاباً إلى مصر يأمر بقتل زعماء الوفد ولو سلمه عثمان لتركه الثوار وشأنه .(22)
نتائج الفتنة
1) رفض عثمان بن عفان الفرار إلى الشام أو تسليم مروان بن الحكم أو القتال " إني أعرض عليك خصالاً ثلاث :- إحداهن – إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عدداً وقوة وأنت على حق وهم على الباطل , وإما أن نخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على راحتك , فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها , وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية , فقال عثمان :- " أما أن أخرج فأقاتل فلن
أكون أول من خَلَفَ رسول الله (ص) يقول : " يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا , وأما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله " .(23)
2) حاصر الثوار دار عثمان ومنعوا عنه الطعام والشراب والصلاة في المسجد .
3) هجم الثوار على بيت عثمان ثم تسلقوا الأسوار وقد أشترك في قتله الغافقي بن حرب , قثيرة بن حمران , سودان بن حمران , كنانة ابن بشر , عمرو بن الحمق , وكان يقرأ القرآن , وكان عمره اثنين وثمانين سنة وصدق رسول الله عندما قال :" فتنة يقتل فيها عثمان مظلوماً ". (24)
4) اتهام كبار الصحابة بالتخاذل وعدم مد يد العون لعثمان خلال أيام الحصار مثل علي بن أبي طالب وطلحة والزبير , مع العلم أنهم أرسلوا أبناءهم ليدافعوا عنه فقال لهم عثمان :-" اعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولازمتم بيوتكم ".(25) وقد اعتقد عثمان أنهم لن يقدموا على سفك دمه .
5) ظهور فئة تشكك ببيعة علي بن أبي طالب مع أنه قَبِلَ البيعة مكرهاً .
6) مطالبة طلحة والزبير وعائشة ومعاوية في معركتي الجمل وصفين بدم عثمان .
7) لأول مرة في التاريخ الإسلامي تطالب فئة بالخروج عن طاعة خليفة رسول الله وحتى قتله .
انحسار الفتوحات الإسلامية بسبب انشغال الخليفة علي بن أبي طالب بالقضاء على الفتن الداخلية .
9) انقسم المؤرخون والعلماء والأمة حول الفتنة وموقف عثمان والصحابة.
(13) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 324 .
(14) - فؤاد بن سراج بن عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 55 .
(15) - محمد العربي التباني ,تحذير العبقري من محاضرات الخضري , ص 275 .
(16) - محمد الخضري, الدولة الأموية , ص 327 .
(17) - المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 331
(18) - جلال الدين السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 137 .
(19) - القاضي أبو بكر ابن العربي ,العواصم من القواصم , ص 282 .
(20) - محمد العربي التباني, تحذير العبقري ,ص 285 .
(21) - القاضي أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 286 .
(22) - ن.م , ص 286 .
(23) - جلال الدين السيوطي, تاريخ الخلفاء , ص 144 .
(24) - فؤاد ابن سراج عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 63 .
(25) - القاضي أبو بكر بن العربي, العواصم من القواصم , ص 299 .
الفصل الثالث
ثورة الثلاثي طلحة والزبير وعائشة
ومعركة الجمل (656م)
بويع الإمام علي بن أبي طالب في اليوم الذي قتل فيه الخليفة عثمان بن عفان (26) لكن الخليفة الجديد وجد نفسه وسط بحر من التحريض والفتن والمؤامرات .
وكان الثلاثي طلحة والزبير وعائشة قد اجتمعوا في مكة وقرروا التوجه إلى البصرة لأن لطلحة والزبير فيها أنصاراً .
أسباب الثورة
1) طلحة والزبير كانا من الأرستقراطية القرشية وقد استفادا من عصر الفتوحات الإسلامية وجمعا المال والضياع والجياد , ولم يكن من مصلحتهما أن يتقلد علي بن أبي طالب الخلافة , فهو عادل ولن يسمح بالثراء غير المشروع , (27) فهو قريب إلى الرسول ( ص ) فقال له النبي :-" أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " .(28)
2) قيام علي بعزل جميع ولاة عثمان (29) هذه الخطوة أثارت حفيظة الأمويين أقارب عثمان بن عفان .
3) اعتقد طلحة والزبير أن لهما نصيباً في السلطة وطمحا بأن يعينهما عليٌّ ولاة على العراق واليمن ولما انكشف لهما الأمر وخاب ظنهما انفضا من حول الإمام علي .(30
4) المطالبة بدم عثمان .(31)
5) المطالبة بمحاكمة وتسليم قتلة عثمان .
6) تأخر علي بإقامة الحد على قتلة عثمان , ربما بسبب كثرتهم , والفوضى التي عمت المدينة .
7) اتهام علي بالمشاركة في قتل عثمان لتقاعسه في رد الثوار أما علي فقال :-" والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله , ولكن الله قتل عثمان وأنا معه".(32)
اختلاط قتلة عثمان والمحرضين عليه في صفوف جيش علي(33)
9) هنالك من يذهب إلى إن طلحة والزبير وعائشة خرجوا إلى البصرة لتوحيد كلمة المسلمين (34) .
10) قيام جيش الثلاثي طلحة والزبير وعائشة بمحاربة والي البصرة المعين من قبل عثمان بن حنيف .(35)
11) حاول الإمام علي حلّ المشكلة بالطرق الدبلوماسية والحوار وتذكيرهم بحب رسول الله له وحقه بالخلافة وبراءته من دم عثمان لكن هذه المساعي ذهبت أدراج الرياح .(36
12) الخلاف القديم بين عائشة زوجة الرسول وعلي بن أبي طالب
أ. تأخر علي عن مبايعة والدها أبي بكر الصديق بالخلافة ربما بسبب حزنه على وفاة الرسول –" لما توفي رسول الله (ص) أبطأ علي عن بيعة أبي بكر فلقيه أبو بكر , فقال :-" أكرهت أمارتي ؟ فقال: لا , لكن آليت أن ارتدي بردائي إلى الصلاة حتى أجمع القرآن " .(37)
ب. بسبب حديث الإفك ومطالبة علي بن أبي طالب للرسول بأن يطلق عائشة , حتى جاءت الآيات الكريمة تثبت براءة زوجة الرسول عائشة من كل الشبهات .
نتائج معركة الجمل
1) انتصار جيش علي .
2) مقتل طلحة والزبير , وكان الزبير بن عوام قد لمح الخسارة في صفوف جيشه وانسحب إلا أن رجلاً تعقبه وقتله وهو يصلي خارج المعسكر واسمه عمرو بن جرموز(38) أما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم فمات(39).
3) قتل في المعركة عشرة آلاف من جيش البصرة ( ثلث الجيش ) وخمسة آلاف من جيش علي بن أبي طالب ( ربع الجيش ) .(40)
4) وقوع عائشة في الأسر بعد عقر جملها ( عسكر ) فأسرها علي وأرسلها مع أخيها محمد بن أبي بكر الذي حارب إلى جانبه إلى مكة .
5) انتقال مركز الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة , من شبه الجزيرة العربية إلى أطراف الدولة الإسلامية .
6) دخل علي البصرة وعاتب أهلها على موقفهم المعادي , وتقبل البيعة منهم .
7) تصالح علي مع عائشة التي انسحبت من المسرح السياسي حتى ماتت سنة 58 هجري .
دانت جميع الأمصار الإسلامية لحكم علي عدا الشام بقيت تحت إمرة معاوية بن أبي سفيان .
9) سياسة علي التسامحيّة اتجاه أعدائه , فقد أطلق سراح الأسرى الذين لجأوا إلى معاوية في الشام .
10) القضاء على الهالة المقدسة حول الخليفة والخلافة الإسلامية .
11) الاعتماد على السيف لفض النزاع بين المسلمين .
12) استعداد علي لملاقاة معاوية بن أبي سفيان الذي كان يُجَهِّز له , لولا وقعة الجمل.
13) رأفة علي بأعدائه , فقال في خطبته قبل القتال :-" أيها الناس إذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح , ولا تقتلوا أسيراً , ولا تتبعوا مولياً , ولا تطلبوا مدبراً , ولا تكشفوا عورة , ولا تمثلوا بقتيل , ولا تَهتكوا سراً"(41) .
(26) - المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 347 .
(27) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 27 .
(28) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 118 .
(29) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 343 .
(30) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص30 .
(31) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 155 .
(32) - محمد العربي الشباني , تحذير العبقري , ص 23 .
(33) - ن.م , ص 24 .
(34) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(35) - ن.م , ص 304 .
(36) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 30 .
(37) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 164 – 165 .
(38) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 31 .
(39) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(40) - فواز بن سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 84 .
(41) - المسعودي , مروج الذهب , ص 358 .
الفصل الثالث
ثورة الثلاثي طلحة والزبير وعائشة
ومعركة الجمل (656م)
بويع الإمام علي بن أبي طالب في اليوم الذي قتل فيه الخليفة عثمان بن عفان (26) لكن الخليفة الجديد وجد نفسه وسط بحر من التحريض والفتن والمؤامرات .
وكان الثلاثي طلحة والزبير وعائشة قد اجتمعوا في مكة وقرروا التوجه إلى البصرة لأن لطلحة والزبير فيها أنصاراً .
أسباب الثورة
1) طلحة والزبير كانا من الأرستقراطية القرشية وقد استفادا من عصر الفتوحات الإسلامية وجمعا المال والضياع والجياد , ولم يكن من مصلحتهما أن يتقلد علي بن أبي طالب الخلافة , فهو عادل ولن يسمح بالثراء غير المشروع , (27) فهو قريب إلى الرسول ( ص ) فقال له النبي :-" أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ! غير أنه لا نبي بعدي " .(28)
2) قيام علي بعزل جميع ولاة عثمان (29) هذه الخطوة أثارت حفيظة الأمويين أقارب عثمان بن عفان .
3) اعتقد طلحة والزبير أن لهما نصيباً في السلطة وطمحا بأن يعينهما عليٌّ ولاة على العراق واليمن ولما انكشف لهما الأمر وخاب ظنهما انفضا من حول الإمام علي .(30)
4) المطالبة بدم عثمان .(31)
5) المطالبة بمحاكمة وتسليم قتلة عثمان .
6) تأخر علي بإقامة الحد على قتلة عثمان , ربما بسبب كثرتهم , والفوضى التي عمت المدينة .
7) اتهام علي بالمشاركة في قتل عثمان لتقاعسه في رد الثوار أما علي فقال :-" والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله , ولكن الله قتل عثمان وأنا معه".(32)
اختلاط قتلة عثمان والمحرضين عليه في صفوف جيش علي(33)
9) هنالك من يذهب إلى إن طلحة والزبير وعائشة خرجوا إلى البصرة لتوحيد كلمة المسلمين (34) .
10) قيام جيش الثلاثي طلحة والزبير وعائشة بمحاربة والي البصرة المعين من قبل عثمان بن حنيف .(35)
11) حاول الإمام علي حلّ المشكلة بالطرق الدبلوماسية والحوار وتذكيرهم بحب رسول الله له وحقه بالخلافة وبراءته من دم عثمان لكن هذه المساعي ذهبت أدراج الرياح .(36)
12) الخلاف القديم بين عائشة زوجة الرسول وعلي بن أبي طالب
أ. تأخر علي عن مبايعة والدها أبي بكر الصديق بالخلافة ربما بسبب حزنه على وفاة الرسول –" لما توفي رسول الله (ص) أبطأ علي عن بيعة أبي بكر فلقيه أبو بكر , فقال :-" أكرهت أمارتي ؟ فقال: لا , لكن آليت أن ارتدي بردائي إلى الصلاة حتى أجمع القرآن " .(37)
ب. بسبب حديث الإفك ومطالبة علي بن أبي طالب للرسول بأن يطلق عائشة , حتى جاءت الآيات الكريمة تثبت براءة زوجة الرسول عائشة من كل الشبهات .
