hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

hmsain.ahlamontada.com

نشكرك على التسجيل فى هدا المنتدى زرنا باستمرار و شاركنا رايك فاليد الواحدة لا تصفق ورايك يهمنا كما ان حضورك الدائم يحفزنا

hmsain.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
hmsain.ahlamontada.com

منتدى يهتم بنشاطات حركة مجتمع السلم بلدية عين بوزيان


    عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمى

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2093
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    الموقع : hmsain.ahlamontada.com

    عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمى Empty عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمى

    مُساهمة  Admin الثلاثاء 10 مايو 2011 - 21:12



    بقلم / د / محمد أمحزون
    هذه الدراسة نقد للبحث الذي نشره د/ عبد العزيز الهلابي أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الملك سعود، في حوليات كلية الآداب الكويتية عن عبد الله بن سبأ، تدخل في مجال اهتمامات التاريخ الإسلامي، وقد قام فيه المؤلف بتحليل روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن دور عبد الله بن سبأ في أحداث الفتنة الواقعة في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما ، حيث انتهى بحثه إلى أن تلك الروايات مختلقة ، ولا أساس لها من الصحة!! ثم أورد النصوص عن »السبئية« في بعض المصادر المتقدمة فأوضح أنه من خلال استخدامها في تلك المصادر لا تعني جماعة لها عقيدة دينية أو مذهب سياسي محدد ، وأنها أطلقت على أناس مختلفين ، وكان يقصد بها في كل الأحوال الذم والتعيير ، وبعد أن ناقش أقوال الباحثين المعاصرين وآراءهم من عرب ومستشرقين خلص في بحثه إلى أن ابن سبأ شخصية وهمية، وأن الدور المنسوب إليه في إثارة الأحداث وتسييرها دور مزعوم.
    إن هذا البحث الذي كتبه د/ الهلابي يعتبر أحدث دراسة مستقلة أفردت عن عبد الله بن سبأ ، ولذلك أحببت إبداء بعض الملحوظات حول الآراء التي تبناها ، حيث نفى في بحثه وجود تلك الشخصية ، وأن ابن سبأ في رأيه لا يعدو أن يكون مجرد خرافة سطرتها كتب التاريخ والفرق!!
    ومن الملحوظات على هذه الدراسة ما يلي:
    أولا : سيف بن عمر لم ينفرد بالرواية:
    يقول د/ الهلابي في ص(13) من بحثه: »ينفرد الإخباري سيف بن عمر التميمي من بين قدامى الإخباريين والمؤرخين بذكر تلك الشخصية في رواياته ، ويجعل له دورا رئيسا في التحريض على الفتنة، وقتل الخليفة عثمان وإنشاب القتال في معركة الجمل في البصرة«(2).
    في الواقع أن سيف بن عمر لم يكن المصدر الوحيد الذي استأثر بأخبار عبد الله بن سبأ ، بل ورد ذكر أخبار ابن سبأ وطائفته منقولة عن علماء متقدمين ورواة غير سيف بن عمر مثل:
    *سويد بن غفلة أبو أمينة الجعفي الكوفي المتوفى عام (80 هـ/ 699م) ، مخضرم ثقة، من أصحاب علي رضي الله عنه(3) جاء في »طوق الحمامة« لحيي بن حمزة الزيدي وفي »اللفظ« للبرقاني أنه دخل على علي في إمارته فقال: »إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك ، منهم عبد الله بن سبأ ، فقال علي: مالي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل ، ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيره إلى المدائن ، ونهض إلى المنبر حتى إذا اجتمع الناس أثنى عليهما خيرا ، ثم قال: أو لا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري(4).
    * زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي المتوفى قبل عام (90هـ/709م) ، روى عن علي بن أبي طالب ، وهو من جلة التابعين ، متفق على الاحتجاج به ، أخرج ابن عساكر في »تاريخ دمشق« عنه قال: »قال علي بن أبي طالب: مالي ولهذا الخبيث الأسود ، يعني عبد الله بن سبأ ، وكان يقع في أبي بكر وعمر«(5).
    * إبراهيم بن يزيد النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه الثقة المتوفى عام (96 هـ / 714 م)(6). روى ابن سعد في »طبقاته« أن رجلا كان يأتيه فيتعلم منه ، فيسمع قوما يذكرون أمر علي وعثمان، فقال: أنا أتعلم من هذا الرجل ، وأرى الناس مختلفين في أمر علي وعثمان ، فسأل إبراهيم النخعي عن ذلك فقال: »ما أنا بسبأي ولا مرجئ« (7).
    * الشعبي عمر بن شراحيل الحميري اليمني المتوفى عام (103هـ/721م) ، من رواة الأنساب والأخبار الثقات(Cool أخرج عنه ابن عساكر في »تاريخ دمشق« قال: »أول من كذب عبد الله بن سبأ«(9).
    *سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني المتوفى عام(106هـ/721م) كان أحد فقهاء التابعين ، ثبتا فاضلا (10) ، روى يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه »المعرفة والتاريخ« قال: »قال أبو الوليد: سألني سالم بن عبد الله بن عمر: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: بئس القوم بين سبأي وحروري« (11).
    * أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي المعمر المتوفى عام (110هـ/728م) ، روى عن علي بن أبي طالب ، قال فيه الحافظ الذهبي: وبه ختم الصحابة في الدنيا (12). أخرج ابن عساكر عنه قال: »رأيت المسيب بن نجبة أتى به ملببه ، يعني ابن السوداء ، وعلي على المنبر ، فقال علي: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله ورسوله (13).
    * حجية بن عدي الكندي أبو الزعراء الكوفي ، روى عن علي وجابر وهو من الطبقة الثالثة(14) ذكر ابن عساكر عنه أنه رأى عليا على المنبر ، وهو يقول : من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله ورسوله يعني ابن السوداء (15).
    * أبو الجلاس الكوفي ، روى عن علي بن أبي طالب ، من الطبقة الثالثة (16) نقل ابن عساكر عنه قال : »سمعت عليا يقول لعبد الله بن سبأ : ويلك ! والله ما أفضي إلي بشيء كتمته أحدا من الناس ، ولقد سمعته يقول : إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا ، وإنك لأحدهم (17).
    * قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى عام (117هـ/735م) ، من ثقات التابعين وحفاظهم ، روى عن أبي الطفيل وأنس بن مالك كان آية في الحفظ والرواية(18) نقل الإمام الطبري في تفسيره قوله: » وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية ((فأما الذين في قلوبهم زيغ...)) قال: إن لم يكونوا الحرورية والسبئية فلا أدري« (19).
    * أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي المتوفى عام (157هـ/773م)(20) نقل الإمام الطبري عنه في »تاريخه« رواية يصف فيها أشراف أهل الكوفة لخصومهم من أصحاب المختار بالسبئية (21).
