المـربي ومهمته في ضبط الصف " العضوية"
الجمعة 29 أكتوبر 2010
يعتقد الكثير أن المربي هو الإنسان المكلف بإدارة الأسرة التربوية وربطها بالسلم التنظيمي في هيكل الحركة وجعلها تتواصل مع التعليمات والأوامر والتوجيهات الصادرة لها من الهيئات العليا في الحركة وإن كان هذا من المقاصد التي تستهدف في عملية الانتظام فهو في الوقت نفسه ليس كل شيء يراد للأسرة التربوية وللمنضوين فيها ..
المربي في منظومتنا التربوية الحركية
لأن المربي هو من يتولى ضبط الانتماء في بعده العقيدي والسلوكي والشعائري والفكري والتصوري وعملية الضبط لاتكون بالتلقين والتحفيظ والتعليم والمتابعة فقط وإنما تكون بعملية صناعة الذات من خلال تحريك العمق في الذات من خلال الفهم الدقيق والإيمان العميق والحب الوثيق والتجرد المحرر من كل شهوة ونزوة ولذة وطمع وهوى متبع وعجب في الرأي
المربي عندنا هو المدخل الصحيح والسليم لعملية بناء الفرد والفرد لايستقيم بنيانه ومقامه وعوده إلا برعاية مربي حذق ونبه وفطن يدرك المقاصد قبل الوسائل ويتجه نحو المبادئ قبل المصالح ويعمل بالمتفق قبل المختلف فيه
والمربي إذا صلُحَ صلحت العملية التربوية كلها وإذا فسد فَسُدت العملية كلها ولا يبقى الحديث عن التربية
المربي عندنا كما تعلمنا من سلفنا من العلماء والدعاة والمؤسس رحمه الله تعالى وقدس الله سره روح تسري في جسم الإخوان تحيهم بالقرأن ومعانيه
وتحركهم بلطائف السنن وسير الصالحين الذّين عاشوا لدينهم ووطنهم
وعرفوا كيف يصنعون الحياة ولو بعد موتهم
والمربي لايجب أن يُحوَل إلى مجموعة ورق يديرها وجداول ترهقه عملية التسجيل فيها وتدريبات تربوية لاترتبط بالواقعية والموضوعية وما هي إلا برامج منسوخة من سجلات خاصة عن مجال الهموم والانشغالات يعيشها الفرد في حركتنا
المربي هو القاعدة الأساسية في البناء والتعميم والترصيص الهيكلي والتناغم والانسجام في التصورات المبدئية والأولية
المربي يضع نفسه دائما في مصف البناة الأولون من يُقَعد للهرم والبناء العام
ما المقصود بضبط الصف ؟
عندما نستعمل عبارة الصف معناه الاستواء لقوله تعالى " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيل الله صفا كالبنيان المرصوص " والصلاة لاتقام إلا بصف مستوية
هل معنى الصف هو الانضمام والارتباط بجماعة واحدة ؟
هل هو التعاقب والترتيب والمنازل درجة بعد درجة أخرى ؟
هل معنى الصف هو رؤية الجميع في وقت واحد وموقع معين ومحدد ؟
هل معني الصف هو الرأي الواحد والنظرة الواحدة ورفض الرأي المغاير والمخالف والناقد ؟
نقصد بالصف هو الاتفاق على وحدة التصور والاجتماع التام على الرأي الغالب والراجح وتنفيذ القرار المتفق عليه في المؤسسات الشورية والتنفيذية قبول والرضي بالسياسات العامة المجمع عليها
العمل بالمتفق والعذر في المختلف
معالم الصف الوضوح والجماعية والانسجام والاحترام والجدية والفعالية والتكافل والتعاون والتواصل
مهمة المربي في ضبط الصف
قبل الحديث عن مهمة المربي في ضبط الصف وكيف يؤديها داخل الحركة يجب أن أشير إلى مظاهر اختلال واعوجاج الصف
اولا : المظاهر الفكرية