نتائج معركة الجمل
1) انتصار جيش علي .
2) مقتل طلحة والزبير , وكان الزبير بن عوام قد لمح الخسارة في صفوف جيشه وانسحب إلا أن رجلاً تعقبه وقتله وهو يصلي خارج المعسكر واسمه عمرو بن جرموز(38) أما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم فمات(39
3) قتل في المعركة عشرة آلاف من جيش البصرة ( ثلث الجيش ) وخمسة آلاف من جيش علي بن أبي طالب ( ربع الجيش ) .(40)
4) وقوع عائشة في الأسر بعد عقر جملها ( عسكر ) فأسرها علي وأرسلها مع أخيها محمد بن أبي بكر الذي حارب إلى جانبه إلى مكة .
5) انتقال مركز الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة , من شبه الجزيرة العربية إلى أطراف الدولة الإسلامية .
6) دخل علي البصرة وعاتب أهلها على موقفهم المعادي , وتقبل البيعة منهم .
7) تصالح علي مع عائشة التي انسحبت من المسرح السياسي حتى ماتت سنة 58 هجري .
دانت جميع الأمصار الإسلامية لحكم علي عدا الشام بقيت تحت إمرة معاوية بن أبي سفيان .
9) سياسة علي التسامحيّة اتجاه أعدائه , فقد أطلق سراح الأسرى الذين لجأوا إلى معاوية في الشام .
10) القضاء على الهالة المقدسة حول الخليفة والخلافة الإسلامية .
11) الاعتماد على السيف لفض النزاع بين المسلمين .
12) استعداد علي لملاقاة معاوية بن أبي سفيان الذي كان يُجَهِّز له , لولا وقعة الجمل.
13) رأفة علي بأعدائه , فقال في خطبته قبل القتال :-" أيها الناس إذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح , ولا تقتلوا أسيراً , ولا تتبعوا مولياً , ولا تطلبوا مدبراً , ولا تكشفوا عورة , ولا تمثلوا بقتيل , ولا تَهتكوا سراً"(41) .
(26) - المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 347
(27) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 27 .
(28) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 118 .
(29) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 343 .
(30) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص30 .
(31) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 155 .
(32) - محمد العربي الشباني , تحذير العبقري , ص 23 .
(33) - ن.م , ص 24 .
(34) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304
(35) - ن.م , ص 304 .
(36) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 30 .
(37) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 164 – 165 .
(38) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 31 .
(39) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(40) - فواز بن سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 84 .
(41) - المسعودي , مروج الذهب , ص 358 .
الفصل الخامس
ثورة الحسين بن علي ومذبحة كربلاء
(61 هـ) 680 م
أسباب الثورة
1) لم يكن الحسين قد وافق على تنازل أخيه الحسن عن الخلافة لمعاوية .
2) لم يبايع الحسين يزيد بن معاوية بالخلافة .
3) لم يحترم معاوية الاتفاق مع الحسن , بل سارع إلى قتله بالسم بواسطة زوجته .
4) راسل أهلُ الكوفة الحسين ليبايعوه .(59)
5) ظهر فسق يزيد وحاد عن الدين القويم ورأى الحسين أن الثورة حتمية ليعيد لدينه ثوبه البهي .(60)
6) أوفد الحسين بن علي مسلم بن عقيل ليتطلع الأمر , وفي الكوفة اكتسب وداً كبيراً وأخذ البيعة للحسين , مما أغاظ عبيد الله بن زياد الذي عينه خصيصاً والياً للكوفة ليقتل ويلاحق مسلم بن عقيل .(61)
7) استعمل عبد الله الحيل والرشاوى لإلقاء القبض على مسلم فقتله سنة 60هجري .
تشجيع عبد الله بن الزبير الحسين على الخروج لأهل الكوفة لينفرد هو بالحجاز ، لأنهم لن يبايعونه ما دام الحسين بينهم . (62)
9) سار الحسين إلى الكوفة بالرغم من نصيحة عبد الله بن العباس والشاعر الفرزدق الذي قال له :-" قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية , والقضاء ينزل من السماء , والله يفعل ما يشاء ".(63)
10) أراد الحسين أن يعود لكن هنالك من حثه على الأخذ بثأر مسلم بن عقيل فقال الحسين :-" لا خير في العيش بعد هؤلاء ".(64)
11) رفض الحسين الانسحاب أو العدول عن حسم السيف, رغم
الفرق الشاسع بين قواتهِ وقوات الأمويين .
12) بلغ عدد أصحاب الحسين ثلاثمائة .(65)
13) بلغ عدد الأمويين أكثر من أربعة آلاف مقاتل بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص .(66)
نتائج ثورة الحسين
1) في معركة غير متكافئة عسكرياً وفي ظل حصار ومنع الماء عن الحسين وأصحابه , قتل الحسين وأصحابه .
2) تم التمثيل بجثة الحسين من خلال قطع رأسه ومن خلال مرور الخيل على جسده .
3) عرض الحسين على الجيش الأموي أن يقتلوه وحده ويتركوا الأطفال والنساء والضعفاء , لكنهم رفضوا (67) مما يدل على قساوة قلوبهم بما يخالف أسس الحرب وأخلاقه , إن كان في الحرب أخلاق.
4) كادت تنقرض بموت الحسين أفراد أسرة النبي الذكور , لولا الطفل المريض (علي ) الذي أنقذته زينب أخت الحسين ولقب فيما بعد " بزين العابدين " وهو ابن الحسين من زوجه بنت ( يزد جرد ) آخر ملوك الفرس الساسانيين وكاد عبيد الله بن زياد يهم بذبحه .(68)
5) مقتل الحسين بهذه الصورة اللا إنسانية والمشبعة بالوحشية هو وأطفاله كان أحد أسباب سقوط الدولة الأموية فيما بعد .
6) قتل في كربلاء من جيش الأمويين ثمانية وثمانون رجلاً .(69)
7) بعد مقتل الحسين توقدت نار التشيع لدى الشيعة وصار مقتله ناراً في صدورهم يتحينون الساعة للثأر له .
يقول المؤرخ الإنجليزي "جيبون " :- " إن مأساة الحسين المروعة بالرغم من تقادم عهدها وتباين موطنها لابد أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القراء إحساساً وأقساهم قلباً ".(70)
9) أخذ رأس الحسين ونساء الحسين وعلي الصغير إلى دمشق حاملين رؤوس الشهداء على أسنة الرماح لكن يزيد أرجعهن في الحال إلى المدينة.
10) يعتبر البعض مقتل الحسين تتمة لانتصار معاوية على علي .(71)
11) انتشر التشيّع بين الفرس الذين تربطهم بالحسين رابطة المصاهرة , في نظرهم هو الأحق بالخلافة هو وذريته , لأنهم يجمعون بين أشرف دم عربي وأتقى دم فارسي.(72)
12) خذلَ أهل العراق الحسين كما خذلوا أخاه الحسن ووالده علي من قبله , وإن كان بعض المؤرخين من الشيعة مثل اليعقوبي يسوق لنا أن بني أمية طردوا الحسين وشتموه وأخذوا ماله وطلبوا دمه ولم يجد له مخرجاً إلا القدوم إلى الكوفة حيث معقل أنصاره وأنصار أبيه .(73)
13) بالغ الشيعة في نشر الروايات بعد مقتل الحسين كما يذكر ابن كثير – "ذكروا في مقتله أشياء كثيرة أنها وقعت من كسوف الشمس يومئذ ...وتغيير آفاق السماء , ولم ينقلب حجر إلا وتحته دم .. وأن اللحم صار مثل العلقم ". (74)
14) كان الحسين فدائياً حقيقياً أراد أن يحرك الأمة الإسلامية الساكتة يضع دمه على كفة فإما حياة كريمة وعزة نفس وإما موت الشهداء .
15) سُفِكَ دمٌ كثيرٌ بين المسلمين في الثورات التي رفعت شعار " يا لثارات الحسين".
16) يختلف المؤرخون فيمن يتحمل مسؤولية مذبحة كربلاء , هل الخليفة يزيد بن معاوية صاحب الكلمة الأولى والأخيرة , أم عبيد الله بن زياد نائبه على العراق الذي تمتع باستقلال كبير , أم قائد الجيش عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي حارب كارهاً , وإن كان ابن زياد مذنب ودم الحسين يصرخ على كفيه , فإن يزيد لم يقم بعزله ربما لأنه صارم مع أهل العراق وخبير ببواطن أمورهم , وقد تفسر خطوة عزله تعاطفاً مع آل البيت.(75)
17) حتى يومنا هذا يحيي الشيعة في إيران والعراق ولبنان وغيرها من المدن ذكرى استشهاد الحسين , حيث يعذبون أنفسهم تعبيراً عن التقصير في نصرة الحسين.(76)
1) نظم آلاف الشعراء قصائد في رثاء الحسين بن علي , وأهل بيته وأصحابه ويسمى بأدب الطَّفّ والعجيب أنه رغم البعد الزمني لمذبحة كربلاء واستشهاد الحسين ما زال الشعراء يخلدونه بقصائدهم من شيعة وسنة ومسيحيين .
فهذا عوف الأزدي يرثيه (77):-
ليبكِ حسيناً مُرْمِلٌ ذو خصاصةٍ
عديمٌ وأمام تشكّـى المواليـا
فأضحى حسينٌ للرماحِ دريئـةً
وغُودرَ مسلوباً لدى الطَّفِّ ثاويا
سقى الله قبراً ضُمِّنَ المجد والتقى
بغربيـة الطَّـفّ الفـواديـا
فيا أمة تاهت وضلَّتْ سفاهـةً
أنيبوا فارضوا الواحد المتعاليا
أما زوجته الرباب بنت امرئ القيس بن عدي رثت زوجها (78):-
إنَّ الذي كان نوراً يستضاء بـه
في كربلاء قتيلاً غير مدفـون
سبط النبي جزاك الله صالِحـةً
عنّا وجُنِّبْتَ خسران الموازيـن
قد كنت لي جبلا صلداً ألوذ بـه
وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن
يغني ويأوي إليه كلُّ مسكين
والله لا ابتغي صهراً بصهركم
حتى أُغَيَّب بين اللحد والطين
19) تعتبر كربلاء مدينة مقدسة لدى الشيعة ، وهي مدينة عراقية تقع على الضفة اليسرى من جدول الحسينية الذي يتفرع منه نهر الفرات على مسافة 104 كم من بغداد , وفيها قبر الحسين , ويزورها آلاف الحجاج .
(59) - فواز بن سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 402 .
(60) - ابن خلدون , المقدمة , ص 170 .
(61) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 104 .
(62) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 20 .
(63) - ن . م , ص 40 .
(64) - ن . م , ص 42 .
(65) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 226 .
(66) - ن . م , ص 226 .
(67)- سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب و التمدن الإسلامي , ص 72.
(68) - 66) ن . م , ص 74 .
(69) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , ج 4 , ص 80 .
(70) - سيد أمير علي , تاريخ العرب والتمدن الإسلامي .
(71) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 105 .
(72) - د . حسن إبراهيم حسن , تاريخ الإسلام , ج 2 , ص 8 .
(73) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 312 .
(74) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 226 .
(75) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص .
(76) - كلود كوهن ، الإسلام، ص 58 .
(77) - حنا فرح , المواكب , العدد 7-8 \ 2003 , ص 54 .
(78) - ن . م , ص 58 .
