hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    منهجية التربية الدعوية

    alhdhd45
    alhdhd45


    عدد المساهمات : 1337
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    منهجية التربية الدعوية Empty منهجية التربية الدعوية

    مُساهمة  alhdhd45 الأحد 3 يوليو 2011 - 15:53

    الشيخ محمد أحمد الراشد

    تشير التجارب إلى وجوب التربية الدينية الأخلاقية العميقة، التي تبتغي إنتاج الرجال، بعدد كافٍ، فيهم صفاء، ولهم علمٌ، وقلوب حيّة، ينتشرون في الأفق العريض، يمارسون الإصلاح التحتي، بالمفهوم الحضاري.
    وأول دروسهم في ذلك يتلقونها مع التهجُّد، في الأسحار والظلمات، حين يرقد الغافلون.
    المبتدأ: رسالة يتلقاها من مربيه أن: لا تكن كمن «غرّه الإمهال، فجرّ أذياله في الغفلة والإهمال».
    ثم رسالة ثانية أن:
    «ويحك ...
    هذا وقتُ عمارة المحراب.
    هذا زمانُ تلاوة الكتاب.
    هذا أوانُ حضورِ الباب».

    فإن أقبل سريعاً: علّمه بيت علي بن الجهم - رحمه الله -:
    وأفنيةُ الملوك مُحَجَّباتٌ *** وباب الله مبذولُ الفِناء
    ويطلب منه ترديدَه، واستشعارَ معناه العالي، الذي يُزهِّده بما في أيدي ملوك السلطة وملوك المال، ويحبِّب إليه أن يقف بباب الله مستعطِفاً، فإنه واسع، مبذول لكل فقير.
    فإن رأى منه التثاقل: أغلظ له، وأرسل له رسالة إنذار شديد، أن: يا هذا: «لقد ربح القوم.. وأنت نائم، وخِبتَ ورجعوا بالغنائم، بالليل راقد... وبالنهار هائم».
    يا هذا: «لسان لا يقرأ القرآن فهو... كليل».
    فواظب على درس القرآن فإنه يُليِّنُ قلباً قاسياً مثل جَلمَدِ
    وحافظ على فعل الفروض بوقتها وخُذ بنصيبٍ في الدُجى من تهجّدِ

    «ولعلك يا هذا تستطيل ركعتين تقرأ فيهما حزبين تقوم بهما لربك جلّ جلالُه، ولعلك تعجز عن مشي مِيل في قضاء حاجة مسلم وبين يديك هذا اليوم الطويل المديد والكرب العظيم الشديد الذي لا يقصر إلا على مَن أطال التعب لله، ولا يسهل إلا على مَن تحمّل الشدائد في ذات الله، ولعلك إن صليتهما ليلة عجزتَ عنها أخرى، ولعلك إن مشيت يوماً في حاجة مسلم برمت من ذلك في يوم آخر، وتعبت منه وكسلت عنه، وربما وقفت لسماع حديث فارغ يكون تقريره أكثر من حزبٍ أو حزبين، وربما مشيتَ في فضول الميلَ والميلين وأكثر من ذلك، ولو تدبرت أمرك ونظرتَ فيما يُراد بك لسهل عليك من أمرك العسير وقرب عليك فيه البعيد، فاعمل رحمك الله في أيام قصار وعمر قصير لأيامٍ طوال وعمر طويل».
    مثل هذه المخاطبات: لطالما ربّت أجيالاً من الدعاة الأُوَل، وهذّبت دواخلهم، فاستنارت وجوههم، وكانت الخلجاتُ ومعاني الأسحار زاد طريقهم الصعب الطويل، فصبروا، وثبتوا على درب الاستقامة العالي، واطمأنت قلوبهم، فأخبتوا إخباتاً...
    أصل منهجهم التربوي: اتهام النفس، واستعظام الذنب، والتوبة منه، والإلحاح في الضراعة وطلب المغفرة.
    وفي أذهانهم دوماً... صورة تائبٍ يتهجد يُكثر أن يقول: إلهي، إلهي.
    إلهي: ترى حالي وفقري وفاقتي
    وأنت مناجاتي الخفية تسمَعُ
    إلهي: فلا تقطع رجائي ولا تُزغْ
    فؤادي، فلي في سَيْبِ جُودك مَطمعُ
    إلهي: أجرني من عذابك إنني
    أسيرٌ ذليلٌ خائفٌ لك أخضعُ
    إلهي: لئن جلّتْ وجَمّتْ خطيئتي
    فعفوك من ذنبي أجلُ وأوسعُ

    لكن تربيتنا تختلف عن نمط الدروشة البالي، فإنا إذا جعلنا قلب المذنب يرتجف عبر تهجدات الأسحار في المسجد المغلق: نقلناه فوراً إلى البراري، حيث الامتداد الفسيح، والهدوء الواعظ، ليتحاور مع نخبة الشباب الطاهر، في وادٍ أخضر، أو فوق كثيب، لينفتح له الرجاء، ويتزود بالتفاؤل، وتتوازن جوانب قلبه.