ونقصد بها القضايا التي تتعلق بالفكر والمعرفة وهي أن تظهر في الأفراد أفكاراً وتصورات تخالف وتعارض فكر التي نشأت عليه الحركة والتي تعتمده في وثائقها وأدابياتها ومنهجها
من هذه التصورات " التكفير والتطرف في مسألة الولاء والبراء .ترك العمل السياسي وتغليب الجانب الدعوي والعكس كذلك .موضوع تطبيق الشريعة ومفهوم الدولة الإسلامية . التحالفات . المشاركة السياسية والمعارضات .الوطنية وأبعادها "
وينتج لنا هذ التباين والتعارض جملة من الإختلالات في الصف
1_ تجسيد القطبية المحورية لهذا التعارض وتتجه نحو الاستقطاب الفكري على حساب الفكر المعتمد والأصلي للحركة وتظهر جماعة داخل الجماعة الكبرى
2_ ترك التجاوب الفكري مع أطروحات الحركة وإحداث نفرة فكرية يتضرر بها الصف والأخطر ما في ترك أن لايكون في صمت بل يخرج إلى الجهر و يتم إظهاره في أشكال مختلفة
3_ يظهر التباين في الأفكار عدم جدية الحركة في حسم خلافها الفكري ويعطي ضبابية في فهم الأعضاء لفكرهم ولا يدفع إلى الوضوح عند الآخرين
4_ الاختلاف والتعارض في الأفكار يبقي الحركة دائما في دوامة النقاش والجدال ويبعدها عن دائرة التخطيط والتنفيذ وهذا في حد ذاته يضعف القدرات والعطاءات في الصف ويدفع إلى ترك العمل والبذل والعطاء
لقد تنبه الإمام البنا رحمه الله تعالى إلى هذه القضية فحسمها منذ البداية بتوضيح معالم ومقاصد فكرته وكانت له الشجاعة في إعلان تبرؤه من كل مايخالف الفكرة المعتمدة وكذلك فعل المرشد المستشار حسن الهضيبي من بعده رحمه الله مع الشباب الذين تبنوا المغالاة في الولاء والبراء فكفروا الناس فرّد عليهم برسالة يوضح فيها عقائد الإخوان " دعاة ولا قضاة " وكذلك فعل الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في ثنائيات الوعي والفهم "الحركة الواعية معا نحو الهدف " ضبط بها فهم الصف عند الأزمة الأمنية والسياسية التي مرت بها الجزائر في التسعينيات
ثانيا : المظاهر السلوكية والأخلاقية
ونريد بها تلك المظاهر التي تنتشر في الصف يُسكت عنها فتستفحل فيخرم بها قوام الأفراد فتتميع أخلاقهم وتضيع شخصيتهم فينفك العقد ويصعُب ضبط الصف بعدها
1_ القيل والقال وكثرة السؤال والتنقيب عن الأحوال والاشتغال بما لايعود على الصف بالنفع والفائدة والاعتقاد أن ذلك من صميم اهتمام بحال الحركة وأوضاعها
2_ الانتهازية والوصولية وحرق المراتب وتجاوز الحدود والسكوت عن إبداء الرأي المخالف مخافة فوات المصالح والفرص النافعة أو استرضاء المسؤول والقائد
3_ ستر المشاعر وعدم كشفها وتجاوز الحقائق وعدم مصارحة الذات والأخر وهذا يحدث تملل وتجاذبات في الصف
ثالثاً : المظاهر التنظيمية
ونريد بها التجاوزات الإدارية التي يحدثها الفرد داخل الحركة من حيث يشعر أو لايشعر
1_ عدم تنفيذ التعليمات والأوامر الصادرة إليه من باب أنها على جهة الاختيار والتقدير وليس الإلزام والحتم
2_ الخروج عن قرارات مؤسسات الحركة المجلس الشورى والقيادة العامة للعمل وغيرها
3_ ضعف التواصل أو عدمه مع القائد والمسؤول بإهماله أو استصغاره فيما يُصدره
4_ السعي إلى تشكيل المحاور داخل الحركة باسم الجهة أو العصبة أو الصداقة وغيرها
مهمته في ضبط الصف
يجب عليَّ أن أوضح مسألة مهمة قبل الحديث عن مهمة المربي