الفصل السادس
ثورة عبد الله بن الزبير
هو أول مولود ولد للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة (79) أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق , ووالده عبد الله بن الزبير أحد المبشرين بالجنة , عرف عنه شدة الدهاء , والشجاعة والنزاهة.(80)
أسباب ثورته
1) بعد مقتل الحسين أخذ عبد الله بن الزبير يدعو لنفسه بمكة .(81)
2) اتهام يزيد بن معاوية بترك الصلاة , وشرب الخمر وملاعبة الكلاب(82)، من قبل وفد المدينة الذي زاره فأحسن وفادتهم وأكرمهم بوافر المال
3) قيام يزيد بشنّ حملة عسكرية على أهل المدينة الذين خلعوه ، سُميت بالحرة 63 هجري وهي منطقة شرقي المدينة . وبلغ جيش الأمويين حوالي 12000 مقاتل بقيادة مسلم بن عقبة . وقتل من أهل المدينة 1000 رجل معظمهم من الأنصار والمهاجرين واتهم جيش يزيد(83) بـ :
أ. إرسال رؤوس القتلى إلى يزيد .
ب. استباحة المدينة بأمر من يزيد –" فإن ظهرتَ عليهم فأبحها ثلاثاً , فما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند فإن مضت الثلاث فأكفف عن الناس".(84)
ج. عن الإمام مالك : قتل يوم الحرة (700) رجل من حملة القرآن (85)
وهذه خسارة فادحة للأمة .
د. انتهاك حرمة المدينة وهي مدينة مقدسة عند الله ورسوله والمسلمين
فلا يحل فيها القتال .(86)
4) رفض عبد الله بن الزبير مبايعة يزيد ، وشجعه كثير من الصحابة والزعماء وعامة الناس .
5) انحطاط مكانة الحجاز الاقتصادية والاجتماعية بسبب انفراد الشام بالخيرات , وقد صعب على أهل الحجاز زوال النعم عنهم .
نتائج الثورة
1) احتمى عبد الله بن الزبير بالبيت الحرام داخل مكة ففرض حصاراً على مكة وأهلها .
2) تَّم رمي مكة بالمنجنيق .(87)
3) توفي يزيد أثناء الحصار فتم وقف القتال سنة 63 هجري .
4) رفض عبد الله بن الزبير عرضاً مغرياً للحصين بن نمير قائد القوات الأموية بأن يصبح خليفة , قال له : " أنت أحق بهذا الأمر هلم فلنبايعك , ثم اخرج معنا إلى الشام فإن هذا الجند الذين معي هم وجوه الشام وفرسانه فوالله لا يختلف عليك اثنان على أن تؤمن الناس وتهدر هذه الدماء التي كانت بيننا وبينك " . (88) وعلى الأرجح فإن ابن الزبير ضيع فرصة ذهبية سانحة ليصبح خليفة المسلمين الأوحد , لكنه ربما خاف أن يغدر به أهل الشام , ورفض أن يتخلى عن الحجاز ومكانته الهامة .
5) نجح عبد الله بن الزبير أن ينتزع السلطة من الأمويين في معظم الأقطار الإسلامية , الحجاز , فلسطين , العراق , مصر , وحتى أجزاء كبيرة من سوريا . (89)
6) حتى زعماء البيت الأموي كادوا يتنازلون لابن الزبير عن الخلافة وعلى رأسهم مروان بن الحكم الذي وحد كلمة الأمويين بعد معركة مرج رهط 684 م .(90)
7) نجح مصعب بن الزبير اخو عبد الله في القضاء على ثورة التوابين وهم من الشيعة وزعيمهم المختار 67 هجري .(91)
بسحق مصعب للشيعة في العراق يكون أيضا قد خدم الأمويين والخليفة عبد الملك بن مروان .
9) أراد عبد الملك أن يهاجم مصعب في العراق قبل أن يهاجمه في عقر داره , وشجعه تشجيع أهل العراق له بالقدوم وفي معركة مسكن في العراق سنة 72 هجري قتل مصعب وقتل معه عدد من الصحابة وآلاف الموالين (92) ويعود سبب خسارته لغدر أهل العراق به .
10) بقتل مصعب وخسارة العراق خسر عبد الله ساعده الأيمن وانكشف ظهره للأمويين ونقم على أهل العراق .
11) عين عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي ليقارع ابن الزبير المتحصن في مكة فجهز له جيشاً قوياً .
12) رمى الحجاج الكعبة بالمنجنيق وألحق بها خسائر فادحة .(93)
13) احتراق الكعبة بسبب القصف وهنالك من يرجح ذلك أن جماعة عبد الله بن الزبير سبب الحريق بسبب إشعال النار بالقرب من الكعبة.(94)
14) قاتل عبد الله بن الزبير قتالاً شديداً بطولياً.(95)
15) نقص في المؤن وارتفاع بالأسعار مما زاد من تضايق الناس في مكة .
16) تخلى أكثر من عشرة آلاف مقاتل عن عبد الله بن الزبير وبينهم ولداه حمزة وخبيب وانضموا إلى صفوف الحجاج .
17) امتاز عبد الله بن الزبير بالبخل الشديد وربما التقشف المبالغ به فكانت بيوته مملوءة بالتمر والمؤن ولم يوزع على جنده , فلو كان كريماً ما خسر وما انتشرت المجاعة وما تخلى عنه جنده .
18) استشارة أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق" وكان عمرها مائة سنة لم تقع لها سن , ولا ابيضَّ لها شعر ولم يُنْكِر لها عقل "(96) فقالت له :-" إن كنت تعلم انك على حق وإليه تدعو فامض له , فقد قتل عليه أصحابك , ولا تمكن رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية , وان كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت , أهلكت نفسك ومن قتل معك , فقبل رأسها وقال هذا الرأي الذي قمت به , ما ركنت إلى الدني
وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله ,فانظري فاني مقتول فلا يشتد حزنك " .(97) لأن عبد الله بن الزبير خاف أن يمثلوا بجثته كما فعلوا مع الحسين بن علي يوم كربلاء فقال :-" يا أمه ، إني أخاف أن يمثل بي بعد القتل , فقالت : يا بني هل تتألم الشاة من ألم السلخ بعد الذبح " .(98)
19) قاتل عبد الله بن الزبير حتى استشهد , أصيب برأسه فقال :-
"ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
ولكن على أحد منا تقطر الدما"
ولم يهب تمزيق جسده فقال :-
" ولست أبالي حين أُقتل مسلماً
على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وان يشأ
يبارك على أوصال شلوٍ ممزع ِ".
- كان عمره 72 سنة , قتل سنة 73 هجري .
20) لم يكتفِ الحجاج بقتله بل قطع رأسه وصلب جثته المعطرة بالمسك ولكي يذهب الرائحة الزكية صلب إلى جانبه كلبا ميتا و نسورا ".(99)
21) بعد تدخل أخيه عروة الذي أتى إلى عبد الملك مبايعا وطلب إنزال الجثة , قال عروة : " ليس الذليل من قتلتموه لكن الذليل من ملكتموه".(100) إن صلب جثة صحابي والتمثيل بها ورفض تسليمها لأمه أسماء بنت أبي بكر لهو مس بمشاعر المسلمين والصحابة وإساءة للإسلام , ويدل على صلابة الرجل وشدة محاربته للأمويين
22) لما قتل ابن الزبير كبَّر أهل الشام فرحا بقتله فقال ابن عمر :" أنظروا إلى هؤلاء لقد كبر المسلمون فرحا بولادته وهؤلاء يكبرون فرحا بقتله"(101) .
23) هنالك من يتهم ابن الزبير أنه استغل حرمة المدينة ومكة .(102)
24) بمقتل ابن الزبير استتب الحكم لبني أمية .
قيل عنه
1) قال عثمان بن طلحة : كان الزبير لا ينازع في ثلاثة لا شجاعة ولا عبادة ولا بلاغة وكان له مائة غلام يتكلم كل واحد منهم بلغة وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته ".(103)
2) بينما عبد الله بن الزبير مع بعض الغلمان يذكرهم بالجهاد إذ شاهدوا الفاروق عمر ابن الخطاب يتجه إليهم وهو في طريقه, ففر الغلمان من حوله هيبة إلا هو فسأله الفاروق: لمَ لم تفر مثل إخوانك يا عبد الله؟ فقال له: ليست الطريق ضيقة فأوسع لك, ولست مذنبا فأخاف منك".(104)
3) مر ابن عمر على ابن الزبير وهو مصلوب فقال :-
"يرحمك الله فإنك كنت, ما علمتُ, صواما قواما وصولا للرحم ِ, فإني لأرجو ألا يعذبك الله عز وجل".(105)
(79) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 293 .
(80) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 84 .
(81) - 77) محمد أبو الفضل ابراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 418
(82) - 78) حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 340
(83) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 75 .
(84) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 423 .
(85) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 229 .
(86) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 329 .
(87) - ن . م , ص 239
(88) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 432 .
(89) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 135.
(90) - ن . م , ص 135 .
(91) - سيد احمد علي , تاريخ العرب والتمدن الإسلامي ص 80 .
(92) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 100 .
(93) - سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 81 .
(94) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 349 .
(95) - نبيه عاقل , تاريخ بني أمية , ص 107 .
(96) - المسعودي , مروج الذهب , ج 3 , ص 123 .
(97) - فواز سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 57 .
(98) - المسعودي , مروج الذهب , ج3 , ص 123 .
(99) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 309 .
(100) - ن . م , ص 358 .
(101) - ن . م , ص 356 .
(102) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها .
(103) - محمد العربي التباني , تحذير العبقري من محاضرات الخضري , ص301 .
(104) - فواز بن سراج عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 504 .
(105) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ج1 ص 290 .
الفصل السابع
ثورة المختار
هو ابن عبد الثقفي شهيد معركة الجسر .(106)
أسباب ثورته
1) المطالبة بدم الحسين وخاصة أن أهل العراق ولا سيما الكوفة والبصرة يعتصر الندم قلبهم على خذلان الحسين .
2) كان المختار قد بايع واستضاف مسلم بن عقيل عندما قدم إلى الكوفة فسجنه عبيد الله بن زياد وبتوسط الخليفة يزيد أفرج عنه .(107)
3) فشل حركة التوابين بقيادة الصحابي سليمان بن صرد , وهي حركة الشيعة الذين ندموا على قتل الحسين (108) فلم يغشوه ورأوا أن غسيل العار لا يتم إلا بقتل من قتله أي عبيد الله بن زياد لأنهم دمروا وقتل قائدهم سنة 65 هجري فاستغل المختار رغبة من تبقى منهم للانتقام من الأمويين .
4) رغبة المختار في رفع شأن الموالي .
5) تنكيل المختار بقتله الحسين .(109)
6) حصول المختار على مباركة محمد بن الحنفيّة ابن الإمام علي عليه السلام من غير فاطمة .(110)
7) رأى المختار بأنه قائد ثورة الضعفاء والمستضعفين من عرب وفرس .
الأطماع الشخصية للمختار ليصبح نجما يتداول اسمه العرب – يقول :-" إنما أنا رجل من العرب رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز ورأيت نجدة انتزى على اليمامة , ومروان على الشام , فلم أكن دون أحد من رجالات العرب , فأخذت هذه البلاد فكنت كأحدهم .(111)
9) وزع المال الكثير ووعد بالمناصب الرفيعة والخطب الرنانة ونجح
باستقطاب الناس .(112)
10) سوء معاملة ممثلي ابن الزبير للناس لمحمد بن الحنفية ولبني هاشم عامة .(113)
11) رفض عبد الله بن الزبير خدمات المختار , فقد حارب المختار مع عبد الله بن الزبير وهو محاصر في مكة في المرة الأولى وقاتل معه قتالا بطوليا .(114)
نتائج الثورة
1) استقطاب جموع غفيرة من العراقيين حول ثورة المختار من الناقمين على الأمويين وابن الزبير والطبقة الأرستقراطية العراقية المحلية .