    ثانيا : الموهوم لا يدفع المعلوم:
    يقول المؤلف: »لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد الله بن سبأ عند غير سيف بن عمر سوى رواية عند البلاذري« (22).
    إن المصادر المتقدمة التي اطلع عليها د/ الهلابي إذا كانت أغفلت موضوع ابن سبأ والسبئية ، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه شخصية خرافية ، إذ إن عدم ذكرها له لا يقوم دليلا على الإنكار أو التشكيك، فهل استوعبت تلك المصادر كل أحداث التاريخ الإسلامي حتى نقف وقفة المنكر أو المتشكك إذا لم تذكر شيئا عن ابن سبأ ؟! وهل من شروط صحة الرواية التاريخية تضافر كل كتب التاريخ على ذكرها ؟! ثم هل نسي د/ الهلابي أن المصادر القديمة ضاع كثير منها فأصبحت مفقودة أو في حكم المفقود ، حيث ضاع كثير من مؤلفات الزهري وابن إسحاق والواقدي والمدائني وابن شبة والأصمعي والهيثم بن عدي وعروة بن الزبير وغيرهم، إلا ما استوعبته بعض المصنفات الموسوعية كتاريخ الطبري مثلا؟
    ومن هنا ينبغي الرجوع إلى الأمر المعلوم المحقق للخروج من الشبهات والتوهمات ، إذ إن الموهوم لا يدفع المعلوم ، و المجهول لا يعارض المحقق فشخصية ابن سبأ وجماعته حقيقة تاريخية يتفق عليها كثير من المصادر المتقدمة غير البلاذري.
    جاء ذكر السبئية على لسان أعشى همذان المتوفى عام (83هـ/702م) وقد هجا المختار وأنصاره من أهل الكوفة بقوله:
    شهدت عليكم أنكم سبئية ... وأني بكم يا شرطة الكفر عارف (23)
    وجاء ذكر السبئية في كتاب »الإرجاء« للحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى عام (95هـ/713م) الذي أمر بقراءته على الناس وفيه: »... ومن خصومة هذه السبئية التي أدركنا، إذ يقولون هدينا لوحي ضل عنه الناس« (24).
    وفي الطبقات لابن سعد المتوفى عام (230هـ/844م) ورد ذكر معتقدات السبئية وأفكار زعيمها ، فعن عمرو بن الأصم قال: قيل للحسن بن علي: إن أناسا من شيعة أبي الحسن علي عليه السلام يزعمون أنه دابة الأرض، وأنه سيبعث قبل يوم القيامة، فقال : كذبوا، ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه، لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه ولا أنكحنا نساءه ...«(25).
    علما بأن ما ذكر في هذا النص لا يخرج عما جاء به ابن سبأ من آراء ، وأكده علماء الفرق والنحل والمؤرخون في كتبهم (26).
    وتحدث ابن حبيب المتوفى عام (245هـ/860م) عن ابن سبأ حينما اعتبره أحد أبناء الحبشيات (27) ، كما روى أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى عام (253هـ/859م) خبر إحراق علي رضي الله عنه لجماعة من أصحاب ابن سبأ في كتابه »الاستقامة« (28).
    وفي »البيان والتبيين« للجاحظ المتوفى عام (255هـ/868م) رواية تشير إلى عبد الله بن سبأ (29)، كما ذكر الجوزجاني المتوفى عام (259هـ/873م) وهو من علماء الجرح والتعديل، أن من مزاعم عبد الله ادعاءه أن القرآن جزء من تسعة أجزاء ، وعلمه عند علي ، وأن عليا نفاه بعد ما كان هم به« (30).
    ويقول ابن قتيبة المتوفى عام (276هـ/889م) في »المعارف«: »السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ« (31).
    ويذكر البلاذري المتوفى عام (279هـ/892م) ابن سبأ في جملة من أتوا إلى علي رضي الله عنه يسألونه عن رأيه في أبي بكر وعمر ، فقال لهم: أوتفرغتم لهذا؟ وحينما كتب علي الكتاب الذي أمر بقراءته على أنصاره كان منه عند عبد الله بن سبأ نسخة عنه فحرفها« (32).
    وأورد الناشئ الأكبر المتوفى عام (293هـ/905م) عن ابن سبأ وطائفته ما يلي: »وفرقة زعموا أن عليا عليه السلام حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبأ رجلا من أهل صنعاء، يهوديا... وسكن المدائن« (33).
    ثالثا : السبئية في المصادر وليست للذم والتعيير فقط:
    بعد أن ذكر المؤلف نصوصا نثرية وشعرية ورد فيها ذكر السبئية، قال: »وبناء على هذا فلا يمكن الاستنتاج من النصوص السابقة أن السبئية تعني فئة لها هوية سياسية معينة، أو مذهب عقائدي محدد، ولكن المؤكد أنها عندما تطلق على قوم يقصد بها الذم والتعيير« (34).
    إن هذا الاستنتاج للباحث لا يخلو من المغالطة والتمويه، فهو يحاول جاهدا التشكيك في السبئية إلى حد جعله يتأولها مجرد كلمة تستعمل للسب والذم!!إني لأكاد أدهش حين يقول ذلك، وهو نفسه يذكر نصا شعريا للفرزدق(35) فيه إشارة واضحة إلى ابن سبأ اليهودي الأصل، الهمداني اليمني المنشأة.
    تعرف همدانية سبئية ... .......وتكره عينيها على ما تنكرا
    ولو أنهم إذا نافقوا كان منهم ... يهوديهم كانوا بذلك أعذرا
    على أن وجود عبد الله بن سبأ وارتباط السبئية به مما أطبقت عليه المصادر، فذكرته كتب التاريخ والحديث والطبقات والرجال والأنساب والأدب واللغة ، وجزم بذلك علماء الفرق والمقالات.
    فقد نقل القمي المتوفى عام (301هـ/913م) أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم ، وادعى أن عليا أمره بذلك(36).
    وأما الإمام الطبري المتوفى عام (310هـ/922م) فقد أفاض في تاريخه في ذكر أخبار ابن سبأ ومكائده معتمدا على روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن شيوخه(37).
    ويتحدث النوبختي المتوفى عام (310هـ/922م) عن أخبار ابن سبأ فيذكر أنه لما بلغ نعي علي بالمدائن قال للذي فعله : كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلا لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض(38).
    ويقول أبو حاتم الرازي المتوفى عام (322هـ/933م): إن عبد الله بن سبأ ومن قال بقوله من السبئية كانوا يزعمون أن عليا هو الإله، وأنه يحيى الموتى ، وادعوا غيبته بعد موته (39).
