عميد الدعوة الإسلامية في الجزائر
الشيخ أحمد سحنون يودع الدنيا
بقلم: التهامي مجوري
انتقل إلى رحمة الله عميد الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد الإستقلال، وأحد فعاليتها الصادقين، الشيخ أحمد سحنون يوم الاثنين 14 شوال 1424 الموافق لـ 8 ديسمبر 2003 بعض قضاء أسبوعين في مستشفى عين النعجة العسكري، الذي دخله إثر نوبة قلبية أصابته صبيحة عيد الفطر المبارك، في وقت كان يتهيأ إلى صلاة العيد، وبعد الفحوصات الأولية التي أجريت له، تبين أن الإصابة جلطة في الدماغ، أدخلته في غيبوبة تامة طيلة الأسبوعين الذين قضاهما في المستشفى، ربما كانت هذه بداية هذه الوعكة نتيجة انفعال أو تحصر مما يشهد يوميا من تحولات في البلاد إلى الأسوأ.. كيف لا يصاب بجلطة وهو يرى أثار جهده وجهود إخوانه لأكثر من نصف قرن مضى تذروها الرياح من ردة إلى ردة، وهو الشاعر الحساس الذي يتأثر لأبسط المظاهر السلبية فضلا عن أن تكون هذه المظاهر مما يمس أخلاق الناس وأعراضهم وكرامتهم.
فرحم الله الفقيد وتقبله بقبول حسن وأسكنه فسيح جناته، وانزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
البداية والتحول
ولد الشيخ أحمد سحنون سنة 1907 بقرية ليشانة بالزاب الغربي ولاية بسكرة، تربى تربية قرآنية على يد والده وشيوخ عصره، حيث حفظ القرآن وعمره 12 سنة، وتعلم علوم اللغة العربية ومبادئ علوم الشريعة في الكتاتيب على شيوخها، ومنهم الشيخ محمد بن خير الدين رحمه الله، ولم يلتحق بمدرسة أو جامعة لا الزيتونة ولا القرويين ولا الأزهر ولا غيرها كما هي عادة أقرانه، أمثال الشيخ فرحات الدراجي والشيخ محمد العيد آل خليفة وغيرهما رحمهم الله، ولكنه كان أوسع اطلاعا منهم، لكثرة مطالعته وحبه للكتاب، لا سيما بعد التحاقه بحركة الإصلاح بالعاصمة، وتعرفه على الشيخ عبد الحميد بن باديس. قال لي الشيخ ذات يوم وهو يحدثني عن حبه للكتاب وعشقه للمطالعة، كنت أستعير كتبا من الشيخ محمد العيد وأقرؤها قبل أن يطلع عليها هو.
كانت اهتمامات الشيخ في بداية شبابه أدبية محضة، يهتم بالشعر والقصة والنقد...، رغم تكوينه الديني، إلا أنه ابتداء من 1936 تحول تحولا كليا في جوهر الاهتمام، وانتقل من مجرد مهتم بجماليات الشعر والقصة والأدب عموما، إلى رجل إصلاح يهتم بالفكرة ووعائه الفني، بعد التقائه بالشيخ ابن باديس، وسماعه لتوجيهات هامة تلقاها في شكل أسئلة مركزة اعتبرها الشيخ توبيخا وعتابا فكان لها أثرا طيبا في تحوله!!
قال له ابن باديس في أول لقاء له به:
- ماذا قرأت؟
- قرأت جرجي زيدان، طه حسين، وقرأت عن الأدب الفرنسي والأدب الألماني...إلخ
- فتبسم الشيخ وقال له هلا قرأت ابن قتيبة؟ هلا قرأت الزمخشري؟ وهلا... وهلا...
يقول الشيخ وما زال يردد علي عناوين لم أطلع عليها من قبل، حتى رأيتني لا أعرف شيئا عن الأدب والأدباء... ومذ ذلك اليوم عكفت على ما ذكر لي من عناوين وغيرها من كتب التراث، فالتهمتها التهاما، ومنها تحول كياني كله.