2) نجح قائد جيش المختار ابراهيم بن الأشتر النخعي ( والده قائد جيش علي بن أبي طالب ) على نهر النماذر وقتل فيها عبيد الله بن زياد وانهزم أهل الشام (115)
3) قام المختار بعملية تطهير واسعة لقتلة الحسين ولم يشفع لهم ادعاؤهم بأنهم قاتلوا كارهين , قال لهم : " يا قتلة الصالحين وقتلة سيد شباب أهل الجنة ".(116)
4) المختار هو أول من استعمل لقب " المهدي " ويعني محمد بن الحنفيّة .
5) ادَّعى المختار النبوة .
6) ساهم المختار في زرع أشواك البغضاء بين العرب والعجم من المسلمين , يقول المختار لسادة العرب :-" ... ثم معه عبيدكم ومواليكم وكلمة هؤلاء واحدة , ومواليكم أشد حنقاً عليكم من عدوكم , فهم مقاتلوكم بشجاعة العرب وعداوة العجم ".(117)
7) أمر عبد الله بن الزبير أخاه مصعباً والي البصرة بمهاجمة المختار في الكوفة والقضاء عليه وبعد حصار الكوفة لمدة أربعة أشهر قتل المختار وقتل أتباعه (687) م .(118) وبلغ عددهم 7000 وبينهم عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب .(119)
ارتكب مصعب بن الزبير خطئا فادحا فهو والمختار ثائرين ضد الأمويين , فلو وحدوا الصفوف لقضوا على مملكة عبد الملك بن مروان المتضعضعة أصلاًً.
9) سموا أنصار المختار بالخشبية لاستعمالهم العصي والكيسانية أصحاب كيسان , مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أو تلميذ محمد بن الحنفية , ويعتقد أنه أحاط علما واسعا في التأويل والباطن وعلم الآفاق والأنفس .(120)
10) بعد موت المختار آمن أتباعه أنه لم يمت وسوف يعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلا , قال كثير عزة وهو من شيعته (121):-
ألا بان الائمـة من قريش
ولاة الحـق أربعـة سـواء
علـيّ والثلاثـة من بنيـه
هم الأسباط , ليس بهم خفاء
فسبط : سبط إيمان وبـرٍّ
وسبط : غيّبتـه كربـلاء
وسبط : لا يذوق الموت حتى
يعود الخيل يقدمـه اللـواء
تغيب , لا يرى فيهم ذمـاً
برضوى عنده عسل ومـاء
11) بزوال خطر المختار علا شأن ابن الزبير وأخذ يضايق ويلاحق محمد بن الحنفية , أرسل له :" ادخل في بيعتي وإلا نابذتك", وكان رد ابن الحنفية لابن الزبير " ما الحيلة فيما اسخط الله وأغفله عن ذات الله". (122)
12) فشل ثورة المختار هي فشل لمطالب آل البيت في استرجاع مجدهم وكانت من أكثر الثورات تنظيماً .
13) استغل الخوارج الفوضى في العراق وقاموا بعدة ثورات ضد ابن الزبير وضد الأمويين .
(106) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 143
(107) - ن . م , ص 143 .
(108) - المسعودي , مروج الذهب , ج3 , ص 106 .
(109) - سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 79 .
(110) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 136.
(111) - الطبري , ج 6 , ص 17 .
(112) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 146 .
(113) - ن . م , ص 147 .
(114) - ن . م , ص 143 .
(115) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 337 .
(116) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 240 .
(117) - نبيه عاقل , الدولة الأموية , ص 149 .
(118) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 231 .
(119) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 136.
(120) - الشرستاني , الملل والنحل , ص 156 .
(121) - ن . م , ص 158 .
(122) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد 4 , ص 252 .
الفصل الثامن
ثورة العباسيين
ينتسب العباسيون إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص). وقد توفي سنة 32هجري, وله أربعة بنين وهم: عبد الله, عبيد الله, والفضل والقبسان, والمشهور بينهم عبد الله المعروف " بابن العباس " ولد بمكة سنة 619 وحارب مع أولاده في معركة الجمل وصفين , وكان عالما وجنديا توفي سنة 76 هجري في الطائف .(123)
أسباب ثورة العباسيين وأسرار نجاحها
1) الظلم الذي سقاه بني أمية لآل البيت والرعية وخاصة في العراق والحجاز باستعمالهم ولاة قساة القلب مثل الحجاج وزياد بن أبيه وابنه عبيد الله .
2) دخول أبي مسلم الخراساني وهو خطيب بارع نجح في استمالة العرب والفرس في خراسان .
3) المطالبة بدم الحسين .
4) ضعف الخلفاء الأمويين مثل يزيد بن عبد الملك الذي انشغل بالموسيقى واللهو .
5) حصول العباسيين على دعم ومساندة الموالي .
6) اعتماد العباسيين على صلتهم بالرسول (ص) , عن أبي هريرة أن الرسول (ص) قال للعباس :" فيكم النبوة وفيكم الملك " .(124)
7) انتقال حق الإمامة من بيت علي إلى بيت العباس على يد أبي هاشم بن محمد بن الحنفيّه زعيم الشيعة الكيسانية .
سبق الدعوة العباسية تحضير كبير فقد أرسلوا الدعاة إلى الأمصار متخفين على هيئة تجار .
9) رفض حكم مروان بن محمد الملقب بالحمار لشدة
الثورة تعني إلغاء نظام الحكم واستبداله بنظامٍ آخر من خلال تغيير حاد لمؤسسات الحكم, وتغيير في قوى الطبقات والطوائف التي تشكّل فسيفساء المجتمع.
الثورة الناجحة يلتفّ حولها الشعب كما تلتفّ العائلة حول الأب والجنود حول قائدها لتحقيق النصر المؤزَّر ، ونجاح الثورة متعلق بعدة عوامل منها :
• وجود قائد مُوجّه يُلهب حماس الجماهير .
• تنظيم السكان قُبَيْل الثورة أيدلوجية متطورة لإنارة الطريق لتبديد الظلام ولنشر الأفكار ولتشجيع حملة السيف .
• تنشر الأيدلوجية الثورة عن طريق وسائل الإعلام, ورجال الدين, والمناشير, والمحادثات السريّة . والأدب والكتب الممنوعة .
• تتفاوت إنجازات الثورات من ثورة لأخرى.
في كتابنا الجديد تناولتُ الثورات التي فجَّرتْ صمتَ التاريخ الإسلامي, وقلبَتْ الأمور رأساً على عقب. بعض الثورات حاولتْ تغيير مجرى التاريخ الإسلامي بشكل سلبي وثورات أخرى حاولتْ تصحيح الانحراف والانحطاط لدى ملوك ودول بقوة السيف وسلطة اللسان, والشعب الذي سئم وقع السياط على جلده سُرْعان ما ينضمّ إلى طبول الثورة, وصليل السيوف يحمل روحه على رمحه .
حرصتُ من خلال هذا البحث على عرض الثورات التي اشتعلت وأشْغَلَتْ وأنهكتْ وأهلكتْ العديد من المسلمين في كل حقبة مُبَيِّناً دوافعها وأسبابها ونتائجها وأثرها على تطور التاريخ الإسلامي.
واليوم في هذا الزمن الأصفر, زمن الذل والهوان والانحطاط الثقافي والأخلاقي والسياسي والعسكري, على وقع سقوط عاصمة الرشيد بغداد, "عِقْد الأمة" وإذلال سيّدها, على الملأ استخفافاً بأمة اتكأت يوماً على سور الصين وشربت خيولها من أنهار اسبانيا, ودانت لها إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس.
نحن أحوج إلى أم الثورات, لا ثورة فيها نحطم أصنامنا, أو نبيد بعضنا, أو نحرق ما تبقّى من تراثنا, بل ثورة تبدأ بصدورنا, بقلوبنا, نعيد للإنسان كرامته المصادرة في كل مكان. نحترم بعضنا, نصغي للآخر المختلف.
إن اختفى أحدنا لا ننام قبل عودته إلى حضن عائلته, إن جاع طفل في موريتانيا أو الصومال أو فلسطين لا نأكل ملء بطوننا قبل إن يشبع كلّ أطفال العرب, لنعيد للكتاب بريقه ومجده لأن الأمة تُتَوج بإكليل العلم, بلا كتابٍ وعلم, نَظَلُ أضْيَعُ من الأيتام على مائدة اللئام, لنعطي لأصحاب العلم دورهم الريادي, في الإبحار بنا بعيداً عن جزر الظلام وشواطئ الخمول والإذلال.
ثورة في تعاملنا مع جيراننا مع زملائنا مع أصدقائنا, مع أهلنا, مع أنفسنا, مع أولادنا, مع ثقافتنا, مع تراثنا, مع تاريخنا.
عندها تسقط كل الدُمى لكونها لا تلائم عالمنا التقدمي, ويكفّ العالم عن نهش لحومنا واقتطاع أرضنا, وهضم حقوقنا, وافتراس ثرواتنا, ودوس كرامتنا, ورمينا في مستنقع الإرهاب ومحيط الفقر والتخلّف.
نتوق لثورة حقيقية تعيد للعروبة كرامتها وللإسلام مجده وللإنسانية لونها.
الفصل الأول
حروب الردَّة
كانت حروب الردّة هي أول ثورة وتمرّد على الحكم الإسلامي المركزي , والتي شكَّلت خطراً جسيماً على الخليفة الأول أبي بكر الصديق وعلى الدولة الإسلامية الفتية.
أسباب حروب الردَّة
1) موت الرسول صلى الله عليه وسلم , فبعض القبائل قالت :-" لو كان نبياً ما مات"(1) , تجاهلوا قوله تعالى :-" إنك ميت وإنهم ميتون ".(2)
2) بعضهم اعتقد أن النبوة ولَّت بموت الرسول .
3) بعض القبائل أسقطت من حساباتها الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام.
قالوا لما استخلف أبو بكر رحمه الله ارتدت طوائف من العرب ومنعت
الصدقة وقال قوم منهم : نقيم الصلاة ولا نؤدي الزكاة , فقال أبو بكر
رضي الله عنه :" لو منعوني عقالاً لقاتلتهم ". (3)
4) رفض خلافة أبي بكر الصديق .
5) انزعاج القبائل العربية من السلطة المركزية في المدينة وخاصة الرسل الدينيين الذين يُعلّمون الناس الدين على أصوله ويجمعون الزكاة . هذه القبائل كانت تمقت الغريب .(4
6) ظهور أشخاص ادَّعوا النبوة وأشهرهم مَسلَمة وقد دعاه المسلمون مُسيلمة من باب التصغير والتحقير وقد تأثر بالأفكار المسيحية وقد اتبعه بنو حنيفة (5), ونجاح التيمية من بني يربوع كانت تدَّعي الكهانة تحالفت مع مالك بن نويرة ثم لقيت مسيلمة وتزوجته (6) وكان مسيلمة قد أرسل إلى الرسول وهو على قيد الحياة رسالة عجيبة :-
" من مُسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله , سلام عليك أما بعد فاني قد أُشركت في الأمر معك , وان لنا نصف الأرض , ولقريش نصف الأرض, لكن قريش قوم يعتدون " .
فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم :- " من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ( السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " . وقد توفي الرسول قبل أن يُسَيِّر له حملة عسكرية للقضاء على أحلامه وافتراءاته .(7)
نتائج وأبعاد حروب الردة
1) انتصار المسلمين على قلتهم على المرتدين .
2) ظهور خالد بن الوليد كفارس عبقري .
3) جرّب المسلمون الأسلحة والخطّة العسكرية .