    وأكد ابن عبد ربه المتوفى عام (328هـ/939م) أن ابن سبأ وطائفته السبئية قد سلكوا مسلك الغلو في علي حينما قالوا هو الله خالقنا ، كما غلت النصارى في المسيح بن مريم (40).
    ويذكر أبو الحسن الأشعري المتوفى عام (330هـ/941م) عبد الله بن سبأ وطائفته من ضمن أصناف الغلاة، إذ يزعمون أن عليا لم يمت، وأنه سيرجع إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (41).
    وروى الكشي المتوفى عام 340هـ/951م) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر قوله: إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، كما روى بسنده إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: »لعن الله من كذب علينا، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمرا عظيما، ما له لعنه الله«(42).
    ويقول ابن حبان المتوفى عام (354هـ/965م): »وكان الكلبي محمد بن السائب الإخباري سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون: إن عليا لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة، وإن رءوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها« (43).
    ويقول المقدسي المتوفى عام (355هـ/965م) في كتابه »البدء والتاريخ«: إن عبد الله بن سبأ قال عندما بلغه موت علي بن أبي طالب: لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه(44).
    ويكشف الملطي المتوفى عام (377هـ/989م) عن عقيدة السبئية فيقول: »ففي عهد علي رضي الله عنه جاءت السبئية إليه وقالوا: أنت أنت! قال: من أنا؟ قالوا: الخالق البارئ، فاستتابهم فلم يرجعوا فأوقد لهم نارا عظيمة فأحرقهم(45).
    ويذكر كبير محدثي الشيعة ابن بابويه القمي المتوفى عام (381هـ/991م) موقف ابن سبأ وهو يعترض على علي رضي الله عنه في رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاء(46).
    وفي »مفتاح العلوم« للخوارزمي المتوفى عام (387هـ/997م): »السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ« (47).
    وذكر البغدادي المتوفى عام (499هـ/1037م) أن فرقة السبئية أظهروا دعوتهم في زمان علي رضي الله عنه فأحرق قوما منهم ، ونفى ابن سبأ إلى سباط المدائن ، إذ نهاه ابن عباس رضي الله عنهما عن قتله حينما بلغه غلوه فيه ، وأشار عليه بنفيه إلى المدائن حتى لا يختلف عليه أصحابه ، لاسيما وهو عازم على العود إلى قتال أهل الشام (48).
    وقال أبو جعفر الطوسي المتوفى عام (460هـ/1067م): إن ابن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو(49).
    ويقول الاسفراييني المتوفى عام (471هـ/1078م) إن ابن سبأ قال بنبوة علي في أول أمره، ثم دعا إلى ألوهيته، ودعا الخلق إلى ذلك، فأجابته جماعة إلى ذلك في وقت علي (50).
    ويتحدث الشهرستاني المتوفى عام (548هـ/1153م) عن ابن سبأ فيقول »ومنه انشعبت أصناف الغلاة«(51).
    ويقول أيضا: إن ابن سبأ أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي«(52).
    كما أن كتب الأنساب هي الأخرى تؤكد نسبة السبئية إلى عبد الله بن سبأ ، ومنها كتاب الأنساب للسمعاني المتوفى عام (562هـ/1167م) (53).
    وعرف ابن عساكر المتوفى عام (571هـ/1176م) ابن سبأ بقوله: »عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية ، وهم الغلاة من الرافضة ، أصله من اليمن ، كان يهوديا وأظهر الإسلام« (54).
    وفي اللباب في تهذيب الأنساب »يذكر ابن الأثير المتوفى عام (630هـ/1232م) ارتباط السبئية من حيث النسبة بعبد الله بن سبأ« (55).
    وذكر ابن أبي الحديد المتوفى عام (655هـ/1257م) في »شرح نهج البلاغة ما نصه: »فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام أظهر ابن سبأ مقالته وصارت له طائفة وفرقة يصدقونه ويتبعونه« (56).
    وذكر السكسكي المتوفى عام (683هـ/1284م) أن ابن سبأ وجماعته أول من قالوا بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت(57).
    ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى عام (728هـ/1327م) أن أصل الرفض من المنافقين الزنادقة ، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق ، وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه ، وادعى العصمة له« (58).
    وأشار الحسن الحلبي المتوفى عام (740هـ/1339م) إلى أن ابن سبأ ضمن أصناف الضعفاء(59).
    وعند الحافظ الذهبي المتوفى عام (748هـ/1347م): »عبد الله بن سبأ من غلاة الشيعة ، ضال مضل«(60).
    أما الصفدي المتوفى عام (764هـ/1363م) فقد قال في ترجمته: »عبد الله بن سبأ رأس الطائفة السبئية... فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه لم يمت لأن فيه جزءا إلهيا ، وابن ملجم إنما قتل شيطانا تصور بصورة علي ، وأن عليا في السحاب ، والرعد صوته ، والبرق صوته ، وأنه سينزل إلى الأرض«(61).
    ويشير الشاطبي المتوفى عام (790هـ/1388م) إلى أن بدعة السبئية من البدع الاعتقادية المتعلقة بوجود إله مع الله تعالى الله ، وهي بدعة تختلف عن غيرها من المقالات(62).
    عرف الجرجاني المتوفى عام (816هـ/1413م) عبد الله بن سبأ بأنه رأس الطائفة السبئية...وأن أصحابه عندما يستمعون الرعد يقولون: عليك السلام يا أمير المؤمنين«(63).
    وفي خطط المقريزي المتوفى عام (845هـ/1441م) أن عبد الله بن سبأ قام في زمن علي رضي الله عنه محدثا القول بالوصية والرجعة والتناسخ(64).
    وسرد الحافظ ابن حجر المتوفى عام (852هـ/1448م) في كتابه: »لسان الميزان« عن ابن سبأ أخبارا غير روايات سيف بن عمر ، ثم قال في النهاية: »وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ ، وليس له رواية والحمد لله« (65).
    وفي عقد الجمان للعيني المتوفى عام (855هـ/1451م) أن ابن سبأ دخل مصر وطاف في كورها ، وأظهر الأمر بالمعروف ، وتكلم في الرجعة ، وقررها في قلوب المصريين (66).
    وأكد السيوطي المتوفى عام (911هـ/1505م) في كتاب »لب الألباب في تحرير الأنساب« نسبة السبئية إلى عبد الله بن سبأ (67).
    وتحسن الإشارة إلى أنه لا ينبغي الغض من قيمة المصادر المتأخرة التي ذكرت السبئية، ذلك أن أصحابها كابن كثير والذهبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم من الأئمة الحفاظ، كانوا يستقون معلوماتهم من مصادر قديمة وقيمة بعضها الآن في عداد المفقود ، كما عرفوا بسعة اطلاعهم، وغزارة معارفهم وتقصيهم الدقيق للأخبار، حتى إن الباحث يندهش مثلا عندما يطلع على كثرة الطرق وتنوعها في رواية ابن حجر لأحداث تاريخية، ومن مصادر متقدمة كأخبار البصرة لابن شبه، وكتاب صفين لحيي بن سليمان الجعفي، والمعرفة والتاريخ للفسوي ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ، وغيرها من كتب التاريخ..
