بلادي احبك , فوق الظنون, و أشدو بحبك ,في كل نادي
عشقت لأجلك كل جميل, و همت لأجلك في كل وادي
و من هام فيك أحب الجمال, و إن لامه الغشم قال : بلادي
لأجل بلادي ,عصرت النجوم ,و أترعت كاسي ,و صغت الشوادي
و أرسلت شعري..يسوق الخطى بساح الفداء.. يوم نادى المنادي
ثورة أول نوفمبر1954: ثورة عظيمة صنعت التاريخ وبهرت العالم وقهرت الجبابرة وقصرت آمال القياصرة وقصمت ظهور الأكاسرة..وغيرت مجرى الأحداث..وأعطت لشعوب العالم دروسا عملية في الجهاد والتضحية والثبات والاستشهاد...شعارها:
وللحرية الحمراء باب ...بكل يد مضرجة بالدم يدق..!
نتناول في هذه المقالة الجانب الرباني للثورة الذي لا يتطرق إليه الكثير من المؤرخين والمحللين والباحثين..وهو العامل الحاسم والمؤثر في النصر والتمكين:
قال الله عز وجل:.. "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون.."
"واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس،فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون.." . "هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين.."
لقد كانت ثورتنا العظيمة ربانية من أول يوم..فنشيدها: الله أكبر..وكلمة سرها: عقبة..طارق..
وقوتها ربانية: لها ثلاثة مرتكزات ربانية:
قوة العقيدة والإيمان:
..ذلك أن معركتنا مع فرنسا معركة عقيدة وإيمان..معركة الهلال والصليب..
والحق ما شهدت به الأعداء..وشهد شاهد من أهلها:
فهذا وزير خارجيتها آنذاك- بيدو- يصرح قائلا: إنها معركة الهلال والصليب...ولا بد أن ينتصر الصليب...
وهذا أحد جنرالاتها يصرخ غاضب : وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا..
جاء في كلمة لأحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية سنة1952:
ليست الشيوعية خطرا على أوربا في ما يبدو لي فهي حلقة لاحقة لحلقات سابقة..وإذا كان هناك خطر فهو خطر سياسي عسكري فقط..ولكنه ليس خطرا حضاريا تتعرض معه مقومات وجودنا الفكري والإنساني للزوال والفناء..إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدا مباشرا عنيفا هو الخطر الإسلامي..فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا بها قواعد عالم جديد دون حاجة إلى الاستغراب..أي دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية بصورة خاصة في الشخصية الحضارية الغربية...وفرصتهم في تحقيق أحلامهم هي في اكتساب التقدم الصناعي الذي أحرزه الغرب..فإذا أصبح لهم علمهم،وإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الغني وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الروح الغربية ويقذفون رسالتها إلى متاحف التاريخ..!
ثم يقول:
وقد حاولنا خلال حكمنا الطويل في الجزائر أن نتغلب على الشخصية التاريخية لشعب هذا البلد فلم نأل جهدا في صوغ شخصية غربية له فكان الإخفاق الكامل نتاج مجهودنا الضخم الكبير..!
يقول أحد المؤرخين الجزائريين: فالسلطات الاستعمارية عملت منذ وجودها على محو الثقافة العربية الإسلامية في الجزائر وتعويضها بثقافته، فكان رد الفعل الشعبي قويا في الاحتماء بالدين، منعا للمسخ والذوبان في الآخر، وحين اندلعت الثورة: استغلت هذا الوضع لتعطي بعدا دينيا إسلاميا لحركتها، فالمقاتل يلقب باسم "المجاهد"، والصحيفة الرسمية للثورة جريدة 'المجاهد " وقد كتبت في عددها الأول افتتاحية قالت فيها :"لقد مثل الإسلام في الجزائر بدقة، آخر ملجأ لقيمها التي حاول الاستعمار القضاء عليها.
فلم يكن غريبا إذن أن يساهم، بعدما امتزج بالوعي الوطني، في انتصار القضية الجزائرية العادلة ". مع فرض صيام رمضان ومنع لعب القمار وشرب الخمر، و الـزنا على الجميع، وحددت للمخالفين عقوبات شـديدة تصل إلى حـد قطع الأنف والإعدام ..
وهذا بيان أول نوفمبر1954:..من الأهداف الرئيسية الكبرى :إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية..
فلم تكن معركة تراب وموارد ومجال حيوي فقط..بل غزو فكري ومسخ وغسيل مخ وحرب تنصير..
قوة الوحدة والارتباط:
لقد توحدت كل الهيئات والتنظيمات في بوتقة واحدة متناسقة متكاملة..وذابت كل الخلافات والصراعات والرؤى والرايات..لأنها معركة عقيدة و وجود و مصير...وفعل تراكمي صنعته:جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية الصادقة المجاهدة والثورات الشعبية والحركات الوطنية المتتالية المؤمنة...