4) ثبات أبو بكر الصديق وشمولية نظرته بالرغم من تهديد المشركين باحتلال المدينة وخاصة في ظل غياب قوة الإسلام العسكرية بقيادة أسامة بن زيد خارج الجزيرة العربية.
5) استشهاد الكثير من حفظة القرآن الكريم وكبار الصحابة وفي معركة حديقة الموت التي قضى فيها على مسيلمة الكذاب استشهد من الأنصار المهاجرين سبعمائة رجل.(
6) توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام من جديد .
7) لما فرغ أبو بكر الصديق من أمر المرتدين أعدَّ الجيوش إلى الشام , وأخذ يستنفر الناس ويدعوهم للجهاد ويرغبهم بغنائم الحرب .(9)
ظهور الخلاف بين خالد بن الوليد قائد الحملات والصحابي عمر بن الخطاب كبير المستشارين للخليفة أبي بكر الصديق , بسبب مقتل أحد زعماء المرتدين ( مالك بن نويرة ) الذي أعلن عن إسلامه لاحقاً ثم تزوج خالد زوجته , وخالد لم يقتله عمداً ." ولما رأى خالد اختلاف القوم في شأن مالك وأصحابه أمر بحبسهم حتى ينظر في أمرهم. وكان ذلك في ليلة باردة ثم أمر خالد منادياً فنادى دافئوا أسراكم , وهي في لغة كنانة ومعناها القتل , وكان الحراس من بني كنانة , فوقعوا فيهم قتلاً ".(10)
ولما علم أبو بكر الصديق أبى أن يصدق إلا عند عودة خالد بن الوليد, أما عمر بن الخطاب فقال لخالد عند عودته : " ارئاء ! قتلت امرأً مسلماً ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك " .
وظل الأمر في صدر عمر بن الخطاب فلما تولى الخلافة قام بعزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش قبيل معركة اليرموك الفاصلة (11) , وكان رد خالد بن الوليد :" أنا لا أُقاتل من أجل عمر إنما أُقاتل لإرضاء رب عمر" (12) .
9) أسباب فشل حركة المرتدين تعود لعدم توحيد صفوفهم وكثرة زعمائهم وانعدام العقيدة , ضعف الخطة العسكرية وعدم استغلالهم لخلو المدينة من الجيش الإسلامي , الارتكاز على القبلية بينما بالمقابل المسلمين , ميزهم التفافهم حول الخليفة أبو بكر الصديق , وعمق العقيدة الصادقة والشجاعة الباسلة .
(1)- محمد أحمد باشميل , حروب الردة , ص 24 .
(2) - سورة الزمر , القرآن الكريم , آية 30 .
(3) - البلاذري , فتوح البلدان , ص 103 .
(4) - كارل بروكلمان , تاريخ الشعوب العربية , ص 83 .
(5) - ن.م , ص 85 .
(6) - محمد أبو الفضل إبراهيم, أيام العرب في الإسلام , ص 161 .
(7) - حروب الردة , ص 104 .
(- تاريخ الشعوب الإسلامية , ص 87 .
(9) - فتوح البلدان , ص 115 .
(10) - أيام العرب في الإسلام , ص 163 .
(11) - ن.م , ص10 .
الفصل الثاني
الفتنة الأولى في الإسلام
ومقتل عثمان بن عفان
مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان والثورة التي سبقت الاغتيال والفتن التي تلت مقتله وما زالت آثارها تنخر بهيكل الأمة الإسلامية حتى يومنا هذا.
أسباب الفتنة
1. قيام عبد الله بن سبأ وهو من أصل يهودي أسلم إلا أنه آثر بنشر الفتن لتقويض أركان الدولة الإسلامية وشرعية خلافة عثمان بن عفان ,كان يقول :-" عجبت ممن يقول برجعة المسيح ولا يقول برجعة محمد ... يكون فيكم أهل بيت نبيكم ثم يُقصون عن أمركم " .(13)
ثم قال أن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وأخذ يكاتب الناس ويطعن في أمراء الناس في الأمصار .
2. اتهام عثمان بن عفان بالميل إلى أقاربه وتقليدهم للمناصب الرفيعة , مثل معاوية بن أبي سفيان في الشام , وعبد الله بن عامر بن كريز , ومروان بن الحكم . قال ابن حجر دفاعاً عن معاوية :-
"معاوية بن سفيان رضي الله عنه , صحب النبي (ص) وكتب له, وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقرّه عمر ".(14)
3. كان الخليفة عمر قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين ومنعهم من الخروج إلى الأمصار بإذن مسبق خوفاً من أن ينشغلوا عن العبادة بجمع المال أما عثمان فسمح لهم .(15)
4. إجلائه لأبي ذر الغفاري وهو صحابي جليل من السابقين للإسلام بسبب إنتقاده لمعاوية وعماله ودعوتهم للاجتهاد والاقتصاد ومساعدة الفقراء .(16)
5. غناه وثروته الهائلة التي لم تلحظها على الخلفاء أبي بكر وعمر , يوم قتل كان له عند خازنه من المال خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم , وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرها مائة ألف دينار , وخلف خيلاً كثيراً وإبلاً".(17) والصحيح أن عثمان كان كريم النفس يجود بالكثير في سبيل رفع راية الإسلام خفاقة . "أخرج الترمذي عن أنس والحاكم وصححه , عن عبد الرحمن بن سمرة قال:- جاء عثمان إلى النبي (ص) بألف دينار حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجره , وجعل رسول الله (ص) يقلبها ويقول : ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين".(18)
6. جمعه للقرآن الكريم وإحراقه للنسخ المتبقية , وهو عمل جبار يستحق عليه الثناء لأن كارثة ضياعه كانت تحلق في الأفق بسبب حروب الردة. قال زيد بن ثابت :-" أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال :- إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن , وإني أخشى أن يستحر بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن".(19)
7. رده الحكم بعد أن كان قد أساء للرسول , لكن هنالك من يقول إنه أخذ الإذن وكان الحكم أتهم بتجسسه على حجر أزواج النبي .(20)
8. أبطل سنة القصر في الصلوات في السفر , اجتهاداً منه .(21)
9. وزع الأموال الطائلة على بني أمية.
10. رفض تسليم مروان بن الحكم لأنه زور على لسان عثمان كتاباً إلى مصر يأمر بقتل زعماء الوفد ولو سلمه عثمان لتركه الثوار وشأنه .(22)
نتائج الفتنة
1) رفض عثمان بن عفان الفرار إلى الشام أو تسليم مروان بن الحكم أو القتال " إني أعرض عليك خصالاً ثلاث :- إحداهن – إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عدداً وقوة وأنت على حق وهم على الباطل , وإما أن نخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على راحتك , فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها , وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية , فقال عثمان :- " أما أن أخرج فأقاتل فلن
أكون أول من خَلَفَ رسول الله (ص) يقول : " يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا , وأما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله " .(23)
2) حاصر الثوار دار عثمان ومنعوا عنه الطعام والشراب والصلاة في المسجد .
3) هجم الثوار على بيت عثمان ثم تسلقوا الأسوار وقد أشترك في قتله الغافقي بن حرب , قثيرة بن حمران , سودان بن حمران , كنانة ابن بشر , عمرو بن الحمق , وكان يقرأ القرآن , وكان عمره اثنين وثمانين سنة وصدق رسول الله عندما قال :" فتنة يقتل فيها عثمان مظلوماً ". (24)
4) اتهام كبار الصحابة بالتخاذل وعدم مد يد العون لعثمان خلال أيام الحصار مثل علي بن أبي طالب وطلحة والزبير , مع العلم أنهم أرسلوا أبناءهم ليدافعوا عنه فقال لهم عثمان :-" اعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولازمتم بيوتكم ".(25) وقد اعتقد عثمان أنهم لن يقدموا على سفك دمه .
5) ظهور فئة تشكك ببيعة علي بن أبي طالب مع أنه قَبِلَ البيعة مكرهاً .
6) مطالبة طلحة والزبير وعائشة ومعاوية في معركتي الجمل وصفين بدم عثمان .
7) لأول مرة في التاريخ الإسلامي تطالب فئة بالخروج عن طاعة خليفة رسول الله وحتى قتله .
انحسار الفتوحات الإسلامية بسبب انشغال الخليفة علي بن أبي طالب بالقضاء على الفتن الداخلية .
9) انقسم المؤرخون والعلماء والأمة حول الفتنة وموقف عثمان والصحابة.
(13) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 324 .
(14) - فؤاد بن سراج بن عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 55 .
(15) - محمد العربي التباني ,تحذير العبقري من محاضرات الخضري , ص 275 .
(16) - محمد الخضري, الدولة الأموية , ص 327 .
(17) - المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 331
(18) - جلال الدين السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 137 .
(19) - القاضي أبو بكر ابن العربي ,العواصم من القواصم , ص 282 .
(20) - محمد العربي التباني, تحذير العبقري ,ص 285 .
(21) - القاضي أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 286 .
(22) - ن.م , ص 286 .
(23) - جلال الدين السيوطي, تاريخ الخلفاء , ص 144 .
(24) - فؤاد ابن سراج عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 63 .
(25) - القاضي أبو بكر بن العربي, العواصم من القواصم , ص 299 .
الفصل الثالث
ثورة الثلاثي طلحة والزبير وعائشة
ومعركة الجمل (656م)
بويع الإمام علي بن أبي طالب في اليوم الذي قتل فيه الخليفة عثمان بن عفان (26) لكن الخليفة الجديد وجد نفسه وسط بحر من التحريض والفتن والمؤامرات .
وكان الثلاثي طلحة والزبير وعائشة قد اجتمعوا في مكة وقرروا التوجه إلى البصرة لأن لطلحة والزبير فيها أنصاراً .
أسباب الثورة
1) طلحة والزبير كانا من الأرستقراطية القرشية وقد استفادا من عصر الفتوحات الإسلامية وجمعا المال والضياع والجياد , ولم يكن من مصلحتهما أن يتقلد علي بن أبي طالب الخلافة , فهو عادل ولن يسمح بالثراء غير المشروع , (27) فهو قريب إلى الرسول ( ص ) فقال له النبي :-" أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " .(28)
2) قيام علي بعزل جميع ولاة عثمان (29) هذه الخطوة أثارت حفيظة الأمويين أقارب عثمان بن عفان .
3) اعتقد طلحة والزبير أن لهما نصيباً في السلطة وطمحا بأن يعينهما عليٌّ ولاة على العراق واليمن ولما انكشف لهما الأمر وخاب ظنهما انفضا من حول الإمام علي .(30
4) المطالبة بدم عثمان .(31)
5) المطالبة بمحاكمة وتسليم قتلة عثمان .
6) تأخر علي بإقامة الحد على قتلة عثمان , ربما بسبب كثرتهم , والفوضى التي عمت المدينة .
7) اتهام علي بالمشاركة في قتل عثمان لتقاعسه في رد الثوار أما علي فقال :-" والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله , ولكن الله قتل عثمان وأنا معه".(32)
اختلاط قتلة عثمان والمحرضين عليه في صفوف جيش علي(33)
9) هنالك من يذهب إلى إن طلحة والزبير وعائشة خرجوا إلى البصرة لتوحيد كلمة المسلمين (34) .