    الهوامش:
    • دورية علمية تصدر عن جامعة الكويت.
    (1)المنشور في مجلة الأزهر بدءا من العدد (5 السنة 63) الصادر في جمادى الأولى عام 1411 هـ.
    (2)الهلابي: عبد الله بن سبأ: دراسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنة، ص 13.
    (3)انظر: العجلي: الثقات ، ص 212 ، وابن حجر: تقريب التهذيب ، ج1 ، ص341.
    (4)يحيى بن حمزة الزيدي: طوق الحمامة(نقلا عن إحسان إلهي ظهير: السنة والشيعة، ص Cool ، وابن حجر: لسان الميزان ، ج3 ، ص 280 ، وتهذيب التهذيب ، ج2 ، ص 214 ، قال: (رواه البرقاني في اللفظ).
    (5)ابن عساكر: تاريخ دمشق (المخطوط) ج9 ، ص 331.
    (6)الذهبي: الكاشف ، ج1 ، ص51 ، وابن حجر: التهذيب ، ج1 ، ص 177.
    (7)ابن سعد: الطبقات ، ج6 ، ص 192.
    (Coolانظر: الفسوي: المعرفة والتاريخ ، ج2 ص 592 والخطيب: تاريخ بغداد ج12 ، ص 227.
    (9)ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ، ج9 ص 331.
    (10)انظر: ابن سعد: المصدر السابق ، ج5 ص195 ، وخليفة: الطبقات ، ص 246.
    (11)الفسوي: المصدر السابق ، ج2 ص7658.
    (12)انظر: الذهبي: الكاشف ، ج2 ، ص52 وابن حجر: التقريب ، ج1 ، ص389.
    (13)ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9 ، ص331.
    (14)انظر: العجلي: المصدر السابق ص110 وابن حبان: الثقات ، ج4 ص92.
    (15)ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9 ، ص 331.
    (16)انظر: ابن حجر: لسان الميزان ، ج3 ص289.
    (17)ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9 ، ص331.
    (18)انظر: العجلي: المصدر السابق ص389 ، وابن معين: التاريخ ، ج2.
    (19)الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن 3/3/119.
    (20)انظر: ابن قتيبة: المعارف ، ص234 وابن النديم: الفهرست ، ص 105.
    (21)الطبري: تاريخ الرسل ، ج6 ، ص 25.
    (22)الهلابي: المرجع السابق ، ص16.
    (23)أعشى همدان: ديوان ، ص148.
    (24)أبو عمر العدني: كتاب الإيمان ، ص249.
    (25)ابن سعد: المصدر السابق ، ج4 ، ص39.
    (26)انظر: الأشعري: مقالات الإسلاميين ج1 ، ص86 ، والقمي: المقالات والفرق ص119، وابن حبان: المجروحين، ج4 ص253 ، والمقدسي: البدء والتاريخ ج3 ، ص129.
    (27)ابن حبيب: المحبر ، ص308.
    (28)ابن تيمية: منهاج السنة ، ج1 ، ص7.
    (29)الجاحظ: البيان والتبيين ، ج3 ، ص81.
    (30)الجوزجاني: أحوال الرجال ، ص38.
    (31)ابن قتيبة: المعارف ، ص267.
    (32)البلاذري: أنساب الأشراف ، ج3 ص382.
    (33)الناشيء الأكبر: مسائل الإمامة ، ص22.
    (34)الهلابي: المرجع السابق ، ص48.
    (35)المرجع نفسه ، ص 47.
    (36)الفرزدق ، ديوان ، ص242.
    (37)القمي: المصدر السابق ، ص20.
    (38)الطبري: تاريخ الرسل ، ج4 ، ص283 ، 326 ، 331 ، 340..
    (39)التوبختي: فرق الشيعة ، ص 23.
    (40)أبو حاتم الرازي (أحمد بن حمدان): الزينة في الكلمات الإسلامية ، ص 305.
    (41)ابن عبد ربه: العقد الفريد ، ج2 ص405.
    (42)أبو الحسن الأشعري: المصدر السابق ج1 ، ص85.
    (43)أبو عمر الكشي: الرجال ، ص98.
    (44)المصدر نفسه ، ص 100.
    (45)ابن حبان: المجروحين ، ج2 ، ص253.
    (46)المقعسي: المصدر السابق ، ج5 ، ص129.
    (47)الملطي: التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ، ص18.
    (48)ابن بابويه القمي: من لا يحضره الفقيه ج1 ، ص213.
    (49)الخوارزمي: مفاتيح العلوم ، ص22.
    (50)البغدادي: الفرق بين الفرق ص15 ، 225.
    (51)أبو جعفر الطوسي: تهذيب الأحكام ج2 ، ص322.
    (52)الاسفراييني: التبصير في الدين ، ص108.
    (53)الشهرستاني: الملل والنحل ، ج2 ص116.
    (54)المصدر نفسه ، ج1 ، ص 155.
    (55)السمعاني: الأنساب ، ج7 ، ص24.
    (56)ابن عساكر: المصدر السابق ، ج9 ص328.
    (57)ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ج2 ، ص98.
    (58)ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة ، ج2 ص99.
    (59)السكسكي: البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان ، ص50.
    (60)ابن تيمية: مجموع الفتاوى ، ج4 ص435.
    (61)المجلسي: الرجال ، ج2 ، ص71.
    (62)الذهبي: المغني في الضعفاء ، ج1 ص339.
    (63)الصفدي: الوافي بالوفيات ، ج17 ص20.
    (64)الشاطبي: الاعتصام ، ج2 ، ص197.
    (65)الجرجاني: التعريفات ، ص79.
    (66)المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 2ص356.
    (67)ابن حجر: لسان الميزان، ج3، ص290.
    (68)العيني: عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان،9/1/168.
    (69)السيوطي: لب الألباب في تحرير الأنساب ج1،ص132.
    للسبئية منطلقات خطيرة:
    أما قول الأستاذ الهلابي : إن السبئية لا تعني جماعة معينة لها عقيدة محددة ، بل هي مجرد كلمة تعني الذم والتعيير، فهذا ينافي الواقع التاريخي لهذه الطائفة التي تزعم أنها هديت لوحي ضل عنه الناس (1) ويزعم رئيسها أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند علي (2) كما أن السبئية يقولون برجعة الإمام ، وأن الأموات يرجعون إلى الدنيا (3) ويقولون بالوصية (4] ويسبون الصحابة (5) ويزعمون أن علياً دابة الأرض (6)، وأنه شريك النبي في النبوة بل منهم من يقول بأن محمد - صلى الله عليه وسلم - رسول علي ، يقول ابن حزم عنهم : وهذه الفرقة السبئية باقية إلى اليوم فاشية عظيمة العدد ، منهم كان إسحاق بن محمد النخعي الأحمر الكوفي ، ويقولون : إن محمد - صلى الله عليه وسلم - رسول علي (Cool.