قوة الساعد وعبقرية الرجال:
لقد من الله على الثورة برجال مؤمنين ربانيين صادقين ثابتين أوفياء: أمثال العربي بن مهيدي الذي قال عنه الكولونيل بيجار:" لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم..!
والشهيد أحمد زبانا ..وتأمل رسالته التي تفيض بالصدق والثبات والربانية:
" أقاربي الأعزاء..أمي العزيزة..أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة..والله وحده أعلم..فإن أصابتني مصيبة كيف ما كانت فلا تيأسوا من رحمة الله..إنما الموت في سبيل الله حياة..!..وما الموت في سبيل الوطن إلا واجب...وقد أديتم واجبكم، حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم..فلا تبكوني بل افتخروا بي..وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان يحبكم..وكنتم دائما تحبونه..ولعلها آخر تحية مني إليكم..وإني أقدمها إليك أمي..وإليك أبي..وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح ودينية وإليك يا أخي العزيز عبد القادر.. وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم..الله أكبر..وهو القائم بالقسط وحده.."
ولله در شاعر الثورة: مفدي زكريا..وهو يصف تلك اللحظات:
اشنقوني، فلست أخشى حبالا.. واصلبوني فلست أخشى حديدا
وامتثل سافراً محياك جلادي، ولا تلتثم، فلستُ حقودا
واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ.. أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا
دروس وعبر من ثورة نوفمبر:
1 شكر النعمة:
نعمة الحرية .." واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس،فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون.."
2 التمسك بالقيم الإسلامية:
هذا الإسلام الذي حفظنا من الذوبان والمسخ والتشويه..وألهب العواطف و علم المجاهدين صناعة الجهاد وعشق الشهادة..التمسك به فريضة شرعية وضرورة واقعية.
" واستمسك بالذي أوحي إليك.."
3 وحدة الصف:
فقوة الوحدة هي الركن الركين الذي حقق النصر والتمكين..
4 حب الوطن من الإيمان:
قالها الزعيم الروحي للثورة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس:
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ ... حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي .... تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَب
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت إلى مكة وقد غادرها والوثنية تملؤها وهو يقول:
يا مكة إنك من أحب بلادي الله إلي، ولو لا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت..!
مقتبس من موقع حركة مجتمع السلم
عشقت لأجلك كل جميل, و همت لأجلك في كل وادي
و من هام فيك أحب الجمال, و إن لامه الغشم قال : بلادي
لأجل بلادي ,عصرت النجوم ,و أترعت كاسي ,و صغت الشوادي
و أرسلت شعري..يسوق الخطى بساح الفداء.. يوم نادى المنادي
ثورة أول نوفمبر1954: ثورة عظيمة صنعت التاريخ وبهرت العالم وقهرت الجبابرة وقصرت آمال القياصرة وقصمت ظهور الأكاسرة..وغيرت مجرى الأحداث..وأعطت لشعوب العالم دروسا عملية في الجهاد والتضحية والثبات والاستشهاد...شعارها:
وللحرية الحمراء باب ...بكل يد مضرجة بالدم يدق..!
نتناول في هذه المقالة الجانب الرباني للثورة الذي لا يتطرق إليه الكثير من المؤرخين والمحللين والباحثين..وهو العامل الحاسم والمؤثر في النصر والتمكين:
قال الله عز وجل:.. "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون.."
"واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس،فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون.." . "هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين.."
لقد كانت ثورتنا العظيمة ربانية من أول يوم..فنشيدها: الله أكبر..وكلمة سرها: عقبة..طارق..
وقوتها ربانية: لها ثلاثة مرتكزات ربانية:
قوة العقيدة والإيمان:
..ذلك أن معركتنا مع فرنسا معركة عقيدة وإيمان..معركة الهلال والصليب..
والحق ما شهدت به الأعداء..وشهد شاهد من أهلها:
فهذا وزير خارجيتها آنذاك- بيدو- يصرح قائلا: إنها معركة الهلال والصليب...ولا بد أن ينتصر الصليب...
وهذا أحد جنرالاتها يصرخ غاضب : وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا..
جاء في كلمة لأحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية سنة1952:
ليست الشيوعية خطرا على أوربا في ما يبدو لي فهي حلقة لاحقة لحلقات سابقة..وإذا كان هناك خطر فهو خطر سياسي عسكري فقط..ولكنه ليس خطرا حضاريا تتعرض معه مقومات وجودنا الفكري والإنساني للزوال والفناء..إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدا مباشرا عنيفا هو الخطر الإسلامي..فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا بها قواعد عالم جديد دون حاجة إلى الاستغراب..أي دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية بصورة خاصة في الشخصية الحضارية الغربية...وفرصتهم في تحقيق أحلامهم هي في اكتساب التقدم الصناعي الذي أحرزه الغرب..فإذا أصبح لهم علمهم،وإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الغني وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الروح الغربية ويقذفون رسالتها إلى متاحف التاريخ..!