" لايجب أن نتصور أو نعتقد أن مهمة ضبط الصف هي مهمة خاصة وعينية تتوقف على المربي فقط بل هي مهمة جماعية تشترك فيها كل مؤسسات الحركة كمتابعة مجلس الشورى الوطني للمكتب التنفيذي الوطني هي ضبط للصف ومتابعة المكتب التنفيذي الوطني للمكاتب الولائية وغيرها هي ضبط للصف ومتابعة مختلف مؤسسات الحركة هي كذلك ضبط للصف "
حقيقة يجب أن تدرك ...." إن ضبط الصف يجب أن تبدأ في ذات الفرد وتصقل شخصيته على ذلك ومن هنا كانت مهمة المربي صانع الرجال والأجيال "
أن تنصب مهمة المربي في تربية الفرد وهو يضبط به الصف على الأمور الآتية ...
أولا : وضوح التصور
تعميق الفهم وفق أصوله العشرين ... توضيح ورسم الهوية الحركية " شخصيتها .منطلقاتها .طبيعتها .مجالها "
تحديد الأهداف وأبعادها وأحجامها وطبيعتها .... توضيح الرؤية والموقف من أبرز القضايا في المجتمع والعالم
ثانياً : وضوح الولاء
بتجريده وتصفيته وإبعاده من كل الشبهات والتلونات والتغيرات وهي على جهة متنوعة
الولاء لله تعالى وهو الكلي الجامع للأمة " الله غايتنا "...الولاء للرسول عليه الصلاة والسلام من جهة الأسوة والإقتداء والإتباع ومصدر الهدي واقترانه في التوحيد والشهادتين
الولاء للجماعة من باب العقد والعهد والوفاء من أخلاق المسلم والمسلمون عند شروطهم " كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وقال المولى عزّوجّل " أوفوا بالعقود "
الولاء للوطن من جهة احتضان الأمة وتاريخها ودينها فلا يستقيم هذا الدين إلا في هذا الوطن وأستشهد في سبيل تحريره ونشر الدين فيه الملايين من المسلمين
ثالثاً : تحقيق الترابط في المشاعر بين الأفراد
1_ درء الفتنة من النفوس : الغرور. العجب. الغتبة والنميمة . التجاوب مع الإشاعة والشبهة والشهوة
2_ تثبيت المحبة وتوثيقها : الحب الوثيق من أبرز الوسائل الكبرى للدعوة
3_ إقامة جلسات المودة والتقارب: المبيت الجماعي.الالتفات لهموم الناس والانشغال بها . التزاور
رابعا : التركيز على التربية المؤسساتية
1_ احترام قرارات المؤسسة وتنفيذها مهما كانت طبيعتها " العهد في المنشط والمكره "
2_ اجتناب الفردية والشخصانية والاستعلاء والتأويل المغرض الذي يدفع للتجاوز
3_ قبول الرأي والرأي المخالف وعدم التطاول عليه وتوسيع الصدر له
4_ حمل النفس على الجماعية والعيش المشترك
5_ اجتناب التبريرات واستغلال الهفوات وترك المخارج في السير العادي
خامسا : تثبيت ثقافة وسلوك العدل والإنصاف
1_ توضيح الحقوق والواجبات في العضوية
2_ تحديد المصلحة الفردية التي يسعى لها الفرد مع توعيته بمصلحة الجماعة
3_ ضبط التوازن بين المبادئ والمصالح في نفسية الفرد داخل الصف
4_ لا مانع من سعي الفرد لمصلحته إلا أنه لايحق له أن يقفز على الحقائق واللوائح والمراسم والمراتب
الجمعة 29 أكتوبر 2010
يعتقد الكثير أن المربي هو الإنسان المكلف بإدارة الأسرة التربوية وربطها بالسلم التنظيمي في هيكل الحركة وجعلها تتواصل مع التعليمات والأوامر والتوجيهات الصادرة لها من الهيئات العليا في الحركة وإن كان هذا من المقاصد التي تستهدف في عملية الانتظام فهو في الوقت نفسه ليس كل شيء يراد للأسرة التربوية وللمنضوين فيها ..