    وتقول السبئية كذلك بالحلول والتناسخ (9)، ويعللون اختفاء علي بالغيبة (10).
    ويجزم قتادة بن دعامة السدوسي بأن السبئية كغيرها من الفرق الضالة مثل النصرانية واليهودية ، لها أفكارها ومعتقداتها الخاصة بها ، التي تعد بدعة تتناقض مع جوهر الدين المنزل من عند الله ، يقول: والله إن اليهودية لبدعة ، وإن النصرانية لبدعة ، وإن الحرورية لبدعة ، وإن السبئية لبدعة ما نزل بهن كتاب ولا سنهن نبي (11).
    ومن السبئية المغيرة بن سعيد البجلي الذي قال عنه ابن قتيبة : وأما المغيرة فكان مولى لبجيلة وكان سبئياً (12).
    وقال فيه ابن عدي: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعد فيما يروى عنه من الزور عن علي ، هو دائم الكذب على أهل البيت ، ولا أعرف له حديثاً مسنداً (13).
    وجابر بن يزيد الجعفي الذي ذكره ابن حبان في عداد السبئية حيث قال: كان جابر سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ ، وكان يقول: إن علياً يرجع إلى الدنيا (14)، وروي عن سفيان بن عيينة أنه يعني جابر كان يقول : علي دابة الأرض (15).
    ومنهم أبو النصر محمد بن السائب الكلبي الكوفي الذي قال فيه ابن حبان : وكان الكلبي سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ (16).
    ويقول عنه الحافظ ابن زريع البصري : رأيت الكلبي يضرب صدره ويقول: أنا سبئي ، أنا سبئي (17).
    وأبعد في الخطأ من الزعم السابق بأن السبئية ليست طائفة لها عقيدة محددة قول الدكتور الهلابي بأن السبئية مجرد كلمة تطلق للتعيير والذم (18).
    وإذا كانت كذلك فلابد أن يكون لها أصل في اللغة ، وعند الرجوع إلى معاجم اللغة وجدنا أن سبأ تعني : من حلف على يمين كاذبة غير مكترث بها والخمر اشتراها ليشربها ، والجلد سبأه أي أحرقه (19).
    ولم يقل أحد من علماء اللغة أن السبئية تعني الذم والتعيير ، بل قال صاحب لسان العرب : وسبأ اسم رجل يجمع عامة قبائل اليمن ، وهو اسم مدينة بلقيس باليمن ، والسبأية أو السبئية من الغلاة ، وينسبون إلى عبد الله بن سبأ (20).
    وقال الزبيدي: وسبأ والد عبد الله المنسوبة إليه الطائفة السبئية بالمد كذا في نسختنا ، وصحح شيخنا السبئية بالقصر كالعربية وكلاهما صحيح ، من الغلاة ، جمع غال وهو المتعصب الخارج عن الحد في الغلو من المبتدعة ، وهذه الطائفة من غلاة الشيعة (21).
    رابعاً : موقف الإمام علي من السبئية:
    يقول الدكتور الهلابي : وهذه الروايات التي تروي بأن السبئية قالت لعلي : أنت خالقنا ورازقنا لا يمكن أن يقبلها المنطق السليم ، إذ لا نعرف أحداً من العرب عبد إنساناً واعتقد أنه هو الخالق الرزاق ، لا في الجاهلية ولا في الإسلام ، بل لا نعرف أن أحداً من المسلمين ارتد عن دين الله ارتداداً صريحاً بعد الردة التي حدثت بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مباشرة...
    لماذا يعاقبهم علي بالإحراق في النار وهي عقوبة غير مألوفة لا في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا في عهد الخلفاء الراشدين قبله ؟ ألا يمكن أن يضربهم بالسياط ليستتيبهم فإن لم يتوبوا قتلهم بالسيف؟ (22).
    إن خبر إحراق علي - رضي الله عنه - لطائفة من الزنادقة المرتدين تكشف عنه الروايات الصحيحة في كتب الصحاح والسنن والمعاجم ، فقد ذكر الإمام البخاري في كتاب استتابة المرتدين في صحيحه عن عكرمة قال : أتي علي - رضي الله عنه - بزنادقة فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تعذبوا بعذاب الله " ولقتلتهم لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " من بدل دينه فاقتلوه " (23).
    ولفظ الزندقة ليس غريباً عن عبد الله بن سبأ وطائفته ، يقول ابن تيمية : إن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ (24).
    ويقول الذهبي : عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ، ضال مضل (25)، ويقول ابن حجر: عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة... وله أتباع يقال لهم السبئية معتقدون الإلهية في علي بن أبي طالب ، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته (26)، ويقول في موطن آخر بأن أحد معاني الزندقة الادعاء بأن مع الله إلهاً آخر (27) وهذا المعنى قال به ابن سبأ وأتباعه، وجزم بذلك أصحاب المقالات والفرق والمحدثون والمؤرخون.
    وروى خبر الإحراق أيضاً أبو داود في سننه في كتاب الحدود ، باب الحكم فيمن ارتد (28) والنسائي في سننه ، في كتاب الحدود (29) والحاكم في المستدرك ، في كتاب معرفة الصحابة (30)، والطبراني في المعجم الأوسط من طريق سويد بن عقلة أن علياً بلغه أن قوماً ارتدوا عن الإسلام ، فبعث إليهم فأطمعهم ، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا ، فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ، ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال : صدق الله ورسوله (31).
    وروي من طريق عبد الله بن ثريد العامري عن أبيه قال: قيل لعلي : إن هنا قوماً على باب المسجد يدعون أنك ربهم ، فدعاهم فقال لهم : ويلكم ما تقولون ؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا ، فقال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم ، آكل الطعام كما تأكلون ، وأشرب كما تشربون ، إن أطعت الله أثابني إن شاء وإن عصيته خشيت أن يعذبني ، فاتقوا الله وارجعوا ، فأبوا ..
    فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام ، فقال أدخلهم ، فقالوا كذلك ، فلما كان اليوم الثالث قال : لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة ، فأبوا إلا ذلك ، فخد لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر وقال: احفروا فأبعدوا في الأرض وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا فأبوا أن يرجعوا فقذفهم فيها حتى إذا احترقوا قال: إني إذا رأيت الأمر منكرا أوقدت ناري ودعوت قنبرا ، قال الحافظ ابن حجر: وهذا سند حسن (32).