ثم يقول:
وقد حاولنا خلال حكمنا الطويل في الجزائر أن نتغلب على الشخصية التاريخية لشعب هذا البلد فلم نأل جهدا في صوغ شخصية غربية له فكان الإخفاق الكامل نتاج مجهودنا الضخم الكبير..!
يقول أحد المؤرخين الجزائريين: فالسلطات الاستعمارية عملت منذ وجودها على محو الثقافة العربية الإسلامية في الجزائر وتعويضها بثقافته، فكان رد الفعل الشعبي قويا في الاحتماء بالدين، منعا للمسخ والذوبان في الآخر، وحين اندلعت الثورة: استغلت هذا الوضع لتعطي بعدا دينيا إسلاميا لحركتها، فالمقاتل يلقب باسم "المجاهد"، والصحيفة الرسمية للثورة جريدة 'المجاهد " وقد كتبت في عددها الأول افتتاحية قالت فيها :"لقد مثل الإسلام في الجزائر بدقة، آخر ملجأ لقيمها التي حاول الاستعمار القضاء عليها.
فلم يكن غريبا إذن أن يساهم، بعدما امتزج بالوعي الوطني، في انتصار القضية الجزائرية العادلة ". مع فرض صيام رمضان ومنع لعب القمار وشرب الخمر، و الـزنا على الجميع، وحددت للمخالفين عقوبات شـديدة تصل إلى حـد قطع الأنف والإعدام ..
وهذا بيان أول نوفمبر1954:..من الأهداف الرئيسية الكبرى :إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية..
فلم تكن معركة تراب وموارد ومجال حيوي فقط..بل غزو فكري ومسخ وغسيل مخ وحرب تنصير..
قوة الوحدة والارتباط:
لقد توحدت كل الهيئات والتنظيمات في بوتقة واحدة متناسقة متكاملة..وذابت كل الخلافات والصراعات والرؤى والرايات..لأنها معركة عقيدة و وجود و مصير...وفعل تراكمي صنعته:جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية الصادقة المجاهدة والثورات الشعبية والحركات الوطنية المتتالية المؤمنة...
قوة الساعد وعبقرية الرجال:
لقد من الله على الثورة برجال مؤمنين ربانيين صادقين ثابتين أوفياء: أمثال العربي بن مهيدي الذي قال عنه الكولونيل بيجار:" لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم..!
والشهيد أحمد زبانا ..وتأمل رسالته التي تفيض بالصدق والثبات والربانية:
" أقاربي الأعزاء..أمي العزيزة..أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة..والله وحده أعلم..فإن أصابتني مصيبة كيف ما كانت فلا تيأسوا من رحمة الله..إنما الموت في سبيل الله حياة..!..وما الموت في سبيل الوطن إلا واجب...وقد أديتم واجبكم، حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم..فلا تبكوني بل افتخروا بي..وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان يحبكم..وكنتم دائما تحبونه..ولعلها آخر تحية مني إليكم..وإني أقدمها إليك أمي..وإليك أبي..وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح ودينية وإليك يا أخي العزيز عبد القادر.. وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم..الله أكبر..وهو القائم بالقسط وحده.."
ولله در شاعر الثورة: مفدي زكريا..وهو يصف تلك اللحظات:
اشنقوني، فلست أخشى حبالا.. واصلبوني فلست أخشى حديدا
وامتثل سافراً محياك جلادي، ولا تلتثم، فلستُ حقودا
واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ.. أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا
دروس وعبر من ثورة نوفمبر:
1 شكر النعمة:
نعمة الحرية .." واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس،فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون.."
2 التمسك بالقيم الإسلامية:
هذا الإسلام الذي حفظنا من الذوبان والمسخ والتشويه..وألهب العواطف و علم المجاهدين صناعة الجهاد وعشق الشهادة..التمسك به فريضة شرعية وضرورة واقعية.
" واستمسك بالذي أوحي إليك.."
3 وحدة الصف:
فقوة الوحدة هي الركن الركين الذي حقق النصر والتمكين..
4 حب الوطن من الإيمان:
قالها الزعيم الروحي للثورة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس:
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ ... حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي .... تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَب
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت إلى مكة وقد غادرها والوثنية تملؤها وهو يقول:
يا مكة إنك من أحب بلادي الله إلي، ولو لا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت..!
مقتبس من موقع حركة مجتمع السلم