10) قيام جيش الثلاثي طلحة والزبير وعائشة بمحاربة والي البصرة المعين من قبل عثمان بن حنيف .(35)
11) حاول الإمام علي حلّ المشكلة بالطرق الدبلوماسية والحوار وتذكيرهم بحب رسول الله له وحقه بالخلافة وبراءته من دم عثمان لكن هذه المساعي ذهبت أدراج الرياح .(36
12) الخلاف القديم بين عائشة زوجة الرسول وعلي بن أبي طالب
أ. تأخر علي عن مبايعة والدها أبي بكر الصديق بالخلافة ربما بسبب حزنه على وفاة الرسول –" لما توفي رسول الله (ص) أبطأ علي عن بيعة أبي بكر فلقيه أبو بكر , فقال :-" أكرهت أمارتي ؟ فقال: لا , لكن آليت أن ارتدي بردائي إلى الصلاة حتى أجمع القرآن " .(37)
ب. بسبب حديث الإفك ومطالبة علي بن أبي طالب للرسول بأن يطلق عائشة , حتى جاءت الآيات الكريمة تثبت براءة زوجة الرسول عائشة من كل الشبهات .
نتائج معركة الجمل
1) انتصار جيش علي .
2) مقتل طلحة والزبير , وكان الزبير بن عوام قد لمح الخسارة في صفوف جيشه وانسحب إلا أن رجلاً تعقبه وقتله وهو يصلي خارج المعسكر واسمه عمرو بن جرموز(38) أما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم فمات(39).
3) قتل في المعركة عشرة آلاف من جيش البصرة ( ثلث الجيش ) وخمسة آلاف من جيش علي بن أبي طالب ( ربع الجيش ) .(40)
4) وقوع عائشة في الأسر بعد عقر جملها ( عسكر ) فأسرها علي وأرسلها مع أخيها محمد بن أبي بكر الذي حارب إلى جانبه إلى مكة .
5) انتقال مركز الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة , من شبه الجزيرة العربية إلى أطراف الدولة الإسلامية .
6) دخل علي البصرة وعاتب أهلها على موقفهم المعادي , وتقبل البيعة منهم .
7) تصالح علي مع عائشة التي انسحبت من المسرح السياسي حتى ماتت سنة 58 هجري .
دانت جميع الأمصار الإسلامية لحكم علي عدا الشام بقيت تحت إمرة معاوية بن أبي سفيان .
9) سياسة علي التسامحيّة اتجاه أعدائه , فقد أطلق سراح الأسرى الذين لجأوا إلى معاوية في الشام .
10) القضاء على الهالة المقدسة حول الخليفة والخلافة الإسلامية .
11) الاعتماد على السيف لفض النزاع بين المسلمين .
12) استعداد علي لملاقاة معاوية بن أبي سفيان الذي كان يُجَهِّز له , لولا وقعة الجمل.
13) رأفة علي بأعدائه , فقال في خطبته قبل القتال :-" أيها الناس إذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح , ولا تقتلوا أسيراً , ولا تتبعوا مولياً , ولا تطلبوا مدبراً , ولا تكشفوا عورة , ولا تمثلوا بقتيل , ولا تَهتكوا سراً"(41) .
(26) - المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 347 .
(27) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 27 .
(28) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 118 .
(29) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 343 .
(30) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص30 .
(31) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 155 .
(32) - محمد العربي الشباني , تحذير العبقري , ص 23 .
(33) - ن.م , ص 24 .
(34) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(35) - ن.م , ص 304 .
(36) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 30 .
(37) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 164 – 165 .
(38) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 31 .
(39) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(40) - فواز بن سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 84 .
(41) - المسعودي , مروج الذهب , ص 358 .
الفصل الثالث
ثورة الثلاثي طلحة والزبير وعائشة
ومعركة الجمل (656م)
بويع الإمام علي بن أبي طالب في اليوم الذي قتل فيه الخليفة عثمان بن عفان (26) لكن الخليفة الجديد وجد نفسه وسط بحر من التحريض والفتن والمؤامرات .
وكان الثلاثي طلحة والزبير وعائشة قد اجتمعوا في مكة وقرروا التوجه إلى البصرة لأن لطلحة والزبير فيها أنصاراً .
أسباب الثورة
1) طلحة والزبير كانا من الأرستقراطية القرشية وقد استفادا من عصر الفتوحات الإسلامية وجمعا المال والضياع والجياد , ولم يكن من مصلحتهما أن يتقلد علي بن أبي طالب الخلافة , فهو عادل ولن يسمح بالثراء غير المشروع , (27) فهو قريب إلى الرسول ( ص ) فقال له النبي :-" أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ! غير أنه لا نبي بعدي " .(28)
2) قيام علي بعزل جميع ولاة عثمان (29) هذه الخطوة أثارت حفيظة الأمويين أقارب عثمان بن عفان .
3) اعتقد طلحة والزبير أن لهما نصيباً في السلطة وطمحا بأن يعينهما عليٌّ ولاة على العراق واليمن ولما انكشف لهما الأمر وخاب ظنهما انفضا من حول الإمام علي .(30)
4) المطالبة بدم عثمان .(31)
5) المطالبة بمحاكمة وتسليم قتلة عثمان .
6) تأخر علي بإقامة الحد على قتلة عثمان , ربما بسبب كثرتهم , والفوضى التي عمت المدينة .
7) اتهام علي بالمشاركة في قتل عثمان لتقاعسه في رد الثوار أما علي فقال :-" والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله , ولكن الله قتل عثمان وأنا معه".(32)
اختلاط قتلة عثمان والمحرضين عليه في صفوف جيش علي(33)
9) هنالك من يذهب إلى إن طلحة والزبير وعائشة خرجوا إلى البصرة لتوحيد كلمة المسلمين (34) .
10) قيام جيش الثلاثي طلحة والزبير وعائشة بمحاربة والي البصرة المعين من قبل عثمان بن حنيف .(35)
11) حاول الإمام علي حلّ المشكلة بالطرق الدبلوماسية والحوار وتذكيرهم بحب رسول الله له وحقه بالخلافة وبراءته من دم عثمان لكن هذه المساعي ذهبت أدراج الرياح .(36)
12) الخلاف القديم بين عائشة زوجة الرسول وعلي بن أبي طالب
أ. تأخر علي عن مبايعة والدها أبي بكر الصديق بالخلافة ربما بسبب حزنه على وفاة الرسول –" لما توفي رسول الله (ص) أبطأ علي عن بيعة أبي بكر فلقيه أبو بكر , فقال :-" أكرهت أمارتي ؟ فقال: لا , لكن آليت أن ارتدي بردائي إلى الصلاة حتى أجمع القرآن " .(37)
ب. بسبب حديث الإفك ومطالبة علي بن أبي طالب للرسول بأن يطلق عائشة , حتى جاءت الآيات الكريمة تثبت براءة زوجة الرسول عائشة من كل الشبهات .
نتائج معركة الجمل
1) انتصار جيش علي .
2) مقتل طلحة والزبير , وكان الزبير بن عوام قد لمح الخسارة في صفوف جيشه وانسحب إلا أن رجلاً تعقبه وقتله وهو يصلي خارج المعسكر واسمه عمرو بن جرموز(38) أما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم فمات(39
3) قتل في المعركة عشرة آلاف من جيش البصرة ( ثلث الجيش ) وخمسة آلاف من جيش علي بن أبي طالب ( ربع الجيش ) .(40)
4) وقوع عائشة في الأسر بعد عقر جملها ( عسكر ) فأسرها علي وأرسلها مع أخيها محمد بن أبي بكر الذي حارب إلى جانبه إلى مكة .
5) انتقال مركز الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة , من شبه الجزيرة العربية إلى أطراف الدولة الإسلامية .
6) دخل علي البصرة وعاتب أهلها على موقفهم المعادي , وتقبل البيعة منهم .
7) تصالح علي مع عائشة التي انسحبت من المسرح السياسي حتى ماتت سنة 58 هجري .
دانت جميع الأمصار الإسلامية لحكم علي عدا الشام بقيت تحت إمرة معاوية بن أبي سفيان .
9) سياسة علي التسامحيّة اتجاه أعدائه , فقد أطلق سراح الأسرى الذين لجأوا إلى معاوية في الشام .
10) القضاء على الهالة المقدسة حول الخليفة والخلافة الإسلامية .
11) الاعتماد على السيف لفض النزاع بين المسلمين .
12) استعداد علي لملاقاة معاوية بن أبي سفيان الذي كان يُجَهِّز له , لولا وقعة الجمل.
13) رأفة علي بأعدائه , فقال في خطبته قبل القتال :-" أيها الناس إذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح , ولا تقتلوا أسيراً , ولا تتبعوا مولياً , ولا تطلبوا مدبراً , ولا تكشفوا عورة , ولا تمثلوا بقتيل , ولا تَهتكوا سراً"(41) .
(26) - المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 347
(27) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 27 .
(28) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 118 .
(29) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 343 .
(30) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص30 .
(31) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 155 .
(32) - محمد العربي الشباني , تحذير العبقري , ص 23 .
(33) - ن.م , ص 24 .
(34) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304
(35) - ن.م , ص 304 .
(36) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 30 .
(37) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 164 – 165 .
(38) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 31 .
(39) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(40) - فواز بن سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 84 .
(41) - المسعودي , مروج الذهب , ص 358 .
الفصل الخامس
ثورة الحسين بن علي ومذبحة كربلاء
(61 هـ) 680 م
أسباب الثورة
1) لم يكن الحسين قد وافق على تنازل أخيه الحسن عن الخلافة لمعاوية .
2) لم يبايع الحسين يزيد بن معاوية بالخلافة .
3) لم يحترم معاوية الاتفاق مع الحسن , بل سارع إلى قتله بالسم بواسطة زوجته .
4) راسل أهلُ الكوفة الحسين ليبايعوه .(59)
5) ظهر فسق يزيد وحاد عن الدين القويم ورأى الحسين أن الثورة حتمية ليعيد لدينه ثوبه البهي .(60)
6) أوفد الحسين بن علي مسلم بن عقيل ليتطلع الأمر , وفي الكوفة اكتسب وداً كبيراً وأخذ البيعة للحسين , مما أغاظ عبيد الله بن زياد الذي عينه خصيصاً والياً للكوفة ليقتل ويلاحق مسلم بن عقيل .(61)
7) استعمل عبد الله الحيل والرشاوى لإلقاء القبض على مسلم فقتله سنة 60هجري .
تشجيع عبد الله بن الزبير الحسين على الخروج لأهل الكوفة لينفرد هو بالحجاز ، لأنهم لن يبايعونه ما دام الحسين بينهم . (62)
9) سار الحسين إلى الكوفة بالرغم من نصيحة عبد الله بن العباس والشاعر الفرزدق الذي قال له :-" قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية , والقضاء ينزل من السماء , والله يفعل ما يشاء ".(63)
10) أراد الحسين أن يعود لكن هنالك من حثه على الأخذ بثأر مسلم بن عقيل فقال الحسين :-" لا خير في العيش بعد هؤلاء ".(64)
11) رفض الحسين الانسحاب أو العدول عن حسم السيف, رغم
الفرق الشاسع بين قواتهِ وقوات الأمويين .
12) بلغ عدد أصحاب الحسين ثلاثمائة .(65)
13) بلغ عدد الأمويين أكثر من أربعة آلاف مقاتل بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص .(66)
نتائج ثورة الحسين
1) في معركة غير متكافئة عسكرياً وفي ظل حصار ومنع الماء عن الحسين وأصحابه , قتل الحسين وأصحابه .
2) تم التمثيل بجثة الحسين من خلال قطع رأسه ومن خلال مرور الخيل على جسده .
3) عرض الحسين على الجيش الأموي أن يقتلوه وحده ويتركوا الأطفال والنساء والضعفاء , لكنهم رفضوا (67) مما يدل على قساوة قلوبهم بما يخالف أسس الحرب وأخلاقه , إن كان في الحرب أخلاق.