في منتصف الثمينيات قرأت دراسة حول شعره، تناول فيها الكاتب "الغزل" في شعر الشيخ أحمد سحنون!! فاستهجنت هذا الكلام بسبب الارتباط الحاصل بين الشعر الغزلي والقيم الهابطة وشعراء المجون والانحلال، فاتصلت بالشيخ وسألته هل فعلا كتبت في الغزل؟؟
فقال لي لقد همنا في كل واد ألم يقل الله عن الشعراء (في كل واد يهيمون)، ولكن ذلك كان في بداية رحلتي مع الشعر وهي قصيرة، والذي يظهر أن هذه الفترة كانت قبل سنة 1936، أي قبل التحاقه بحركة الإصلاح كعنصر عامل وفعال.
ورغم أن هذه الفترة التي لم يرض عنها الشيخ ولا يعدها من عمره المعتبر، إلا أنها كانت المرحلة المؤسسة لحياته الأدبية والفكرية فيما بعد، ولم يرتكب فيها ما يندم عليه، وإنما بحكم جديته وصدق توجهه، رآها عبثا غير ذات قيمة ونوعا من اللغو الذي لا يجيزه الشرع.
في موكب الإصلاح والثورة
بعد التحاقه بحركة الإصلاح، برز كواحد من شعراء جمعية العلماء وإمام من أئمتها الوعاظ بمساجد العاصمة، حيث كان ينشر شعره بجرائد الجمعية ورجالها –النجاح والشهاب والبصائر- ويدرس بالمساجد ويعلم القرآن، إلى أن استقر به المقام بوظيفتين هامتين وهما، عضو في هيئة تحرير البصائر، وإمام خطيب ومعلم القرآن بمسجد بولوغين.
وقد عرف بين العاصميين بقدرته الفائقة في الخطابة والقدرة على توعية الجماهير وتوجيههم الوجهة الإصلاحية، في تصحيح عقائدهم وتهذيب أخلاقهم.
ولما اندلعت الثورة في نوفمبر 1954 التحق بها من غير أن يتخلى عن وظيفته الرئيسية في إمامة الناس وتعليم القرآن، ويذكر أنه في سنة 1952 أو 1953 أي قبيل اندلاع الثورة قد شكل مع مجموعة معه تنظيما خاص للقيام بأعمال عنف ضد الإستعمار الفرنسي على طريقة المنظمة الخاصةOS التي كانت لحزب الشعب الجزائري، ولكنها لم تنجح أو بدأت ولم تستمر، وربما كان لتحضيرات الثورة دخل في الموضوع؛ لأن إرهاصات الثورة في الواقع قد بدأت منذ مجازر ماي 1945.
وقد ذكر الشيخ أحمد توفيق المدني في مذكراته "حياة كفاح" بعض الأعمال التي كان يقوم بها الشيخ وبعض الأمور التي كانت تسند إليه عن طريقه، إلى أن القي عليه القبض في 24 ماي 1956 وسجن، وكان مما طلبه منه الاستعمار يومئذ أن يوجه نداء إلى المجاهدين "الفلاقة" أن يضعوا السلاح، وباعتباره خطيبا مسموعا في العاصمة وله جمهور واسع أن يتوجه إلى الناس بنداء يحذرهم من هؤلاء الخارجون عن القانون!! فلم يرض بتنفيذ ما طلب منه، وتحت الإلحاح والضغط والتهديد بالقتل إن لم يفعل.. قال لمستجوبيه من العسكر:
أنا الآن في حكم الميت، إذا نفذت ما طلبتم مني يقتلني إخواني، وإذا لم أنفذ تقتلوني أنتم!! وما دمت ميتا، فليكن موتي على أيديكم أفضل من أن تكون نهايتي على أيديهم... فحكم عليه بالإعدام.. وقضى ثلاث سنوات بين الزنزانة والمعتقل، وفي سنة 1959 أخرج من السجن لأسباب صحية بمساعدة طبيب يعرفه أخوه، ثم هربوه إلى مدينة سطيف، وعاد إلى النشاط من جديد.
