المحليات رسمت معادلة الفساد وعمقت ثقافة التسكع السياسي
في ندوة تقييمية للانتخابات المحلية التأم بفندق السفير تكتل الجزائر الخضراء بأحزابه الثلاثة حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الاصلاح الوطني بحضور لفيف من الاطارات الحزبية والأسرة الاعلامية.
رئيس حركة مجتمع السلم في تقييمه الاولي للانتخابات قال بان المحليات نظمت في سياق ماسمي بالإصلاحات السياسية التي تشهد هذه الايام آخر فصول اخفاقها لانها لم تستجيب للرغبة الجامحة للجزائريين في التغيير والإصلاح بل كرست خمس نتائج خصها رئيس الحركة الشيخ ابو جرة سلطاني بالشرح والتحليل،فتحدث على أن الانتخابات المحلية رسمت معادلة الفساد السياسي المعروفة الطرفين :المال طريق للانتخابات والانتخابات طريق للثروة ،وقال بأن دوائر الفساد تتسع يوما بعد يوم ونحن في اليوم العالمي لمكافحة الفساد ،وقال أن من أخطر المراحل التي قد تمر بها أي دولة هي مرحلة ترسيم هذا النوع من الفساد من دون حسيب ولا رقيب ،وكنتيجة ثانية للمحليات تحدث رئيس الحركة عن جمع مالا يجمع فالنسبية حسب قوله لا تجمع مع الهيمنة فدخول 52 حزب سياسي الى العملية الانتخابية ثم تسقط كلها لصالح حزبي السلطة ومن حدث له انتفاخ مفاجئ ،على قاعدة 7 بالمئة ، هو امر يحتاج منا الى وقفة وتصحيح اختلال تنظيمي وتشريعي مسجل ،كما سجل الشيخ ابو جرة سلطاني نتيجة ثالثة مفادها عودى الخطاب المؤدلج واستخدام فزاعة الربيع العربي وما أسماه المأساة ــــــ فوبيا والتخويف من التيار الاسلامي بكل اطيافه في مقابل التسابق على فتح ملف الرئاسيات والعهدة الرابعة وكأننا نرجع الى الخلف بأميال الكيلوميترات ،والعالم العربي والإسلامي يدخل مرحلة الشفافية والتداول السلمي على السلطة وتحديد العهدات.كما أشار رئيس الحركة الى نتيجة رابعة هي أن الانتخابات المحلية عمقت ثقافة التسكع السياسي مبرزا الفرق بينه وبين التجوال السياسي المرفوض فكيف بالتسكع والتراباندسيت السياسي وأخيرا تحدث الشيخ عن نتيجة خامسة تتضمن حضور مستمر للتيار الاسلامي رغم ارادات التقزيم والضربات المتوالية عليه .ليختم مداخلته بان حركة مجتمع السلم والتكتل يدافعان عن مسار يتآكل يوما بعد يوم وأعرب عن خشيته من ان تتحول المقاطعة الى واجب وطني من اجل ترسيخ الحريات والتداول السلمي على السلطة.
من جهته اشار الامين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي الى ان المحليات هي فصل من فصول المسرحية السياسية التي تدور مشاهدها في الجزائر،مسجلا ان الانسداد في البلديات اليوم دليل على فشل الاصلاحات لأنها لم تكن موجهة للداخل انما كانت موجهة للخارج على حد قوله ،محذرا من انفجار الوضع وداعيا الى حكومة وحدة وطنية تتكفل بمراجعة الدستور ومختلف القوانين الناظمة للحياة السياسية ،ليختم كلمته بأننا في حاجة الى وقفة سياسية لكل اطياف الطبقة السياسية الرافضة لهذا الوضع من اجل اعادة الامور الى نصابها.
من جهته حمل حملاوي عكوشي السلطة مسؤولية ما آلت اليه الانتخابات والإصلاحات ،مشيدا بدور التكتل الذي حافظ على موقعه السياسي في الرتبة الثالثة ودعا الى توسيعه الى اطياف سياسية اخرى معربا على ان الانتخابات في الجزائر منذ بدايتها فهي اما مزورة او ملغية او مصادرة داعيا التيار الاسلامي الى الوحدة وضرورة فتح الحوار المفضي الى حلول للمشكلات المطروحة على قاعدة رفض العنف بشكل كامل .