4) كادت تنقرض بموت الحسين أفراد أسرة النبي الذكور , لولا الطفل المريض (علي ) الذي أنقذته زينب أخت الحسين ولقب فيما بعد " بزين العابدين " وهو ابن الحسين من زوجه بنت ( يزد جرد ) آخر ملوك الفرس الساسانيين وكاد عبيد الله بن زياد يهم بذبحه .(68)
5) مقتل الحسين بهذه الصورة اللا إنسانية والمشبعة بالوحشية هو وأطفاله كان أحد أسباب سقوط الدولة الأموية فيما بعد .
6) قتل في كربلاء من جيش الأمويين ثمانية وثمانون رجلاً .(69)
7) بعد مقتل الحسين توقدت نار التشيع لدى الشيعة وصار مقتله ناراً في صدورهم يتحينون الساعة للثأر له .
يقول المؤرخ الإنجليزي "جيبون " :- " إن مأساة الحسين المروعة بالرغم من تقادم عهدها وتباين موطنها لابد أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القراء إحساساً وأقساهم قلباً ".(70)
9) أخذ رأس الحسين ونساء الحسين وعلي الصغير إلى دمشق حاملين رؤوس الشهداء على أسنة الرماح لكن يزيد أرجعهن في الحال إلى المدينة.
10) يعتبر البعض مقتل الحسين تتمة لانتصار معاوية على علي .(71)
11) انتشر التشيّع بين الفرس الذين تربطهم بالحسين رابطة المصاهرة , في نظرهم هو الأحق بالخلافة هو وذريته , لأنهم يجمعون بين أشرف دم عربي وأتقى دم فارسي.(72)
12) خذلَ أهل العراق الحسين كما خذلوا أخاه الحسن ووالده علي من قبله , وإن كان بعض المؤرخين من الشيعة مثل اليعقوبي يسوق لنا أن بني أمية طردوا الحسين وشتموه وأخذوا ماله وطلبوا دمه ولم يجد له مخرجاً إلا القدوم إلى الكوفة حيث معقل أنصاره وأنصار أبيه .(73)
13) بالغ الشيعة في نشر الروايات بعد مقتل الحسين كما يذكر ابن كثير – "ذكروا في مقتله أشياء كثيرة أنها وقعت من كسوف الشمس يومئذ ...وتغيير آفاق السماء , ولم ينقلب حجر إلا وتحته دم .. وأن اللحم صار مثل العلقم ". (74)
14) كان الحسين فدائياً حقيقياً أراد أن يحرك الأمة الإسلامية الساكتة يضع دمه على كفة فإما حياة كريمة وعزة نفس وإما موت الشهداء .
15) سُفِكَ دمٌ كثيرٌ بين المسلمين في الثورات التي رفعت شعار " يا لثارات الحسين".
16) يختلف المؤرخون فيمن يتحمل مسؤولية مذبحة كربلاء , هل الخليفة يزيد بن معاوية صاحب الكلمة الأولى والأخيرة , أم عبيد الله بن زياد نائبه على العراق الذي تمتع باستقلال كبير , أم قائد الجيش عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي حارب كارهاً , وإن كان ابن زياد مذنب ودم الحسين يصرخ على كفيه , فإن يزيد لم يقم بعزله ربما لأنه صارم مع أهل العراق وخبير ببواطن أمورهم , وقد تفسر خطوة عزله تعاطفاً مع آل البيت.(75)
17) حتى يومنا هذا يحيي الشيعة في إيران والعراق ولبنان وغيرها من المدن ذكرى استشهاد الحسين , حيث يعذبون أنفسهم تعبيراً عن التقصير في نصرة الحسين.(76)
1) نظم آلاف الشعراء قصائد في رثاء الحسين بن علي , وأهل بيته وأصحابه ويسمى بأدب الطَّفّ والعجيب أنه رغم البعد الزمني لمذبحة كربلاء واستشهاد الحسين ما زال الشعراء يخلدونه بقصائدهم من شيعة وسنة ومسيحيين .
فهذا عوف الأزدي يرثيه (77):-
ليبكِ حسيناً مُرْمِلٌ ذو خصاصةٍ
عديمٌ وأمام تشكّـى المواليـا
فأضحى حسينٌ للرماحِ دريئـةً
وغُودرَ مسلوباً لدى الطَّفِّ ثاويا
سقى الله قبراً ضُمِّنَ المجد والتقى
بغربيـة الطَّـفّ الفـواديـا
فيا أمة تاهت وضلَّتْ سفاهـةً
أنيبوا فارضوا الواحد المتعاليا
أما زوجته الرباب بنت امرئ القيس بن عدي رثت زوجها (78):-
إنَّ الذي كان نوراً يستضاء بـه
في كربلاء قتيلاً غير مدفـون
سبط النبي جزاك الله صالِحـةً
عنّا وجُنِّبْتَ خسران الموازيـن
قد كنت لي جبلا صلداً ألوذ بـه
وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن
يغني ويأوي إليه كلُّ مسكين
والله لا ابتغي صهراً بصهركم
حتى أُغَيَّب بين اللحد والطين
19) تعتبر كربلاء مدينة مقدسة لدى الشيعة ، وهي مدينة عراقية تقع على الضفة اليسرى من جدول الحسينية الذي يتفرع منه نهر الفرات على مسافة 104 كم من بغداد , وفيها قبر الحسين , ويزورها آلاف الحجاج .
(59) - فواز بن سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 402 .
(60) - ابن خلدون , المقدمة , ص 170 .
(61) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 104 .
(62) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 20 .
(63) - ن . م , ص 40 .
(64) - ن . م , ص 42 .
(65) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 226 .
(66) - ن . م , ص 226 .
(67)- سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب و التمدن الإسلامي , ص 72.
(68) - 66) ن . م , ص 74 .
(69) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , ج 4 , ص 80 .
(70) - سيد أمير علي , تاريخ العرب والتمدن الإسلامي .
(71) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 105 .
(72) - د . حسن إبراهيم حسن , تاريخ الإسلام , ج 2 , ص 8 .
(73) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 312 .
(74) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 226 .
(75) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص .
(76) - كلود كوهن ، الإسلام، ص 58 .
(77) - حنا فرح , المواكب , العدد 7-8 \ 2003 , ص 54 .
(78) - ن . م , ص 58 .
الفصل السادس
ثورة عبد الله بن الزبير
هو أول مولود ولد للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة (79) أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق , ووالده عبد الله بن الزبير أحد المبشرين بالجنة , عرف عنه شدة الدهاء , والشجاعة والنزاهة.(80)
أسباب ثورته
1) بعد مقتل الحسين أخذ عبد الله بن الزبير يدعو لنفسه بمكة .(81)
2) اتهام يزيد بن معاوية بترك الصلاة , وشرب الخمر وملاعبة الكلاب(82)، من قبل وفد المدينة الذي زاره فأحسن وفادتهم وأكرمهم بوافر المال
3) قيام يزيد بشنّ حملة عسكرية على أهل المدينة الذين خلعوه ، سُميت بالحرة 63 هجري وهي منطقة شرقي المدينة . وبلغ جيش الأمويين حوالي 12000 مقاتل بقيادة مسلم بن عقبة . وقتل من أهل المدينة 1000 رجل معظمهم من الأنصار والمهاجرين واتهم جيش يزيد(83) بـ :
أ. إرسال رؤوس القتلى إلى يزيد .
ب. استباحة المدينة بأمر من يزيد –" فإن ظهرتَ عليهم فأبحها ثلاثاً , فما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند فإن مضت الثلاث فأكفف عن الناس".(84)
ج. عن الإمام مالك : قتل يوم الحرة (700) رجل من حملة القرآن (85)
وهذه خسارة فادحة للأمة .
د. انتهاك حرمة المدينة وهي مدينة مقدسة عند الله ورسوله والمسلمين
فلا يحل فيها القتال .(86)
4) رفض عبد الله بن الزبير مبايعة يزيد ، وشجعه كثير من الصحابة والزعماء وعامة الناس .
5) انحطاط مكانة الحجاز الاقتصادية والاجتماعية بسبب انفراد الشام بالخيرات , وقد صعب على أهل الحجاز زوال النعم عنهم .
نتائج الثورة
1) احتمى عبد الله بن الزبير بالبيت الحرام داخل مكة ففرض حصاراً على مكة وأهلها .
2) تَّم رمي مكة بالمنجنيق .(87)
3) توفي يزيد أثناء الحصار فتم وقف القتال سنة 63 هجري .
4) رفض عبد الله بن الزبير عرضاً مغرياً للحصين بن نمير قائد القوات الأموية بأن يصبح خليفة , قال له : " أنت أحق بهذا الأمر هلم فلنبايعك , ثم اخرج معنا إلى الشام فإن هذا الجند الذين معي هم وجوه الشام وفرسانه فوالله لا يختلف عليك اثنان على أن تؤمن الناس وتهدر هذه الدماء التي كانت بيننا وبينك " . (88) وعلى الأرجح فإن ابن الزبير ضيع فرصة ذهبية سانحة ليصبح خليفة المسلمين الأوحد , لكنه ربما خاف أن يغدر به أهل الشام , ورفض أن يتخلى عن الحجاز ومكانته الهامة .
5) نجح عبد الله بن الزبير أن ينتزع السلطة من الأمويين في معظم الأقطار الإسلامية , الحجاز , فلسطين , العراق , مصر , وحتى أجزاء كبيرة من سوريا . (89)
6) حتى زعماء البيت الأموي كادوا يتنازلون لابن الزبير عن الخلافة وعلى رأسهم مروان بن الحكم الذي وحد كلمة الأمويين بعد معركة مرج رهط 684 م .(90)
7) نجح مصعب بن الزبير اخو عبد الله في القضاء على ثورة التوابين وهم من الشيعة وزعيمهم المختار 67 هجري .(91)
بسحق مصعب للشيعة في العراق يكون أيضا قد خدم الأمويين والخليفة عبد الملك بن مروان .
9) أراد عبد الملك أن يهاجم مصعب في العراق قبل أن يهاجمه في عقر داره , وشجعه تشجيع أهل العراق له بالقدوم وفي معركة مسكن في العراق سنة 72 هجري قتل مصعب وقتل معه عدد من الصحابة وآلاف الموالين (92) ويعود سبب خسارته لغدر أهل العراق به .
10) بقتل مصعب وخسارة العراق خسر عبد الله ساعده الأيمن وانكشف ظهره للأمويين ونقم على أهل العراق .
11) عين عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي ليقارع ابن الزبير المتحصن في مكة فجهز له جيشاً قوياً .
12) رمى الحجاج الكعبة بالمنجنيق وألحق بها خسائر فادحة .(93)
13) احتراق الكعبة بسبب القصف وهنالك من يرجح ذلك أن جماعة عبد الله بن الزبير سبب الحريق بسبب إشعال النار بالقرب من الكعبة.(94)
14) قاتل عبد الله بن الزبير قتالاً شديداً بطولياً.(95)
15) نقص في المؤن وارتفاع بالأسعار مما زاد من تضايق الناس في مكة .
16) تخلى أكثر من عشرة آلاف مقاتل عن عبد الله بن الزبير وبينهم ولداه حمزة وخبيب وانضموا إلى صفوف الحجاج .
17) امتاز عبد الله بن الزبير بالبخل الشديد وربما التقشف المبالغ به فكانت بيوته مملوءة بالتمر والمؤن ولم يوزع على جنده , فلو كان كريماً ما خسر وما انتشرت المجاعة وما تخلى عنه جنده .