نشاطه في السجن وأثاره الأدبية
أما نشاطه في تلك السنوات الثلاث التي قضاها في السجن، فكانت كنشاط أي مثقف ومصلح، فقد تركزت على المطالعة والتعليم والكتابة، وكان من بين ما التزم به هو متابعة ما يصدر من "الظلال" –في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله، يقول الشيخ معلقا على تعلقه بذلك الكتاب الذي كان يصدر تباعا وصاحبه في السجن، كان الظلال يخرج من السجن في مصر ويدخل السجن في الجزائر. وبحكم أن الشيخ لم يتفرغ للكتابة مثله مثل الكثير من علماء الجزائر، ولم ويهتم كثيرا بالتأليف، وإنما كان عمله ميدانيا، خطابة وتدريسا وتوجيها، فكان ما صدر له من أعمال، قد أفرزته ظروفا خاصة. فقد صدر له ديوان سنة 1977 عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، في سلسلة شعراء الجزائر، بعنوان "حصاد السجن" وهو الديوان الوحيد الذي كتبه في السجن، وصدر له عن نفس الشركة سنة 1981 كتاب بعنوان "دراسات وتوجيهات إسلامية"، جمع فيه المقالات التوجيهية التي كان يكتبها في جريدة البصائر، وهي مقالات كتبها باقتراح من الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، عندما زاره إلى مسجد بولوغين، وصلى معه الجمعة، بأعجب بالخطبة وطلب منه أن يدون هذه الجمعات وينشرها في البصائر، ولما كان الشيخ يرتجل الخطب ولا يكتبها، التزم بتنفيذ طلب الشيخ البشير بكتابة مواضيع على نفس المنوال التوجيهي.. فكان هذا الكتاب.
وله كتابان آخران لم يطبعا بعد، قد كتبهما أيام محنته سنة 1982، حيث كان في الإقامة الجبرية في بيته، فألف ديوانا ثانيا، وتراجم لبعض الصحابة رضي الله عنهم وسماه "كنوزنا".
من الوظيفة إلى الاستقلال
وبعد الاستقلال عين الشيخ إماما للجامع الكبير بالعاصمة وعضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى، وكان أيضا عضوا بجمعية القيم التي كان يرأسها الدكتور الهاشمي التيجاني، والتي تعتبر امتدادا لخط جمعية العلماء من الناحية المنهجية، بعد منع جمعية العلماء من العودة إلى النشاط الرسمي بحجة خيار السلطة الأحادي، ولكنه لم يلبث أن استقال من جميع الوظائف الرسمية، بعدما تفرق علماء الجمعية بين من اختار العمل من داخل الإدارة والنضال في إطار مؤسسات التربية والتعليم وإدارة الشئون الدينية والأوقاف، وبين من أراد النضال من خارج المؤسسات الرسمية للتعبير عن الرفض لتوجهات السلطة الرسمية وعلى رأسها الاتجاه الاشتراكي الذي اختارته سلطة البلاد.
يذكر الشيخ قصة وقعت له مع بومدين لما كان إماما للجامع الكبير.. قال كان من العادة أن ينظم الرئيس جلسة بمناسبة العيد، ومن بين من يحضرها إمام الجامع الكبير... فذهبت إلى ذلك اللقاء الرسمي، وإذا ببومدين يناديني باسمي، سي أحمد تعالى!! فاقتربت منه.. فقال لي اجلس إلى جانبي، وما إن جلست حتى قال لي: أرأيت كيف تلتقي الإشتراكية بالإسلام؟ فقلت له كلا لا يلتقيان!!