    وليس يعرف جمال تلك السويعات غير ربيب الدعوات.
    وكان عبد الملك بن مروان قد ذاق لذتها فقال:
    «قد قضيت الوَطَر من كل شيء، إلا من محادثة الإخوان في الليالي الزُهر، على التلال العُفر».
    ويا لله ما أحلى محادثة الإخوان والبدر يرتفع. من ذاق تولّه، ثم لن يزال يشتاق إلى مزيد.
    يحسّ الشاب بطعم خاص على التلال يفتقده بين الجدران.

    ثم هو يطالِعُ خلق الله وآيات الجمال.
    ويعتزل المغريات والملهيات.
    ويخلو لتدبر وتفكّر...

    لكنّا مرة ثانية لا ندعه يستطرد، لئلا يركَن إلى لذيذ الحديث، وإنما نسحبه ثانية إلى علم شرعي منهجي، ندعه يُثني له ركبته، ونخبره بخطوات هذا العلم وضرائبه، إذ الأمر جدّ، وخُطتنا في ذلك هي خُطة سفيان الثوري التعليمية التي أوجزها فقال:
    « أول العلم الاستماع، ثم الإنصات، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر».
    وندع الشاب يكون في ذلك ماهراً.
    فأول العلم: أن تستمع. وفي معناه: أن تقرأ، وتفتش عن الحكمة والرأي الحسن، وقد أعفاك إحياء فقه الدعوة من نصف التعب اللازم، إذ انتدب أخ لك نفسه للهمة، وتوكّل عنك، فطاف واستقى وقلّب الأوراق نيابة عنك، ورجع لك بخبر يقين وزبدة وخلاصة، فلا أقلّ من أن تحتفي بذلك وتبالغ في المطالعة.

    وأما الإنصات فهو التأمل فيما تسمع وتقرأ، تحاول أن تُفجِّر المعاني الكامنة بين السطور والألفاظ وأن تقيس وتقارن.
    فإذا اكتشفت القواعد والمعادلات الدعوية فآنذاك تحفظها، وتجعلها شعاراً، لترسخ في أعماقك.
    وذاك يقود إلى عمل وانصباغ وتطبيق وابتدار ثم استبشار بمصالح يمنحها الإذعان لأمر الشارع.فإذا استويت: يكون النشر، والنذارة، ثم تذرع المدينة تبشر بجماعة صارت العالمية دليل كفايتها، فتنصح الأقربين أن يصافحوا دعاتها، وتشتري عشر نسخ من المواعظ الدعوية وتأصيلات الاجتهاد فتوزعها ما بين إفريقيا السوداء وإندونيسيا الخضراء، تهديها إلى أصحاب جمعتك وإياهم الدراسة أو السياحة، تطلب منهم مؤازرة جماعة اتخذت الاهتمام بقضايا الأمة هواية.
    ثم تصعد الربوة، فتقسم بالله أن العلمانية راحلة، وأن زحف الإسلام إلى تمام.

    ينبغي على الشاب النجيب أن يبذل جهده، وأن يتجانس مع توجهات التربية الدعوية نحو الحزم مع الجديد الملتحق لتوه بمجتمع الدعاة، بتعليمه بعض خبر العزيمة والجد والدأب، والانفطام عن سعة الترخص وكثرة اللهو وطبيعة اللين والمشي المسترسل البطيء، ولنا في ذلك شعار رفعه إمام الحرمين الجويني فقال: «إن منعَ المبادي: أهونُ من قطع التمادي» .
    أي أن منع وقوع المعاصي والأخطاء والسلبيات في بداية الشوط التربوي، عن طريق التشدد مع التلميذ، أيسر من تأجيل تنبيهه وإرجاء تقويمه وتركه يتمادى في الخطأ بزعم وجوب الرفق مع المتربي الجديد، لأن محاولة قطعه عن الاستمرار في أخلاقه المرجوحة ستكون أصعب من محاولة علاجها عند البداية، إذ سيتحول بعضها إلى عادة تألفها النفس ربما.

    وليست هذه دعوة إلى الإرهاق والتزمت واليبوسة، فإن هذه الأساليب المعيبة قد تجاوزتها التربية الدعوية، بما حصل لها من تجريب طويل وممارسات إبداعية والتزامات منهجية، ولكنها طريقة في دفع الداعية سريعاً إلى النمط الجدّي عرفنا جدواها جيلاً بعد جيل، إذ الداعية في بداياته تغمره لذة كلما أتى واجباً ونقّذه تنسيه ما فيه من ثقل التكليف، وللمربي أن يستثمر هذا الشعور بالفرح الغامر الذي يسيطر على تلميذه فيدعه يركض ويطلب العلو، فإن أحسّ بفتور وملل: تركه وأرخى وانتظر هبوباً آخر لنسائم الإيمان، وليس كل ذلك مما يضاد طريقة التدرج، لأن التدرج إنما يوصف لمحرّج تسوقه سوقاً، وهذا الإذن بالعلو يكون لمبادر مندفع تحركه لذة البداية وطرافة الإبداع.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 7:32