    خامساً : سيف بن عمر في الميزان:
    يتحامل الدكتور الهلابي على الإخباري سيف بن عمر التميمي تحاملاً شديداً ، ويقول بأن سمعته باعتباره محدثاً سيئة للغاية ، فقد حكم أصحاب الجرح والتعديل عليه بالضعف ، واتهموه بوضع الأحاديث على الثقات وبالزندقة ، كما يتهمه بالتحيز والتعصب ، وأنه عبث بروايات التاريخ الإسلامي، خصوصا ما له صلة بالفتنة وما تلاها (33).
    والحقيقة أن هذا الكلام مبالغ فيه ، إذ يجب أن نفرق بين سيف بن عمر باعتباره محدثاً من جهة وباعتباره إخبارياً من جهة أخرى ، فالطعن فيه من جهة الحديث وهو أمر صحيح لا ينسحب بالضرورة على الأخبار التي يرويها.
    أثنى الحفاظ على سيف بالخبرة والمعرفة في التاريخ ، فقال الحافظ الذهبي: كان إخبارياً عارفاً (34)، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ (35).
    على أن الحافظ ابن حجر لم يرض باتهامه بالزندقة وقال: أفحش ابن حبان القول فيه (36).
    ولسنا ندري كيف يصح اتهامه بذلك وروايته في الفتنة وحديثه جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم أبعد ما يكون عن أسلوب الزنادقة ، وكيف يستقيم اتهامه بالزندقة وهو الذي فضح وهتك سر الزنادقة ! ويمكن القول: إن رواية سيف بعيدة كل البعد أن تضعه موضع هذه التهمة، بل هي تستبعد ذلك، إذ إن موقفه فيها هو موقف رجال السلف في احترامه للصحابة وتنزيهه لهم عن فعل القبيح ، فقد انتحى جانباً عن أبي مخنف والواقدي فعرض تسلسلاً تاريخياً ليس فيه تهمة للصحابة ، بل يُظْهِر منه حرصهم على الإصلاح وجمع الكلمة ، وهو الحق الذي تطمئن إليه النفوس، إذ يسير في اتجاه الروايات الصحيحة عند المحدثين.
    وإذا كان المحدثون يتساهلون في الرواية عن الضعفاء إن كانت روايتهم تؤيد أحاديث صحيحة موثقة ، فلا بأس إذن من الأخذ بهذا الجانب في التاريخ وجعله معياراً ومقياساً إلى تحري الحقائق التاريخية ومعرفتها ، ومن هذا المنطلق تتخذ الأخبار الصحيحة قاعدة يقاس عليها ما ورد عند الإخباريين مثل سيف والواقدي وأبي مخنف ، فما اتفق معها مما أورده هؤلاء تلقيناه بالقبول ، وما خالفها تركناه ونبذناه.
    ومما لا شك فيه أن روايات سيف في أغلبها مرشحة لهذه المعاني ، إذ تتفق وتنسجم مع الروايات الصحيحة المروية عن الثقات فيما يتعلق بوجود ابن سبأ علاوة على أنها صادرة ومأخوذة عمن شاهد تلك الحوادث أو كان قريباً منها.
    أما وصف سيف بالتحيز فأمر غير صحيح ، إذ إن تعصب سيف المزعوم ترده أحوال قبيلته بني تميم وموقفها من الفتنة، فمن المعروف أنهم ممن اعتزل الفتنة مع سيدهم الأحنف بن قيس يوم الجمل (37) وبالتالي فإن روايته للفتنة تشكل من خلال مضمونها على العموم مصدراً حيادياً ومطلعاً في آن واحد.
    سادساً : تحميل روايات سيف ما لا تحتمل:
    يقول الدكتور الهلابي : وما يهمنا هنا هو الرواية الأولى ، إذ إن سيفاً أراد أن يقول بطريق غير مباشر : إن الخليفة علياً لم ينضم إليه أحد من المهاجرين والأنصار ، وإنما فقط سبعمائة من الكوفيين والبصريين ، ومن يكونون هؤلاء الكوفيين والبصريين في المدينة ؟ لابد أنه يريد أن يقول بطريق غير مباشر أيضاً : إن أنصار الخليفة علي هم قتلة عثمان مع العلم أنه ذكر في مكان آخر أن قتلة عثمان من أهل البصرة قتلوا مع حكيم بن جبلة العبدي قبل أن يقدم علي وجيشه البصرة، فسيف يهدف ضمنياً إلى النيل من الخليفة علي ، وفي الوقت نفسه يريد أن يعارض تلك الروايات التي تبالغ في عدد المشاركين في جيش علي من أهل بدر خاصة والصحابة من المهاجرين والأنصار عامة (38).
    من الملحوظ هنا أن الدكتور الهلابي يحاول جاهداً أن يحمل روايات سيف ما لا تحتمل من المعاني ، ويتجاهل روايات أخرى لا تتفق مع خطه الذي رسمه مسبقاً تجاه سيف ، فيَحْكُم بلا دليل ظاهر على أجزاء من رواياته ويسكت عمداً عن ذكر أجزاء أخرى لأنها تؤدي الغرض من فهم الروايات بالشكل المطلوب ، وهو مع هذا يستعمل عبارات غير علمية وغير دقيقة مثل : أراد أن يقول بطريق غير مباشر ، يهدف ضمنياً.
    فمن المآخذ على الدكتور الهلابي أنه نسب إلى سيف ما لم يرو بقوله:...إن الخليفة علياً لم ينضم إليه أحد من المهاجرين.
    فالشطر الأخير من هذه العبارة مأخوذ من رواية سيف: وخرج معه أي مع علي من نشط من الكوفيين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل (39) ، أما الشطر الأول من العبارة: إن الخليفة علياً لم ينضم إليه أحد من المهاجرين والأنصار فهو من استنتاج الدكتور الهلابي.
    وهذا الاستنتاج ليس في محله ، إذ يتناقض مع ما رواه سيف حول هذا الموضوع ، فقد ذكر أسماء الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين انضموا إلى علي ، ومن ذلك قوله فأجابه رجلان من أعلام الأنصار: أبو الهيثم بن التيهان وهو بدري وخزيمة بن ثابت (40) وقوله: وأرسل علي الحسن وعماراً بعد ابن عباس... (41)، فلما نزلوا ذي قار دعا علي القعقاع بن عمرو فأرسله إلى البصرة (42).
    وهؤلاء من المهاجرين، وقوله: قال الشعبي: بالله الذي لا إله إلا هو ما نهض في تلك الفتنة إلا ستة بدريين ما لهم سابع أو سبعة ما لهم ثامن (43).