وبعد استقالته من الوظيفة الرسمية تفرغ الشيخ إلى العمل الدعوي الحر، من مسجد النصر بباب الوادي إلى مسجد أسامة بن زيد حيث يسكن الآن، وغيرهما من مساجد العاصمة.. والمسجد الذي يعتبر من مؤسسيه رفقة رفيق دربه الشيخ عبد اللطيف سلطاني، مسجد دار الأرقم الذي كان شقة تحت عمارة لا يتسع لجماعة صغيرة فضلا عن أن يكون قبلة لجميع المحبين للأئمة الأحرار من الذين تمردوا على وزارة الشئون الدينية ومقرراتها السلطوية.
لقد كان الشيخ من القلائل الذين يمثلون الخط المتمرد على السلطة، لا سيما بعد مضايقة الشيخ مصباح حويذق ونفيه من العاصمة، فقد كان زملاؤه الذين اختاروا طريق المعارضة قليلون، من بينهم الشيخ عمر العرباوي والشيخ الساسي لعموري والشيخ عبد اللطيف سلطاني.. ولكن هذا التوجه قد تعزز بنخبة طيبة من الشباب الجديد من جيل الإستقلال، من شباب الجامعة والمدرسة الجزائرية التي أطرها –في مجملها- معلمو مدارس جمعية العلماء وإطاراتها، فكان التواصل الإيجابي والتواصل الموروث عن الجيل الباديسي.
محطات ومواقف
للشيخ مواقف كثير لا يمكن أن تحصر في هذه العجالة بهذه المناسب الأليمة، ولكن يمكن إجمالها في محطات رئيسية كبرى ومواقف هامة كان لها تأثيرها في حينها، وقيمتها التاريخية.
1. تسجيل الموقف السياسي من الخيار الإشتراكي وموقف الإسلام منه في الوقت الذي كان البعض يبحث عن صيغ توفيقية بين الاشتراكية العلمية والإسلام، فكان موقف الشيخ مع رفيق دربه الشيخ عبد اللطيف سلطاني الذي ألف كتابا وطبعه في المغرب بعنوان "المزدكية أصل الاشتراكية"، واضحا من الاشتراكية، وسجلاه في سنة 1976 وقبلها فيما كان يلقيانه من دروس وخطب.
2. إصدار بيان النصيحة في تجمع مسجد الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة سنة 1982 الذي وقعه مع الشيخين عباسي مدني وعبد اللطيف سلطاني، والذي كان أول ظهور سياسي للتيار الإسلامي، كقوة معارضة ذات وزن، في جو الجزب الواحد، فقد كان بيانا سياسيا يتضمن المعارضة السلمية ورفض العنف الذي أطل على البلاد بقرونه بسبب تعجرف السلطة.
3. نصحه المتكرر للشيخ مصطفى بويعلي رحمه الله بالتخلي عن العنف، في زياراته التي كان يقوم بها له خفية.
4. تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية، بمعية إطارات العمل الإسلامي الموجودة في الساحة، كإطار عام وقارب نجاة للمجتمع بعيدا عن صراعات السياسة وما يمكن أن تجره على البلاد والعباد من ويلات التمزق والتشرذم الحزبي الذي اكتووا بناره قبل الاستقلال فيما كان من شقاقات بين حزب الشعب وأحباب البيان وجمعية العلماء... والذي كان سببه الحقيقي التحزب وليس الفروق السياسية في العمل للاستقلال، فكان الشيخ حريصا على أن لا تتحول الدعوة إلى مجرد حزب سياسي ومجرد رقم من الأرقام الحزبية .
5. نزوله إلى حي بلكور على كبر سنه وتحمله مسئولية إيقاف المسيرة التي دعا إليها الشيخ علي بلحاج في العاشر من أكتوبر 1988، بغرض إنقاذ الشباب من فوهة المدافع التي كانت منصوبة في ساحات العاصمة يومئذ رغم تخوفه المفرط أحيانا في أن يسجل عليه التاريخ موقفا مضادا لإرادة شعبية.
6. الرسالة الموجهة للأعضاء المؤسسين للجبهة الإسلامية للإنقاذ، والتي قرأها عليهم ابنه الروحي الشيخ عبد المقتدر، والتي مفادها الدعوة للتريث، على اعتبار أن مشروع الرابطة أجدى وأنفع من أي عمل حزبي.