18) استشارة أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق" وكان عمرها مائة سنة لم تقع لها سن , ولا ابيضَّ لها شعر ولم يُنْكِر لها عقل "(96) فقالت له :-" إن كنت تعلم انك على حق وإليه تدعو فامض له , فقد قتل عليه أصحابك , ولا تمكن رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية , وان كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت , أهلكت نفسك ومن قتل معك , فقبل رأسها وقال هذا الرأي الذي قمت به , ما ركنت إلى الدني
وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله ,فانظري فاني مقتول فلا يشتد حزنك " .(97) لأن عبد الله بن الزبير خاف أن يمثلوا بجثته كما فعلوا مع الحسين بن علي يوم كربلاء فقال :-" يا أمه ، إني أخاف أن يمثل بي بعد القتل , فقالت : يا بني هل تتألم الشاة من ألم السلخ بعد الذبح " .(98)
19) قاتل عبد الله بن الزبير حتى استشهد , أصيب برأسه فقال :-
"ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
ولكن على أحد منا تقطر الدما"
ولم يهب تمزيق جسده فقال :-
" ولست أبالي حين أُقتل مسلماً
على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وان يشأ
يبارك على أوصال شلوٍ ممزع ِ".
- كان عمره 72 سنة , قتل سنة 73 هجري .
20) لم يكتفِ الحجاج بقتله بل قطع رأسه وصلب جثته المعطرة بالمسك ولكي يذهب الرائحة الزكية صلب إلى جانبه كلبا ميتا و نسورا ".(99)
21) بعد تدخل أخيه عروة الذي أتى إلى عبد الملك مبايعا وطلب إنزال الجثة , قال عروة : " ليس الذليل من قتلتموه لكن الذليل من ملكتموه".(100) إن صلب جثة صحابي والتمثيل بها ورفض تسليمها لأمه أسماء بنت أبي بكر لهو مس بمشاعر المسلمين والصحابة وإساءة للإسلام , ويدل على صلابة الرجل وشدة محاربته للأمويين
22) لما قتل ابن الزبير كبَّر أهل الشام فرحا بقتله فقال ابن عمر :" أنظروا إلى هؤلاء لقد كبر المسلمون فرحا بولادته وهؤلاء يكبرون فرحا بقتله"(101) .
23) هنالك من يتهم ابن الزبير أنه استغل حرمة المدينة ومكة .(102)
24) بمقتل ابن الزبير استتب الحكم لبني أمية .
قيل عنه
1) قال عثمان بن طلحة : كان الزبير لا ينازع في ثلاثة لا شجاعة ولا عبادة ولا بلاغة وكان له مائة غلام يتكلم كل واحد منهم بلغة وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته ".(103)
2) بينما عبد الله بن الزبير مع بعض الغلمان يذكرهم بالجهاد إذ شاهدوا الفاروق عمر ابن الخطاب يتجه إليهم وهو في طريقه, ففر الغلمان من حوله هيبة إلا هو فسأله الفاروق: لمَ لم تفر مثل إخوانك يا عبد الله؟ فقال له: ليست الطريق ضيقة فأوسع لك, ولست مذنبا فأخاف منك".(104)
3) مر ابن عمر على ابن الزبير وهو مصلوب فقال :-
"يرحمك الله فإنك كنت, ما علمتُ, صواما قواما وصولا للرحم ِ, فإني لأرجو ألا يعذبك الله عز وجل".(105)
(79) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 293 .
(80) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 84 .
(81) - 77) محمد أبو الفضل ابراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 418
(82) - 78) حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 340
(83) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 75 .
(84) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 423 .
(85) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 229 .
(86) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 329 .
(87) - ن . م , ص 239
(88) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 432 .
(89) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 135.
(90) - ن . م , ص 135 .
(91) - سيد احمد علي , تاريخ العرب والتمدن الإسلامي ص 80 .
(92) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 100 .
(93) - سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 81 .
(94) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 349 .
(95) - نبيه عاقل , تاريخ بني أمية , ص 107 .
(96) - المسعودي , مروج الذهب , ج 3 , ص 123 .
(97) - فواز سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 57 .
(98) - المسعودي , مروج الذهب , ج3 , ص 123 .
(99) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 309 .
(100) - ن . م , ص 358 .
(101) - ن . م , ص 356 .
(102) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها .
(103) - محمد العربي التباني , تحذير العبقري من محاضرات الخضري , ص301 .
(104) - فواز بن سراج عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 504 .
(105) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ج1 ص 290 .
الفصل السابع
ثورة المختار
هو ابن عبد الثقفي شهيد معركة الجسر .(106)
أسباب ثورته
1) المطالبة بدم الحسين وخاصة أن أهل العراق ولا سيما الكوفة والبصرة يعتصر الندم قلبهم على خذلان الحسين .
2) كان المختار قد بايع واستضاف مسلم بن عقيل عندما قدم إلى الكوفة فسجنه عبيد الله بن زياد وبتوسط الخليفة يزيد أفرج عنه .(107)
3) فشل حركة التوابين بقيادة الصحابي سليمان بن صرد , وهي حركة الشيعة الذين ندموا على قتل الحسين (108) فلم يغشوه ورأوا أن غسيل العار لا يتم إلا بقتل من قتله أي عبيد الله بن زياد لأنهم دمروا وقتل قائدهم سنة 65 هجري فاستغل المختار رغبة من تبقى منهم للانتقام من الأمويين .
4) رغبة المختار في رفع شأن الموالي .
5) تنكيل المختار بقتله الحسين .(109)
6) حصول المختار على مباركة محمد بن الحنفيّة ابن الإمام علي عليه السلام من غير فاطمة .(110)
7) رأى المختار بأنه قائد ثورة الضعفاء والمستضعفين من عرب وفرس .
الأطماع الشخصية للمختار ليصبح نجما يتداول اسمه العرب – يقول :-" إنما أنا رجل من العرب رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز ورأيت نجدة انتزى على اليمامة , ومروان على الشام , فلم أكن دون أحد من رجالات العرب , فأخذت هذه البلاد فكنت كأحدهم .(111)
9) وزع المال الكثير ووعد بالمناصب الرفيعة والخطب الرنانة ونجح
باستقطاب الناس .(112)
10) سوء معاملة ممثلي ابن الزبير للناس لمحمد بن الحنفية ولبني هاشم عامة .(113)
11) رفض عبد الله بن الزبير خدمات المختار , فقد حارب المختار مع عبد الله بن الزبير وهو محاصر في مكة في المرة الأولى وقاتل معه قتالا بطوليا .(114)
نتائج الثورة
1) استقطاب جموع غفيرة من العراقيين حول ثورة المختار من الناقمين على الأمويين وابن الزبير والطبقة الأرستقراطية العراقية المحلية .
2) نجح قائد جيش المختار ابراهيم بن الأشتر النخعي ( والده قائد جيش علي بن أبي طالب ) على نهر النماذر وقتل فيها عبيد الله بن زياد وانهزم أهل الشام (115)
3) قام المختار بعملية تطهير واسعة لقتلة الحسين ولم يشفع لهم ادعاؤهم بأنهم قاتلوا كارهين , قال لهم : " يا قتلة الصالحين وقتلة سيد شباب أهل الجنة ".(116)
4) المختار هو أول من استعمل لقب " المهدي " ويعني محمد بن الحنفيّة .
5) ادَّعى المختار النبوة .
6) ساهم المختار في زرع أشواك البغضاء بين العرب والعجم من المسلمين , يقول المختار لسادة العرب :-" ... ثم معه عبيدكم ومواليكم وكلمة هؤلاء واحدة , ومواليكم أشد حنقاً عليكم من عدوكم , فهم مقاتلوكم بشجاعة العرب وعداوة العجم ".(117)
7) أمر عبد الله بن الزبير أخاه مصعباً والي البصرة بمهاجمة المختار في الكوفة والقضاء عليه وبعد حصار الكوفة لمدة أربعة أشهر قتل المختار وقتل أتباعه (687) م .(118) وبلغ عددهم 7000 وبينهم عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب .(119)
ارتكب مصعب بن الزبير خطئا فادحا فهو والمختار ثائرين ضد الأمويين , فلو وحدوا الصفوف لقضوا على مملكة عبد الملك بن مروان المتضعضعة أصلاًً.
9) سموا أنصار المختار بالخشبية لاستعمالهم العصي والكيسانية أصحاب كيسان , مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أو تلميذ محمد بن الحنفية , ويعتقد أنه أحاط علما واسعا في التأويل والباطن وعلم الآفاق والأنفس .(120)
10) بعد موت المختار آمن أتباعه أنه لم يمت وسوف يعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلا , قال كثير عزة وهو من شيعته (121):-
ألا بان الائمـة من قريش
ولاة الحـق أربعـة سـواء
علـيّ والثلاثـة من بنيـه
هم الأسباط , ليس بهم خفاء
فسبط : سبط إيمان وبـرٍّ
وسبط : غيّبتـه كربـلاء
وسبط : لا يذوق الموت حتى
يعود الخيل يقدمـه اللـواء
تغيب , لا يرى فيهم ذمـاً
برضوى عنده عسل ومـاء
11) بزوال خطر المختار علا شأن ابن الزبير وأخذ يضايق ويلاحق محمد بن الحنفية , أرسل له :" ادخل في بيعتي وإلا نابذتك", وكان رد ابن الحنفية لابن الزبير " ما الحيلة فيما اسخط الله وأغفله عن ذات الله". (122)
12) فشل ثورة المختار هي فشل لمطالب آل البيت في استرجاع مجدهم وكانت من أكثر الثورات تنظيماً .
13) استغل الخوارج الفوضى في العراق وقاموا بعدة ثورات ضد ابن الزبير وضد الأمويين .
(106) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 143
(107) - ن . م , ص 143 .
(108) - المسعودي , مروج الذهب , ج3 , ص 106 .
(109) - سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 79 .
(110) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 136.
(111) - الطبري , ج 6 , ص 17 .
(112) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 146 .
(113) - ن . م , ص 147 .
(114) - ن . م , ص 143 .
(115) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 337 .
(116) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 240 .
(117) - نبيه عاقل , الدولة الأموية , ص 149 .
(118) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 231 .
(119) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 136.
(120) - الشرستاني , الملل والنحل , ص 156 .
(121) - ن . م , ص 158 .
(122) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد 4 , ص 252 .
الفصل الثامن
ثورة العباسيين
ينتسب العباسيون إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص). وقد توفي سنة 32هجري, وله أربعة بنين وهم: عبد الله, عبيد الله, والفضل والقبسان, والمشهور بينهم عبد الله المعروف " بابن العباس " ولد بمكة سنة 619 وحارب مع أولاده في معركة الجمل وصفين , وكان عالما وجنديا توفي سنة 76 هجري في الطائف .(123)
أسباب ثورة العباسيين وأسرار نجاحها
1) الظلم الذي سقاه بني أمية لآل البيت والرعية وخاصة في العراق والحجاز باستعمالهم ولاة قساة القلب مثل الحجاج وزياد بن أبيه وابنه عبيد الله .
2) دخول أبي مسلم الخراساني وهو خطيب بارع نجح في استمالة العرب والفرس في خراسان .
3) المطالبة بدم الحسين .
4) ضعف الخلفاء الأمويين مثل يزيد بن عبد الملك الذي انشغل بالموسيقى واللهو .
5) حصول العباسيين على دعم ومساندة الموالي .
6) اعتماد العباسيين على صلتهم بالرسول (ص) , عن أبي هريرة أن الرسول (ص) قال للعباس :" فيكم النبوة وفيكم الملك " .(124)
7) انتقال حق الإمامة من بيت علي إلى بيت العباس على يد أبي هاشم بن محمد بن الحنفيّه زعيم الشيعة الكيسانية .
سبق الدعوة العباسية تحضير كبير فقد أرسلوا الدعاة إلى الأمصار متخفين على هيئة تجار .
9) رفض حكم مروان بن محمد الملقب بالحمار لشدة