    والحق أن الصحابة الذين انضموا إلى علي - رضي الله عنه - أو إلى مخالفيه (طلحة والزبير وعائشة ومعاوية - رضي الله عنهم -) لم يكونوا كثرة كما توحي بذلك بعض الروايات التي تبالغ في عدد المشاركين من الصحابة في الفتنة ، وإنما كانوا قلة كما جاءت بذلك الأخبار الصحيحة في كتب الحديث.
    روى عبد الرزاق في المصنف والإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن محمد بن سيرين قال: هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عشرات الألوف ، فلم يحضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين (44).
    وروى ابن بطة بإسناده إلى بكير بن الأشج أنه قال : أما إن رجالاً من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان ، فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم (45).
    وروى الحافظ ابن عساكر بسنده إلى الحسن البصري أن رجلاً قال لسعد بن أبي وقاص : هذا علي يدعو الناس، وهذا معاوية يدعو الناس ، وقد جلس عنهم عامة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال سعد : أما وإني لا أحدثك ما سمعت من وراء وراء ، ما أحدثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن استطعت أن تكون عبد الله المقتول ولا تقتل أحداً من أهل القبلة فافعل (46).
    هذا وإن رواية سيف عن الصحابة الذين شاركوا في الفتنة تسير في هذا الاتجاه ولا تحيد عنه.
    أما قول الدكتور الهلابي في تساؤلاته: ومن يكونون هؤلاء الكوفيين والبصريين في المدينة؟ لا بد أنه يريد أن يقول سيف بطريق غير مباشر أيضاً : إن أنصار الخليفة علي هم قتلة عثمان ، مع العلم أنه ذكر في مكان آخر أن قتلة عثمان من أهل البصرة قتلوا مع حكيم بن جبلة قبل أن يقدم علي وجيشه البصرة (47).
    فصحيحة نسبة القول الأخير إلى سيف (48) لكن العبارة الأولى التي فيها أنه اتهم علياً بأن أنصاره هم قتلة عثمان فلم يقل بها سيف إطلاقا ً، ولا ذكرها الإمام الطبري في تاريخه ، وإنما هي من استنتاج الدكتور الهلابي الذي يتقن علم ما وراء السطور! ولهذا نقول للأستاذ الهلابي : متى كان المنهج العلمي ضرباً من ضروب الاستنتاج العقلي المحض في غياب النصوص والروايات ؟ ! وللإشارة فإن أسلوب سيف في روايته لأحداث الفتنة ليس فيه أي نيل أو تجريح لعلي - رضي الله عنه - بل أثنى عليه بما هو أهله ، إذ نقل عن سعيد بن زيد أنه قال : ما اجتمع أربعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ففازوا على الناس بخير يحوزونه إلا وعلي بن أبي طالب أحدهم (49).
    وذكر أن علياً حين انطلق إلى البصرة في إثر طلحة والزبير وعائشة كان ينوي الإصلاح وجمع الكلمة (50) كما أثنى على دور القعقاع بن عمرو رسول علي في تثبيطه أهل الكوفة عن الاشتراك في الفتنة أولاً (51) ثم في مساعيه الإصلاحية بين علي ومخالفيه في البصرة ثانياً (52).
    سابعاً : منهج عجيب إزاء الأحاديث النبوية:
    يقول المؤلف: ومع إني أرجح أن (حديث الحوأب حديث موضوع... (53).
    فمن الملاحظ هنا أن الدكتور الهلابي يتعامل مع الأحاديث النبوية كما يتعامل مع الروايات التاريخية ، فيقبل ويرفض ، ويعلل ويجرح حسب اجتهاده الشخصي ، مع العلم أن مصطلح الحديث فن جليل وخطير بلغ من الدقة والإحكام أرقى ما يمكن أن تصل إليه الطاقة البشرية ، فأحكامه ومصطلحاته ذات دلالة واضحة ومحددة لا تقبل التلاعب فيها ، ولذلك يكون الحديث إما صحيحاً وإما ضعيفاً وإما موضوعاً ، وفق الموازين النقدية للرواية.
    وبما أن الأحاديث هي غير الروايات التاريخية فينبغي للتثبت من صحتها أن يتم الرجوع إلى العلماء المختصين في علم الحديث النبوي.
    وحديث الحوأب حديث صحيح قال عنه الحافظ ابن كثير: إسناده على شرط الصحيحين (54)، وقال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد (55) وقال الحافظ بن حجر في الفتح: أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم، وسنده على شرط الصحيح (56).
    ورواية الحديث كما نقلها الإمام أحمد: (حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى عن إسماعيل، حدثنا قيس قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً، نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله - عز وجل - ذات بينهم، قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب! (57).
    ثامناً : الطبري سمى السبئية:
    يقول الدكتور الهلابي: إن الإمام الطبري لم يسم طائفة عبد الله بن سبأ سبئية ، وإنما وضع هذه التسمية سيف بن عمر لتنسجم مع رواياته حول ابن سبأ ودوره في الفتنة (58).
    لقد فات المؤلف بأن الإمام الطبري ذكر السبئية في تفسيره جامع البيان عند شرحه لقوله - تعالى -: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) [آل عمران: 7] يقول: وهذه الآية وإن كانت نزلت فيمن ذكرنا أنها نزلت فيه من أهل الشرك ، فإنه معني بها كل مبتدع في دين الله...كان من أهل النصرانية أو اليهودية أو المجوسية ، أو كان سبئياً أو حروريا أو قدرياً أو جهمياً ، كالذي قال: فإذا رأيتم الذين يجادلون فهم الذين عنى الله فاحذروهم (59).
    تاسعاً : منهج المستشرقين غير مسلم له على الإطلاق:
    يبدو جلياً أن الدكتور الهلابي تأثر بأفكار بعض المستشرقين الذين لا يقرون بوجود ابن سبأ ، إذ نحا منحاهم في إثارة الشكوك حول شخصيته ويقول: بأن هؤلاء نالوا قصب السبق في إثارة قضية عبد الله بن سبأ (60).
    لكن يا ترى إذا كان المستشرقون قد سبقوا الباحثين العرب إلى دراسة شخصية ابن سبأ فهل نحن ملزمون بالتسليم بكل ما كتبوه في هذا الصدد؟ إن المستشرقين كغيرهم من البشر معرضون لعوامل السهو والخطأ ، ومنهم من يشتط في نظرته، ويحمل في نفسه من الأهواء والرغبات ما يجعله يفرض آراءه المسبقة على النصوص ، ويتعسف في تأويلها نظراً للعداء التاريخي في نفسه للإسلام والمسلمين.