المربي في منظومتنا التربوية الحركية
لأن المربي هو من يتولى ضبط الانتماء في بعده العقيدي والسلوكي والشعائري والفكري والتصوري وعملية الضبط لاتكون بالتلقين والتحفيظ والتعليم والمتابعة فقط وإنما تكون بعملية صناعة الذات من خلال تحريك العمق في الذات من خلال الفهم الدقيق والإيمان العميق والحب الوثيق والتجرد المحرر من كل شهوة ونزوة ولذة وطمع وهوى متبع وعجب في الرأي
المربي عندنا هو المدخل الصحيح والسليم لعملية بناء الفرد والفرد لايستقيم بنيانه ومقامه وعوده إلا برعاية مربي حذق ونبه وفطن يدرك المقاصد قبل الوسائل ويتجه نحو المبادئ قبل المصالح ويعمل بالمتفق قبل المختلف فيه
والمربي إذا صلُحَ صلحت العملية التربوية كلها وإذا فسد فَسُدت العملية كلها ولا يبقى الحديث عن التربية
المربي عندنا كما تعلمنا من سلفنا من العلماء والدعاة والمؤسس رحمه الله تعالى وقدس الله سره روح تسري في جسم الإخوان تحيهم بالقرأن ومعانيه
وتحركهم بلطائف السنن وسير الصالحين الذّين عاشوا لدينهم ووطنهم
وعرفوا كيف يصنعون الحياة ولو بعد موتهم
والمربي لايجب أن يُحوَل إلى مجموعة ورق يديرها وجداول ترهقه عملية التسجيل فيها وتدريبات تربوية لاترتبط بالواقعية والموضوعية وما هي إلا برامج منسوخة من سجلات خاصة عن مجال الهموم والانشغالات يعيشها الفرد في حركتنا
المربي هو القاعدة الأساسية في البناء والتعميم والترصيص الهيكلي والتناغم والانسجام في التصورات المبدئية والأولية
المربي يضع نفسه دائما في مصف البناة الأولون من يُقَعد للهرم والبناء العام
ما المقصود بضبط الصف ؟
عندما نستعمل عبارة الصف معناه الاستواء لقوله تعالى " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيل الله صفا كالبنيان المرصوص " والصلاة لاتقام إلا بصف مستوية
هل معنى الصف هو الانضمام والارتباط بجماعة واحدة ؟
هل هو التعاقب والترتيب والمنازل درجة بعد درجة أخرى ؟
هل معنى الصف هو رؤية الجميع في وقت واحد وموقع معين ومحدد ؟
هل معني الصف هو الرأي الواحد والنظرة الواحدة ورفض الرأي المغاير والمخالف والناقد ؟
نقصد بالصف هو الاتفاق على وحدة التصور والاجتماع التام على الرأي الغالب والراجح وتنفيذ القرار المتفق عليه في المؤسسات الشورية والتنفيذية قبول والرضي بالسياسات العامة المجمع عليها
العمل بالمتفق والعذر في المختلف
معالم الصف الوضوح والجماعية والانسجام والاحترام والجدية والفعالية والتكافل والتعاون والتواصل
مهمة المربي في ضبط الصف
قبل الحديث عن مهمة المربي في ضبط الصف وكيف يؤديها داخل الحركة يجب أن أشير إلى مظاهر اختلال واعوجاج الصف
اولا : المظاهر الفكرية
ونقصد بها القضايا التي تتعلق بالفكر والمعرفة وهي أن تظهر في الأفراد أفكاراً وتصورات تخالف وتعارض فكر التي نشأت عليه الحركة والتي تعتمده في وثائقها وأدابياتها ومنهجها