7. إشرافه على تنظيم التجمع النسوي بوصفه رئيسا لرابطة الدعوة الإسلامية، الذي حضره ما بين 700 ألف إلى مليون امرأة، وتقديم عريضة للمجلس الشعبي الوطني تطالب فيه نساء الجزائر تثبيت القانون باعتباره مستمدا في مجمله من الشريعة الإسلامية، وتسجيلا لموقف الحركة الإسلامية من قانون الأسرة الذي تطالب الجمعيات النسوية العلمانية بإلغائه، وقال الشيخ بهذه المناسبة "قانون الأسرة لا ينسخه إلا كفر بالله"
8. اشتراكه في تشكيل لجنة الدفاع عن السجناء السياسيين م بداية الأزمة سنة 1991
9. وأخيرا اعتزال النشاط وعدم ظهوره خلال الأزمة التي عصفت بالبلاد، حيث كان الموقف لا مجال فيه للعقلاء.
جزاؤه كان جزاء سنمار
كل هذه المحطات والمواقف الحافلة بالصدق والحرص على البلاد والعباد، لم تشفع له لا عند السلطة التي سجنته وضيقت عليه وحاصرته، حتى أنه قال ذات مرة "لم يوضع رأسي في شكارة" إلا في عصر الاستقلال!! ولا عند أبناء الحركة الإسلامية الذين رموه بـ"الخرف" والانحياز إلى جماعة على حساب جماعة أخرى؛ بل منهم من رماه بالانحراف والبدعة، فهو أشعري في عقيدته شك ومالكي متعصب عند بعضهم!! وخور جبان عند بعضهم الآخر!! ولا علاقة له بالعلم والعلماء فهو مجرد شاعر عند آخرين!! وطامة الطوام محاولة اغتياله المنسوبة لأبناء الحركة الإسلامية من الذين انتسبوا للجماعة الإسلامية المسلحة.
لا شك أن لهذه المواقف المخزية من طرف السلطة وطوائف من شباب الحركة الإسلامية، لها خلفيات سياسية وحزبية مقيته.. فقد حكى لي ذات مرة أن الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله وضع اسمه في بيان "من أجل التصويت بنعم" على مشروع دستور فبراير 1989 دون علمه هو الشيخ عبد المكي عبادة.. كما أنه كان ميالا للشيخ محمد السعيد رحمه الله زعيم جماعة البناء الحضاري، بحكم الملازمة، حيث كان معه خطيبا لمدة 10 سنوات في مسجد دار الأرقم بشوفالي، وربما كان يطمئن إليه أكثر من غيره.. وكان لا يفرق بين أحد وآخر ابتداء، فكان إذا سئل عن جماعة التبليغ مثلا، قال إنهم صحابة.
إن الشيخ سحنون لم يكن مع أحد ضد أحد، ولا يقرب أحد أو يبعده إلا بمقدار ما يلحظ فيه من إخلاص وتقوى، وصدق وعمل صالح، بعيد كل البعد عن الحزبية وعن التعصب للجماعات، بل يعتبر نفسه أبو الجميع وأخو الجميع، ما دام هذا الجميع يعمل للتمكين للإسلام والإصلاح الاجتماعي.
جاء ذات يوم شاب يستفتيه في مسألة.. فقال له الشيخ اذهب إلى الشيخ حماني واستفته فإنه أحسن من يفيدك في هذه المسألة، فقال له الشاب أنا لا أثق في الشيخ حماني وكان الشيخ حماني يومها رحمه الله رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى... قال له الشيخ إذا كنت لا تثق في حماني ففيمن تثق إذا؟!
إن هذه المواقف الجامعة والثابتة والبعيدة عن الحزبية، التي يستحق بها الشيخ بأن يطلق عليه إسم عميد الدعوة الإسلامية في الجزائر، ربما هي التي جرأت عليه المتنطعين فوصفوه بما يحلو لهم من وصفات ناقمة مريضة
فإلى الله المشتكى