    ثم لا يخفى أن المستشرقين الذين أنكروا وجود السبئية كان هدفهم من ذلك التشكيك والإنكار هو إدعاء أن الفتن إنما هي من عمل الصحابة والمسلمين أنفسهم ، وأن نسبتها إلى اليهود أو الزنادقة هو نوع من الدفاع لجأ إليه الإخباريون والرواة المسلمون ليعلقوا أخطاء هؤلاء الصحابة على عناصر أخرى ، فيقول أحد هؤلاء المستشرقين : بأن ابن سبأ ليس إلا شيئاً في نفس سيف أراد أن يبعد به شبح الفتنة عن الصحابة ، وإنها إنما أتت من يهودي تستر بالإسلام (61).
    عاشراً : ثبوت أخبار ابن سبأ:
    إذا افترضنا جدلاً أن الروايات والأخبار المتعلقة بابن سبأ غير صحيحة ومن نسج الخيال ، فكيف يعقل أن يسكت عنها العلماء الأقدمون ولا ينتقدوها ، وهم الذين أصّلوا منهجاً علمياً دقيقاً في نقد الرجال وتتبع أحوالهم! هذا وقد أثبت كثير من العلماء والرواة في كتبهم خبر ابن سبأ ، ولم يُستدرك عليهم في هذا الشأن إلا ما كان من بعض الباحثين المعاصرين الذين أطلقوا لأنفسهم العنان للخوض في هذا الموضوع بغير سند أو أثرة من علم فأساءوا بذلك إلى أسس البحث العلمي التي يدعون أنهم أهلها بغير دليل.
    حادي عشر : رأي بلا مصدر أو دليل :
    الغريب في الأمر أن الدكتور الهلابي رغم تأكيده على أن شخصية ابن سبأ شخصية وهمية ، فإنه لم يدعم رأيه ولو بمصدر واحد متقدم ينفي وجود عبد الله بن سبأ ، فكيف يكون إذاً صاحب منهج علمي ودراسته قائمة على الآراء والفرضيات ، بينما هي تفتقر أساساً إلى الأدلة العلمية ودعم من المصادر المتقدمة القريبة من هذه الأحداث ؟ ! .
    وفي الختام نقول: إن تشكيك بعض الباحثين المعاصرين في عبد الله بن سبأ ، وأنه شخصية وهمية، وإنكارهم وجوده ، لا يستند إلى الدليل العلمي ، ولا يعتمد على المصادر المتقدمة ، بل هو مجرد استنتاج يقوم على فرضيات وتخمينات شخصية تختلف بواعثها حسب ميول مُتبنيها واتجاهاتهم.
    الهوامش :
    (1) أبو عمر المقدسي : كتاب الإيمان، ص 249.
    (2) الجوزجاني : المصدر نفسه، ص 38.
    (3) أبو الحسن الأشعري : المصدر نفسه، ج1 ص 86.
    (4) القمي : المصدر السابق، ص 20.
    (5) النونحتى: المصدر السابق، ص 44.
    (6) الذهبي : ميزان الاعتدال، ج1، ص 384.
    (7) الملطي : المصدر السابق، ص 15.
    (هامش 7 غير مشار إليه في النص )
    (Cool ابن حزم: الفصل في الملل والنحل، ج4 ص 186.
    (9) البغدادي : المصدر السابق ، ص 241.
    (10) الكرماني : الفرق الإسلامية، ص 34.
    (11) الطبري: جامع البيان، ج6، ص 189.
    (12) ابن قتيبة : عيون الأخبار، ج2، ص 149.
    (13) الذهبي : الميزان، ج4، ص 162.
    (14) ابن حبان : المجروحين، ج1، ص 208.
    (15) الذهبي : الميزان، ج1، ص 384.
    (16) ابن حبان : المجروحين، ج2، ص 253.
    (17) ابن حجر: التهذيب، ج9، ص 179.
    (18) الهلابي : المرجع السابق، ص 46.
    (19) العكبري : المشوف المعلم؛ وابن منظور: لسان العرب، ج2، ص 77؛ والزبيدي: تاج العروس، ج1، ص 75.
    (20) ابن منظور: المصدر السابق، ج2، ص 77.
    (21) الزبيدي: المصدر السابق، ج1، ص 75.
    (22) الهلابي: المرجع السابق، ص 52.
    (23) أخرجه البخاري في الجامع الصحيح، كتاب استتابة المرتدين، ج8، ص 50.
    (24) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج28، ص 483.
    (25) الذهبي: الميزان، ج2، ص 426.
    (26) ابن حجر: لسان الميزان، ج3، ص 290، 289.
    (27) ابن حجر: الفتح، ج12، ص 270.
    (28) أبو داود: السنن، كتاب الحدود، ج4، ص 126.
    (29) النسائي: السنن، كتاب الحدود، ج7، ص 104.
    (30) الحاكم: المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، ج3، ص 538.
    (31) ابن حجر: الفتح، ج12، ص 170.
    (32) ابن حجر: الفتح، ج12، ص 270.
    (33) الهلابي: المرجع السابق، ص 39، 40، 67.
    (34) الذهبي: الميزان، ج2، ص 255.
    (35) ابن حجر: التقريب، ج1، ص 344.
    (36) المصدر نفسه، ج1، ص 344.
    (37) الطبري: تاريخ الرسل، ج4، ص 498، 500، 501.
    (38) الهلابي: المرجع السابق، ص 43.
    (39) الطبري: تاريخ الرسل، ج4، ص 455.
    (40) المصدر نفسه: ج4، ص 447.
    (41) المصدر نفسه: ج4، ص 487.
    (42) المصدر نفسه: ج4، ص 488.
    (43) المصدر نفسه: ج4، ص 447.
    (44) رواه عبدالرزاق في المصنف، ج11 ص357؛ وابن كثير عن أحمد في البداية والنهاية، ج7، ص 253.
    (45) ابن شبة: تاريخ المدينة، ج4، ص 1242.
    (46) ابن عساكر: المصدر السابق (المطبوع)، ص 485، 486.
    (47) الهلابي: المرجع السابق، ص 43.
    (48) الطبري: تاريخ الرسل، ج4، ص ص 470، 472.
    (49) المصدر نفسه: ج4، ص ص 447، 448.
    (50) المصدر نفسه: ج4، ص 471.
    (51) المصدر نفسه: ج4، ص 484.
    (52) المصدر نفسه: ج4، ص ص 487، 489.
    (53) الهلابي: المرجع السابق، ص 43.
    (54) ابن كثير: المصدر السابق، ج6، ص 241 (56) الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج2، ص 125.
    (57) ابن حجر: الفتح، ج13، ص 55.
    (58) أحمد: المسند، ج23، ص 137.
    (59) الهلابي: المرجع السابق، ص 61.
    (60) الطبري: جامع البيان، 3/3/121.
    (61) الهلابي: المرجع السابق، ص 58.
    (62) عبدالرحمن بدوي : مذاهب الإسلاميين ج2، ص 22.
    المصدر : مجلة البيان

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 2:14