من هذه التصورات " التكفير والتطرف في مسألة الولاء والبراء .ترك العمل السياسي وتغليب الجانب الدعوي والعكس كذلك .موضوع تطبيق الشريعة ومفهوم الدولة الإسلامية . التحالفات . المشاركة السياسية والمعارضات .الوطنية وأبعادها "
وينتج لنا هذ التباين والتعارض جملة من الإختلالات في الصف
1_ تجسيد القطبية المحورية لهذا التعارض وتتجه نحو الاستقطاب الفكري على حساب الفكر المعتمد والأصلي للحركة وتظهر جماعة داخل الجماعة الكبرى
2_ ترك التجاوب الفكري مع أطروحات الحركة وإحداث نفرة فكرية يتضرر بها الصف والأخطر ما في ترك أن لايكون في صمت بل يخرج إلى الجهر و يتم إظهاره في أشكال مختلفة
3_ يظهر التباين في الأفكار عدم جدية الحركة في حسم خلافها الفكري ويعطي ضبابية في فهم الأعضاء لفكرهم ولا يدفع إلى الوضوح عند الآخرين
4_ الاختلاف والتعارض في الأفكار يبقي الحركة دائما في دوامة النقاش والجدال ويبعدها عن دائرة التخطيط والتنفيذ وهذا في حد ذاته يضعف القدرات والعطاءات في الصف ويدفع إلى ترك العمل والبذل والعطاء
لقد تنبه الإمام البنا رحمه الله تعالى إلى هذه القضية فحسمها منذ البداية بتوضيح معالم ومقاصد فكرته وكانت له الشجاعة في إعلان تبرؤه من كل مايخالف الفكرة المعتمدة وكذلك فعل المرشد المستشار حسن الهضيبي من بعده رحمه الله مع الشباب الذين تبنوا المغالاة في الولاء والبراء فكفروا الناس فرّد عليهم برسالة يوضح فيها عقائد الإخوان " دعاة ولا قضاة " وكذلك فعل الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في ثنائيات الوعي والفهم "الحركة الواعية معا نحو الهدف " ضبط بها فهم الصف عند الأزمة الأمنية والسياسية التي مرت بها الجزائر في التسعينيات
ثانيا : المظاهر السلوكية والأخلاقية
ونريد بها تلك المظاهر التي تنتشر في الصف يُسكت عنها فتستفحل فيخرم بها قوام الأفراد فتتميع أخلاقهم وتضيع شخصيتهم فينفك العقد ويصعُب ضبط الصف بعدها
1_ القيل والقال وكثرة السؤال والتنقيب عن الأحوال والاشتغال بما لايعود على الصف بالنفع والفائدة والاعتقاد أن ذلك من صميم اهتمام بحال الحركة وأوضاعها
2_ الانتهازية والوصولية وحرق المراتب وتجاوز الحدود والسكوت عن إبداء الرأي المخالف مخافة فوات المصالح والفرص النافعة أو استرضاء المسؤول والقائد
3_ ستر المشاعر وعدم كشفها وتجاوز الحقائق وعدم مصارحة الذات والأخر وهذا يحدث تملل وتجاذبات في الصف
ثالثاً : المظاهر التنظيمية
ونريد بها التجاوزات الإدارية التي يحدثها الفرد داخل الحركة من حيث يشعر أو لايشعر
1_ عدم تنفيذ التعليمات والأوامر الصادرة إليه من باب أنها على جهة الاختيار والتقدير وليس الإلزام والحتم
2_ الخروج عن قرارات مؤسسات الحركة المجلس الشورى والقيادة العامة للعمل وغيرها
3_ ضعف التواصل أو عدمه مع القائد والمسؤول بإهماله أو استصغاره فيما يُصدره
4_ السعي إلى تشكيل المحاور داخل الحركة باسم الجهة أو العصبة أو الصداقة وغيرها
مهمته في ضبط الصف
يجب عليَّ أن أوضح مسألة مهمة قبل الحديث عن مهمة المربي
" لايجب أن نتصور أو نعتقد أن مهمة ضبط الصف هي مهمة خاصة وعينية تتوقف على المربي فقط بل هي مهمة جماعية تشترك فيها كل مؤسسات الحركة كمتابعة مجلس الشورى الوطني للمكتب التنفيذي الوطني هي ضبط للصف ومتابعة المكتب التنفيذي الوطني للمكاتب الولائية وغيرها هي ضبط للصف ومتابعة مختلف مؤسسات الحركة هي كذلك ضبط للصف "
حقيقة يجب أن تدرك ...." إن ضبط الصف يجب أن تبدأ في ذات الفرد وتصقل شخصيته على ذلك ومن هنا كانت مهمة المربي صانع الرجال والأجيال "
أن تنصب مهمة المربي في تربية الفرد وهو يضبط به الصف على الأمور الآتية ...
أولا : وضوح التصور
تعميق الفهم وفق أصوله العشرين ... توضيح ورسم الهوية الحركية " شخصيتها .منطلقاتها .طبيعتها .مجالها "
تحديد الأهداف وأبعادها وأحجامها وطبيعتها .... توضيح الرؤية والموقف من أبرز القضايا في المجتمع والعالم
ثانياً : وضوح الولاء
بتجريده وتصفيته وإبعاده من كل الشبهات والتلونات والتغيرات وهي على جهة متنوعة
الولاء لله تعالى وهو الكلي الجامع للأمة " الله غايتنا "...الولاء للرسول عليه الصلاة والسلام من جهة الأسوة والإقتداء والإتباع ومصدر الهدي واقترانه في التوحيد والشهادتين
الولاء للجماعة من باب العقد والعهد والوفاء من أخلاق المسلم والمسلمون عند شروطهم " كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وقال المولى عزّوجّل " أوفوا بالعقود "
الولاء للوطن من جهة احتضان الأمة وتاريخها ودينها فلا يستقيم هذا الدين إلا في هذا الوطن وأستشهد في سبيل تحريره ونشر الدين فيه الملايين من المسلمين
ثالثاً : تحقيق الترابط في المشاعر بين الأفراد
1_ درء الفتنة من النفوس : الغرور. العجب. الغتبة والنميمة . التجاوب مع الإشاعة والشبهة والشهوة
2_ تثبيت المحبة وتوثيقها : الحب الوثيق من أبرز الوسائل الكبرى للدعوة
3_ إقامة جلسات المودة والتقارب: المبيت الجماعي.الالتفات لهموم الناس والانشغال بها . التزاور
رابعا : التركيز على التربية المؤسساتية
1_ احترام قرارات المؤسسة وتنفيذها مهما كانت طبيعتها " العهد في المنشط والمكره "
2_ اجتناب الفردية والشخصانية والاستعلاء والتأويل المغرض الذي يدفع للتجاوز
3_ قبول الرأي والرأي المخالف وعدم التطاول عليه وتوسيع الصدر له
4_ حمل النفس على الجماعية والعيش المشترك
5_ اجتناب التبريرات واستغلال الهفوات وترك المخارج في السير العادي
خامسا : تثبيت ثقافة وسلوك العدل والإنصاف
1_ توضيح الحقوق والواجبات في العضوية
2_ تحديد المصلحة الفردية التي يسعى لها الفرد مع توعيته بمصلحة الجماعة
3_ ضبط التوازن بين المبادئ والمصالح في نفسية الفرد داخل الصف
4_ لا مانع من سعي الفرد لمصلحته إلا أنه لايحق له أن يقفز على الحقائق واللوائح والمراسم والمراتب